صقر الغد بتاريخ: 30 يناير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يناير 2007 السيد / رئيس جمهورية مصر ( المنحوسة ) .. أبعث إليك هذه الرسالة من عالم الحق إلى عالم الباطل .. فأنا أحد غرقى عبارة السلام 98 .. وأريد أن أقص عليك بنفسى مأساتنا التى عشنا فيها .. فنحن يا سيادة الرئيس قد هربنا من الفقر والجوع والتشرد والبطالة التى عشنا فيها تحت قيادتك الحكيمة ، فذهبنا إلى السعودية لنشقى ونتعب ولكن فى مقابل بعض الأموال التى تعيننا نحن وأسرنا على مواجهة جحيم أعباء الحياة التى هى من أهم سمات عهدك الميمون .. ذهبنا وكافحنا وتغربنا وبكينا وتركنا بلدنا وأهلنا حتى حصلنا على ما نسد به رمقنا .. ولما قررنا العودة إلى وطننا وإلى أهالينا قررنا السفر على هذه العبارة فنحن لا نملك ثمن تذكرة الطائرة لأننا ( غلابة ) و ( على باب الله ) .. وركبنا العبارة والشوق يعدو بنا ، وصورة مصر تغازلنا من بعيد .. وأخذنا نحلم ونحلم ونحلم .. حتى فوجئنا ونحن فى منتصف البحر باضطرابات فى العبارة وفجأة جرى الجيمع ، هرعت معهم فوجدنا حريقا هائلا والسفينة تميل بنا .. فقال لنا البحارة اذهبوا إلى الجانب الآخر حتى يكون هناك توازن للسفينة .. فذهبنا .. وبعد قليل فوجئنا بكل طاقم العبارة يهربون فى القوارب ويتركونا لنواجه مصيرنا وحدنا .. وعلا صوت الصراخ والصياح والشهادة وساد الهرج والمرج .. ننظر إلى مياه البحر التى تقترب منا رويدا رويدا .. وبعد ساعتين وصل إلينا الموت الذى كنا نراه بعيدا .. وصلنا إلى الماء .. غرقت العبارة ونحن على سطح الماء نتخبط فى أى شئ وفى كل شئ لعل وعسى .. ولكن ! الصراخ يعلو .. وزئير البحر يرتفع .. وتلاطم الأمواج يزداد تصفيقا .. وبرودة الجو والماء تزداد زمهريرا .. رأيت بعينى أناس يغرقون ؟؟ رأيت مشاهد لم أرها فى التاريخ من قبل .. رأيت امرأة تغرق وابنتيها حولها يبكون مر البكاء وهم يرونها تغرق أمامهم .. ورأيت امرأة تتعلق بلوح خشبى يحميها وتترك ابنتها تغرق أمام عينيها .. رأيت أفظع من ذلك .. رأيت أم تحضن رضيعها بقوة وينزلون معا تحت الماء حيث لا عودة .. رأيت رجلا أمامى يعاند الأمواج وفجأة يصرخ ويخرج الدم من فمه وينقلب على ظهره فلا أجد نصفه الأسفل الذى أكله سمك القرش .. وجدت رجلا يبكى بحرقة ويقول : يا رب لا تغرقنى فأولادى ليس لهم عائل إلا أنا .. ورأيت آخر يقول : يا رب أستخلفك فى أهلى فلا تحرمهم شيئا بعدى يا رب .. المشاهد كثيرة والأهوال عديدة ..ولا أدرى هل مشهد يوم اقيامة سيكون أكثر هولا من ذلك ؟ .. نسيت أن أقول لك أننى لا أعرف العوم وكل ما رأيته هذا كان فى ثوان معدودة .. وعلى كل حال فمعرفة العوم أو عدم المعرفة لا تختلف كثيرا حيث أن برودة الجو والماء كفيلتان لقتلنا جميعا .. ناهيك عن أسماك القرش التى تحيط بنا من كل اتجاه .. المهم أننى أيضا بدأت أنهار لهول الموقف وللبرودة القاسية وللخوف الذى تملكنى .. وبدأت أفقد توازنى .. ثم حانت اللحظة القاسية .. فبدأت أهوى إلى الأسفل ثم احاول الصعود للحياة مرة أخرى ثم أهوى وأهوى .. حتى نزلت تحت سطح الماء كتمت انفاسى .. ولكن ! إلى متى ؟ فأنا لا أستطيع الصعود مرة أخرى .. وفجأة استنشقت الماء .. جاءت لحظة الموت .. فهوى جسدى على قاع البحر وصعدت روحى إلى أعلى السماء ليفترقا عن بعضهما .. .. .. وتابعت روحى ملابسات هذه الفاجعة .. لنكتشف أنا وجميع الغرقى الذين كنا نأمل فيك يا سيادة الرئيس أن تأخذ ثأرنا .. وتحاسب من فعل بنا هذه الفعلة .. لنكتشف أنك أنت أيضا قد لوثت يدك بدمائنا .. نعم يا سيادة الرئيس .. أنت لم تحاسب صاحب العبارة التى ثبت أنها لم تكن صالحة للاستخدام أصلا .. أنت لم تحاسب من تركنا طوال الليل نصارع الموت حتى غلبنا ثم أتى بعد نصف يوم لينتشل ما تبقى من جثثنا ومن بعض أجزاء جسدنا .. أنت من تركت الحصانة مع صاحب العبارة حتى يدبر أموره ؟؟ وأنت من تركته يهرب خارج مصر حتى لا يحصل على العقوبة .. وأنت من رفعت عنه الحصانة بعد أن هرب وقدمته إلى محكمة الجنح بسفاجا .. ( محكمة جنح ) ؟؟!!! هل قتل ألف وثلاثين نفسا تكون جنحة ؟!!! وحتى ذلك ماذا فعلت فيه وماذا حكمت فيه ؟ لا شئ .. أنت الذى رميت قروشا لأهلنا دية لنا .. أنت وأنت وأنت .. أنت من جعلنا نرى الذل فى حياتنا ونرى الهوان بعد مماتنا .. ألم يحن الوقت لتنوى المجيئ إلينا فى الآخرة؟ .. أتمنى ذلك .. حتى نستطيع أن ننتقم شر الانتقام .. السيد الرئيس لماذا أنت رئيسنا ؟ ولماذا نحن شعبك ؟ نحن لم نخترك .. حتى من اخترناه قد رميت به فى غياهب السجون .. أهلكت شعبا بالكامل .. وهدمت تاريخا مشرفا .. واختذلت حربا من أعظم حروبنا أكتوبر المجيد فى شئ واحد فقط اسمه ( الضربة الجوية ) والتى كانت بداية ( للنكسة المصرية ) .. أنا عن نفسى ولدت وعشت عمرى كله وتعلمت وتغربت وغرقت فى عهدك الأغبر الأسود .. وأنت ما زلت قابعا فوق أنفاسنا حتى زهقت أرواحنا .. السيد الرئيس بعد أن غرقت تذكرت شيئا طريفا من الدنيا تذكرت أغنية ( رسالة من تحت الماء ) والتى كنت أسمعها فى الدنيا ولا أعى كلماتها جيدا .. الآن أحسست بما فيها لارتباطها بك وأنت العدو .. وليس لارتباطها بالمحبوب كما كان يقصد عبد الحليم .. اسمحلى أن أغنى لك مقطعا منها قبل أن أغادر .. .. .. الموج الأزرق فى عينيك .. ينادينى نحو الأعمق وأنا ما عندى تجربة .. فى الحب ولا عندى زورق إنى أتنفس تحت الماء .. إنى أغرق أغرق أغرق *** يا كل الحاضر والماضى يا عمر العمر هل تسمع صوتى القادم من أعماق البحر *** إن كنت قويا أخرجنى من هذا اليم فأنا لا أعرف لا أعرف فن العوم *** لو أنى أعرف أن السفر خطير جدا ما سافرت لو أنى أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت ــــــــــــــــــــــــ وأخيرا أقول لك كما قال أيمن نور من قبل .. الغد قادم بإذن الله .. والظلم زائل بإذن الله .. والمستبد زائل بإذن الله .. ولا إله إلا الله .. وحسبنا الله .. حسبنا الله .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. التوقيع أحد غرقى عبارة السلام 98 .. أحد ضحايا مبارك . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان