sand بتاريخ: 7 يناير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 يناير 2007 الإخوان في 2006م.. انتصارات واعتقالات ووجود أقوى بالشارع دخل الإخوان المسلمون إلى عام 2006م، محمولين على الأداء البارز الذي حققوه في الانتخابات التشريعية التي جرت بين شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2005م، حيث حصلوا على 88 مقعدًا وقد كان ذلك الانتصار السياسي الكبير عاملاً مساعدًا في تحقيق المزيد من الأداء الإيجابي وبخاصة على المستوى البرلماني مما كرَّس وجود الجماعة كأبرز تيار معارض في الحياة السياسية المصرية. ولم يكتف الإخوان المسلمون خلال العام 2006م، بالمشاركة السياسية الداخلية فقط بل واصلوا دورهم في التعليق على الأزمات والملفات المختلفة حول العالم وبخاصة الإسلامية منها إلى جانب تلك التي تتعلق بالمجتمع الإنساني في عمومه ومن يمكن ملاحظة أوجه الأداء الإخواني من خلال بعض الأطر: أ. محمد مهدي عاكف - مواقف المرشد العام: اهتم فضيلة المرشد العام الأستاذ محمد مهدي عاكف بتوضيح مواقف الجماعة في الكثير من القضايا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ولم يقتصر ذلك على القضايا السياسية وإنما شمل مختلف القضايا الإنسانية كالأخلاقية والاجتماعية وحتى الرياضية منها وذلك تطبيقًا لفكرة أن الإخوان المسلمين "جماعة شاملة" لا تقتصر في أدائها على الناحية الاجتماعية أو السياسية وإنما توازن في الأداء بما يتناسب مع مختلف حاجات المجتمع المصري والإنساني بصفة عامة. ومن أبرز الملفات التي تناولتها الرسائل الأسبوعية قضية النظام العالمي الجديد الذي وجه له فضيلة المرشد انتقادات حادة بصورته الحالية مطالبًا بتعديله أو إحلال نظام جديد محله بسبب الأخطاء التي باتت تشوبه، كما كانت هناك تهنئة فضيلة المرشد للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية التي نظمتها مصر بين شهري يناير وفبراير الماضيين، وهو ما أشار إليه فضيلة المرشد بقوله إن "الإخوان المسلمين جماعة رياضية" كما احتلت القيم الإسلامية مساحة واسعة في المواقف التي أعلن عنها المرشد العام والذي سعى إلى ربط الحفاظ على القيم الإسلامية بالمشكلات التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية على مختلف المستويات سواء كانت مشكلات اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية من زاوية أن فقدان تلك القيم هو ما قاد إلى تلك المشكلات وبالتالي فإن العمل على استعادتها سيؤدي إلى إنهاء تلك المشكلات المختلفة. كذلك كان هناك حرص من فضيلة المرشد على توضيح منهاج الجماعة الفكري والأسس الإسلامية التي يستند إليها وفي مقدمتها الاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والعمل على الإصلاح الشامل من خلال المنهج السلمي. - بيانات الجماعة: حرصت الجماعة أيضًا على التعبير عن مواقفها في مختلف الملفات والقضايا الداخلية والخارجية فكانت البيانات تعلق على قضايا التوريث والإصلاح الديمقراطي في مصر إلى جانب القضايا العربية التي حرصت الجماعة في تناولها على التأكيد على ضرورة دعم الشعوب والنظم العربية والإسلامية للمقاومة بهدف التصدي إلى تيارات الغزو والاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد العالم العربي، وظهر ذلك في رفض الجماعة للاعتداء الصهيوني على لبنان الصيف الماضي حيث طالبت الدول العربية بالتصدي لذلك العدوان كما نددت بالغزو الإثيوبي للأراضي الصومالية مطالبة باحترام سيادة دولة