اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لا تدخل اذا كنت لا تقرأ بلال فضل


احمد هادي

Recommended Posts

عزيزى جمال مبارك سامحنى

منذ زمن بعيد لم أعش حالة كالتي عشتها إبان مشاهدتي لحوار السيد أو الأستاذ جمال مبارك مع السيدة أو الأستاذة لميس الحديدي، لم أكن أتوقع أن يتملكني هذا الشجن النبيل الذي لم أشعر به منذ رحيل الداعية الدكتور عبد الله شحاتة رحمه الله، ولم أكن أتصور أن تنتابني تلك القشعريرة النورانية من كلام الأستاذ جمال مبارك، برغم أنهم لم يذيعوه مصحوباً بناي محمود عفت كما جرت العادة في البرامج الروحانية.

هذا هو إذن ياقوم الرجل التقي النقي الطاهر العلم، الذي كنا نصد الناس عن سبيله، فنوهمهم بأنه راغب في السلطة والنفوذ، بينما هو لايطمح إلا إلي العمل الوطني، جست العمل الوطني ولا يبتغي إلا وجه الشعب، أونلي وجه الشعب، قاتلنا الله وقبح قلوبنا التي هي كالحجارة أو أشد قسوة، كيف لم نتفهم دوافعه النبيلة التي لم تشبها يوماً ما شائبة، كيف لم نعد نصدق أن هناك أناسا تسهر وتشقي وتتقلب علي جمر النار وتتغرب ويا الأفكار من أجل مصر،

وكيف سولت لنا أنفسنا بأن نظن الناس كلها مثلنا تلهو وتلعب وتتحكم فيها نوازعها الدنيئة وأغراضنا الخبيثة.

اعذروني إذا كنت مرتبكاً وأنا أكتب فأصابعي مغرورقة بدموع الندم التي أذرفها وأظرفها، منذ طلع السيد الأستاذ جمال مبارك علينا من ثنيات التليفزيون المصري، ولولا أنني أكتب علي الكمبيوتر لما ظهر هذا المقال إلي النور، فأي ورق في الدنيا يمكن أن يتشرب كل هذه الدموع النابعة من صحوة ضمير، تتضاءل إلي جوارها صحوة اللص التائب بين يدي ماما نجوي إبراهيم.

كيف قلت أنا ومن علي شاكلتي إن جمال مبارك شخص لايصلح لتولي موقع قيادي في مصر، لأنه لايعرف الشعب المصري جيدً،ا ولم يحتك به علي الأقل مثل والده، كيف لم نتبين حقيقة هذا الشاب الكُمّل قبل أن نلصق به هذه الفرية، فنعرف أنه لف مصر علي كعوب عجلات طائرته الخاصة بقعة بقعة، ولم يترك فيها نجعاً ولا كفراً إلا وأوسع من فيهما حباً وفهماً وحناناً، كيف نسينا أنه كان شاباً عادياً مثل ملايين المصريين، يروح إلي المدرسة ويغدو منها بل ويذهب إلي التدريب كما كشف لنا في حواره المذهل، كيف يسعي أعداء الإنسانية في المعارضة، لأن يحرموا شباب مصر من جهود شاب مثلهم بلغ به الإيغال في العادية أن يذهب إلي التدريب، لقد عموا وصموا ثم عموا وصموا، وآن لهم أن يرجعوا عن غيهم السادر وحقدهم الهادر.

ثم مابال أقوام في هذا الشعب لايريدون أن يصدقوا أن السيد جمال مبارك ليس لديه النية في كرسي الرئاسة ولا الرغبة فيه، برغم أنه يمتلك القدرة علي ذلك، لماذا ننكر هذا الإيثار العظيم لشخص يقدر لكنه لاينوي ولا يرغب، أيظن هؤلاء أن كل الناس سود من جوّه مثلهم، لا والله، لقد ضرب جمال مبارك لنا أروع الأمثال بألا نرغب فيما نقدر عليه، فهاهو يري رئاسة الجمهورية مبذولة له وممهدة أمامه من القاصي والداني فيعرض وينأي بجانبه ويقول لها «غُرّي غيري غُرّي غيري»، هل هناك بيننا من يمتلك كل هذا التجرد الإنساني الذي لايأتي بمثله سيد هارتا الشهير ببوذا ولاسيد عبد الرازق الشهير بسيد كباكا، كيف نترك هذا السلوك الإنساني الفريد لننفض إلي مناقشة تفاصيل،

مثل أن هناك وعودا كثيرة قطعت قبل ذلك ولم تنفذ، أو أنه طالما لم يتم حسم مصير الخلافة بشكل يليق بعظمة مصر وطناً وشعباً فإن الشكوك لابد أن تظل مشرعة ومشروعة لكل من يخاف علي مصر من الآتي الذي لايأتي، بينما يجب أن نصدق الأستاذ جمال الذي يبدو أن الله حباه بما لم يحبنا به من ترفع عن مناصب الدنيا وصغائرها، وزينتها من المناصب المطهمة والصحف القومية المسومة والأنعام والحرث، فنثق أنه لو آن أوان الجد وطلب منه أن يتقدم لمنصب الرئاسة مع غياب أي بديل يطرحه الحزب الوطني العاكم سيرفض بكل إباء وشمم، وسيترك تلك الأمانة ليحملها أي ظلوم جهول مكتفياً بأن يعيش في صفوف الجماهير مؤدياً واجبه معها بكل شرف،

ولعل السيدة لميس تعقد برامج أخري للسيد جمال لكي يحدثنا عن تلكم القدرة الباهرة علي الرفض وعدم الانجرار وراء المناصب وشهوات الحكم، من أين اكتسبها وكيف يظل متحلياً بها، خاصة أن لميس بدت منبهرة به كما انبهرنا، وهو يقول لها إنه لايركز مع الصحف التي تهاجمه بل يمر عليها مرور الكرام، في تقرير يومي يكتب له لعدم اتساع وقته المزدحم بإصلاح أخطاء الوحشين الذين أفسدوا مصر في الربع قرن الماضي،

وهو ماأثبت لنا أنه سحابة خير ممطرة تحلق فوق سماء الوطن لاتلقي بالاً لأي ناعق أو نابح، وذاك شأن كل المصلحين العظام في تاريخ البشرية الذين يبدو أن الأستاذ جمال سيكون آخر عنقودهم.

ياسيد جمال اعذرني لأن الله لم يخلقني محظياً بالبصيرة النفاذة التي حظي بها كل الذين اتبعوك في ساعة العسرة، والذين قدروك حق قدرك، ولكن معلهش اللي انكسر يتصلح، سأصلح أخطائي في قادم الأيام، وسأظل دائماً أضرب بك المثل في الزهد عن السلطة والترفع علي الأحقاد، ولن ألقي بالاً لكل من يثرثر بأنك قادم إلي كرسي الرئاسة، لأنني موقن أن الرئاسة لو جاءتك مختالة ستعود خائبة الأمل تجرجر أذيالها، بعد أن تقول لها بحسم كبار المتصوفين «غري غيري لقد عرفت طريقي»، وعندها سنقول لك جميعاً «بخِ بخِ.. عرفت فالزم».

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

خرج الجمل بما حمل!

كتب بلال فضل ٧/١/٢٠٠٦

من الآخر الدرس المستفاد من الغيارات الوزارية الأخيرة أن نظام الحزب الوطني لن يهنئ المصريين علي فرحة بالتغيير ولن يحقق لهم أملا بالإصلاح.

كنت أجلس علي المقهي أعبر لصاحبي عن فرحتي بإزالة كمال الشاذلي وإبراهيم سليمان وكيف أنه يمكن أن يكون بداية تغيير حقيقي في البلد، قال لي صاحبي: ماتستعجلش بكره يضبطوهم بأي مصلحة مش هيسيبوهم كده بالساهل، سخرت منه واتهمته بالتشاؤم والسوداوية، لكنه كان علي حق، ففي اليوم التالي تم تعيين الشاذلي في منصب جديد، وتم تكريم ابراهيم سليمان ومنحه وساما حصل عليه من قبله طه حسين لأنه جعل التعليم للجميع، بينما حصل عليه ابراهيم سليمان لأنه جعل الإسكان المتميز حقا لجميع الأغنياء ولأنه نجح في إسكان الصحفيين في أقفاص المحاكم،

لدرجة أنني أخشي أن يفتح بعد خروجه من الوزارة مكتبا استشاريا لحبس الصحفيين، وبرغم كل ذلك تم تكريمه دون أن يتم ذكر أسباب منطقية لهذا التكريم، أو حتي احترام عقول الناس بأن يشرح لهم أحد لماذا خرج من الوزارة إذا كان يستحق هذا التكريم. أعتقد أن الرسالة المطلوب وصولها من التكريم والتضبيط أننا لن نحصل حتي علي حق الفرحة بالسقوط المدوي لمسئول ما عله يكون عبرة لغيره،

بل علينا جميعا أن نخبط دماغنا في الحيط ونبل تفاؤلنا ونشرب ميته العكرة. سيقول البعض أن وسام سليمان شكلي ومنصب الشاذلي الجديد هامشي شرفي، لكن للأسف ماحدث أعطاهما صكي غفران لايستحقانه، وحمل رسالة للناس في مصر بأننا عندما نغير أحدا سنغيره ليس لأنكم ساخطون عليه بل لأن إرادتنا السامية شاءت ذلك، وعندما ستبتهجون بزواله سنكرمه ونصمم علي بقائه بشكل أو بآخر ضمن التركيبة،

لكي لاتظنوا أننا نصنع شيئا من أجل سواد عيونكم، فوقوا.

الرسالة الأخري التي وصلت بقرارات التكريم العاطفية الغامرة كانت «لايظن واهم منكم أنه يمكن أن يتم فتح ملفات فساد أي من الخارجين، أو حتي مطالبتهم بتقديم كشف حساب عن ما جنوه ـ من الجني والجناية معا ـ» ولهذا السبب نري ونقرأ ونسمع التأكيدات المحمومة في كافة الوسائل الحكومية علي أن كل الخارجين حلوين في عنينا حلوين،

وأن علي العيال المعارضين أن يلموا ألسنتهم في أفواههم ويرضوا بقليلهم ويتركوا الجمل يخرج بما حمل. لكن الرسالة الأخطر التي ستصل لأي مسئول فاسد أو متغطرس أو متجبر هي أنه لاتخف شيئا ولاتخش غضبة الشعب أو سخط الصحافة أو حنق المعارضين، إفعل مابدا لك فأنت في أعيننا،

وحتي لو اضطرتك الظروف وخرجت ستظل في أعيننا ولن تخرج بجرسة أو فضيحة أو محاسبة، سنسكنك في مجلس الشعب أو نعطيك وساما تورثه للعيال لكي يطمئنوا أنك علي حق أو سنقطعك منصبا شرفيا طريا تستمتع فيه بإنفاق ماأفاء الله به عليك من الوزارة.

لقد أفقدت هذه القرارات الكثيرين أملهم في الغيار الوزاري الأخير الذي كنا نتمني أن يكون تغييرا شاملا يضخ الدماء في شرايين الوطن المتصلبة المتهالكة، صحيح أننا ابتهجنا برحيل الشاذلي وسليمان وشعرنا بالتفاؤل ببعض القادمين الجدد الذين لاأتفق مع أصدقاء كثيرين لي في إعلان التشاؤم منهم لمجرد أنهم رجال أعمال أو أنهم من عائلات سياسية، فهذا ليس سببا كافيا للحكم عليهم قبل إعطائهم فرصة للعمل.

لكن أيا كان التفاؤل بهؤلاء فلاينبغي أن ننسي أنهم لايعملون في جزر منعزلة، بل يعملون لتنفيذ سياسة عرجاء عوراء عنيدة قد تفقدهم أساسا «السي في» المشرف الذي حققوه وهم رجال أعمال، هنا أستشهد بأصدق تعليق علي الوزارة الجديدة سمعته من الرجل المحترم الدكتور مصطفي حجازي الذي يري أن هناك كفاءات تكنوقراطية متميزة ضمتها الحكومة الجديدة لكن مشكلتها أنها جاءت لخدمة حالة سياسية فاسدة هي التوريث،

ولذلك فكل إنجازاتها ستكون قصيرة الأمد، ففي العالم كله لايمكن فصل الأداء الخدمي عن الفكر السياسي. في نفس الوقت استمعت إلي كلام متفائل من بعض رجال الأعمال الذين أعلم صدق وطنيتهم وعدم تركيزهم علي مصالحهم فقط وهؤلاء يثنون علي الأداء الإقتصادي للحكومة ويرونه واعدا. صحيح أنني كغيري من عامة الشعب الذين لايفهمون في الإقتصاد، لانري إنعكاس ذلك علي واقع الحال في مصر، لكن لو صدقنا كلام المتفائلين فدعونا نقول أيضا أن المشكلة الحقيقية لم تكن أبدا في وجود خبراء إقتصاد شطار لدينا،

بل المشكلة الحقيقية في تحول الفساد لدينا إلي سيستم يشترك فيه الوزير مع الغفير، مشكلتنا في فقدان الثقة السياسية في حدوث تغيير، وعدم شعور المواطن أن هذه بلده وأنه مطالب بأن يحافظ عليها ويدفع بها إلي الإمام، وهذا لن يتحقق إلا في ظل إصلاح سياسي شامل وكامل وحاسم دون أن تضيع سنوات جديدة من عمر مصر في الوهم،

ولن يتحقق إلا عندما تتخلي الدولة عن سياسة الإعلام الموالس المصفق المطأطئ، وعدم ضيقها بالآراء المعارضة والساخرة والمتشائمة بل وحتي الساخطة اليائسة، فلايمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية دون أن يكون لهذه الآراء شرعيتها وتواجدها وتأثيرها.

قد تكون هذه مجرد أمنيات لن تتحقق كغيرها من الأحلام التي كنا ننتظر تحققها في ٢٠٠٥ وانقلبت إلي خيبات أمل حقيقية، لكنها علي أي حال أحلام مشروعة لملايين المصريين وعليهم أن يصحوا من سباتهم لإنتزاعها،

وليس كثيرا علي الله أن يهدي حكامها بدلا من أن يهدهم فيفتحوا صفحة جديدة مع الناس، صفحة ليس فيها شعور التشفي في المعارضين وليس فيها السعي المحموم للتربح وليس فيها روح الغطرسة علي الناس والشعور بأنهم لابد أن يكونوا ممتنين لوجود حكامهم في الحياة، صفحة يبيضون بها صحائفهم السود يوم القيامة، لو كانوا مازالوا يذكرون أن لهم يوما سيقومون فيه من كراسيهم.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

هو فاروق وهو حسني !

