اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لماذا لم تندلع الثورة في مصر حتى الآن ؟


عادل أبوزيد

Recommended Posts

فى جريدة الدستور تتسائل هويدا طه لماذا لم تندلع ثورة حتى الآن ؟ و تحاول أن تحلل المسألة علميا ، ما وصلت إليه هويدا طه هو ذاته ما وصلنا إليه هنا من سنوات و هو ضرورة صياغة الحلم المصرى صياغة بسيطة قاطعة يفهمها رجل الشارع فى المدينة أو القرية ... كما فهمها رجل الشارع سنة 1919.

أترككم مع خلاصة المقال كما ورد على موقع جبهة مصر :

وأجابت هويدا طه علي سؤال يقول

لماذا لم تندلع الثورة في مصر حتى الآن ؟

فقالت " فئة قليلة تمثلها العائلة الحاكمة ورجالها في النظام والمنتفعون حولها هي من تعيش في رغد في مصر وبقية الشعب تشرف أن يكون الجموع جوعي لكن هؤلاء الجوعي منسحبون تماما من الساحة يتلوي المواطن المصري من ألام الفقر لكنه لا يصرخ ولا يغضب لا يثور معظمنا ارقه تلك الصفة في الإنسان المصري ومعظمنا بحث عن سبب ومعظمنا عرف رأي المؤرخين المصري ليس متمردا بطبعه لذلك شهد تاريخه هبات وليس ثورات منظمة لكن هذا الاستقراء للتاريخ يحتاج إلي وقفه أو بالأحرى إلي سؤال لماذا كان المصري في الأصل ليس متمردا كغيره رغم فداحة ما يقع عليه من ظلم ولماذا كانت صرخاته هبات وليس صرخات وربما العلة ليست في الشعب إنما في نخبته ثورات الآخرين لم تندلع هكذا بين ليلة وضحاها ثورات الآخرين كانت تخطط لها نخبة من الشعب تحس بالأمه فتتقدمه ثم لا تترك له العنان وإنما توجه عنانه

ورأت هويدا أن حركة كفاية مثلت حالة عندما تشكلت في الشارع المصري وان كانت ليس علي المستوي المطلوب الا انها تري ان الحركة اذا ما تغلبت علي نقاط ضعفها فمن الممكن ان تفعل شي ومن نقاط الضعف في كفاية كما تقول

- غياب فلسفة وفيلسوف التغيير

-غياب شخصية كاريزمية

-غياب العدد الكافي من الكوادر

وتقول ان ذلك يجب علي كفاية ان تتلافاه علي حد قولها

وفي الملف الذي كتبته هويدا طه للدستور حددت الأهداف السبعة لمشروع الدولة الجديدة ورأت أن العصيان لا يزال مجرد فكرة لأنه لابد من قيادة وتخطيط وجماهير قادرة علي انجازه وان الأهداف التي يحلم بها المصريون إقامة عدالة اجتماعية وتحقيق استقلال للقرار السياسي بعيدا عن أمريكا وإقامة ديمقراطية حقيقية وحركة كفاية لم تستطع خلق اجماع شعبي حول أهدافها وقالت هويدا ان حركة كفاية تستطيع أن تطلق قناة فضائية باكتتاب شعبي مثلما جمع سعد زغلول توقيعات 19 فشعر الناس انهم شركاء في مفاوضات الجلاء وتناولت هويدا في ملفها فئات المصريين المرشحة لصنع التغيير وابرز تلك الفئات القضاة ثم الشرفاء من ضباط الشرطة ورات هويدا ان ثورة الفلاحين مستحيلة دون كوادر سياسية تحركهم وتصوغ مطالبهم بوضوح وقالت هويدا ان تراث الفلاح المصري كله عداء للسلطة ورغم انه سلبي الا ان السليبية انتهت بقيام ثورة يوليو والداخلية قتلت المئات من الفلاحين وهم يدافعون عن ارضهم عند اللغاء قانون المالك والمستاجر

ثم تنتقل هويدا الي فئة الجنرالات وتقول ان صورتهم وهم يعبرون القناة لازالت صورة رائعة تعيش في وجان ابنائهم واحفادهم

رابط الموضوع على موقع جبهة مصر

وواصلت هويدا طه دراستها فى عدد اليوم من جريدة الدستور و لكن للأسف لا يوجد موقع إليكترونى لجريدة الدستور المصرية

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

ان الثورة المباركة التى ما زالت خامدة فى قلب ووجدان كل مصرى اظن ان مؤشراتها تتجلى فى العدد الكثير من الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات التى ميزت عام 2007 من العمال والطلاب والقضاه ومظاهرات الاخوان وكفايه وان هذه الفئات للاسف لن تتفق الا اذا اتحدت على هدف واحد اتمنى ان يكون قد قرب فكل مصر فى انتظار هذا اليوم الذى تخرج فيه من مغبات الحزب الواطى الذى اصابنا جميعا الهم والحزن.

رابط هذا التعليق
شارك

من ينظر إلى مفردات الحراك السياسى فى مصر منذ عام 2005 و حتى الآن لا يجد أى ترابط أو تلاحم بين تلك المفردات.

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

يبدو أن صورة التغيير المتوقعة هو أن يخرج الناس فى مظاهرة تلقائية و يندفع الناس وحدهم إلى الشارع ثم تخاف الدولة و يسقط النظام صورة كوميدية

تغيير نظام أو فرض التغيير يتطلب وجود غرفة عمليات و وجود تخطيط و ترتيب و خطوط إتصال نشطة .... هذا إذا كان الكلام عن دولة و نظام و ثورة و بوليس و قمع إلخ مفردات الحياة السياسية فى مصر .... لكن ما يحدث ليس إلا نوع من تسطيح للأمور كما لو كان القائمون على التغيير - إصطلاح القائمون على التغيير ليس إلا إصطلاحا إفتراضيا - يمثلون فيلما سينيمائيا.

الأيدى الناعمة لا تصنع ثورة و لا تفرض تغييرا

إقرأوا مذكرات الرافعى عن أحداث ثورة سعد زغلول و ذلك منذ مائة سنة تقريبا و لم تكن وقتها إلا الوسائل البدائية فى التواصل بين الناس أو بين قيادة الثورة و كوادرها.

فى الأيام الأخيرة إنتقل الحراك السياسى - بشكل جزر منفصلة - إلى القوى العاملة و حدث العديد من الإضرابات و الإعتصامات و كلها من أجل طلبات نقول فئوية أى أن العامل يضرب من أجل نصيبه فى الأرباح أو الحوافز مطالب شديدة الخصوصية.

هل من المحتمل أن يطالب هؤلاء العمال بمواجهة بطالة أبنائهم و أبناء جيرانهم ؟

هل نحن بصدد تحول الحراك السياسى من المثقفين - ذوى الأيدى الناعمة - إلى العمال ؟

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

وفي الملف الذي كتبته هويدا طه للدستور حددت الأهداف السبعة لمشروع الدولة الجديدة ورأت أن العصيان لا يزال مجرد فكرة لأنه لابد من قيادة وتخطيط وجماهير قادرة علي انجازه وان الأهداف التي يحلم بها المصريون إقامة عدالة اجتماعية وتحقيق استقلال للقرار السياسي بعيدا عن أمريكا وإقامة ديمقراطية حقيقية وحركة كفاية لم تستطع خلق اجماع شعبي حول أهدافها وقالت هويدا ان حركة كفاية تستطيع أن تطلق قناة فضائية باكتتاب شعبي مثلما جمع سعد زغلول توقيعات 19 فشعر الناس انهم شركاء في مفاوضات الجلاء وتناولت هويدا في ملفها فئات المصريين المرشحة لصنع التغيير وابرز تلك الفئات القضاة ثم الشرفاء من ضباط الشرطة ورات هويدا ان ثورة الفلاحين مستحيلة دون كوادر سياسية تحركهم وتصوغ مطالبهم بوضوح وقالت هويدا ان تراث الفلاح المصري كله عداء للسلطة ورغم انه سلبي الا ان السليبية انتهت بقيام ثورة يوليو والداخلية قتلت المئات من الفلاحين وهم يدافعون عن ارضهم عند اللغاء قانون المالك والمستاجر

ثم تنتقل هويدا الي فئة الجنرالات وتقول ان صورتهم وهم يعبرون القناة لازالت صورة رائعة تعيش في وجان ابنائهم واحفادهم

بسم الله الرحمن الرحيم

المشاركون الافاضل

أصابت " هويدا " فى رؤيتها .. ومصرنا اليوم غير مصر ايام الزعيم سعد زغلول .. ولكن مجرد التفكير فيما مر بالتاريخ الحديث من ثورات .. واقتراح الثورة كحل لما نحن فيه .. مجرد فكر .. تقف أمامه عقبات كثيرة .. اقلها تكاثر خصلة النفاق .. وتفشى وباء الجبن السياسى .. واذا جاز للبعض اعتبار حركة الضباط عام 52 ثورة .. فهى حقيقة كانت ثورة لقلب النظام الديمقراطى الدستورى الصحيح فى الوطن .. ولانها كانت مبنية على جهل .. كانت قرارتها تلبية لاراء المستشارين .. الذين تدل النتائج الحالية انهم كانوا سطحيون ومغرضين .. أفسدوا اجيالا عديدة وكاملة ويعتبروا حاليا النسبة الاكبر فى المجتمع .. وخلت معظم المناصب للأرزقية ليس فقط فى عهد مبارك .. ولكن من قبله بكثير .. وكان الزعيم سعد حينما حذرنا منهم ايام زعامته .. كأنه يقرأ فى كتاب مستقبل مصر .. قال الزعيم أيامها - تأيدا لرأى هويدا - " يجب ان يسقط من حساب الامة هؤلاء الاشخاص الذين يعضدون كل حكومة ويشايعون كل دولة .. ويعبدون القوة فى آى مظهر تظهر به " ..

بكل اسف هدمت الحركة كيان الاحزاب المصرية .. وعندما عادت فى نهاية القرن العشرين كانت أشبه بالشركات ، نفعية تدر الربح على اعضائها والمساهمين فيها .. تعيش وتنام وهى تحلم بالحكم . والسعى الى كرسى الحكم .. بصرف النظر عن الاستعداد العلمى او الثقافى .. ومرت علينا فى الدولة التى شكلتها شلة الانس مجالس نيابية كانت اشبه بفصول ومدرجات الجامعة الشعبية يتعلمون فيها التسقيف عند سماع اسم الزعيم .. فهانت المناصب وهانت المراكز .. وهانت الشخصيات واصبحت المقاعد الوزارية والنيابية توزع بحكم الشفاعة والانتساب الى تلك الشركات وحجم النفاق والجهل ..

وكما تحولت الثروة العقارية فى طول البلاد وعرضها الى خرابات بفضل قوانين وضعها الجهلة .. تحول ايضا الثروة البشرية الى انقاض بنى آدمين .. وتكاثرت الاجيال التى انحصرت اكبر امانيها فى الحصول على شهادة .. آى شهادة .. ولو لفك الخط .. لانه فى حاجة الى ملئ بطاقة التموين ؟؟؟ وانكمش دور المواطن فى بناء الوطن .. واختفت تماما القومية .. والعزة الوطنية ..

لقد كان للقومية المصرية منهج حين قام سعد باشا زغلول بجمع المصريين حوله .. هذا المنهج الذى سوى بين المسلم والقبطى .. هذا المنهج الذى اخرج المرأة من عقر دارها لتشارك الرجل فى بناء وطن منتج .. هذا المنهج الذى جعل الديمقراطية هى العنصر التنفيذى الاساسى لحياة قومية دستورية .. هذا المنهج الذى بين للشعب ايامها دون معتقلات حدود حقوقه وواجباته العامة .. هذا المنهج الذى اشرك الشعب بكل طوائفة فى الدفاع عن منجزاته .. هذا المنهج الذى افرز من افراد الشعب عرابى ومحمد عبده وقاسم امين ومصطفى كامل وسعد زغلول وغيرهم الكثيرين والكثيرين جدا الذين محت سيرتهم البرامج الخايبة للتربية والتعليم ..

والى ان يظهر بيننا سعدا آخر .. أو مكرم عبيد آخر يقول للمحتل من المماليك الجدد .. لا .. ويهيئ الشعب لثورة .. او بمعنى ادق ما تبقى من الشعب ممن يفكر فى الوطن .. بعد ان انحسر تفكير كل مواطن فى توفير رغيف العيش لاسرته .. او للتغلب على مشاكلة الفردية .. الى ذلك الحين .. نؤجل البحث فى لمذا لم تندلع الثورة فى مصر .. وحتى يصحو الميت .. صلوا معى من اجل مصر ..

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

هويدا كشفت عين الحقيقه

قالت بالضبط ما قاله الدكتور العظيم جمال حمدان عن طبيعة المصري

يتحمل و لا يثور في وجة حاكمه , غير متمرد ......... من الاخر خنوع

فعلا كلام تمام و اللي مش مصدق يبص على تاريخ مصر من اول الخليقة

هيلاقي كل الامم جات هنا مصر و ركبت البلد و المصرين و دلدلت رجلها في العصور القديمة و الحديثة على السواء

دة حتى مش عارف في الاسرة ال 20 احتلت مصر بواسطه غزاة جائوا من ليبيا ؟؟؟؟

backqp2.jpg

الحفاظ على قفاك مسئوليتك الشخصية

رابط هذا التعليق
شارك

ملخص ما سبق يلقى باللوم على عناصر الحراك السياسى فى مصر و يتهمهم ب "الأيدى الناعمة" لأنهم لم يأخذوا الأمر بالجدية الكافية و يجندوا الكوادر و التنظيمات الداخلية التى تقوم بنشر و توجيه العمل الشعبى فى مواجهة النظام ، و تسائلنا هل إنتقل الحراك الساسى إلى العمال و قلنا أن مطالب العمال لم تمتد أبعد من مطالبهم الخاصة مثل الحوافز و الأرباح و تسائلنا هل يمكن أن تمتد مطالبهم إلى المطالبة بالوظائف لأبنائهم و أبناء جيرانهم .. هل تتطور مطالبهم لمطالب عامة.

فى التعقيبات وجدنا من يتهم الشعب المصرى بالخنوع التاريخى ، أو نجتر آلامنا و نستمطر اللعنات على العسكر و ننتظر ما تخبئه الأقدار.

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

اليوم جاء الرد من جانب المثقفين الذين إتهمناهم أمس ب "الأيدى الناعمة" و تم نشر وجهة النظر الأخرى فى جريدة المصرى اليوم ، و فيها بإختصار رفض فكرة التغيير الشامل و محاولة إستقطاب أجزاء من النظام ترغب فى الإصلاح و تعمل فى هدوء لتحقيق الإصلاح .. ببساطة "إسكتوا و كل حاجة حتتصلح لوحدها"

رابط المقال على موقع جريدة المصرى اليوم

وهم الثورة الشعبية

بقلم د.عمرو الشوبكى //٢٠٠٧

لم تعش تنظيمات وحركات سياسية علي فكرة، مثلما عاشت علي حلم الثورة الشعبية والعصيان المدني، بصورة أدت إلي إنهاء بعضها وتعثر البعض الآخر حين اختزلوا قضية التغيير في نموذج واحد من المستحيل حدوثه، وفي الرهان علي حاله جماهيرية لن تأتي،

وتركت مساحات أخري للعمل كان يمكن أن تأتي بثمارها في حال تخلصت حركة مبشرة كحركة كفاية من هم صدرته الأدبيات الماركسية التقليدية في الثورة والتغيير الثوري، ومثل ليس فقط جزء من ذكريات الماضي إنما أيضا استثناء نادر في تاريخ خبرات التغيير في العالم، بما فيها البلدان الشيوعية السابقة في أوروبا الشرقية، والتي لم تذهب إلي الشيوعية بثورة، ولم تغادرها أيضا بثورة.

والسؤال المطروح علي القوي الإصلاحية الجديدة، وخاصة التي كانت واعدة منها يكمن في البحث عن طرق ووسائل جديدة للتغيير والإصلاح، تتجاوز خطاب الثورة القادمة ومظاهرة المائة ألف مواطن، وعصيان الملايين في الشوارع، لأن الهدف هو الإصلاح وليس العصيان المدني.

لقد دافع البعض عن نموذج استثنائي في تاريخ حركات التغيير في العالم، فباستثناء الثورة الفرنسية والروسية والإيرانية لم ير العالم ثورات شعبية كبري تتحرك فيها الجماهير من أجل إسقاط النظام القائم، فدول أوروبا الغربية تحولت نحو الديمقراطية عبر عملية تطور داخلي عرفت أشكالاً متنوعة من الاحتجاجات الشعبية مثلت عنصر ضغط علي النظام دفعت قوي وتيارات إصلاحية من داخله إلي إجراء إصلاحات متدرجة شكلت ما عرف بالثقافة السياسية الديمقراطية لمعظم بلدان أوروبا الغربية.

أما البلاد التي شهدت تحولا «متأخرا» نحو الديمقراطية كالبرتغال وإسبانيا، فهي لم تكن أيضا نتيجة ثورات شعبية أو عصيان مدني، إنما كانت عبر تراكم لاحتجاجات شعبية متفرقة، شبيهة بالتي نشهدها في مصر الآن، ودفعت بقوي إصلاحية داخل النظام إلي تبني الديمقراطية، معتمدة في ذلك علي دعم جيرانها الأوروبيين لهذه الديمقراطية الوليدة.

أما بلدان أوروبا الشرقية فقد صنعت نظمها الاشتراكية لعبة تقسيم النفوذ بين السوفيت والأمريكيين في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأنهتها أيضا البيئة الدولية لعالم ما بعد الحرب الباردة، ولم تعرف جميع هذه البلدان نموذجا واحدا للثورة الشعبية أو العصيان المدني من أجل التخلص من استبداد نظمها الاشتراكية، بل أن قلعة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي انهارت من داخلها وعبر «إصلاحات» بدأت من داخل النظام علي يد الزعيم الشيوعي «ميخائيل جورباتشوف» وليس عبر الثورة الشعبية.

وإذا نظرنا إلي بلدان أمريكا اللاتينية سنجد أنها جميعا وبلا استثناء لم تعرف نموذجا واحدا للتغيير من خلال العصيان المدني أو الثورة الشعبية، بل أن كل تغيراتها «الثورية» كانت إما عبر انقلابات عسكرية، أو عبر انتخابات حرة كما حدث في شيلي مع الاشتراكي سلفادور الليندي الذي وصل إلي الحكم بالانتخاب وأسقطه الأمريكيون بالانقلاب، أما التحول نحو الديمقراطية في هذه البلدان فقد جري أساسا عبر ضغوط مارستها قوي معارضة من خارج النظام، وقدمت في نفس الوقت خطابا سياسيا ديمقراطيا نجح في طمأنة أغلب من هم في داخل مؤسسات الدولة، معلنا أنه يرغب في مواجهة الاستبداد لا النظام برمته.

والحقيقة أن الحالة المصرية بدت وكأنها وصلت إلي طريق مسدود، فالمؤكد أن هناك حراكاً سياسياً قد حدث، ولعبت فيه حركة كفاية دورا أساسيا، ولكنها اختزلت عملية التغيير في وسيلة واحدة هي التظاهر تمهيدا لدفع الجماهير نحو الثورة أو العصيان المدني، والمدهش أن مظاهرات كفاية التي ضمت في البداية عدة آلاف انتهت وهي تضم العشرات، ومع ذلك مازال البعض متمسكاً بـ «التظاهر كخط ثابت» دون البحث عن وسائل أخري تساعد في إجراء إصلاح سياسي حقيقي.

وربما كانت الإضافة الرئيسية التي قدمتها حركة كفاية أنها مثلت نمطا جريئا وجديدا في العمل السياسي، تجاوزت به خطاب الأحزاب القانونية، واعتبرت أن أزمة النظام السياسي المصري تكمن في جموده، ورفعت شعار «لا للتوريث لا للتمديد»، ولكنها رفعت مجموعة من الشعارات السياسية الصارخة، والتي بدت وكأنها أقرب إلي الأحلام منها إلي الواقع، وبدت في أعين قطاع كبير من نخبة الوسط الإصلاحية في مصر حركة تصرخ وتحتج طول الوقت، ولم تستطع أن تقنعهم بأنها بديل للنظام، إنما هي فقط صوت احتجاج.

ولعل المفارقة أن حركة كفاية المتهمة بأنها حركة نخبوية رفعت شعارات سياسية شديدة الثورية والراديكالية، في حين أن احتجاجات الطبقات الشعبية المصرية وعلي رأسها العمال كانت أكثر هدوءا وحكمة وبساطة، بصورة أربكت حسابات الحكومة، وفي نفس الوقت ابتعدت تماما عن خطاب القوي اليسارية الجديدة والقديمة، ومعها خطاب حركة كفاية، وبدا الاثنان كأنهما عالمان منفصلان، فالعمال لا يفهمون خطاب المعارضة وشعاراتها الثورية التي تتحدث عن طبقة عاملة في خيالهم غير تلك الموجودة في الواقع.

المؤكد أن مصر مقبلة علي مرحلة صعبة، وأن الأخطار التي تهدد النظام لن تكون في ثورة شعبية أو عصيان مدني تقوده التنظيمات السياسية، إنما في تراكم مجموعات كبيرة من الاحتجاجات العشوائية وشبه المنظمة التي من شأنها أن تهدد تماسك النظام، وإذا لم تخرج نخبة سياسية جديدة قادرة علي التواصل أو علي الأقل الاستفادة من الاحتجاجات المتصاعدة من أجل تغيير الحكم لا هدم النظام، فإننا سنصبح علي أعتاب فوضي غير خلاقة بكل تأكيد.

من الواضح أن هناك قوي إصلاحية كثيرة داخل مؤسسات الدولة ساخطة علي الفساد وسوء الإدارة، وترغب في أن تبني نظاما أكثر كفاءة ونزاهة، يؤسس لتنافس داخلي بين أجنحته المختلفة، بالبدء ولو فقط بتعديل المادة ٧٧ لكي نشاهد رئيس «غير خالد» يحكم مصر لفترة من الزمن، ويتحول بعدها إلي مواطن شبه عادي، بكل ما يمكن أن يؤثر به هذا التحول علي النظام السياسي والإداري.

من المهم قراءة تجارب التغيير في مصر والعالم بصورة متأنية، حتي لا نحمل الشعب المصري أكثر مما يحتمل ونتهمه بالخنوع، رغم أن نماذج التغيير بالثورة الشعبية والعصيان المدني كانت استثناء في تاريخ التجارب التي تحولت نحو الديمقراطية في العالم كله، وأننا إذا قرأنا واقعنا جيدا سنكتشف أن البلاد ستعرف مزيداً من الاحتجاجات والانتفاضات التي لن تؤدي إلي ثورة شعبية عارمة، ولكنها يمكن أن تمثل قوة ضغط حقيقية علي النظام في حال إذا تلقفتها نخبة إصلاحية قادرة علي الاستفادة منها، وتحويلها إلي فعل سياسي يدفع في اتجاه الإصلاح ويطمئن من تبقي من العناصر النزيهة داخل مؤسسات الدولة المصرية، بأن الإصلاح والتغيير هو أمر في صالح الجميع.

ربما تكون مصر في حاجة أكثر من أي وقت مضي إلي «لوبي للإصلاح» ينقذ البلاد من خطر تفكك الدولة وتحلل النظام وانهيار المؤسسات والمرافق العامة، لأن من الصعب أن تستمر البلاد ضحية جمود النظام وتكلسه وعدم كفاءته، ووهم الثورة الشعبية التي لم تعرفها مصر إلا في مواجهة

المحتل، ومعها معظم دول العالم.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 سنة...

تجربة ممتعة قراءة هذا الموضوع اليوم .. جربوا

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 شهور...

يعود هذا الموضوع إلى خمس سنوات مضت عندما كانت الثورة حلما لابل أضغاث أحلام و لكنها هنا فى محاورات المصريين كانت حلما فى وجدانا ننام و نصحو عليه

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

من المفيد للجميع العودة لهذا الموضوع القديم و أن نعيد الإعتبار إلى الشعب الشعب الذى أنجز فى ثمانية عشر يوما ما لم يحدث فى التاريخ و مازال ينجز و ما زال يصر على عبارة سلمية سلمية

الشعب الذى قام بتنظيف ميدان التحرير بعد سقوط حسنى مبارك

الشعب الذى يجب أن يكون فى عيوننا و أن لا نخذله

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

تجربة ممتعة قراءة هذا الموضوع اليوم .. جربوا

مهيب

فعلا متعة كبيرة

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...