Folana بتاريخ: 16 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 فبراير 2007 السلام عليكم ورحمة الله ......... تذكرت أغنية كنت استمع لها وانا طفلة...فى نهاية حدوتة ابلة فضيلة....بتقول" ياعصفور طفى النور علشان مانشفش المغرور...." وترسخ فى نفسى كره لهذا المعنى...واحتقار لهذه الصفة..بالرغم من كونى لا اعلم معناها الحقيقى. فى تلك المرحلة السنية..... وبمرور الوقت واختلاف المشاعر...استمعت الى اغنية " مغرور"...لعبد الحليم...وظننت انها صفة حميدة...تعنى الثقة فى النفس ..ولكن..دائما ما كنت اخالف نفسى الرأى لما انطبع فى مخيلتى من صورة سيئة عن معنى الغرور... والأن...يا اصدقائى..أجد بداخلى رغبة ملحة بأن اناقش معكم هذا المعنى..والذى توصلت اليه ..ليس فقط بقراءاتى...ولكن بمشاهداتى لاحداث يومية تمر بنا..وبأشخاص يشاركونا مجلسنا...والهواء الذى نتنفسه......قد نجد هذا المغرور فى بيتنا..او فى مكان عملنا.. او جار..او صديق...او ...او فرضته علينا الظروف.................. نعود الى معنى الغرور اولا...ثم نستكمل النقاش... الغرور....كلمة قد ترضى من لايدرك معناها الحقيقى..ولكنها صفة قميئة تحمل بين حروفها معانى وخصال غير مستحبة وأمراض نفسية شائعة... ولا أبالغ اذا قلت ان الغرور لا يعدو ان يكون ثمرة رديئة لمرض نفسى وهو خليط بين الانحراف النفسى والاخلاقى.... فالانسان المغرور ....ينتابه شعور بالتفوق على الاخرين...لا ينظر الا من زاوية واحدة فقط والتى يستطيع من خلالها ان يرى نفسه يمتاز عن الاخرين نجده يميل الى التعاظم والتعالى عليهم بل واحتقاره لهم اذا لزم الامر.. نجده يتخيل مزايا وهمية ينسبها الى نفسه ...يتخيل احداثا ووقائع ومغامرات وهمية, يدعى انه انتصر فيها وأبلى بلاء حسنا....ومش بس كده..لأ..ده لولاه ماكانت الدنيا بهذا الجمال والامان ليبرهن على جبروته وقوة شكيمته... نجده يحيط نفسه بالهيلمان والأبُهة...ويقيم حاجزا بينه وبين الاشخاص لاعتقاده انه اعلى منهم منزلة وأجدر بالاحترام والحفاوة. نجده أحيانا كثيرة لايستطيع كبح عقدة النقص التى تعتمل فى قوامه النفسى..ويظهر بصورة المتشكك فى نوايا الاخرين وموقفهم منه... فهو يعتقد بان من يخالفه الرأى ..عميل...يضمر له الشر ويدبر له المكائد... المغرور....يحس بطريقة شعورية ولا شعورية بفشله فى الحياة ...ويحاول ان يغطى مشاعره بالدونيه عن طريق تلك المظاهر او المظاهرات ..ويبالغ جدا فى ابداء الثقة الزائدة بنفسه على عكس الحقيقة التى يراها الناس .... يلجأ الى الخيال حتى يتخلص من صدمة الاحباط فيقنع نفسه..ويحاول اقناع الاخرين به..........ويلجأ دائما الى محاولة اخفاء نقاط ضعفه وضآلة شخصيته ويرتدى ثوب العنجهية الفارغة من المضمون الواقعى..حتى يوهم من حوله بارتفاع شأنه... ويعمد الى تضخيم استعدادته ومواهبه وتكون الانا عنده متورمة ..متضخمة تكاد تنفجر فى وجه من يعارضها...لديه ايمان راسخ بانه يستطيع ان يأتى بما لم يأتى به العظماء... ومهما اعترض عليه الاشخاص ..ومهما جاهدوه ...ومهما اثبتوا له انا لايساوى نقطة فوق حرف يكتبه او كلمة يتفوه بها ..فانه لايصدق الواقع...ويتهمهم بالخيانة ...ويبحث عن اماكن اخرى ومجتمع اخر يستطيع ان يعيش من خلاله خياله المريض الذى يضخم استعداداته ومواهبه... وعلى الرغم من التبجح والمغالطة اللذين يبديهما الشخص المغرور زاعما انه يقف على ارض صٌلبة وأن الناس المتعاملين معه عاجزون عن الوقوف على مواهبه النادرة .... فانه دائما مايشعر بأنه مظلوم من جانب مجتمع ظالم...لا يقدره حق تقدير...ودائما ما يرى ان من يقدم له النصح اولى به ان ينصح نفسه... سلوكيات المغرور.... حتى يتسنى للمغرور اتقان دوره والتمويه على الناس فانه يزعم أنه قد نجح النجاح الكامل فى حياته ... ويخاطب من حوله بكبرياء ..او ينخرط فى مناقشة خائبة...لا يستمع فيها الى مايقال..لان ذهنه بيكون مشغول بتحضير الرد اللى هو عايزه... او يقوم بتمثيل أحد الشخصيات الهامة او الرموز الوطنية. وللأسف....فى حقيقة الأمر..أن من بين الامراض النفسية العديدة التى تصيب الانسان المغرور مانطلق عليه Megalomania ...أو "جنون العظمــــــــــة" ومن أهم أعراض " مرض الغرور"... التباهى بأمجاد الماضى..فهو يشعر بتفاهه وضعه وفجاجة شخصيته...ومن ثم يبدأ فى فتح دفاتره القديمة...- ان صح التعبير - لعله يجد ما يرفع شأنه ويعلى مقامه.. - كأن يفتخر بالحسب والنسب...أو يشير الى اقاربه من ذوى الشأن المرتفع.... - أو يتباهى بقوته وفتوته ايام الشباب - أو يذكر الشخصيات العظيمة التى كانت له صله بها فى الماضى - أو يتباكى على ما ضاع منه من مجد ومقام رفيع ... وطبعا ترجع هذع الاعراض الى بواعث نفسية لدى مريض الغرور...أهمها تخبئة الشعور بالنقص..ولسان حاله يقول لمن يحاول نقده.. " عندى من الامجاد مايفوق كل حروفكم ...وموتوا غيظا فانا المجد..." ومن تلك الاعراض ايضا خداع الذات والمحيطين باللجوء لا شعوريا الى تحويل الماضى الذى يتفاخر به الى حاضر يتشدق به ..وكأنه مازال يعيش مجده.... أكتفى بهذا ...واتساءل.....ما هو رد الفعل المناسب الذى يجب اتخاذه ضد الشخص المغرور...هل هو مرض نفسى..يستوجب العلاج فى المصحات..ام انه انحراف سلوكى يسهل تقويمه.... الموضوع للمناقشة..... ولى عودة............ { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبده بيه بتاريخ: 16 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 فبراير 2007 الله عليكي اختنا فولانة الله يحفظك يا ريت كل واحد يشوف نفسه ويراجع نفسه قبل ما ينام ما انجزه وما اخفقه في ذلك النهار الذيمر عليه وهنا نقدر نرجع كل يوم وتذكر عمر بن الخطاب قبل الاسلام وبعد الاسلام وقبل الوفاة رضي الله عنه تحياتي عبده بيه سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
إبن مصر بتاريخ: 16 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 فبراير 2007 السلام عليكم.. موضوع دسم ومن العيار الثقيل يا فولانه الله عليك.. أعدتينا الى الزمن الجميل. بالفعل هذا الموضوع مهم للغايه لانه بداخل كل منا بذره من الغرور .. وفى تعريفاتك للغرور صنفتيه كتعريف وسلوكيات وبعض الاسباب. فسنجد أن الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه.والغرور والاعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الانسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من قوة، أو مال، أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي. وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الانسان، ويقوده الى المهالك، ويورطه في مواقف، قد تنتهي به الى مأساة مفجعة، صوّرها القرآن بقوله: (إنّ الانسان لَيطغى * أن رآه استغنى).(العلق / 6 ـ 7). وحذر من تلك الظاهرة في ايراده لوصية لقمان لابنه: (ولا تُصَعِّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مُختال فخور). (لقمان / 18) (انك لن تخرِقَ الارضَ ولن تبلغَ الجبالَ طولاً). (الاسراء / 37). ويحضرنى هنا المثل القائل أن الفرق بين الثقه بالنفس والغرور شعره رقيقه. وقد يجد البعض فى الغرور والتصرفات النابعه عنه ( كالغطرسه وتجاهل الاخرين ورفض النصح والهجوم عليهم ) حائط الدفاع القوى الذى يخفون خلفه ضعفهم ووهمهم . وقد وصف الغرور فى بعض مدارس علم النفس على انه مرض يحتاج الى معالجه نفسيه متخصصه . موضوع شيق . أردت أن اشارك مشاركه سريعه به وسنستمر فى مناقشته ان شاء الله. إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
nash بتاريخ: 16 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 فبراير 2007 (معدل) فولانه العزيزة...................كنت قرأت مقاله جميله عن الغرور والتكبر....وأحتفظت به....وأحببت أن أتشارك به معكم....ببعض المقتطفات منه ...................................................................المغرور لا يعرف الا التحدث عن نفسه وعن حسناتهوأخلاقه الطاهرة ( على حد قوله ) وعن جماله وأناقته ورشاقته، فيرى نفسه من فوقالبشر ويرى الجميع صغارا من حوله ، فهم مجرد نمل صغار يمشون من حواليه، وعندمايتحدث معهم لا يجيد إلا فن انتقادهم وشتمهم واظهار عيوبهم وبقعهم السوداء، تاركا أعمالهم النبيلة والخيره خلف ظهره !تاركين اخلاقيات الدين الحنيف وراءهم ، ومتناسينقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل جنتي من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ·والمغرور في الدنيا كأنما الرجل الواقف على أعالي الجبال ، يرى الناس صغارا ضعافاويرونه الناس صغيرا ، لا يضر ولا ينفع في شيء!................................................................... تواضع تكن كنجم لاح لناظرٍ على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كدخان يعلو بنفسه في طبقات الجو وهو وضيع تم تعديل 17 مارس 2015 بواسطة أبو محمد صن ضحكة الأطفال يارب فإن هي غردت في ظمأ الرمال أعشوشبت لكن إن زودوها وبكيوا ..ونكدوا ..... هايتلطشوا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Scorpion بتاريخ: 17 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 فبراير 2007 عزيزتي فولانة ... الغرور بالنسبة لي هو نوع من الغباء .. حتي لو كان نسبة ذكاء صاحبه أكثر من المتوسط ... لكنه في نهاية المطاف ... غباء ...و في حياتنا اليومية يقابل رد فعل الغباء برد فعل أغبي منه نتيجة الأنفعال المضاد.. و من هنا يسري الوباء... و أفتراض معاملة الغباء بتعقل تؤكد للمغرور تعقله و بالتالي أستمراره في الدور.. هذا الواقع تقتضي الحكمة أيقاف التعامل معه ... و ليس أرتداء ثوب الحكماء بالحوار مع المغرورين... و للغرور كما للغباء درجات تبدأ بعدم الدراية بتجارب او رغبات الآخرين ... و غياب التخطيط و الجهل بما هو أصلح... و الحياة في بلورة مسحورة مفصلة علي مقاسه العقلي صنعها برغباته هو .. و ينتهي بنوع من التطرف العقلي المستحكم الذي يدفع بصاحبه الي تبني ثقافة متعصبة في أتجاه خاطيء يعرضها بأسلوب متشنج و بلا مبررات عقلية.. بل و يريد فرضها علي الآخر كطريق وحيد لا أنحياد فيه.. فأذا دققتي النظرالي أنفعالاته و لاحظتي مقدار الذكاء الذي يظن الأنفراد به.. و السذاجة التي يصفك بها أن لم تتفاعلي معه أو تلحقي به في معتقده.. لتيقنتي بالفعل أنه لا أمل في التعامل معه .. و أنه من الأفضل تجنبه تمامآ ... و هذا ما أفعله عادة مع تلك النوعية من البشر ... تحياتي كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر "صلاح جاهين" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
inas بتاريخ: 17 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 فبراير 2007 الغرور مرض لعين يقتل كل شي حتى الحب * لسانك لا تذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس أعين * إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 17 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 فبراير 2007 مدام فولانة موضوع ثرى حقا ودسم سيدتى الكريمة ومنتشر بشكل غريب هذه الايام ومرضى ايضا ولى طرح للتفسير النفسى لسلوكيات الغرور فعلم النفس يعتبر المغرور مصاب بنوع من الاضطرابات النفسية السلوكية وكما ذكرتى فى طرحك انه يكون قد مر بعدة ملابسات او ظروف جعلته يشعر مسبقا بنقصه عمن حوله فيرتدى ذاك الثوب الزاهى الذى صنعه لشخصيته ويبدأ فى التباهى بم غالبا لا يملكه وقد طرح احد علماؤنا هذا الموضوع بشكل رائع اسمحى لى باضافته او جزء منه وموجود الوصلة لمراجعته لمن يحب الغرور العقلي.. والانتكاس الفكري رابط الموضوع- الاستاذ عبد الله السعوى لو ألقينا نظرة تأمُّلية تبحث عن العوامل الفعّالة التي تقف خلف كثير من التحولات الفكرية الحادة عند بعض النماذج والتي تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على نحو يستعصي معه الفهم والتحليل؛ لألفينا أنها لم تنبثق من فراغ بقدر ما هي أثر حتميّ أفرزته بواعث متنوعة بينها تسلسل سببي وروابط عليّة متبادلة ومتفاعلة أسجّل باعثين هنا منها على سبيل الإجمال، مقتصداً جهد الطاقة حتى لا أثقل على ذاكرة القارئ الكريم: أولاً: القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة: إن الفضول المعرفي بطبيعته يدفع إلى مزيد من النّهم القرائي اللامنضبط ـ أحياناً ـ مما يدفع بالفرد إلى قراءة كل ما يقع في متناول يديه من أطروحات فكرية قراءةً غير موجهة بحكم عدم استنادها إلى قدرات علمية عليا، ولذا فهي تولد الاتجاه السلبي أكثر مما تعزّز التوجه السلفي كإفراز حتميّ ناشئ عن ضمور مكتسبه المعرفي في جانبه العقدي على وجه الخصوص. إن هشاشة الوعي ومحدودية القدرات العلمية تجعل من البنية الذهنية أرضاً خصبة مهيّئة لاستقطاب الأبنية المفاهيمية والمعاني المزيفة والرُّؤى الممعنة في التضليل باعتبارها أفقاً للوعي لا يسع المرء إلا الامتياح منه والتماهي مع معطياته. إن إثارة الشبهات والتشكيك في العقائد والإطاحة بالتصورات الإيجابية هو الهدف المحوري الذي تتغيّاه كتب ومقالات أهل الأهواء، الشأن الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمعّر وجهه عندما شاهد صحيفة من صحف أهل الكتاب مع عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو الفاروق المبشَّر بالجنة، ونهاه عن قراءتها. ولقد كان سلفنا الأفاضل يحرِّمون علم الكلام ويشدّدون في عدم السماع من أهل الأهواء أو النظر في مؤلفاتهم حتى ولو احتوت على شيء من الحق؛ لأن هذه الأطروحات تورّث شُبهاً تضلّل المتلقِّي وتستهويه وتؤثِّر على قناعاته، وهذا التأثير عائدٌ ـ في تصوّري ـ لعاملين: أحدهما: أنها تعتمد في بنائها التعبيري والفكري آليات فلسفية ترتكز على الفذلكة الكلامية والحذاقة اللفظية لتستهوي الفكر وتأخذ بلباب العقل وتلبس عليه وتسيطر على مساربه فيتلقف بعض الشبهات دون وعي، يتلقاها بلا غربلة ولا تمحيص، تتلبّسه الفكرة ويتلبّس بها، ترتسم في عقله ويتفاعل مع أدقِّ تفاصيلها ويغنى بها عن غيرها، تكبِّله بقيودها وتحجبه عن معاينة ما باينها، وتزجُّ به في دائرة مغلقة خانقة فيسيطر عليه شعور بصوابية ما يعتنقه بل يعتبره هو الحق المطلق، ومن ثم تتعسر عليه المراجعة، وتحت هذا الضغط النفسي الشديد تستبدُّ به الفكرة فـلا يـرى إلا ما يتقاطع معها، فيندفع للعمل بمقتضاها دون وعي، إنه يعيش في غيبوبة أفضت به إلى عزلة لا مادية خانقة نائية به عن مدِّ جسور التواصل والتماس والتفاعل الحيوي مع الأفكار المغايرة لها، قد ملكت عليه لُبّه ووجدانه على نحوٍ بات معه مفتقداً للرؤية الموضوعية النافذة مثله كما المحاط بألسنة اللهب، فرؤيته محدودة محصورة في ذاته وما يحيط بها من دخان كثيف. العامل الثاني: أنها تملك مهارات عالية وكفاءة بارعة في تمرير مشروعها الفكري، وذلك من خلال ضخِّ المعاني ذات الطابع المادي التي تدغدغ حوائج الناس وتستجيب لعواطفهم، ومن هنا تصرفهم عن الحق بهذه المداخل الباطلة التي تتظاهر بالعلمية وتدّعي الموضوعية، الشأن الذي يهدينا إلى تبيّن السر الكامن خلف اتِّساع القاعدة الجماهيرية المتناغمة مع أهل الأهواء، حتى صاروا بجملتهم أكثر كمية من أهل السُّنّة والجماعة، وهذا مؤشر يبرهن ـ بجلاء ـ على أن التماهي الوجداني مع المضامين الدلالية لهذا الخطاب ليس حقيقة شعورية منبعثة من رؤية منهجية وصياغة فكرية صائبة بقدر ما هي نتيجة للانسياق للمحركات الوجدانية. إن القارئ المتسطح الذي يعاني من الهزال في بنيته المعرفية يتعسّر عليه ـ إن لم يتعذّر ـ أن يقرأ بروح تمحيصية ناقدة، فهو لا يملك القدرة على سبر أغوار الروح العامة وتفكيك البنية الشاملة التي ينهض عليها هذا الخطاب، ولذا يقع فريسة سهلة للأفكار السالبة بكافة ضروبها، ويسيطر عليه ما يشبه عمى الألوان، فيتجاوب مع المادة المطروحة، ويتذوّقها، وتنطبع لديه في أعماق الضمير، والمصيبة الأعظم تكمن في عدم شعوره بما ينطوي عليه من إشكال معرفي حادّ سهّلَ من اختطاف عقله ومن ثم مصادرته في بُعْده الإنساني. إن قـصـور الاستعـدادات المعرفيـة لـدى المتـلقّـي يفـضـي ـ بالضرورة ـ إلى إضعاف شخصيته الثقافية، ولذا؛ فإنه بمجرد اطِّلاعه على مجموعة مقالات أو بضعة كتب من الكتب الفارغة إلا من الغُثَاء التراكمي فإنها كفيلة بإحداث هزّة عنيفة في كيانه تعصف بما تأصّل لديه من قناعات على نحو يجعله يتنكّر لما نشأ عليه من قيم، ولا ريب أن هذا يبرهن ـ بجلاء ـ على عمق الانفصال بينه وبين الفقه العقدي من جهة، وعلى أساليب الطرح الماكرة القادرة على التسلل بسهولة إلى التركيبة الذهنية للمتلقِّي من جهة أخرى. تُعدّ العزلة الشعورية، والنَّأْي عن النهل من العلم المؤطر بالمنهج الرباني، وعدم التفاعل المثمر مع قادة الفكر وأرباب المعرفة وذوي الحسّ الحي في الأمة، والتجافي عن المصادر المعتبرة التي تشكل الفكر الموضوعي؛ من أكبر العوامل الموهنة للتماسك العقدي والمؤسسة لتداعي المسلَّمات القطعية، والتي تحيل الفرد إلى هدف سهل المنال لمختلف الوافدات والمؤثرات الثقافية المناهضة لمكوّناته الأساسية، والمناقضة للسلّم القيمي الذي تشكّل وفق دلالاته، والمخالفة للأدوات المعيارية التي على ضوئها يقيم أحداث الحياة. هذه البواعث تعرِّض كثيراً من الأسس المفاهيمية إلى التزعزع والتآكل الداخلي. إن هذا المتلقِّي بفعل ما يحتوي عليه من فقر علمي وجهل عميق لديه ضرب من السلوك الازدواجي الذي يتجلَّى على نحو واضح في تباين تعاطيه مع الأفكار المجسّدة والمجرّدة وتباين مواقفه إزاء كل منها، مما يشي بإمَّعية فكرية ضُربت بعمق في أعماق أغواره فأضعفت عناصر المقاومة في ذهنه فضلَّ عن الحق وتاهَ في بَيْداء الوهم والخيال كأثر حتمي لتزاوج الهوى الحاجب لصفاء الحقيقة والجهل اللامحدود الذي بفعله باتت رؤيته سطحية هامشية فاقدة للرؤية النقدية التي تعتمد التجرد والموضوعية أبرز أدواتها. إن مما يبعث الأسى هو أن المتلقّي السالف الذِّكْر قد يكون أحياناً ممن يساهمون ـ في تصوّره ـ بإثراء الحركة العقلية ودفعها ـ لا لتأهيله لذلك، وإنما لاحتلاله مكاناً أكبر بكثير من مقاساته المعرفية والعقلية ـ وهنا تعظم المأساة، حيث إن جملة الأفكار التي تسرّبت إلى جنانه واستقرت في حسِّه وتراكمت في عقله الباطن هو الآن يتبنّى العمل على تصديرها وإنتاجها يستهدف بها متلقّياً ـ هو الآخر بالمواصفات ذاتها ـ يستلهمها فتعانق وعيه وتكتسح لُبَّه فيتقولب بمضامينها التي تتغلغل فتلامس كل جزئية من وجدانه، وهكذا تجري عملية التسويق عن طريق الاجترار بتبادل الأدوار على نحو يثير الشعور بالأسى والشّجن. إن هذا الطرح ذا النزعة الليبرالية يعكس ـ بنقاء كامل ـ الصورة عن عقول مصادرة تتظاهر بالتحرّر والانـفتاح الـذي لا يتحقق ـ من وجهة نظرها ـ إلا بالخروج عن منطق التجانس الجمعي، واستفزاز الساكن، ومخالفة السائد، وتحريك الراكد، واختراق (التابو)، والتمرد على المقاييس والأعراف المعتبرة، واستدبار النصوص، وإسقاط مكانة العلماء، والتقليل من خصوصية المجتمع، والمبالغة في السقوط الأخلاقي بحجة التطوير والتجديد. إن الحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا دائماً هي أن التجديد لا يكمن في الإقصاء لأخلاقٍ واستدعاءِ أخرى على الضدِّ منها، وإنما يتم التجديد من خلال توسيع مدى الأبعاد الدلالية لبعض الأبنية المفاهيمية الأخلاقية، وابتكار الآليات الفعّالة لعولمتها وجمهرة ممارستها وتكثيف الدعاية لها والإعلاء من قيمتها في النَّسَق الأخلاقي العام ودفعها نحو نقلة ارتقائية تحتلُّ جراءها موقعاً أعلى في درجات السلّم القيمي. إن ثمَّة ثلة من الكُتّاب لديهم تصور ذاتي وهمي، فهم يرون ذواتهم أنهم طليعة هذه الأمة والناطق بلسانها والمعبِّر عن آلامها وآمالها، وهم فقط الذين يملكون عناصر الترشيد الضرورية للنسيج الاجتماعي الذي استقرَّ في وعيهم أنه بخاصته ودَهْمَائه وبسُراته وبُسطائه وبتنويعاته وتعبيراته وبمكوّناته وقياداته الدينية وبفعالياته الثقافية وبرموزه العلمية؛ عبارة عن قطيع غوغائي ومزيج نَتِنٍ من الإمَّعات والسطحيين الذين يعيشون في واقع استاتيكي سكوني يغلب عليه طابع النمطية والاطّراد العشوائي على نحو يدفع هؤلاء الكُتّاب ـ من وجهة نظرهم ـ إلى الاشتغال على تهيئة بنية هذا المجتمع لخصائص جديدة، وذلك من خلال تطوير أنماط سلوكهم وتوسيع آفاقهم بعَصْرنة مفاهيمهم ولَبْرلة توجّهاتهم. الفلسفة التي يصدر عنها الطرح الليبرالي تكمن في اختزاله كافة أشكال الرقي في البُعْد المادي المحض، وتتجلّى في طبيعته الموضوية الرافضة للماضوي والعاملة على تجسيد القطيعة المعرفية معه تمهيداً لمحوه من الأذهان ومن ثم تهميشه في عالم الواقع الفعلي، وفي سبيل هــذه الغــايــة فإنـه يلـحُّ ـ وعلى نحو مستمر ـ على جملة معانٍ محددة يتغيّا استقطابها لإذاعتها وجمهرتها على أرض الواقع العملي. تحرير المرأة، إلغاء تعدد الزوجات، الحرية المطلقة، الثورة على التراث السلفي، تحرير العقل من سلطة النقل..إلخ؛ كلها مفردات تكتظُّ بها هذه الأطروحات على تباين جليٍّ في مستوى شفافيتها وتغاير واضح في القوالب المستخدمة لتسويق تلك الرُّؤى على نحو يضمن لها القبول والانتشار والتمدد. إذا تبلور ما سلف وصلنا إلى نتيجة راسخة مفادُها أن رفع منسوب العلم الشرعي ـ وفي بُعْده العقدي خاصة بوصفه هو الذي يهندس الشخصية الإسلامية ويوجِّه طاقاتها ويرشد حركة معرفتها ـ شرطٌ موضوعي يلزم توفّره في كل فرد بحسبه. وتتأكد أهمية توفّره في كل من ينزع إلى التواصل القرائي مع مختلف الأطروحات المنتمية إلى منظومات فكرية مغايرة أخرى؛ لأن العلم الشرعي بحسبه يمثِّل بنية معرفية عميقة بالنسبة للعلوم الأخرى هو الذي يكسب حامله حسَّاً نقدياً ورؤية نافذة قادرة على إزاحة الستار وإدراك ما يحتجب خلفه من منطلقات وما يكمن من خيوط دقيقة ضامرة في أعمق أغواره. إن الإلمام بالعلم الشرعي والتشبّع بالفقه العقدي وفق منهج سلفي مطلبٌ جوهري في غاية الأهمية والإلحاح، مطلبٌ يمنح صاحبه حصانة فكرية، ويزوِّده بمناعة نفسية، ويورِّثه عزّةً وقناعة تامة بصوابية توجّهه، ويمدّه بحيوية ذهنية وقدرة فذّة على القراءة النقدية التي تضعه أمام الحقيقة الموضوعية لهذه الأفكار الوضعية التي تغذِّي أخيلة مستهلكيها بالمفاهيم الكاسدة والمتشابكة مع أسسنا الفكرية لسلّمنا القيمي المستوحى من نصوص الوحيين. إن العمق المعرفي الشرعي هو الذي يمنح المتلقِّي عقلاً متحرّراً من علائق التبعية لكل فكر متوتر معزول عن وحي السماء، ويمكِّنه من الصيرورة إلى تملّك أفق شمولي واسع يمنحه أعظم صور البلورة النقيّة التي توقفه على حقيقة مقروئه فيعرِّي سوأته ويجلي ثغراته ويعي مدى ما تولّده من مفاسد في البنية العقلية وحجم ما تقرّه من خلل في الكينونة الثقافية. إن التأهيل وبقدر كافٍ للذات ـ من خلال توثيق الاتصال الفعّال بمنابع الثقافة الإسلامية ـ شرطٌ يجب استدعاؤه لاستثمار معطياته بحسبانها هي من يزوّد الفرد بالنظرة العميقة المخترقة لحدود الإدراك الظاهر والسابرة لأغوار المقروء وغربلته، ومن ثم مواراة الأفكار المولدة للتصورات المغلوطة في الزوايا المظلمة من الذاكرة ليجري استحضارها في الظرف الملائم، وذلك عند إرادة تجلية مساحات التفوق وإظهار القيم الجمالية وإبراز خطوط التميّز في الفكر السلفي، والذي تتجلّى روعته الأخّاذة عند مقارنته بضدِّه، وكما قال الأول: وبضدِّها تتميّز الأشياءُ. ثانياً: المبالغة في إيراد الأسئلة والاستفهامات على العقل وتحميله ما لا يحتمل بجعله الإطار المرجعي الأول بعيداً عن النص: إن الحضور الفعّال للبُعْد التساؤلي في حسِّ الفرد يُعدّ من أهمِّ الشروط اللازمة لتفتيح ملكاته الفطرية ونموّ كينونته المعرفية وتكوين نظرته الشمولية. ولذا؛ فإن تطلّع الفرد إلى استكناه المجهول وإيراده للتساؤلات الهادفة ـ التي تطرح أبعاداً غائبة لم تُمنح ما تستحقه من عناية ـ وتشوّفه إلى معرفة الخيوط التي نُسج منها الواقع، وبحثه عن إجابات تمكّنه من فرز التباسات الآني المعقد وتبيّن تشابكاته وتداعياته ومن ثم تحسس المسارات الآمنة ينمّ عن عمق في الوعي، واستنارة في العقل، وتحسّن في مستوى الإدراك، وانعتاق من قيـود النمـطية والتقلـيد، وثمّـة بَوْنٌ ذهني لصالحه يكشـف المسـاحة الشــاسعة بينه وبين الأذهان الببغاوية التي لا تتقن سوى التقليد والمسكونة بكافة ضروب البلادة والتسطح لما تنطوي عليه من افتقار مطلق للبعد العقلاني المرتكز على العلم الموسوعي والتفكير الإبداعي الجادّ، والذي توفّره مربوط إلى حدٍّ كبير بوجود التساؤلات بكثافتها الكمِّية من ناحية، وبطبيعتها النوعية من ناحية أخرى، وقديماً أجاب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عندما سُئل عن السرّ الكامن خلف ما يتوفر عليه من رصيد علمي هائل