الحل الوحيد على المدى القصير

[د. السيد عمر سليم]

الحل الوحيد على المدى القصير

جدد الأخ العزيز الصحفى محمد عبد المجيد دعوته للعصيان المدنى بعد أن ظن الجميع أنه يأس من ذلك بل من قدرة الشعب المصرى على ذلك. ففى مقال جديد كتب التالى:

"الدعوة الثالثة لعصيان مدني أو انتفاضة أو مظاهرة ضخمة لا يزيد فيها عدد الشجعان عن خمسين ألفا في عاصمة الأربعة عشر مليونا، وعندئذ سيهرب مبارك وابنه وزبانية التعذيب وأباطرة الموت، وسنكتشف جميعا أننا كنا نخاف من خيال المآتة، وأن صناعة الخوف كانتفي النفس المصرية قبل أن يعيد ترويجها الطاغيةُ ورجاله."

ورغم أنى أشفق على أخى الفاضل وأشعر أنه كمن "ينفخ فى قربة مقطوعة" فأنا أحييه على تصميمه ومثابرته ، وعلى ثبات رأيه فى أن العصيان المدنى هو الحل. وهو يعلم أننى كنت من الداعين للعصيان المدنى لزمن طويل. لكنى يئست وفقدت الأمل فى أن يكون ذلك هو الطريق لتحرير مصروشعبها من الإحتلال الداخلى أو الذاتى.- ربما لأننى لا أملك قدرة الأستاذ عبد المجيد الخارقة على الإستمرار رغم كل شيئ.

لقد ذكر الأستاذ عبد المجيد بنفسه أن شعبنا منهك ومحبط وتحكمه قلة ممن ماتت ضمائرهم ومن لديهم الإستعداد للقمع بأى شكل يبقيهم فى السلطة. كما أنه عترف أن أغلبية الشعب مصاب بحالة خوف ورعب وهلع حتى من خيال المآتة. وقد شكى الأستاذ ايضا من أن الناس زهدت قراءة مقالاته - ولو أنه ليس الوحيد فى هذا الشان لإن معظم الناس فى مصرأصبحت لا تقرأ . . . . لا تقرأ . . . لا تقرأ.

أما الإنترنت فأننى اتفق مع الأستاذ عبد المجيد على أنها اعظم إختراع عرفته الإنسانية. لكن ذلك لا يعنى أنها ستكون العبارة التى ستأخذشعب مصر الى بر الأمان والإنسانية والحرية والعدالة والمساواة. وأهم أسباب ذلك هى:

1- عدم توفر الإنترنت لأغلبية الشعب المصرى فمثلا الإحصائيات الموجودة (اذا كانت صحيحة) تقول أن هناك حوالى 4 ملايين مستخدم للإنترنت فى مصر ذات ال 79مليون نسمة. قارن ذلك ب 41 مليون مستخم للإنترنت فى بريطانيا ذات ال 60 مليون نسمة وأنت تعرف حجم المشكلة.

2- وحتى هؤلاء الأربع ملايين معظمهم من المحظوظين الذين يستخدم الإنترنت فى العمل وبالتالى فاستخدامهم للإنترنت يكون فى الغالب قاصراعلى مجال العمل. لكن ، كم هم عدد المصرين الذين لديهم كومبيوترز فى البيت ؟ وكم منهؤلاء يستخدمون الإنترنت؟ وكم من هؤلاء الذين يستخدمون الإنترنت يهتموت بالسياسة وبحال البلد؟

سوف تجد يا أخى أننا نتكلم ، فى تقديرى ، عن 50 ألف على الأكثرأمامهم آلاف المواقع والبلوجات للإختيار منها. وعليه فاننى عندما أجد 20 زائرلموقعى الشخصى فى يوم واحد أعتبر أن ذلك انتصارا.

3- أسعار الكومبيوترز فى مصر باهظة بالنسبة لمتوسط الدخول وكذلك تكلفة الإنترنت.

4- عدد مقاهى الإنترنت قليلة جدا فى مصر كما قيل لى أن الرقابة عليها شديدة.

وطبعا ،بالإضافة الى تلك النقاط ، فالإنترنت تحتاج الى وقت ليس بقليل لزيارة المواقعوالمشاركة فيها وهو الشيئ الغير متوفر لمعظم المصريين الذين يقضون يومهم سعيا لكسب الرزق وليلهم يفكرون فى هموم الحياة القاسية. لذلك فأنا أرى أن العصيان المدنى فى مصراحتماله ضعيف جدا كما أن الإنترنت ستأخذ سنينا طويلة ليكون لها دور فعال فى مصر.

ورغم أنى أقف خلف الأستاذ محمد عبد المجيد فىمناداته بالعصيان المدنى وعلى استعداد للمشاركة بكل قدراتى ، فأنا أرى أننا وصلناالآن الى وضع مزرى سيؤدى حتما الى انقلاب عسكرى. ولو تذكرنا ما قاله جمال عبد الناصرأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" فسوف يرى الأستاذ وجهة نظرى وهى أن حركة 23 يوليواستولت على حكم مصر بالقوة ولن يذهب حكم العسكر إلا بمجموعة أخرى من العسكر والتاريخ ملئ بأمثلة لذلك.

وسواء أحببنا ذلك أم كرهناه فاعتقد أن ذلك هو الحل الوحيد على المدى القصير - والله أعلم،فربما يكون العسكر الجدد أصحاب ضمير ونزاهة كأقرانهم فى موريتانيا ويحرروا مصر ثم يعودون الى ثكناتهم!!!!!!!!!

د. السيد عمر سليم 21 ابريل 2007

موقع "العبارة"

[د. السيد عمر سليم]

عاجل جدا

يبدو أن كلامى جاء متأخرا ، فقد جاءتنى أخبار موثوق بها أن المخابرات العسكرية ( وهى غير المخابرات العامة) قد كشفت عن خطة إنقلاب عسكرى تزعمه ثلاثة ضباط برتبة رائد قبل سفر حسنى مبارك إلى فرنسا بيومين.

وتقول الأخبار أنه قبض على الضباط الثلاثة وعدد كبير آخر من النقباء والملازمين والصولات من الخدمة العاملة ورحلوا إلى مكان ما بالصحراء الغربية حيث لا يعلم أحد مصيرهم حتى الآن.

تم تعديل 28 أبريل 2007 بواسطة د. السيد عمر سليم