الصومال. م. خيرت الشاطر وبالطبع كانت القضايا الداخلية في قلب اهتمامات الجماعة وفي مقدمتها قضية الإصلاح السياسي التي حرص الإخوان على تأكيد سعيهم وراء تحقيقها على الرغم من كل العراقيل التي عانوها في مسيرتهم تلك ومن بينها حملات الاعتقالات العنيفة التي دأبت الحكومة على شنها على الجماعة وطالت مختلف المستويات في الجماعة حتى وصلت إلى النائب الثاني لفضيلة المرشد العام المهندس محمد خيرت الشاطر إلى جانب محاولات الإقصاء السياسي والتي شملت تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة أبريل الماضي لمدة عامين بهدف حرمان الجماعة من مواصلة انتصاراتها السياسية التي بدأت بالحصول على 88 مقعدًا في الانتخابات التشريعية. لكن الجماعة واصلت تحركاتها السياسية رغم كل الاعتقالات فكانت هناك مواقفها الأخيرة من التعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس حسني مبارك وعبرت الجماعة عن رؤيتها لتلك التعديلات المقترحة بكل صراحة ودون مواربة حيث أكدت أن التعديلات لن تؤدي إلا إلى إقصاء كافة المواطنين عن الممارسة السياسية إلى جانب عدم تقديمها الحماية السياسية للملكية الخاصة والحريات الشخصية. - التحركات السياسية للجماعة: شهد العام 2006م، نشاطًا كبيرًا للجماعة حيث نجحت في تحقيق عدد كبير من المقاعد في الانتخابات العمالية التي جرت في الربع الأخير من العام على الرغم من شطب عدد كبير من مرشحي الجماعة والقيام بعمليات تزوير لصالح مرشحي النظام الحاكم. كذلك كانت هناك التحركات الشعبية التي قامت بها الجماعة وفي مقدمتها المظاهرات التي حركتها الجماعة للتضامن مع المستشارين هشام البسطاويسي ومحمود مكي ضد تحويلهما إلى المحاكمة التأديبية بسبب كشفهما ممارسات الفساد التي شهدتها الانتخابات التشريعية في العام 2005م، وقد أدت تلك التحركات إلى عدم قدرة النظام على إعداد محاكمة موجهة لكلا القاضيين وسارت المحاكمة بصورة طبيعية أسفرت عن تبرئة مكي وتوجيه اللوم للبسطاويسي. د. محمد مرسي، د. عصام العريان وعلى الرغم من حملات الاعتقال التي قامت بها الأجهزة الأمنية ضد أفراد الجماعة المشاركين في تلك المظاهرات وأسفرت عن اعتقال الدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسي إلا أن الجماعة لم تتوقف عن تحركاتها السياسية حيث شهدت الجماعات المصرية اعتصامات طلابية احتجاجًا على شطب مرشحي الإخوان من الانتخابات الطلابية إلى جانب تشكيلهم الاتحاد الوطني الحر للطلاب وقد ردت الحكومة المصرية بقسوة على تلك الاحتجاجات حيث نفذت حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد الطلاب بالإضافة إلى تلفيق الاتهامات لعدد منهم وهي المواقف التي لم تؤد إلى إضعاف الأداء الشعبي والسياسي للجماعة. - الأداء البرلماني: شهدت قاعة مجلس الشعب المصري نشاطًا إخوانيًّا كبيرًا حيث قدم نواب الإخوان الحصة الأكبر من الاستجوابات وطلبات الإحاطة لرئاسة المجلس شملت مختلف جوانب العمل السياسي والخدمي والاجتماعي في مصر وقد أكد المراقبون أن التحركات البرلمانية للجماعة جعلت الحزب الوطني الديمقراطي يشعر بأنه ليس وحده وهو ما يعني أن الأداء البرلماني للإخوان دعم فكرة المشاركة السياسية لمصر وجعل المجتمع المصري يدرك أنه بالإمكان كسر احتكار النظام المصري للحياة السياسية. وحرص الإخوان المسلمون على تنويع الاستجوابات وطلبات الإحاطة فشملت على سبيل المثال مرفق مترو الأنفاق والشقوق التي ظهرت فيه إلى جانب أزمة الرسوم المسيئة للرسول- عليه الصلاة والسلام- والتي كانت الكتلة البرلمانية من أوائل القوى السياسية في مصر والتي لفتت الانتباه إليها. نجاح رغم العقبات وفي الإطار السابق كان لـ(إخوان أون لاين) مجموعة من اللقاءات مع عدد من رموز الجماعة والخبراء السياسيين والأكاديميين في مصر لرصد حصاد 2006م، وتصوراتهم حول العام الجديد 2007م، إخوانيًّا. د. محمد حبيب في البداية وحول أداء كتلة الإخوان في البرلمان أكد الدكتور محمد السيد حبيب - النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين - أنَّ نواب الكتلة استطاعوا تحقيق أداء متميز رغم كل العقبات، وقال إنَّ النواب كانوا مرآةً لكافة مشكلات المجتمع المصري وهموم المواطنين السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وعبَّروا عنها باستخدام كافة الأدوات البرلمانيَّة المتاحة لهم [استجوابات/ طلبات إحاطة/ أسئلة برلمانيَّة]، ولم يقتصر اهتمامهم على قضيَّة بعينها. وركز الدكتور حبيب على جودة الطرح من جانب الكتلة فيما يتعلق بملفي كارثة العبارة "السلام- 98"، وأزمة أنفلونزا الطيور، وهما ملفان شكَّلا تعانُقًا مهمًا لحالتي الفساد والإهمال الضاربَيْن بأطنابهما في مختلف أجهزة الدولة المصريَّة. وفي حديثه حدد الدكتور عصام العريان - القيادي في الجماعة وأمين صندوق نقابة أطباء مصر- عام 2006م كعام إيجابي بالنسبة للإخوان على مختلف المستويات بالرغمِ من كلِّ الصعوبات التي لاقتها الجماعة في مصر بسبب الحراك السياسي والشعبي الذي أحدثته في عموم البلاد والملفات التي نشطت فيها، وركز العريان على حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت طلاب الإخوان وقيادات الجماعة وعددًا من رموزها الأكاديميَّة، والتي طالت أيضًا عدد من شركات الإخوان مما كان له تأثيرٌ سلبيٌّ واضح على المستوى السياسي والاقتصادي العام في مصر. وفي إطار تقييمه للعام المنصرم على مستوى جماعة الإخوان المسلمين قال القيادي الإخواني: إنَّ أهم ملف تبناه الإخوان خلال العام الماضي هو ملف مُناصرة القضاة في معركتهم من أجل فضح التزوير الذي وقع في العمليَّة الانتخابيَّة خلال الانتخابات التَّشريعيَّة التي جرت في نوفمبر/ ديسمبر من العام 2005م، وكذلك كفاح القضاة من أجل نيل استقلالية سلطتهم عن السلطة التنفيذيَّة وتأثيراتها. وقال العريان- الذي كان أحد ضحايا معركة الإخوان من أجل حريَّة القضاء في مصر- إنَّ هناك نحو ألف من الإخوان المسلمين تمَّ اعتقالهم بسبب موقف الجماعة هذا، وخرجوا من معتقلات النظام وقد ازدادوا يقينًا بعدالة موقفهم. أداءٌ متميز للكتلة وحول أداء الكتلة البرلمانيَّة للإخوان المسلمين في الدورة الفائتة من الفصل التشريعي الحالي لمجلس الشعب المصري قال د. العريان إن أداء النواب كان مُتميزًا؛ حيث استخدموا كافة الأدوات الرقابيَّة بكفاءة وفاعليَّة، كذلك كان هناك اهتمامٌ واسعٌ من جانب نواب الكتلة في مجلس الشعب بكافة القضايا والملفات التي تمسُّ مصر وكانت في صُلب اهتمامات الرأي العام المصري؛ بحيثٌ يمكن القول إنَّ الكتلة عبرت وبقوة عن مختلف هموم الشعب المصري وطرحتها بشكلٍّ جيد. د. عمرو الشوبكي وفي ذات الملف- أداء الكتلة البرلمانيَّة للإخوان في مجلس الشعب- أشار الدكتور عمرو الشوبكي الخبير السياسي في مركز الدراسات السياسيَّة والإستراتيجيَّة بالأهرام إلى أنَّ أداء الكتلة كان جيدًا في المجمل العام، وكان أهم ما ركَّزَ عليه الشوبكي في حديثه للموقع في هذا الإطار هو نجاح الكتلة في تمثيل هموم المواطن المصري، وعدم