اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لمعي المطيعي يكتب إلى قاضي التحقيق وعبداللاه يعقب


Mohamed Abdellah

Recommended Posts

تحت عنوان "خطاب مفتوح إلى قاضي التحقيق الفرنسي كتب الأستاذ الكبير لمعي المطيعي في جريدة الوفد بتاريخ 11/8/2002 يقول:

من كاتب مصري مقره المختار (جريدة الوفد) إلي قاضي التحقيق الفرنسي "المسيو بودان توفنو" باريس.

فيما يتصل بالمؤامرة الصهيونية ضد الصحافة المصرية التي تركزت في الفترة الأخيرة ضد أحد رموز (جمهورية مصر العربية) "الأستاذ إبراهيم نافع" رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير (جريدة الأهرام - القاهرة) ونقيب الصحفيين المصريين، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب.. رأيت من واجبي ككاتب ومؤرخ أن أضع أمامكم بعض الحقائق التاريخية التي تكشف التلفيقات الصهيونية:

أولا- عام 1869 وفي روسيا قدم "نيقولاي دانيلفسكي" دراسات عن الحضارات المختلفة في العالم بداية من (الحضارة المصرية القديمة إلي الجرمانية) ومرورا بـ(الحضارة العربية أو السامية الجديدة). وهكذا فإن (الحضارة العربية) واحدة من حضارات العالم وهي بنص تعبير "دانيلفسكي" حضارة سامية وذلك بعد أن أورد اسم حضارة (سامية قديمة) هي (الحضارة الكلدانية).

وبيانات "دانيلفسكي" المسيحي الروسي يمكنكم بسهولة مطالعتها في كتاب أصدره الدبلوماسي الهولندي »ج. دي. بويس« بعنوان (مستقبل الغرب). ونشرته (دار هاربراخوان – نيويورك 1953).

ثانيا- المؤرخ العالمي »أرنولد توينبي« (1889-1975) كتب

عن (إسرائيل) وعن (اليهود) ما لم يكتبه أو يقله أحد:

- في المجلد الثامن من عمله الشهير (دراسة التاريخ) وتحت عنوان (اليهود والغرب الحديث) كشف »توينبي« عن المظالم التي أوقعها الصهيونيون بالعرب وهي أشد وافظع من تلك التي أوقعها النازيون باليهود (المجلد الثامن صدر 1954) وأدان الدور الذي قامت به الحكومة البريطانية في تمكين اليهود من السيطرة علي فلسطين (توينبي بريطاني الجنسية وعمل بالخارجية البريطانية). وقال »توينبي« (إن إسرائيل الصهيونية الجديدة هي طبعة ثانية من الدول الغربية العنصرية الجديدة).

- في مجلة (جولسين فرونتير) فبراير 1955 قام »توينبي« بالرد علي الذين لم يعجبهم ما قاله عن إسرائيل الصهيونية وعن الصهيونيين.

- في يناير سنة 1961 دخل »توينبي« في حوار ساخن مع الطلبة اليهود في جامعة (ماكجيل) كندا. وقال لهم إن معاملة اليهود للعرب في فلسطين مشابهة من الناحية الأخلاقية لقتل النازي لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية.

- وفي 31 يناير سنة 1961 دخل "توينبي" في حوار عاصف مع »باكوف هيرزوج« سفير إسرائيل في كندا أمام عدد كبير من شباب اليهود. قال توينبي: إن الجزء الأكبر في إسرائيل هو شرعا ملك لأولئك العرب الذين طردوا من ديارهم. ومنذ عام 64 قبل الميلاد لم تكن هناك دولة يهودية في فلسطين. وعام 135م لم يكن هناك في فلسطين سكان من اليهود.

وهكذا يا مسيو "بودان توفنو" فإن جمهورية مصر العربية هي واحدة من الحضارة العربية التي هي (حضارة سامية) شأنها شأن (الحضارة العبرانية) و»إبراهيم نافع« ابن بار للحضارة العربية السامية. ولم يكن الذين دسوا علي »إبراهيم نافع« الاتهام بأنه (يعادي السامية) يعرفون حقائق التاريخ بأنه - أي »الأستاذ نافع« - ابن بار للحضارة العربية السامية. ولا يتفق إذن اتهامه بمعاداة السامية واتهامه بالتحريض ضد اليهود من منطلق معاداته المزعومة للسامية. لم يقل عن أفعال اليهود والصهيونيين وإسرائيل ضد العرب أكثر مما قاله عنهم المؤرخ المنصف "أرنولد توينبي".

وكان من نتائج الاتهام المغرض الموجه ضد "إبراهيم نافع" أن حظي "إبراهيم نافع" بأكبر استفتاء شعبي مصري وعربي دفاعا عنه لمواقفه الوطنية.. الصحفيون في مصر والبلاد العربية.. نقابة الصحفيين في مصر ونقابات مهنية أخري. الأحزاب في مصر. رؤساء مجلسي الشعب والشورى.

إن ما قاله "دانيلفسكي" عن الحضارة العربية السامية، وما قاله »توينبي« عن فظائع إسرائيل ضد العرب، وما قاله »نافع« عن الأساليب الوحشية التي يرتكبها الصهيونيون.. هذه كلها لا تعبر من قريب أو بعيد عن (معاداة السامية) وهذا الاتهام الموجه إلي »إبراهيم نافع« خلط مقصود ومتعمد بين فظائع إسرائيل والسامية..وهل من السامية في شيء هدم المساجد والكنائس في المناطق الفلسطينية. هل من السامية في شيء المحاصرة الإرهابية لكنيسة (المهد).. هل السامية تعني قتل أطفال العرب وسحق عظامهم. وقتل الشيوخ والنساء.. وسياسة التجويع للفلسطينيين. إذا كان اليهود الساميون يرتكبون أبشع وسائل الانتقام ضد العرب والساميين فإن العرب الساميين من حقهم الدفاع عن أنفسهم وهذا لا يعني بالمرة معاداة السامية.

إن ما سقناه من وقائع واستشهدنا به من نصوص من السهل جدا علي مكتب المحقق القضائي الفرنسي أن يحصل علي هذه الأسانيد وربما تتدخل أجهزة الصهيونية بعريضة اتهام جديدة لنيقولا دانيلفسكي! في قبره لما أملاه عليه ضميره العلمي وسجل في دراسات أن (الحضارة الكلدانية) هي السامية القديمة وأن (الحضارة العربية) هي السامية الجديدة وربما يستيقظ الصهاينة ويحرقون ما كتبه وقاله »المؤرخ« العالمي "أرنولد توينبي" ويدينونه بعد رحيله بمعاداة السامية. كل شيء وارد من إسرائيل العنصرية المتعصبة.

لمعي المطيعي

وقد كتبت تعقيبا على مقاله ما يلي:

الأستاذ لمعي المطيعي كاتب كبير ومؤرخ موسوعي، وما كان ينبغي أبدا أن تجرفه هذه الحملة المكبرة التي قادتها صحيفة الأهرام، وانساقت معها صحيفة الوفد، ضد القضاء الفرنسي، بمناسبة هذا المقال التعيس للكاتب الأستاذ عادل حمودة. أقول للأستاذ لمعي: ما كان ينبغي أن تجرفك الحملة، أولا لأن الأستاذ إبراهيم نافع لم يكتب المقال موضوع الدعوى المرفوعة ضده في باريس، ثانيا أن القضاء المصري يسبق القضاء الفرنسي في الولاية على هذه الدعوى، ثالثا أن القانون المصري يعفي رئيس التحرير من المسئولية عن مقالات الكتاب في الصحيفة التي يرأسها، رابعا أن الأستاذ إبراهيم نافع لم يسبق أن ظهر باسمه أي مقال تضررت منه إسرائيل أو اعتبرته معاديا للسامية، خامسا أن المقال موضوع الدعوى قام على روايات ترجع إلى عام 1840 بشأن عدد من اليهود يقال إنهم قتلوا رجل دين مسيحيا وخادمه ليستخلصوا دماءهما ويصنعوا منها فطائر العيد، وهي روايات إن صدقت لا تعني أن جميع اليهود يشربون دماء البشر ويأكلون لحومهم. وهذا المقال كان يتعين عدم نشره من الأساس، وذلك لما يتضمنه من تعميم مخل، فليس كل المصريين كرماء مثلا، وليس كل اليهود من السفاحين كشارون. أما وقد تم النشر فإنه خطأ كان يتعين الاعتذار عنه. وهناك دليلان على ما أقول: الأول أن الأهرام لم تر فائدة من إعادة نشر المقال برغم الضجة الهائلة التي أوقعت قلوب الناس دون أن يروا جسم الجريمة.. كما يقولون، ثانيا أن الأستاذ إبراهيم نافع أمر في اليوم التالي لنشر المقال بحذفه من موقع الأهرام على الإنترنت بعد أن نبه البعض إلى التعميم المخل الذي وقع فيه الأستاذ عادل حمودة. فعلام كانت هذه الضجة الكبرى؟ إن من حق البعض أن يجعلوا الدنيا تقوم ولا تقعد بشأن أي شئ يرونه، وبإمكانهم أن يجدوا مئات أو ألوف الناس من المؤيدين والمجاملين والـ .. ولكن ليس من واجب المؤرخ أن يكون من هؤلاء المئات أو الألوف. ولقد شهد اليوم شاهد من أهلها على أن هذه الحملة كانت بقصد الاستهلاك المحلي، وهذا الشاهد هو الكاتب الكبير الأستاذ سلامة أحمد سلامة، فقد كتب في الأهرام بعنوان (صياغة الخطاب الإعلامي) يقول:[المواجهة التي جرت أمام القضاء الفرنسي بين إحدى الجمعيات الصهيونية وإبراهيم نافع بصفته رئيسا لتحرير الأهرام‏,‏ بتهمة نشر ما اعتبرته هذه المنظمة معاداة للسامية‏، وتأييدا للعنصرية إن دلت علي شىء،‏ فإنما تدل علي مدي قوة الجمعيات المدنية اليهودية في دولة‏ كفرنسا، وضعف هيئات المجتمع المدني في مصر وفي العالم العربي علي اتساعه‏.‏

فمن الواضح أن الذي تقدم بهذه الشكوى إلي قاضي التحقيق الفرنسي‏ هي إحدى الجماعات اليهودية النشيطة في فرنسا‏، والتي استغلت ببراعة نصوصا وردت في القانون الفرنسي تقضي بمعاقبة كل من يجهر بعدائه وازدرائه لجنس أو عنصر أو دين‏...‏ لم تيأس هذه الجمعية حين رفعت دعواها في البداية ضد مدير مكتب الأهرام في فرنسا شريف الشوباشي قبل عامين‏، ورفضتها المحكمة باعتباره ليس مسئولا عن النشر في جريدة الأهرام‏....‏ فأعادت المحاولة مرة أخرى هذه المرة بتقديم الشكوي ضد رئيس تحرير الأهرام ورئيس مجلس إدارتها‏، عسي أن تصيب هذه المرة فيما خابت فيه سابقا‏.‏

لا يكفي للرد علي الاتهامات والحملات بمعاداة السامية أن نقف ونقول إننا أيضا ساميون وننتسب إلي الجنس نفسه‏، فضلا عن أن بعض شعارات التأييد والمزايدة قد تثبت الاتهام ولا تنفيه‏...‏ ذلك أننا نعيش اليوم في عالم سقطت فيه كثير من الحواجز القانونية التي تمنع تجريم شخص علي ما يعتبر جريمة في بلد آخر‏، كما أن قيام المصالح والعلاقات المشتركة يجعل من السهل إنزال العقاب علي ما يمثله هذا الشخص من مصالح‏، وفي هذه الحالة فإن الأهرام وغيرها من الصحف العربية قد تتعرض لإجراءات تعسفية باسم تطبيق القانون الفرنسي‏.‏

المسألة إذن ليست بالبساطة التي تبدو بها‏..‏ ومن ثم فلابد أن يكون الرد علي هذه الهجمة القانونية بوسائل قانونية وسياسية‏، وأن توجه إلي الخارج‏، وليس للاستهلاك المحلي في الداخل‏، وهناك أساليب لذلك‏،‏ إلي أن يتحقق إجماع دولي علي تعريف غير متحيز لمفهوم العنصرية ومعاداة السامية‏.‏

فلابد أولا من تنشيط الجماعات المدنية العربية الفرنسية للدفاع عن حقوقها ومواجهة هذه الاتهامات بأساليب إيجابية من بينها أن تسارع بدورها إلي إقامة الدعاوى ضد الصحف ووسائل الإعلام الغربية‏(‏الفرنسية‏)‏ التي تشن هجماتها ضد العرب والمسلمين في عشرات الكتابات والمقالات التي ظهرت في الكتب والإعلام الفرنسي‏....‏ وكلها تنطوي علي ازدراء وكراهية للجنس والدين طبقا لنصوص القانون الفرنسي ذاته‏، ويقف وراءها في الأغلب كتاب ومؤلفون يهود‏.‏

وقد أشار الدكتور علي الغتيت في مقاله بالأهرام إلي نقطة أخري مهمة‏،‏ وهي ضرورة إصدار تشريعات لحماية العرب من العدوان عليهم بوسائل النشر وعدم الاعتداء بتشريعات الدول الأخرى إلا حيث تجري المعاملة بالمثل‏، والاهتمام بتأسيس جمعيات عربية للدفاع عن الحقوق العربية داخل العالم العربي وخارجه‏.‏

وأخيرا وليس آخرا أن نعيد صياغة الخطاب الإعلامي الموجه للغرب‏، وإلي شعوبنا قبل كل شئ‏....‏ وأن نطلق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية في بلادنا للقيام بواجبهم‏، قبل أن نطالب الآخرين باحترام حقوقنا‏].‏ انتهى مقال الأستاذ سلامة أحمد سلامة، ولعل معانيه لا تخفى على اللبيب.

محمد عبداللاه

ابن عبداللاه

رابط هذا التعليق
شارك

مهما فعلنا فهناك جنس سامي واحد ... اليهود ... لقد حاول بعض الأروبيين إثبات أن جميع شعوب الشرق الأوسط شعوبا سامية ولكن المحاولات بائت بالفشل وإتهموا بمعادة السامية أى الديانة اليهودية ... حتى الكاتب اليهودي الأميريكي أتهم بمعادات السامية .

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...