عبده بيه بتاريخ: 22 فبراير 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 فبراير 2007 فجرت ازمة حلقات برنامج «هالة شو» عن «فتيات الليل»، وبعد الضجة التي أثارتها الفتيات الثلاث عن تعرضهن للخديعة، يظل عالم توريد «الموديلز» ومجموعات المصفقين والراقصين للبرامج التليفزيونية، مغلقاً علي مآس وعذابات شريحة واسعة من الشباب والفتيات، اضطرتهم الحاجة الاقتصادية، وانعدام فرص العمل الكريم، إلي الإقبال المتزايد علي هذه «الحرفة» الجديدة، التي ينطوي العمل فيها علي نوع من الاستغلال الرخيص، يجعل منهم بطريقة أو أخري، نوعاً من «الرقيق الحديث» في سوق العمل التي لا ترحم. بدأت هذه «الحرفة» في مصر، في توقيت متزامن مع انتشار الفضائيات وبرامج «التوك شو» القائمة علي استضافة نوعين من الضيوف، الأول يضم النجوم، والثاني يضم «الكومبارس» أو الجمهور الذي ينبغي أن يكون طرفاً أصيلاً في الحوار الدائر مع فريق النجوم، ولكن تفاهة هذه البرامج انتهت بها إلي اعتبار «الجمهور» قطيعاً من المصفقين والراقصين، لا دور له غير إضفاء مزيد من «النجومية» علي هؤلاء الأشخاص الذين تعتبرهم الفضائيات «نجوماً». ومع احتياج برامج «التوك شو» إلي هذه النوعية من «الموديلز أو الكومبارس أو المجاميع»، انتشرت المكاتب المتخصصة في توريدها إلي البرامج، وتحول العشرات ممن كانوا يعملون «ريجيسير» سينمائي أو درامي، إلي متعهدي توريد هذه النوعية من الشباب والفتيات إلي برامج «التوك شو»، ولأن هذه البرامج تختلف من قناة إلي أخري، ومن حلقة إلي أخري، قام «المتعهدون» الجدد بتصنيف الشباب والفتيات إلي «فئات» وتجهيزهم ليكونوا رهن إشارة أوامر الشغل التي يتلقاها المتعهد يومياً. قبل عشر سنوات -كما يقول عدد من متعهدي هذه البرامج لـ«المصري اليوم»- كان العثور علي «الفئات» المطلوبة للبرامج، صعباً إلي حد كبير، لأن معظم الأسر المصرية كانت ترفض ظهور بناتها تحديداً في برامج قائمة علي التصفيق والرقص واستعراض مفاتن بعض الفتيات، وبعد فترة قصيرة لا تتجاوز العامين، بدأ الإقبال علي هذه البرامج يتزايد شهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام، حتي أصبحت المكاتب تعاني من الإقبال الشديد للفتيات والشباب علي العمل بهذه الحرفة، خصوصاً أن العثور علي عمل آخر أصبح من المستحيلات بالنسبة لأبناء الطبقة المتوسطة وما دونها من طبقات. ويكشف هؤلاء المتعهدون -الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم- عن أنهم يعانون حالياً أشد المعاناة من الآباء والأمهات الذين يتوافدون علي المكاتب يومياً، ويلجأون إلي الإلحاح والاستعطاف لقبول أبنائهم أو فتياتهم، وإخراجهم في «طلبات» كثيفة، حتي يكفي ما يتقاضاه الواحد منهم من أموال احتياجات الأسرة، التي لم يعد لها مورد رزق آخر غير احتراف أحد أبنائها أو بناتها العمل في هذه البرامج. والقصة كما يرويها ضحاياها وأغلبهم من الخريجين وطلبة المعاهد والجامعات، تبدأ باتصالات هاتفية تطلبهم لحضور البرامج، وعندما يتوافدون علي مكتب «الريجيسير» يقوم بتوزيعهم وفق قائمة معروفة مسبقاً، تنص لوائحها -حسب تأكيد أصحاب المكاتب- علي التزام الشاب والفتاة بشروط المكتب، ومن بينها عدم الخروج من الاستديو إلا بعد انتهاء التصوير، وتشمل التعليمات أيضاً الشكل والملابس، فأغلب هذه المكاتب يوفر الملابس العارية لـ«الموديل» ولا يعطيه أجره، إلا بعد استعادتها بعد انتهاء التصوير، والمسألة تصبح أكثر سهولة عندما يتطلب البرنامج ضيوفاً محترمين. القائمة السرية تضم أيضاً تصنيفاً للقنوات، فالتليفزيون المصري مثلاً يطلب شباباً محترمين وفتيات مهذبات شكلاً وسلوكاً، الشروط نفسها تتكرر في قنوات دريم، دبي، mbc، والقنوات الدينية، وتنفرد قنوات روتانا بشكل خاص بالضيوف، يتلخص في الملابس العارية ومحترفي الرقص والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٠ عاماً، بينما تهتم قنوات ART بالحالات الاجتماعية، وهؤلاء لهم أسعار مختلفة، فدورهم هنا ليس التصفيق أو الرقص، ولكن اتقان «التمثيل» وحسب هذا يتحدد المقابل المادي. أحمد وريهام ويارا وسما وشادية وغيرهم، أسماء يمكن أن تكون مستعارة، لكن أصحابها شباب أدمنوا حضور البرامج، بعضهم لمجرد الفسحة، والخروج من «المود»، والظهور في التليفزيون، وأغلبهم احترف هذا الظهور كمهنة تدر عليه دخلاً بسيطاً يتناسب مع حجم ما يقدمه في هذه البرامج، وكلما زاد التنازل ارتفع المقابل المادي، بحيث يمكن أن يصل إلي ١٥٠ جنيهًا، وهو ما تتقاضاه «شادية» - ٢٨ عامًا - والتي دأبت علي حضور حلقات برنامج غنائي علي قناة «روتانا زمان» تعتمد فكرته علي مطرب وسط جمهور، وتتولي هي مهمة معينة لا تتعدي الرقص. تقول شادية: «كل ما أفعله هو الرقص، وبدل ما أرقص في كباريه، أرقص في برنامج دون بدلة رقص، وآخذ مبلغًا مناسبًا، كما أن المكتب يوفر لي الملابس أيضًا، وربما يأتي اليوم الذي يكتشفني فيه أحدهم، أو يوفر لي العمل في الإعلانات، وتضيف: بدأت هذا العمل منذ عام من خلال إحدي صديقاتي التي عرفتني الطريق، وبعدها أصبحت أعرف مواعيد التصوير وأروح لوحدي، صحيح أن ١٥٠ جنيهًا ليس هو المبلغ الذي سيحل كل مشكلاتي وينفق علي وعلي أسرتي، لكنه أرحم من مفيش، وأفضل من بهدلة الكازينوهات والملاهي الليلية. وتؤكد شادية أن هذا العمل ليس فيه أي مشكلة، فلا يجبرها أحد علي شيء، كما أن أغلب الشباب والفتيات «بيتخانقوا» علي هذه البرامج، وحسب قولها: روتانا أحسن حاجة والكاميرا بتركز علينا، أما بقية البرامج «فالشغل» فيها أقل، وبالطبع «الفلوس» أيضًا. ويقول أحمد يحيي- ٢١ سنة - إنه تخرج في كلية التجارة العام الم اضي، وبعدها بدأ رحلة البحث عن وظيفة ولكن الحظ لم يحالفه مثل مجموعة كبيرة من أصدقائه، لذا كان همه الأول هو البحث عن أي طريقة يحصل من خلالها علي المال لينفقه علي احتياجاته الأساسية، ويساعد والديه في التخلص من أعبائه المادية، وقد علم «أحمد» من بعض أصدقائه عن وجود برامج تبحث عن بعض الشباب، وظيفتهم الوحيدة هي الجلوس علي