اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

العرب هم أقل شعوب الرض استمتاعا بنعيم الحرية - الحرية هي الكرامة


Recommended Posts

العرب هم أقل شعوب الأرض استمتاعا بنعيم الحرية

من مقال الحــــــــرية‏..‏ أولا وأخـــــــيرا

بقلم‏:‏ صلاح الدين حافظ

بجريدة الأهرام العدد الصادر الأربعاء14 من جمادى الأولى 142324 يوليو2002

1 - يقول تقرير المنظمة العربية لحقوق الإنسان‏:‏

إن الأوضاع تتدهور باستمرار عاما بعد عام‏

ثم يعطينا الدلائل‏ :

‏‏ لقد استمر الانتهاك الواسع للحق في الحياة‏,‏ بما يمثل أبرز الظواهر علي الساحة العربية‏,‏ من خلال مصادره التقليدية المتمثلة في الاعتداءات الخارجية والنزاعات الداخلية‏...‏

أما في مجال حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير فيقول نصا‏:‏

لقد صدرت قرارات ومشروعات قوانين في عدد من الدول العربية‏,‏ وجري تعديل قانون العقوبات في دول أخري‏,‏ علي نحو يمس بشكل مباشر الحريات الصحفية‏.‏

يضيف تقرير حقوق الإنسان‏:‏

لا يزال انتهاك الحق في الحرية والأمان الشخصي‏,‏ يمثل ظاهرة بارزة‏,‏ وقد شهدت معظم البلدان العربية العديد من أوجه الاعتقال التعسفي والاحتجاز علي غير وجه من القانون‏,‏ وأخذت الاعتقالات شكل حملات منظمة‏,‏ واتسع نطاقها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏2001‏ في أمريكا‏,‏ كما اتخذ بعضها طابعا عشوائيا في مواجهة التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد العربية علي خلفيات سياسية واقتصادية واجتماعية‏,‏ وتضاعفت عقب الاعتداء العسكري الأمريكي علي أفغانستان‏,‏ وتفاقم العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني‏,‏ بالإضافة إلي أن حملات الاعتقال طالت كثيرا من القيادات ورموز العمل السياسي‏...‏

أما الحق في المحاكمة العادلة‏,‏ فيقول عنه التقرير‏:‏ يعاني الحق في المحاكمة العادلة انتهاكات متعددة في معظم الدول العربية‏,‏ وبصفة خاصة في القضايا السياسية والأمنية‏,‏ من جراء إحالة المدنيين إلي المحاكم العسكرية‏.‏

ويمضي بنا التقرير المهم ليضعنا في جوهر الأزمة حين يقول بوضوح‏:‏

إن التقييد يمثل السمة الأساسية لمسار الحريات العامة في الدول العربية‏,‏ بعد أن جري تشديد القيود في التشريعات والممارسات‏,‏ كما أن التقييد نفسه قد عصف بحرية الرأي والتعبير‏,‏ وحظيت الحريات الصحفية بالنصيب الأكبر من هذا التقييد‏,‏ عبر قوانين معنية بالحريات الصحفية‏,‏ أو عبر تعديل القوانين الجزائية لتشديد العقوبات في جرائم النشر والرأي‏!‏

وكذلك ازدادت القيود المفروضة في معظم الدول العربية علي حرية التنظيم‏,‏ وعلي حركة الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية‏,‏

مثلما زادت الإجراءات الأمنية ضد حق المواطنين في الإضراب والتظاهر والتجمع‏,‏ وكذلك الاحتجاج السلمي‏,‏ كحق من حقوق الإنسان‏.‏

‏2 - تقرير التنمية الإنسانية العربية‏,‏

الذي أعده خبراء عرب لهم مصداقيتهم‏,‏ تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي‏,‏ والصندوق العربي للإنماء‏,‏ وتناول أوضاع التنمية العربية‏,‏ نجاحا وتعثرا‏,‏ في‏22‏ دولة يسكنها‏280‏ مليون عربي‏,‏ نصفهم معطل أو شبه معوق‏,‏ لأنهم من النساء‏!!‏

يقول لنا التقرير إن

معدل البطالة ـ عربيا ـ هو‏15%‏ من قوة العمل‏,‏

وان مواطنا من كل خمسة يعاني الفقر أقل من دولارين دخلا يوميا

وأن نسبة الأمية علي الرغم من كل جهود التعليم مازالت عند حد‏43%,‏ نصفهم من النساء‏,‏

وان الإنفاق الحكومي علي الصحة لا يزيد علي‏4%‏ من الناتج المحلي‏,‏

وان‏15‏ دولة عربية تقع تحت خط الفقر المائي‏,‏

وأن دولة أوروبية واحدة هي أسبانيا‏,‏ تتفوق علي‏22‏ دولة عربية مجتمعة من حيث الناتج العام‏,‏ إذ يبلغ الناتج الإجمالي للدول العربية كلها ـ بما فيها النفطية والزراعية وشبه الصناعية ـ نحو‏531‏ بليون دولار أمريكي‏,‏ في حين أن الناتج المحلي الإجمالي لأسبانيا وحدها يبلغ نحو‏595‏ بليونا‏..‏ وكفي‏!!‏

يقول التقرير‏:‏

إسرائيل علي الرغم من خطورتها وعدوانها ليست العقبة الوحيدة‏,‏ لكن هناك عقبات ومعوقات أخري‏,‏ نبعت من داخلنا نحن‏,‏ وحدد التقرير ثلاث عقبات أو نواقص هي‏:‏

‏*‏ أولا نقص الحرية‏:‏ حيث العرب هم أقل شعوب الأرض استمتاعا بنعيم الحرية‏,‏ في وقت انفجرت فيه موجة الديمقراطية تسود العالم من غربه لشرقه‏,‏ لكن العرب ظلوا سادرين في غيهم غير الديمقراطي‏,‏ وبرغم القوانين والانتخابات والاستفتاءات‏,‏ فقد ظلت الممارسات الديكتاتورية والقوانين الاستثنائية ومصادرة الحريات والحقوق الأساسية وتقييد المشاركة السياسية‏,‏ وغياب حرية الإعلام‏.‏

‏*‏ ثانيا نقص دور المرأة‏:‏ حيث نصف المجتمع من النساء‏,‏ مقيد بحكم ما يفرض علي المرأة في معظم الدول العربية من ضغوط وقيود سياسية واجتماعية ودينية أحيانا‏,‏ ومجتمع يعمل بنصفه ويعوق نصفه هو مجتمع أعرج‏,‏ وحين نقارن‏,‏ لن نقارن مع دول أوروبا أو أمريكا‏,‏ ولكن سنقارن مع دول إفريقيا جنوب الصحراء ـ التي يعتبرونها الأكثر تخلفا بالمعدلات العالمية ـ إذ تحتل المرأة في المجالس النيابية بهذه الدول الإفريقية نسبة‏11%‏ و‏12%‏ في أمريكا اللاتينية‏,‏ لكن المرأة العربية تحتل‏3.5%‏ فقط من المقاعد البرلمانية‏,‏ ذلك إذا سمح لها أصلا بحق التصويت والترشيح‏!!‏

‏*‏ ثالثا نقص المعارف والعلوم‏:‏ حيث يظل العرب أيضا في أدني درجات السلم العالمي للمعرفة والتقدم العلمي والإنفاق علي البحوث‏,‏ إذ يصل الاستثمار في البحوث والتطوير عند العرب إلي سبع المعدل العالمي‏,‏ كما أن استخدام تكنولوجيا المعلومات بين العرب هو الأدني عالميا‏,‏ وكذلك الاستثمار في التعليم‏.‏

فإن كنا الأقل عالميا في الإنفاق علي الصحة والتعليم والبحث العلمي والمياه النظيفة والتنمية‏,‏ ففي أي شيء ننفق الأموال ونستثمر الثروات‏!!!‏

وأخيرا‏...‏

في ظاهرة غير مطروقة عربيا‏,‏ يضع التقرير العلاج ويصف الدواء‏,‏ بعد أن شخص الداء‏..‏

فيقول لكم أيها السادة‏,‏ وأنا معه‏,‏

إن التنمية الإنسانية لا تقوم إلا في ظل الحكم الصالح‏,‏ أي الديمقراطي‏,‏ وفي ظل حرية الناس وإعلاء صوتهم‏,‏ وفي ظل تمثيل سياسي في مجالس تشريعية فاعلة‏,‏ تأتي عبر انتخابات حرة وأمينة‏,‏ وفي ظل القضاء علي الاحتكار‏,‏ ومحاربة الفساد والمحاباة‏.‏

يقول لكم أيضا‏:‏ إن إعلاء صوت الشعب يتحقق من خلال تعزيز النشاط الأهلي والحكم المحلي‏,‏ وتشجيع الصحافة الحرة والمسئولة‏,‏ ومشاركة المواطنين وتشجيع الفقراء‏,‏ وتمكين المرأة وتدعيم الخدمات التعليمية والصحية أساسا‏,‏ وتطبيق القانون واستقلال القضاء‏....‏

باختصار أقول لكم أيضا وأيضا‏:‏ الحرية أولا والحرية أخيرا‏,‏ ودون ذلك سنظل نحرث في البحر‏,‏ علي رأي أستاذنا الراحل خالد محمد خالد‏..‏ رحمه الله ورحمنا‏.

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...