اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

معضلة مصر


عادل أبوزيد

Recommended Posts

عندما نتحدث عن الديموقراطية و نسمع التفسيرات و التبريرات ... نجد أنفسنا فى دائرة مغلقة و كل أطراف تلك الدائرة محق فى وجهة نظره.

اليوم قرأت مقالا فى جريدة المصرى اليوم ذكرنى بحدوتة كنا نسمعها و نحن صغار " و الفرخة عاوزة قمحة و القمحة عند القماح و القماح عاوز .... إلخ "

رابط موضوع معضلة مصر بجريدة المصرى اليوم

معضلة مصر

بقلم إبراهيم عبد المجيد ٣/٢/٢٠٠٧

مشكلة مصر في مسألة الديمقراطية فريدة من نوعها، والذي يقرأ تاريخ الأمم التي ناضلت من أجل الديمقراطية يجد أنه دائماً كان هناك فريقان، فريق يجاهد ويناضل وهو دائماً خارج السلطة، وفريق يعرقل ولا يستجيب هو دائماً السلطة، ولأن الديمقراطية قيمة إنسانية، بل هي بشكل أو بآخر مرادفة للحرية، فلقد كانت دائماً تستحق النضال،

مشكلة مصر هي وجود فريق ثالث، ليس مع الدولة، وليس مع الديمقراطية بالمعني الواسع، والبسيط أيضاً، هذا الفريق هو الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية بشكل عام، يطالب هذا الفريق بالديمقراطية شكلاً، لكنه يريد دولة ذات مرجعية دينية، وتصنيف الناس أو سلوكهم علي أساس الدين أمر يتصل بالأخلاق وليس بالسياسة، هذا الفريق الثالث استطاع أن يجذب إليه غالبية كبيرة من الناس، عن اقتناع مؤكد،

بسبب الحالة الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي وصل إليها أغلب الناس فرأوا في الإخوان ملاذاً، يعطيهم القدرة علي الصبر، باعتبار أن الحياة الأخري خير وأبقي، ويعطيهم أيضاً بعض المكاسب الاقتصادية والاجتماعية البسيطة، المحرومين منها دائماً، مثل فرص عمل أو علاج أو طعام في رمضان وما إلي ذلك من أنشطة للإخوان، السلطة رأت في الإخوان عوناً لها في فترة علي ضرب اليسار،

وفي فترة أخري ودائماً أكبر عون في صرف اهتمام الناس عن الدنيا إلي الآخرة، ووضعت الدولة للإخوان والجماعات الإسلامية عموماً خطوطاً حمراء لا يتجاوزونها، السلطة والإرهاب، والإخوان رغم ذكائهم التكتيكي لا يتمتعون للأسف بأي ذكاء استراتيجي، فلقد كان نجاحهم في مجلس الشعب نجاحاً للدولة نفسها لتشهد أمريكا والدول الغربية أن الديمقراطية ستأتي بالعفريت، والإخوان في المجلس لم يفعلوا شيئاً،

وكبري قضاياهم التي ناقشوها الحجاب والتدخين. والفريق الثالث الذي يقع بين الدولة والإخوان خسر الدعم الخارجي، بسبب نجاح الإخوان، ويخسر الدعم الداخلي من الناس الذين نجح الإخوان في إبعادهم عن الدنيا، لذلك «صفصفت» الأحزاب علي صحف!. حال مصر في النضال من أجل الديمقراطية صعب، فلا الإخوان يريدون العمل بالسياسة بعيداً عن الدين، ولا الدولة في عدائها للإخوان تريد أن تستمع إلي التيارات الأخري وسيظل الوضع علي ما هو عليه.

مشكلات مصر مع الديمقراطية فريدة من نوعها، مرة أخري، فبعيداً عن الوضع الداخلي الذي سبقت الإشارة إليه، تدفع مصر في مسألة الوضع الداخلي ثمن الأوضاع الخارجية من حولها، فمن قبل كان وجود إسرائيل أحد عوائق الديمقراطية باعتبار أننا في حالة حرب معها، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، والآن نحن في سلام،

ولكن السلام لا يفسح المجال للديمقراطية لأن الديمقراطية ستأتي بالإخوان، الذين سيكونون مثل حماس أو مثل طالبان، في نظر الدولة القوية المؤثرة في سياسة مصر الخارجية، أعني أمريكا وإسرائيل من فضلك، لذلك فنحن في السلام كما نحن في الحرب نضحي بالديمقراطية، رغم أن أمريكا دولة ديمقراطية وإسرائيل كذلك.

