اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أحبك..أحبك والبقيه تأتى(وانى احبك) للشاعر نزار القبانى


Recommended Posts

أحبك..أحبك والبقيه تأتى(وانى احبك)

.................................................. .........

حديثكِ سُجّادة فارسيّة ..

وعيناكِ عُصفورتان دمشقيّتان ..

تطيران بين الجدار وبين الجدار ..

وقلبي يسافر مثل الحمامة بين يديكِ ،

ويأخذ قيلولةً تحت ظلّ السوار ..

* * *

وإنّي أحبّكِ ..

لكن أخافُ التورط فيكِ ،

أخاف التوحد فيكِ ،

أخاف التقمّص فيكِ ،

فقد علمتني التجارب أن أتجنّب عشق النساء ،

وموج البحار ..

أنا لا أناقش حبّكِ .. فهو نهاري ..

ولستُ أناقش شمس النهار ..

أنا لا أناقش حبّكِ ..

فهو يقرر في أي يوم سيأتي .. وفي أي يوم سيذهب ..

وهو يحدد وقت الحوار ، وشكل الحوار ..

* * *

دعيني أصبّ لكِ الشاي ،

أنتِ خرافيّة الحسن هذا الصباح ،

وصوتكِ نقشٌ جميل على ثوبِ مراكشيّة ..

وعِقدكِ يلعب كالطفل تحت المرايا ..

ويرتشف الماء من شفة المزهريّة ..

دعيني أصبّ لكِ الشاي ، هل قلتُ إني أحبّكِ ؟

هل قلتُ إنّي سعيدٌ لأنكِ جئتِ ..

وأن حضوركِ يسعد مثل حضور القصيدة ..

ومثل حضور المراكبِ ، والذكريات البعيدة ..

* * *

دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحبُ فيكِ ..

دعيني ، أعبّر عمّا يدور ببالِ الفناجين ،

وهي تفكّر في شفتيكِ ..

وبالِ الملاعق ، والسكريّة ..

دعيني أضيفُكِ حرفًا جديدًا ..

على أحرف الأبجديّة ..

دعيني أناقض نفسي قليلاً ..

وأجمع في الحبّ بين الحضارة والبربريّة ..

* * *

- أأعجبكِ الشايُ ؟

- هل ترغبين ببعض الحليب ؟

- وهل تكتفين - كما كنتِ دومًا - بقطعة سكر ؟

- وأمّا أنا فأفضّل وجهكِ من غير سكّر ..

.................................................. ..................

أكرر للمرة الألف أني أحبّكِ ..

كيف تريدينني أن أفسِّر ما لا يفسَّر ؟

وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني ؟

وحزني كالطفلِ .. يزداد في كلّ يوم جمالاً ويكبر ..

* * *

دعيني أقولُ بكلّ اللغات التي تعرفين ولا تعرفين ..

أحبّكِ أنتِ ..

دعيني أفتّش عن مفرداتٍ ..

تكون بحجم حنيني إليكِ ..

وعن كلماتٍ .. تغطّي مساحة نهديكِ ..

بالماء ، والعشبِ ، والياسمين ..

دعيني أفكّر عنكِ ..

وأشتاق عنكِ ..

وأبكي ، وأضحكُ عنكِ ..

وألغي المسافةَ بين الخيال وبين اليقين ..

* * *

دعيني أنادي عليكِ ، بكلّ حروف النداءِ ..

لعلّي إذا ما تغرْغرتُ باسمكِ ، من شفتي تولدين ..

دعيني أؤسس دولة عشقٍ ..

تكونين أنتِ المليكة فيها ..

وأصبح فيها أنا أعظمَ العاشقين ..

دعيني أقود انقلابًا ..

يوطّدُ سلطة عينيكِ بين الشعوبِ ،

دعيني .. أغير بالحبّ وجه الحضارة ..

أنتِ الحضارة .. أنت التراث الذي يتشكّل في باطن الأرض منذ ألوف السنين ..

* * *

أحبّكِ ..

كيف تريديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون ،

مثل حضور المياه ،

ومثل حضور الشجر ..

وأنّكِ زهرة دوار شمسٍ ..

وبستان نخلٍ ..

وأغنيةٌ أبحرتْ من وتر ..

دعيني أقولكِ بالصمتِ ..

حين تضيق العبارة عمّا أعاني ..

وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورّط فيها ..

وتغدو القصيدة آنية من حجر ..

* * *

دعيني ..

أقولكِ ما بين نفسي وبيني ..

وما بين أهداب عيني ، وعيني ..

دعيني ..

أقولكِ بالرمزِ ، إن كنتِ لا تثقين بضوءِ القمر ..

دعيني أقولكِ بالبرقِ ،

أو برذاذ المطر ..

دعيني أقدّم للبحرِ عنوان عينيكِ ..

إن تقبلي دعوتي للسفر ..

* * *

لماذا أحبّكِ ؟

إن السفينة في البحر لا تتذكر كيف أحاط بها الماءُ ..

لا تتذكّر كيف اعتراها الدُوار ..

لماذا أحبّكِ ؟

إنّ الرصاصة في اللحم لا تتسائل من أين جائتْ ..

وليستْ تقدم أيّ اعتذار ..

* * *

لماذا أحبّكِ .. لا تسأليني ..

فليس لديَّ الخيار .. وليس لديكِ الخيار

ان كان حبى لك موتا لكرامتى فالتموت انت وحبى من اجل ان تحيا كرامتى وكوني واثقة سيدتي

سيحبك آلاف غيرى .. وستستلمين بريد الشوق .. لكنك ..لن تجدى بعدى

.. رجلاً يهواكِ بهذاالصدق ..لن تجدى أبداً

ولا فى الغرب .. ولا فى الشرق

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...