ضرورة تدريس القانون فى المدارس الثانوية على الأقل

[الأفوكاتو]

هذا المقال جعلنى أعيد فتح موضوع تدريس مبادئ القانون بالمدارس الإعدادية, الثانوية, أسوة بجميع الدول المتقدمة قانونيا.:

يعني أيه يا بيه دستور ؟ ـ د. أحمد المجدوب

د. أحمد المجدوب : بتاريخ 25 - 3 - 2007

سؤال وجهه إليّ عدد كبير من الناس منهم الأمي ومن يقرأ ويكتب ومنهم من حصلوا على شهادات تتدرج صعودا من الإبتدائية إلى الإعدادية فالثانوية العامة فالليسانس والبكالوريوس فلما قلت لهم أنه "القانون الأساسي " قال بعضهم :

يعني أيه ! وشرعت في الرد ولكن البعض الأخر قال في ضيق واحنا مالنا يا بيه بالكلام ده !وهنا تدخل أحدهم قائلا آدى احنا بنتعلم والعلام مش عيب فرد عليه شخص آخر قائلا في ضيق يا آخي حرام عليك ده التليفزيون بقى له مدة طويلة بيصدع دمغتنا بالكلام ده لما قرفنا من عيشتنا فسأله آخر ضاحكا وفهمت حاجة فرد عليه قائلا إذا كنت انت فهمت حاجة أبقى أنا فهمت وهنا ضحك الرجل وقال لا أنا بقى اشتريت دمغاي واشتركت في الدش وبقيت اتفرج على نانسي عجرم وهيفاء وهبي والكام بنت اللبنانيات الحلوين اللي طالعين اليومين دول وإذا بعدد الحاضرين يهنئونه على حسن تصرفه .

ثم عاد بنا أحدهم إلى موضوع الدستور فسألني قائلا طب هو يا بيه مش كان فيه دستور فقلت له ايوه كان فيه فسألني أمال راح فين ! فقلت ما رحش مازال موجودا فسألني الرجل متعجبا اللا أمال إيه الدستور ده اللي ح يعملوا له استفتاء فقلت هو نفس الدستور بس عملوا فيه شوية تعديلات علشان يبقى مناسبا أكثر للظروف اللي جاية فسألني وإيه هي الظروف دي فقلت يعني ح يكون فيها ديمقراطية أكتر فقال أكتر إزاي وهم بيقولوا لنا أن العصر ده هو أزهى عصور الديمقراطية ؟! فقلت له لأ كانت غلطة والرئيس اكتشفها وأمر بإصلاحها فسألني في تهكم أمال كان فين مدة الخمسة وعشرين سنة اللي حكمنا فيها ؟! فقلت له كان موجودا بس زي ما احنا عارفين مشاغله كثيرة وهنا تدخل شخص أخر قائلا في امتعاض :

يا دكتور ده الراجل بتاع موريتانيا الله يستره غير النظام هناك من دكتاتورية لديمقراطية في أقل من سنتين وأفاجأ بشخص يقول في تهكم أهم عدلوا الدستور علشان يتصرفوا مع اللي زيك ! وتدخل رجل على درجة ملحوظة من الرزانة والحكمة فقال أنا أرى أنه لم تكن بنا حاجة إلى إجراء استفتاء فسألته لماذا؟

فقال أولا لأن الموافقة على الدستور من عدمه تحتاج إلى أناس على درجة من العلم به ونحن كما تعرف شعب أكثر من نصفنا أمي لا يقرأ ولا يكتب والنصف الأخر لا يعرف شيئا عنه فكيف نعتد بموافقتهم أو برفضهم ؟!فسألته وثانيا فأجاب قائلا :

إن مجلس الشعب ناقش التعديلات لأيام وانتهى إلى إقرارها وهو كما نعلم يمثل الشعب ويعبر عن رأيه فما الداعي لإجراء استفتاء يتكلف مبالغ طائلة نحن أحوج إليها في مشروعات هامة جدا مثل تطوير العشوائيات وتحسين نظام التعليم وتوفير فرص عمل للعاطلين وهنا ارتفع صوت يقول في حدة ومين قالك يا أستاذ أن الناس اللي في المجلس دول بيمثلوا الشعب ويعبروا عن رأيه ! وأغلبهم نجحوا بالتزوير والغش ، ولا نسيت اللي نجحوا منهم بصفتهم مستقلين وبعدين انضموا للحزب الوطني علشان مصالحهم الشخصية وأضاف شخص متسائلا : ما شفتش يا دكتور عملوا أيه في المعارضة !

وهنا تدخلت لكي أحول دون تطور الموقف إلى ما يمكن أن يلحق الضرر بالحاضرين أو يعرضهم للخطر الذي سيحدق بهم عقب إعلان نتيجة الاستفتاء فقلت لهم على أي حال أهو الاستفتاء جاي وتقدر تمارسوا حقكم في الموافقة أو عدم الموافقة على الدستور .

لأفاجأ بالجميع تقريبا يضحكون في سخرية قائلين :اياك فاكر أن فيه استفتاء بصحيح ! ولا فاهم أن فيه حد ح يروح ! وقبل أن أرد ردوا هم قائلين : العملية مزورة و النتيجة معروفة من الوقت ومش ح تقل عن تسعين في الميه فقلت لهم طب وبعدين ؟! فقالوا ولا قابلين ! هي بلدنا؟! فقلت أيوه بلدنا فقالوا بأمارة إيه ؟! ولزمت الصمت والحيرة تملأ نفسي وبينما أنا أتأهب للانصراف وجدتني أتساءل :

إلا صحيح البلد دي بلد مين !.فهل أطمع في أن أجد ردا لدى أحدكم