صيام: انا لست فاشلا ويدي ليست ملطخة بالدماء

[أسامة الكباريتي]

صيام: انا لست فاشلا ويدي ليست ملطخة بالدماء

ومواقع الانترنت تسببت لي بجميع انواع الامراض

صيام ذبح خاروفين أمام منزله احتفالا بتركه لمنصب وزير الداخلية

تاريخ النشر : Monday, 19 March 2007

غزة-دنيا الوطن

في حوار صريح وهاديء على شاشة فضائية الاقصى الموالية لحركة حماس, عبّر وزير الداخلية السابق سعيد صيام عن مشاعره وافكاره تجاه ( سنة عجفاء) من العمل في كرسي وزير الداخلية.

وكان مقدم اللقاء الصحافي راجي الهمص فطرح الاسئلة الصعبة والمهنية امام وزير الداخلية لدرجة كان يبدو فيها اللقاء في غاية المهنية.

سعيد صيام " ابو مصعب" وهو من ابرز قادة حماس ونائب في البرلمان حصل على اعلى الاصوات في الانتخابات الاخيرة, بدا هادئاً, بعكس ما يمكن ان يتصوره المشاهد عن وزير داخلية مرّت من تحت يده اخطر واصعب قرارات " الاقتتال الداخلي" في السنة الماضية.

يداي ليست ملطخة بالدماء:

وما ان جلس صيام امام الكاميرا حتى فاجأه المذيع بالسؤال التالي: هل يداك ملطخة بدماء الفلسطينيين ؟؟؟ فيرد صيام: لم اصدر امرا باطلاق النار على اي فلسطيني وليس لي عداوات مع اي شخص او اية جماعة, وانا صبرت صبرا كبيرا تعجز الجبال عن حمله, ولكن في النهاية كان لا بد من الحسم ... انا لم الاحق اي وطني, لاحقت اللصوص والمجرمين فقط.

وثم ان الصراعات الداخلية التي وقعت كان لها خلفية سياسية, والدليل على ذلك انها توقفت فور توقيع اتفاق مكة, اذن المسألة ليست تخصني شخصيا.

وانا تسلمت اجهزة امنية ضعيفة لها ما لها وعليها ما عليها, وهذا ليس تجنياً على احد - انا سعيت الى لملمتها والى تحديد اهداف عملها واولوياتها.

واضاف: شخصيا تربطني علاقة رائعة مع ضباط وقادة هذه الاجهزة ومع اداراتها وبيننا زيارات عمل وزيارات شخصية.

اما على صعيد الاداء فلست راضيا عنها لان هناك اطراف تعمل بشكل واضح من داخلها لافشالي ولدي اثباتات ووثائق ان هذه الجهات كانت تعمل لافشالي وهمسوا واوعزوا للاجهزة لافشالي, ولم يساعدوني, والان ليس وقت المحاسبة ولكن لاحقاً سنفتح هذا الملف.

انا اتحفظ على كون وزير الداخلية الجديد غير حزبي:

وحول حكومة الوحدة الجديدة, ووزير داخليتها, قال ابو مصعب " امال ان تنجح هذه الحكومة لاننا لسنا بحاجة الى حكومات تجريبية والشعب الفلسطيني ليس مختبرا للتجارب, كما لا يعتقد احد ان حكومة الوحدة الوطنية ليست الحل السحري لكل مشاكلنا, فمشكلة فلسطين ليست مشكلة حكومة ولا مشكلة وزير داخلية, وهذه الحكومة من المفروض انها تحدث اختراقا عربيا وانا اتوقع لها نجاحا محدودا ولنعطها فرصة ونرى" .

وبالنسبة لوزير الداخلية الجديد : انا كنت ضد شرط ان يكون وزير الداخلية غير منتمي لفتح او لحماس, ومع ذلك فانا ساسلمه وزارة افضل مما استلمت, انا استلمت وزارة وبدأت العمل فيها من الصفر, بينما هو سيأتي الى ظروف عمل افضل وهيكلية شبه مكتملة وسيعمل في ظل توافق سياسي وانا جاهز لاكون جندي لمساعدة الوزير الجديد.

الخصوم السياسيين والاحتلال أفشلوني:

وقال صيام بمرارة, ان اتفاق مكة اثبت ان ما كان يحدث في ظل وزارتي فعلا سياسيا, فالحمد لله وبعد اتفاق مكة توقف التدهور والاقتتال وعمّ الهدوء.

الاحتلال ايضا سعى لعرقلة اي اتفاق, وهو يقتحم مقار الامن في الضفة الغربية.

وحول اعتقال نشطاء الانتفاضة من داخل مقار امن السلطة قال وزير الداخلية: انا ادرك ان للاحتلال جواسيس وعيون تراقب نشطاء الانتفاضة لكن هذا لا يعفي المسؤولية الادارية على من سمح لهم بالتجمع والمنامة في داخل الاجهزة الامنية هناك.

هل فشلت؟ لماذا لم تقدم استقالتك ؟ فقال :انا لم افشل بل افشلوني:

وردا على سؤال اذا كان وزير داخلية فاشل, دافع بشدة ابو مصعب عن ظروف العمل, وقال: لقد قصفوا مكتبي ومنزلي وانا تغيبت عن مكتبي لمدة شهرين وادرك انه من المستحيل ان يحصل المرء على رضا كل الناس, فرضا الناس غاية لا تدرك.

وهناك من طالب باستقالتي ولكننا كوزراء لسنا رهن الاستجابة لكل دعوة استقالة, فهناك دعوات كانت تصدر لغايات شخصية ومنها سياسية ومنها ما نبع عن جهالة.

وانا اصلا لم اعط الفرصة للعمل ليحكموا علي اذا كنت ناجحا او فاشلا, فقد عطلوا عملي خارجيا وداخليا.

لست نادما على تشكيل القوة التنفيذية:

لم يشعر سعيد صيام بالندم على تشكيل القوة التنفيذية واعتبرها حقا قانونيا من حقوقه كوزير داخلية, وقال: انا اعتبر التنفيذية من اهم انجازاتي التي اعتز بها, فهي القوة التي شكلت الحماية للمشروع الحكومي.

واضاف: فتح حين تسلمت السلطة شكلت اجهزة امن غير وطنية ( بمعنى اجهزة حزبية فقط وليس لابناء الوطن جميعهم), لحماية مشروعهم السياسي, فلماذا يريدون حرماننا من نفس ما اعطوه لانفسهم ؟ولولا القوة التنفيذية التي شكلتها لما صمدت الحكومة لفترة سنة ولكانوا انقلبوا عليها.

مواصفات وزير الداخلية من وجهة نظر صيام!!

يجب ان يكون وزير الداخلية شخصية عسكرية او امنية, تحظى بتاريخ نظيف وقدرات ميدانية عالية, وقد تكون شخصية سياسية لكنها مؤهلة امنيا, ويجب ان يملك وزير الداخلية بُعد النظر وان يكون مقبولا عند القوى السياسية وان يكون نهجه وحدويا وقدراته الادارية مميزة وليس مطلوب ان يكون وزير داخلية " معجزة" لان فتح او حماس وكل واحدة من هاتين المنظمتين على حدى قادرة على افشاله اذا ارادت.

وقال : وانا حين عرفت ان جهات سياسية قررت افشالي, لم اقدم استقالتي لانني لم اتِ الى هذا المنصب بارادتي فحركة حماس اختارتني وهي التي تعفيني والقصة ليست شخصية.

واضاف: لن يكتب النجاح لاي وزير داخلية كان سيأتي مكاني طالما لم يكتب لي, لو كان وزير داخلية غيري لكانت الاضرار اكبر بكثير.

ومن ابرز انجازاتي, انني ساترك الوزارة وقد تم اعتماد الهيكلية وجرى تسوية اوضاع الموظفين في القطاع المدني والقطاع الامني للوزارة وانجزنا 90% من الهيكلية وفق شروط ومعايير ديوان الموظفين واعطيت بطاقة هوية لفئة لم تكن تحمل هوية واعفيت فلسطيني العراق من رسوم جواز السفر ودشنت مقر للتدريب في مدينة عرفات الشرطية بغزة وشكلت دائرة الامن والحماية للوزراء والوزارات وشكلت القوة التنفيذية.

انا بعيد عن طبخة شليط واي قائد حمساوي يعترف باسرائيل سيطرد:

وردا على سؤال حول الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط, قال ابو مصعب انه بعيد عن هذه القصة, ولا يعرف ماذا يطبخ في صفقة هذا الجندي؟؟

وحول البرنامج السياسي للحكومة الجديدة وهل تعترف باسرائيل؟ قال ابو مصعب: مطلقاً لن يكون وجود لاي قائد في حماس يعترف باسرائيل... لن نخون ولن نخون الارض وسنغادر هذه الدنيا شهداء على ان يقرّ احد فينا بالاحتلال او يعترف به.

مواقع الانترنت تسببت لي بجميع انواع الامراض:

وحول سبب احتجاجه اثناء اتفاق مكة وعدم ظهوره للاعلام وهل السبب اصابته بمرض خطير, قال وزير الداخلية: انا الحمد لله بخير, ومواقع الانترنت وضعت فيّ جميع انواع الامراض الخطيرة من جلطة وسرطان وغسيل كلى, والحقيقة انني كنت فترة اتفاق مكة مصابا بالانفلونزا وكنت مرهقا.

وقد طلب مني رئيس الوزراء اسماعيل هنية ان اخرج للصحافة واقول لهم ذلك, فقلت له انني مرهق وانني وزير داخلية ولست وزيرا للاعلام.

وينهي كلامه بالقول: الاشهر الماضية اشهر عجاف وصعبة ، واصعب ما فيها الاقتتال وانا شخص عاطفي وليس كما يقول المغرضون, من يعرف تاريخي يعرف ذلك ويعرف مشاعري, وكانت الوفود من مصر والجبهة الشعبية والقوى الاخرى تأتي الى بيتي وتلاحظ حالتي النفسية ومشاعري حين يقع الاقتتال,,, على كل حال انا سعيد لوقف الاقتتال, وانا اشعر بالارتياح لتركي منصب الوزارة, وساغار الوزارة ولكنني لن اغادر المسؤولية.

ملاحظة : يشار الى ان السيد سعيد صيام نائب في البرلمان الفلسطيني المنتخب ، وقد علمت معا ان السيد الوزير صيام قد ذبح خاروفين أمام منزله احتفالا بتركه لمنصب وزير الداخلية وشكرا لله على ان الاقتتال قد توقف وحقنت الدماء