بقتل 250 جنديا مصريا عقب انتهاء القتال في حرب عام 1967 في شبه جزيرة سيناء

[se_ Elsyed]

عفواً يا سادة

هيئة الدفاع تتقدم :

بسم الله الرحمن الرحيم

سين سين المحامي حاضر عن المتهم بنيامين بن أليعازر

سيدي القاضري .. حضرات المستشارين ... أنا مش هاتكلم كتير .. ولكن أستحلفكم بالله أن تنظروا إلى هذا الوجه الملائكي للمتهم الماثل أمامكم في قفص الإتهام .. وبعدها أحكموا من هو المجرم الحقيقي وراء تلك الفعلة الشنعاء

شوفتوا الصورة دي ؟ وشوفتوا إزاي بيتكسف يا عين أمه زي العذراء في خدرها

ولا الصورة دي وهو يمتطي صهوة دبابتة ليحمي أرض الوطن من الاعداء

ولا الصورة دي وهو هايموت من الجوع وناسي نفسه وفي الأخر ياكل قرص أومليت بس وغيره بيحش خرفان وعجول طول اليوم

بالله عليك يا سيادة القاضي وانا راضي ذمتكو يا حضرات المستشارين

هو لو كان مُجرم كان سيادة الرئيس القائد حفظه الله ورعاه إستقبله بهذه الحفاوة عدة مرات في قاهرة المعز ؟

أو حتى كان الرئيس القائد هايستقبله إستقبال الأبطال بعد أيام قليلة من الان ، ولكن موكلي إعتذر عن القدوم إلى مصر لإن تلك الإتهامات جرحت مشاعره وتعبته نفسياً ؟

سيدي القائد .. إسمح لي أن أفجر مفاجاة من العيار الثقيل سوف تنسف القضية رأساً على عقب ..

فالفاعل الحقيقي هما رؤساء مصر الثلاثة المتعاقبين ..

نعم .. وأنا أعني ما أقول .. وأطالب الأن بأستعداء كلاً من

1- جمال عبد الناصر ... بشخصة وهيئته وشحمه ولحمه

2- محمد أنور السادات .... بشحمه ولحمه

3- محمد حُسني مبارك ... بشحمه ولحمه وعياله كمان معاه

فجميعهم يعلمون تماماً تفاصيل ما حدث ... ويعملون كم من آلاف قضوا نحبهم في تلك الحروب التي كانت ضد الدولة الصهيونية وتم أسر اعداد كبيرة من المصريين فيها وتم قتلهم بدون شفقة أو رحمه من عدوٌ كافر لا يعرف الرحمة .. ولكن

ليس بعد الكفر ذنب سيدي القاضي

ولكن التهاون أتى منا نحن

والتخاذل بحجة السلام نحن اخترعناه

والصهينة والضرب على القفا ونعمل مش واخدين بالنا هو ما تم زرعه من قِبل هؤلاء الرؤساء الذين لا هم لهم سوى الكرسي

والكلام المعسول وأخره بالأمس من سفير مصر السابق في إسرائيل الذي قال إن بث مثل هذه الأفلام التسجيلية الموثقة في مثل هذا التوقيت هو هدف إسرائيلي لتهميش دور مصر في المنطقة وزرع بذور الشقاق بيننا وبين السعودية وتركيزهم على أن السعودية قد اخذت مكانة مصر الإقليمية .. ومصر لن تُجر إلى مثل هذه الأحداث .... آه والله قال كده يا سيادة القاضي !!!!! تخيل ؟

سيدي القاضي

هل هي المرة الأولى التي نعرف فيها من هو بن أليعازر ... أو شارون الصديق الحميم لمبارك وصديقة في مدرسة تل أبيب الإعدادية بنين .. ولا إيهود أولمرت ولا الشهيد القائد الذي زرفنا بدل الدموع دم حينما مات المرحوم : إسحاق رابين " وغيرهم وغيرهم من سفاحي إسرائيل المهووسون بإراقة دم العرب والمسلمين ومنهم المصريين ومع ذلك يُستقبلوا كل يوم إستقبال الأبطال في القاهرة ويأكلوا من خيرها ؟

سيدي القاضي

حينما يمثُل مبارك الذي هو حيٌ يرزق في قفص الإتهام لمحاكمته على التفريط في حقوق المصريين الخارجية والداخلية ... حينها فقط نستطيع أن نحاكم بن أليعازر

أينعم لم يكن مبارك طرفاً فيما حدث في 56 او 67 أو 73 .. أعني انه لم يكن صاحب قرار ..

ولكنه الان هو صاحب القرار فماذا فعل غير التفريط والخنوع والركوع والانبطاح

أقسمت بالله وقسماً أحاسب عليه يوم القيامة .. إن لو دولة الصهاينة كان لديها دليل على مقتل أسير كلب صهيوني في أي حرب ضد مصر لكانت أقامت الدنيا وأقعدتها وجعلت المصريين جميعهم يدفعون الثمن غالياً لعدة أجيال متعاقبة .. مثلما تفعل الان من إبتزاز لألمانيا والنمسا وسويسرا بعد أكثر من خمسون عاماً على المذابح النازية المزعومة والتي أصبحت بقرة تحلب ذهباً لدولة بني صهيون ..

أما نحن ..

فلا عزاء للمصريين

ولا ثمن للعرب والمسلمين في ظل حكام لا يعلمون شئياً في الدنيا سوى حُب الكرسي وعبادة السلطة وقهر شعوبهم ..

والسلام علكيم ورحمة الله وبركاته ،،،

[يحى الشاعر]

استاذ يحيى والاخوة الافاضل

برضه ماحدش قال لى ليه الارقام العربية او المصرية تمثل اضعاف الارقام الإسرائيلية؟

ليه الاسرى بتوعنا بينزلوا من ماسورة مالهاش محبس فى حين ان الاسرى الاسرائيليين بينزلوا بالقطارة وبطلوع الروح وكل مانعد عشرين مصرى نعد قصادهم واحد اسرائيلى؟ أنا بتكلم عن الاسرى بس مش الشهداء واللى ارقامهم برضه فضيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحة

الغلط فين؟

أخى الفاضل الأستـــاذ محمد

عنندما قرأت أرقامك .... (وعندى معلومات إضافية أكثر ... لن لأنشرهم) .... أحسست بدموعى تنسال على وجنتى ....

أرجوكم أن تسامحونى عندما أغير كلمة واحــــــــــدة على سؤالك

الغلط فين؟ ليصيح غلط مين؟

وستفاجأ ... لأجـــابتى .... التالية

الــــــكــــــــــــــــــــاكـــــــــــــــــــى الذى فــشــــــــــــــــل

وأتحدث هنا عن ( 1967) ... ولا يمكن لأنسان أن يدعى بأننى لا أقدر جمال عبدالناصر كرئيس ولكننى أوجه اليه اللــــــــوم وأنتقده على إدخــــالنا فى حرب ومصيبة 1967 التى أدت لنكسة .....

كان يعلم بالمخاطر .... وكان يعلم بالأحداث ... وكان يعلم بالعواقب ... وكان يعلم يالتهديد ...

وكان بعلم (يكفاءة عبدالحكيم عامر ومن حوله من القادة المسئولين) وكان فى إمكانه ....

التراجع (السيـــاسى) ولكنه لم يعملها

كان فى إمكانه أخذ القيادة العسكرية العليا فى يده وإصدار أوامر التوقف أو التراجع العســـكرى لتفادى المصيبة ... كما فعلها يوم 30 أكتوبر 1956 ... ولكنه لم بفعلها .....

إذن ....

هى نتيجة أخـــطــــــــــاء جــــــمــال عبدالناصر .... كقائد أعلى كان فى إمكانه إصدار الأوامر العسكرية بعدم الأستمرار والتوقف ..... بدلا من الأعتماد على ( فى رقبتى يا ريس) ... فالحروب ليست رقبة شخص واحد ، ولمنها أرواح الآلاف من الجنود ومصير الملايين من أفراد الشعب

وحتى لا نتفرع ونتشتت ... أوجه النظر الى النقاط التالية التى ستناقش سويا فى مجال آخـــر

- الصراعات الداخلية بين عامر وناصر

- التكتلات والمؤمرات الشخصية

- التفكك .... (الهيكلى وخلافه) بين أعضاء مجلس قيادة الثورة

- الأنقلاب (الثورى) بدأ يستهلك نفسه ... وأكلت الثورة نفسها

يحى الشاعر

تم تعديل 6 مارس 2007 بواسطة يحى الشاعر

[يحى الشاعر]

هنـــاك مــرحلة من التاريخ ، عندما يبدأ الشعب فى الســـؤال .... "لـــمــــــاذا" ...

