اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تهمة الرفق بالحيوان!


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

الخبر نشر البارحة فلم أستغربه بصراحة.. رجل أمريكي مناهض لسياسات الإنتاج في سلسلة كنتاكي العالمية بخصوص سوء معاملة الدجاج ارتدى رأس دجاجة – على سبيل الاحتجاج – أمام أحد فروعها في وسط القاهرة.. وفجأة سقط الرأس المستعار فتبين للجمهور أنه ليس مصريا.. تم إبلاغ الشرطة المصرية التي قامت باحتجازه ثم أفرجت عنه بعد بضع ساعات.

يؤكد الخبر أن الجمهور (ابتهج ) عندما سقط الرأس وتبين أنه ليس مصريا !!..هذا طبعا باعتبار الرفق بالحيوان – والاعتراف بحق جميع المخلوقات في حياة خالية من الألم -تهمة لا تليق بنا .. ما زالت قناة الجزيرة تطالعنا بذلك المشهد المروع كلما أذاعوا خبرا يتعلق أنفلونزا الطيور في مصر: رجال غلاظ الأكباد يسقطون كتاكيت حيه في نار موقدة وهي ترتجف من الهول لتشكو إلى ربها قسوة خليفته على الأرض الذي استخسر قتلها بالغاز لا لشيء سوى أنه لا يبالي تعذبت أم لم تتعذب ..عاجزين عن فهم أن تلك الكتاكيت تحتوي على جهاز عصبي محكم يجعلها تتألم مثلنا بالضبط ..تصور أن طفلك الرضيع يلقى في النار !!..نفس الشيء .

سأكون منافقا لو قلت أنها حادثة منفردة .. كم مر من السنين حينما كانت حكاية زميلي المفضلة تلك القطة التي فقأ عينها فراحت تعوي وتتخبط !!.. لم تفتني ملاحظة بريق عينيه ونظرته اللامعة وهو يحكي.. تمايله من الضحك واهتزاز جذعه الأعلى.. وحتى استفظاعي لما فعل ونفوري الواضح كان نقشا على الماء.. لقد استعاد التفاصيل كاملة ولم يكن ممكنا لشيء أن يعكر صفو سعادته.. والمدهش أن أسمع – بعد سنوات طويلة - حكاية مماثلة من عامل بالمستشفى لكنها هذه المرة عن أنثى كلب : وضعها في جوال خيش مع أطفالها الرضع وأغرقهم في الترعة.. مرة أخرى اقتنصت نفس النظرة اللامعة والبريق الطروب والضحكة ذات الرنين المعدني واهتزاز جذعه الأعلى من فرط الطرب.

وحتى اهتمام الفلاح بجاموسته لا يمكن إرجاعه لأسباب إنسانية.. أسباب اقتصادية بحتة تجعله يفضلها عن أبنائه.

......................

يحتاج الرفق بالحيوان إلى منظومة قيم كاملة كلها غائبة في مصر.. أن يرفق بك الآخرون أولا فتفهم معنى الرحمة.. بعدها تدرك أنك أبن شرعي لهذا الكوكب الأرضي.. وقتها ستشعر بوشائج قربي للكون بأسره.. أمك الشمس وأختك الزهرة وصديقك القمر !!.. أما سائر الكائنات التي فضلك الله عليها – بنفخة من روحه – فهم أخوانك في المنشأ والمصير ورحلة الحياة.. كل ما هناك أنهم لا يحسنون النطق والتعبير عن أفكارهم.. هب أن أخاك قليل الحيلة هل تقسو عليه؟.

ذات مرة سمعت مواء قطة حبيسة داخل محل مأكولات قريب من بيتي.. الحمقاء تسللت إلى الداخل قبيل إغلاق الأبواب عليها دون أن تدري.. لصة طبعا ولكن منذ متى كان قانون ( حموراي ) ينطبق على القطط ؟ الكارثة أن ذلك كان عصر الخميس بمعنى أنها ستحبس ليلتين كاملتين حتى صباح السبت حين تفتح المدرسة المجاورة أبوابها.. راحت تموء بتلك الطريقة التي تجيد تقطيع القلوب بها.. قلبي أنا بالذات !!

وبعد كثير من الجهد والتلطف استطعت معرفة رقم هاتف صاحب المحل.. اتصلت به وأنا أذوب خجلا من اقتحام خصوصيته في منزله راجيا إياه – بإلحاح - الحضور لإطلاق سراح القطة المسكينة..

الرجل استمع لي في صمت (وهو رجل عرضه متر وطوله متران وصوته مبحوح بشكل يعطيني إيحاء دائم بتعاطي المكيفات ) ثم ضحك ضحكة مدوية بصوت عريض مبحوح حتى أدركه السعال.. ضحكة رجل لا يعبأ بكل قطط العالم.. قائلا ما معناه أنها قطة محظوظة – بنت الكلب !- لأنها ستأكل وتشرب مجانا، على حسابه طبعا حتى يطلق سراحها صباح السبت.. حاولت أن أقول له : الحرية وليس الطعام يا سيدي ، لكنه لم يعطني فرصة بل قال لي : إنه لا معني لأن أشغل بالي بها خصوصا وأنا أبن الناس الطيبين ( هكذا قال بنبرة ذات مغزى أشعرتني أنه يرى في اهتمامي بها شيئا رقيعا لا يليق ).

