Sherief AbdelWahab بتاريخ: 31 مايو 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 مايو 2007 قبل أسابيع ظهرت قصة مواطن في محافظة الغربية أنشأ قناة أرضية على مستوى قريته قبل أن تعالج الأمور أمنياً وبأن توصف تلك القنوات كلها بغير الشرعية .. لدي مقال في المصريون للكاتب ممدوح الولي يتناول جانباً من الموضوع ، وضعتها هنا في مناقشات الإعلام بسبب وثاقة صلة الموضوع بهذه الزاوية في المحاورات .. اقرأوه جيداً ولنتناقش فيه.. بينما كان أحد البرامج التفزيونية يعرض اختراعا لأحد المهندسين بإنشاء قناة تلفزيونية مركزية خاصة بقرية فيشا سليم مركز طنطا . اتصل وزير الإعلام بالبرنامج مؤكدا إخطاره أجهزة الأمن لملاحقة أصحاب تلك القنوات الخاصة وتكليف اللواء رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون بتقديم بلاغ للنائب العام . وتم بالفعل تحويل البلاغ إلى نيابة طنطا ومديرية أمن الغربية حيث صدرت الأوامر إلى رئيس مباحث المصنفات الفنية بالقبض على المهندس صاحب القناة كما تمت مصادرة الأجهزة الفنية الخاصة بالقناة من منزله . وكنت أتصور لو كان وزير الإعلام ذو خلفية إعلامية لكان قد أدرك أن ظهور القنوات الريفية يعنى عدم نجاح القنوات التلفزيوينة الثمانية والعشرين التابعة له في تلبية احتياجات الريف الإعلامية . وكنت أتخيل أن يرد بزيادة البرامج الموجهة للريف . أو أن يعرض الأمر على الرأي العام وعلى خبراء الإعلام فيما يمكن عمله إزاء تلك القنوات الخاصة . لكنه اختصر الطريق مثل غيره من المسئولين باللجوء للأمن لحل المشاكل سواء كانت عمالية أو فكرية أو إعلامية . لان ظهور القنوات الريفية فضح فشلنا الإعلامي الصارخ تجاه الريف بل وتجاه المدن الإقليمية أيضا . فرغم أن الريف يسكنه 57 % من السكان إلا أن نصيبهم النسبي من الاهتمام الإعلامي محدود ويتم بشكل سطحي وغير متصل بالأولويات من وجهة نظر سكان الريف البالغ عددهم 6ر41 مليون نسمه . ومن جانبي اعتبر القنوات التلفزيونية الريفية فكرة تستحق الإشادة والتشجيع لأسباب متعددة . فهي تتيح وسيلة إعلامية للتعبير عن واقع تلك القرى إخباريا وزراعيا وحرفيا وتعليميا وصحيا وفنيا ورياضيا . أليست القرية مجتمعا له احتياجات إعلامية مختلفة عن احتياجات القرى المجاورة لها . وحتى لو تضاءل الجانب الإخباري في المضمون المذاع إلى أخبار الوفيات والأفراح داخل القرية . أليست تلك احتياجات اجتماعية لسكان القرية تزيد من أواصر الصلة فيما بينهم . وهذه القنوات تتيح مجالا لتشغيل جانب من خريجي 34 كلية جامعية لعلوم الإعلام بخلاف كليات الجامعات الخاصة . وهؤلاء الخريجون سيكونون أقرب إلى سكان قراهم من حيث اللغة واللهجة التي يتحدثون بها . كما أنهم يعيشون مشاكل القرية على الطبيعة . كما تعد تلك القنوات مدرسة للتدريب العملي لتكوين كوادر في الفنون الإعلامية من التقديم والإعداد والتصوير والفنيات الأخرى . حيث يمكن أن تجد العناصر الجيدة منها مجالا للعمل في الفضائيات المحلية والعربية التي زاد عددها عن 230 فضائية . كما أن تلك القنوات يمكن أن تكون وسيلة لإبراز الموهوبين من أبناء القرية في المجالات المختلفة علميا ورياضيا وفنيا وأدبيا وإنتاجيا داخل القرية أو خارجها . وقد يرى بعض الأهالي أن نقل مباراة في كرة القدم على الهواء بين فريق قريتهم وإحدى القرى المجاورة أهم لديهم من متابعة مباراة في الدوري العام وهذا حقهم . وقد يرى سكان القرية أن نقل وقائع حادث على الطريق السريع المجاور للقرية أهم لديهم من حوادث كبرى تقع خارج نطاقهم الجغرافي . ونفس الأمر لنقل حريق حدث في احد بيوت القرية أو حدوث انفجار لماسورة المياه الرئيسية والتي تسببت في انقطاع المياه ببعض الأحياء وعمليات إصلاحها . والنقل الحي في الصباح لأسعار الخضر والفاكهة من داخل دكاكين القرية أهم لدى ربات البيوت من أي برنامج اقتصادي في القنوات الرسمية . ونفس الأمر مع نقل أسعار اللحوم والأسماك وغيرها . وعندما يتحدث الأطباء المقيمون بالقرية فهم أدرى بأولويات الصحة العامة والأمراض الأكثر انتشارا بالقرية . ونفس الأمر للأخصائية الاجتماعية بمدرسة القرية التي لديها دراية عملية بأبرز السلوكيات الضارة بالقرية . وهنا تتضح خصوصية الإعلام الريفي والحاجة الملحة لتلبية تلك الاحتياجات . كما أن تلك القنوات يمكن أن تحقق التواصل بين أبناء القرى المغتربين وبين أهاليهم من خلال الحوارات المفتوحة على الهواء ولقد أصبح ذلك سهلا من الناحية الفنية حتى لو كان هذا الشخص في أقصى مكان من العالم .0 كما أنها وسيلة إعلانية لترويج المنتجات . ووسيلة ثقافية تسهل الحوار بين الأجيال ونقل الخبرات . ونقل التجارب الناجحة في القرى الأخرى سواء في توفير فرص العمل أو زيادة الإنتاج أو تحسين الخدمات . والحفاظ على الهوية الاجتماعية والثقافية للقرية بل والحفاظ على الفلكلور الخاص بالقرية . وكذا تستطيع قناة القرية التلفزيونية أن تؤدى الأهداف المعروفة لأي وسيلة إعلامية من الإخبار والترفية والتنشئة الاجتماعية . ويمكن أن تكون القنوات أداة للرقابة المجتمعية من خلال متابعة أداء المجالس القروية والمجالس المحلية . واستضافة مسئولى المحافظة بداية من المحافظ إلى مديري الخدمات من صحة وتعليم وشباب وتضامن اجتماعي في لقاءات حية مع جمهور القرية . فمن حق الناس أن يكون لهم الإعلام الخاص بهم . وإذا كنا قد عجزنا عن الوفاء باحتياجات الريف الإعلامية فعلينا أن نشجع هؤلاء على سد هذا العجز . وليكن دورنا هو التشجيع والتحسين للمضمون من خلال مراكز الإعلام بالمحافظات وقصور الثقافة لتدريب العاملين بتلك القنوات . فهناك 8ر11 مليون يعانون من الأمية يسكنون الريف يمكن لتلك القنوات التفاعل معهم . وهناك 3ر14 مليون طفل بالريف يحتاجون إلى اللغة المناسبة لمخاطبة احتياجاتهم . وستكون الحكاية أكثر فهما وتأثيرا عندما يسمعها من الحاج فلان أو الحاجة فلانه المعروفين بين سكان القرية . لذا أرى أن قرى الوجه البحري البالغ عددها 2468 قرية تحتاج كل منها إلى قناة خاصة ونفس الأمر لقرى الوجه القبلي البالغ عددها 1664 قرية . وما المانع أن تكون هناك قناة لكل مدينة من مدن الوجه البحري البالغ عددها 108 مدينه . وكذلك لمدن الوجه القبلي البالغ عددها 78 مدينة . ألسنا ندعو منذ سنوات إلى اللامركزية في تقديم الخدمات . أليس دور أي حكومة هو توسيع دائرة الخيارات أمام الناس . أليست الخطط الخمسية المختلفة تنادى بتقليل الفجوة بين الحضر والريف لتقليل الهجرة إلى المدن . سيقول البعض أن السماح بالقنوات التلفزيونية الريفية سينجم عنه فوضى وسلبيات نتيجة سوء الأداء لبعض القنوات الريفية . وأقول إن كل ظاهرة لابد لها من ايجابيات وسلبيات . والايجابيات أراها هنا هي الأكثر لأن هناك استفادة عملية ستتم سواء كانت اجتماعية أو ترفيهية أو إعلانية أو تسويقية . ودور الجهات الرسمية والمجتمعية هو الترشيد للأداء والتطوير والتحسين وقبول الرأي الآخر . والعملة الجيدة ستطرد حتما العملة الرديئة . ومع المنافسة تصبح فرص البقاء بالسوق مرتبطة بتلبية الاحتياجات الحقيقية للناس . خاصة وان تطبيق نصوص قانون حماية المنافسة ومنع الاحتكار على الاحتكار الحكومي للإذاعة والتلفزيون سيجعل النتيجة ليست فى صالح الحكومة بالمرة . وشىء عجيب أن يحارب فيل بحجم اتحاد الإذاعة والتلفزيون نمله بحجم القنوات التلفزيونية الريفية . وان تخشى كيانات عملاقه كيانات متناهية الصغر حجما ومضمونا وتمويلا وإرسالا . فليكن العمل بتراخيص ولكن تراخيص مبسطة الإجراءات . محدودة الرسوم ميسرة للاشتراطات الفنية تراعى ظروف الفقر الشديد بالريف . وان نضع في أذهاننا أن ظهور الاقتصاد غير الرسمي جاء نتيجة التعسف في إجراءات التراخيص والجباية الحكومية . وان الرسوم الجمركية المبالغ فيها تؤدى إلى التهرب الجمركي ونفس الأمر للمغالاة فى نسب الضرائب مما يؤدى للتهرب الضريبي . ولابد أن نعترف أن هناك نوعا من الإعلام المتداول حاليا بالريف من خلال تبادل السديهات الخاصة ببعض الإحداث والندوات والاحتفالات على نطاق واسع . لذا علينا أن ندع الزهور تتفتح لا أن نحجب عنها الهواء . وان نعترف أننا لا نتابع التطورات الحالية بالريف الذي يختلف واقعه الحالي عن الصورة الذهنية له في مخيلتنا . فالصورة أصبحت مزدحمة بالعمارات العالية والأحياء كثيفة السكان والخدمات المتنوعة من مقاه الانترنت ومراكز الاتصالات ومطاعم ودور مناسبات متسعة . وشوارع مرصوفة وشبكة اتصالات ونخبة مثقفه ووفره مالية . ومن هنا تتنوع احتياجات هؤلاء السكان الإعلامية . وإذا كان البعض يتخوف من سيطرة بعض التيارات الدينية على بعض تلك القنوات . فإنني اعتقد أن هذا غير ممكن من الناحية العملية في ظل القبضة الحديدية لأجهزة الأمن بالأقاليم مما سيدفع أصحاب القنوات إلى تفادى الأمور التي تستفز الأمن . وإذا قيل أن تلك القنوات يمكن أن تعرض أمورا غير أخلاقية فان تقاليد المجتمع الريفي المحافظة ستكون هي المهيمنة على الأداء . ونعتقد أن من يريد تلك السلعة الفاضحة لديه بدائل عديدة أكثر انفتاحا ! وإذا قيل اننى احلم .. فان كل ابتكار بدأ بحلم وبفكرة . ولابد من عمل ووقت حتى تتبلور الصورة النهائية لأي فكرة حتى تتطور الفكرة من خلال وجودها فى الميدان العملي . وإذا قيل اننى خيالي ونظرتي غير عملية وان تلك القنوات ليست معنية بالأعلام التنموي كما أتصور وإنما هي مجرد قنوات ترفيهية . وأقول انه من الطبيعي أن تركز بعض تلك القنوات على الترفيه وتركز أخرى على الرياضة الأخرى على قضايا أخرى بحسب رؤى القائمين عليها . إلا أنها ستتضمن خلال ساعات البث أمورا لها صلة بالتنمية حتى لو كانت محدودة . وحتى في حالة المضمون الترفيهي التام . أليس في ذلك فائدة فى غسل الهموم وإعادة التوازن للنفس . واستعادة الحيوية . وهنا يمكن ان تشارك الإعلام الرسمي فى مهمته لإلهاء الناس فلماذا التخوف منها إذن ؟ كنت أود أن أتوجه إلى وزير الإعلام بالتريث في قراره بالإحالة إلى الأمن ودعوة الخبراء لمناقشة القضية للوصول إلى حل مناسب ، لكن خبرتي معه لا تشجعنى على ذلك . فعندما قابل مجلس نقابة الصحفيين رئيس الوزراء في ابريل من العام طالبت الدكتور نظيف بالمساهمة في حل قضية خلو الآلاف من بيوت ريف الصعيد من دورات المياه واضطرار النساء هناك لحبس أنفسهن حتى يحل المساء لقضاء الحاجة بالخلاء ليلا . وبعد انتهاء اللقاء الذي حضره الوزير عاتبني قائلا " حد يكلم رئيس الوزراء في كابنيهات " فقلت له " لو حضرتك وقفت على أي شباك بمبنى الإذاعة والتلفزيون اللي مكتبك فيه هتلاقى بيوت منطقة الشيخ على اللى ورا المبنى مباشرة مفيهاش مية شرب " . فقال لي الوزير عارف . فقلت له وهل تعرف " أن منطقة الكفراوى والعزاوى اللى ورا برج النايل سيتى على الكورنيش على بعد أقل من كيلو متر من مكتبك معندهمش مياه او حتى دورات مياه " . فتركنى الوزير ممتعضا مسرعا إلى سيارته المرسيدس الفارهه دون تحية أو استئذان . وقلت لنفسي حسب لهجتنا الدارجة إن " اللى ملوش خير فى جيرانه حيبقى فيه خير لسكان الصعيد " . لهذا أتوجه برسالتي لخبراء الإعلام للإدلاء برأيهم في قضية القنوات التلفزيونية الريفية عسى أن نساهم في ترشيد الظاهرة وليس منعها . http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=7&Part=1 خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان