أسد الاجتياحات يترجل على يد الغدر والخيانة

[أسامة الكباريتي]

أسد الاجتياحات يترجل على يد الغدر والخيانة

الشهيد القسامي محمد أبو كرش

[ 07/02/2007 - 06:49 م ]

سيرة الشهيد

ما من شك بأن هذا المجاهد الفذ الذي عرفته ساحات الوغى وخبرت جهاده كان يتوقع لنفسه في كل لحظة شهادة يختم بها مسيرته الجهادية، وما من شك بأنه كان يتوقع أن تكون تلك الشهادة بفعل رصاص الاحتلال أو قذائفه، لكن إرادة الله شاءت أن ترتقي روح أبي مصعب بعد أن مزقت جسده رصاصات الغدر والجبن والخيانة التي نالت منه ظلماً وعدواناً وإفساداً في الأرض.

رحل محمد أبو كرش كما رحل من قبله صديق عمره ورفيق دربه الشهيد محمد التتر بعد أن نال منه رصاص الفئة الباغية ذاتها التي باعت نفسها للشيطان وارتضت أن تكون أداة في يد الاحتلال، تلاحق المجاهدين وتغتالهم بدم بارد وقد تجمد في عروقها أي حس وطني أو أخلاقي أو وازع ديني.

وكان الشهيد أبو كرش 24 عاما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة استشهد على إثرها صديقه الشاب محمد التتر 23عاما احد أفراد كتائب القسام والذي اغتيل على أيدي فئة مأجورة تتبع للتيار الانقلابي المتصهين ذاته وهي من ضمن ستة محاولات للاغتيال تعرض لها أبو مصعب.

والشهيد محمد أبو كرش من تل الإسلام، ويعد أحد العناصر النشطة في مسجد المصطفى ويُعرف كمربٍ ومحفظ لكتاب الله.

وعمل أبو مصعب في جهاز العمل الجماهيري التابع لحركة المقاومة الإسلامية حماس في تل الإسلام بالإضافة إلى عضويته في المجلس العسكري لكتائب القسام في منطقته .

وعرف عن أبي كرش نشاطه البارز في الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية ومدارس قطاع غزة التي درس فيها .

أسد الاجتياحات

وكان رفاقه المجاهدون من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام في تل الإسلام يطلقون عليه لقب:"أسد الاجتياحات". نظرا لإقدامه وشدة بأسه في صد الاجتياحات وخاصة التي تعرضت لها منطقة الزيتون وتل الإسلام. ويصفه أصدقاؤه بصاحب الشخصية الفذة والقيادية.

ويمضى أبو مصعب الذي تأثر كثيرا برحيل صديقه ورفيق دربه محمد التتر ليعيش بعده مطاردا بسبب الملاحقة المتكررة له من قبل فئة مأجورة باغية.

حادث الإعدام

وكان شهود عيان أكدوا أن نحو 15 إلى 20 مسلحاً من حرس النائب محمد دحلان نصبوا حاجزاً مفاجئاً في شارع قريب من "السرايا" وأوقفوا سيارة تابعة للقسام يستقلها أربعة من قادة القسام، قبل أن يجردوهم من سلاحهم.

وأوضح الشهود أن المسلحين قاموا بتثبيت القادة الأربعة على حائط في الشارع وأطلقوا عليهم الرصاص مباشرة، في عملية إعدام بشعة للغاية.

وأفادت مصادر طبية في مشفى الشفاء أن القائد محمد أبو كرش (25 عاماً) استشهد فوراً فيما وصل الثلاثة الآخرون في حالة خطرة، ويعاني أحدهم من حالة موت سريري .

يذكر أن الشهيد أبو كرش تعرض لمحاولة اغتيال في السادس عشر من أيار (مايو) الماضي، مما أدى إلى إصابته واستشهاد المجاهد محمد التتر أمام منزل الرئيس محمود عباس .

ويعد هذا أكبر خرق لاتفاق التهدئة بين حركتي حماس وفتح الذي وقع بوساطة الوفد الأمني المصري بغزة قبل أيام.

القسام يزف قائده

هذا ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام قائدها الميداني عبر بيان جاء فيه:" ونحن نزف إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية فارساً من فرسان القسام الميامين :الشهيد القائد الميداني/ محمد ديب سليم أبو كرش (أبو مصعب)(24 عاماً) من مسجد الأمين بحي تل الإسلام بمدينة غزة

والذي ارتقى إلى العلا بعد أن أقدمت مجموعة من عملاء الصهاينة أتباع المدعو محمد دحلان، حيث كانت سيارته تمر في حي الرمال قرب منزل سيء الذِّكر دحلان، فأوقفه المرتزقة وأعدموه رمياً بالرصاص بعد التعرف على هويته، وأطلقوا النار على كل من كان معه مما أدى كذلك إلى إصابة ثلاثة من مجاهدي القسام بينهم اثنان بحالة الخطر .

نسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، ونعاهده وكل الشهداء أن نبقى على طريق ذات الشوكة وأن نتصدى للمنافقين والمتصهينين حتى ندافع عن كرامة شعبنا وحقوقه "

ومن جهتها استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس الجريمة النكراء التي استهدفت مجموعة من أبناء حركة حماس والتي أدت إلى استشهاد القائد في كتائب القسام المجاهد محمد أبو كرش وإصابة ثلاثة مجاهدين جراحهم خطيرة ، وذلك بعد أن تم توقيفهم من قبل أذناب دحلان وإطلاق النار عليهم ، ومنع سيارات الإسعاف للوصول إليهم لمدة نصف ساعة جاء ذلك على لسان الناطق باسم حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح الأربعاء 7-2-2007 ، في منزله بحي الصفطاوي شمال غزة .

وحمل رضوان مسئولية الاعتداء على أبناء حركة حماس وهذه الحادثة الجبانة للتيار الانقلابي المتصهين والذي يخدم الاحتلال الصهيوني ، معتبرا أن هذا الاعتداء الجبان يعد خرقا واضحا لاتفاق التهدئة الذي تم إعلانه بين حركة حماس وفتح مؤخرا .

وطالب رضوان حركة فتح والوفد الأمني المصري وغرفة العمليات المشتركة إلى ضرورة وقف كل الممارسات الإجرامية وتقديم المجرمين إلى العدالة ، والحد من جرائم التيار الانقلابي بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، وكذلك طالب لجنة المتابعة العليا للقوى والفصائل إلى إدانة الجريمة النكراء وفضح ممارسات التيار الانقلابي الذي لا يريد الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد .

شاهد على الجريمة:

الشاب حلمي عابد يروي جريمة محاولة إعدام أربعة من كتائب القسام في غزة. وبمشاعر يمزجها الألم والحزن روى الشاب حلمي عابد أحد الناجين التفاصيل الدقيقة لجريمة الإعدام

بداية يقول الشاب عابد :" نشكر الله عز وجل على كل شيء,طريقنا صعب والجنة حفت بالمكاره ". وعما حصل لهم روى احد الناجين من الجريمة قائلا:" كنا في زيارة أحد المصابين في مستشفى الشفاء بغزة , وكنا متوجهين شمال شارع الصناعة بالقرب من منزل المدعو محمد دحلان, فوجئنا بزبانية المدعو دحلان توقف السيارة ويباشرون بإطلاق النار بشكل مباشر علينا , وتمت محاصرتنا من جميع الجهات".

يسكت عابد لبرهة حابسا دموعه التي تساقطت حزنا على رحيل رفيقه الشهيد محمد أبو كرش ثم يواصل :" أنزلونا من السيارة وأوقفونا على الجدار ونحن نرفع أيادينا إلى الأعلى ووجوهنا ملتصقة بالجدار , حتى بدءوا يطلقون النار علينا ما أدى إلى استشهاد أبو مصعب"محمد أبو كرش" وأصيب الباقي وكنت من بينهم".

ويتابع الشاب الناجي من جريمة الإعدام قائلا:" المسلحين منعوا أي إسعاف وأية سيارة تقوم بإسعافنا وتركونا ننزف على الأرض لمدة أكثر من ربع ساعة والمطر يتساقط علينا والجو شديد البرد ":. مشيرا إلى أن المسلحين كان من بينهم :" الملثمون ومنهم كاشفي الوجوه وهم حراسات لمنزل المدعو دحلان".

وعن كيفية إسعافهم يقول عابد :" حضرت سيارة مدنية وسألني السائق من أنتم , وتم أخذنا على وجه السرعة إلى مستشفى الشفاء وكانت إصابة أحدنا خطيرة للغاية":.

وختم الشاب حلمي عابد حديثه قائلاً :" هذا طريقنا ونحن اخترناه وأسأل الله أن يمكنا من هذه الثلة المجرمة , وان لم نمكن منهم في هذه الدنيا فنسأل الله أن ينتقم لنا منهم يوم القيامة":.

ولازال حتى اللحظة المصابين يتلقون العلاج في مستشفى دار الشفاء بغزة , وتجرى لهم العمليات الجراحية وتصف المصادر الطبية حالتهم بالخطيرة جدا.

صوره مع رفيق دربه الشهيد محمد التتر الذي افتداه بروحه في محاولة الاغتيال السابقة:

استشهاد القائد الميداني القسامي محمد أبو كرش

إعداماً برصاص أتباع "دحلان" بمدينة غزة

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }

بيان عسكري صادر عن

..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..

استشهاد القائد الميداني القسامي محمد أبو كرش إعداماً برصاص أتباع "دحلان" بمدينة غزة

بالرغم من جهود التهدئة والاتفاق على وقف كل أشكال الاحتقان في غزة، وبالرغم من توجه الوفود إلى الأرض المقدسة من أجل تثبيت الوحدة الفلسطينية والتوافق على حكومة الوحدة الوطنية، إلا أن أتباع المدعو محمد يوسف دحلان لا زالوا يعيثون في الأرض فساداً مستخدمين السلاح الأمريكي والصهيوني الذي يصلهم باستمرار، فبعد إحراقهم وتدميرهم للجامعة الإسلامية، وبعد اغتيالهم للمجاهدين ونشرهم للفوضى والخراب لا يزالون يلاحقون قادة المجاهدين نيابة عن الاحتلال الصهيوني ..

ونحن نزف إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية فارساً من فرسان القسام الميامين :

الشهيد القائد الميداني/ محمد ديب سليم أبو كرش (أبو مصعب)

(24 عاماً) من مسجد الأمين بحي تل الإسلام بمدينة غزة

والذي ارتقى إلى العلا بعد أن أقدمت مجموعة من عملاء الصهاينة أتباع المدعو محمد دحلان، حيث كانت سيارته تمر في حي الرمال قرب منزل سيء الذِّكر دحلان، فأوقفه المرتزقة وأعدموه رمياً بالرصاص بعد التعرف على هويته، وأطلقوا النار على كل من كان معه مما أدى كذلك إلى إصابة ثلاثة من مجاهدي القسام بينهم اثنان بحالة الخطر .

نسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، ونعاهده وكل الشهداء أن نبقى على طريق ذات الشوكة وأن نتصدى للمنافقين والمتصهينين حتى ندافع عن كرامة شعبنا وحقوقه ..

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد،،،

كتائب الشهيد عز الدين القسام

الثلاثاء 18 محرم 1428هـ

الموافق 06/02/2007م

[أسامة الكباريتي]

من وصية الشهيد

وإليكم جزء من وصيته:

"ان تجعل حياتك لله كلها خالصة لوجه الله ...دعوة إلى الله .. وجهاد في سبيل الله ...حياة ظاهرها غذاب وضيق ....وباطنهاها عذوبة وبريق.. ظاهرها دموع وألم ... وباطنها خشوع وامل.. تعب الجسد ونعيم الروح ..جسد يمشي على الارض روح ترفرف حول العرش "