ولا يصمت عن توجيه السؤال والمطالبة بمحاسبة المسئول عن سبب سؤاله

و لا تعتبر جرائم سيناء 1967 الوحيدة فى حق الشعب وجنوده ... وليست يغداد فقط

وليست غزة فقط ... ولكن مصرنا .... تحملت ( نصيبها من العار)

فيما يلى سطورى الى أحد البورسعيديين .... تكملة للتاريخ المجهول

يحى الشاعر

هل فرأت ما كتيته عن يـــورفـــؤاد ؟؟؟؟؟؟

أين أنتم يــــابورسعيدية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل قرأت ما كتبته عن قتل الجنود الفرنسيين للنساء والأطفال أما دكان البقالة فى بورفؤاد

أين أنتم يا بورفؤادية ......

هل قرأت ما كتبته عن إغتصاب الجنود الفرنسيين للبنات فى بورفؤاد

أين أنتم يا بورفؤادية ......

هل فرأت ما كتبته عن قتل الجندى الفرنسي للضابط المصرى فى بلاج الموظفين فى بورفؤاد لأنه رفض أوامر جندى فرنسى له بأن بنظف المراحيض ....

أين أنتم يا رجال

وقل قرأت ما كتبته عن قتل الجنود الفرنسيين للصيادين فى المياه وإعتياؤ رأسهم يطيخ

أين أنتم يـــا أهـــل بورســــعيد

لو كــان هذا الموضوع كرة قدم أو نكته أو لعية كومبيوتر كان وجد تعليقات وحماسة

هــــذا شــــرفكم يـــا أهـــل بورســــعيد وبورفـــؤاد

فــــأين أنتم ...........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أحـــرك الدنيا فى المنتدبات ... وأنتم صـــامتين !!!!!!!!!!!!!

ومــــــــاذا بقـتـــلى 1956

يحى الشاعر

لا يــــا أخى العزيز ....

أنشر فى الأنترنت منذ منتصف عـــام 1994 تفاصيل هذه الفضائح الأسرائيلية على الصفحة التالية فى موقعى الخاص ...

http://www.geocities.com/yahia_al_shaer/YS-MORD2.html

يل أنشر أبضا فضائح قتل الفرنسيين لضابط مصرى أمام أعين جنوده فى يورفؤاد ، لآنه رفض الأنصياع

لأوامر جندى فرنسى من الفرقة الأجنبيى له لكى ينظف المراحيض وكيف أن الفرنسسين فى الرسوة كانوا

ينتظرون ظهور رأس السابحين فى ترعة القابوطى ببورسعيد ، لكى يطلقوا عليهم النار قائلين "البطبخ"

العائم ...

وإطلاقهم الرصاص على السيدات والأطفال الذبن وقفوا أما محل البقالة فى بورفؤاد لشراء الدقيق والأرز ، [نهن

لم بنصعن لآوامر الجندى بالأنتظام فى طابور منظم .... وإعتداء الجنود الغرنسيين على العديد من الفتيات وإغتصابهم

http://www.geocities.com/yahia_al_shaer/YS-MORD1.htm

المــــــــهـــــــــــــــزلــة ..... تكــمن فى أعـــمـــاق فى أنـفــســــــــــــــــــنــا

وعـدم شـــــــعور البعض بالمســــئولية ورفضها

يجدوا راحة ضميرهم فى عدم الرؤية ... وعدم السماع ... ووالصمت وعدم الكلام

وتجاهل الموضوع ، وكأن هذه الأرواح لبست إلا لحشرات صغيرة

لا ... لا .... لا

و

إســـلـمى يــــامـــصــر

يحى الشاعر

[El-Masri]

ليس بغريب أن يقتل الإسرائليين الأسرى المصريين أو يقتل الأمريكان الأسرى العراقيين، ولكن الغريب أنهم يدعون أن الحضارة الإسلامية هى حضارة همجية، الا ينظرون فى حضارهم وتاريخهم؟

[Alshiekh]

ليس بغريب أن يقتل الإسرائليين الأسرى المصريين أو يقتل الأمريكان الأسرى العراقيين، ولكن الغريب أنهم يدعون أن الحضارة الإسلامية هى حضارة همجية، الا ينظرون فى حضارهم وتاريخهم؟

حضارة ايه؟ مين قال ان الامريكان او الاسرائيليين لهم حضارة؟

كلاهما ولدا من الشتات .... مهاجرين من كافة بقاع الارض ..... استولوا على ارض المالك الاصلى وابادوه او طردوه

تم تعديل 6 مارس 2007 بواسطة Mohammad

[nash]

شيء جميل أن تبحث الحكومه المصريه في قضية قتل الأسري المصريين..

وهذا دليل علي قيمه المواطن المصري حتي بعد أكثر من 39 سنه..

لكن أين دور الحكومه المصريه في محاسبه من قام بقتل أكثر من 1000 نفس بشريه في حادث غرق العبارة السلام 98 وكيف كان دورها في تسهيل هروب مالك الشركه ممدوح باشا إسماعيل..

والله هم يبكي....

[mnbuzo]

الغريب ان الضجة ثارت بعد ورود هذه المعلومات عن المجزرة المذكورة في فيلم وثائقي اسرائيلي، وبعد ثلاثين عاما علي وقوعها، بينما تحتوي ملفات الحكومة علي شهادات موثقة تبين التفاصيل الكاملة والدقيقة المتعلقة بها، ولم تتحرك الحكومة المصرية مطلقا لإنصاف هؤلاء الشهداء، بل الاكثر من ذلك انها وقعت اتفاقات سلام مع الدولة العبرية، ورفعت علمها في وسط مدينة القاهرة، وصدرت لها النفط والغاز وتعاملت معها تعامل الاصدقاء علي مدي ربع قرن تقريبا.

والاكثر من ذلك ان فؤاد بن اليعازر قائد وحدة شكيد التي نفذت هذه المجزرة بدم بارد كان الصديق الشخصي والحميم للرئيس حسني مبارك، يزوره بشكل دوري في منتجعه المفضل في شرم الشيخ، ويقضي في صحبته مسامرات مطولة، سواء عندما كان وزيرا للدفاع او بعد مغادرته هذا المنصب الاخطر في الدولة العبرية.

[يحى الشاعر]

أذا واصلنا متابعة الموضوع ، وإذا لم نهدأ .... ونقيم ضجة ... فسنصل الى شيىء بإذن الله

إتصل بى (اليميل الخاص) صحافيا مصريا يتتبع ما أنشره عن هذا الموضوع فى منتديات عديدة

وسأل عن المراجع ، فهم ينون القيام بتحقيق صحفى وبحث متوسع ....

لا زلنا فى البداية ... وقد نتمكن من الأقناع بأن تتقدم الحكومة الى محكمة العدل الدولية

حتى يتم هناك تداول القضية بشكل رسمى ....

تدعيمكم ... واجب عليكم لآن أرواح الشهداء بين يدى الله ، أما المطالبة بحقوقهم ... فهى

بين يديكم

يحى الشاعر

[أحمد رشاد شلبى]