بقوله: (.. بقلب عقول ولسان سؤول). إذاً؛ فثقافة التساؤل من حيث المبدأ هي ثقافة ينبغي تفعيلها وإشاعتها، ولكن ثمَّة ملحظ يجب استحضاره في هذا السياق، مؤدّاه أن الأسئلة تتباين باعتبار طبيعتها الماهية، فثمَّة أسئلة لها عوائد إيجابية وثمَّة استفهامات لها مردودها المكتظّ بالسلبية، كما هو الحال في الاستفسارات ذات النزعة الفلسفية المتمحورة حول ذات الخالق ـ جلَّ وعلا ـ وأسمائه وصفاته وأفعاله. إن ثمَّة أموراً يجب أن يقف عندها العقل موقف التسليم والخضوع أُشير إلى جزء منها على نحو مجمل كما يلي: أولاً: القدر، فهو سرّ الله في خلقـه، والـرب ـ تبارك وتعالى ـ يعلم الأصلح للخلق الذين لم يتعبَّدوا بالبحث عنه، وإنما تعبَّدوا بالرضى الوجداني والتسليم المطلق والامتثال اللامشروط، ولقد كان سلفنا الأوائل نموذجاً مثالياً يجدر الاحتذاء به في هذا الشأن، وكانت مواقفهم حازمة إزاء من يتمادى في إثارة الأسئلة والإشكالات في القدر، كما نرى في موقف الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تجاه بعض أهل الذمة؛ كـ (قسطنطين) الذي سلَّم مفاتيح بيت المقدس لعمر ـ رضي الله عنه ـ وقد أفصح عن شعور يخالجه بالاعتراض على القدر، فتوعّده عمر ـ رضي الله عنه ـ حتى فاء إلى الحق. وكذلك قصة ذلك الشاب الذي أفرط في التفاعل مع الخواطر العارضة التي ترد على ذهنه، فجاء به والده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فزوّده بجرعات تعليمية حتى آبَ إلى النهج السوي، وكذلك أيضاً قصة (صبيغ التميمي) وهي مشهورة في هذا السياق. ثانياً: الغيبيات عموماً سواء منها ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله بكيفياتها، أو ما يتعلق بأخبار الغيب الأخرى كأحوال الآخرة أو عالم الشهادة الذي ليس بمقدور مداركنا تناوله، فهذا كله يجب الكف عنه وتجنّب البحث في تفاصيله. ثالثاً: بعض حِكَم التشريع؛ لأن حِكَم التشريع متباينة، فثمَّة جملـة منها قد يُدرك من قِبَل عامة الناس، وجزء آخر قد لا يدركه إلا العلماء، وهناك جزء يختص الخالق ـ جلَّ وعلا ـ بمعرفته، وهو سرٌّ من أسراره الخفية المغيبة عن البشر. إن الإفراط في طرح المزيد من التساؤلات سلوك له إفرازاته السلبية؛ لأن للسؤال قدرة هائلة على التشعب والتكاثر والسير في كل اتجاه، فالسؤال السابق يفضي إلى السؤال اللاحق الذي بدوره يستدعي إجابة تكتظ بمواطن الأسئلة اللامتناهية، وهكذا تتواصل الأسئلة على نحو توالدي يعي العقل ويرفعه إلى مشارف الهاوية، فتتنازعه مشاعر متناقضة تعصف به وتحيطه بدائرة من الكآبة المقلقة والتوترات النفسية المرشحة للتفاقم والاستفحال. إن ضغط الأسئلة اللامشروعة على الطاقة الذهنية هو في حقيقته ليس إعمالاً للعقل بقدر ما هو إهمال له وشرعة لاغتياله. تفعيل العقل يكمن في عقلنته بالدلالات المضمونية للنصوص الشرعية، لا بالقفز على هذا البُعْد الشرعي بالاعتماد على الرُّؤى المشوَّهة والطرح الـمُرْبك للوعي الإنساني. إن الذي أوجد العقل حدّد له دائرة عمله، ووضع له الأُطر التي يجب أن لا يتجاوزها، وجعل منه قاعدة ينطلق منها الفرد في وعيه عن الله وأحكامه ومراده ومرامي تشريعاته، وهو بتآزره مع النص يشكل تصورات الفرد لأهداف الحياة والغاية من الوجود الإنساني. لقد ضلَّت طوائف شتَّى بفعل جهلهم بطبيعة العقل البشري وخصائصه وحدوده، وإقحامه في غير ميدانه، كما نلحظ ذلك جليّاً عند الفلاسفة، حيث أنفقوا طاقاتهم العقلية في سبيل أن يدرك المحدودُ غيرَ المحدود، فتاهوا في محيط من الجدل المتناقض الذي لا يركن إلى قرار، وقالوا: إن وجود الخالق وجود مطلق بشرط الإطلاق، فجرّدوه من الوجود الذاتي، وحصروه في الوجود الذهني الذي لا حقيقة له في الخارج، والمعتزلة قدّسوا العقل وجعلوا النص يدور في فلكه، فأدَّى بهم ذلك إلى القول بخلق القرآن، وقال بعضهم: بمنع التسلسل في صفات الخالق جلَّ شأنه، وأوجبوا عليه فعل الأصلح، والصوفية بفعل انحسار دور النص قالوا: بوحدة الوجود، واعتمد بعضهم على (حدّثني قلبي عن ربي)، والجهمية منحوا العقل مكانة لم يُؤهل لها، ونقلوا قدراته من النسبي إلى المطلق، فقالوا: بنفي النقيضين عن الله، ومنهم من قال: بالحلول، ومنهم من قال: بالاتحاد، وجملة منهم حصروا الإيمان بالمعرفة المجردة فحسب، والقدرية جعلوا للعقل الهيمنة الكاملة والمرجعية المطلقة، فقالوا: بأن العبد خالق أفعاله وأن الله لم يقدّرها، والمرجئة جعلوا السيادة للعقل وعملوا على إقصاء النقل فقالوا: بنفي الكفر عمن تلبّس به والتاث بسلوكياته. والثنوية ألّهوا العقل وخرجوا به عن الدائرة التي يملك فيها أسباب التصور والإدراك والحكم، فقالوا: بوجود خالقين لهذا العالم، والخوارج وسّعوا دائرة صلاحيات العقل وأَعْلوا من وظائفه فرَمَوا بالكفر من هو منه بَراءٌ، وسلكوا منهج العنف ذي الطابع الراديكالي، والدهرية جعلوا العقل هو الصانع المنتج للوعي والمحدد لإطاره فأنكروا وجود الخالق جلَّ في علاه، والأشاعرة والماتريدية جعلوا العقل هو الركيزة الأساسية التي يصدرون عنها، فقالوا: بظنّية الدلالات الشرعية ويقينية القواطع العقلية، ووصفوا الخالق بالنقص عندما قالوا بعدم ظهور آثار أسماء الخالق وصفاته إلا بعد أن خلق هذا العالم المنظور، والقرآنيون أطلقوا العنان للعقل فذبلت في حسّهم مدلولات النص القرآني وأبعاده الحقيقية فأفضى بهم ذلك إلى تهميش السُّنة وحجب أبعادها الدلالية الملزمة، وهكذا تيارات متعددة تاهتْ عن الطريق الفطري الميسر بفعل تجاوزها لحدود الإدراك الإنساني ولإنفاقها للطاقة العقلية سفهاً في غير مجالها المأمون. إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أنه ليس ثمَّة تعارض بين العقل الصريح الخالي من الشبهات والنقل الصحيح، بل التوافق بينهما هو الحقيقة الجلية التي لا تخطئها عينُ منصف، والشريعة لا تأتي بمحالات العقول بل بمحاراتها، وتأمَّل معي هذا الكلام الـقيم لابن تيمـية في كتـابه الموسـوم بـ (درء تعارض العقل والنقل) ـ هذا السِّفر الذي يُعدّ عملاً علمياً فذّاً لا يضارعه إلا القلة النادرة ـ حيث يقول: «إن كل ما عارض الشرع من العقليات فالعقل يعلم فساده وإن لم يعارض العقل وما علم فساده بالعقل لا يجوز أن يعارض بـه لا عقل ولا شرع» 1/194، إذاً؛ فتوهّم التعارض بين العقل والنص الصحيح آية على ارتباك العقل وفساده. ويقول في موضع آخر من درء التعارض: «إن النصوص الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعارضها قط صريح معقول، فضلاً عن أن يكون مقدماً عليها، وإنما الذي يعارضها شُبَهٌ وخيالات مبناها على معانٍ متشابهة وألفاظ مجملة، فمتى وقع الاستفسار والبيان ظهر أن ما عارضها شُبَهٌ سفسطائية لا براهين عقلية» 1/155، 156، ويقول أيضاً في الدّرء: «والمقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق لصريح المعقول» 3/87. إن كل رؤية عقلية لها حظ من البُعْد الموضوعي وتصح من الناحية الاستدلالية يقول بها أهل الأهواء فإن لها ما يعضدها في المصادر التشريعية، يقول ابن تيمية: «فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يـذكر أحد منـهم في مسألة ما دليلاً صحيحاً يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقِدَم العالم كـ (أرسطو) وأتباعه ما يذكرونه من دليل صحيح عقلـي فــإنه لا يخالـف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه» درء التعارض 1/133، إن الاجتراء الصارخ على قدسية النص ـ إما بإقصائه، وإما باستقطاب الترجمة المشوهة غير الأمينة التي لا تعكس حقيقته ـ ممارسة عبثية لا علمية تشتغل على تهميش العقل الذي تحتِّم مقتضياته أن يكون النص الشرعي هو الضابط لإيقاعه والمحدِّد لمساره والموجِّه لتطلُّعاته، يقول صاحب الدّرء: «إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل؛ لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفعهما رفع للنقيضين، وتقديم العقل ممتنع؛ لأن العقل قد دلّ على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول #، فلو أبطلنا النقل لكنّا قد أبطلنا دلالة العقل، وإذا أبطلنا دلالة العقل لم يصلح أن يكون معارضاً للنقل؛ لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء، فكان تقديم العقل موجباً عدم تقــديمه، فلا يجوز تقديمه وهذا بيّن واضح، فإن العقل هو الذي دلَّ على صدق السمع وصحته، وأن خبره مطابق لمخبره، فإن جاز أن تكون هذه الدلالة باطلة لبطلان النقل لزم أن لا يكون العقل دليلاً صحيحاً، وإذا لم يكن دليلاً صحيحاً لم يجز أن يتبع بحال فضلاً عن أن يُقدَّم، فصار تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل بانتفاء لوازمه ومدلوله، وإذا كان تقديمه على النقل يستلزم القدح فيه، والقدح فيه يمنع دلالته، والقدح في دلالته يقدح في معارضته كان تقديمه عند المعارضة مبطلاً للمعارضة، فامتنع تقديمه على النقل، وهو المطلوب» 1/170، 171. إنه ليس من العقل تحكيم العقل؛ لأن العقول مضطربة ومتباينة وليس ثمَّة ما يسمّى بـالعقل البشري كمدلول مطلق يكون مرجعاً يُحتكم إلى معطياته وعنصراً حاسماً يضع الأمور في نصابها، يقول صاحب الدّرء: «والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا، بل كل من العقلاء يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر: إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه بل قد آلَ الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا: نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر: إنه غير معلوم بالضرورة العقلية» 1/144، 145. ويقول في موضع آخر من الكتاب ذاته: «فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ـ وليست العقول شيئاً واحداً بيِّناً بنفسه ولا عليه دلـيل معلوم للناس بل فيها هذا الاختلاف والاضطراب ـ لوجبَ أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه» 1/46. إن الشارع حكم بتحديد مجال النظر العقلي وصيانة الطاقة العقلية أن تتبدّد وراء الغيبيات التي لا سبيل للعقل البشري أن يحكم فيها وإنما يخضع ويذعن، والعقل التسليمي هو الأمر الذي كان الإسلام ـ بوصفه النَّسَق الذي يشكل الإطار المفاهيمي الموضوعي ـ يحث على الصيرورة إليه بعيداً عن العقل الشكي الديكارتي التائه في أودية الخيال. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الصواعق المرسلة: «إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورُسُله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحكِ الله ـ سبحانه ـ عن أمّة نبي صدّقت نبيها وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما أمرها به ونهاها عنه وبلّغها عن ربها، ولو فعلت ذلك لما كانت مؤمنة بنبيّها، بل انقادت وسلّمت وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها على معرفته، ولا جعلت طلبه من شأنها، وكان رسولها أعظم في صدورها من سؤالها عن ذلك، كما في الإنجيل: «يا بني إسرائيل لا تقولوا: لِمَ أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بِمَ أمر ربنا؟»، ولهذا كانت هذه الأمة ـ التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف وعلوماً ـ لا تسأل نبيها: لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نهى عن كذا؟ ولِمَ قدَّر كذا؟ ولِمَ فعل كذا؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام» 4/1560، 1561. وجماع القول أن إشكالية التحولات الفكرية إشكالية تطرح نفسها على الوسط الفكري بإلحاح يستدعي معاينتها وفق رؤية شمولية تتغيّا الاتجاه إلى العوامل الباعثة لها للعمل على تجفيف منابعها، وهذا لا يعني أن ثمَّة كثافة كمّية مقلقة في هذا السياق ـ كما أسلفت آنفاً ـ ولكن كضرب من الفعل الوقائي الذي يعصم من إفراز إرهاصات بدأت نذرها بالتشكل على نحو قد يلامس حدود التأسيس لظاهرة باعثة على القلق في هذا المقطع الزمني المتّسم بتداخل الثقافات وثورة المعلومات وكونية التفاعل الثقافي، وفي هذا الراهن الآني الذي استحال فيه العالم إلى غرفة إلكترونية محدودة المساحة الشأن الذي يجد فيه كلُّ معنيٍّ بالهمِّ الدعوي نفسه ملزماً أمام ضميره الخاص بتوظيف خبراته المتراكمة لإبداع الأُطر التي تعينه على رفع درجة الوعي لدى العقل الجمعي، وتبصيره بأن التقدم إلى الأمام مرهون بالعودة إلى الخلق المتمثل في القرن الهجري الأول، الذي تبوَّأ فيه المسلمون القمة السامقة في سلك التطور الارتقائي. وصفوة القول أنه لا مناص من تسليط أشعة النقد على كل فكر ملوّث وكشف تناقضاته الفجّة؛ لإيقاف مفعول الشحنة السلبية التي تستهدف مجتمعاً يسعى لاستئناف مسيرته الحضارية ولإعادة هذا الفكر الظلامي ـ الذي تشكل النزعة الطوباوية أحد أبرز ملامحه ـ إلى مكانته الطبيعية التي هو قمين بها، ليظل قابعاً في أزقة الحضارة وموارياً في مزابل التاريخ. اطرح هذا وساعود اختى العزيزة لمناقشة اثر هذه الظاهرة على واقعنا الذى نحياه شكرا لاطروحتك رائعة دائما :angry2: عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
نانو بتاريخ: 18 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 فبراير 2007 الجميله فولانه تغيبي علينا في كتابه المواضيع وتعودي بالتقايل :) اسمحيلي اكمل بنقطه و هيا كيف نتفادي الغرور.... نبدأ بتقييم انفسنا بشكل موضوعي وهذا يستدعي النظر إلى القيم الثلاث التالية بعين الحقيقة والواقع ، وهي : 1 ـ اعرف قدر نفسك . 2 ـ اعرف ثمن ملكاتك . 3 ـ اعرف قيمة الدنيا . فإذا عرفت قدر نفسك بلا تهويل ، وثمّنت ملكاتك بلا زيادة ، وعرفت قيمة الدنيا ـ كما هي ـ لا كما تصورها بعض الأفلام والروايات على أنّها جنّة الخلد والمُلك الذي لا يبلى ، فإنّك تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح لاجتناب الغرور وتفادي حالات التكبّر والتعالي . بعد أن عرفنا قيمة أنفسنا ، وقيمة ملكاتنا ، وقيمة الدنيا ، دعونا نطرح بين يدي كلّ مَنْ يستشعر الغرور والتكبّر ، الأمور التالية لغرض التأمّل : 1 ـ لو أفقدني الله سبحانه وتعالى ـ وهو مالكي ومالك ما أملك ـ كلّ ما لديَّ من صحّة وقوّة ومال وجمال .. هل كنتُ أستطيع إرجاعه إلاّ بحول منه وقوّة ؟! 2 ـ حينما بذلتُ جهدي وسعيتُ سعيي ، على أي الأمور اعتمدت ؟ أليس على الأدوات التي منحني الله إيّاها كالعقل واليد والعين والسمع والفم والقدم ، والتوفيق إلى ما يقصرُ عنه جهدي وسعيي وكفاحي ؟ فهل يكون موقفي موقف الزهو والانتفاخ ، وكلُّ ما بي من نعمة هو من الله ، أم أنّ موقفي أجدر بالشكر والثناء على المُنعِم ؟ 3 ـ مهما كنت حائزاً على الملكات والفضائل .. هناك دائماً مَنْ هو أكثر منِّي : إذا كنتُ جميلاً .. جمالاً . إذا كنتُ ثرياً .. ثراءً . إذا كنتُ قوياً .. قوة . إذا كنتُ عالماً .. علماً . إذا كنتُ مرموقاً .. جاهاً . إذا كنتُ عابداً .. عبادة ... إلخ . 4 ـ دعني أنظر إلى الناس كيف ينظرون إلى المغرورين ؟ .. دعني أتأمّل في مصير كلّ مغرور ومغرورة لأرى كيف أنّ : ـ الناس يمقتون وينفرون من المغرور . ـ الناس ينظرون نظرة دونية احتقارية للمغرور ، أي كما تُدين تدان ، ومَنْ رفع نفسه وُضع . ـ المغرور يعيش منعزلاً لوحده وفي برجه العاجي . ـ المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس المهزوزين المهزومين ، وهو لا يقدر على التعايش مع مغرور مثله . ـ المغرور يطالب بأكثر من حقّه ، ولذلك فإنّه يفسد استحقاقه . 5 ـ الغرور درجة عالية من الإعجاب بالنفس والانبهار بالملكات والمواهب ، وبالتالي فإذا كنتُ مغروراً فإنّي أنظر إلى نفسي نظرة إكبار وإجلال ، مما لا يتيح لي أن أتبيّن النقائص والمساوئ التي تنتابها ، فالغرور مانع من الزيادة في بناء الشخصية وفي عطائها . 6 ـ الغرور يبدأ خطوة أولى صغيرة .. إعجاباً بشيء بسيط .. ثمّ يتطوّر إلى الإعجاب بأكثر من شيء .. ثمّ ينمو ويتدرج ليصبح إعجاباً بكلّ شيء ، وإذا هو الغرور والخيلاء والاستعلاء والتكبّر . فلو لم أقف عند الخطوة الأولى لأُراجع نفسي فأنا مقبلٌ على الثانية ، وإذا تجاهلتُ الأمر فأنا واقع في الثالثة لا محالة . بعد التفكير والتأمّل في النقاط الست المارّة الذكر ، يمكن أن نبحث عن طرق علاج أخرى لظاهرة الغرور والتكبّر بين الشبان والفتيات : 1 ـ استذكار سيرة العظماء المتواضعين .. كيف كانوا على الرغم من سعة علمهم وعظمة أعمالهم وجلالة قدرهم وخدماتهم للانسانية ، إلاّ أ نّهم كانوا لا يعيشون حالة الورم في شخصياتهم ، بل تراهم كلّما ازدادوا علماً تواضعوا لله وللناس أكثر .. هكذا هم الأنبياء .. وهكذا هم العلماء .. وهكذا هم سادات أقوامهم ، ولم يكن تواضعهم الجمّ ليقلّلهم أو يصغّرهم في أعين الناس ، أو ينتقص من مكانتهم . بل بالعكس كان يزيد في حبّ الناس واحترامهم لهم ، وتقديرهم والثناء على تواضعهم . 2 ـ استعراض الآيات والنصوص والحكم والمواعظ والقصص الذامّة للغرور والمغرورين . فنصيحة لقمان لابنه في التواضع ، هي لكلّ الشبان والفتيات وليست لابن لقمان وحده : (ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً )(11) وتواضع نبينا محمد (ص) رغم أ نّه أشرف الخلق وسيِّد الأنبياء ، مدرسة نتعلّم فيها كيف نكون من المتواضعين . والله تعالى يقول للمغرور ، اعرف حدودك وقف عندها ، فإنّك لن تتجاوز قدرك مهما فعلت (لا تمشِ في الأرض مرحاً فإنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا )(12) وتذكّر العاقبة : (أليس في جهنّم مثوى للمتكبّرين )(13) . 3 ـ حاول أن تكسب مودّة الناس من خلال التواضع لهم ، ولين الجانب وخفض الجناح واشعارهم بمكانتهم وتقديرك واحترامك لهم وعدم التعالي عليهم لأيّ سبب كان .. أشعرهم أ نّك مثلهم ، وأ نّهم أفضل منك في عدّة نواحي .. اجلس حيث يجلسون ، فرسول الله (ص) وهو أعظم الناس كان إذا جلس إلى أصحابه لم يميِّزه الداخل إلى المسجد .. كان كأحدهم .. أُنظر إلى ما يحسنون لا إلى ما يسيئون واعرف قيمهم من خلال ذلك «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه» .. تنافس معهم في الخيرات فهو مضمار السباق وميدان العمل ، واطلب رضا الله .. وعاملهم بما تحبّ أن يعاملوك به .. وكن أفضلهم في تقواك وعلمك وعملك . 4 ـ تذكّر ـ كلّما داهمتك حالة من الغرور ـ أنّ الغرور والتكبّر خلق شيطاني بغيض ، فإبليس أوّل مَنْ عاش الغرور والتكبّر في رفضه السجود لآدم حيث ميّز وفاضل بين (النار) التي خُلق منها و (الطين) الذي خُلق منه آدم ، ونسي أنّ الخالق للاثنين معاً هو الله سبحانه وتعالى ، وهو الذي يشرّف ويكرّم ويفاضل . 5 ـ التجئ إلى (عبادة) الله كلّما أصابك (مرض) الغرور .. خاطبه بصدق ومحبّة وشعور قوي بالحاجة : «إلهي ! كلّما رفعتني في أعين الناس درجة إلاّ حططتني مثلها في نفسي درجة» حتى أتوازن ولا يختلّ تقويمي لنفسي . 6 ـ وإذا أثنى الناس على عمل قمتَ به ، أو خصلة تمتاز بها ، فعوضاً عن أن يداخلك الزهو ويركبك الغرور والتكبّر ، قل : «أللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، واجعلني خيراً مما يظنون» . there is a miracle called friendship,that dwells in the heart you donot know how it happens or when it gets its start رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 18 فبراير 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 فبراير 2007 الله عليكي اختنا فولانة الله يحفظك يا ريت كل واحد يشوف نفسه ويراجع نفسه قبل ما ينام ما انجزه وما اخفقه في ذلك النهار الذيمر عليه وهنا نقدر نرجع كل يوم وتذكر عمر بن الخطاب قبل الاسلام وبعد الاسلام وقبل الوفاة رضي الله عنه تحياتي السلام عليكم ورحمة الله ... أشكرك اخى الكريم عبده بيه...على مرورك وعلى كلماتك المضيئة...وفعلا لو كل واحد توقف لحظة واحدة لالتقاط الانفاس ومراجعة ما يقوله او يقدم عليه من افعال...لتمكن من تصحيح افكاره..ولحقق النجاح المرجو له من خلال انخراطه فى المجموعة..وتبادل الاراء المفيدة بدلا من النظرة الاحادية التى يتشبث بها ولا يجنى منها الا امتعاض الاخرين من طريقة تفكيره...ومن تمسكه بالعيش فى تلك البرج العاجى الذى يصنعه خياله المريض.. وفى انتظار باقى ارائك.... { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبده بيه بتاريخ: 18 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 فبراير 2007 بارك الله فيكي اختي فولانة مهم الواحد مننا كل يوم ياخد خمسة دقائق يتذكر فيهم قدرة الله علينا والله العظيم شوية برد صغيريين الوحد بيترمي في السرير اسبوع من شوية برد يعني ايه الغرور لله العظمة وحدة اعوذ بالله من نفسي تحياتي لله العظمة وحده عبده بيه سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 18 فبراير 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 فبراير 2007 مدام فولانة موضوع ثرى حقا ودسم سيدتى الكريمة ومنتشر بشكل غريب هذه الايام ومرضى ايضا ولى طرح للتفسير النفسى لسلوكيات الغرور فعلم النفس يعتبر المغرور مصاب بنوع من الاضطرابات النفسية السلوكية وكما ذكرتى فى طرحك انه يكون قد مر بعدة ملابسات او ظروف جعلته يشعر مسبقا بنقصه عمن حوله فيرتدى ذاك الثوب الزاهى الذى صنعه لشخصيته ويبدأ فى التباهى بم غالبا لا يملكه اطرح هذا وساعود اختى العزيزة لمناقشة اثر هذه الظاهرة على واقعنا الذى نحياه شكرا لاطروحتك رائعة دائما :) السلام عليكم ورحمة الله ... ام مادا.....شكرا لك على اثراء الموضوع ولكن اسمحى لى فالمقال الذى تفضلت وأضفتيه بعيد كل البعد عن الموضوع الاساسى وهو الغرور. فالمقال يتحدث عن التسطح الفكرى والفرق بين النقل والعقل وقراءه متأنيه فى كتب اهل الاهواء وكيفيه اتخاذهم السبل لطرق مفاهيم العقيده عند العامه . اقتباس: إن مما يبعث الأسى هو أن المتلقّي السالف الذِّكْر قد يكون أحياناً ممن يساهمون ـ في تصوّره ـ بإثراء الحركة العقلية ودفعها ـ لا لتأهيله لذلك، وإنما لاحتلاله مكاناً أكبر بكثير من مقاساته المعرفية والعقلية ـ وهنا تعظم المأساة، حيث إن جملة الأفكار التي تسرّبت إلى جنانه واستقرت في حسِّه وتراكمت في عقله الباطن هو الآن يتبنّى العمل على تصديرها وإنتاجها يستهدف بها متلقّياً ـ هو الآخر بالمواصفات ذاتها ـ يستلهمها فتعانق وعيه وتكتسح لُبَّه فيتقولب بمضامينها التي تتغلغل فتلامس كل جزئية من وجدانه، وهكذا تجري عملية التسويق عن طريق الاجترار بتبادل الأدوار على نحو يثير الشعور بالأسى والشّجن. الفقره السابقه على سبيل المثال قد تظهر انه تتحدث عن الغرور ولكنها فى الواقع تتحدث عن الجهل المطلق لمن يعتنق فكرا لا يفهم فيه وكيفيه رؤيه هذا المدعى لدوره وكيف يقوم به. وفى هذه الفقره ( بالرغم من استخدام لغه متقعره للغايه ) اقتباس: الفلسفة التي يصدر عنها الطرح الليبرالي تكمن في اختزاله كافة أشكال الرقي في البُعْد المادي المحض، وتتجلّى في طبيعته الموضوية الرافضة للماضوي والعاملة على تجسيد القطيعة المعرفية معه تمهيداً لمحوه من الأذهان ومن ثم تهميشه في عالم الواقع الفعلي، وفي سبيل هــذه الغــايــة فإنـه يلـحُّ ـ وعلى نحو مستمر ـ على جملة معانٍ محددة يتغيّا استقطابها لإذاعتها وجمهرتها على أرض الواقع العملي. تحرير المرأة، إلغاء تعدد الزوجات، الحرية المطلقة، الثورة على التراث السلفي، تحرير العقل من سلطة النقل..إلخ؛ كلها مفردات تكتظُّ بها هذه الأطروحات على تباين جليٍّ في مستوى شفافيتها وتغاير واضح في القوالب المستخدمة لتسويق تلك الرُّؤى على نحو يضمن لها القبول والانتشار والتمدد. إذا تبلور ما سلف وصلنا إلى نتيجة راسخة مفادُها أن رفع منسوب العلم الشرعي ـ وفي بُعْده العقدي خاصة بوصفه هو الذي يهندس الشخصية الإسلامية ويوجِّه طاقاتها ويرشد حركة معرفتها ـ شرطٌ موضوعي يلزم توفّره في كل فرد بحسبه. وتتأكد أهمية توفّره في كل من ينزع إلى التواصل القرائي مع مختلف الأطروحات المنتمية إلى منظومات فكرية مغايرة أخرى؛ لأن العلم الشرعي بحسبه يمثِّل بنية معرفية عميقة بالنسبة للعلوم الأخرى هو الذي يكسب حامله حسَّاً نقدياً ورؤية نافذة قادرة على إزاحة الستار وإدراك ما يحتجب خلفه من منطلقات وما يكمن من خيوط دقيقة ضامرة في أعمق أغواره. هنا انتقل المقال الى بعد اخر فى مقارنه المدارس الفكريه بتسليط الضوء على مدرسه واحده وتشريح ابعادها فى اتجاه واحد وهو ما يريده كاتب المقال. وفى مقارنه بين العلم القرائى والعلم الاستقرائى دون الاشاره الى الاخير . اقتباس: ثانياً: المبالغة في إيراد الأسئلة والاستفهامات على العقل وتحميله ما لا يحتمل بجعله الإطار المرجعي الأول بعيداً عن النص وفى الجزء الثانى من المقال نجد ان الموضوع تغير تماما الى استنباط المبدأ الاستقرائى فى الاستدلال على البديهيات المنطقيه وكيفيه تقبل المبدأ الغيبى فى التفسير تركيزا على البعد العقائدى. اكتفى بهذا القدر لان المقال كله فى هذا الاتجاه وان كنت اعترض على اجزاء كثيره من الفكر الوارد به . ولكن لا أنكر ان المقال جيد بالرغم من اللغه المتخصصه للغايه فيه والتقعر اللفظى . هذا المقال يستحق ان يكون موضوعا مستقلا لاهميته الفلسفيه ولكنه لاسف لا ينتمى الى موضوعنا هنا......أنا باحاول اسلط الضوء على الغرور كمرض نفسى.... دمت لنا.وفى انتظار مشاركتك القادمة............... { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
nash بتاريخ: 18 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 فبراير 2007 خير يا جماعه.....بجد أنا حسيت أني تهت منكم... مش الموضوع برضه عن الإنسان المغرور....؟ ....................................................................... أنا حاسه أننا خرجنا عن الموضوع الأساسي...وأتجه الحوار إلي منحي أخر تماما... بصراحه رغم أني كنت أدبي بس مافهمتش الكثير من مفردات اللغه المكتوبه... أنا فعلا حسيت أني بقرأ كتاب فلسفي....أكثر منه علم نفس.....المدرستين متقاربتين.... لكن كل الإختلاف في المعني والهدف....الفلسفه ستتحدث عن النظريه...وعلم النفس سيعالجها... أنا بانتظار تصحيح الوضع...لإن بصراحه حابه أتناقش في هذا الموضوع الحيوي ........................................................................................ يعطيكي العافيه فولانه...علي موضوعك الحلو والذي سيثير شهيتنا للمناقشه صن ضحكة الأطفال يارب فإن هي غردت في ظمأ الرمال أعشوشبت لكن إن زودوها وبكيوا ..ونكدوا ..... هايتلطشوا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 19 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 فبراير 2007 الغالية فولانة شكرا لتوضيحك ولا اعارض معك ان اضافتى كانت ربما غير موفقة لكنى وجدت ان الكاتب طرح احد نماذج الغرور والتى تحضرنا دائما على شاشات التلفاز او حين يستضيف البعض كاتبا او عالما ممن اصابهم هذا الداء فهذا الرجل رغم طرحه الفلسفى للقضية كان بين سطوره يوجه نقدا لمن غرته بعض القراءات دون التفكر فيها وصنع من نفسه نموذج العالم ببواطن الامور دون ان يتعمق فى قراءاته اذن هنا حكم عام على شخصية المغرور ان العالم الحق ونموذج العلماء للاسف ملىء بالشخصيات التى اصابها الغرور لا يتضخم امام ذاته بل يزداد تواضعا وعلما ورغبة فى التعلم ولا يكتفى ليعتبر نفسه فكرا مستقلا ونتاج عبقرية عقلية فذة بل يتعلم حتى من تلاميذه بلا تفاخر او تباه يذكر بل وينكر على البعض انهم يبالغون فى تقديره بينما الشخصية المغرورة هى نموذج مدع فى المقام الاول ويزيدها قبحا انه يصدق ادعائه ويخلق لذاته التى تتضخم نتيجة ما يصدقه عقله المنفرد كيانا لم يبن على الحقائق ولكن على ما اعتقد انه يعلم سيدتى الكريمة وصف الطبيب السعودى النفسى عمر المديفر هذا الداء قائلا ان القصور فى بعض مناحى النشأة النفسية قد يؤدى بالطفل الى الادعاء او الكذب بغرض الاخفاء او التباهى وان لم يتم تدارك الامر فى بداياته تتطور المشكلة ويصاب الشاب اليافع باضطراب فى الشخصية وقصور فى العلاقات الاجتماعية او ينحو للسيطرة والنتيجة فى الحالتين انه يعتقد دائما بصحة معتقداته ويؤمن بها ويدافع عنها ويرفض النقاش العقلى السوى لسيطرة افكاره عليه ويلجأ لتجنب المناقشات التى قد تدحض افكاره او تبين خطأها وغالبا بعد عدة سنوات تتحول هذه الشخصية الى نموذج سيكوباتى لا يجيد التعامل الا مع من هم اقل منه مرتبة اجتماعية او علما حتى يتمكن من التعامل بتعال معهم وابهارهم بالقدر الذى يملكه من خبرات معرفية وان كان ضئيلا ويصبح اختلاطه ووجوده فى المجتمع غير مستحب بل ويبدأ فى النفور ممن قد يواجهه بحقيقة الامور او باخطائه والتى تزيد بشكل متواز مع تقدم عمره وهذه الحالة هى اضطراب اجتماعى سلوكى يجب ان يراقب عن كثب منذ بداياته ويخضع للعلاج ان وصل الامر لفشل الفرد فى التعايش مع المجتمعات المحيطة به وتحقيق احلامه وانجازاته التى كان يأمل بها هذا كان تشخيص احد العلماء الافاضل للغرور كمرض اجتماعى نفسى وساعرض لاحقا اراء اخرى من دراسات قدمت فى هذا الموضوع شكرا لتوضيحك وثراء العرض منك ومن جميع المشاركين دمتى بكل الحب عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 2 مارس 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 مارس 2007 السلام عليكم..موضوع دسم ومن العيار الثقيل يا فولانه الله عليك.. أعدتينا الى الزمن الجميل. .والغرور والاعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الانسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من قوة، أو مال، أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي. . وقد وصف الغرور فى بعض مدارس علم النفس على انه مرض يحتاج الى معالجه نفسيه متخصصه . موضوع شيق . أردت أن اشارك مشاركه سريعه به وسنستمر فى مناقشته ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله... أعتذر عن التأخير فى الرد واستكمال الموضوع اخى الفاضل...وبأشكرك على مرورك الكريم واضافتك التى زادت من اهمية النقاش... النقطة بس اللى احب اضيف عليها هى شعور المغرور بتميزه عن الاخرين بما لديه من قوة ومال ...الى اخره.... قد يكون ذلك صحيحا وقد يكون عكسه هو مايلصق صفة الغرور بالشخص المعنى...بمعنى انه يفتقد بالفعل لكل هذه المزايا...او كان يمتلكها يوما ما مضى..ولكنه لا زال يعيش على اطلال الماضى ..................وينسلخ عن واقعه الفعلى... نجد أن الشخص المغرور تعتمل فى قوامه مشاعر النقص التى تقع فيما بين الشعور والاشعور... فى الطريق الواقع بين هذين الجهازيين النفسيين...على اساس ان هناك حالات وسطى فيما بين الظاهر والباطن... فالمغرور وان كان يبدى الامتياز والتفوق على الأخرين كما ذكرت حضرتك ...فان لا شعوره وما يتضمنه من أحاسيس بالنقص يشكل ما يشبه الضمير الذى يعاتبه لانه يحس بالتفوق على غيره مع انه ليس من التفوق فى شىء. ومن ثم تنشأ معركة حامية الوطيس فى القوام الداخلى للمغرور...أحد طرفيها يؤكد التميز والتفوق والغلبة والانتصار على جميع المحيطين به. أماالطرف الاخر فانه يؤكد الضحالة والتخلف والانهزام. واخيرا نجد الشخص المغرور يجعل من نفسه البؤرة التى يدير حولها افكاره ومشاعره الوجدانية ..وبتعبير اخر...نجده لا يستلهم الواقع الخارجى فيأخذ عنه...بل يكتفى بما لديه وللحديث بقية { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
nora بتاريخ: 2 مارس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 مارس 2007 (معدل) مدام فولانه شكرا على الموضوع الجميل وأحب اشارك في حاجه انا لاحظتها ان في بعض الاحيان في ناس بتدفع اشخاص معينه للغرور وذلك عن طريق تعظيمها وتفخيمها واعطائها مكانه متستهلهاش اصلا وبالتالي يبدأ الغرور يزحف الي الشخص ده لحد ميتملك منه ودي امثله كتير وبتظهر اكتر في العمل تبصي تلاقي الموظف يعد يعظم في مديرة وبالتالي يبدا باه يتغر ويبدأ الغرور ده يبقى صفه من صفاته ولاحظة ايضا ان المال أو المركز + شخصيه غير سويه = غرور وممكن نضيف ليهم ضعف الايمان في بعض الاحيان وشكرا تم تعديل 2 مارس 2007 بواسطة nora رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 3 مارس 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2007 السلام عليكم ورحمة الله ....... أختى الفاضلة نورا........بأشكرك على مداخلتك لانها ستؤدى بنا الى مناقشة جانب هام يختص بسيكولوجية المغرور..وعلاقته بالمجتمع ... حضرتك كتبتى.......... في بعض الاحيان في ناس بتدفع اشخاص معينه للغرور وذلك عن طريق تعظيمها وتفخيمها واعطائها مكانه متستهلهاش اصلا وبالتالي يبدأ الغرور يزحف الي الشخص ده لحد ميتملك منه الحقيقة يانورا ان فعلا فيه نوعيه من البشر عندها القدرة على التقاط نواقص الغير...والغزل عليها لتحقيق مأربهم الشخصية...زى ما تفضلتى حضرتك وذكرتى ما يحدث فى مجال العمل..على سبيل المثال... فالخبثاء يعرفون جيدا ما لدى الشخص المغرور من استعدادات للاغداق عليهم سواء من ماله..او تميز وظيفى...او حتى التضامن معهم فى مواقفهم سواء كانوا على حق او على خطأ.... يعنى تقدرى تقولى بيكون فيه نوع من المقايضة بينهم ان صح التعبير...هم يتملقوه...ويحيطوه بهالة من التبجيل والتقدير والاحترام... ويصفقوا لكل ما يتفوه به او يسطره.....وفى المقابل هو يصدق انه شخصية عظيمة خليقة بذلك التقدير والاحترام... ويبادلهم نفاقا بنفاق...ويهتف بمواقفهم...وينعتهم بصفات عظيمة.......مع ان الواقع ان ما يبديه اولئك المخادعون عبارة عن طُعم يضعونه فى شباكهم للايقاع به برضاه... بس تعرفى...أحيانا برضه نجد الانسان المريض بالغرور - كمرض نفسى - من الممكن ان يلجأ هو شخصيا لاقامة علاقات مع من يتوسم فيهم مداهنته.....ونفاقه...ويبدأ فى مخاطبة هذه الفئة من الناس بلطف ويتظارف معهم ..بل نجده يخطو بجانبهم ... ويحذو حذوهم...ويمتدحهم ويعجب بمهاراتهم وانه لولا ما يقمون به من اعمال لما استقامت الدنيا وماكان للحياة طعم... اصبح هناك اذن شبه اتفاق ضمنى بينه وبين من حوله..بتطبيق مبدأ " شيلنى وأشيلك"... وعلى اى حال الامور دى فعلا بتتضح فى مجال العمل....ولكن فى النهاية لا يصح الا الصحيح..... وللحديث بقية... بأشكرك يانورا على مرورك.............. { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 22 مارس 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 مارس 2007 عزيزتي فولانة ... الغرور بالنسبة لي هو نوع من الغباء .. حتي لو كان نسبة ذكاء صاحبه أكثر من المتوسط ... لكنه في نهاية المطاف ... غباء ...و في حياتنا اليومية يقابل رد فعل الغباء برد فعل أغبي منه نتيجة الأنفعال المضاد.. و من هنا يسري الوباء... هذا الواقع تقتضي الحكمة أيقاف التعامل معه ... و ليس أرتداء ثوب الحكماء بالحوار مع المغرورين... و.. لتيقنتي بالفعل أنه لا أمل في التعامل معه .. و أنه من الأفضل تجنبه تمامآ ... و هذا ما أفعله عادة مع تلك النوعية من البشر ... تحياتي السلام عليكم ورحمة الله ..... ولأن لا امل فى التعامل مع الشخصية المغرورة....أو لا اصلاح لسلوكياته..فنجد بطبيعة الحال ان الناس لا يثقون به ويتحاشونه ....ولا يتعاملون معه الا فى أضيق نطاق...لنظرا لتكبره وتعاليه وأنفته.....بل واعتقاده بانه من طبيعة مغايرة لباقى البشر .. وعلى الجانب الاخر...قد نجد الاكثر فهما لطبيعة المغرور يرفضون من داخلهم اتخاذ موقف سلبى تجاهه او قطع علاقاتهم به فقط..بل يتبلور احساسهم تجاه المغرور ...ويبدأوا فى توجيه صفعات له ردا على ما يبديه من تصرفات تنم عن التعالى والكبرياء الخاوية من المضمون... ويردون على صلفه بما هو أدهى واعنف ...قد يوجهون له عبارت تهز مشاعره و تصيبه فى صميم معنوياته ..... وفى مجال العمل...نجدهم ينفرون من غطرسته فيعملون على ابقائه فى الظل ويخفضوا من مقامه وحرمانه من احتلال المواقع المميزة حتى يتخلصوا من كبريائه الاجوف...وحملاته الاعلانيه عن نفسه وعن امجاده.. ايضا كرد فعل طبيعى تجاه المغرور ..يحرمونه من الفوائد المعنوية او المادية التى يمكن ان تمنح له....بل اكثر من هذا....فانهم يحرمونه من اى تصرف يمكن ان يشبع عنده جوانب النقص فى شخصيته...مما يحط من شأنه ويصيبه بخيبة امل ... قد تجعله ينتحى بنفسه جانبا حتى يعيد ترتيب اوراقه... وكثير ما يلجأ المغرور بعد شعوره بهذا الكم من الاحباط والتجاهل الى اماكن اخرى ومجتمعات جديدة لا تناصبه العداء ولا يشعر تجاه افراد المجتمع الجديد بأى تنافر ...ويبدأ من جديد ويكيف نفسه ..ويحاول فى البداية تحاشى الاخطاء السابقة.... ولكن...هذا الهروب يعتبر شاهدا على هزيمته المنكرة ..وعلى انتصار من ناوءوه....ولهذا فانه لا يهجر المجتمع الذى شاهد انكساره هجرة دائمة بل يعاود الظهور بين الحين والحين وتزداد بداخله رغبة فى ايقاع الهزيمة بأولئك المناوئين...فينخرط معهم فى معارك بنفس طويل ولسان حاله يطمئنه بانه حتى لو اصابه منهم الاذى الا انه المنتصر ومن الابطال فى النهاية.... ويخطط لهذا اما عن طريق افتعال المشاكل الكلامية او يبدأ فى التودد الى مجموعة من البشر قد تتفق معه فى الهدف... ..كأنه يعد صفوف الجيش للحرب القادمة... وفى واقع الامر...نجد ان سلوك المغرور هو مايدفع الناس من حوله لتجاهله او الانقاص من قدره...نظرا لما يتلحف به من تعال وغطرسة وهذا يؤدى بهم الى الشعور بكراهيته والنفور منه والتربص به للنيل من قدرتة وعزته المزعومة.... وللحديث بقية....... { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 22 مارس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 مارس 2007 بس تعرفى...أحيانا برضه نجد الانسان المريض بالغرور - كمرض نفسى - من الممكن ان يلجأ هو شخصيا لاقامة علاقات مع من يتوسم فيهم مداهنته.....ونفاقه...ويبدأ فى مخاطبة هذه الفئة من الناس بلطف ويتظارف معهم ..بل نجده يخطو بجانبهم ... ويحذو حذوهم...ويمتدحهم ويعجب بمهاراتهم وانه لولا ما يقمون به من اعمال لما استقامت الدنيا وماكان للحياة طعم... العزيزة مدام فولانة هذا النوع من الاشخاص ليس مغرورا بقدر ماهو منافق فمن يرتدى ثيابا بلون ارتداه سواه فقط لينال الرضا بلا وعى او فهم لمغبة الامور هو متظاهر او منافق سيدتى ويرقى لدرجة المغرور من الغباء فالمغرور شخص فى المقام الاول يفتقد الذكاء يظن بشكل ما ان لديه القدرة الفذة على قيادة الامور وتوجيهها حيث يهوى ولربما نجح الامر فى اول الامر وبدأ يشعر بالرضا لكن النتائج المحبطة التالية ستكون اشد وطأة مم يعتقد وغالبا ماكان هذا مصير الغرور المغلف بقلة التفكير وضحالته ولنسأل الرحمن ان يرحمنا من هذا الداء ويعف عن من يعانونه ويرشدهم لسواء السبيل عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Folana بتاريخ: 22 مارس 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 مارس 2007 السلام عليكم ورحمة الله ... أختى الغالية ام مادا....كلامك صحيح الى حد ما....لان الانسان المصاب بالغرور كمرض نفسى - وهو مجال حديثنا هنا فى المقام الاول - يعانى من انحرافات نفسية واخلاقية ,,,,,وقد تلتصق به العديد من الصفات الذميمة....منها على سبيل المثال "النفاق"...زى ماتفضلتى حضرتك واوضحتى.. وهو لا يفتقر للذكاء على الاطلاق...ولكنه يتمحور على ذاته ويدور فى فلكه...خلى بالك كمان انه بيكون مفعما بالكثير من الاستعدادات والمواهب العظيمة...ولكنه يفشل فى استثمارها ....تظل كامنه بداخله ولكنه يعجز عن اخراجها الى نطاق الواقع السلوكى... وعندما يستشعر أفول نجمه...ولانه ينظر الى المجتمع حوله من زاوية واحدة ضيقه تحول بينه وبين التطلع الى زوايا اخرى يمكن ان يفيد منها ولانه ياخذ موقف عدائى ممن يراهم افضل منه ويأبى التعاون معهم ويريد ان يستأثر بالنجاح وحده فأنه يعاديهم...ثم يلجأ الى فئة يستشعر معهم انه الاقوى...ويعمل على مداهنتهم فى البداية حتى يستقطبهم ...ومن ثم يمارس عليهم عقده النفسية والمرضية... يبقى هو منافق فعلا..ولكن بصورة مؤقته حتى يصل الى مراده...وحتى يجد أذانا صاغية لما يقوله ولما يرغب فى التعبير عنه من اخبار زائفة وملفقة عن امجا د ماضيه ومحاولة منه فى البحث عن اى وسائل يرتفع من خلالها الى مقام اعلى .... ونستطيع القول ايضا واوقع انه متناقض السلوك...وده انحراف نفسى..يعنى تارة يهاجم ويكابر..وتارة اخرى نجده يتحاشى المواقف والتصرفات التى تشعر الناس المحيطيين به بانه يتعالى عليهم... و يداهنهم ويحاول كسب ودهم..... باشكرك على مشاركتك الجميلة وفى انتظار باقى مشاركاتك فى هذا الموضوع عفانا الله وللحديث بقية { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
وليد صفوت بتاريخ: 22 مارس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 مارس 2007 مدام فولانة أرفع لك القبعة على هذا الموضوع المفيد :wub: ، لكن أنا لم أعرف حتى الآن كيف أتصرف مع المغرور إذا ما أجبرتنى الظروف الى التعامل معه و لا سيما يومياً ؟ و خصوصاً لو كان هذا المغرور يتخذ موقف عدائى نوعاً ما " أو لنقل جاف" مع من يرفض مداهنته و مدحه بصفة مستمرة.. و ربما يحرمه من درجات لو كان هذا المغرور دكتور فى جامعة أو ربما أثر على عملى لو كان هذا المغرور رئيسى و هكذا ... كيف أتعامل معه بأسلوب لا يؤثر سلباً علىّ و لا يوقعنى - فى نفس الوقت - فى جريمة النفاق و المداهنة ؟ تحياتى و تقديرى.. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان