اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

يعقوبا كوهين اول مستعرب يصلي في المسجد الاقصى


Recommended Posts

يعقوبا كوهين اول مستعرب يصلي في المسجد الاقصى..

عمل سائقا على خط طرابلس بيروت، وكان صديقا لنائب في البرلمان اللبناني..!

عيسى الشرباتي

في نهاية اكتوبر الماضي، وفي الذكرة السنوية لوفاته، وقف على قبره في جبل صهيون بالقدس رئيس جهاز الامن العام آفي ديختر، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية مئير عاميت، اجلالا للدور الكبير الذي قام به اول مستعرب يصلي في المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة؟!

وحتى تلك اللحظة لم يكن احد يعرف تاريخ وبطولات هذا المستعرب، وبقي ملفه وسجله العسكري ونشاطاته في خدمة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية طيلة خمسين عاما طي الكتمان، الى ان تم نشر جزء بسيط مؤخرا عن سيرته وحياته، في مجلة يصدرها مركز تراث المخابرات في اسرائيل.

سرق الزيتون من كرم الشيخ بدر!

يعقوبا كوهين الذي خدم الاستخبارات في اسرائيل لاكثر من خمسين عاما، لم يكن فقط مستعربا، بل جنديا، وعميلا، ومقاتلا، ومعلما، كما جاء في سيرته.

يعقوبا من عائلة يهودية هجرت ايران واستقرت في فلسطين عام 1903، وقد ولد في العام 1924 في القدس بالقرب من ما يعرف اليوم بحدائق ساكر القريبة من مبنى الكنيست، لكن في ذلك الوقت كانت تلك الحدائق مجرد كروم من الزيتون، وكان يعيش الى جواره عائلات عربية واخرى يهودية قدمت من سوريا وتركيا تتحدث اللغة العربية.

كان يعقوبا منذ صغرة لا يفارق الاطفال والفتية العرب، حيث اتقن اللغة العربية جيدا منذ صغره، وقد ساعده في ذلك اختلاطه الشديد معهم، ودفعته شقاوته في ذلك الحين الى سرقة الزيتون من كرم الشيخ بدر.

في عام 1942 جند يعقوبا للبلماح (احدى العصابات اليهودية العسكرية) وكان عمره في حينها 17 عاما، وخلال خدمته في تلك الجماعة، ادرك قائده في الوحدة ناحوم شريج المهارات والقدرات التي يتمتع بعا يعقوبا خاصة تحدثه العربية بطلاقة واتقان عدد من اللهجات خاصة في حديثه مع البدو، فعرض عليه الانضمام الى القسم العربي في البلماح، ولم يكن الاخير مترددا، فقد كان يجول في خاطره خيال جامح حول العمل السري.

نقل يعقوبا الى جبل الكرمل، وبالتحديد الى منزل بني من حجر في العهد العثماني وكان محاطا بسور، وهناك تعرف على قائده الجديد يتسحاق حنكين، الذي كان يعد من الخبراء في شؤون العرب، وبدا هناك يعقوبا دروسه وتعلم المزيد عن العرب وعاداتهم، وبينما كان هو وبعض زملائه في الوحدة معزولون في اعلى قمة الجبل وداخل هذا المنزل، كان اعضاء القسم العربي في "الهاجاناة" احسن حظا منهم من خلال ظروف العمل وقربهم من البريطانيين في القدس.

بعد حوالي نصف عام ارسل يعقوبا مع آخرين من زملائه الى زورع ثم الى الونيم، وهناك تعلم مزيدا من قواعد اللغة العربية قراءة وكتابة، كما تعلم الدين الاسلامي والعادات والتقاليد، وفي تلك الفترة تم ارسال احد المتدربين الى المسجد الاقصى من اجل تعلم القرآن الكريم وتلاوته واحكام التجويد من قبل احد الشيوخ، وبالفعل بعد تعلم دام ثلاثة شهور رجع، الى وحدته من اجل اعطائهم الخبرة والمهارات التي تعلمها.

لم يكن افراد الوحدة يعلمون حجم المهمات التي سيقومون بها، او مدى استعدادهم لها، وكانت اولى مهمات يعقوبا التجسس والملاحقة وجمع المعلومات من صفوف العرب في الجليل الاعلى، وخاصة كل ما يتعلق باللجنة العربية العليا، وكان مع آخرين يتابعون تحركاتهم ونشاطاتهم، وعرفوا عنهم كل صغيرة وكبيرة وكانوا مستعدين لتصفيتهم في حال تلقي الاوامر من القيادة.

اول مستعرب يصلي في الاقصى !

كان يعقوبا لديه تفكيره الخاص وخياله الواسع وطموحات لا حدود لها, ولم يكن مسرورا من تلقي الاوامر وتنفيذ المهمات، وقد دفعت جراته وطموحه ونشاطه قائد الوحدة الطلب منه دخول مسجد والصلاة فيه مثل المسلمين، وكان هذا في حيفا، وبعد نجاحه ذهب مرات عدة مع آخرين وكانوا يوثقون دروس وخطب ائمة وخطباء المساجد ويسجلون المعلومات التي يعتبرونها تحريضا ضد اليهود، وكان يعقوبا اول مستعرب يدخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة ويصلي فيمها، لكن يعقوبا لم يكن يكتفي بذلك بل دفعه جموحه الى ان يكون عربيا بشكل رسمي، فقد خطط لاستخراج بطاقة هوية، وتجول لهذا الامر كثيرا في احياء القدس، وتعرف على شبان عرب يعملون في ميناء يافا، وهؤلاء اخبروه عن شيخ في تل الريش بامكانه ان يزوده بهوية، لكن هذا الامر كان يتطلب من الشخص ان يكون معه هوية وتوقيع من مختار محلي على اساس انه يعرفه، فحصل يعقوبا على هوية وتوجه الى مختار في يافا قائلا له انه عربي من سوريا وانه يريد العمل في فلسطين، ولا يمكنه ذلك دون هوية، وبعد ان تاثر المختار منه ختم له الطلب، وفي نفس اليوم كان يعقوبا يملك بطاقة هوية عربي مسلم من سوريا وكان اسمه جميل محمد رشدي".

وتضيف النشرة عن حياة يعقوبا "عندما قرر البلماح وقادته بعد ذلك وضع عدد من المستعربين داخل عدد من المجتمعات العربية عرفوا لمن يتوجهون، كان يعقوبا جاهزا لكل المهمات وكان هو بنفسه يملك القدرات على حل مشاكله بنفسه، طلب منه في البداية العمل في ميناء حيفا مع العمال العرب، حتى يالف الحياة العربية بشكل جيد ويتعود على طعامهم وعاداتهم، وبالفعل عمل في الميناء لمدة ثلاثة شهور، اكل خلالها القليل وكان يلبس ملابس رثة خاصة بالعمال الذين يحملون اكياس البضائع على ظهورهم، لكنه في النهاية طلب اعفاءه من اكمال العمل بسبب التعب والارهاق، وتقرر حينها وقف عمله هناك، حيث كان يحصل في اليوم على ثلاثين قرشا".

كان يعقوبا وزملاءه يجمعون المعلومات من العرب على اساس انهم عرب وان ملامحهم تساعدهم في ذلك، والا لما توفرت هذه الميزات لمواطن يهودي، وخلال عملهم حددوا اهدافا استراتيجية للعرب والبريطانيين، مثل تفجير الجسور، فقد جمع يعقوبا معلومات استخبارية ثم شارك مع زملائه في تفجير جسر داميا، وقد اصيب بجراح في حينها مع عدد آخر من زملائه بعد ان هاجمهم عربي يحمل شبرية، وكانت هذه هي المرة الاولى التي يضطر فيها الى قتل عربي، لكن يعقوبا صدم لاحقا عندما علم ان اثنين من رفاقه قتلا وهم يحيعام فايس ونحاميا شاين، وانشغل بعدها للبحث عن جثثهم دون نتيجة".

من القدس الى عمان !؟

تقرر في مرحلة لاحقة ارسال يعقوبا الى الاردن في مهمة هناك، وكانت هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها التفكير بارسال مستعرب الى خارج الحدود، وكان ذلك في العام 1946، وفي سياق ذلك لم يفكر يعقوبا مرتين، بل توجه مباشرة الى القدس حيث انطلق من هناك بواسطة حافلة في رحلة طويلة الى الاردن بواسطة هويته الفلسطينية، وفي عمان نزل في غرفة فندق مع اربعة فلسطينيين في نفس الغرفة".

عام 1947 وغداة حرب التحرير توجه بعض القساوسة المارونيين من جونيا في لبنان لمساعدة الهاجاناة ضد العرب والمسلمين وضد تورط لبنان في الحرب، وفي تلك الفترة قرر ييجال الون ان الوقت مناسب وان هناك خبرة كافية لدى اعضاء الوحدة للعمل في الدول العربية.

ارسل الهاجاناة اعضاء مستعربين الى جونيا مزودين باجهزة اتصال من اجل جمع معلومات تتعلق باي تحرك من لبنان تجاه اسرائيل، وطلب قائد الاستخبارات ايسار باري من يعقوبا ان يرسل الى بيروت جهاز اتصال آخر ومواد نتسفة، وطلب منه تشكيل خلية هناك والقيام باعمال تفجير وتخريب ضد المسلمين، وكان على يعقوبا ان يتوجه من عمان الى بيروت والالتحاق بخلية المستعربين هناك، وكان قد تم الاتفاق ايضا مع خلية بيروت على تحديد علامة على الشاطئ من اجل وضع شحنة من الاجهزة والاسلحة فيها، لكن السفينة التي انطلقت من اسرائيل وفيها يعقوبا لم تجد العلامة، وعندها قرر المسؤولون الرجوع، لكن يعقوبا طلب منهم ان ينزلوه على الشاطئ مع الاجهزة والمعدات، على ان يقوم هو بتخباتها في مكان ومن ثم ارشاد الخلية اليها في وقت لاحق".

بعد اصرار منه تم انزاله مع الاغراض، وقام يعقوبا بتخباتها وحدد علامة ليعرف لاحقا عن المخبأ، ثم توجه مشيا الى شارع بيروت راس الناقورة، وحسب الاتفاق كان على يعقوبا ان يصل الساعة الثانية فجرا لكازينو "مديتيرنا" من اجل لقاء خلية بيروت وارشادهم الى مكان الاجهزة، ومع ادراكه انه لن يتمكن من الوصول اليهم مشيا على الاقدام، انتظر مرور سيارة، ومع اول سيارة قادمة صعد على متنها واقلته الى حيث اراد، وهناك التقى جملائيل وشمعون اعضاء خلية بيروت الذين كان يعرفهم سابقال، وبعد عدة ايام اوصى هؤلاء ماكنة لحام وقاموا بتحباتها في عرايش مهجورة للجيش الفرنسي، وقام هؤلاء باخراج الاجهزة والاغراض بتحباتها جيدا في نفس تلك العرايش".

سائق لنائب برلماني لبناني؟!

بعد ذلك استاجر يعقوبا غرفة قريبة من مكان الاغراض، ولم يكن مضيفه في هذه الغرفة سوى شقيق رئيس لبنان بشارة خوري، الشيخ سليم، فتقرب منه يعقوبا واصبح صديقا للنائب في البرلمان اللبناني، وبعد ذلك اشترى يعقوبا سيارة وعمل عليها كتاكسي في شوارع لبنان، كما عمل سائقا لهذا النائب، وبحكم موقعه ومعرفته بطريق طرابلس بيروت، كان يتسنى له معرفة كافة اماكن تخزين الوقود القادم من العراق، وكذلك ميناء بيروت الذي كان يستخدم كمحطة لنقل الاسلحة الى لبنان وسوريا، وبالطبع قادته لم يكن ليفوتوا تلك الفرصة التي سنحت ليعقوبا، حيث جمع ايضا معلومات جيدة عن سكة الحديد بين لبنان وعمان وسوريا في ظهر البيضا".

عند نهاية حرب التحرير طلب القائد من بعض افراد الخلية التوجه الى دمشق، في الوقت الذي كانت فيه اسرائيل تفاوض سوريا على اخراج جيشها من مرجعيون الى دمشق، وقد تمكن يعقوبا من ادخال اعضاء الخلية دون اية صعوبات بحكم عمله كسائق ومعرفته بكافة الطرق، وكان اول من زود اسرائيل بمعلومات حول انسحاب الجيش السوري، وبقي يتنقل بين البلدين حتى عام 50 حيث توقف اطلاق النار مع سوريا .

وتؤكد النشرة الخاصة بيعقوبا "انه تمكن من انجاز الكثير من المهمات وانه في احدى المرات اخرج عضو من المستعربين من عمان الى اسرائيل، كما نقل متفجرات ساعدت في تفجير يخت يعود الى هتلر في ميناء بيروت، وقد عمل في كثير من البلدان العربية منها مصر وسوريا ولبنان والاردن وايران، وبعد ان رجع الى اسرائيل لم يتوانى عن خدمة اجهزة الامن الاسرائيلية، كما عمل داخل الفلسطينيين في الخليل وجنين ونابلس، وبعدها اصبح مدربا ومعلما لكثير من المنتسبين في مجموعة ايريز .

عام 1965 ارسل مع عائلته في مهمة الى ايران لصالح الموساد, لكنه اوقف مهمته بعد فترة بعد ان علم عن سقوط شقيقه الحنان وصهره رامي مزراحي وشقيق زوجته ميرا في معارك القدس خلال حرب الايام الستة.

وفي عام 1968 دعي للعمل من قبل جهاز الشاباك، وبذلك انتقل من الموساد الى جهاز الامن الداخلي, خاصة بعد ان تصاعد الصراع مع الفلسطينيين، وخلال عمله في المناطق ساهم يعقوبا في تاسيس وحدة التحقيق داخل جهاز الامن العام، كما ان خبراته وادواره الكثيرة في مجال الامن والمخابرات ساهمت في تطوير عمل الجهاز، وقد عمل ايضا ملحقا امنيا في السفارة الاسرائيلية في روما.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...