وهذا ياإخوان

مقال وجدته فقمت بنقله

لعن الله اليهود

ولعن المتخاذلين منا

الذين لايدافعون عن دماؤنا

وشهداؤنا الابرار

وقدسنا الغاليه

ومسجدنا الاقصى

وهذا هو ماقرأت

هل شذّ بن اليعازر عن القاعدة عندما قتل أسرى الحرب المصريين؟

لا جديد في فيلم (روح شكيد)، الوثائقي الذي بثته القناة الأولى في التلفاز الإسرائيلي مؤخراً، والذي أثبت قيام وزير البنى التحتية الإسرائيلي الحالي بنيامين بن اليعازر، وأحد قادة حزب العمل، بإصدار أوامر لجنوده، كقائد للواء (شكيد)، أحد ألوية المشاة المختارة في جيش الاحتلال، في نهاية حرب العام 67، بقتل (250) من أسرى الحرب المصريين بعد استسلامهم. فمن المستهجن أن يؤدي هذا الفيلم تحديداً إلى إثارة ردود الفعل في الشارع العربي، وتحديداً في مصر، ليس لأن دماء أسرى الحرب المصريين هؤلاء رخيصة – لا سمح الله – بل لأن قادة جيش الاحتلال مردوا على قتل أسرى الحرب العرب والفلسطينيين في الحروب التي خاضتها دولة الاحتلال ضد الأمة العربية، وهذه هي تحديداً القاعدة التي تحكم السلوك الإجرامي الصهيوني أثناء الحروب. فحسب الوثائق البريطانية الرسمية، والتي أكدها العديد من المؤرخين الجدد الصهاينة، أنه خلال حرب العام 1948 قام كل من إسحاق رابين الذي كان يتولى قيادة أحد ألوية الجيش الإسرائيلي وإيغال ألون الذي كان يتولى قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال بإصدار تعليماتهما بقتل المئات من الجنود المصريين والعراقيين وغيرهم من المتطوعين العرب بعد استسلامهم. وفي كتابه "طرد الفلسطينيين، مفهوم الترانسفير في الفكر والتخطيط الصهيوني"، يشير المحقق الفلسطيني الدكتور نور الدين مصالحة إلى أن وزير الحرب الصهيوني الأسبق موشيه ديان، عندما كان قائداً لكتيبة 89 في الجيش الإسرائيلي سمح لجنوده في يومي 29-30 تشرين أول من العام 1948، باجتياح قرية الدوايمة الواقعة الى الجنوب من مدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربية، وقتل جميع رجالها، في حين اغتُصبت بعض النساء، وبعد ذلك تمت إزالة القرية عن الوجود. ومع ذلك فإن هؤلاء الثلاثة تبوؤوا فيما بعد أرفع المناصب في الدولة العبرية وتعامل معهم العالم، بل ووقع معهم بعض العرب معاهدات سلام، و استقبلوا بالورود في بعض العواصم العربية.

إن القتلة الصهاينة لم يستهدفوا أسرى الحرب من الجنود فقط، بل استهدفوا المدنيين المسالمين. ففي مجزرة دير ياسين التي أمر بتنفيذها مناحيم بيغن في 9-4-1948، قامت العصابات الصهيونية بقتل المئات من الأهالي المسالمين في القرية، في حين تم اغتصاب طالبات المدارس، كما تؤكد ذلك لجنة التحقيق التي شكلتها سلطات الانتداب البريطاني التي حققت في ذلك. وذكرت صحيفة (هآرتس) في تحقيق نشرته بتاريخ 7-4-1989، وقال به المؤرخ (بن فيرد) بالحرف الواحد: "بعد انسحاب الجنود من القرية شوهدت عشرات الجثث بلا رؤوس، وعُثر على كثير من النساء داخل بيوتهن وأجسادهن مخرمة بطلقات نارية، وقد انبعثت من الجثث غير المدفونة راحة كريهة". ويذكر مناحيم بيغن في كتابه "التمرد" أنه قام بإرسال رسالة شكر الى القادة والجنود الذين شاركوا في تنفيذ المجزرة في دير ياسين، واصفاً هذا الفعل الجبان ضد العزل من المدنيين القرويين الفلسطينيين بـ "الانتصار الرائع". وفي حرب العام 1956، يذكر المؤرخ العسكري الإسرائيلي (أهارون بروم) أن قائد سلاح المظليين في جيش الاحتلال في ذلك الوقت، الجنرال ارئيل شارون أمر بقتل المئات من الجنود المصريين بعد استسلامهم. وقام التلفاز الإسرائيلي أوائل الثمانينيات بعرض أفلام وثائقية ومقابلات صحافية مع جنرالات وجنود في جيش الاحتلال خدموا في حرب العام 1956، أكدوا فيها أن إعدام أسرى الحرب كان أمراً مألوفاً بالنسبة للعسكرية الإسرائيلية. وفي حرب العام 1967 لا يحتاج المرء إلى شهادات الإسرائيليين والأفلام الوثائقية التي ينتجونها، فيكفي التوجه للفلسطينيين في قطاع غزة الذين شاهدوا بأم أعينهم كيف كان الجنود يطلقون الرصاص على رؤوس الناس في شوارع المدن والمخيمات بدون أي مسوّغ، فقط من أجل أن يدب الرعب والفزع في نفس الجمهور الفلسطيني.

الدم معيار للترقيات والاصطفاء

أن ما يدلل على العلاقة العضوية بين الكيان الصهيوني وجرائم الإبادة والقتل، هو ما كشف عنه الصحافي الإسرائيلي البارز (بن كاسبيت) حول الأسباب الذي حدت برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارئيل شارون الى تعيين الجنرال (مائير دجان) في منصب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية للمهام الخارجية (الموساد). فقد أكد (بن كاسبيت)، المعلق السياسي لصحيفة (معاريف)، ثاني أوسع الصحف العبرية انتشاراً في إسرائيل بتاريخ 21-1-2007 أن شارون رد على بعض معاونيه الذين انتقدوا قيامه بتعيين (دجان) في هذا المنصب قائلاً: "دجان يجيد أفضل الطرق لفصل رأس العربي عن جسده". وذكر (كاسبيت) أن (دجان) كان قائد وحدة (ريمونيم)، التابعة للواء المظليين في الجيش الإسرائيلي في مطلع السبعينيات، والتي كانت تتمركز في قطاع غزة، في حين كان يشغل شارون منصب قائد المنطقة الجنوبية، وكان مسؤولاً عن (دجان) وقواته. وأكد (بن كاسبيت) الشهادات التي أدلى بها الكثير من الفلسطينيين الذين عايشوا تلك الفترة؛ إذ أكد أن عناصر وحدة (ريمونيم) كانوا يضعون جثث الفلسطينيين في حاويات النفايات بعد قتلهم. ويكفي هنا أن نشير إلى ما حدث مع (يهود ياتوم) الذي كان في العام 1984 قائداً لشعبة العمليات في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك)، وكان مسؤولاً عن عملية لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين اختطفهم مقاومان فلسطينيان من عناصر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وبعدما سيطر (ياتوم) وجنوده على المقاومين إثر استسلامهما، وبعدما التقطت الصحافة الإسرائيلية صوراً للمقاومين وهما يرفعان أيديهما للأعلى مستسلمين، اقتاد (ياتوم) الاثنين إلى أحد بساتين البرتقال المجاورة، وقام بتحطيم جمجمتيهما بحجر كبير. وقد اعترف (ياتوم) بذلك أمام الملأ، وعفت عنه الدولة، وبسبب هذه الجريمة البشعة حظي بشعبية كبيرة ساهمت في انتخابه كعضو كنيست عن حزب الليكود اليميني. ولا نريد هنا أن نعود هنا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود براك الذي كان يذكر الناخبين اليهود بأنه كان يطلق الرصاص على مؤخرة رؤوس المقاومين الفلسطينيين ولا يتركهم، إلاّ بعد أن يشاهد بياض عيونهم وهو يتطاير في الفضاء.

قصارى القول إن المرء لا يمكنه إلاّ أن يحيي الهبة الوطنية المباركة التي يقوم بها أحرار مصر الذين يطالبون بمحاكمة الإرهابي بن اليعازر، وهي الهبة التي دفعته إلى تأجيل زيارته لمصر. لكن من المهم أن يتم تحويل هذه القضية إلى قضية وطنية وقومية من الطراز الأول، بحيث أن هناك مستنداً وثائقياً يقر فيه جنود وضباط إسرائيليون بأن بن اليعازر أمرهم بقتل أسرى مصريين. إن أبسط مقتضيات الكرامة الوطنية تفرض على النظام الحاكم في مصر التحرك لمعالجة هذا الملف، وعدم استقبال هؤلاء السفاحين، على الأقل حياء من دماء المظلومين الذين سالت دماؤهم بسبب سادية بن اليعازر وإجرامه.

يتوجب فتح ملفات جميع القتلة من قادة دولة الاحتلال. لكن في نظرنا إن الاستحقاق الأهم الذي على مصر خاصة والدول العربية عامة أن تقوم به، هو عدم المساهمة بتكريس المعايير المزدوجة التي تمليها إسرائيل وأمريكا، وأن تتوقف الأنظمة العربية عن المساهمة في محاصرة الحكومة الفلسطينية المنتخبة؛ لأن حركة حماس تشارك فيها، على اعتبار أن حماس حركة إرهابية حسب العرف الإسرائيلي الأمريكي. إن الذي يريد الانتصار لدماء الأسرى المصريين الذين ذُبحوا غدراً على يد بن اليعازر، عليه أن يوجع دولة البغي بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي يفرضه بن اليعازر ومن حوله من القتلة.