كتب بلال فضل ١٥/١/٢٠٠٦

أعتقد والعلم عند الله أن الوزير المعتق السيد فاروق حسني لم يكن لديه أدني شك طيلة الفترة الضبابية التي أعقبت تشكيل الحكومة "الجديمة" ـ قديمة علي جديدة ـ في أنه باق راسخ ثابت علي كرسي وزارته، ليس لأنه مكشوف عنه الحجاب أو لأنه يوشوش الودع والصدف الإسكندراني، بل لأنه يمتلك فهما راسخا لطريقة إدارة الأمور في مصر، جعله يدرك أن هناك جهة واحدة فقط في مصر يجب أن ترضيها دائما حتي لو أغضبت كل الناس، جهة هي التي تمنح وتمنع وتعطي وتأخذ وتغير ولاتتغير، إذا رضيت عنك فليذهب المثقفون جميعا إلي الجحيم، خاصة وقد جعلت الأيام منك خبيرا في اللعب بالمماليك الثقافية الذين يحمل أغلبهم علي قفاه التيكيت الذي يحتوي ثمنه، لذلك فهو يأخذ ماتعطيه له بنفس راضية دنية تنسي أنها تأخذ حقها الوطني الشرعي الذي ليس منحة ولاعطية، لأنهم ليسوا موهوبين أصلا لكي يتعاملوا بروح العزة اللازمة، ولذلك فهم علي استعداد أن يتملقوك وينافقوك ويخوضوا لك معاركك مع المعارضين لك الذين كتب الله عليهم في هذا البلد أن يقولوا فلايسمع لهم ويعترضوا فلا يعبّرهم أحد وينتقدوا فلا ينالون إلا الشتائم والسخائم والاتهامات.

لذلك ولذلك كله كنت مشفقا طيلة الفترة الضبابية التي سبقت التغيير الوزاري علي بعض كبار مساعدي فاروق حسني الذين يبدو أنهم كانوا يستمعون إلي الخطابات الرسمية كثيرا مما جعلهم يصدقون أن هناك تغييرا شاملا سيكتنف البلد وأن هذا التغيير سيشمل لامحالة الراسخين في الحكم من أمثال فاروق حسني، ولذلك فقد بدأوا قبل فترة من التغيير الوزاري في توجيه أكتاف قانونية لفاروق علها تعجل بالإطاحة به وتصل بهم إلي مقعده، بل إن الأكتاف تحولت أحيانا إلي احتكاك بالوزير وعرقلة صريحة وشد له من الفانلة الوزارية، لكن فاروق لم يلق بالا لكل ذلك بل وقف يرقبه ساخرا مطمئنا واثقا وهو يتلذذ بأكل الكتف التي كان وحده دون غيره أبرع آكليها في مصر طيلة السنين الماضية.

في الجعبة هنا حكايات وشائعات وتشنيعات يصعب ذكر بعضها موثقا خاصة أن بعضها يتحدث عن قيادات نافذة في الوزارة سبق لها أن أرسلت ملفات خدمتها المشرفة إلي جهات عليا تزكي نفسها للمنصب فما كان من هذه الجهات العليا إلا أن أرسلت الملفات إلي الوزير الذي استدعي أصحابها وأراهم الملفات ليسقط في أيديهم ويطلبوا العفو والسماح ويرضوا بما قسم سيادته لهم فيكونوا أسعد الناس. وإذا نحينا هذه الحكايات جانبا فإن لدينا حالة موثقة مدعمة بالتصريحات النارية والحوارات الساخنة بطلها الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار وأبرز قيادات الوزارة والذي قرر قبل أشهر من التعديل الوزاري أن يفتح النار علي حال الآثار في مصر بعد سنين طويلة من إدارة فاروق حسني لها، وظن البعض من هول ماقاله حواس أن قرارا رئاسيا سيصدر لامحالة يعلن فتح التحقيق في ماقاله دكتور حواس ويحيل المسئولين عن قطاع الآثار وعلي رأسهم فاروق حسني إلي المحاكمة لتقدير مدي مسئولية كل منهم عن الأوضاع المتردية التي وصل إليها حال الآثار في مصر، فتتم محاكمتهم إن أخطأوا أو تتم محاكمة الدكتور حواس إن ثبت أنه من القلة المندسة التي تريد أن تشوه السيرة العطرة للسيد وزير الثقافة معبود المثقفين وقاهر الظلام. ولأنني كنت أساسا من القلة المندسة فقد كنت أؤكد للجميع أن شيئا من هذا لن يحدث ليس لأننا منذ أن أطلقت تلك التصريحات نعيش في أيام مفترجة مباركة لن تحب الدولة أن تكسر فيها بخاطر السيد فاروق خاصة وأنه عشرة قديمة وطيبة، وإنما لأننا في مصر نؤمن بأن من دخل كرسي الوزارة فهو آمن أمنا لم يحظ به حتي من دخلوا دار أبي سفيان إبان فتح مكة، ولذلك ليس علينا أن نتوقع محاسبة أحد أو محاكمة أحد، كل مانتمناه أن يريحنا الله من هذا الوزير أو ذاك فيتم تغييره بوزير آخر أقل سوءا، ويذهب الوزير الأولاني بما حمل حملا لاإجهاض فيه، وعفا الله عما سلف من فساد، وماتلف من بلاد.

تصريحات زاهي حواس كانت خطورتها أنها آتية من شخص لايمكن اتهامه كما يفعل الوزير عادة بأنه معارض موتور لايري إلا القذي في طلعة الوزير البهية، أو صاحب مصلحة كان من المؤلفة قلوبهم ثم غير ولاءه، أو حتي باحث عن الشهرة والنجومية، بل أتت من نجم نجوم الأثريين في مصر، يومها قال مثقف أن الوزير نسي القاعدة الحربية التي تقول: إن الجهة التي تأمن لها هي الجهة الأولي بأن تخاف منها وتعمل لها ألف حساب. لكن من قال أن كل هذا كان من الممكن أن يهز شعرة في رأس فاروق حسني، أليس هو الذي قال يوما ما لحمدي رزق قولته الشهيرة التي كشفت عن وصفته السحرية للبقاء الآمن المستقر في الحكم «في مصر المسئولون لايتم اختيارهم بمقالات الصحف»، ومادامت هذه الوصفة باقية لاتتغير، إذن فلنبل أيها المندسون كل ماجاء في حوارات زاهي حواس مما يشيب لهوله الولدان عن انهيار البيت الأثري في مصر ولنشرب ميته ونحن ننتظر اليوم الذي يطيح فيه فاروق بزاهي ويأتي بمسئول يصون النعمة ويربط الحمار مطرح مايعوز صاحبه، وننسي كل أحلامنا في أن نشهد حسابا حقيقيا لأحد أيا كان في مصر طالما ظل المسئولون عن مصر يتعاملون معها علي أنها «بلد أبوهم. يرحم أبوهم».

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

من هنا وهونيك!

كتب بلال فضل ٢٨/١/٢٠٠٦

< عندما يتعلق الأمر بأحزاب المعارضة، فجأة تتحول حكومتنا إلي حكومة طهرانية نورانية، تحترم الشرعية وتقدس القانون، وتتعفف عن الدخول في الخلافات الحزبية. لأن مصارين الحزب بتتخانق، والعِشرة لاتهون إلا علي ولاد الحرام، وعلي المتضرر اللجوء للقضاء،

بل وتسعي ـ كما حالة حزب الوفد ـ علي جمع جميع المتنازعين بالقوة في مقر واحد، ليس رغبة في إشعال الحزب أكثر وأكثر، بل للم القلوب علي بعضها، جايز الدكتور نعمان جمعة وهو داخل المطبخ يعمل شاي يشاهد محمود أباظة وهو بينشر الغسيل، فيحن قلبهما لبعض، ويتذكران العِشرة ويتصالحان، ويكتشفان أن كله من منير فخري عبد النور الذي دخل وسطيهم. وجايز تظل القلوب علي قساوتها فنسمع في الأيام القادمة، أن مجلس الشوري رفض أن ينصر الإصلاحيين علي الدكتور نعمان جمعة، لأن عداد نور الحزب مكتوب باسمه.

< قلتها من زمان ولم يسمع لي أحد، الاحتلال علي يد سعد زغلول خير من الوفد علي يد نعمان جمعة.

< يعيش الوزير فاروق حسني أسعد أيامه، بعد زيارة الأستاذ هيكل لمعرضه، والتي يدرك الوزير جيدا مدي أهميتها بالنسبة له في مواجهة حملات المثقفين الضارية عليه، لدرجة أنني سمعت أنه كان يتابع نشر صور الزيارة في الصحف بنفسه. محبتي للأستاذ هيكل واعترافي بفضله وقدره، لن تمنعني من أن أسأله:

هل فعلا تستحق لوحة للسيد الوزير فاروق حسني مبلغ الخمسة وسبعين ألف جنيه، التي يقال إن ابن الأستاذ هيكل دفعها ثمنا للوحة للسيد الوزير، بحضور ومباركة والده، الذي يعارض الرئيس مبارك، لكنه يحب وزير ثقافته، هل نطمع أن يكتب لنا الأستاذ مقالا يحلل لنا فيه هذه اللوحة لكي تزداد ثقافتنا التشكيلية رقيا. يبقي سؤال إذا كانت هذه اللوحة ستعلق في مكتب الأستاذ هيكل، فأين سيتم تعليقها؟، فالمكتب كما شاهدته مليئ ومزدان بالصور النادرة واللوحات القيمة، علي العموم الأمر يعود للأستاذ هيكل، فقط أتمني كمحب، ألا يتم تعليقها خلف المكتب الذي كتب عليه الأستاذ عن سلطة شاخت علي مقاعدها، أستاذ هيكل بجد بجد. كل ده كان ليه؟.

< علي غيار الريق يأتيك إيميل سخيف صادم موجع مرير "توفي مساء أمس شاعر العامية فؤاد قاعود. لمن يهمه الأمر الجنازة ظهر اليوم من عمر مكرم". آآآآه. سامحني ياعم فؤاد، ملعون أبو تلاهي الدنيا، التي جعلتنا نقصر في حقك، ملعون أبو إحساسي بعدم جدوي الاقتراب منك، لأنك لاتريد من يتطفل علي صومعتك، إنه الزمن الذي سابك في الظل، وسلط الضوء علي الملتبسين واللاعبين بالثلاث ورقات، الزمن الذي نشر لطوب الأرض في مكتبة الأسرة،

ولم ينشر لك ديوانك الساحر "قلق الروح"، الزمن الذي يملأ الشعراء المديوكر فيه برامج التليفزيون ويتصدرون الصحف، بينما أنت تأكل في روحك مع شريك مرارتك عم حجازي ربنا يطول في عمره. في عام ٨٤ كتب قاعود في قصيدته (مربعات نصف الوعي) يقول " قطعت لقمه م الرغيف عضني.. وجيت أغمس نط صحن الغموس.. هل الوجود غير ركود جنني.. بشيئ مثير بالفعل أم دا كابوس.. ربيت شنب ورسمت أنف ف قفايا.. وسرت في وسط البلد مارش دير.. لاحد لاحظ إن وشي ورايا.. ولاحد صحح لي خطوط السير.. اتخلخل المعني القديم وانهار.. واتغيرت كل الحكم والدروس.. الشاطرة لابتغزل برجل حمار.. ولا العبيطة عبيطة ويا الفلوس.. سن القلم مغروز في قعر الكعوب..

واتفرغت مضامين معاني الكلام.. والشمس شرقت كام سنة م الغروب.. من غير ماترصدها عيون الأنام.. نفسي في جزيرة تكون لكم مجهولة.. وأكون أنا فيها الوحيد المهاجر.. أو كهف في صحرا ماهيش مأهولة.. أو أوضة فاضية تكون في وسط المقابر". انعزل عم فؤاد حتي الموت في جزيرته، محتفظا بقلق روحه سكنها الله وأسكنها فسيح جناته. رحمنا الله.

< عندما يقرؤك البعض، وهو يتخذ موقفا مسبقا ضدك، لابد أن يقرأك خطأ. عندما كتبت في الأسبوع الماضي عن الأصولية النقدية لم أقل أبدا أنني ضد أن يهاجم النقاد ما يشاءون من أفلام، وكيفما شاءوا، لم أقل أبدا أن فيلمي الذي هاجموه "أملة"، وأنني طاير بيه من الفرح أو أنه غاية المراد، فأنا أؤمن بالحرية وأمارسها بحمد الله عندها لا أغضب من أي نقد،

كما أنني لم أقل أبدا أن السينما المصرية علي خير مايرام، هي فقط بدأت تتعافي، فقط طلبت أن تقدر الأمور بقدرها، وألا يشتم الجمهور ويتهم بالسطحية، والابتذال لأنه حكم تعميمي يصادر حرية المواطن فضلا عن أننا يجب أن نتخلي عن آفة إطلاق الأحكام عمال علي بطال. علي أي حال ولأننا جميعا نؤذن في مالطة،

قرأت الأسبوع الماضي مقالا لناقد "حسبن"، يعني قال حسبي الله ونعم الوكيل علي كل من أسهم في صنع الفيلم، وكل من سمح بعرضه، وهذا أمر عادي، لكن الإفيه أنه حسبن علي كل من شاهد الفيلم، قرأت المقال حتي نهايته متوقعا أن يكتب أنه كنس سينما مترو علي الجمهور، لكنه لم يفعل، معلهش البركة في الجايات

. < صديقي محمود الكردوسي يستأذنني في أن يلقبني ببرميل الكوميديا، لأنني ـ كما قال مجاملاً ـ رفعت سعرها في بورصة السينما، يا صديقي أذنت لك، وصدقني لأن تعيش «برميلا» خير من أن تعيش "جردل".