الاقتصار على قضايا بعينها دون الأخرى. وأشار الشوبكي إلى أنَّ الكتلة كانت بوابة مهمة للجماعة للتعاطي مع ملفات الإصلاح السياسي في مصر، والملفات السياسيَّة بوجهٍ عام، مثل الفساد وقانون الطوارئ، وكلها ملفات كان أداء الكتلة فيه مُرضيًا إلى حدٍّ كبير. إلا أنَّ الشوبكي عاب من جهةٍ أخرى- ومن وجهةِ نظره- على الكتلة بأنَّها لم تُفلح إلى الآن في خلق شخصيات عامَّة بخلاف ما أنجزته الجماعة في الثمانينيَّات الماضية، ودلَّل على ذلك بشخصيَّاتٍ أفرزتها الكتلة في الثمانينيَّات مثل الدكتور عصام العريان، وقال إنَّ الكتلة الحالية بحاجة إلى دعم رموز يمثلونها بشكلٍ أكثر كفاءة أمام الرأي العام. ضياء رشوان كما انتقد الشوبكي ما وصفه بـ"التنسيق" الذي قامت به الكتلة مع نواب الحزب الوطني الحاكم في مجلس الشعب في قضية التصريحات الأخيرة لوزير الثقافة فاروق حسني التي أساء فيها للحجاب، وقال إنَّ تلك الخطوة لم تكن الكتلة موفَّقة فيها. من جهته رأى الخبير في شئون الجماعات الإسلاميَّة بمركز الدراسات السياسيَّة والإستراتيجيَّة بالأهرام ضياء رشوان أنَّ الدور الأبرز الذي لعبته الكتلة كان في نقل الدور السياسي للجماعة نقلة نوعيَّة على المستويَيْن السياسي والإعلامي، مع نجاح الكتلة في نقل العديد من القضايا من ساحة التعتيم الإعلامي الرسمي إلى الرأي العام مثل قضيَّة العبارة التي لم تكن الجماعة لتستطيع فتحها خارج نطاق ساحة البرلمان، وهو جزء من الدور الإعلامي والسياسي المهم الذي لعبته الكتلة في العام الماضي. انتصارات عديدة وعودة إلى الدكتور عصام العريان وتقييمه لعام 2006م، إخوانيًّا قال إنَّ أهم ما تحقق خلاله هو نجاح الجماعة في فرض الفكرة الإسلاميَّة والمشروع الإسلامي المعتدل وجعل كليهما عنوانًا واضحًا للجماعة في المرحلة الماضيَّة وكذلك في المرحلة المُقبلة. وقال العريان إنَّ نجاحات الإخوان ونشاطهم الجم في الفترة الماضية أدَّيا إلى أنْ تخوض الجماعة حربًا حقيقيَّة مع الدولة التي صعَّدَت إعلاميًّا وسياسيًّا وأمنيًّا ضد الإخوان المسلمين بشكلٍ لم يسبق له مثيل، وانتهت بحملة الاعتقالات وإغلاق الشركات الأخيرة. وفي تصوراته حول مستقبل الجماعة ومسيرتها في العام 2007م، قال العريان إنَّ العام المقبل سوف يكون صعبًا على مختلف المستويات سواءً في مصر أو في العالم العربي والإسلامي؛ وذلك مع استمرار التصادم بين المشروع العربي- الإسلامي للمقاومة وبين المشروع الأمريكي- الصهيوني بين ربوع الأمة. وقال العريان إنَّ الحرائق الأمريكيَّة العديدة التي أشعلتها الإدارة الحالية في واشنطن مُرشَّحة للمزيد من التَّصاعُد، ودلَّل على ذلك بما يجري في الصومال حاليًا، وهو في جزءٍ كبيرٍ منه صراع بين المشروع السياسي الإسلامي والمشروع الإمبريالي الأمريكي- الصهيوني في العالم العربي والإسلامي. وفي تصوراته عن الموقف الحالي ومستقبله في مصر وخارجها في عموم الأمة قال العريان إنَّ الإخوان المسلمين يتصدرون جبهة المقاومة سواء في مواجهة المشروع الأمريكي- الصهيوني أو في مواجهة المشروع السياسي للاستبداد الذي يسيطر على الأمة العربية والإسلاميَّة ومصر ليست استثناءً في هذا المُقام، وقال إنَّ أساس المشروع الإخواني هو السعي إلى تحقيق نهضة شاملة على مختلف المستويات وفق ما تدعو إليه المرجعيَّة الإسلاميَّة. وقال العريان إنَّ الإخوان وهو يخوضون هذه المعركة يتسلحون بالثقة في الله عز وجل، وكذلك بالصبر في مواجهة الابتلاءاتِ والمحن، مع السعي إلى تدعيم الثبات على الفكرة التي يتبناها الإخوان وحشد الشعب المصري وراء المشروع الإصلاحي العام والشامل الذي تُنادي به الجماعة والقوى السياسيَّة والوطنيَّة الأخرى في مصر. وأكد العريان أنَّ مختلف المحاولات التي تتبناها الدولة لاستئصال الإخوان المسلمين من الحياة السياسيَّة والعامة هي محاولاتٍ فاشلة، وقال إنَّ الرهان حاليًا على عنصر الزمن في دعم المشروع الإخواني في مواجهة المشروع الأمريكي- الصهيوني، والاستبداد السياسي الموجود حاليًا في مصر وغالبيَّة بلدان الأمة. اهتمامات متنوِّعة الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين من جانبه قدَّم رؤيةً شاملةً لتعاطي الإخوان مع الأحداث في العام 2006م، وركَّزَ في تناوله أولاً على خبرة حركة المقاومة الإسلاميَّة (حماس) في اللعبة السياسيَّة داخل الأراضي الفلسطينيَّة المحتلة، وتتويج الحركة لذلك بالنجاح في انتخابات يناير 2006م، الماضي العامة وتشكيلها للحكومة هناك والتي صمدت أمام العديد من الأعاصير السياسيَّة، وعلى رأسها الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني بسبب خياره الديمقراطي وتمسكه بتيار المقاومة ممثلاً في حركة حماس، وهو ما يثبت ازدواجيَّة المعايير الغربيَّة في دعاوى الديمقراطيَّة. وقال إنَّ خيار المقاومة هذا أثبت فاعليةً ووجودًا في لبنان أيضًا خلال الحرب الصهيونيَّة الأخيرة على هذا البلد العربي الصغير، وشدَّد حبيب على أنَّ المقاومة كخيار كانت هي الأساس هناك بالرغم من جرائم الحرب التي ارتكبها الصهاينة في لبنان. كذلك حلَّل حبيب موقف الجماعة مما يجري في العراق، ووصف ما يحدث بأنه حرب أهلية وصراع طائفي تحت مظلة الاحتلال الأمريكي هناك، بالمقابل انتقد الحصار الأمريكي على السودان لحمل الحكومة هناك على القبول بخيار تدويل أزمة دار فور، وأشار النائب الأول لفضيلة المرشد العام للجماعة إلى الهجمة الشرسة الراهنة على الإسلام من رسومٍ مسيئة للرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم-، وتصريحات بابا الفاتيكان بيندكت السادس عشر التي أساء فيها للإسلام والرسول- عليه الصلاة والسلام باعتبار أنَّ هذه كانت هي قائمة أولويات الجماعة في المستوى الخارجي في العام المنصرم. أمَّا في الداخل المصري فقد أشار الدكتور حبيب إلى موقف الجماعة خلال معركة القضاة باعتبارها الوقفة الأهم في تاريخ الحياة السياسيَّة المصريَّة في سبيل الإصلاح في الفترة الراهنة، وانتقد بشدة افتئات النظام السياسي المصري الحالي على الحريات في مصر، مع دعمه- أي الحكم القائم في مصر حاليًا- لذلك بترسانة من القوانين المُسيئة للحريات مثل قانون الصحافة وقانون السلطة القضائيَّة الجديد، وكذلك تمديد الدولة للعمل بقانون الطوارئ سيئ السمعة. كما جاء تأجيل انتخابات المحليات ليزيد من الإشارات السلبيَّة من جانب النظام السياسي في شأن مطالب الإصلاح السياسي والديمقراطي في مصر، باعتبار أنَّ كافة هذه الإجراءات والتي توَّجَتها التعديلات الدستوريَّة الأخيرة والتي جاءت بمثابة حواجز وقيود جديدة أمام الممارسة السياسيَّة السليمة هي بمثابة نكوص على التجربة الديمقراطيَّة في مصر، مع وضوح عدم وجود نيَّة حقيقيَّة لدى الدولة للإصلاح في مصر. وختم حبيب كلامه بالإشارة إلى ملف التوريث، وربطه بالتعديلات الدستوريَّة الأخيرة التي تعتبر جزءًا من مجموعة من الإجراءات التي تبنتها الدولة في الملف السياسي مؤخرًا وما نجم عنها في صدد مصادرة الحريات في مصر لتكريس عملية نقل السلطة في مصر عن طريق التوريث وبشكلٍ غير ديمقراطي. قضايا وأزمات على جانبٍ آخر لم تكن الصورة مقتصرةً على وجهٍ واحدٍ من التقييم باعتبار أنَّ العمليَّة السياسيَّة إنَّما هي لعبة غير أُحادية الأطراف مهما حاولت الدولة حصرها في الحزب الحاكم والنظام القائم حاليًا في مصر، وفي هذا الصدد قال الشوبكي إنَّ هناك العديد من القضايا والأزمات التي وقعت فيها الجماعة في الأشهر الأخيرة بالرغم من إنجازها الكبير في الانتخابات التَّشريعيَّة، وهو ما اتَّفق معه فيه رشوان. وقال الشوبكي إنَّ الأداء السياسي للإخوان بحاجة إلى المزيد من التطوير في عدد من الأمور أولها تدعيم جهودهم في مجال الإصلاح الدستوري، وقال إنَّ الجماعة مُطالبة بتقديم رؤية شاملة بديلة للتعديل الدستوري بدلاً من الاقتصار فقط على رفض المشروع الذي قدمه الرئيس حسني مبارك أخيرًا لمجلسي الشعب والشورى لدراستها. نواب الإخوان وعند سؤاله عن المؤتمر الذي عقدته الكتلة البرلمانيَّة للجماعة قبل بضعة أسابيع لطرح رؤيتها للتعديل والإصلاح الدستوريَّيْن في مصر قال إنَّه ليس لديه علم أو لم يصله أي شيء في خصوص ما يمكن تسميته بمشروع متكامل الإخوان للإصلاح الدستوري، وقال إنَّ ذلك معناه أنَّ هناك ضرورة لتدعيم السياسة الإعلاميَّة للإخوان للوصول برسالة الجماعة لكافة أطراف العمليَّة السياسيَّة في مصر والرأي العام بوجهٍ عام. وحول علاقة الجماعة بالقوى السياسيَّة الأخرى في مصر قال إنَّها لا تزال بحاجة إلى المزيد من التطوير من الجانبَيْن؛ الإخوان والمعارضة الوطنيَّة الأخرى في مصر، وقال إنَّ الفترة المقبلة لا تزال بحاجة من الإخوان المسلمين لرسم خطاب إصلاحي مُعلن على القوى السياسيَّة والرأي العام المصري يحمل وبشكلٍ واضحٍ ولا لبس فيه موقف الجماعة من عدد من القضايا الشائكة مثل الدستور المدني والمواطنة والموقف من الأقباط وكذلك المرأة. وأضاف الشوبكي أهمية تناول الجماعة لكل هذه القضايا في ملفٍ واحد يطرح على الرأي العام والمجتمع السياسي في مصر، على أنْ يهتم هذا الملف بقضيَّة مفهوم المرجعيَّة الإسلاميَّة لأنَّها ذات صلة بقضية أخرى أهم وهي قضية الحزب السياسي الذي تسعى الجماعة لتأسيسه بناء على الشكل المدني للعمل الحزبي، وإنْ كانت مرجعياته إسلاميَّة. ضياء رشوان من جهته رأى أنَّ الجماعة مرَّت في العام المنصرم 2006م، بعدد من الأزمات، بعضها وقعت فيه رغمًا عنها والبعض الآخر تسببت فيه الجماعة ذاتها ربمَّا عن غير قصد، وهي: أزمة حوار الـ"طظ" الشهير الذي أُسيء فهم تصريحات فضية المرشد العام للجماعة الأستاذ محمد مهدي عاكف فيه، وتصريحات فضيلته عن متطوعي الجماعة والأنظمة العربيَّة الحاكمة خلال أزمة لبنان، وكذلك أزمة تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني، وأخيرًا أزمة الاستعراض الطلابي الأخير في جامعة الأزهر. وبتقاطع كلام رشوان مع حديث الدكتور العريان والذي أكَّد على أهميَّة التأكيد أنَّ الاستعراض جاء من الطلاب في صورة خطأ غير مقصود، إلا أنَّ رشوان اختلف معه جزئيًّا وختم تصريحاته بالقول إنَّه بالرغم من ذلك، وبالرغم من حسن النيَّة الموجود في تصريحات فضيلة المرشد السابقة فقد أوقعت هذه المشكلات الجماعة في العديد من الأزمات، ومن هنا فمن الواجب على الجماعة خلال العام الجديد 2007م، ممارسة نوع من أنواع الضبط الإعلامي والسياسي حتى لا يتم جرها إلى معارك تخرجها من سياق حربها الأصيلة والأصلية للإصلاح في مصر. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان