Sherief AbdelWahab بتاريخ: 8 يناير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2007 في هذا المقال يتحدث أيمن الجندي -طبيب بالمناسبة -عن مأساته في العيادة التي حاول فتحها بإحدى عمارات العاصمة .. حكايتي مع العيادة د.أيمن محمد الجندي : بتاريخ 7 - 1 - 2007 حينما وقع ذلك الخطاب في يدي – بعد ثمان سنوات كاملة تغير فيها كل شيء - رحت أضحك وأستعيد ذكري تلك الأيام السوداء التي افتتحت فيها عيادة طبية ، وقلت لنفسي أنت مجنون .. لا يوجد أحد يكتب مثل هذا الخطاب ثم يرسله إلى ناس لا يعرفونه وهو بكامل قواه العقلية. ولكن دعوني أحكي لكم الأمر من البداية . .......................... عام 1998 ابتعت – بكل ما أملك – عيادة في قلب المدينة . عيبها الوحيد أنها في الطابق السابع ، لكني قلت لنفسي أن الموقع مميز والسعر مناسب وهناك مصعد في كل حال . كنت أتوقع بعض المشاكل مستقبلا لكن الواقع كان أسوأ من كل ما تخيلت . بمجرد افتتاح العيادة علمت أنه يتحتم دفع مبلغ خمسمائة جنيه كوديعة يستخدم ريعها في الصرف على العمارة ، بالإضافة لمبلغ ( 30 جنيه ) شهريا مقابل أجر البواب وكهرباء المصعد وإنارة المدخل وإصلاح أي أعطال محتملة في عمارة تعج بالعيادات الطبية الشهيرة ومكاتب المحاماة والاستيراد والتصدير . دفعت سعيدا كل ما هو مطلوب مني برغم أني أعلم أننا نفتقد روح العمل الجماعي في مصر ، لكني تصورت – لسذاجتي البالغة – أن الكل سيتكاتف لأن المصلحة واحدة ، وتعطل المصعد يعني تعطل أعمالنا الخاصة التي يمكن ترجمتها إلى مال . أضف إلى ذلك أن موقع البناية مميز ، وبالتالي فكل من فيها ميسورو الحال . كانت هذه العيادة هي أول احتكاك لي بواقع المجتمع المصري. لقد سأمت هذا العالم الخيالي الذي عشت فيه طيلة الوقت وشعرت برغبة حقيقية في تجربة حظي . أن أكون واحدا من تلك الكائنات الخطرة التي تتكلم في أهمية وتنظر للآخرين في صرامة وتتعامل بلغة المال. كانت أياما سوداء قابلت فيها أنماطا عجيبة من البشر ..خذ عندك مثلا تلك الفتاة نصف البلهاء التي عملت معي ..هي الأخرى كانت تجرب حظها وتخرج للعالم الخطر لأول مرة، فانطبق علينا المثل ( اتلم المتعوس على خايب الرجا ) ..بمجرد أن أدخل العيادة يكون السيناريو كالتالي تقول في بلاهة : - مبروك يا دكتور ، أخذت براءة . أنظر إليها في دهشة محاولا الفهم : - براءة من ايه بالضبط ؟ . - الراجل جه وقال أنك أخذت براءة في القضية - رجل مين يا بنتي ؟ فتستطرد الفتاة وكأني لم أقل شيئا - وعليك غرامة خمسين جنيه وأحاول أنا استيعاب الكلام المتناقض ، أي قضية تلك التي نلت فيها براءة ؟ وإذا كنت بريئا من هذه التهمة المجهولة فكيف حكم علي بدفع غرامة ؟ يتبين فيما بعد أن أوغاد المحليات الذين كانوا يترددون على العيادة يوميا لابتزازي ( وكأن هناك مصنعا ينتجهم بالجملة ) قد لفقوا لي قضية بزعم أن اللافتة مخالفة فحكم علي القاضي بتلك الغرامة . .................... سرعان ما اكتشفت الحقيقة المرة ،نصف السكان لا يريدون الدفع وبالتالي فكل شيء متوقف . المصعد معطل وشركة الصيانة تريد مستحقاتها السابقة قبل إصلاحه ، المدخل مظلم لأن شركة كهرباء قطعت النور لعدم دفع الفاتورة ، القمامة تفوح بروائح خبيثة لأن البواب يرفض رفعها حتى ينال أجره عن الشهور الماضية..باختصار فإن مجرد الوصول لعيادتي يستلزم مريضا انتحاريا يصعد سبعة أدوار يتحسس طريقه في ظلام مطبق دامس مغامرا بانزلاقه على الدرج ودق عنقه ، أو عاشقا مجهولا يذوب صبابة في عشقي ولا ينام طول الليل من حبي .. سألت عن المسئول عن العمارة فقالوا لي أنه الدكتور سعيد ، ذهبت لعيادته في الدور الثالث فتنين لي أنه لا يكف عن شرب الينسون لتسليك صوته الذي بح من محاولة انتزاع الثلاثين جنيها من السكان المحترمين دون جدوى ، بل وصل الأمر أن طبيبا شهيرا – هكذا قال لي - يكسب الآلاف يوميا وليس شهريا قال له بوضوح - صعب جدا أعطيك المبلغ دفعة واحدة ، يمكنك إرسال مساعدتك لتأخذ جنيها كل يوم . ورغم غرابة الفكرة فقد رحب بها الدكتور سعيد ، وتعودت البنت أن تذهب كل صباح لتعود بالجنيه السحري ، ولكنه عاد وتراجع بعد عدة أيام واستخسر الجنيه ( بشرفي كل كلمة في المقال حدثت فعلا ) . بالطبع لم أهضم هذه الكوميديا السوداء ، وبصرف النظر عن أي مبادئ فإن دهشتي الكبرى أنهم يؤذون أنفسهم بلا مبرر ويخسرون في كل الأحوال..فالمريضة التي تصعد خمسة أدوار لتعطل المصعد لن تعود في المرة القادمة ..لماذا يقبلون خسارة جسيمة على المدى البعيد في سبيل تجنب دفع مبلغ شهري زهيد ؟. . في ظل هذه الظروف كتبت هذا الخطاب الذي أشرت إليه في بداية المقال ، وقامت الفتاة نصف البلهاء بتوزيعه بحماسة منقطعة النظير على كل سكان العمارة . بصراحة استمتعت جدا أثناء كتابته..خصوصا وأنا أتخيل ملامح تلك الكائنات الخطرة وهي تقرؤه .. ولأنهم لا يعرفونني فقد كان له وقع الصاعقة على الجميع . بعض الأصدقاء أصحاب الحس الفكاهي تناقلوه فيما بينهم ثم ضاع هذا الخطاب وانمحى تماما من ذاكرتي حتى وجدته مرة أخرى فقلت أنشره هنا ............... كان نص الخطاب كالتالي السادة الزملاء الأفاضل تحية طيبة عاطرة وتهنئة مباركة بعيد الأضحى المبارك الجميع لاحظ التدهور الذي لحق بمرافق العمارة في الآونة الأخيرة مثل تعطل المصعد واحتراق موتور المياه ، وقد أرجع السيد الدكتور سعيد رئيس اتحاد العمارة هذا التدهور إلى عزوف البعض عن دفع المستحقات المالية مثل مبلغ الخمسمائة جنيه الذي يدفع مرة واحدة عند شراء أي شقة ومبلغ 30 جنيه المستحق شهريا للصرف على العمارة . السادة الزملاء الأفاضل إنني أنعى إليكم ذهاب عصر المعجزات . كنا نتمنى جميعا لو أن المصعد – ذلك الوغد – يعمل بغير انقطاع إلى الأبد دون صيانة أو حاجة إلى مصدر للطاقة . ولكنه – ويا للعجب – لا يعمل إلا بالكهرباء . والأدهى أن شركة الكهرباء الآثمة تريد مالا مقابل استهلاك الكهرباء !! ، انظروا إلى الجرأة !! ، إنها تأبى أن تعطينا الكهرباء مجانا فأي وقاحة !!. وموتور المياه – تصوروا !!- يحترق بعد عمل دءوب لمدة عشرة أعوام فقط ، وبائعو الموتور يطلبون مالا مقابل ذلك ..انظروا إلى سوء الأخلاق !!. والقمامة ؟ لماذا تحتاج إلى عامل ليرفعها ؟ لماذا لا تنتقل بالقوة الخفية إلى صندوق القمامة من تلقاء نفسها ؟ ، وما فائدة القوى الروحانية في هذا الكون إذا لم نستفد منها ؟ . وبواب العمارة يريد أجرا شهريا ، وهذا يشعرني بالاشمئزاز .دائما يطلبون مالا . لن يتعلموا أبدا القناعة وسمو النفس . ثم دعوني أتساءل ماذا سيفعل بالمال ؟ ، أنه مفسدة وواجبنا أن نغرس روح الفضيلة في النشء والشباب ، أرجوكم دعوكم من هذا الكلام الفارغ عن إطعام أطفاله فالصوم الطويل يدفع للجلد وقوة الاحتمال . مدخل العمارة بحاجة إلى الإضاءة !! ، عجيب هذا الكلام . إن نفوسنا المضيئة سيفيض منها نور ساطع سيضيء كل العمارات المجاورة ويمكن أن نربح منهم مالا أيضا . والآن سادتي الأفاضل سأقترح بعض الأفكار التي سوف تفيدكم حينما يطالبكم الدكتور سعيد بدفع المال . 1- انظر إليه نظرات زائغة ، وتظاهر بالانهماك الشديد . أنت رجل شديد الأهمية وذهنك لا يتسع لهذه الأمور التافهة الحقيرة . أنت مشغول بمستقبل الإنسانية فهل يجوز أن يحدثونك في هذا الهراء ؟ 2- ارسم على وجهك علامات الأسف العميق على هؤلاء الذين يهتمون بالمال – ذلك المتاع الفاني – لماذا لا يهتمون مثلك بالأمور الروحانية ؟ 3- لا تفعل شيئا . البعض سيدفع ولا تبالي أنك تنتفع بخدمات من جيب غيرك . لا تخجل من هذا . 4- طالب بتنحي الدكتور سعيد وتعيين سلطان بروناي للإنفاق على العمارة .!! وكل عام وانتم بخير . د.أيمن محمد الجندي . انتهى الخطاب . ........................ أما نهاية قصتي مع العيادة فقد كانت محتمة وهي إغلاقها بالطبع توطئة لبيعها ، لم تمض عدة شهور إلا وأغلقها المشتري هو الآخر وهاجر من البلاد نهائيا ..هذه العيادة ( قدم السعد )كما تلاحظون .. لذلك لم يكن عجيبا أن أتجنب المرور بجوارها لأن ذكرياتها السوداء تطاردني ، ولكنها علمتني درسا مهما جدا في هذه الحياة : الناس على أتم استعداد لإلحاق الضرر بأنفسهم ما داموا يضرونك معهم . http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2 خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسد بتاريخ: 8 يناير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يناير 2007 الموضوع ده جاللي على الوجع لقد وقعت في فخ مشابه عندما إشتريت شقة (سكنية) في عمارة كبيرة بالقاهرة .. وبعد تجربة مريرة التي أمر بها عند نزولي مصر في الإجازة ... وعلى مدار عشرة سنوات تقريباً ... وجدت الحل .. فقد قررت الرحيل من هذا العالم الفظيع (العمارة) ... وقررت بالتالي أن أسكن في منزل بمفردي .. ليس لي فيه شركاء .. واستطعت أن أشتري منزل كهذا .. ولكني لن أنتقل إليه إلا بعد عامين أوثلاثة ... ومؤقتاً .. أقوم كل عام بالتبرع لأثرياء العمارة لحل بعض المشاكل التي تكون متراكمة على مدار العام ... ورأفة بالرجل الخلوق والخدوم والمميز المسئول عن إتحاد ملاك العمارة .. ومن يتعاونون معه (بعض السكان) .. وبالفعل .. في مصر للأسف توجد عندنا تلك النقيصة الكبرى .. إنتفاء روح المشاركة والعمل الجماعي .. ولكني جاءت لي فكرة من هذا المقال الرائع ... فقد نسخت الخطاب الذي كتبه الدكتور أيمن الجندي .. وسأرسله لجيراني جميعهم في الإجازة القادمة .. في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..وتاني .. تاني .. تاني .. بنحبك يامصر .. ... "إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد" (من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم) رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان