اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قصة الفتى دحلان


Recommended Posts

قصة الفتى دحلان

الجنرال موشي دحلان

(يعجبني هذا الفتى)..

لم يكن ليصل رئيس أكبر دولة في العالم إلى هذا الإعجاب الشخصي لو لم يقدّم العقيد محمد دحلان خدمات جليلة للإدارة الأمريكية، ولم لم يطلع الرئيس الأمريكي شخصياً على تاريخ طويل من قصة الصعود (الأكروباتية) لهذا الشاب المدعوّ محمد دحلان.

هذا الكلام صدر عن الرئيس بوش في ذروة التدخل الأمريكي في القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. حيث حضر الرئيس بوش يومها إلى ((قمّة العقبة)) في حزيران/يونيو 2003، فرحاً بالنصر الذي حقّقه قبل شهرين في بغداد، عاقداً العزم على خلق أنظمة جديدة في المنطقة تتساوق مع الفكر الصهيوني وتتعاون معه، وإخماد ما تبقّى من حركات أو دول تقاوم المشروع الأمريكي في المنطقة.

كما أن هذا الكلام جاء بعد تقديم دحلان تقريراً مفصلاً عن الوضع الأمني في الضفة وغزة، عرضه أمام بوش وشارون وعقّب عليه قائلاً ((إن هناك أشياء نستطيع القيام بها))، طالباً المساعدة الأمنية الأمريكية لأجهزته. في الطريق إلى هذه ((القمّة)) قطع دحلان مسافات وحرق مراحل وقفز مراتب ورُتَب في الهرم السياسي الفلسطيني. ولكن الهرم لم يكن فلسطينياً أو عربياً فقط، بل إن كثيراً من مراحله يكتنفها الغموض؛ أو قل وضوح العوامل الخارجية المعادية.

فما قصّة هذا الصعود؟!

كل مرحلة من مراحل عمره بناها دحلان على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوي الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره وادعى الاعتقال عشر سنين وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية وادعى مساعدة أبو جهاد خليل الوزير في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء ((تَوْنَسَتِهِ)) ومنافسو زعامته و... و...

في المخيّم

منذ أن ولد محمد دحلان لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذي ترك الكثير من علامات (شقاوة) الفتيان على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب في المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال في علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبيّ المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادي غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.

39dd421c1b.jpg

هكذا كان لص البط والدجاج ومن ثم حرامي النعاج في شرخ شبابه

في الجامعة

درس محمد دحلان في الجامعة الإسلامية بغزة، وكثيراً ما اصطدم مع الطلاب الإسلاميين هناك، وذكر بعضهم أنه تعرّض للضرب أكثر من مرة فيها.

وفي الجامعة الإسلامية، التحق بحركة فتح وشبيبتها هناك، وسجّل لاحقاً كذبته الأولى> التي كان مسرحها هناك. وادعى أنه كان مؤسس الشبيبة الفتحاوية أثناء دراسته الجامعية. وقد فنّد أحد مؤسسي الشبيبة الفتحاوية هذا الادعاء، بأن الشبيبة تأسست في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة، وذكر تفاصيل ذلك بالتواريخ والأسماء والأرقام. وعلى افتراض أنه كان مؤسسها في غزة فإن هذا الكلام –حسب المسؤول الفتحاوي- مردود عليه، لأن نشوء الشبيبة في غزة كان عبارة عن انتقال ولم يكن تأسيساً.

فبعد إرهاصات التحركات الطلابية الفتحاوية عام 79/80، وردت تعليمات أبو جهاد الوزير بتشكيل نسيج طلابي، بدأ في الضفة الغربية، وسجّل صعوده في العامين التاليين.. وباختصار فقد كان مؤسسو الشبيبة من الضفة الغربية، ولم يكن منهم أحد من غزة.

الاعتقال

للعقيد دحلان قصة ((طويلة)) مع الاعتقال ساهمت في تنصيبه وترفيعه السريع داخل فتح، ولكنه كان اعتقالاً إيجابياً بالنسبة له.

وكانت هذه الفترة هي الفترة الذهبية في بناء ((الكاريزما)) الشخصية لمحمد دحلان عبر كل وسائل التلميع المتاحة، ولا يألو دحلان جهداً ولا يجد غضاضة في استخدام ((محنة)) السجن لمواجهة الآخرين..

وقد ذكر في مؤتمره الصحفي الأخير في الأردن (إثر أحداث غزة)، أنه سبق أن اصطدم أكثر من مرة مع عرفات، منها حين اعترض على تعيين د. زكريا آغا عضواً في اللجنة المركزية، وأن عرفات سأله: باسم من تتكلم؟ فرد عليه: باسم عشر سنوات أمضيتها في السجن الإسرائيلي.

في حقيقة الأمر لم يعرف دحلان السجن سوى بين الأعوام 1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها في السجون. ولم يحدث أن اعتُقل دحلان كما ادعى ((عشر سنوات)).. قال جبريل الرجوب مؤخراً إن دحلان لم يُعتقل أكثر من ثلاث سنوات.

غير أن هذا الاعتقال على ما يبدو –كما يقول جيرانه السابقون- يأتي في سياق تلميعي متقن، يهدف إلى نقل الفتى (الصايع) إلى صورة الفتى (المناضل)، ليتخرج لاحقاً بصفة (الشاب القيادي)، الذي لم يعُدْ ينقصه سوى (التَوْنَسَة) لاستكمال المواصفات ومتابعة الطريق إلى أعلى الهرم.

دور ((أبو رامي)) في التلميع

ويتذكر جيران دحلان القدامى حفلات التلميع التي كان يقوم بها ((أبو رامي))؟ مسؤول المخابرات الصهيونية في منطقة خان يونس. ومن قرأ سيرة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، سيتذكر بالتأكيد اسم ((أبو رامي))، ومعاركه وصداماته مع الدكتور الشهيد، وسوف يتذكر أيضاً كيف أن ((أبو رامي)) نزل في شوارع خان يونس يصرخ في الناس كالمجنون نافياً أن يكون الدكتور الرنتيسي قد ضربه أثناء محاولة اعتقاله.

ويومها –كما يذكر الشهيد القائد في مذكراته- لم يضربه، بل ضرب أحد الجنود معه، لكن الإشاعة بين الناس أثارت غضبه فخرج كالمجنون، يقول للناس: انظروا في وجهي، هل ترون آثار ضرب أو معركة؟!.

المهم.. قام ((أبو رامي)) هذا بدور بارز في تلميع دحلان، فكان يأتي مع مجموعاته ليلاً في الأعوام 1984 – 1985، إلى الحارة ويصرخ بمكبّر الصوت منادياً على دحلان، موقظاً جيرانه ليستمعوا إليه يشتمه ويسبّه ويناديه بألفاظ بذيئة ويقول: محمد.. إذا كنت راجل أخرج لنا..

ولم تكن بعض حفلات التلميع تنتهي بالصراخ فقط.. فكانوا أحياناً يدخلون بيته، ويعلو الصراخ من الداخل بينهم بما يقنع الجيران أنهم يضربونه.. بالإضافة إلى اعتقاله في بعض المرات لفترات بسيطة يخرج إثرها (مناضلاً). ولعلّ أخطر ما قام به ((أبو رامي)) كأداة تنفيذية لدى المخابرات الصهيونية، هو الاعتقالات التي كانت تطال مسؤولي فتح الذين كانوا أعلى من دحلان مرتبة في التنظيم، مما أدى إلى عدة فراغات تنظيمية كان ((يتصادف)) أن يملأها دحلان، فيتولى المسؤولية تلو الأخرى، حتى حان وقت الإبعاد عام 1988.

في تونس

انتقل دحلان من غزة إلى ليبيا حيث أقام فترة بسيطة، ما لبث بعدها أن انتقل إلى تونس.. ووصلها مع جبريل الرجوب فاستقبلهما عرفات هناك و((تبناهما)).. والتقطا معه صوراً فوتوغرافية تمّ توزيعها على الصحافة.. وكانوا ينادون عرفات ((يابا))..

229490da78.jpg

غير أنهما لم يظهرا في الفترة التالية.. حيث انتهت صلاحياتهما الإعلامية (عرفاتياً).. وهذه الفترة هي الأكثر حسماً في مسيرة هذين الرجلين..

يقول أحد مسؤولي الاستخبارات المركزية الأمريكة (CIA) السابقين ((ويتلي برونر)) إنه تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفي هذه المعلومات رغم انتشارها في الصحف على نطاق واسع.

في تلك الفترة –يقول أحد أصدقائه- كان يقضي الأيام مع الأصدقاء، من غير عمل سوى أنهم ((مبعدون))، كانوا يتنقلون أحياناً كما قال صديقه ((خمسة أشخاص بسيارة واحدة)) (لدى دحلان الآن 11 سيارة تتنقل معه كمرافقة أمنية، عدا عن ما يمتلك من سيارات لغير المهمات الرسمية). وقد ولّدت صفة ((المبعدون)) حقداً في نفوس العاملين في المنظمة في تونس، نظراً للدلال والارتياح الذي كان يتمتع به هؤلاء.

ولم يطل الأمر حتى استشهد أبو جهاد (وادعى دحلان أنه كان يساعد أبو جهاد في توجيه الانتفاضة).. يذكر المساعد الرئيسي لأبو جهاد وهو نابلسي يحمل الجنسية الأردنية، أن محمد دحلان جاءه أكثر من مرة ليتوسط له من أجل العمل لدى أبو عمار. فهو لم يكن يسعى للعمل في مكتب أبو جهاد، ولم يعمل أصلاً في ((القطاع الغربي)) على الإطلاق. و((القطاع الغربي)) الذي أسّسه أبو جهاد لإدارة شؤون الداخل كان معروفاً باستقلاليته الإدارية والتنظيمية.

ساهمت الاغتيالات التي شهدتها تونس (أبو جهاد – نيسان/أبريل 1988) وأبو إياد وأبو الهول (كانون الثاني/يناير 1991)، إلى صعود نجم عدد من قادة الصف الثاني (أبو مازن أبو العلاء..)، وحدوث فراغات في القيادات الشابة، وحدثت حركة ترقيات مفاجئة وغزيرة، نال المبعدون وقتها حصتهم منها.. وبات في دائرة الضوء ((العقيد)) دحلان، وعدد كبير من العقداء الذين أغدق عليهم عرفات يومها الرتب بسخاء.

بعد أوسلو

ليس بعيداً عن ذهن القارئ ما فعله دحلان بعد أوسلو حين تسلّم مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائي، وكيف كان وفياً بطريقة خرافية للاتفاقات الأمنية، وكيف تعاون مع الصهاينة من أجل الفتك بالمقاومة عبر التنسيق المذهل مع الأجهزة الأمنية الصهيونية.

هذا التنسيق دفعه، عبر الرسائل والتقارير واللقاءات والمصالح الأمنية والاقتصادية، إلى أعلى المراتب في سلطة الحكم الذاتي. من قائد لجهاز الأمن الوقائي، إلى مستشار عرفات للشؤون الأمنية إلى وزير للداخلية.. إلى ما هو عليه اليوم..

العرّاب

وانقلب العرّاب على سيده.. يتميز دحلان بعدة عوامل دفعت به إلى القيادة بالسرعة الصاروخية، وهذه العوامل هي: 1. المغامرة والمجازفة. 2. الدهاء والاستشعار. 3. التخلص من الخصوم. 4. الوفاء لمبادئه (المصالح). 5. ارتكازه واستناده على ظهر متين.

في المعركة الأخيرة رأى دحلان أن الرأس قد أينع واستوى وحان قطافه، حيث استشعر ذلك من تصريحات ومشاريع الانسحاب وانتخابات فتح في غزة..

غير أنه لاحظ فيما بعد، وبعد أن دفع بجزء كبير من رصيده، أن الكفة لا تميل لصالحه وأن الظهر الذي يستند إليه مشغول عنه، فتراجع خطوة إلى الوراء سوف يتبعها لاحقاً وحتماً خطوة نهائية، والأرجح أن تكون الضربة القاضية لأحد الطرفين المتصارعين على مطيّة فتح للاستيلاء على السلطة.

صحيح أن دحلان ليس له الآن أي صفة رسمية في فتح أو السلطة، ولكنه بدون شك الرجل الأقوى (فتحاوياً وسلطوياً) في غزة. حيث لا زالت قوة الدفع الصاروخية في جيبه وخدمته.

فما الذي ينتظر الفلسطينيين في عالم الغيب السياسي والأمني.. لا أحد يعرف تحديداً، ولكن الكل بالتأكيد يعرف أن دحلان أحد أهم لاعبي المستقبل الفلسطيني.. على الأقل المنظور.. وإن غداً لناظره لقريب..!

محمد دحلان من يموّله وكيف جمع ثروتـه؟!

ما بين ولادة محمد يوسف دحلان في العام 1961 لأسرة فقيرة في مخيم خان يونس ونشأتـه في مناخ العوز (حتى أن أهل غزة يذْكرونه جيداً بـ((البنطلون والقميص الكحلي)) اللذين كان يرتديهما لمدة شهر كامل دون تغيير) وما بين تملّكه لفندق فخم في غزة، تعيش حكايات وقصص كثيرة يعرفها الصغير والكبير في غزة عن ذلك الفقير الذي تحوّل إلى واحد من أثرى أثرياء غزة في بضع سنين قليلة. ولنبدأ الحكاية منذ وصوله إلى غزة مع دخول السلطة الفلسطينية في العام 1994 كقائد لقوات الأمن الوقائي في القطاع بعد أن أخذ يتقرّب من ياسر عرفات، والناس تشير إلى ذلك الشاب الفقير (الصايع) في (زواريب) مخيم خان يونس.

بدأت رائحة دحلان المالية تفوح بعد أن أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة، وهو الفندق المصنف كواحد من أفخم مجموعة فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط. فاستغرب أهل غزة مِن ذاك الذي كان فقيراً بالأمس القريب يتملّك فندقاً تكلفته عدة ملايين من الدولارات، ولكن جهاز الأمن الوقائي كان كفيلاً بإسكات وتعذيب كل من يهمس بكلمة عن هذا (الإصلاحي) الجديد.

لم تنته الحكاية عند هذا الحدّ بل تفجّرت بشكل كبير عندما كشفت صحيفة ((هآرتس)) العبرية في العام 1997 النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية في بنوك إسرائيلية ودولية، وكانت ثروة دحلان في البنوك الإسرائيلية فقط 53 مليون دولار.

المعابر الحدودية هي المثال الأبرز للفساد، حيث تجبي (إسرائيل) لصالحها ولصالح السلطة الفلسطينية رسوم العبور في المداخل والمخارج من السلطة ومصر والأردن إلى (إسرائيل). وهي ملزمة حسب الاتفاقيات تسليم السلطة الفلسطينية 60 في المئة من العمولات. في عام 1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم معبر ((كارني))، نحو 250 ألف دولار في الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد أن صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان قائد الأمن الوقائي في غزة في ذلك الوقت.

هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل التي تجبى من أنواع مختلفة من الضرائب و((الخاوات)) الأخرى، وفي مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطيني لمعبر ((كارني))، ويتضح أن تمويل جهاز الأمن الوقائي يتم بواسطة ضرائب مختلفة تُنقل إلى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالي مركزي. وفي سلطة المطارات الإسرائيلية، والكلام لصحيفة ((هآرتس))، تقرّر تحويل النقود إلى الحساب المركزي لوزارة المالية الفلسطينية في غزة، مما أغضب دحلان.

كما يوفر دحلان من خلال رجال أمنه الحماية الأمنية لشاحنات شركة ((دور للطاقة)) الإسرائيلية التي تدخل إلى قطاع غزة.

وتعمّدت (إسرائيل) نشر هذه المعلومات عن دحلان لحثه على تدابير أشدّ صرامة ضد حركات المقاومة، متغافلة عن أن أعوام انتفاضة الأقصى تختلف عن الأعوام التي سبقتها.

لم تقف الفضائح المالية لدحلان عند هذا الحدّ، بل تفجّرت مرة جديدة حين اشترى بيت أحد وجهاء غزة البارزين المرحوم رشاد الشوا، بمبلغ 600 ألف دولار، لكن دحلان نفى هذه التهمة (المغرضة) وقال أنه دفع ثمنه فقط 400 ألف دولار!!! ثم ذكر لصحيفة ((يديعوت أحرونوت)) أنه لا يحق لأحد أن يسأله عن ثمن البيت سوى شعبه. ونحن نسأل كجزء من هذا الشعب مِن أين أتيت بثمن بيت قيمته 600 ألف دولار بعدما كنت تسكن بيتاً في مخيم وبالإيجار؟!!

وتمضي الأيام ويذهب القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي، محمد دحلان، والذي لا يتولّى الآن أي مسؤولية رسمية، إلى جامعة كامبردج ليتعلّم اللغة الإنكليزية على أيدي ثلاثة من المختصين في إحدى أكبر وأغلى الجامعات في العالم وتحت الحراسة الأمنية. وأقام في فندق كارلتون تاور بكامبردج ذي الإقامة المرتفعة الثمن. فمن دفع له الفاتورة؟ يتضح مما سبق أن تمويل محمد دحلان يعتمد على المصادر التالية:

تحصيل الضرائب الفلسطينية،

احتكاره لبعض السلع الأساسية التي تدخل لقطاع غزة،

مساعدات أمريكية وأوروبية هائلة،

استيلاؤه على أموال وأراض فلسطينية،

وفرض خوات على رجال الأعمال والتجار.

العلاقة بين دحلان وعرفات من التزلف واضطهاد الخصوم إلى الانقلاب

الإنذار الذي وجّهه محمد دحلان لعرفات بضرورة (الإصلاح) قبل العاشر من شهر آب/أغسطس الماضي و((إلا فإن تيار (الإصلاح الديمقراطي) في حركة ((فتح)) سيستأنف الاحتجاجات المطالبة بـ((الإصلاح)) ومكافحة الفساد))، هذا الإنذار فاجأ الكثير من المطلعين على العلاقة التي كانت تجمع عرفات بدحلان، وتحرّك الأخير ضدّ كل من كان ينتقد (الرمز) عرفات، وتعذيبهم بحجّة أن الهدف من نقدهم هو نزع الشرعية عن (القيادة التاريخية) للشعب الفلسطيني.

من المعروف والشائع لدى الفلسطينيين الذين كانوا في تونس أن محمد دحلان كان من أكثر المتزلّفين لياسر عرفات بين كل من خدم في مكاتب منظمة التحرير بتونس، حتى أصبح دحلان حديث الفلسطينيين هناك لما أثاره من اشمئزاز لدى العديد منهم لكثرة تزلّفه لعرفات. وتشير بعض القيادات الفلسطينية بأنه لو لم يكن دحلان بهذا التزلّف لما وصل إلى ما هو عليه، خاصة وأنه تسلّم الأمن الوقائي في غزة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، ولا يملك أي خبرة سياسية أو عسكرية تؤهله لهذا المنصب.

في الثامن من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2001 فاجأ محمد دحلان الجميع بشدّة دفاعه عن عرفات، يوم كان يتعرّض لنقدٍ من الإصلاحيين في الشعب الفلسطيني، وقال دحلان إن المحاولات الإسرائيلية –لاحظ الإسرائيلية- لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي محاولات يائسة وستبوء بالفشل.

وأشار دحلان في نفس المؤتمر الصحفي أن ((الرئيس عرفات هو أقدر من يدير دفة العمل الفلسطيني، وعندما فشلت (إسرائيل) في تركيع الشعب الفلسطيني بدأت بث سمومها وأحلامها، وإن الشعب الفلسطيني بكل توجهاته السياسية يقف خلف الرئيس عرفات)).

وأكّد دحلان أن ((الفلسطينيين لا يتحرّكون إلا بقرار الرئيس عرفات، وإذا اعتقدت (إسرائيل) أن هناك أحداً في الشعب الفلسطيني يمكنه الالتفاف على قرار الرئيس عرفات فهي واهمة)).

ولم يكتف دحلان بهذا القدر من الابتذال بل استمرّ في نفس التصاريح المتزلّفة التي كان يطلقها منذ أن كان في تونس فقال ((إن الرئيس عرفات هو أكثر المتمسكين بالحقوق الفلسطينية، وإذا كان لدى (إسرائيل) أوهام بأن تجد قادة فلسطينيين تتلاءم أفكارهم مع أفكارها، فمصير تلك الأفكار وأولئك الأشخاص إلى مزبلة التاريخ)). وأضاف دحلان ((إن الرئيس عرفات قادر على صنع السلام لكن ليس السلام الإسرائيلي، إنما السلام القائم على تنفيذ الشرعية الدولية، لكن أن يطلبوا من الرئيس عرفات أن ينفذ الالتزامات في الوقت الذي تستمر فيه (إسرائيل) بالقتل والعدوان ودخول المناطق، فهذا غير عادل وغير مقبول)).

وختم دحلان ((الإسرائيليون إن أرادوا التوصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الفلسطيني فعليهم بالتفاوض مع ياسر عرفات، أما بحثهم عن بدائل أخرى فهذه أوهام)).

تمادى دحلان في تزلفه لعرفات حتى وصل به الأمر إلى تحريمه انتقاد عرفات وذلك في مقال له في صحيفة ((الغارديان)) البريطانية بتاريخ 2/7/2002، حين قال: ((سيكون من الخطأ انتقاد عرفات أو استبداله في وقت هو محاصر في الضفة الغربية)). ويضيف دحلان ((لا مجال للحديث عن تغيير القيادة في ظل هذه الظروف.. سأقف في صف عرفات طالما يقف ضده الإسرائيليون.. مهما كانت تحفظاتي على القرارات التي اتخذت)).

لم يطل المقام بدحلان حتى انتقل بمواقفه من عرفات مائة وثمانين درجة، متغافلاً عن التصاريح السابقة في تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأميركية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذي طالما حلم به وخطّط له في لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين، والرسالة التالية تشير لماذا انقلب دحلان على عرفات. في 13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها ((إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس بوش من وعود فإنني مستعد لأدفع حياتي ثمناً لها)). ويضيف دحلان ((الخوف الآن أن يقدم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعي ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يقدم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يُقدم على مثل هذه الخطوة)).

في اجتماع عقده محمد دحلان مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب في الأردن بتاريخ 29/7/2004 شنّ هجوماً لا هوادة فيه على عرفات، فقال: ((لقد طعنني في وطنيتي بعد أن رتبْت له استقبالاً جماهيرياً لدى وصوله إلى غزة.. صارت لدي رغبة في التحدي (...) ما بطلعله لا هو ولا غيره أن يخونني)). إضافة إلى سيل من الانتقادات وجّهها دحلان ضدّ عرفات في عدد من المجالس الخاصة والعامة.

قيادات فتح: من مع دحلان ومن ضده؟

لم تكن الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة سوى حلقة من حلقات الصراع المحتدم منذ فترة بين تيارين في السلطة الفلسطينية والتي بلا شك لا تتنازع سوى على المناصب وتقاسم الصلاحيات في فلسطين.

تيارات فتح المتناحرة والتي يدعي كل منها لنفسه الصواب والحرص على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ظهرت، واضحة وجلية في الأزمة الداخلية الأخيرة، فهناك تيار يعارض سياسة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ويعتقد أنها باتت غير فعالة ووقف على رأس هذا التيار محمد دحلان ومحمود عباس ونبيل عمرو وقيادات بارزة في فتح مثل سمير المشهراوي ورشيد أبو شباك. وهناك تيار ظل على ولائه لعرفات ودافع عنه ويتزعمه عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي للمنظمة والمجلس الثوري لحركة فتح، الذين يمسكون بالقرار السلطوي ويهيمنون على مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية، بل ويكافح هؤلاء لإبقاء الأمور على حالها دون أي تغيير أو تنازل عن مواقعهم ومناصبهم، ومن أبرزهم هاني الحسن وصخر حبش وجبريل الرجوب، وفي غزة أحمد حلس أمين سر الحركة في القطاع وموسى عرفات الذي فجر تعيينه مديراً للأمن الأزمة الأخيرة.

محمد دحلان وزير الأمن الداخلي الأسبق يعتبر وفي رأي كثير من المحللين القائد الفعلي والمنظر الأساسي للتيار الأول في قطاع غزة وإن كان ((من خلف الستارة))، إلى جوار عدد من الشخصيات مثل العقيد رشيد أبو شباك والعقيد سمير المشهراوي وسفيان أبو زايدة وغيرهم.

دحلان وفي سبيل حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الجماهيري والفتحاوي لما يدعيه بمحاولة الإصلاح ومحاربة الفساد أحاط نفسه بعدد من القيادات الفتحاوية ومسؤولي السلطة والأجهزة الأمنية، على رأس هؤلاء وقف العقيد سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح ومستشار وزارة الداخلية في غزة.

هناك من يرى في العقيد المشهراوي أنه يمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم فتح والجمهور الفلسطيني، كونه من ((القيادات النظيفة)) إلى حد ما -حسبما يرى بعض المراقبين- وقد أمضى عدة سنوات في السجون الصهيونية وتقلد العديد من المناصب والمسؤوليات في حركة فتح، وعمل مراقباً على جهاز الأمن الوقائي واعتبر مؤخراً المنظر الرئيسي لما يسمى بتيار الإصلاح في السلطة.

أما العقيد رشيد أبو شباك والذي قدّم استقالته احتجاجاً على تعيين موسى عرفات فور صدور قرار التعيين، فهو من يقف وبقوة مع دحلان، كيف لا ودحلان هو من عيّنه لخلافته في رئاسة جهاز الأمن الوقائي عقب استقالته عام 2002، بعد أن شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن الوقائي لدحلان لسنوات.

أبو شباك من مواليد عام 1954 وتنحدر أصوله من قرية ((الخصاص)) قضاء المجدل وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، انتمى لحركة فتح عام 1971 واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني من عام 1972 وحتى عام 1990 إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال عام 1990 على خلفية تشكيله الذراع العسكرية لحركة فتح ((الفهد الأسود))، وفي عام 1991 غادر إلى تونس وعمل هناك في لجنة الإشراف على قطاع غزة إلى أن عاد للقطاع عام 1994 وأصبح عضواً في اللجنة الحركية العليا لفتح، وعمل نائباً لدحلان في إدارة الأمن الوقائي إلى أن تولى مسؤولية الجهاز عقب استقالة الدحلان، وفي فترة حكومة أبو مازن أصبح مديراً عاماً للأمن الوقائي في الضفة وغزة .

إلى ذلك فإن هناك عدداً من قيادات فتح وأجهزة السلطة يعتبرون من ((مجموعة دحلان)) منهم عبد العزيز شاهين وزير التموين في السلطة الفلسطينية والذي تدور حوله أحاديث عن تورطه في الفساد ونهب المال العام وعلاقته بالطحين الفاسد الذي وزع في غزة، والغريب أن شاهين كان وإلى فترة قريبة أحد القيادات المخلصة والتي تدين بالولاء التام والمطلق لعرفات، إلا أنه وفي الأزمة الأخيرة كانت له عدة تصريحات ومقابلات انتقد فيها عرفات ونهجه في القيادة.

ومن القيادات الموالية لدحلان ولكنه يفتقد لأي شعبية جماهيرية سفيان أبو زايدة وهو عضو لجنة حركية عليا لحركة فتح، ويعمل الآن وكيل وزارة الشؤون المدنية في السلطة، وقد أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وشغل أكثر من منصب في السلطة. وهناك أيضاً العقيد ماجد أبو شمالة عضو اللجنة الحركية العليا لفتح والذي استقال مؤخراً من رئاسة جهاز المباحث الجنائية التابع للشرطة الفلسطينية.

وقد استطاع دحلان مؤخراً وعلى ما يبدو استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم، وبات معروفاً أن عبد الحكيم عوض مثلاً وهو مسئول الشبيبة في غزة ومعظم قادة الشبيبة ومؤيديها من رجالات دحلان، بل إنهم سخّروا الإذاعة المحلية في غزة ((صوت الشباب)) الناطقة باسم الشبيبة، لدحلان وما يسمى بالإصلاحيين.

وفي موازاة تيار الإصلاح هناك تيار ما يسمى بالشرعية التاريخية في فتح: والذي يرى في نفسه الجهة الرسمية ولديه ما لديه من الرمزية والشخصانية في آن واحد.

على رأس هؤلاء يقف في قطاع غزة أحمد حلس أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وهو من المدافعين عن عرفات بقوة، والذي كشفت الانتخابات الداخلية في فتح عن تراجع شعبيته، وإلى جانبه يقف عدد من قادة فتح التاريخيين أمثال الدكتور زكريا الآغا ودياب اللوح مسؤول الإعلام في فتح وهاني الحسن مسؤول التنظيم في الداخل وعباس زكي واللواء عبد الرزاق المجايدة، والذي يعد من الشخصيات العسكرية المقربة من عرفات على مدى عشرات السنين من تاريخ الثورة الفلسطينية. ويرى مقربون من المجايدة أنه رجل مخضرم ويحظى بثقة تامة من عرفات، أما موسى عرفات والذي يعد عموماً من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة الفلسطينية، حيث لم يلق تعيينه مديراً لجهاز الأمن العام ارتياحاً خاصة من ((كتائب شهداء الأقصى)) التي وصفته بأنه ((رمز الفساد))، فهو من رجالات عرفات القليلين المتبقين، ويوصف أنه ورقة عرفات الأخيرة في غزة.

كيف يحارب دحلان حماس ولماذا؟ وما هي علاقته باغتيال الرنتيسي؟

قبل وصول ((العقيد)) محمد دحلان إلى منزل آل الرنتيسي، بعد أيام من استشهاد الدكتور عبد العزيز، ازدحم الشارع بعشرات رجال المرافقة والأمن مع سياراتهم، حيث انتشروا على طول الشارع تمهيداً لوصول القائد المنتظر.. لكن محمد دحلان لم يأتِ لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد، بل أخذ يتحدث بعنجهية عن حركة حماس بعد استشهاد الشيخ والقائد ليقول: إن حماس أصبحت ضعيفة بعد اغتيالهما ويمكن القول أنها انتهت، مشيراً إلى تأخّر الرد القسامي على استشهادهما.

لم يصدر هذا التحليل عن ((العقيد)) لأول مرة في هذا المكان، بل كثيراً ما صرّح به وتمنّاه ونصح به العدو الصهيوني.

حقد على حماس

يرى محمد دحلان أن حركة حماس سوف تقف حجر عثرة في وجه مشاريعه وطموحاته إلى السلطة، وكان يتحضر دائماً للانقضاض على الحركة. وكثيراً ما حاول تفكيك هياكلها وأطرها التنظيمية والاعتداء على أعضائها وتعذيب وسجن عناصرها وقادتها، حتى تجرأ على وضع الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الإقامة الجبرية، بعد مصادرة الحواسيب والبرامج والملفات من مكتبه.

هذا عدا عن منع العمل الخيري في غزة وإقفال المؤسسات الخيرية، ضمن سياسة ((تجفيف الينابيع)) الأمريكية ضد الحركة.

في الأحداث الأخيرة، والفوضى التي اجتاحت غزة، وجد دحلان نفسه أمام خيار انسحاب إسرائيلي وفراغ سلطة (كما قال)، والتقف تصريح شارون الذي أبدى استعداده لتسليم غزة إلى أمثال دحلان.. وكان واضحاً من تصريحات الأخير أنه لن يقبل بمشاركة حماس في إدارة شؤون غزة، علماً أن حماس أعلنت أكثر من مرة رفضها المشاركة في السلطة وطرحت برنامج المشاركة في الإدارة. وكان هذا الموقف واضحاً في الاجتماع الأخير بين د. الرنتيسي ودحلان بخصوص الانسحاب الصهيوني من غزة.

وقد صرّح دحلان لجريدة ((نيويورك تايمز)) محذراً من أن تصبح غزة مرتعاً للمتطرفين، وأعلن لمجلة نيوزويك (العدد الصادر في 3 آب/أغسطس 2004): ((إن غزة يمكن أن تكون مثل كابول ويمكن أن تكون مثل دبي. إن علينا أن نغير كل شيء..)).

محاضرة ((رجال الأعمال))

مقتل العقيد راجح أبو لحية في غزة (تشرين الأول/أكتوبر 2002) تبعه توتّر أمني ملحوظ ساهم فيه الأمن الوقائي، وأراد دحلان منه تحويل الاغتيال من عملية ثأر عائلية إلى معركة يجرّ حماس إلى أتونها؛ بل إلى حرب أهلية.

وقد عبّر عن موقفه في محاضرة داخلية لرجال الأعمال في غزة، تم تسريبها إلى الصحافة، حيث هدّد بالحرب الأهلية إذا لم ترضخ حماس لمطالبه، وهدّد بحرق كل مراكز حماس إذا تم تحرق أي مركز للشرطة (وذلك إثر المظاهرات الشعبية المنددة بتجاوزات الشرطة)، وكان مما قاله: ((إذا لم تستجب حماس (وتسلّم عماد عقل المتهم بقتل أبو لحية) فليكن ما يكن))، أضاف ((أي حرق لمركز شرطة، سنقوم بحرق كل مراكز حماس، لدينا بلطجية كما لديهم، وأتوقع مزيداً من التوتّر، وإذا لم نشعر أن حماس جدية، سنبدأ حملة الاعتقالات في صفوف القتلة..)).

وفي إشارة معبّرة تستبق ما جرى مؤخراً في غزة.. صرّح دحلان في اجتماع رجال الأعمال نفسه ((إذا لم تستجب السلطة وتسير خلفنا في حركة فتح سيكون إجراء جدي من الحركة (فتح) غصباً عن السلطة..)).. كما تم توزيع تعميم داخلي يومها في حركة فتح على كوادرها يزعم أن ((الكثير لهم ثأر عند حماس، فلا يتمارون في الثأر))، وأشار التعميم نفسه إلى أن اغتيال النقراشي رئيس وزراء مصر عام 1948 كان سبباً في اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، وهذه تعتبر تهديدات مبطّنة لقيادات حركة حماس.

علاقته بالشهيد الرنتيسي

لم يتلكأ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعد نجاته من محاولة الاغتيال الأولى في حزيران/ يونيو 2003 من توجيه أصابع الاتهام إلى أولئك الذين شاركوا في الاجتماع الأمني مع العدو الصهيوني.

ذلك الاجتماع الشهير الذي عُقد قبل عشرة أيام من قمّة العقبة، والذي ضمّ عن الجانب الصهيوني شاؤول موفاز وأرييل شارون وعن جانب السلطة أبو مازن ودحلان، دار فيه حوار طويل أشبه بسيناريوهات المافيا والاغتيالات. يومها طرح شارون قتل القادة السياسيين لفصائل المقاومة الفلسطينية وسمّى: عبد العزيز الرنتيسي وعبد الله الشامي ومحمود الزهار وإسماعيل هنية ومحمد الهندي ونافذ عزام وجميل المجدلاوي. واعترض أبو مازن على ذلك، إلا أن دحلان طلب مساعدة الإسرائيليين له عبر اغتيال القادة. وقال: (إذا كان لا بد لكم من مساعدتنا ميدانياً، فأنا أؤيد قتل الرنتيسي والشامي، لأن هؤلاء إن قُتلوا فسنُحدث إرباكاً وفراغاً كبيراً في صفوف حماس والجهاد الإسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين)).

في تحليل نفسي سريع لشخصية دحلان، يتأكد للمُعاين أن خلاف دحلان مع د. الرنتيسي ليس فقط نتيجة لاختلاف المواقف السياسية والمناهج الفكرية. بل إن حقد دحلان على الشهيد الدكتور يعود لعوامل نفسية تأصلت وتجذرت وشكلت عقداً في حياة دحلان.

ولمن لا يعرف، فإن دحلان وُلد في بيت ملاصق لبيت آل الرنتيسي في مخيم خان يونس – جورة القاد، وذلك في 29/9/1961، وكانت العائلتان مترابطتين جداً.. (وهذا ما دفع والدة دحلان إلى تأنيبه بعد اقتحامها السجن لإخراج صلاح الرنتيسي منه صارخة في وجه السجانين: هذا ابني!).

وقد ذكر الكاتب إبراهيم الأمين في صحيفة السفير اللبنانية غداة استشهاد د. الرنتيسي أن الأخير ضرب الفتى محمد دحلان بسبب ملاحقته الفتيات في الحارة (وتلطيشهنّ)، وعندما اشتكى لوالده، قال له: إذا كان عبد العزيز قد ضربك فلا بد أنك قد فعلت ما تستحقه منه.

ومما يذكره المقربون من د. الرنتيسي أن دحلان كان يسعى وينتظر بالساعات الرد على موعد يطلبه مع الدكتور الرنتيسي ثم يخرج في الفضائيات ليقول ((جاءني الرنتيسي، وهاتفني الرنتيسي)).

ويذكر الأمين (جريدة السفير) أن زيارة الرنتيسي الأخيرة لمحمد دحلان قد تكون سبباً مباشراً في تسهيل عملية مراقبة الدكتور من قبل العدو الصهيوني، حيث كان الشهيد قد أجرى عملية جراحية لعينيه تخلى بعدها عن نظارته، وخفف لحيته كثيراً بقصد التمويه، بشكل ساهم في تغيير معالم وجهه.. ولم تمضِ أيام حتى اغتيل الدكتور الرنتيسي.

تهديداته للرنتيسي

كثرت التصريحات الصادرة عن دحلان والتي تهدد الرنتيسي بشكل مباشر أو غير مباشر. فبالإضافة إلى ما ذكرناه، كان يحرض رئيس سلطة الحكم الذاتي على الشهيد عبر رسائل متوالية استطاع أحد المقربين من حركة حماس تسريب إحدى هذه الرسائل الممهورة بتوقيع دحلان مرفقة بتقرير مفصّل، وهذا هو نصّها:

((الأخ الرئيس القائد العام.. تحية الوطن وبعد.. نرفق لسيادتكم مقابلة خاصة للدكتور الرنتيسي، وهي مقابلة حديثة، وسواء أنكر الرنتيسي ما جاء فيها أم لا، كما جاء في بيان حماس الذي ينفي المقابلة، فهي لم تأتِ من فراغ..)) إلى آخر الرسالة.

عدا عن الرسائل والمناشير السرية والنشرات التي تهدف إلى شقّ صفّ حماس، والتي كانت تتلقى دعماً مباشراً من الأمن الوقائي، وادعاء الأسماء العديدة مثل ((تلاميذ المهندس)) و((كوادر حماس))، والتي كانت تهاجم الدكتور الرنتيسي زاعمة أنه يريد الاستحواذ والسيطرة على قاعدة حماس، وأنه يسمي نفسه ((أسد غزة))، وأنه يسعى إلى تحييد الشيخ أحمد ياسين عن قيادة الحركة ببطء وتدرج تلقائي.

عدا عن كل ذلك فإن دحلان لم يُخفِ عداءه للرنتيسي، حيث هاجمه أكثر من مرة في تصريحاته، وقال عنه في الاجتماع الشهير لرجال الأعمال في غزة: الرنتيسي هذا الفتنة المتحركة، شخص جاهل وأميّ يظنّ نفسه الملا عمر (أمير حركة طالبان) – وهنا الإشارة الواضحة أيضاً في حقده بسبب أمور يتميز فيها الدكتور (العلم والقيادة).

ومما قاله أيضاً في محادثة هاتفية مع الصحافي جهاد الخازن نشرها في الصفحة الأخيرة ((عيون وآذان)) في تشرين الأول/أكتوبر 2002، أنه مستعد لإرسال عشرة رجال لقتل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومن ثم يقوم باعتقالهم.

وقد أكذ الخازن في رد آخر في الصفحة نفسها في تموز/يوليو 2004 هذه المحادثة، وأن دحلان هدّد فعلاً بقتل الرنتيسي، وأنه رآه في القاهرة بعد النشر وعاتبه على ما نشر، فردّ يومها الخازن عليه مذكراً إياه أنه نشر نصف ما قاله ذلك اليوم.

تهديده الدائم لحماس

يركن العقيد دحلان ويطمئن إلى القواعد التي انتهجتها حركة حماس في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وهي حرمة الدم الفلسطيني والحرب الأهلية خط أحمر، والرصاص الفلسطيني لا يوَجّه إلا إلى العدو.. غير أنه فوجئ بما اعتبره تهديداً مباشراً، واعتبرته مصادر في حماس تأكيداً على القواعد المذكورة.

فقد رشح عن إحدى جلسات الحوار الخاصة في القاهرة، حيث أثار الغبار ورفع الصوت بعد أزمة مقتل العقيد راجح أبو لحية، واتهم حماس بأنها بدأت بنهج اغتيالات وتصفيات، محرضاً الجانب المصري ضد ممثلي الحركة في الاجتماع، فشرح الصورة ممثل حركة حماس مؤكداً على الثوابت المذكورة. غير أنه أصرّ بصوت عالٍ وعدم التزام بأخلاق الاجتماعات الرسمية، فما كان من أحد مندوبي حركة حماس إلا أن عاد وأكد على الثوابت. وأردف يقول: يوم تتخلى حماس عن هذه الثوابت، فسيكون أول رأس يُطاح به هو رأسك.. فاطمئن!!.

فبُهت دحلان وسكت، وسط بسمات مكتومة على وجوه الحضور في ذلك الاجتماع.

نبذة عن ممارسات السجّان دحلان!

مع وصول دحلان إلى قيادة جهاز الأمن الوقائي تمّ اقتحام ومداهمة مئات المنازل الفلسطينية، من قبل عناصر الأمن الوقائي واعتقال الشباب الذين يشتبه بانتمائهم إلى حماس، المشهد أسوأ مما كان يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني.

ولم يتوقف المشهد الدحلاني عند هذا الأمر بل تمّ إطلاق النار على الكثير من المقاومين، وأصيب العشرات منهم بجراح، ولاقى من في السجون الأمرّين من التعذيب، فكل ما مارسه زبانية العدو الصهيوني طبّقه عناصر دحلان على أبناء حماس، وتمّ تعليق الشباب لساعات طويلة ووضع الأكياس العفنة في رؤوسهم وتوجيه الألفاظ البذيئة لهم، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وتقييدهم من اليدين والرجلين، والضرب في مناطق حساسة من الجسم، ونتفت لحاهم، وأصيب عدد من الشباب بحالة صممّ مؤقتة نتيجة وضعه في زنزانة مع فتح مسجل يبث أغاني أجنبية بصوت عال جداً، ولوحق كبار القادة وتعرّضوا للإهانة أمثال الدكتور محمود الزهار والشيخ أحمد بحر، ولقي الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة العذاب الشديد بأساليب حقيرة.

أما المؤسسات الإسلامية فكان لها نصيب كبير من الملاحقة، حيث تم اقتحام عشرات المؤسسات وفتشت مقراتها بدقة وصودرت وثائقها وملفاتها واعتقل قادتها وموظفوها وأغلقت بقرار السلطة.

ومنع الخطباء والعلماء والدعاة المسلمين الذين يشتبه أنهم مقربون من حركة حماس من الخطابة والقاء الدروس في المساجد، وعينت وزارة الأوقاف بالتنسيق مع أجهزة الأمن خاصة الأمن الوقائي عناصر موالين لها سواء في الخطابة أو الإمامة أو رعاية المساجد، وجدد رجال دحلان التدقيق في الموظفين الحكوميين ومعرفة ميولهم السياسية وتمّ فصل العديد منهم الذين اشتبه أن فكرهم قريب من حماس، وشدد في التوظيف ألا يكون المتقدم لأي وظيفة من حماس!!.

لم يخف دحلان علاقاته مع الإسرائيليين فهذا ما تقتضيه ((المصلحة الوطنية))، وبرز واضحاً مدى ثقة الإسرائيليين به، وتحت التعذيب الشديد لأعضاء في كتائب القسام أبطل دحلان عملية كبيرة داخل الكيان الصهيوني وتحديداً في شركة ((سيلكوم)) اللاسلكية وأخبر جهاز المخابرات الصهيوني عن مكان حقيبة للمتفجرات، وفي مرحلة أخرى اعتقل عدداً من المجاهدين خلال توجههم لتنفيذ عمليات استشهادية، وبفعل التعذيب الشديد أيضاً تمكن من الحصول على معلومات حول مكان رفات الجنديين الصهيونيين إيلان سعدون وآفي سبورتس الذين خطفتهما وقتلتهما حماس نهاية الثمانينات.

وأكد كثير من معتقلي حماس لدى المخابرات الصهيونية على أنهم وجدوا كثيراً من المعلومات التي حصل عليها محققو دحلان بين أيدي الصهاينة، الأمر الذي يعكس طبيعة العلاقة بين دحلان والإسرائيليين، ولم يكن دحلان ينفيها بل كان تعليقه أن الناس لا تدرك الفرق بين التنسيق الأمني والتعاون الأمني.

وشكل دحلان فرقة للقتل ضمت عناصر شابة لا تدرك حقيقة ما ترتكبه بحق شعبها، بدأت بقتل هشام مكي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني جهاراً في وضح النهار لأسباب متعددة، وكانت يده المسلطة على رقاب الناس في الردع والإرهاب، وأصبح اسم فرقة الموت يتردد في كل شارع من غزة في محاولة لتخويف الناس.

ومع أواخر التسعينات بدأ دحلان خطوات متقدمة للاتجاه إلى العمل السياسي وأوعز إلى زوجته لتصبح سيدة مجتمع بإنشاء جمعية أطلق عليها اسم ((المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني))، وأنشأ مع مجموعته نفسها مركزاً للدراسات ((ناشد)) ترأّسه خالد اليازجي الذي عيّنه فيما بعد مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية.

ويتصرف دحلان حالياً على أنه الرئيس القادم حتى ولو على قطاع غزة، ومن مشاهد ذلك السيارة الفارهة المضادة للرصاص، والفيلا المقابلة لفيلا أبو مازن قرب شاطىء البحر التي استأجرها له الأمريكان، ويرسلون له الدولارات عبر شحنات بريدية مباشرة دون وسيط بنكي حتى لا تظهر في حساباته ويغدق بها محاسيبه وأعوانه، وحوّل الفيلا إلى أكثر من وزارة بل مركزاً رئيسياً لتحركاته ونشاطاته وتحظى الفيلا بحراسة أمنية مشددة، وبدأ يسوق نفسه بين العشائر والعائلات ويزورها في المناسبات المختلفة، ويعقد لقاءات شعبية، وينادي بالإصلاح.

معارض شديد للانتفاضة.. ومعادٍ بقوة للمقاومة

تصاريح محمد دحلان ضدّ الانتفاضة والمقاومة لم تتوقف يوماً، فهذه المقاومة كانت تمثّل تهديداً مباشراً لطموحه وخططه بالسيطرة على السلطة الفلسطينية وتنفيذ مشروعه السياسي الذي ليس له حدود من التنازلات، ويظهر مدى استعداده للتنازلات من انتقاداته المستمرّة للسلطة الفلسطينية لعدم قبولها بمقترحات ((كامب ديفيد 2))، مع أن إيهودا باراك اعترف بنفسه أخيراً بأنه لم يعرض شيئاً، لكن دحلان يسعى جاهداً لنيل اللاشيء الذي حرمته منه الانتفاضة والمقاومة فشنّ الحملة الشعواء على قيادتها.

الانتفاضة جلبت الاحتلال

لم يتورّع دحلان عن توجيه انتقاد حاد للانتفاضة خلال لقاء جمعه مع جمعية رجال الأعمال في غزة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2002 وممّا جاء على لسانه في هذا اللقاء العاصف ((يجب أن تكون الانتفاضة سلمية وأخطأنا باستفزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ردود الفعل الفلسطينية على أشكال العدوان الصهيوني يجب أن تدرس في كل مرة، أنا أريد أن أساوم سياسة وأنا أول من قلت إن هدف الانتفاضة تحسين شروط التفاوض، وعندها حماس هاجمتني في بيان وأذكر أن الجميع كان يقول هدف الانتفاضة دحر الاحتلال فإذا بالاحتلال يحضر إلينا، يجب وقف قصف الهاون بالقوة، نريد انتفاضة بـ((الريموت كونترول)) ومن يدعي أننا لا نستطيع استمرار الانتفاضة بالريموت كونترول)). ورغم هذا التصريح الذي يحاول تبديد إنجازات الانتفاضة، فقد حاول دحلان قطف منجزاتها- وهو الذي طعنها في ظهرها وصدرها- حين صرّح في 3 آذار/مارس 2004 تعليقاً على خطة شارون للانسحاب من غزة ((إن الانسحاب يعتبر أكبر إنجاز حققته الانتفاضة)). فهل يستطيع الآن أن يعترف بصدق رؤية حماس للواقع؟

وفي لقائه مع رؤساء تحرير الصحف في الأردن حاول دحلان إثارة الإحباط بالنفوس من الانتفاضة من خلال تعداد المآسي فقال ((المقولات المتداولة على مستوى القيادة الفلسطينية في وصفها للشعب الفلسطيني بأنه غير قابل للانحناء بأنه كلام ما يجيب رأسماله)). وطالب القيادة بالنزول إلى رفح لترى كيف هدمت (إسرائيل) ثلاثة آلاف منزل، وإلى بقايا جنين. وأشار إلى وجود سبعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وسقوط ثلاثة آلاف قتيل خلال سنوات الانتفاضة الثلاثة. وقال إن ألفين منهم كان بالإمكان إنقاذهم من الموت –وطبعاً هو يقصد من خلال وقف الانتفاضة-.

صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية نشرت نص لقاء جرى بين دحلان، يوم كان وزير الأمن الداخلي في حكومة أبي مازن، وعاموس جلعاد، منسق شؤون الاحتلال. الصحيفة نقلت عن دحلان تعهده بأن يستتب الهدوء التام قريباً: ((قد نشهد في الأسابيع الأولى (بعد وقف النار) حادثة هنا أو هناك. لكن خلال شهر كل شيء سينتهي.. إنها نهاية الانتفاضة. خلص، انتهت وانتهت معها العمليات (المسلحة والاستشهادية)، تبقى خلايا لا تتلقى أوامر بإطلاق النار من أحد ولا من الرئيس الفلسطيني. خلال عشرة أيام ستنضم هذه الخلايا إلى اتفاق الهدنة)). ويتعهد دحلان أيضاً بمعالجة ((التحريض)) الفلسطيني على (إسرائيل) ((لن يحصل تحريض بعد اليوم)).

بدأنا العمل ضد المقاومة

نقلت الصحف في 27/7/2003 لقاء جرى بين محمد دحلان ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس. وقد طلبا منه معرفة كيف يتم الحفاظ على وقف النار. فردّ دحلان ((إني تحدثت مع 200 مطلوب، أنا شخصياً. كان هناك من أقنعتهم بوقف العمليات، وكان هناك من لم أقنعهم، ولكني حذرتهم)). كيف فعلت ذلك سألت رايس، أجاب دحلان ((مع معظمهم هاتفياً، ومع 20 سجيناً موجودين داخل السجون في (إسرائيل) تحدثت بشكل غير مباشر)).

وفي 26 تموز/يوليو 2003 نشرت صحيفة الحياة اللندنية أن محمد دحلان ناقش مع كوندوليزا رايس في واشنطن خطته التي تركز على شراء الأسلحة التي في حوزة المجموعات الفلسطينية المسلحة. وتقضي الخطة بأن يُدفع 6000 دولار لقاء كل بندقية يتم شراؤها من (المجموعات الفلسطينية المسلحة)، ويدفع هذا المبلغ الحكومتان الأميركية والبريطانية والاتحاد الأوروبي. كتائب الأقصى هاجمت في بيان لها محمد دحلان على هذه الأخبار المؤكدة ووصفته بأنه ((مشروع أمريكي-إسرائيلي))، وأنه ((شخص تم فرضه على السلطة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني)), وأكدت الكتائب عدم الثقة بمحمد دحلان عندما يتحدث عن أو باسم كتائب شهداء الأقصى.

وفي 8/8/2003 نشرت صحيفة معاريف العبرية أن محمد دحلان تعهد لكوندوليزا رايس بأن يعمل على تأميم مؤسسات حماس ومصادرة سلاح منظمات (الإرهاب). ولكن لا يبدو أن طريق دحلان سهل، ولا سيما حين يفعل عرفات كل شيء كي يضع له العصي في العجلات. وهذه الحقيقة أدت بدحلان المحبط إلى استخدام تعابير لا سابق له ضد زعيمه. وحسب تقارير عن جهات أمريكية وإسرائيلية قال دحلان ((هذا الكلب –يقصد عرفات-، هذا الكذاب، يهدم كل شيء، يفجر كل شيء، لا يسمح لنا بعمل أي شيء)).

لم يتوان محمد دحلان في لقاء عام جرى في غزة في شهر تموز/يوليو الماضي ونشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) بأن سمّى المقاومة الفلسطينية بـ((الإرهاب))، وانتقد قادة فتح وقال ((إنهم ضد الانتفاضة، وفي الوقت ذاته هم مع الانتفاضة (...) هم ضدّ الإرهاب وفي الوقت نفسه مع الإرهاب)). ونقلت الصحيفة عنه أيضاً أن الوقت حان لاتخاذ قرار ((نحن عند مفترق طرق (...) إما أن نحصل على استقلال فلسطيني، أو نذهب إلى وضع مماثل لوضع الصومال)).

في محاضر قمة العقبة التي نشرتها الصحف الإسرائيلية، ولم ينفها دحلان، قال الأخير لأرييل شارون ((نحن بدأنا العمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من حماس والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة. بحيث لو طلبتم الآن مني أخطر خمسة أشخاص فإني أستطيع أن أحدد لكم أماكنهم بدقة، وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم. ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة حتى نتمكن في المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم)). ويضيف دحلان ((أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريباً ستصبح الكتاب المفتوح أمامنا بعد تصفية أهم القيادات فيها)). [

وفي تجاهله لتأثير صواريخ القسام على (إسرائيل) والتقارير التي تحدّثت عن الانهيارات النفسية التي تحدث في صفوف الإسرائيليين من جراء سقوطه على المستوطنات، وصف دحلان إطلاق صواريخ القسام بـ((الاستهبال))، بل ووصل به الأمر إلى اتهام حماس بأنها كانت السبب وراء فرض الحصار الإسرائيلي على عرفات من جراء عملياتها. لمّا اشتدّ نقد محمد دحلان لجبريل الرجوب أصدر الأمن الوقائي في الضفة الغربية تعميماً يفضح تعاون دحلان في تسليم المجاهدين في بيتونيا، ومما جاء في التعميم ((كان محمد دحلان يعلم ويشارك في اجتماع القيادة الفلسطينية يوم الخميس 28/3/2002 والذي أفضى عن قرارات من أهمها اعتقال المزيد من المعتقلين السياسيين وبالأخص أهم عشرة مطلوبين في منطقة رام الله. وتم الاتفاق على إصدار بيان من قبل الرئيس عبر وسائل الإعلام يعلن فيه الرئيس وقف إطلاق النار وإجراء اعتقالات فورية)).

فرّق تسد

طالما حاول دحلان ضرب المقاومة من خلال إثارة النعرات الحزبية والمناطقية الضيقة وإيقاع فتح بصدام مع الفصائل الأخرى ليسهل الاستفراد بالمقاومة، وأحياناً إثارة العصبيات المقيتة داخل فتح نفسها حين يُطلِق الإشاعات عن استئثار القيادات الغزاوية (زكريا الآغا، أحمد حلس وغيرهم) بقيادة فتح مع أن اللاجئين هم أولى بحمل هذه المسؤولية، حسب تصاريحه العدائية.

يقول دحلان إن النشاط الإصلاحي داخل حركة فتح أغاظ كثيرين وأربكهم، وخاصة حركة حماس، لأن إصلاح فتح والسلطة لا يُبقي لها شيئاً لجهة مقاتلة ومكافحة فساد السلطة. وأضاف دحلان إن تياره لا يراهن على وقوف أحد إلى جواره غير حركة فتح وجمهورها، ولذلك يقول إن فتح هي التي تحركت. وزعم دحلان أن حماس تريد بقاء فساد السلطة وفتح كي تظهر في مظهر الأصلح لقيادة الشعب الفلسطيني، وتعامى عن أن حماس كانت أكثر المتضرّرين من فساد السلطة الذي تسبب في اعتقال الآلاف من مجاهديها واستشهاد بعضهم تحت التعذيب في سجون السلطة، إضافة لما لحق بالشعب الفلسطيني من أذى جراء هذا الفساد. ولم يكتف دحلان بانتقاد حماس بل أعلن معارضته العلنية لأي تحالف مع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة أحمد جبريل، وقال ((جبريل أوغل في دمائنا في طرابلس)).

إن محمد دحلان يفتقر بتصاريحه العدائية ضد الفصائل الفلسطينية وصراعاته داخل حركة فتح وتاريخه المريب الكثير من الصفات التي يجب أن يتّصف بها كل من يطرح لنفسه دوراً في قيادة هذا الشعب. فالفصائل الفلسطينية لا تكنّ له أي ودّ، ولا يملك أي نفوذ داخل حركة فتح في الضفة الغربية والشتات الفلسطيني، وهناك من يواجه مشروعه من قيادات فتح في غزة، إذاً هو ليس أكثر من زعيم ((لشلة)) في غزة.

في البداية التزمت ((إسرائيل الرسمية)) الصمت حيال ما جرى من صراع على مقاليد الأمور في حركة فتح وفي السلطة بين دحلان من جهة وبين ياسر عرفات من جهة أخرى، تمهيداً للسيطرة على قطاع غزة مستقبلاً بعد تنفيذ خطة فك الارتباط. لكن منذ البداية كان موقف (إسرائيل) معروفاً مما جرى من أحداث. فقد قال وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز تعليقاً على ما جرى ((موقف (إسرائيل) معروف، فنحن مع كل قيادة فلسطينية تكون بديلاً عن عرفات وتكون قادرة على التوصل معنا إلى ضبط الأمن على حدودنا مع قطاع غزة بعد تنفيذ خطة فك الارتباط)).

اكتفاء (إسرائيل) بالصمت أو بالتصريحات الفضفاضة إزاء ما جرى كان نابعاً من حرص إسرائيلي على عدم التخريب على دحلان كما قال وزير القضاء الإسرائيلي يوسيف لبيد، الذي قال ((نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة في قطاع غزة ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألا نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً))، على حد قول لبيد. رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون علّق بشكل عام على ما يجري أمام وزرائه منوهاً إلى ما يعتبره ((إنجازاً كبيراً)) حيث قال ((هناك البعض حتى من بين الوزراء الذين يجلسون حول هذه الطاولة من شكك في صوابية الخطوة التي أقدمت عليها عندما أعلنت أنه يتوجب تغيير قيادة السلطة الفلسطينية وباستبدالها بقيادة تكون قادرة ومستعدة للتجاوب مع مصالحنا الأمنية، وهاهم بعض الفلسطينيين يتوصلون إلى نفس القناعة التي حاولت القوة الإسرائيلية تجسيدها على أرض الواقع)).

لكن بخلاف ما كان يتمناه فلم يصمت الإسرائيليون طويلاً كعادتهم، وفاجأوه بالحديث عن حقيقة الاتصالات التي ربطته بهم عندما كان يشرع في تنفيذ خطته الهادفة للسيطرة على حركة ((فتح))، ومن ثم على السلطة الفلسطينية بشكل كلي. فقد كشف مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي دوف فايسغلاس أن اتصالات حثيثة جرت بين دحلان واثنين من أكثر قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية تطرفاً في قمع الفلسطينيين، ومن ناحية ثانية يُعتبران من أكثر المراهنين على دور دحلان لتحقيق الأهداف الإسرائيلية.

فقد تبين أن دحلان يجري اتصالات مع كل من آفي ديختر، رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية ((الشاباك))، وهو الجهاز الذي يتولى بشكل عملي مهمة قمع الشعب الفلسطيني، والتصدي لمقاومته الباسلة، فضلاً عن أن ديختر –وبخلاف بقية قادة الأجهزة الأمنية- مازال يدعي أن القوة العارية وحدها القادرة على وقف المقاومة.

أما الثاني فهو الجنرال عاموس جلعاد، مسؤول قسم التخيط السياسي في وزارة الحرب الصهيونية، وهو من كشف زميل سابق له بأنه قام بـ((فبركة)) تقييمات استخبارية من أجل إقناع الحكومة الإسرائيلية بأن رئيس السلطة الفلسطينية ليس أهلاً لأن يكون شريكاً للدولة العبرية في أي تسوية سياسية، إلى دعوة جلعاد إلى قتل عرفات. فهل كانت مجرد مصادفة أن يختار دحلان الاتصال بهذين المتطرفين من بين قادة الاجهزة الأمنية؟

رهانات إسرائيلية علنية على ما جرى

الذي كان بادياً للعيان منذ أن انطلقت حركة التمرد التي أعلن دحلان تأييدها لها، هو استغلال (إسرائيل) لها في كل المجالات، على الشكل التالي:

1- حرص الناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية على استغلال عمليات حرق المؤسسات العامة واختطاف المسؤولين، وهي عمليات قام بها من يتسترون بدعوات الإصلاح في الساحة الفلسطينية في شن حملة إعلامية دعائية، بالقول أن مثل هذه التصرفات تثبت أن الفلسطينيين لا يستحقون الحصول على دولة، وكيان سيادي، كما قال ذلك صراحة وزير الدولة الإسرائيلي عوزي لانداو.

2- تشتيت جهد المقاومة: التقييمات التي أعدتها المؤسسات الاستخبارية الإسرائيلية في مطلع الأحداث أكدت أن هذه الأحداث ستفيد الدولة العبرية، إذ إنها ستعمل على تشتيت جهود الفلسطينيين وبالذات حركات المقاومة، حيث إن هذه الأحداث ستشد الأذرع العسكرية في هذه المرحلة أو تلك للانخراط فيها، وترك المواجهة مع (إسرائيل). وسائل الإعلام الإسرائيلية حرصت على ترديد البيانات التي يطلقها الفرقاء في فتح من أجل تشجيع مواصلة الاحتكاك. وتطوعت وسائل الإعلام الإسرائيلية لإجراء عشرات المقابلات مع ممثلي الفريقين لتحقيق نفس الغرض دون أن يعي أي منهم خطورة ما يقدمون عليه. في الوقت نفسه فإن انخراط عناصر الأجهزة العسكرية في الأحداث يسهّل عمليات رصدهم وإلقاء القبض عليهم والمسّ بهم، بسبب ميلهم للتحرك بشكل أكبر وعلني فيتم رصد تحركاتهم من قبل العملاء والمنظومة الاستخبارية الإسرائيلية التي تعمل على مدار الساعة.

3- المسّ بصدقية حركات المقاومة: أكد عدد من المعلقين الأمنيين والمختصين بالشؤون الفلسطينية من الصحافيين الإسرائيليين أن الأحداث عملت على المسّ بصدقية الحركات الفلسطينية في أوساط الرأي العام الفلسطيني. وأشار روني دانئيل مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن القيادات العسكرية الإسرائيلية تبدي ارتياحها لأن انشغال جهات تدعي انتسابها إلى أذرع عسكرية يؤدي في النهاية إلى المسّ بصدقية هذه الأذرع، وبالذات ((كتائب شهداء الأقصى))، حيث نشط معسكر دحلان وكذلك موسى عرفات في تجنيد الكثير من منتسبي الأجهزة الأمنية الذين ادعوا أنهم أعضاء في ((كتائب شهداء الأقصى)).

4- فرض جدول أولويات جديد للشعب الفلسطيني: وهناك نقطة أبدى الإسرائيليون ارتياحهم لها، وهي حقيقة أن الأحداث الأخيرة فرضت جدول أولويات مغايراً للشعب الفلسطيني. فبدلاً من التركيز على مقاومة الاحتلال والتجند لمواجهته تمّ إلهاء الناس بالحديث عن ((الإصلاح)) المزعوم.

هناك بعض المراقبين من قال إن التدخل الإسرائيلي في الصراع داخل فتح تعدى مرحلة الرهان إلى مرحلة التدخل العملي والتنسيق مع معسكر دحلان. ومنهم من قال إن تعمد (إسرائيل) تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالذات أثناء بدء عملية التمرد، كان الهدف منه منح المناخ المناسب لحركة دحلان بالنجاح.

لكن على كل الأحوال فقد أقرت (إسرائيل) بفشل مخطط دحلان وانهياره بشكل كبير. وقد ادعى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي أهارون زئيفي فركش، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن حركة دحلان فشلت، لأنها بدات مبكرة ولأنه لم يستخدم كل قوته في المواجهة. لكن ما لم يقله فركش هو أن الشعب الفلسطيني هو الذي أحبط هذه الحركة، لانه يعي أن الذين يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد ليسوا أقل فساداً من خصومهم.

موضوع قدييييييييييييييم للتذكير فقط

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      دحلان والإعلام الفتحاوي! لمى خاطر يبدو أن هذا العام سيكون –على النطاق الفتحاوي- عام التصفيات الداخلية لحسابات متباينة داخل الحركة، أطرافها قيادات الصفّ الأول، وتحديداً عباس ودحلان، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات كبيرة على الحركة كون الاثنان يتمتعان بنفوذ واسع داخلها ويكادان يتقاسمان مفاصل الهيمنة فيها. وبغضّ عن النظر عن خلفيات الخلاف الحقيقية، وأسباب الإصرار على استبعاد دحلان نهائياً ومعه كل أتباعه، فإنه من غير المتوقع انتهاء الإشكالية سريعاً، والنجاح في تحييد دحلان وأتباعه فتحاويا، فإن ك
    • 0
      اغتيال عرفات وكمال مدحت وقضايا جنسية... "المركز الفلسطيني للإعلام" ينفرد بكشف محاضر التحقيق مع دحلان [ 14/07/2011 - 12:59 م ] رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام حصل "المركز الفلسطيني للإعلام" على محاضر سرية وشهادات تكشف أسرار ملفات التحقيق مع عضو اللجنة المركزية السابق في حركة "فتح" والمفصول من عضوية الحركة محمد دحلان، وقد كشفت هذه المحاضر والشهادات خفايا تنامي الخلاف بين عباس ودحلان والعديد من قيادات سلطة رام الله والمقربين من عباس.
    • 0
      فصل دحلان وقصة الشـراكة مع عباس <P align=center> ياسر الزعاتره <P align=center> 20/6/2011 طوال سنوات، ربما امتدت ما بين عام 2002 وحتى وقت لا يبدو بعيداً، كان مصطلح (عباس- دحلان) سائداً في الخطاب السياسي، لكأننا إزاء ثنائي لا تنفصم عراه، فهو الثنائي الذي توحد في مواجهة الراحل ياسر عرفات، بدءاً بمحاولة انقلاب مسلح عليه نفذها دحلان ودعم عباس، وربما قبل ذلك عبر رفض ما يعرف بعسكرة الانتفاضة، وليس انتهاء بالهجوم المتواصل على حركة حماس. من الواضح أننا إزاء
    • 6
      <DIV align=center><FONT size=6><FONT color=navy>دحلان يشن هجوماً عنيفاً على عباس ويتهمه بالفساد المالي والإداري</FONT></FONT></DIV><BR> <DIV align=center><FONT size=6><FONT color=#000080></FONT></FONT></DIV><BR><BR><BR> <DIV align=center><IMG src="http://images.alarabiya.net/5e/e6/436x328_32479_152797.jpg"> </DIV><BR> <DIV align=center><FONT size=4>محمود عباس ومح
    • 0
      كتب د. طلال الشريف هناك فارق كبير بين السياسة والفهلوة، السياسة هي المصالح العامة .والفهلوة هي مصالح خاصة. في الصراع العربي الاسرائيلي أعيتنا طويلاً حال السياسيين العرب عامة وحال السياسيين الفلسطينيين خاصة. لمدة قرن من زمن الصراع يصيبنا الدهول عند مراجعة ماجرى من تصرفات وما كان من نتائج. لمدة قرن من الزمان تغيب السياسة وتمارس الفهلوة ، تحارب الكفاءة وتنتعش الشللية على قاعدة القبلية العشائرية والولاء وتصادر الحقوق وتنحرف الواجبات. الفهلوة تعني الارتجال وعدم تقدير المسئوليات في العمل العام وا
×
×
  • أضف...