اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قائد القسام في جنوب الضفة - كفيف الخليل


Recommended Posts

كفيف الخليل .. إنها لا تعمى الأبصار

"أكرم صدقي الأطرش"، قائد كتائب عزّ الدِّين القسَّام في جنوب الضفة الغربية.

يدعك في عاصفة من الأسئلة، وأمام حقيقة تعجز عن تصديقها، وكأنها دراما لكن بطلها كفيف.

الكفيف يقود الكتلة الإسلامية

في مدينة الخليل الأثرية، وفي أحد أزقتها الضيقة القديمة، وُلِد القائد المتميز "أكرم صدقي الأطرش" 1973م، لم يكن طفلاً عاديًّا، فقد حرم تقريبًا من نعمة البصر إلا من بصيص نور ضعيف، ولكنه عُرف بذكائه وروحه المرحة؛ إذ سرعان ما أثبت تفوقه في دراسته بمدرسة المكفوفين وفي المدرسة الشرعية الإسلامية، وفي كلية الشريعة في جامعة الخليل؛ ليصبح أميرًا للكتلة الإسلامية فيها.

الأطرش: الكفيف البصير..!!

لم تقف الإعاقة حائلاً بينه وبين رغباته، إذا رغب في شيء سعى لتنفيذه متوكلاً على الله، حتى يشك من يراه أنه فاقد البصر؛ فهو يمتلك قدرة رهيبة في معرفة من أمامه دون أن يراه، ويعرف مفتاح قلبه ليمتلكه، ويدعه يدور في فلكه ليجذبه إلى الفكر الإسلامي، ويقنعه به لسهولة أسلوبه وجاذبية شخصيته.

تقول إحدى قريباته "رغم أنه وُلِد ضريرًا، فإنك قد تظن بأنه المبصر الوحيد في عالمنا فقد كان يغمر الصغير والكبير بالحنان"

لن يتزوج إلا وهو مبصر

تتذكر أمه ودموعها تنحدر: "فور أن أنهى دراسته الجامعية التحق ببرنامج الدراسات العليا، ولم تكن عيني تفرح به حتى حام البوم حول منزلنا، وبدأت مداهمات جيش الاحتلال له بصورة متكررة بحثًا عن فلذة كبدي أكرم".

وتكمل: "وبفضل الله استطاع أن ينجو من قبضتهم ليتجرع سنوات المطاردة بحلوها ومرها"

وتوقفت برهة لتعلو شفتيها ابتسامة وكأن ابنها أمامها يمازحها قائلة: "وخلال هذين العامين لم أتمكن من رؤيته إلا قليلاً عندما كان يأتي إليَّ متخفيًا خافيًا سلاحه بين ملابسه، فيبذل قصارى جهده ليساعدني في أعمال المنزل، وفي أحد الأيام قدم لزيارتي وكنت قد انتهيت من غسل الملابس ودون أن أنشرها فأصرَّ أن يقوم بنشرها، فارتدى زي صلاتي، وصعد على السطح لينشره".

ثم أغمضت عينيها لتنقب في ذاكرتها الممتلئة وقالت:"بعد أن أنهى دراسته الجامعية رجوته أن يفرح قلبي بزوجته، وأن أكحل عيني برؤية ذريته قبل أن أرحل إلى ربي، ولكنه كان قبل أن أكمل جملتي يرد عليّ بقوله كيف أتزوج وأنا كفيف؟ لن أتزوج إلا إذا كنت مبصرًا، وكان يمازحني داعيًا: يا ربِّ يجعل يومي قبل يومك ويرزقني ما أريد".

وكنت لا أدرك مقصده فأدعو الله أن يعيده إليّ سالمًا فيرد علي: "يا أمي أأسلم من الشهادة؟".

حكايته مع المجاهدين

وكان لا يلقي سلاحه حتى وهو نائم أو في صلاته لشدة يقظته.

طاردته القوات الصهيونية، وظلَّت لعامين تبحث عنه، حاولت اغتياله عدة مرات وفشلت، فهو القائد العسكري لـ"حماس"في منطقة الخليل، و له دور أساسي في إيواء المطاردين، وبلغ الغيظ بقوات الاحتلال مبلغه ففي كل مرة يأتون بيته لا يجدونه، وهو ما جعل قائد الوحدة المقتحمة يقول لعائلته بكل صلف: سنظل نبحث عن أكرم حتى نجده، وسنأتي كل يوم ونشرب الشاي معكم !

قتلوا جثته المحترقة

بتاريخ 9-4-2002م كان موعد الأطرش مع تحقيق أمنيته، حيث اجتاحت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة "دورا" في الضفة الغربية واحتلتها بالكامل، وقصفت المدينة بطائراتها واجتاحتها بدباباتها.

أكَّد شهود عيان أن مجموعة من القوات الخاصة هاجمت منزل أحد المجاهدين، وأخرجت منه الأطرش، ووضعوه في مرمى نيرانهم، وأطلقوا عليه قذيفة دبابة، وهو ما أدى إلى احتراق جثته ولم تنتهِ بشاعة وإجرام جيش الاحتلال عند هذا الحد، بل أرادوا أن يطفئوا نار حقدهم التي لن تطفأ إلا بدمائه ليقتلوه مرة أخرى، فسحبوا جثته إلى المنزل ليدمروه عليه..

هل كانوا يخافون أن تعود الروح إلى الأشلاء المحترقة.. أم تراهم يعلمون أنه لا سبيل لهم إلى روحه الحرة؟

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...