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

نقلا عن العدد الأول لجريدة الدستور

وزير الماليه يوسف بطرس غالي قال أن خروج قانون الضرائب الجديد إلى النور يشبه عبور أكتوبر 73أخشى أن يكون تطبيقه يشبه نكسة يونيو 67

لماذا وافقت مصر على تصدير 25 بليون متر مكعب من الغاز لإسرائيل؟ج: لأن حكومتنا "منفسة"

لماذا تم إختيار الدكتور بطرس غالي لرئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان؟ج: لانه غالي و الطلب رخيص

لست أدري كيف يمكن لإنسان ان يتشاءم أو يحزن في بلد رئيسها مبارك و رئيس حكومتها نظيفورئيس برلمانها سرور و رئيس شوراها الشريف و وزير داخليتها حبيب و وزير ماليتها غالي و رئيس اهرامها نافع و رئيس أخبارها سعده

سمعت و العهدة على الراوي أن قرارا سريا صدر بمنع إذاعة أغنية روبي "كل ما أقوله آه يقولي هو لألأ لأ " المنع لا علاقه له بالأداب بل بقرب إستقتاء الرئاسة

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

نقلا عن العدد الأول لجريدة الدستور

وزير الماليه يوسف بطرس غالي قال أن خروج قانون الضرائب الجديد إلى النور يشبه عبور أكتوبر 73أخشى أن يكون تطبيقه يشبه نكسة يونيو 67

لماذا وافقت مصر على تصدير 25 بليون متر مكعب من الغاز لإسرائيل؟ج: لأن حكومتنا "منفسة"

لماذا تم إختيار الدكتور بطرس غالي لرئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان؟ج: لانه غالي و الطلب رخيص

لست أدري كيف يمكن لإنسان ان يتشاءم أو يحزن في بلد رئيسها مبارك و رئيس حكومتها نظيفورئيس برلمانها سرور و رئيس شوراها الشريف و وزير داخليتها حبيب و وزير ماليتها غالي و رئيس اهرامها نافع و رئيس أخبارها سعده

سمعت و العهدة على الراوي أن قرارا سريا صدر بمنع إذاعة أغنية روبي "كل ما أقوله آه يقولي هو لألأ لأ " المنع لا علاقه له بالأداب بل بقرب إستقتاء الرئاسة

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

حرب الشيدر!

كتب بلال فضل ٤/٢/٢٠٠٦

جميل جدا أن تجتمع هذه الأمة علي شيء حتي لو كان مقاطعة الجبنة الدنماركية، لكن الذي ليس جميلا أبدا أن يتخذ الكثيرون من قضية الرسوم الدنماركية الحقيرة المسيئة لسيدنا النبي سبيلا للمزايدة السياسية وغسيل المواقف وتصفية الحسابات، وهو مابلغ ذروته في بيان مؤتمر وزراء الداخلية العرب، الذين لم أكن أعرف أن قلوبهم «واكلاهم» علي سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام وأنهم يرفضون الإساءة إليه، وهو أمر أتمني علي الله أن يضعه في صحائف حسناتهم الخاوية، لكن من الواجب أن نذكرهم بأن سحل الناس في الشوارع وتوصيل الكهرباء إلي مؤخراتهم واتهامهم بالباطل وهتك أعراضهم وخدش حيائهم وقتلهم من التعذيب وانتهاك آدميتهم، كل هذا يسيء إلي سيدنا النبي أكثر من الرسوم الدنماركية، وقد جاء في الحديث الشريف أن هدم الكعبة المشرفة حجرا حجرا أهون عند الله تعالي من سفك دم مسلم، لذلك أتمني إذا كان «مشايخنا» الأفاضل وزراء الداخلية قلوبهم فعلا علي سيدنا النبي وعلي الإسلام، أن يرونا تطبيقا عمليا لذلك في التعامل مع المواطن الذي كفر بسبب بطشهم وجبروتهم.

ليس موقف وزراء الداخلية ـ زاد الله تقاهم ـ هو الوحيد الذي يدعو للتساؤل والأسي، بل هو حال هذه الشعوب التي عندما تشاهدها في هذا الموقف تشعر بأنها بخير وأنها يمكن أن تغير واقعها وحياتها، لكنك إذا وسعت زاوية الرؤية قليلا، لأدركت أنها ليست بخير وأنها تختار المعارك السهلة دائما، يعني لماذا لم نر هذه الحرقة علي الإسلام عندما تمت إهانة المصحف في جوانتانامو، لماذا سكتنا من أول اعتذار، هل لأن أمريكا لاتنتج الجبنة أم لأننا جبناء نختار فقط المعارك التي يسمح لنا بها الحكام، أعتقد أنه لم يعد سرا أن الحملة ضد الرسوم قادتها مصر في توقيت صعود الإخوان علي المشهد السياسي والسبب معروف طبعا، فلا أظن أن حكومتنا خائفة علي الإسلام إلي هذا الحد،

وإلا لكان ذلك قد بان علي «منقارها» وعلي تصرفاتها التي لاتنتمي إلي أي ملة. هنا أسأل ملايين المسلمين الذين أقدر حماسهم وغيرتهم علي النبي صلي الله عليه وسلم، هل تظنون أن حضرة النبي سيكون راضيا عنكم لأنكم ثرتم علي رسام أحمق أساء إليه بينما سكتم وطنشتم وصهينتم، علي معاهدات الاستسلام والتطبيع، وبيع الأرض وهتك الأعراض، وانتهاك الآدمية والفساد، وسوقكم كالأغنام إلي مصير لم تختاروه، هل تظنون أنكم بهذه الحملة تؤدون ماعليكم وتبرئون ذمتكم من الله، حاشا لله، إن نبي الله أكبر وأرفع من أن يسيء إليه رسم أو مقالة، نحن الذين نسيء إليه كل يوم بسكوتنا علي الحق، ومهادنتنا للظلم والفساد والباطل، ولذلك تنبئنا الأحاديث الصحاح أن رب العزة سيقول لنبيه في يوم القيامة "إنك لاتدري ماذا أحدثوا بعدك"، وبالتأكيد هذه المقولة المرعبة لاتخص الدنماركيين ولا غيرهم، بقدر ماتخص هذه الأمة التي لم تأخذ من الدين إلا القشور ولاتملك من أمرها شيئا.

ثمة موقف مريب أيضا يتجلي في صمت علماء الدين المخجل علي مايرونه من استغلال تجاري للأزمة، من شركات الألبان والأجبان والمحمول، دون أن يقف أحد منهم بشجاعة ليقول لهم إن للإسلام منهجاً في التعامل مع من يسيئون إلي المقدسات الإسلامية، منهجًا ثابتاً في القرآن الكريم في قول الله تعالي " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلاتقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره" ـ النساء ١٤٠ ـ ويتكرر نفس المعني في آية كريمة أخري يقول فيها تعالي " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره" ـ الأنعام ٦٨ـ وفي آية أخري يقول تعالي "ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" ـ الأنعام

١٠٨ ـ وأخيرا وليس آخرا قوله تعالي "وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين" ـ الحجر ٩٤ و٩٥، وغيرها من الآيات الكريمة التي ترسم للمسلم منهجا في التعالي علي الإساءات المتعمدة للمقدسات، لأنها لن تضر الله ولانبيه شيئا، وهو مالم يجرؤ صوت إسلامي بارز علي إعلانه وتفرغوا جميعا للمزايدة علي بعضهم البعض، بدلا من أن يقولوا لهذه الأمة المنكوبة إن معركتها الحقيقية ليست في الدنمارك بل مع نفسها ومع حكامها ومع مفسديها ومع ضعفها وعجزها وقلة حيلتها، كنت أتمني أن يقف العقلاء ليقولوا إن المشكلة ليست في الجبنة الدنماركية بل في أننا نستوردها بملايين الدولارات، والمشكلة الأكبر في أن ثلاثة أرباع المسلمين لايملكون ثمن شراء الجبنة الإستانبولي أساسا، بينما الربع الباقي لديه ترف الاختيار بين الجبنة السويدي أو الدنماركي.

أعرف أن الكثيرين سيقولون لي وما الذي يغضبك في تجمع الأمة ولو لمرة، الحقيقة أنا حزين لأننا لانتصدر إلا في المعارك التي علي خارج أرضنا، ونختارها علي كيفنا أيضا، يعني في أمريكا مثلا يهان جميع الأنبياء كل يوم بل ويهان رب العزة جل وعلا ويظهرونه في أفلام ومسرحيات ليسخروا منه، وبعض هذه الأفلام يعرض في قنوات فضائية مترجماً إلي العربية، وبرغم ذلك لم نجرؤ علي أن ننبس ببنت شفة، ولم نتمكن من مقاطعة السلع الأمريكية في عز ماأمريكا تنزل فينا تقتيلاً وإحتلالاً وانتهاكا، وتلويثاً للمقدسات، لماذا إذن نتشطر علي الدنمارك بل ونتغطرس فلايكفينا اعتذارها، أرجو أن تقولوا الإجابة بصراحة، نفعل ذلك لأن الدنمارك ليست لها أنياب ولا مخالب، هتعمل فينا إيه يعني، هتضربنا بالجبنة الشيدر؟، ستبحث عن أسواق أخري للتصدير وينتهي الأمر،

ونفرح نحن بانتصارنا الفشنك وسنشعر أننا أنصفنا النبي عليه الصلاة والسلام، بينما كل مانفعله ضد تعاليمه الشريفة من أول سياسات حكامنا وحتي قذارة دورات مياه المساجد في أمة النظافة من الإيمان. كان يمكن أن أطبل وأهلل في الحرب الصوتية التي تشتعل في كل أنحاء العالم الإسلامي لأزايد مع المزايدين وأبين أنني خائف علي نبي الإسلام، لكنني أتقرب بهذه السطور بين يدي الله عز وجل كفارة لذنوبي الكثيرة لعل نبيه الكريم يشفع لي يوم القيامة أنني قلت للناس أنه سيكون سعيدا بنا لو أنصفناه داخل بلادنا قبل أن ننصفه خارج بلادنا، وأننا بحاجة لحملة لكي نكون بشراً أساساً، ثم نكون بعدها قادرين علي حمل رسالة الإسلام وتحقيق مقاصده الخمسة حفظ النفس والعقل والدين والنسل والمال، اسألوا أنفسكم ـ بالذمة ـ كم مقصدا منها حققنا قبل أن نخوض موقعة الدنمارك.

آآآه.. أغاية الدين أن تقاطعوا الجبنة الشيدر ياأمة ضحكت من عجزها الأمم

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

المعارك الآمنة!

كتب بلال فضل ١١/٢/٢٠٠٦

كنت أظن أن الناس في بلادي سيتنبهون، إلي أننا عندما دعونا من قلوبنا أن يهلك الله الدانمارك وشعبها، ويجعلهم عبرة لمن يعتبر، شاء الله أن تقع علينا كارثة العبارة الأليمة، ربما لأنه جل وعلا أراد أن ينبهنا إلي أن ما أصابنا من مصيبة، فبما كسبت أيدينا، وأن عدونا من أنفسنا، وأننا عندما هان لدينا الإنسان هان علي كل بني الإنسان، وأن معركتنا في الداخل وليست في الخارج، لكن للأسف لم يتنبه أحد لكل ذلك، بل أخذت رسائل المحمول والإيميلات تدعو لصيام الخميس الماضي للدعاء علي الدانمارك، وأهلها لكي تحل بهم مصيبة، ولم يأت أحد بسيرة الدعاء علي من تسببوا في غرق الفقراء في المالح وأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.

فتاة اسمها سالي اتصلت بـ"القاهرة اليوم" مساء الأربعاء، وقالت "ياجماعة بكره صيام ياريت ندعي إن ربنا يرجع ميدو يلعب يوم الجمعة"، بالطبع لم تكن هذه زلة لسان من مشجعة متحمسة بقدر ماكانت تعبيرا عن ملايين، ممن يدَّعون غيرتهم علي الرسول بالامتناع عن شراء الزبدة الدنماركي واستبدالها بالزبدة الهولندي، مع الحرص علي ألا تشغلهم متابعة تطورات المقاطعة عن تطورات الماتشات، ولا عن الحرص علي الاتصال بالبرامج الفضائية للعن الدنمارك واللي يتشدد لها، علي أساس أن ذلك كاف لحجز مكان في أعلي عليين. للأسف لا تستطيع لوم هؤلاء، وأنت تعلم أنهم قد شاهدوا علي الفضائيات كل علماء المسلمين يتكتلون، لتسخين الأجواء في أعلي مزايدة سياسية تمت منذ سنين، اشترك فيها كل المشايخ متطرفوهم ووسطيوهم ومهادنوهم، وإذا كانت فجيعتنا في المتطرفين والمهادنين كبيرة وقديمة، ففجيعتنا أكبر وأقسي وأمر في الوسطيين،

ولا أريد أن أذكر أسماء لأساتذتي منهم تأدباً وحباً، فقد كنا ننتظر رؤيتهم الشجاعة والوسطية في مواقف ملتبسة مثل هذه، لكنهم آثروا أن يزايدوا علي غيرهم، إما خوفاً من اتهامهم بالتفريط في أمر جلل كهذا، وإما لظنهم الخاطئ أن هذه فرصة سانحة لاستثمار صحوة هذه الأمة، فلما خرجت الجماهير الغاضبة لتحرق وتضرب وتخرب، أخذوا يقولون لا لم نقصد هذا، كنا نتحدث عن الغضب الإيجابي السلمي، كأنهم لايعرفون الجماهير التي يتحدثون إليها، ولا يعرفون أن غضبها علي النبي عليه الصلاة والسلام سيغذيه غضب أكبر علي أحوالها المعيشية المتردية، وحياتها التي تشمت الأعادي، وأن هذين الغضبين لو اشتعلا واشتبكا سيحدثان ما لا تحمد عقباه علي الإطلاق، وقد كان.

كنا ننتظر من علمائنا الوسطيين، أن يقولوا للناس إن الإسلام لا يعرف العقاب الجماعي للشعوب في صورة مقاطعة، أو حرق سفارات أو تهديد بالقتل، أو حتي دعاء جماعي يشمل العاطل والباطل، وأن هذا الدين العادل سن في دستوره الكريم قاعدة ذهبية رائعة بديعة، تقول "ولاتزر وازرة وزر أخري"، وأن الإسلام أمرنا ألا نعلن العداء بجميع أشكاله علي قوم أو أناس آخرين، إلا في شروط محددة صكها القرآن الكريم في سورة الممتحنة، عندما يقول الله عز وجل: «عسي الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. والله قدير والله غفور رحيم. لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم. فأولئك هم الظالمون»، هل طبقنا هذه الآيات الكريمة ونحن ندعي أننا ننصر دين الله، الحقيقة أننا قمنا بعكسها تماما، لم نبدأ بإقامة حوار تصاعدي مع الدانمارك وحكومتها وصحافتها ومجتمعها المدني، حوار يبدأ بزيارات لوفود إعلامية وفكرية ودينية، تشرح لهم من هو نبينا الكريم، وما الذي قدمه هذا الرجل العظيم للإنسانية والبشرية، وتستخدم بعض ما كتبه المفكرون الغربيون الأحرار عنه صلي الله عليه وسلم،

وتوضح لهم أننا نحن الذين نسيئ إلي هذا النبي العظيم، الذي لو اتبعنا تعاليمه لكنا أكثر شعوب الأرض حضارة، ربما فعل البعض ذلك لكن بجهود فردية متناثرة، ولأسابيع قليلة، بينما كان الأمر يتطلب منا مجهودا شاقا لكي نقنع هؤلاء الناس، ونثبت لهم صحة موقفنا، علي العكس أخذنا نتعالي ونتكبر، بل وقالها الكثيرون منا "ملعون أبوهم مين دول اللي نشرح لهم.. دول مايفهموش إلا لغة القوة"، ناسين أن نبينا صلي الله عليه وسلم سن لنا سنة، رفض العقاب الجماعي لمن آذوه وضربوه وأدموه وعذبوه وأخرجوه وغربوه، حتي أن سيدنا جبريل رق لحاله فقال له لو شئت أطبق عليهم الأخشدين ـ الجبلين المحيطين بمكة ـ فقال نبي الله صلي الله عليه وسلم، وهو الذي لاينطق عن الهوي "كلا.. لعل الله يخرج من أصلابهم من يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، أين نحن من هذه الروح السمحة الإنسانية التي تعاملت بمنتهي الحكمة مع الذين وصلوا إلي مالم يصل إليه أي رسام دنماركي، عندما خاض من خاض في عرض الرسول صلي الله عليه وسلم، وآذوه في أهل بيته ولم يهدر دم أحد منهم، حتي أن ابن زعيم الخائضين عبد الله بن أبي بن سلول جاء إلي الرسول عليه الصلاة والسلام ليعرض عليه أن يأتيه برأس أبيه فرد سيد الخلق، قائلاً: "بل نحسن صحبته"، أين نحن من الافتراض القرآني الجميل "عسي الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة". علي الجانب الآخر عندما أهان الجنود الأمريكان قرآننا الكريم، وتطاولوا عليه قبلنا اعتذارهم من أول مرة، مع أنهم قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا وظاهروا علي إخراجنا توليناهم، ونشتري منتجاتهم وبضائعهم ونأتمر بأوامرهم وننتهي بنواهيهم، دون أن نفكر فيما سنقوله لله عز وجل عن شجاعتنا أمام من لم يحاربنا وجبننا أمام من مسح بنا الأرض.

صدقوني أنا آسف أنني أنا الذي أقول هذا الكلام، وأنا لا أدعي لنفسي تخصصا في علوم الدين، فما أنا إلا قارئ يحاول أن يكون مطلعا علي دينه قدر الإمكان، ويحرق قلبه ألا يجد هذا الكلام يقال علي ألسنة المشايخ الذين لا أدري هل ينطبق علي بعضهم قول الإمام ابن حزم في تفسير قول الله عزوجل «ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله» أن هذه الآية تنطبق علي من يستخدم حتي مصحفا ليضل الناس عن سبيل الله، أين هي سبيل الله ياقوم؟، أن نتتبع كل مستهزئ تافه جاهل في أنحاء الأرض، فنقاطع منتجات بلاده ونحرق سفاراتها ونضيع الوقت في المهاترات معه؟، أم ننصر نبينا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام، بأن نكون أحرارا أقوياء قوامين بالقسط لا نسير كالسوائم، خلف من يقودنا بل نحاسبه ونراقبه ولانخاف في الله لومة لائم.

أتمني أن يتقي علماؤنا الوسطيون الله فلا يضللوا الناس عن خيبتهم الحقيقية ومعركتهم الأجدي والأبدي، وألا يكونوا متخصصين في المعارك الآمنة كالخائبين من سياسيينا، الذين بلغوا من الشجاعة بحيث استطاعوا أن يحاكموا بوش وبلير وشارون، بينما لم يستطيعوا محاكمة مدير أمن القاهرة. ولو صدر قرار غدا بتعيين بلير وزيرا للداخلية لاستبعدوه فورا من المحاكمة، وحسبي الله ونعم الوكيل.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

سعدة يغسل تاريخه!

كتب بلال فضل ٢٥/٢/٢٠٠٦

ليس من السهل أن تحظي بشرف أن تكون كاتبا مستقلا. جملة أشعر أنني راغب أن أصرخ بها في أذن الكاتب إبراهيم سعدة كلما قرأت عموده اليومي الذي يكتبه في جريدة «الأخبار» والذي يحاول سعدة به أن يقدم نفسه ككاتب مستقل لا يتلقي توجيهات من أحد ولا يكتب لمصلحة سلطة، ظنا منه أنه يستطيع بسهولة أن يغسل تاريخه الأسود في خدمة السلطة والموالسة لها عبر أكثر من ثلاثين عاما وصل فيها بظروف غامضة ومضحكة إلي مقعده كرئيس تحرير لصحيفة أخبار اليوم العريقة، كابسا علي نفسها ثلاثين عاما استغلها في تصفية حساباته مع السياسيين والكتاب بل والفنانين،

محولا عددا من أبناء «أخبار اليوم» إلي كتائب فدائيين يلجأون للمحاكم والاعتصامات والمنشورات للمطالبة بحقوقهم الضائعة، ومنتجا عددا مهولا من الحكايات والقصص والروايات تصلح لكتابة رباعية روائية فشر رباعية إسكندرية، حتي كاد الناس يفقدون الأمل في حدوث أي تغيير في أخبار اليوم، ليتجدد في «آخر لحظة» برحيل سعدة المفاجئ مع غيره من بارونات الصحافة ـ علي حد تعبير الكاتب الشريف الراحل جميل عارف الذي رحل في صمت لا يليق بأمثاله من الشرفاء وإن كان سبب هذا الصمت مفهوما لمن قرأ كتابه الخطير«أنا وبارونات الصحافة».

كان سعدة وهو لايزال قاعدا علي تل «أخبار اليوم» يحاول أن يكون مختلفا عن رئيسي تحرير «الأهرام» و«الجمهورية»، فيبدو أكثر مغامرة وأكثر تجددا، وهاهو بعد خروجه من منصبه يسعي لأن يكون كذلك قدر المستطاع والمسموح، بينما يظل سمير رجب وسيبقي للأبد متسقا مع ذاته، ربما كان الاختلاف الوحيد أنه لم يعد يختار آيات قرآنية يرصع بها مقالاته المتزلفة لرئيس الجمهورية خصوصا الآية الكريمة «والله يعصمك من الناس»، بل أصبح قوّي الله إيمانه يختار آيات عن الصبر والإيمان والرضا بالقضاء.

بالطبع لا أعتقد أن أحدا لديه مشكلة في أن يسعي إبراهيم سعدة أو غيره لأن يكون كاتبا مستقلا، لكن سعدة يكون مخطئا إذا ظن أنه سينجح في ذلك، مالم يقف وقفة صدق مع نفسه فيعترف لقرائه بخطاياه التي ارتكبها في حق مهنة الصحافة طيلة بقائه فيها، ولن أتحدث هنا عن الموالسة فقد كان لغيره باع أكبر فيها، لكنني أتحدث علي سبيل المثال لا الحصر عن مواقف لعبت فيها صحيفته دورا هداما وفتاكا ضد عدد من أشرف فناني مصر،

هل يمكن أن ننسي مافعله بعاطف الطيب وبشير الديك ونور الشريف ومحمود الجندي وقبلهم بناجي العلي الشخص قبل ناجي العلي الفيلم الذي لم يحتل حتي الآن مكانه الطبيعي كواحد من أجمل أفلام السينما المصرية بتأثير حملة سعدة، هل هذه خطيئة يمكن أن تغتفر مالم يراجع سعدة نفسه فيها ويعلن مراجعة نفسه فيها. هل يمكن أن ننسي حملته الشرسة غير المفهومة علي الفنان الكبير عادل إمام الذي رفض أن يقوم ببطولة فيلم سينمائي مأخوذ عن قصة سعدة «القنبلة»، فكان جزاؤه أن يخضع

لأعنف حملة مقاطعة غير مكتوبة في تاريخ الصحافة المصرية، حيث لم تكن تنشر له أخبار أو حوارات أو تصريحات علي الإطلاق في جميع إصدارات أخبار اليوم، بل ووصلت المهزلة ذروتها بعدم نشر اسم عادل إمام كبطل لأفلامه ومسرحياته التي تنشر عنها تنويهات في برامج السهرة،

وعشنا وشفنا إعلانا عن مسرحية الواد سيد الشغال بوصفها من بطولة عمر الحريري ومشيرة إسماعيل، وفيلم شمس الزناتي بوصفه من بطولة أحمد ماهر وعلي عبد الرحيم، بالطبع لم يتأثر عادل إمام بهذه الحملة بل ربما أفادته أكثر وواصل تألقه كأهم نجم شباك في مصر، لكن الذي تضرر وتأثر هو مهنة الصحافة التي صمتت الدولة علي كونها تتحول علنا لأداة لتصفية الحسابات.

علي أي حال في رأيي أن الخطيئة الأخطر التي ارتكبها سعدة كانت بحق الكاتب العملاق محمود عوض الذي لم ينس سعدة كيف كان نجم أخبار اليوم الساطع لسنوات طويلة منذ أواخر الستينيات، بينما كان سعدة في ذلك الوقت مراسل الدار في سويسرا. كانت معركة محمود عوض في الدار قد بدأت مع موسي صبري بتوجيه من أكبر أجهزة الدولة التي لم تغفر لمحمود عوض مواقفه الوطنية والعروبية التي لم تكن ملائمة مع بدايات الزمن الإسرائيكي. وعندما هبط سعدة بالباراشوت علي الدار (بعد أن أراد السادات أن يكيد كبار الصحفيين من أمثال مصطفي أمين وإحسان وبهاء وهيكل،

فأتي لهم بشاب لكي يحتل هذا المنصب الرفيع) كان متوقعا أن يقف سعدة مع ابن جيله، لكنه ودون أسباب معلنة واصل الحرب الشرسة ضد محمود عوض الذي تشكل قصته المريرة أبرز نموذج للحرب التي تشن ضد الموهوبين في هذه الأيام الواكلة ناسها، الحرب التي كاد محمود يدفن نهائيا نتيجة لها وكان يمكن لجيلي والأجيال التي تلته أن يحرم من التعرف علي كاتب عظيم مثله،

لولا قدرته الخارقة علي الاستمرار من خلال مقالاته المهمة في عدد من الصحف العربية علي رأسها «الحياة» اللندنية وكتبه الساحرة البديعة التي لا أدري لماذا لا يعاد طبعها مرارا ثم عودته ليكتب في أواخر التسعينيات في مجلة الشباب مقالات رائعة جمعها أخيرا في كتاب «بالعربي الجريح» الذي صدر منذ أيام. بالطبع أججت كل هذه النجاحات المنفردة نار سعدة ضد محمود عوض، فوصل به الأمر قبل رحيله عن الدار إلي أن يعقد اجتماعا لمجلس الإدارة ليطلب الاستغناء عن خدمات محمود،

ويصر علي ذلك رغم اعتراض أغلب أعضاء المجلس بدعوي أن محمود لم يعد يكتب في الدار منذ سنين، ناسيا أنه طالما منعه من الكتابة وحاربه وطفشه من الدار بوسائل لا يتسع المقام لسردها هنا. وكانت النتيجة المؤسفة أن محمود عوض الذي يعاني منذ سنوات من أزمات صحية خطيرة كادت إحداها تقضي عليه قبل أشهر لولا ستر الله ولطفه،

يواجه ذلك بمفرده بشجاعة ورجولة معتمدا علي عرقه ومجهوده، مع أنه كان يفترض أن يكون خلفه بعد كل هذا العمر مؤسسة يستند عليها ويحصل منها مثل غيره علي مساندة الدار التي أعطاها عمره وقلمه وموهبته، خاصة أنه لم يحصل منها علي الفتات الذي حصل عليه الموالسون والمبتزون واللاعبون بالبيضة والحجر والموقف السياسي. وللحديث بقية.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

اعتذارات للدنمارك!

كتب بلال فضل ١٨/٢/٢٠٠٦

طلب مني صديقي المتحمس أن أشارك معه في حملة نظمتها بعض المواقع الإلكترونية لإرسال رسائل إلي الشعب الدنماركي تشجب وتدين تعاطف بعض قطاعاته أو صمتها علي الرسومات الكاريكاتورية التي تطاولت علي مقام سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام،

شكرت له حماسه في الدفاع عن سيدنا النبي وهو حماس أعلم أنه ينبع من إيمان حقيقي وغيرة صادقة، لكنني بعد تفكير دام لحظات سألته: افرض أن أحد أفراد الشعب الدنماركي تفاعل مع رسالتك وأرسل إليك يسألك سؤالاً بسيطاً جداً يقول فيه «إذا كنتم غيورين كمسلمين علي نبيكم عليه الصلاة والسلام، وإذا كان كما تقولون رجلاً بهذه العظمة والروعة،

وإذا كانت تعاليمه لكم قبل أربعة عشر قرناً بها حلول ناجعة لكل مشاكل الحياة، فلماذا أنتم علي ما أنتم عليه من تخلف وفساد واستبداد وجهل ومرض، لماذا نحن أفضل منكم في كل شيء بينما نحن لا ندعي أننا متبعون لتعاليم نبينا المسيح عليه السلام، ولا ندعي التمسك بالكتاب المقدس؟ بذمتك كيف سترد علي من يسألك هذا السؤال؟ ارتبك صديقي للحظات ونظر لي كأنه ينظر إلي عبدالله بن سبأ، ثم اندفع مبتعداً وهو يتهمني بالسوفسطائية وإثارة الشبهات والسلبية واتهامات أخري لم أركز معها فقد كنت أفكر في إجابة للأسئلة الدنماركية التي افترضتها، والتي أتمني أن تشاركني عزيزي القارئ في محاولة الإجابة عنها،

فهي أسئلة حتمية سنسمعها قريباً، بعد أن بدأ صوت الغضب والهيجان يخفت، وبدأت الدعوات للحوار تتعالي من أكثر من اتجاه، وبعد أن دخلت علي خط المعركة أكثر من قوة دولية لم نمتلك للأسف شجاعة إعلان مواجهتها، ربما لأننا نعلم أننا لو قاطعنا المنتجات الأمريكية والإيطالية والفرنسية والألمانية والهولندية والبريطانية فسنمشي عُراة حُفاة، ونصبح كالطير تغدو خماصاً ولا تروح بطاناً. بالمناسبة هنا أريد أن أقول إنني كنت سأفرح بدعوات المقاطعة وأطبقها لو كانت تنطلق من رؤية حضارية شاملة كالتي تبناها الزعيم الهندي غاندي، تدفعنا للاعتماد علي الذات في كل شيء بدءاً من اللقمة التي نأكلها وحتي الهدمة التي نلبسها، لكنني لستُ مستعداً أن أشارك في حملة نفاق مقنعة، يدعو الناس فيها للمقاطعة عبر هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وشاشات تليفزيون كلها ليس لنا فضل في أي مسمار أو خلية إلكترونية فيها.

ربما يكون هذا الاستطراد أعطاك فرصة لتفكر في إجابة للسؤال الدنماركي المفترض، والذي لو واجهك فجأة فإنك بالتأكيد لن تجد سوي إجابة تلقائية عليه هي أننا أصبحنا علي ما نحن عليه من ضعف وذلة وهوان، لأننا كما قلت قبل ذلك وأقول مراراً وتكراراً ورزقي علي الله، ندعي أننا نحب نبينا لكنه حب ظاهري لم يمتد إلي سلوكنا وأفعالنا أبداً، فقد دعانا إلي العلم فجهلنا، وإلي أن تكون الحكمة ضالتنا فأضليناها، وإلي أن نتراحم فتراجمنا وصرنا شيعاً يضرب بعضها رقاب بعض وكل ضارب يضرب محتمياً بحديث منسوب للنبي، نهانا عن الظلم فصار لنا شرعة، وأمرنا بتوقير الكبير فعبدناه من دون الله، أمرنا أن نزوج بناتنا لمن نرضي دينه وخلقه فلم نعد نزوجهن إلا لمن يرضينا ماله ونسبه، وإن قل دينه وانعدم خلقه،

نفي صفة الإيمان عمن يبات شبعان وجاره إلي جنبه جوعان وهو يعلم، فصرنا نحرص علي ألا نعلم، تنفق الأموال بالملايين تحت أقدام الراقصات وعلي موائد القمار ولتأمين مواكب الحكام، بينما ينتحر الناس مضحين بكل شيء خجلاً من أسئلة عيون أطفالهم، يسرق فينا الكبير فلا تُشاكه شوكة ويسرق الصغير فتنشر صوره في صفحات الحوادث تشهيراً وتجريساً وعقاباً، نقيم الحدود فقط علي من يدعو للخروج علي الحاكم والأخذ علي يده،

بأسناً بيننا شديد، وذكرنا خاف بين الأمم، أصبحنا عالة علي الدنيا، وحقل تجارب لأقويائها وهنَّا علي أنفسنا فهنَّا علي الناس، أكبر علمنا الدنيا ومبلغ أملنا انقضاء اليوم دون خسائر وغاية رغبتنا أن يكفينا الله بطش حكامنا بنا، تسلط علينا حكامنا بفضل علماء يجرون سُنة نبينا علي ألسنتهم فيكتمون منها ما شاؤوا ويجهرون منها بما شاء حكامنا، تنطبق عليهم نبوءة نبينا عليه الصلاة والسلام عن أناس سيأتون يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

سيستمع الدنماركي الذي ستقول له كل ذلك باهتمام إسكندنافي محايد بارد، ثم سيقول لك «طيب لماذا لا تتبعون تعاليم نبيكم أولاً ثم تغضبون من أجله؟»، عندها لو كان لديك ضمير فإن أول رد فعل لك سيكون أن تعلن له اعتذاراً صادقاً له ولكل مواطني الدنمارك ودول أوروبا بل ودول الكرة الأرضية، بأننا ظلمناهم عندما طالبناهم باحترام نبي كريم لم نسع يوماً ما لأن يعرفوا عنه شيئا،

ولم تنفق حكوماتنا التي تهيج مشاعر الجماهير الآن مليماً من أجل التعريف برسالته وسماحته وعدله ورحمته، بينما تنفق الملايين علي أوبريتات النفاق وحفلات الموالسة علي أساس أن العالم محتاج لأن يعرف سير وبطولات حكامنا الذين لم يورثونا إلا الخيبة والفشل، أكثر من سيرة سيد الخلق ورسول الإنسانية. علينا أن نعتذر للدنماركيين أننا يمكن أن نأخذ العاطل بالباطل فنأخذهم جميعا بجريرة بعض منهم، حتي

إن أحداً منا لم يتألم عندما نشرت صحفنا قبل أيام أن ٤٣ دنماركياً رفضوا الخروج من المطار إلي فندق بعد أن تعطلت طائرتهم إلا في حراسة مشددة، بينما كان ينبغي أن نقتدي بنبينا ونكرم وفادتهم لنريهم أنه حتي لو تطاول جاهل منهم علي نبينا فإن ذلك لن يضره شيئا، وأن هذا الاستهزاء لو حدث أمام النبي صلي الله عليه وسلم لتعامل معه كما تعامل مع ذلك الإعرابي الكافر الذي دخل إلي المسجد وسط تجمع النبي مع أصحابه وقام بالبول في المسجد، فهمّ الصحابة ليقطعوا عُنقه، فنهرهم الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا: «لا تقطعوا بولة أخيكم»، ليضرب أرفع مثل علي التعامل الراقي المتحضر مع الجهل والاستهزاء وتحدي المقدسات، وهو مثل استمده من وصية رب العزة له في قوله الكريم «ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا...» ـ آل عمران ١٧٦.

هل نكون صادقين مع أنفسنا فنوجه هذا الاعتذار لنستحق احترام العالم ونلفت انتباهه بشكل حضاري لديننا ونبينا الكريم، ثم نقف مع أنفسنا وقفة صراحة نخجل فيها من دفاعنا عن نبي أغلب ما في حياتنا يسير عكس تعاليمه، ونرفض أن يتاجر باسمه فاسد أو ظالم أو موالس أو لص بنوك أو مغتصب سلطة أو شيخ سلطان. هل نفعلها؟، أشك لكنني أتمني. أتمني أن نكون علي مستوي قوله تعالي في سورة المائدة ـ ٦٧ ـ

«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس». نشهد أن نبيه عليه صلاة الله وسلامه قد بلغ الرسالة وأدي الأمانة، فهل بلغنا نحن.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

من شدة تركيز الصحف القومية علي زيارة الرئيس مبارك واسرته لموقع كسوف الشمس خشيت ان يقال ان الكسوف تم بناء علي توجيهات السيد الرئيس.

في لقائه مع نواب الحزب الوطني اعلن الرئيس مبارك انه لا تستر علي فساد ولا فاسدين، يبدو اننا لسنا بحاجة الي مناقشة شكل الفساد الذي يقصده الرئيس بل بحاجة الي منافسة شكل التستر.

احتفت الصحف القومية بمواطن الوادي الجديد الذي رزق بخمسة توائم اسماهم محمد ـ حسني ـ مبارك ـ سوزان ـ هانم ـ مع انه كان من الأفضل ان يقوم بتسميتهم محمد حسني مبارك وولده جمال. اجهزة الصحة ستبذل بالتأكيد كل ما تملك لضمان صحة التوائم الخمسة الذين اصبحت صحتهم وطول عمرهم مسألة امن قومي.

ليس مهما ان يتم الغاء قانون الطوارئ بل المهم ان يتطرأ من فرضه ربع قرن علي مصر .

عصر النهضة: العصر الذي ينهض فيه جمال مبارك ليخلف والده علي كرسي الرئاسة ـ التعريف للقارئ احمد عبد الحميد.

الحراك السياسي: هو التحرك من خلال امانة السياسات للوصول الي قمة السلطة ـ التعريف للقارئ مصطفي بشير.

كما قال بلال في فقرتين من فقرات ـ قلمين ـ كنت سأصدق جمال مبارك عندما قال انه ليس لديه الرغبة ولا النية في ان يكون رئيسا للجمهورية لكنني تذكرت ان والده قال يوما انه لن يبقي رئيسا لاكثر من فترتين.

صديقي المؤمن بنظرية المؤامرة، قال لي قبل اذاعة الحوار ان الرئيس مبارك عمل هذا الحوار مخصوص لكي يساعد علي تقبل الناس لتوريث ابنه بعد ان لاحظ ميل ابنه للتعامل مع الفاشلين من امثال عبد الله كمال، فقرر الاب ان يتدخل ويختار له اعلامية ناجحة مثل لميس الحديدي لكي تقيله من عثرته وتساعد علي اقناع الناس به، صديقي المعجب بلميس الحديدي قال لي: انه يخشي من ان تنجح لميس في اقناعه بضرورة مجيء جمال مبارك رئيسا للجمهورية بعد انتهاء الحوار قلت له. هه. اتنعت؟ قال لي: بصراحة آه. اقتنعت بضرورة ترشيح لميس الحديدي رئيسهة للجمهورية.

ماذا نقول للسياسي الذي لم يصرف الله له حضورا.

نقول له انصرف .

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

حزب الجهل النشيط

كتب بلال فضل ٤/٣/٢٠٠٦

من السهل أن يتحدث أي منا عن الصمود والصبر وعدم الانحناء أمام حروب الإقصاء والاغتيال المعنوي والتهميش، لكن من الصعب أن يقوم أحد بتحويل هذا الكلام إلي واقع ملموس مثلما فعل محمود عوض. لا أتحدث هنا عن كاتب عملاق تعلمت منه الكثير، أو إنسان أحبه وأدين له بالفضل، بقدر ماأتحدث عن تجربة إنسانية نادرة يجب أن يتعلم منها كل موهوب القدرة علي الإنجاز والاستمرار في النجاح مهما عاني من الجهلة والأغبياء والمخبرين والمديوكر.

عرفت محمود عوض قبل تسع سنوات عندما كنت أجري موضوعا صحفيا في "الدستور" الأولي عن علاقة المطربين المصريين بالأمراء والملوك العرب، كان هناك طوفان من الأقاويل عن الرجل تنسب له الجفاء والعدوانية والرغبة في الانعزال عن العالم، لكنني وأنا القارئ المتيم بكتبه منذ أن كنت طالبا في الإعدادية، لم أكن لأصدق مايقال عنه بسهولة، والحمد لله أنني لم أستسلم لما سمعت، وإلا لكنت قد خسرت فرصة الاقتراب من هذا الرجل العظيم،

بل إنني أزعم الآن أن ماكان يشاع عنه كان مقصودًا دون شك لإبعاد الأجيال الشابة عنه، فلم أر الرجل يومًا إلا فاتحًا بابه وعقله لكل من يلمس فيه الجدية والموهبة. في فترة قصيرة تحولت علاقتي بالأستاذ محمود إلي صداقة وثيقة أضعها وسامًا علي صدري، لكنني أعترف أن تلك الصداقة أحزنتني ولخبطتني كثيرًا وأنا شاب يحاول تلمس الطريق الذي يسير فيه، كنت كلما زرت بيته الذي سكن فيه طيلة عمره بجوار السفارة الإسرائيلية،

قبَّحها الله، أشعر بحزن شديد لا بسبب حياة الوحدة التي يعيش فيها الرجل، فذلك اختياره الذي لم أجرؤ يومًا علي أن أسأله عن سره، ولكن بسبب شعوري بالظلم الذي وقع عليه فأبعده عن قرائه في مصر لأكثر من ثلاثين عامًا هي سنوات تألق أي كاتب، كل ذلك لمجرد أنه أراد الحفاظ علي استقلاليته وكرامته، فجأة وجد الكاتب الذي عرف النجاح الساحق في سنواته المبكرة نفسه مطلوباً منه أن يحصل علي حقه في المحاكم التي فضل حبالها الطويلة علي الانحناء أمام صحفيي الأجهزة والعلاقات والعمولات، وللأسف لم يتضامن معه الكثيرون في محنته الطويلة،

ولم تتكاتف جموع الصحفيين لنصرته ضد تعنت إدارة مؤسسته، ولم يسع ناشر مصري لاحتضان موهبة جبارة كهذه، كان يمكن لو توفرت لها مؤسسة تساندها أن يكون الكاتب الأكثر انتشارا في الوطن العربي، تشهد علي ذلك أرقام توزيع كتبه في الظروف الطبيعية التي كان يعيشها، والتي كانت تبيع آلاف النسخ دون مبالغة، بعدها حقق محمود عوض تجربة صحفية لافتة في منتصف الثمانينيات من خلال صحيفة الأحرار التي استمرت لأعداد قليلة لكنها حققت أرقام توزيع هائلة، ورغم أنها لم ترصد ولم تدرس حتي الآن فإنها تظل في رأي المنصفين أبرز تجربة صحافة حزبية مهنية،

هي وتجربة الراحل مصطفي شردي، لكنها تعرضت للإجهاض علي عكس تجربة شردي التي وجدت من يحتضنها ويكفل لها الاستمرار، أما تجربة محمود عوض فقد وئدت بقسوة، ولم يقتصر الأمر علي الصحافة، بل امتد لغيرها، فبعد أن كان واحدًا من أبرز المعلقين الإذاعيين في مصر تقلصت مساحة مشاركاته، وكان البرنامج الوحيد الذي يستضيفه تليفزيونيا هو نادي السينما علي فترات متباعدة في مشاركات كانت تلاقي نجاحًا جماهيريا واسعًا، وهو حتي في ذلك لم يسلم من محاربته،

حيث كان يمنع نشر أي تنويه عن البرنامج كما جرت العادة، بالطبع لايمكن أن يتصور رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير ـ والمنصبان يتطلبان قدرات عقلية عالية ـ أنه بحذفه اسم كاتب منافس من خبر عن البرنامج سيلغي حقيقة ظهوره في البرنامج، لكن بالتأكيد كان ذلك يتم تعبيرًا عن رغبة حارة في عدم تلميع محمود عوض، أو ظهور اسمه للناس بأي شكل، حتي ولو كان في خبر عن برنامج سيظهر فيه، كان هذا التصرف الغريب واحدًا من أخلاق تلك الجماعة التي تبوأت ـ مشِّيها تبوأت ـ مقاليد القرار الصحفي،

والتي أطلق عليها الأستاذ محمود يوما تعبير "جماعة الجهل النشيط"، والتي كان يظن قادتها أن بإمكانهم وأد من يختلف معهم بمنعه من النشر في صحفهم، ناسين أن الموهبة لابد أن تظهر في يوم ما وتصل للناس، تماما مثل خيبتهم وضعفهم المهني وفسادهم الذي لم يعد خافيا علي أحد الآن في مصر كلها. ربما لن تتمكن من تفسير تلك الرغبة في التحطيم التي تعتري أمثال هؤلاء تجاه الموهوبين إلا لو كتب لك أن تشاهد الفيلم العظيم "أماديوس" للمخرج الساحر ميلوش فورمان ـ وهو بالمناسبة موجود في نوادي الفيديو في مصر تحت عنوان «صراع الفن» وفيه ستجد كل هؤلاء ممثلين في شخصية الموسيقار المديوكر ساليري الذي لايدري لماذا حرمته السماء من الموهبة وأعطتها لغيره ممن لايراه أهلا لها.

كان محمود عوض صديقًا لـ«كبَّارات» عصره من السياسيين والفنانين والكتاب ـ ضع قائمة بها أجمل وأنجح وأشهر من عرفت مصر وستجد من كتبتهم كانوا أصدقاء لمحمود عوض، أصدقاء ليس بالمعني الذي يجعله حامل حقيبة لهم أو متلقي هدايا أو كاتب يوميات أو صاحب قعدة، بل أصدقاء بالمعني الذي يجعله صاحب رأي يعتد به في تجاربهم

وإبداعاتهم دون أن يحول صداقته بهم إلي مادة للنشر سواء ليتباهي بها في حياتهم أو يتاجر بها بعد موتهم، وكم كنت شاهدًا علي عروض سخية تلقاها بأرقام خيالية ليتحدث عن صداقته بعبد الحليم أو عبد الوهاب أو أم كلثوم، لكنه كان ينأي عن ذلك ويتعفف، رغم أنه يعاني من ظروف صحية قاسية تكلفه مبالغ طائلة يدفعها من عرقه وكده، ومازلت أري أنه لم يكن محقًا في نأيه وتعففه، لأنه حرم أجيالا كثيرة من أن تعرف بعضًا من "خبيئة" أسراره وحكاياته الموحية عن أولئك العمالقة، لكنني كنت ألتمس له العذر عندما أراه يتحدث بانفعال وتقزز عن حملات المتاجرة القذرة التي تربح من ورائها الكثيرون دون وجه حق وجعلت الناس ينفرون من كل من يتحدث عن صداقته بالنجوم الراحلين، ويعتبرون كلامه كذبًا صراحًا، هنا أعتز أنني أجريت معه من تسع سنوات حوارًا مهمًا من حلقتين عن علاقته بأم كلثوم، كما سبقني الأستاذ إبراهيم عيسي لحوار أهم معه في ثلاث حلقات عن عبد الحليم، لكن الحوارين لم يكشفا سوي عن شذرات مما يعرفه الرجل الكبير،

ستضحك لو قلت لك إنني توقفت لفترة عن زيارة محمود عوض بانتظام لكي لاأقع تحت إغراء نشر حكاياته المذهلة والمهمة عن معاصريه و«كبَّارات» عصره، خاصة والصحف العربية تدفع مبالغ كبيرة في حكايات كهذه، لكنني وبعد أن جاهدت نفسي طويلا وتغلبت علي الإغراءات الشريرة مازلت أحلم بيوم يقرر فيه الأستاذ محمود أن ينسي كل تخوفاته وتحفظاته وينشر كل مايعرفه ليسجل شهادة يحتاجها شباب مصر، بل وتحتاجها مصر ذات نفسها. وللحديث بقية.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ المجاهد احمد هادي

بعد التحية والسلام

تتوجه المُنظمة بخالص الشكر لمقامكم الرفيع على تلك الهدايا القيمة ..

ولكن

خلي بالك من اللي جي

لو قدرت يا أحمد يا هداي تجيب لنا الكوليكشن بتاعت إبراهيم عيسى صاحب بلال فاضل .. فسنمنحنك الأتي :

1- وسام المحاورات للتميز من الدرجة الأولى ... وأدي صورته أهي عشان نحنسك ونحمسك 6e45e679c8.gif

2- معاش شهري وقدره 75 ج .

3- شقة أوضة وصالة بمنافعها في مساكن النهضة جنب سكان قلعة الكبش بإيجار رمزي 75 ج ( في اليوم )

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

بالمناسبة كنت بأعمل سيرش على جوجل كده ولقيت لي مقال عن بلال فضل من سنة تقريباً

wa7ed-mn-el-nas1.jpg

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ المجاهد احمد هادي

بعد التحية والسلام

تتوجه المُنظمة بخالص الشكر لمقامكم الرفيع على تلك الهدايا القيمة ..

ولكن

خلي بالك من اللي جي

لو قدرت يا أحمد يا هداي تجيب لنا الكوليكشن بتاعت إبراهيم عيسى صاحب بلال فاضل .. فسنمنحنك الأتي :

1- وسام المحاورات للتميز من الدرجة الأولى ... وأدي صورته أهي عشان نحنسك ونحمسك 6e45e679c8.gif

2- معاش شهري وقدره 75 ج .

3- شقة أوضة وصالة بمنافعها في مساكن النهضة جنب سكان قلعة الكبش بإيجار رمزي 75 ج ( في اليوم )

الرفيق سي السيد

تحياتي لك ولكل رفقائ السلاح التقدميين الاشتراكيين الاحرار في المنظمة

أما بخصوص الوسام فلا اعتقد اني بحاجة اليه خصوصا ان نهايته في الغالب هتكون مع بقية اخواته عند بتاع البسبوسة (خونة)

ولكن لي طلب واحد

هو التوسط عند الرئيس المفدي أبو إيد فرطة للحصول علي البوتاجاز والتليفزيون والتلاجة بتوع المصانع الحربية

ربنا ما يحرقلك عشة ولا يحوجلك للئيم

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

العمق الذي أغرقنا!

بقلم بلال فضل ٤/١٢/٢٠٠٥

مت من الضحك وأنا أقرأ رسالة بعثها لي أحد القراء، امتلأت أغلب سطورها بمديح لا أستحقه وثناء أخجلني، لكن سطورها الأخيرة محت كل فرحتي بها، عندما قال لي فجأة «والله لقد أصبحنا من فرط إعجابنا بك نشك فيك ونظن أنك أحد عملاء الأجهزة الأمنية ترتدي أقنعة الاستقلالية فمن كتر ما امتلأت الصحف وأجهزة الإعلام بهؤلاء لم نعد نثق في أحد»، انتابتني نوبة ضحك عارمة تنتمي إلي فصيلة «شر البلية ما يضحك»، ولم أعرف كيف أرد عليه، فقد وجدت رسالته بعد أن تأملتها طويلا لها منطقية وحافلة بالدلالات. فإذا كنت أنا نفسي قد رأيت رجالا كثيرين يتساقطون علي طريق الحياة، ويبيعون استقلاليتهم بعرض من الدنيا قليل، فكيف ألوم أي قارئ علي أن يفكر ألف مرة قبل أن يثق في كاتب في عصر أصبحت فيه الصحف تخرج بعناوين من نوعية «خسرت الرموز ونجح الحزب الوطني»، وهو العنوان الذي يحمل براءة اختراعه السيد محمد علي إبراهيم ـ قوة قتل ثلاثية ـ الارتباك امتد إلي الكتاب المعارضين والمستقلين أيضا، فمع توالي هزائم الحزب الوطني بدأ العديدون يتجاوزون شماتتهم في الحزب الوطني ليبدأوا في التساؤل عما إذا كانت هزيمته هكذا أمام الإخوان أمرا يأتي ضمن صفقة ما ثمنها وصول جمال مبارك إلي الحكم، وكان أبرع هؤلاء الصديق خالد صلاح الذي كتب مقالا في «المصري اليوم» أعترف أنه لخبطني وجعلني أقرأه مرتين، وأنا أقول لنفسي «يانهار إسود معقولة.. طيب ليه لأ»

، لكن لحسن الحظ تأكد لي خطأ المنطق الذي كتبه خالد فور أن استمعت إلي تصريحات عدد من مسؤولي الحزب الوطني الذين حباهم بكاريزما عكسية تستبدل الحضور اللازم لرجل السياسة الناجح بانصراف يصيبك بمجرد أن تري سحنة أحد متحدثيهم وهو يقول كلاما يخرج من فمه ليستدير ويقول له ياكذاب ثم يواصل مسيرته إلي آذان المستمعين التي تقول للكلام بمجرد وصوله إليها «أهلا ياكذب.. يانخع ياهرتلة.. خش اترمي جوه جنب إخواتك». سر رفضي لمنطق خالد هو أنه لو كان لدي مسؤولينا هذا الذكاء وتلك القدرة علي التآمر لكان واجبا أن نطلع القمر من زمان، ولتمكنا من الوصول للمباراة النهائية لكأس العالم منذ أمد بعيد، فالأمة التي يخطط مسؤولوها بهذا الذكاء المرعب ينبغي أن يكون لها شأن رفيع بين الأمم، ونحن كما لا يخفي علي انتباهك لسنا كذلك لأن ذكاءنا جعلنا أمة تتطابق عناوين الصفحات الأولي لصحفها خلال ربع قرن تطابقا كاملا تاما، وهو ما يعني أن أحوالنا تسير ببركة الله وحده ورحمته للشيوخ الركع والأطفال الرضع. المؤسف أن ما جاء في مقال خالد تكرر بمعني آخر في مقال للدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية الذي وضع تفسيرين لا ثالث لهما لما يحدث، إما أنه يحدث خبط عشواء أو يحدث بتخطيط مسبق، ولكل من التفسيرين خطورته، أخذت أقرأ وأتحسر، أو بلاش الكذب أخذت أسب وألعن هذه الأيام النكدات التي جعلت الحليم حيرانا والمفكر تائها والمواطن المصري سائرا علي حسب الريح ما يودي، حتي صار لسان حال بلادنا أغنية عبد الحليم «جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت.. كيف جئت كيف تعدلت المادة ستة وسبعين كيف نجح الرئيس وكيف سقط رموز حزبه وكيف أصر علي ترشيحهم وكيف عاد المستقلون الخونة للحزب الوطني.. وكيف؟ ولماذا؟ لا تسلني لست أدري.

لقد أصبح مألوفا أن تسمع هذه الأيام حوارا بين اثنين يفترض في كل منهما أنه علي علم ببواطن الأمور يدور كالآتي دون ترتيب: كيف يكون ما حدث من إنجاز للإخوان يأتي بترتيب مع الحكومة أو حتي بتطنيش منها لأغراض جوانية لا يعلمها إلا الله، ألا تري بلطجية الحكومة وهم يطيحون فيهم ضربا بالسيوف علي النواصي والأقدام، حتي تحولت شوارع مصر إلي بطحاء مكة تلعلع فيها السيوف والسنج والمطاوي وشعارات الله أكبر وبخ بخ، ثم بعد ذلك تقول لي إن ما يحدث خطة.. أنا معك في أن الحكومة لا يمكن أن تسمح بكل ذلك لأن في ما حدث إعلان انهيار لها.. لكن من قال إنها لم تنهر فعلا، خاصة أنها مطالبة بارتداء ثياب الحملان أمام الأمريكان.. لكن كيف يتسق ذلك مع ما ارتكبته من فظائع أمام المراقبين ووسائل الإعلام.

خطورة هذه الحالة المرتبكة المثيرة للأسي أنها تؤدي إلي ظهور تحليلات حسنة النية تنزع عن الشعب المصري شرف الإنجاز التاريخي الذي قام به عندما تحدي الخوف والبلطجة والسيوف والإرهاب والتهديد بالحرمان من الخدمات وأسقط رموز الحزب الوطني من الفسدة وانتخب الإخوان المسلمين كيدا في الحكومة لا حبا في الإخوان بالضرورة، أو حتي من باب أنها خسرانة خسرانة فأن نخسر ونحن علي دين الإسلام، هكذا قالها لي القهوجي الذي لا يفيق من الكيف والذي أصر علي الذهاب لإنتخاب مرشح الإسلام هو الحل ـ هكذا سماه، أما الخطر الحقيقي فهو أن يصبح الجميع في بلادنا من بائعي البسبوسة والكبدة إلي الكتّاب والمفكرين حائرين حيرة الأرملة المطلقة لا يعرفون ما الذي يحدث لبلادهم ولا إلي أين تسير وهم معذورون في ذلك لأننا لسنا بلدا مثل بلاد الله العدلة يعرف أهلها متي يتخذ الحاكم قراره ولماذا يتخذه ويحاسبونه علي إتخاذه لهذا القرار ويكونون شركاء له فيه، تلك البلاد التي رضي الله عنها فلم يعد ينفرد بالحكم فيها بشر خلقه الله يخطئ ويصيب، بينما يصر الموالسون له علي أنه يصيب فقط، وعندما يعترض الناس علي إنفراده بالقرار يقول الموالسون عليه للناس أن سر ذلك الإنفراد الغامض بالقرار هو أنه عميق التفكير، فالعمق يمكن أن يكون صالحا في أي شئ إلا في الانفراد بالقرار

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

ورخصت ياليل!

كتب بلال فضل ١٠/٦/٢٠٠٦

إذا كانت الكتابة المنتظمة سيفاً علي رقبة الكاتب، فمن الظلم أن تصبح سيفاً علي رقبة القارئ، الذي يبحث دائما لدي الكتاب المنتظمين عن جديد يمتعه أو يثير اهتمامه أو ينير فكره، ولأننا في بلد لا جديد فيه تحت الشمس ولا شمس فيه فوق الجديد، يلجأ الكثير من الكتاب لتكرار أفكارهم التي سبق لهم أن كتبوها قبل ذلك،

إما بحسن نية من باب أن تكرار الذكري ينفع القراء، أو بنية زهق من البحث عن جديد ربما لتأكدهم من عدم وجود جديد في عصر الركود الأعظم الذي نعيشه، حاصل الأمر أن القارئ الذكي يشعر بخديعة الكاتب له فينفر منه إلي كتاب آخرين أو ربما ـ وهذا هو الأخطر ـ يشعر بالونس لأنه يجد أن الكاتب يقول له مايحب أن يسمعه فتتحول الكتابة من عملية هدفها التنوير إلي عملية هدفها التنفيس الذي يفضي مع الوقت إلي التخدير، من جانبه يستمرئ الكاتب ذلك مع الوقت فتتحول أفكاره إلي مايطلق عليه «الشويتين بتوعه»، قد تكون هذه «الشويتين» ممتعة وأخاذة فيعيش الكاتب علي حسها عمراً أطول، وقد تكون باردة ومملة فيفضي معها الكاتب سريعاً ويفقد بريقه وتألقه.

عن نفسي كنت دائما أسأل نفسي وأنا أكتب «هذا المقال الذي تكتبه هل يصلح بعد نشره لأن يضمه كتاب لكي يعيش فترة أطول من الزمن أم أن الحاجة إليه ستنتفي بعد قراءته مباشرة»، وكنت علي قدر مايتوفر لدي من صدق مع النفس أحاول أن أكتب ما أتصور أنه يعيش أطول، وحدها الأيام ستثبت ما إذا كنت محقا أم لا، لكن عزائي أنني حاولت أن أكون مختلفا بقدر استطاعتي. وربما لأنني أفكر بهذا الشكل كنت أستغرب كثيراً عندما أقرأ لكتاب يمتلكون مساحات منتظمة وأجدهم يشغلونها بنفاق منتظم للحاكم وولده لايملون منه، أو بمعارضة لاتتجاوز النقد والهجوم إلي التفكير في بدائل للخروج من الواقع الأسود الذي نعيشه، أو باستظراف سقيم يظنونه خفة ظل

أو بفهم خاطئ للاستقلال بأنه التشكيك في كل شيء مهما كان نبله والطعن في كل شريف بزعم أنه حنجوري أومدعي، مع أن الاستقلال لايعني أبداً أن يكون الكاتب مصاباً بالفلات فوت في قلمه فلا ينحاز لموقف ولا يقدم وجهة نظر أيا كانت، وللأسف أشعر أن مثل هؤلاء الكتاب لايفكرون في حق القارئ في أن يجد لديهم الجديد الذي يحترم عقله ويمتعه ويشتبك معه فكرياً وسياسياً فيساعده علي تغيير واقعه، وأعلم أن بعضاً منهم يعلنها صراحة أنه يكتب من أجل إسعاد ذاته هو لا من أجل قارئ معين، وعندما يسود منطق كهذا ليس علي المرء أن يعجب لماذا ينخفض توزيع أغلب الصحف في مصر، علي أي حال ربما كان الأنسب لهؤلاء أن يتجهوا لكتابة هلاوسهم وهذياناتهم في مطبوعات يصدرونها علي نفقتهم الشخصية ويتركوا الكتابة الصحفية المنتظمة لمن يملك أن يقدم شيئاً محترماً للقارئ.

أصارحكم القول أنني عندما أقرأ كثيراً مما يكتب اليوم أتذكر تلك الجملة البديعة التي قالها الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما سألوه خلال فترة انقطاع طويل له عن الكتابة الصحفية المنتظمة فقال «أفضل أن يسألني البعض لماذا لاتكتب عن أن يسألوني لماذا تكتب»، وأتمني علي القارئ الكريم أن يستعرض مايقابله من كتاب في جميع الصحف فإذا وجد نفسه يسأل عن أحدهم قائلاً «لماذا يكتب» فإنه مطالب بأن ينكر المنكر بإرسال رسالة إليه يطلب منه ألا يكتب إلا عندما يكون لديه شيء يستحق أن يقال.

لا أريد أن أبدو كمن يحبك المسائل أو يحجر علي حرية الآخرين في الكتابة، حاشا لله، لكنني واعذروني يعني بعد أن أقرأ جميع الصحف الصادرة في مصر كل يوم أتذكر غصبا عني واقعة حكاها لي صديقي القبطي سمير جرجس عن والده الذي كان عمدة لإحدي قري الصعيد كان بها شخص اسمه حنا يحتقره أغلب أهل القرية لسوء سلوكه، ذات ليلة حارة أراد الأب أن يخرج ليتمشي بالليل متلمساً نسمة هواء منعشة، لكنه فوجئ بعد خروجه بحنا وهو يتمشي في شوارع البلد تحت ضوء القمر فقال قولته التي صارت مثلاً «ورخصت ياليل لما يمشي فيك حنا». والمعني واضح لا يحتاج مني إلي شرح أو تعليق خاصة وأنا أحترم فطنتك.

ختاماً دعني أقل لك إنني دائما كنت أحلم أن أري كاتباً يعتذر عن عدم الكتابة ليس لأنه مسافر أو مريض أو لديه حالة وفاة، وإنما لأنه لم يجد جديداً يكتبه أو لأنه حاول كثيراً أن يصل إلي جديد يكتبه للقارئ فلم يجد، أو لأنه يرفض أن يكون تكرار الأفكار والآراء قدراً علي الكاتب في مجتمعنا، أعلم أن ذلك لو حدث لخرجت أغلب صحفنا الحكومية بيضاء لاشية فيها تسر الناظرين، ولزاد توزيعها لإحساس القارئ أنها بدأت تحترم عقله، ولذلك فإنني ـ وهذا جواب نهائي ـ أبادر من طرفي لتحقيق هذا الحلم فأعلن اعتذاري عن عدم الكتابة المنتظمة في هذا العمود وأعد القارئ الكريم بأنني لن أكتب علي صفحات المصري اليوم إلا عندما يكون لدي جديد أكتبه. وأثق بأن القارئ الكريم سيقدر لي أن أختار موقف جرجس فلا أخرج من البيت بدلا من أن أساهم مع حنا في مزيد من رخص الليل.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

هل كلامي غلط؟

بقلم بلال فضل ٦/٥/٢٠٠٦

سمعت أن أكثر من مائتي مواطن نيوزيلندي هجموا علي سفارة مصر في الصباح الباكر من يوم الرابع من مايو المنصرم، لا لكي يمدوا أيديهم إليها بسوء لاسمح الله، بل لكي يطلبوا بقلب جامد الهجرة إلي مصر، ويطلبوا الحصول علي الجنسية المصرية بعد أن اكتشفوا أنهم أخذوا مقلباً جامداً بالعيش في بلادهم. كل ذلك لأنهم قرأوا افتتاحية صحيفة الأهرام التي نشرت في عيد ميلاد الرئيس بعنوان «كل سنة وإنت طيب ياريس»،

والتي تمت ترجمتها إلي النيوزيلندية علي يد فاعل خير مجهول، ولعل الأهرام يحسن صنيعاً لو قام بترجمتها إلي كل لغات العالم لكي يعرف العالم أجمع في أي خير نرفل وفي أي نعيم نغرق، خاصة أن افتتاحية الأهرام التي سار بذكرها الركبان لم تكتف بتعداد أفضال السيد الرئيس علي مصر فقط ولا علي الوطن العربي بل ذكرت العالم بما أنساه إلا الشيطان أن يذكره، وهو أن الرئيس مبارك أول من نبه إلي خطورة الإرهاب الأسود وأول من دعا إلي عقد مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب، وهي أفضال لابد أن يشاركنا العالم قاطبة، وعيب عندما نكون أنانيين ونحرمه من حقه في الفرحة.

لاأريد أن أبدو منحازاً للأهرام هنا، فأنا أعلم أن جميع الصحف القومية تبارت في إلقاء المدائح والأهازيج في مناسبة عطرة كهذه، لكنني أرشح ماكتبته الأهرام للترجمة، لأنه بزها جميعاً بذلك الأسلوب الأدبي الرفيع الذي تقشعر له الخلجات، لدرجة تجعلك تطلع من خلجاتك فور قراءته. بالطبع لايمكن لأي منا أن يعترض علي إحياء مناسبة عطرة كهذه، لكننا فقط نتمني في الأعوام المقبلة أن يتم تنظيم مسابقة في الإنشاء بين طلبة المدارس الإعدادية والثانوية لكي يزداد يقينهم وينمو حبهم وفي نفس الوقت نرحم كقراء من الأسلوب الركيك الذي قرأناه، فنقرأ شيئاً عليه الطلا، لا يؤدي إلي ذلك العدد المهول من كريزات السكر والضحك التي شهدتها البلاد كما لم تشهدها من قبل.

لا أدعي هنا أنني أصبت بكريزة ضحك أو كريزة سكر بعد أن قرأت مانشر في جميع الصحف القومية، فقد كنت مشغولاً بتخيل رد فعل سيادة الرئيس وهو يقرأ الكلام الذي نشر، خاصة أنه صرح قبل ذلك لعماد الدين أديب بأنه يستطيع فرز المنافقين من الصادقين بسهولة،

لن أشط بعيداً فأتخيل مايمكن أن يقوله سيادة الرئيس فمن أنا لأفعل ذلك، لكنني فقط أريد أن أسأل لماذا يسمح الرئيس مبارك بممارسات كهذه تسيئ إلي حكمه أكثر مما تحسن، وبما أننا نعلم قدرة سيادته علي فرز المنافقين من الصادقين ونفوره من أشكال النفاق الرخيص والمجاني

فلماذا لايصدر سيادته قراراً ولو غير مكتوب لجميع زرافات ووحدان المهنئين بالاكتفاء في العام القادم بتهنئة رقيقة تنشر في الصحف كالتي كانت تنشر من قبل، بدلاً من قطع الإنشاء الركيك التي تلطعها كل صحيفة في صدر صفحتها الأولي. خاصة أننا لاندري منذ متي تنشر صحف الدول الراسخة في الديمقراطية مثلنا بياناً بإنجازات رئيس الدولة في مناسبة عيد ميلاده، هو ذاته الذي ستنشره في عيد جلوسه علي كرسي الحكم، ناهيك عن كونها تنشر نفس الكلام كل يوم دون حاجة لمناسبة أساساً.

لقد شهدنا في الأيام الماضية كيف تبارت أجهزة الدولة في التصدي لمحاولات الإساءة لمقام رئيس الجمهورية ووجهت لعدد من الشباب المندفع تهمة إهانة الرئيس وهي تهمة وإن كان القضاء سيفصل في صدقيتها لكنني أؤكد أنها من حيث المبدأ أمر غير مقبول أبداً، فلابد دائما أن يكون للخلاف السياسي آداب وقواعد علي رأسها أن تكون المعارضة معارضة لسياسات لا لأشخاص، وغالبية الشعارات التي كتبت أو قيلت كانت شعارات تعارض سياسات الرئيس مبارك، لكن بعضها كان يعارض شخصه بما لايليق سياسياً قبل كونه لايليق أخلاقياً، وقد يغضب كلامي هذا البعض،

لكنني أعتقد أنه من الواجب علي الناشطين سياسياً أن ينقدوا ذاتهم دائما ويدركوا أن التطاول علي شخص رئيس الجمهورية لايخدم قضيتهم لدي رجل الشارع بل ينفره في أغلب الأحيان، خاصة أن معارضة حكم كالذي نعيش تحت نيره ليست أمراً صعباً، يكفي أن تذكر أي مواطن بما يعيشه لتجتذبه إلي صفك دون حاجة لشعارات متشنجة أو متطاولة. قد يقول قائل «شوف مين اللي بيتكلم»، وهنا أزعم أنني لو كنت قد كتبت يوما مايسيء إلي مقام الرئيس أو يتطاول علي شخصه لما نجوت منه، وأزعم أنني كنت دائما أراعي الفرق بين الكتابة الساخرة التي تسخر من سياسات دون أن تتورط في السخرية الشخصية التي تجرح، والأرشيف موجود لمن يختلف معي.

طيب سواء اتفقنا أو اختلفنا حول ماكتبته الآن، دعوني أؤكد أن النيابة العامة يجب أن تضع ضوابط لتهمة إهانة الرئيس أو الإساءة إلي منصبه فتضم إليها كل من ينافقه نفاقاً ركيكاً أو يتزلف له تزلفاً رخيصاً، فالذين يفعلون ذلك وهم كثير ونحن نعلم كل شيئ عنهم يسيئون إلي الرئيس إساءة أكبر من إساءة هتاف لايشهده أكثر من مائتي متظاهر وعشرة آلاف ضابط وعسكري أمن مركزي، فما يكتبونه من نفاق رخيص يقرأه ملايين القراء داخل مصر والأدهي من ذلك خارج مصر،

وتتم ترجمته إلي لغات عدة عبر سفارات الدول الأجنبية التي تنقله إلي قياداتها في شتي دول العالم، ولاشك أن مشاهدة العالم لهجوم حاد علي الرئيس في شارع مهم في قلب العاصمة يرفع من قدر الرئيس أكثر من قراءة العالم لنفاق رخيص قد يظن البعض أنه يأتي بطلب من الرئيس وهو ما أعتقد أنه غير صحيح، فالمتبرعون بالتزلف والنفاق لاينتظرون توجيها في المزايدة علي بعضهم البعض بما يظنون أنه شطارة بينما هو «خيبة بالويبة» تجاوزها العالم كله وما زلنا نحن غارقون فيها، تاب الله علينا وعليكم منها. ولاَّ كلامي غلط؟

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

الاسطوانة المشروخة!

بقلم بلال فضل ٢٩/٤/٢٠٠٦

حفظناها خلاص. كلما وقعت في بلادنا المنكوبة بحكامها عملية إرهابية ناتجة عن خلل أمني أو كارثة بشرية واقعة بفعل إهمال جسيم، أو فضيحة فساد مدوية وقف مسؤولو البلاد علي اختلاف مواقعهم ليؤدوا نشيدهم الوطني الأثير الذي عشنا وترعرعنا وذبلنا ونحن نسمعه «الإرهاب يحدث في كل بلاد العالم المتقدمة، وليس لدينا فقط.. الكوارث تقع في كل بلاد الله.. الفساد ليس اختراعًا محليا بل العالم كله يتكرع فسادا». لست مجنونًا أو حاقداً لكي أعترض علي مقولات كهذه صارت معلومة من الحكم بالضرورة،

حاشا لله، لكن يا أولاد الـذين آمنوا بمصالحهم، لماذا لاتنقلون لنا ولو من باب الغلط شيئًا آخر من الأشياء التي تحدث في العالم؟ لماذا لا تتذكرون العالم المتقدم إلا عندما تصيبكم مصيبة بما كسبت أيديكم، لماذا نسيتم أن هناك أشياء أخري كثيرة تحدث في بلاد العالم المتقدم، مثل تداول السلطة واحترام كرامة الفرد واحترام عقل المواطن، والتقدم الاقتصادي والعلمي، وعدم توريث الأوطان، والصدق مع النفس والشفافية الحقيقية ومحاسبة المفسدين وعدم ضرب أي قاض بالحذاء والقول له: «اخرس ياكلب»، ألا يحدث هذا كله في بلاد العالم المتقدم، بل أصبح يحدث وهذه هي المأساة في كثير من بلاد العالم التي كانت أشد تخلفاً منا.

لقد هريتم أحداث ١١ سبتمبر استشهاداً كلما وقع لدينا حادث إرهابي، وهذا حقكم، لكن ما ليس من حقكم أن تستعبطوا فيها متعامين عن أن تلك الأحداث عندما وقعت لم يكن أمن أمريكا مشغولاً وقتها بسحل المعارضين في الشوارع، والتنصت علي مكالمات كل من هب أو فكر في الهبوب، كما ليس من حقكم أن تسوقوا في العبط وأنتم تستشهدون بأحداث سبتمبر، فتتجاهلون أن أمريكا منذ تلك اللحظة لم تشهد حادثاً إرهابيا بنفس القدر المفزع،

لم تشهد كحالاتنا عدة هجمات في نفس المكان علي فترات متقطعة، وبالطبع لم يكن ذلك لأنها محظوظة، بل لأن أمنها يعمل من أجل أمن البلاد لا من أجل أمن حكام البلاد، ربما لأن مسؤولي أمنها يعلمون أنهم لو قصروا في عملهم سيدفعون الثمن غاليا وسيطالبون بتقديم تفسير رسمي مقنع لما حدث ليس للقيادة السياسية بل للمواطن الأمريكي العادي، وهم أولاً وأخيرًا يعلمون أن بقاءهم علي الكرسي ليس وراءه انبساط الرئيس الأمريكي منهم، لأنهم ساعدوه علي البقاء في الكرسي بالتزوير ومنع الناخبين من الوصول للجان.

التفجيرات والكوارث تحدث في كل بلاد العالم ياسادة هذا حق، لكن لايحدث في تلك البلاد أبدًا باطل كالذي يحدث لدينا بعد وقوع الكوارث، لاينشر في صحفها أو يذاع في وسائل إعلامها أبدًا مانشيت يعبر عن فرحة ضحايا التفجير أو الكارثة بزيارة رئيس الدولة لهم، وأن تلك الزيارة أنستهم هموم الدنيا وخففت آلامهم، خاصة والطب الحديث لم يثبت أن رؤية رؤساء البلاد لها مفعول الكاتافلام في التسكين. لايذهب حكام تلك البلاد إلي مواقع الأحداث مدججين بمنطق تبريري محفوظ سلفًا بل برغبة في الفهم واستعداد للنقد الذاتي وإصلاح الخطأ ومحاسبة المتسبب فيه أيا كان ومهما كان لون الريشة التي علي رأسه.

التفجيرات والكوارث تحدث في كل بلاد العالم المتقدم، وبالطبع يغضب الرأي العام في تلك البلاد من أولئك السفلة الإرهابيين الذين لا يراعون في أبناء أوطانهم إلاً ولا ذمة، لكنهم يغضبون أكثر إذًا عرفوا أن ماقام به أولئك السفلة كان وراءه تقصير أمني فادح وفاضح، لانجد له سبباً، خاصة أن رجال الأمن يحصلون علي أعلي نصيب من ميزانية الدولة التي لاتصرف علي التعليم والصحة بقدر ماتصرف علي الأمن،

ومن حق الناس في بلاد العالم المتقدم مع تكرر الحوادث الإرهابية أن يطالبوا بمساءلة رجال الأمن أين كانوا عندما وقعت هذه الحوادث التي تدل علي انفلات أمني رهيب، وهل كانت هذه الحوادث المؤسفة رد فعل لسياسات أمنية طائشة ومندفعة لم تراع خصوصية سكان المنطقة الذين لن يتسامحوا مع سحلهم ومداعبتهم بالكهرباء كما يتسامح سكان المدن، هذه الأسئلة ياسادة هي التي يطرحها سكان العالم المتقدم دائمًا بعد وقوع أي تفجير إرهابي دون أن يتهمهم أحد بعدم الوطنية، أو يقول لهم إن الوقت ليس مناسبًا لأسئلة كهذه، أو يتشطر عليهم ويسعي لقمعهم هم بدلا من الإمساك بزمام الأمور وفتح باب مصالحة وطنية وتغيير سياسته الأمنية إذا ثبت فشلها بدل المرة ثلاث مرات.

التفجيرات والكوارث تحدث في كل بلاد العالم المتقدم ياسادة، «ماشي» حفظناها، لكن وسائل إعلام بلاد العالم المتقدم لاتقف كالكسيحة لساعات حتي تتلقي التوجيهات اللازمة للتعاطي مع مايحدث، بعد أن يكون مواطن البلاد قد هاجر إلي قنوات تحترم عقله، كما أن وسائل إعلام العالم المتقدم لاتتعامل مع التفجيرات والكوارث بالخفة والسذاجة التي يتعامل بها إعلامكم، العالم ليس لديه مذيع اسمه تامر بسيوني يظن أنه سيطمئن الناس علي سيناء بالاستظراف وإلقاء الإفيهات والقفشات ليزيد المصريين كربًا علي كرب،

ويجعلهم يطفشون نحو قنوات تلفزيونية تتعامل مع الأمر بجدية ولا تستضيف نادية مصطفي وشيرين آه ياليل بقدر ماتستضيف خبراء جادين يحاولون أن يجيبوا علي أسئلة تهمهم أكثر، مثل لماذا يتكرر وقوع هذه الحوادث؟ وأين يكمن الخلل ومتي ينتهي؟ بالمناسبة هذه الأسئلة تهم السائح العربي والأجنبي أكثر من رؤية نادية مصطفي تغني أغنيتها الخالدة «جاي في إيه وسافرت في إيه وماطولتش عندنا ليه»، طبعًا الإجابة سهلة ياست نادية، ماطولتش لأن كان في انفجارات.

قبل أسبوعين شكرت قارئ المصري اليوم علي حفاوته بي واستأذنت في أجازة قصيرة لعدة أشهر، لكن مئات المكالمات والإيميلات أكدت لي أن هذا الاستئذان أمر مرفوض لدي قارئ المصري اليوم، ويبدو أن الصديق مجدي الجلاد كان قد هرش أنني ضعيف أمام حب القارئ وتقديره فترك مساحتي المعتادة خالية وأحال إلي كل من هاتفه معترضًا أو غاضبًا أو مستفسرا أو شاكا في وجود مؤامرة. وعندما انهزمت أمام كل هذه المشاعر الطيبة الدافئة، قال لي صوت ضميري مؤنبًا: مش عيب ترجع في كلامك، لكن صوتاً متهكمًا ساخرًا رد عليه : يعني هو أول ولا آخر واحد رجع في كلامه، ولأنني أفضل الصوت الأخير أكثر تشجعت وعدت. شكرا لكم.

تم تعديل بواسطة احمد هادي

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

اطبع الصفحة ارسل لصديق

اعمل لك قفلة!

كتب بلال فضل ١٥/٤/٢٠٠٦

< دعونا نتكلم بصراحة، ليس نعمان جمعة وحده الذي يتشبث بكرسي الرئاسة، ويفعل المستحيل للبقاء عليه، ويصم آذانه عن كل من يطالبه بالتنحي والاعتزال والراحة والإراحة، فهمتوني غلط. كنت أتكلم عن مرتضي منصور.

< من مساخر مصر، أن عدد الذين صوتوا للمتسابق المصري في برنامج ستار أكاديمي هاني حسين، هو أكثر من عدد الذين صوتوا لرئيس الجمهورية، الأمر الذي يجعل عشاق هاني، يخافون عليه أن يلقي نفس مصير نعمان جمعة وأيمن نور.

< أوقفت البحرين مالك السفينة الغارقة التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شخصاً في الخليج العربي، بينما سمحت مصر لمالك العبارة الغارقة التي راح ضحيتها، أكثر من ألف ومائتي شهيد، ابتلعهم البحر الأحمر، بأن يهرب إلي لندن، وهو مايثبت أن مسؤولي مصر في "المنامة".

< يوما بعد يوم تعلن الحكومة عن تقليص عدد المستحقين للدعم، وأخشي أنه بحلول نهاية العام المقبل، سيكون المواطن الوحيد المستحق للدعم هو جمال مبارك.

< في احتفال الدولة الرسمي بالميلاد النبوي، تمنيت أن يستغل مقرئ الاحتفال، فرصة تجمع كبار المسؤولين ورؤساء تحرير الصحف القومية وإعلاميي الحكومة، ويقرأ عليهم سورة المنافقون. < أهم تعديل قانوني تنتظره مصر الآن، هو تعديل قانون الأحزاب السياسية، بإضافة مادة تشترط علي من ينضم لعضوية حزب سياسي أن يجيد استخدام الأسلحة النارية والبيضاء، وأن يكون حاصلاً علي دورة في الفنون القتالية والإسعافات الأولية.

< تابع العالم كله المعركة، التي اندلعت بين لورا بوش سيدة البيت الأبيض وسابقتها هيلاري كلينتون، حيث اتهمت لورا بتدني الذوق والإهمال. الحمد لله أنه لايوجد لدينا رؤساء سابقون، لكي لا تحدث لدينا مثل هذه الفضائح.

< استغربت عدم اعتراض الحزب الوطني علي مشروع قانون، يتقدم به نائبه محمد خليل قويطة لتجريم تجارة الأعضاء، خاصة والحزب الوطني أكبر متاجر بأعضاء البرلمان في مصر.

< بعد الحكم بأحقية البهائيين في إثبات ديانتهم في خانة الديانة في البطاقة الشخصية، تخشي الحكومة أن يطالب الذين كفرتهم سياساتها بإثبات حالتهم في البطاقة.

< في حادث غريب ولدت معزة عجلاً في قنا، يطالب أصحاب المواشي بوضع حد لتكرار هذه الحوادث، بإلزام العجول المتورطة بالتقدم لاختبار الدي إن إيه.

< محافظ البحيرة اللواء عادل لبيب، يقود حملة لمطاردة حمير دمنهور، ويعطي مكافأة قدرها ٣٥ جنيهاً لكل من يبلغ عن حمار يسير في الشارع، ما دام لدي سيادة اللواء قرش محيره، ما رأيه في حملة أبرك وأجدي للإبلاغ عن الفقراء في المحافظة، علي أن تقسم المكافأة مناصفة بين المبلغ والمبلغ عنه.

< أكدت دراسة لنقيب الرياضيين، أن خمسة وتسعين في المائة من قيادات الصف الأول لا يمارسون الرياضة مطلقاً.. سيادة النقيب لم يتنبه إلي أنه ليس للأمر علاقة بكره تلك القيادات للرياضة، بقدر ماله علاقة بخوفهم علي ترك كراسيهم ولو لدقائق.

< ألف سلامة علي الفنان فاروق حسني، الذي أجري جراحة في أنفه في باريس، ولعله بعد الجراحة يتمكن أخيرا من شم رائحة أجساد ضحايا محرقة بني سويف.

< أعلنت الحكومة عن خلو مصر من أنفلونزا الطيور، فظهرت مباشرة في ملايين الفراخ والطيور، ثم أعلنت عن عدم انتقال المرض إلي البشر، فمات به أربعة وأصيب به أضعافهم، نناشد منظمة الصحة العالمية أن تتدخل لدي مجلس الأمن، لإصدار قرار يلزم حكومتنا بأن تخرس منعا لانتقال الوباء بين البشر.

< بعد فترة من الإعلان عن قيام لجنة من كبار الأثريين بدراسة، تم التكتم علي نتائج الدراسة، يبدو أن الدراسة توصلت إلي أن توت عنخ آمون مات بجرعة زائدة من النفاق.

< صديقي الذي يتهمني بالتحامل علي الحكومة، لامني أنني لم أحي قرار الحكومة بمنع زوجة أحد كبار الحيتان من اللحاق به في إحدي العواصم الأوروبية. قلت له: كنت سأحيي الحكومة لا شك، لو كان السيد الحوت قد هرب إلي السودان أو موريشيوس، أما عندما يهرب إلي بلاد الفرنجة، حيث الماء والخضرة والنساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات، فأغلب الظن أن منع زوجته من اللحاق به كان بناء علي طلبه.

< خلال زيارة الرئيس مبارك الأخيرة إلي إيطاليا، نشرت الصحف القومية صورة شهيرة له مع رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني، تظهر مودتهما مصحوبة بتعليقات عن كيف يستمع العالم إلي حكمة مبارك. منذ أيام خسر حزب بيرلسكوني في الانتخابات الإيطالية، ربما لسوء حظ بيرلسكوني أن صحفنا القومية لاتصدر طبعات بالإيطالية.

< من كل قلبي أتوجه بخالص الشكر للصديق مجدي الجلاد وأسرة تحرير «المصري اليوم»، الذين تحملوا الكثير، بسبب مشاغباتي طيلة الأشهر الستة الماضية، التي تشرفت خلالها بالكتابة في هذه الصحيفة الناجحة ،التي كانت منبراً حراً لم يتدخل أبداً فيما أكتبه، كل الشكر أيضا لقارئ «المصري اليوم»، الذي احتفي بكتابتي بشكل أتشرف به. وأعتذر للجميع عن اضطراري إلي التوقف عن الكتابة، بسبب ارتباطي بكتابة مسلسل تليفزيوني، أعتبره خطوة مهمة في حياتي ويتطلب مني تفرغا كاملا لعدة أشهر، وخالص تمنياتي لو عدت إلي الكتابة بإذن الله، أن تكون أحوال بلادنا أفضل، بحيث لا أجد شيئا أسخر منه أو أنتقده.. سلامو عليكم.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...