ومضـات السَّحـَر

[GoldenTiger]

ومضـات السَّحـَر

ما زالت تلك الكلمات التي همس بها الشيخ الجليل محمد سعيد رمضان البوطي تدور في جنبات قلبي منذ عامين

تلك الكلمات التي أرتني الجانب الحقيقي للذة كم كنت أبحث عنها

قال لي: إن الفرق بين العالم والمحب فرق كبير

فالعلم الشرعي والديني و حتى الدنيوي ما هو إلا مصباح ينير لك الطريق لتمشي

ولكنه لا يكفي لأن يجعلك تتحرك

أما الوقود اللازم للحركة.. فهو الحب ولا شئ إلاّ الحب

ذاك الحب الذي يجعلك تقوم من عز نومك في أوقت السحر لتلتقي بحبيبك دون أن يراك أحد

تقف بين يديه.. تفتح قلبك له.. تقول له أي شئ وكل شئ دون أن تخاف من شئ

إنه أحلى حبيب.. وأرقى حبيب

ذلك الحبيب الذي لن يسئ فهم كلامك ولن يحمله بخلاف ما تعنيه

ذاك الحبيب الذي تدخل عليه وقتما و أينما شئت لتجده في انتظارك.. فاتح ذراعيه لك .. يشعر بإحساسك.. يبادلك حبا بحب

*******

ورد في الأثر أن العبد إذا اعتاد صلاة الليل فإن الله يقدِّر حاله عند السَّـحـَر

فإذا كان سليما معافى.. ينادي الله سيدنا جبريل ويقول له: يا جبريل.. أوقظ عبدي فإنـّي مشتاق إليه

أما إذا كان متعبا أو مريضا.. فينادي الله سيدنا جبريل ويقول له: يا جبريل.. اترك عبدي فإنـّي مشفق عليه

ثم يكتب له أجر قيام الليل الذي نام عنه

أرأيتم حبيبا حنونا كهذا الحبيب ؟

*******

قال سيدنا علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه: شبع يحيى بن زكريا عليه السلام ليلة من خبز شعير.. فنام عن ورده حتى أصبح.. الورد هو ما اعتاد الإنسان عليه من صلاة نافلة وذكر يومي.. فأوحى الله تعالى إليه: يايحيى: أوجدت دارا لك خيرا من داري؟.. أم وجدت جوارا لك خيرا من جواري؟.. فوعزتي وجلالي يا يحيى.. لو اطلعت على الفردوس إطلاعة لذاب شحمك ولزهقت نفسك اشتياقا

ولو اطلعت على جهنّم إطلاعة لذاب شحمك ولبكيت الصديد بعد الدموع.. ولبست الجلد بعد المسوح

*******

إن أصحاب القلوب يعلمون طعم تلك الساعة التي يقضونها بين يدي الله

وليس من سمع كمن ذاق

ومن ذاق عرف

كانوا يستشعرون لذة الوقوف بين يديه حتى أن أحد العارفين قال كلمته المشهوره بعد ما ذاق لذة القرب

أترك الدَّارَين للطالبين

.... واستأنس برب العالمين

فحين تكون بين يديه

لا يشغلنك عنه لا أمر الدنيا ولا أمر الآخرة

كن معه بكل جوارحك

واستشعر اللـّذة

فوالله.. ما أوقفك بين يديه في تلك الساعة إلاّ لأنه يحبك

*******

منقوووووووووول