المقاعد في الاستوديو للتصفيق والرقص في الوقت الذي يطلب منهم ذلك. ويري أحمد أن تلك الفكرة مناسبة لفئة كبيرة من الشباب الذين لم يعثروا علي وظيفة بعد تخرجهم، هذا بالإضافة إلي أن تلك البرامج لا تفرض عليهم مستوي ثقافيا معينًا أو أن يكونوا خريجي كليات معينة، ولكنه في المقابل يؤكد أن الأجر الذي يحصل عليه الشاب لا يمكن أن يوفر له حياة كريمة، كما أن العمل في هذه «الحرفة» محدود بفترة زمنية من عمر الشاب أو الفتاة، وعندما يكبران في السن لن يطلبهما أحد للتصفيق أو الرقص في البرامج. أما أحمد عبد الفتاح -٢٣ سنة - فيقول إنه يبحث عن وظيفة منذ أن تخرج في كلية التجارة من حوالي عامين وعلم عن طريق الصدفة بتلك البرامج فقرر الاشتراك بها سواء كان موضوع الحلقة جيدًا أو تافهًا، فهذا سيؤثر علي سمعة البرنامج نفسه وليس علي المصفقين والراقصين الموجودين بالاستوديو. ويضيف أنه اعتبر الأجر الذي يحصل عليه من اشتراكه في الحلقة مصروفًا يوميا وليس مرتبًا يعتمد عليه، فالبرنامج سينتهي في يوم من الأيام ولن يستمر عرضه للأبد، أما عن رأيه في تصفيق ورقص الشباب أثناء تصوير الحلقة فيقول إنه بالنسبة للأولاد «الرقص لن يضرهم» أما بالنسبة للفتيات فـ «ربنا يتولاهن» فهذا سيؤثر علي سمعتهن، فمهما كانت ظروفهن المادية صعبة فإن الحاجة لا تبرر الوسيلة، وليس من عاداتنا كمصريين أن نترك أخواتنا وبناتنا يرقصن أمام الشاشات من أجل ٨٠ جنيهًا أو أكثر. أما (ش.ع) ٢٠ سنة- إحدي المصفقات في البرامج- فتري أن هذا العمل ليس سهلاً كما يري الكثيرون، ولكنه شاق جدًا خاصة بالنسبة للفتيات، وتضيف: منفذو البرامج يطلبون منا المجيء إلي الاستوديو في وقت مبكر من النهار، علي الرغم من أن التصوير يبدأ في وقت متأخر وهذا لمجرد الاطمئنان علي وجود المجاميع المطلوبة للبرنامج في الوقت المناسب، كما أننا نضطر للوقوف في البرنامج طوال ساعات التصوير وأحيانًا يتم تصوير حلقتين أو ثلاث في نفس اليوم. وعن شروط اختيار الفتيات المشاركات في البرامج تقول (ش.ع) إن الفتاة تتجه إلي أحد المكاتب المتخصصة، وأغلبها موجود في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين - حيث يطلب أصحاب المكتب من الفتيات بعض الصور لهن والتي تظهرهن في أوضاع مختلفة، ثم تجري بعض الاختبارات للفتاة تتمثل في قياس الطول والوزن بالإضافة إلي ما يسمي باختبار الكاميرا حيث تتجه الفتاة إلي غرفة مخصصة في المكتب لتقف أمام الكاميرا في أوضاع مختلفة للتأكد مما إذا كان وجهها «فوتوجينيك» أم لا، وهذا الاختبار يحدد الأجر الذي سيتم تحديده للفتاة، فإذا كانت جميلة ستكون سعيدة الحظ وستتقاضي ما يزيد علي ١٠٠ جنيه في الحلقة الواحدة، وإذا كانت متوسطة الجمال فلن يزيد أجرها علي ٨٠ جنيهًا أما إذا كانت لا تتمتع بأي قدر من جمال الوجه فإن أجرها لن يزيد علي ٥٠ جنيهًا، وبعد اختيار المكتب للفتيات المناسبات - في الشكل والمظهر- يقوم مخرجو البرامج والمنفذون بالذهاب إلي تلك المكاتب ليشاهدوا صور الفتيات والشباب ويقومون باختيار المجموعة التي ستنضم إليهم في البرامج والكليبات أو الأفلام. وتقول (م.س) ١٩ سنة- إحدي المصفقات في البرامج: عندما نصل إلي الاستديو نبدأ في تلقي التعليمات من منفذي البرامج الذين غالبا ما يسيئون معاملتنا ويبدأون في إعطائنا الأوامر وتوبيخ من يهمس أو يصدر صوتًا داخل الاستوديو، وشتمه بأقذر الألفاظ، دون النظر إلي ما نحن فيه من إرهاق أو نعاني من آلام بسبب الوقوف لمدة طويلة، خاصة أننا ننتظر بدء التصوير خارج الاستوديو ونجلس علي الأرصفة لساعات طويلة. وتري «م.س» أن أكثر من نصف الفتيات المصفقات يعملن في هذا المجال من مدة طويلة وأصبحن معروفات بأسمائهن واعتدن الحصول علي أجور حضور تلك البرامج، حيث ينفقن منها علي أسرهن ذات العائد المادي المتدني، أحياناً يصل الأمر ببعضهن للإنفاق علي أطفالهن من تلك الأجور، فلا يشترط البرنامج أن تكون الفتاة غير متزوجة للاشتراك فيه وغالباً ما تكون حالتهن المادية الضعيفة واضحة جداً، خاصة في نوعية الملابس التي يلبسنها، وقد يصل الأمر إلي أن ترتدي بعضهن نفس الزي في كل الحلقات. وتضيف «م.س»: بعض آباء وأمهات هؤلاء الفتيات يأتون معهن إلي أماكن التصوير للاطمئنان عليهن، خاصة أن التصوير يستمر حتي ساعات متأخرة من الليل، معللين ذلك بأن عائل الأسرة سواء الأب أو الأم لن يحصل علي الأجر الذي تحصل عليه ابنته باشتراكها في الحلقة، حتي لو عمل بشكل متواصل لمدة أسبوع، وفي بعض الأحيان يشترك في تلك البرامج فتيات لا يتعدي عمرهن ١٤ سنة علي الرغم من أن المسؤولين عن التنفيذ داخل الاستوديو يقومون بطلب البطاقات الشخصية منا جميعاً قبل الدخول، ولكنهم يفاجأون بقول بعض الفتيات إنهن أضعن البطاقات، ولأن الفتاة تكون علي درجة كبيرة من الجمال، فإن منفذي البرنامج يسمحون لها بالدخول علي الفور دون أي شروط. ويؤكد أحمد بهاء منفذ موديلز ومساعد مدير إنتاج في بعض البرامج أن أجر الفتاة في تلك البرامج يتم تحديده طبقاً لنسبة جمالها ونوعية الملابس التي ترتديها فإذا كانت الفتاة «مش حلوة ولابسة نص كم» فلن يزيد أجرها علي ٥٠ جنيهاً، ولو كانت متوسطة الجمال وترتدي «بادي كت» تأخذ ٨٠ جنيهاً في الحلقة، أما إذا كانت جميلة وترتدي «بادي حمالات» فلن يقل أجرها عن ١٠٠ جنيه. ويضيف بهاء أن طبيعة عمله تقتضي أن يحمل معه بعض الأسطوانات «CD» التي تم تخزين صور فتيات كثيرة عليها، حيث يحصل عليها من بعض المكاتب المتخصصة في توفير المصفقات من مختلف الأعمار، ويتم عرضها علي مدير الإنتاج الذي يقوم باختيار الفتيات والشباب المناسبين، ويقول إن معظم الشباب يأتون إلي البرامج للتسلية والتعرف علي الفتيات، والدليل علي هذا أن أجرهن لا يزيد علي ٢٠ جنيهاً في معظم البرامج. أما الفتيات فمعظمهن يعانين من مشاكل عائلية ومادية صعبة، تجبرهن علي البحث عن أي وسيلة للحصول علي المال لينفقن علي أنفسهن وعلي عائلاتهن ، خاصة أن معظمهن مطلقات أو أرامل، وفي بعض الأحيان يكون السبب الرئيسي في اشتراكهن بتلك البرامج هو انفصال الوالدين أو زواج الأب من أخري، لذا فهؤلاء الفتيات لا يجدن من يهتم بهن أو يحرص علي معرفة موعد وصولهن إلي منازلهن، خاصة أن التصوير ينتهي في معظم الأحيان بعد الثالثة صباحا فترفض الفتيات الرجوع إلي منازلهن في هذا الوقت المتأخر، حتي لا تطاردهن همسات الجيران مما يضطرهن للانتظار مع أصدقائهن الشباب في كافيه أو أي مكان حتي الصباح. وتقول «أ.م» ٢٤ سنة - إحدي المصفقات - إنها اتجهت لتلك البرامج بعد أن علمت من بعض صديقاتها أنهم يعطون الفتيات أجوراً جيدة، لهذا قررت الاشتراك بها لتستطيع الإنفاق علي مصاريف دراستها في الجامعة، ولأن ظروف أسرتها المادية لا تسمح لها بشراء الكتب والملازم، خاصة أنها تخاف العمل سكرتيرة أو بائعة في أحد المحال لما تعرفه عن مضايقات صاحب العمل، وتشير إلي أنها تفضل التصفيق في البرامج مع مجموعة من الفتيات علي التعرض لأي معاملة سيئة من صاحب العمل. في السياق ذاته، كان للقائمين علي هذه البرامج رؤيتهم لهذه الحرفة، حيث يقول طارق فهمي مخرج برنامج «يا مسهرني» علي قناة «دريم ٢» في أكثر من اجتماع اتفقنا مع إدارة القناة علي تفعيل مشاركة الشباب في البرنامج، واستضافة شباب جامعي من الكليات والجامعات، لكن هذا لم يتحقق بنسبة كبيرة، خاصة أن تصوير البرنامج قد يستغرق وقتا طويلاً، فنضطر للاستعانة بمكاتب الموديل، لكن وفق شروطنا التي تتطلب الشكل المحترم والسلوك المنضبط. ويضيف طارق: المكاتب التي تعمل في هذا المجال لديها شرائط فيديو تصور الفتيات، ويتم تصنيف هذه الشرائط إلي فئات A.B.C حسب الشكل والمستوي، فهناك شباب وفتيات محترفون وهؤلاء سعرهم يرتفع من برنامج لآخر، وهناك آخرون «جات معاهم كده» بسبب ظروفهم المادية، ويتم توزيع هؤلاء علي القنوات وفقاً للمبلغ المدفوع أما بخصوص برنامج «يا مسهرني» فله ضوابط معينة يلتزم بها «الموديلز» من حيث الملابس والسلوك أمام الكاميرا حتي إن الاستعانة بهم لا تقتصر علي التصفيق فقط بل المشاركة في توجيه أسئلة للضيف ولكنها تكون أسئلة حقيقية غير مفبركة. ويوضح وليد محمود مخرج برنامج «هالة شو» علي قناة روتانا، أن الموديلز من الشباب والفتيات يتم إحضارهم إلي الاستوديو بالاتفاق مع مدير الإنتاج والريجسير الذي يوردهم. ووجودهم من وجهة نظر وليد مهم لتعويض غياب المشاهدين وعدم مشاركتهم في البرنامج، فرد الفعل سواء علي مقدم البرنامج أو الضيف مهم، حيث يجعل الحلقات أكثر جاذبية وتأثيراً علي المشاهدين. وأشار وليد إلي أن «الموديل» أصبح مهنة يلجأ إليها عدد كبير من الشباب والفتيات، لعدم بذل أي جهد، وكل الحكاية كما يقول: ناس تصفق للنجم ومقدم البرنامج، ولكن وفق قواعد معينة يرسمها شخص مسؤول في القناة يطلق عليه «FLOOR MANEGAR» وهو في الغالب يكون مساعد المخرج، الذي يوجههم في العمل، ويرسم لهم الخطة بإحكام، حتي لا يتصرفون بعشوائية، ويتم كل ذلك في البروفات التي يجريها لهم قبل بداية كل حلقة يشتركون فيها. إبراهيم هاشم مدير إنتاج في محطة الأوربت أشار إلي أن هناك مواصفات يتم بناء عليها اختيار الموديلز للبرامج، أهمها علي الإطلاق حسن المظهر فهو شيء أساسي يعكس واجهة القناة، ويتم إحضار هؤلاء «المجاميع» من مكاتب الـ «CASTING» وقت تسجيل الحلقات، وعن طريق مدير موقع التصوير يتم توجيههم إلي ما هو مطلوب منهم، وهو التصفيق في أوقات الفواصل أو دخول وخروج النجوم ـ ضيوف الحلقات ـ ولا تتعدي الاستعانة بهم أكثر من ذلك، وأكد «هاشم» أن الأوربت محطة تحترم كل المتعاملين معها سواء كانوا ضيوفاً أو مجاميع، ولا تلجأ لأسلوب الفبركة، حتي في المبالغ المدفوعة لهم، لا تفرق بين الشاب والفتاة، فكلاهما يأخذ أجراً يختلف باختلاف البرنامج، وفي كل الأحوال يتراوح المبلغ بين ٧٥ و١٠٠ جنيه علي أقصي تقدير. د. عزة عزت أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية أكدت أن برامج «التوك شو» في الفضائيات العربية هي تقليد ممسوخ من البرامج الغربية وأشهرها «أوبرا وينفري»، المشكلة كما تقول د. عزة هي أن البرامج حالياً أصبحت تعتمد علي كومبارس غير محترفين، يشار إليهم فيصفقون ويغني النجم فيرقصون.. وكله بالفلوس، وأصبحت نسبة كبيرة من خريجي الجامعات من الشباب والفتيات يلهثون وراء هذه البرامج بحثاً عن الأموال، فالبطالة تطاردهم وضيق الحال يحاصرهم، فلا يجدون مخرجاً إلا العمل كومبارس في البرامج والتصفيق والرقص، وهي مهنة حديثة لم يعرفها المجتمع المصري إلا مؤخراً، وانتشرت بزيادة عدد القنوات الفضائية. وقالت عزة: هي مهنة يمكن أن نطلق عليها «المصقفاتية» ومن واقع مشاهداتي، أثناء تسجيل بعض البرامج لقنوات فضائية رأيت كيف يتعامل مساعد المخرج مع هؤلاء الشباب، وكيف يتعاملون هم مع أنفسهم، وكأنهم في سوق «النخاسة»، حيث توضع أمامهم شروط منها التعري والرقص أمام الكاميرا، كي يزداد التركيز علي مفاتن الفتيات، ثم تطور الأمر إلي مطالبتهن بالتظاهر بما ليس فيهن، كما حدث في حلقة بنات الليل علي قناة روتانا. وهاجم د. عاطف العبد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس مركز بحوث الرأي العام برامج «التوك شو» والبيزنس الذي يدار من خلالها، والذي يمارس أبشع حالات الاستغلال للبطالة في المجتمع، فأغلب الفتيات اللائي يظهرن في هذه البرامج من مناطق شعبية وفقيرة، تخرج الفتاة من بيتها وهي ترتدي ملابس محتشمة، وتذهب إلي المكتب الذي يوفر لها ملابس عارية ويملي عليها دورها سواء كحالة ـ صاحبة مشكلة ـ أو مجرد قيامها بالتصفيق والرقص مقابل مبالغ مالية، كل هذا تمارسه مكاتب بيزنس «عمال التراحيل» الجدد التي انتشرت مؤخراً، وأصبحت تورد الفتيات للفضائيات، ولم يسأل أحد هل هذه المكاتب مرخصة أم لا، أو يسأل هل هذا الشكل البرامجي يناسبنا أم لا، فهو مأخوذ أصلاً من البرامج الأجنبية واللبنانية، ولكن الجمهور المصري يختلف عن الجمهور اللبناني، وما يقبله الثاني لا يتناسب وتقاليد الأول. المصدر : المصرى اليوم - 19 فبراير 2007 عبده بيه سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان