الفساد والكيل بمكيالين

[m_alaaelden]

أخواني وأخواتي الأعضاء

اليوم قرأة موضوع في أحد الجرائد المصريه أثارني وجعلني أغلي فيما بيني وبين نفسي

وهو طبعاً عن الفساد وليس الفساد فقط بل الكيل بمكيالين وبمناسبة الكيل بمكيالين

أليست هذه الكلمه نستخدمها فيما تفعله أمريكا بمكيال لأسرائيل ومكيال لفلسطين

سأترككم مع هذه المقاله المأخوذه من جريدة المصري اليوم في عددها رقم 1004 بتاريخ 14/3/2007

حاسبوا الفقيرة ع المليم.. وتساهلوا مع ملايين بنت الأكابر

١٤/٣/٢٠٠٧

طالعت حيثيات الحكم الصادر مؤخراً ضد أحد رجال الأعمال المتورطين في قروض البنوك والمسجون حالياً، وأنا هنا لا أعلق علي أحكام القضاء المصري النزيه ولكنني وقفت أمام واقعة وردت في الحيثيات تبين مدي الفساد الذي وصل إليه الحال في مصرنا الحبيبة، والواقعة وفقاً لما ورد في حيثيات الحكم وجاء به تقرير اللجنة التي شكلتها المحكمة لدراسة موقف مديونية رجل الأعمال للوقوف علي المسؤولين عن الإهمال الذي أدي إلي نهب أموال البنك هي واقعة تخص ابنة شخصية قانونية يشغل منصباً قيادياً تشريعياً مهماً في المحروسة.

ابنة الأكابر بصفتها عضوة مؤسسة لإحدي شركات رجل الأعمال وعضوة بمجلس إدارة الشركة كانت ضامنة وكافلة كفالة شخصية لقرض بمبلغ تسعين مليون جنيه، وتعثرت الشركة في سداد القرض فما كان من السيدة ابنة المسؤول الكبير سوي أنها بادرت بطلب سحب كفالتها بعد أن قبضت حصتها من أسهم الشركة،

ويستجيب لها البنك بكامل مجلس إدارته الموقر ويقرر إعطاءها الكفالة استجابة لأوامر أبيها بالرغم من رأي الشؤون القانونية بالبنك التي أفصحت بعدم قانونية هذا الإجراء كونها ضامنة وكافلة لكامل قيمة القرض، وتخرج ابنة الأكابر من القضية كالشعرة من العجين وبعد حصولها علي حصتها من الهبرة.

قارنت بين موقف ابنة الأكابر وموقف سيدة معدمة من الرعية عندما حضرت لمكتبي تشكو قلة حيلتها وهوانها علي البنك ذاته عندما طالبها بسداد مبلغ عدة آلاف من الجنيهات لأنها كانت ضامنة لأخيها في شراء سيارة أجرة تعينه وأسرته علي الحياة ثم ما لبث أن تعثر في سداد بضعة آلاف من الجنيهات فإذا بالبنك يرفع عليها دعوي ويهددها بالسجن إذا لم تسدد مديونية أخيها بصفتها ضامنة له.

السيدة التي لا تملك قوت يومها ينكل بها ويزج بها إلي السجن، وابنة المسؤول الكبير تسحب كفالتها بملايين الجنيهات بكل سرور، هكذا نعيش، حالنا في مصر المحروسة إذا سرق كبيرهم غفروا له وباركوه وإذا أخطأ صغيرهم هالوا عليه التراب ودفنوه.

إن حيثيات الحكم بقدر ما أسعدتني بالأمل في قضاء مصر أحزنتني الوقائع التي تحويها الحيثيات من مهازل في بعض قطاعات البنوك وأشخاص ذوي مكانة ينهبون الملايين وردت أسماؤهم في القضية يظهرون علينا بوجه الناصحين المعارضين بينما هم في الفساد واقعون قابضون.

من أراد أن يعرف ماذا يحدث في مصر عليه أن يقرأ حيثيات أحكام قضايا أصحاب القروض وسيجد تفسيرات كثيرة لكل ما يحدث من أعاجيب الفساد في المحروسة، وتفسيراً منطقياً لحالة البطالة والفقر، إنه النهب لأموال البلد.. دول عصابة يابابا.. مع الاعتذار لاسم الفيلم.

سعيد أمين أباظة (المحامي) { كاتب المقال بالجريده }