وزيادة علي ذلك فنحن لم نعد ندفع ثمن وجود إسرائيل من الديمقراطية فقط، ولكن ثمن ما يحدث في العراق من مقاومة أو إرهاب أو ما شئت لأن الذين يقومون بذلك يرفعون راية الإسلام، ولا يذكر أحد أن هناك احتلالاً وأن العراقيين أحرار في الراية التي يختارونها تذهب بهم إلي الجنة أو الجحيم فلا دخل لنا.

والآن ظهرت إيران بقوة علي الخريطة، فإيران دولة شيعية، وأمريكا تريد حلفاً جديداً من الدول السنية، ولابد من وجود الاستقرار في هذ الدول، يعني إرجاء حديث الديمقراطية حتي ننتهي من الأطماع الشيعية أيضاً. وهكذا يزداد الأمر صعوبة علي صعوبة وتعقيداً علي تعقيد. وإذا نظرناً إلي هذا كله فسنجد أن الكرة الحقيقية هي في ملعب الإخوان والجماعات الإسلامية علي العموم،

التي لن تتنازل أبداً عن المرجعية الدينية، وسيظل الخلط بين المسألة الوطنية كما يحدث في فلسطين والعراق والمسألة الاجتماعية والسياسية. سيستمر هذا الخلط في إعلام الدولة، وسيستمر موقف الإخوان والجماعات الإسلامية في مصر علي ما هو عليه، ولن ينتقلوا أبداً إلي خانة العمل السياسي بعيداً عن الدين،

والسؤال عن المخرج.. لا الدولة تريد أن تتعاون مع الأحزاب الأخري، ولا الإخوان يريدون تغيير أجندتهم. ولا أحد يستطيع أن يغير الأوضاع الخارجية ولا السياسة الأمريكية، انقلاب عسكري، فوضي، لا هذا ولا ذاك، الله وحده يخلصنا من الجميع، لا أظن. فالله هو الذي خلقنا ولابد أن نبحث عن حل..

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      يمنحنا معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية إشارة واضحة من اسمه حول آلية وصول المساعدات الإنسانية إعرض المقال كاملاً
    • 0
      الرشوة لها مئات الأسماء في مجتمعنا  بقصد ترقيق الإنطباع عنها  ؛ العادي و المقبول - و إن كان على مضض - أن نستسلم للدفع  و بيننا و بين أنفسنا نسميها ثمن شراء الوقت   و دون الدخول في تفاصيل مسألة ما زالت معروضة أمام القضاء - فساد وزارة الصحة - رجل أعمال تم وقف ترخيص مستشفاه الخاص لمخالفته المواصفات المطلوبة - تواصل مع البعض الذي عرض حل مشكلته نظير رشوة كبيرة  - الرجل إختار أن ينقل المسألة إلى الرقابة الإدارية التي قامت بعملها  و في ظني أن ترخيص المستشفى ما زال موقوفا ترى لو أن الرجل تنازل
    • 1
      الهناء الأسري مطلب إنساني لا يختلف عليه إثنان  و ببساطة المسألة أكبر من قدرتنا على الحوار حولها هنا في محاورات المصريين و أتصور أيضا أنها  أكبر من إمكانيات الدولة نفسها من أول الرئيس حتى أصغر متخصص في العلاقات الإنسانية في البلد. لا أتصور إمكانية تخصيص عيادة نفسية لكل أسرة الأمر  يمس كل المجتمع المصري  مسلمين و مسيحيين  عندما تقترب الأسرة من حافة الإنهيار  عندما تستحيل العشرة عند المسلمين نتكلم عن معضلة تزايد أرقام الطلاق في مصر  و عند المسيحيين المعضلة هي الوصول إلى صعوبة العشرة ب
    • 0
      حقيقة مثيرة توصل إليها علماء بريطانيا قد تؤدى إلى التوصل لعلاج مرض الزهايمر الذى لا يعرف له سبب واضح ولا علاعرض الصفحة
    • 3
      اقرأ كثيرا من مثقفين احترمهم  مقالات قاسية اعتراضا على مايجري في الشأن العام … و للأسف تتسم كتاباتهم  بالقسوة و الحماس الشديد  و لم يقل لهم أحد ان اللي على البر عوام  مثل شعبي قديم  … ترى أين المشكلة و أين المعضلة ؟ … يتبع
×
×
  • أضف...