مطلوب أيتام للرعاية (عنوان تحقيق بجريدة الأهرام)

[عادل أبوزيد]

إستوقفنى عنوان الخبر اليوم فى جريدة الأهرام و قرأت العنوان مرة و مرة ، ثم قرأت الموضوع و شئ ما فى تلافيف "مخى" أبى أن يصدق أو يدع الأمر يمر مرور الكرام ، ذكرنى هذا بالفنان عادل إمام و هو يقول "و الحكومة بتقول لنا فكوا الحزام".

بعد قرائتى للموضوع لم أستطع إستيعابه أو قل أن لغة الكتابة هى لغة البيانات الحكومية التى يصعب على أمثالى فهمها و إستيعاب المراد منها ببساطة.

أذكر علامات البلاهة التى تظهر على وجهى عندما يبرر لى أحد المسئولين المستوى المادى المتدنى للأطباء بأن ذلك راجع لأن عندنا عدد الأطباء يفيض عن حاجتنا بمراحل !!

أترك لكم التحقيق لعل منكم من يستطيع فك طلاسمه.

نصف مؤسسات الأيتام شاغرة مطلوب أيتام للرعاية‏!‏

كتبت : نادية منصور

صدق أو لا تصدق‏..‏ في مصر أكثر من خمسة آلاف مؤسسة خيرية أهلية ترعي الأيتام‏,‏ ووفقا لدراسة قامت بها وزارة التضامن أخيرا ثبت أن حجم الأشغال بها لا يزيد علي‏50%‏ من سعة هذه المؤسسات‏!‏ أي اننا ببساطة نحتاج الي أيتام لرعايتهم ولا نجدهم‏.‏

قرار الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن بتقنين إشهار الجمعيات الجديدة بغرض رعاية الايتام وتحويل أنشطتها لرعاية فئات أخري أكثر احتياجا مثل الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو أطفال الشوارع‏,‏ كان هو الرد الرسمي علي الاكتشاف الغريب‏..‏ فالمؤسسات الخيرية القائمة تكفي ليس فقط لاستيعاب كل الأيتام في مصر بل ستظل بها أماكن خالية‏,‏ بعض هذه المؤسسات توسعت في أنشطتها لدرجة أنها تمتلك عدة أفرع لها في أماكن مختلفة‏,‏ فتبرعات أهل الخير وافرة وهذا ما يساعد علي نمو هذه المؤسسات بل والانفاق ببذخ علي الأطفال النزلاء لدرجة إلحاقهم بمدارس خاصة مستوي رفيع‏.‏ من هذه المؤسسات دار الحسنات الخيرية بمصر الجديدة وتقول نيفين حسنين‏(‏ نائب مدير الجمعية‏):‏ لنا أنشطة عديدة منها رعاية الأطفال الأيتام وتقديم مساعدات للأسر المحتاجة ومساعدة الفتيات اليتامي المقبلات علي الزواج‏,‏ وكل ذلك يعتمد علي تبرعات القادرين من أهل الخير‏,‏ وقد توسعنا في الدار فأصبح لنا فرع في سفير وآخر بروكسي وفرع ثالث في العاشر من رمضان مخصصة لاستيعاب الاطفال الرضع به أربعة أطفال فقط ونحن بحاجة للمزيد من الأطفال اليتامي‏,‏ حيث نقوم بتربيتهم ورعايتهم وحينما يصلون لسن‏4‏ سنوات يتم نقلهم لفرع سفير أوروكسي‏

‏ وحاليا قمنا بشراء قطعة أرض علي طريق القاهرة الاسماعيلية عند الكيلو‏22‏ لإقامة دار للأولاد عليها بحيث يخصص مبني للذكور وآخر للإناث حتي يشعر الأطفال بالاستقرار‏,‏ والحمد لله أهل الخير يتكفلون هؤلاء الأطفال ويتم إلحاقهم بمدارس لغات انجليزي‏.‏

وهناك سؤال يطرحه البعض هل هناك مصالح شخصية يحققونها من وراء هذه الجمعيات؟‏!‏ أم أن الغرض ابتغاء وجه الله؟ وتجيب عن هذا الدكتورة عبلة البدري ـ رئيس مجلس أمناء قرية الأطفال‏sos‏ فتقول بعض المؤسسات ترعي الاطفال لمرحلة سنية معينة ثم تتركهم للشارع ويتم فصلهم من الجمعية والبحث عن غيرهم بحجة أن الطفل وصل لسن‏18‏ عاما وأصبح قادرا علي رعاية نفسه‏,‏ وهذه مشكلة لأن الدار تتخلي عنه في سن حرجة وتتركه في حالة نفسية محطمة يكون فيها أكثر عرضة للانحراف فليس أمامه بديل آخر وبالتالي فهذه المؤسسات غاب عنها فكرة تأهيل الولد لهذا الانفصال وعدم التخلي عنه فجأة‏,‏ بل تأهيله لذلك نفسيا واجتماعيا بحيث يخرج وهو قادر علي التعامل مع المجتمع الخارجي‏.‏ نقطة أخري أن الكوادر البشرية التي ترعي الاطفال في هذه الدور غير مؤهلة ولا مدربة علي رعاية الأطفال وبالتالي يخرج جيل غير قادر وغير مهيأ في المجتمع‏,‏ وبالتالي لابد لمن يتعامل مع الأيتام ان يكون معدا نفسيا وتربويا علي القيام بهذه المهمة وهذا من أبسط قواعد نظام الرعاية البديلة‏.‏

وأخيرا لابد من إلمام القائمين علي الجمعيات الخيرية بحقوق الاطفال لضمان تنشئتهم في بيئة صحية‏,‏ فالرعاية ليست مجرد تغذية فقط‏.‏

يبدو أنه إدارة المنشآت الخيرية متروكة بالكامل للقائمين عليها - اللهم إلا الإشراف المالى - و هذا وحده لا غبار عليه و لكنى أتصور أنه يجب النظر لنشاط الجمعيات الخيرية أو قل جمعيات رعاية الأيتام كنشاط تقنى أو حرفى يحتاج إلى التوجيه تماما مثلما نقوم بتخريج متخصصين فى التعليم و متخصصين فى إدارة الفنادق و متخصصين لمدارس الحضانة ..

تشغيل دار لرعاية الأيتام تحتاج لل know-how و أعتقد أننا نتصور أن أى شخص "قلبه حنين" يستطيع القيام بها.

النيات الطيبة وحدها لا تكفى