وهكذا أنهيت الاتصال وقد أسقط في يدي شاعرا بالذنب.

................

يستفز الشرقيون جدا رفق الغرب بالحيوان.. يقارنونه بالغبن الذي وقع عليهم بسبب سياسات بلادهم وأنا لا أنكر هذه الازدواجية في المعايير ولكني لا أجده مبررا لممارستنا القسوة فالرحمة لا تتجزأ.. كتب الله على نفسه الرحمة وهو الغني عنا.. نفعل الذنوب ونطمئن أنفسنا بأن الله غفور رحيم باعتباره أعظم وأكبر وأعلى.. فلماذا لا نطبق نفس المعايير على المخلوقات الأضعف.. على الأقل لا نؤذيها.

يحكي صديقي عن كلب أجرب شاهده يتجول في معبد الأقصر.. وبرغم أنه عطوف جدا على الحيوان فأنه لم يجد أي سعة نفسية للاقتراب منه من فرط قبحه ومرضه وهزاله.. كان واضحا أن الكلب جائع وكان أفضل ما سيصنعه - لو كان معه طعام - أن يلقيه على الأرض موليا الأدبار نافيا صورته المثيرة للاشمئزاز عن ذاكرته.. يحكي صديقي أن سائحة ألمانية فعلت ما عجز هو عن تصوره.. تخلفت عن رفاقها وراحت - أمام عينيه المشدوهتين - تطعمه بنفسها وهي تمسح على جسده الأجرب وتغمره بكلمات التدليل.. يقول صديقي أنه لم يشعر قط بالفارق الحضاري بينهما كما أحسه في هذه اللحظة.. لم تبهره الدقة الألمانية.. التقدم والحضارة والتفكير العلمي بقدر ما أدهشه المحتوى الإنساني.

عندنا حينما يريد الأب مكافأة ابنه يبتاع له بندقية صيد يباغت بها العصافير النائمة في أعشاشها.. في عتمة الفجر ينهض الصبي لصيدها قبل استيقاظها - هو الذي يذيق أمه الأمرين للاستيقاظ في السابعة للذهاب إلى المدرسة - ..لكنه يجد الحافز ليغادر المخدع الدافئ ليحرم تلك الكائنات اللطيفة من حقها في الحياة لا لشيء سوى إثبات براعته في التصويب.. بعدها يلقي العصافير المضرجة في دمائها على جانب الطريق لأنها هزيلة لا تصلح كطعام.

ونسير نحن الكبار في الطرقات ونشاهد هؤلاء الصبية ينظرون بعين واحدة خلال الماسورة الطويلة دون أن يفكر واحد منا في نهرهم.. يحدث هذا في الوقت الذي لا نكف عن الحديث عن الإسلام الذي أخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم أن عاهرة دخلت الجنة في كلب ظامئ سقته وامرأة دخلت النار في قطة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تبحث عن رزقها بنفسها.. ثم لا نخجل من إعلان انتمائنا للإسلام.

............

وبرغم كل شيء تظل نقطة نور في نهاية العتمة.. لم تنزع الرحمة بعد من قلوب البسطاء.. هذه القطة الصغيرة التي دهمتها سيارة مسرعة.. داس على قدمها الرقيقة كاوتش غليظ. بالطبع مضى السائق تاركا القطة تئن من الألم باعتبار أن تألمها لا يستحق توقف شخص مهم مثله.

رحمة الله بها هبطت من السماء في صورة أطفال بواب عمارتنا.. حملوها - وهي تتلوى من الألم إلى بيتهم الصغير.. غرفتهم الٍضيقة تحت الدرج وسعتها بفضل الله.

شكرا لله، قاموا بالإسعافات الأولية.. ربطوا ساقها المهيضة بخرقة قماش ..كان هذا كافيا لتشعر القطة بالأمان .. ليست وحدها في عالم قاس وكون معاد ..في تلك اللحظات الصعبة التي يتحول فيها المريض إلى كائن هش .. وحينما أطعموها نامت من الدفء وثقل الطعام .

ولم يكتفوا بذلك ..في الصباح حملوها لعيادة بيطرية بعيدة عن الحي ..بعد أيام تعافت القطة وكبرت وصارت – ما شاء الله - عروسا بيضاء مدللة يخطب ودها كل قطط العمارات المجاورة والخرابات القريبة .

هذا هو المعدن الأصيل للشعب المصري حتى لو كدرته قسوة طارئة ..حتى لو أعلن البعض ابتهاجه لأنه تبين للشرطة المصرية – بعد التحري والعسس – أن شعبنا بخير – والحمد لله - لم تلحقه بعد تهمه الرفق بالحيوان .

http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

لم نتطور بعد كشرقيين و عرب لنعرف ان الحيوان روح تستحق العطف و الرعايه او الرحمه على أقل تقدير

بتشوف العيال و هي بتحدف الكلاب بالطوب في الحارات الشعبيه؟ :closedeyes:

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

فعلا شيء مؤسف معاملة المصريين للحيوانات

مره شفت سواق حنطور في بحري ماسك الحصان وهريه ضرب

جيت علقت وبقوله حرام مش عارفه اقولكم عمل ايه كويس مضربنيش بالكرباج بدل الحصان :closedeyes:

* لسانك لا تذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس أعين

* إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

022.gif

79046.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...