Sherief AbdelWahab بتاريخ: 1 أبريل 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 أبريل 2007 إذا كان هذا هو الفكر الجديد للحزب الوطني فما الذي كان يمكن أن يحدث أكثر من ذلك في ظل الفكر القديم ؟ سؤال من بين أسئلة عدة أثيرت بمناسبة الطريقة التي أديرت بها عملية التعديل الدستوري ومضمون هذا التعديل ثم مشهد الاستفتاء عليه يوم الاثنين الماضي. والسؤال ليس استفهاميا بطبيعة الحال, وإنما يحمل أحد معنيين : فإما أنه لم يكن هناك فكر جديد أصلا, أو أن هذا الفكر قتل وهو في المهد جنينا ثم شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة التعديل الدستوري. لم يصدق كثيرون, منذ البداية, حكاية الفكر الجديد. ومنطقهم في ذلك أن من تعود على ممارسة التسلط السياسي لا يرضى بسواه ولا يعرف غيره. وهذا منطق سليم بشكل عام إلا في حالة الاضطرار. وكان طرح الفكر الجديد في الحزب الوطني عام 2002 اضطرارياً كرد فعل على نتائج انتخابات 2000. فهذه هي أول انتخابات فقد فيها الحزب الأغلبية وتحول إلى أحد أحزاب الأقلية قبل أن يعود إليه المنشقون الذين رفض ترشيحهم فخاضوا الانتخابات مستقلين. فلم يحصل الحزب الوطني في تلك الانتخابات إلا على حوالي 34 في المائة فقط من مقاعد مجلس الشعب. وتزامنت تلك الصدمة مع اعتلاء جمال مبارك منصة العمل الحزبي لأسباب يختلف المجتهدون في تفسيرها. ونتج عن هذا التزامن إطلاق شعار الفكر الجديد وظهور ما بدا أنه تيار يرمي إلى تحديث الحزب, أو بالأحرى تحويله إلى حزب بحق وهو الذي نشأ وعاش في حضن الدولة وأجهزتها كسابقه وما سبقهما من تنظيمات أحادية. وكان شعار الفكر الجديد ضرورة لنظام الحكم عموما في لحظة هبت فيها على المنطقة رياح أميركية أرادت تغييرها. فقد حدث تغير في طبيعة العلاقات بين واشنطن والدول العربية الصديقة لها منذ هجمات سبتمبر 2001 نتيجة اعتقاد قطاع من النخبة الأميركية في أن تسلط نظم الحكم في هذه الدول وفسادها أنتجا الإرهاب الذي عبر الحدود إلى أن ضرب قلب الولايات المتحدة. وشمل هذا التغير ممارسة نوع من الضغط الناعم. ولأن 2005 كان عام انتخابات رئاسية وبرلمانية في مصر، فقد اتجه أغلب هذا الضغط الناعم صوب نظام الحكم فيها. ولذلك وجد هذا النظام في شعار الفكر الجديد خطاً دفاعياً استخدمه في محاولة تحسين صورته في الخارج. واقتضى ذلك إحداث "نيولوك" خلال الانتخابات الرئاسية, وفي بداية الانتخابات البرلمانية قبل أن يعيد فوز عدد كبير من مرشحي الإخوان المسلمين (ريما إلى عادتها القديمة). فلم يدرك أصحاب الفكر الجديد أن تحديث الأحزاب لا يتحقق بإطلاق شعارات, وإنما بعمل جاد على الأرض لإصلاح ما فسد, وإعادة البناء على أسس صحيحة. ولذلك فعندما صدمتهم قدرة الإخوان على تكتيل الأصوات الانتخابية أصابهم الفزع بينما استغل المتربصون بهم في النظام والحزب ما حدث لاستعادة زمام الأمور. ومثلما ساعد الضغط الناعم الأميركي ضمنياً في دعم شعار الفكر الجديد, ساهم انحسار هذا الضغط في إضعافه. فقد تراجعت واشنطن عن التلاعب بمسألة نشر الديموقراطية بعد فوز "حماس" في الانتخابات الفلسطينية, في الوقت الذي تأكد فشلها الاستراتيجي في العراق. وهكذا صعد شعار الفكر الجديد في الحزب الوطني، ثم هبط، في فترة قصيرة لا تزيد على خمس سنوات. فالجمود السياسي الذي دخل عقده الثالث مازال يفعل فعله, وسيظل لسنوات أخرى قادمة. ولذلك لم يكن انحسار ما أطلق عليه فكر جديد غريبا ولا مفاجئاً حتى لمن خلق لديهم بصيص أمل في امكان أن يقود إلى بداية إصلاح تدريجي. ولم يكن كل من واتاهم ذلك الأمل الشاحب من أعضاء الحزب الوطني أو أمانة السياسات فيه. فقد كنت شخصيا ممن تمنوا أن يكون الفكر الجديد منطلقا لبداية تجديد جزئي في حياتنا السياسية دون أن أنضم إلى الحزب الوطني بخلاف ما يعتقده البعض. فلم يكن الأخ العزيز عادل الذي علق على مقالي هنا الأحد الماضي ودعاني إلى الاستقالة من أمانة السياسات هو أول من طالبني بذلك. وأقول له، كما قلت من قبل, أنني لم أنضم إلى الحزب الوطني لأستقيل منه. ولكن بعض الصحفيين والإعلاميين الكسالى أو غير المعنيين بقواعد المهنة لا يدققون ما ينشرونه ولا يعودون إلى أصحاب الشأن قبل أن يخلعوا عليهم صفات ربما تستلزمها الحاجة إلى "تسخين" خبر أو تقرير أو تحقيق صحفي. وربما أشاع بعض قادة الحزب, أيضا, ما أعطى انطباعاً بعلاقة تنظيمية معهم. غير أن المهم في هذا كله هو أن مرحلة الفكر الجديد انتهت, وعاد الحزب الوطني إلى سابق عهده وعهود ما سبقه من تنظيمات منذ الاتحاد القومي في خمسينيات القرن الماضي. وهذه هي الدلالة الأهم والأعمق للتعديل الدستوري الذي أسدل الستار عليه قبل أيام. http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2 خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان