لا تــزال دافـئة

[قلب الأسد]

أجبرت أحداث المسرح الروسية ـ والتي قام فيها مجموعة من مقاتلي الشيشان باحتجاز رهائن من الروس و الأجانب الذين كانوا يشاهدون أحد العروض المسرحية و ما تلاها من تصرف وحشي أحمق من جانب القوات الروسية لإنهاء قضية الاحتجاز ـ أجبرت وسائل الإعلام العالمية على النظر مجددا في القضية الشيشانية و التي كانت على وشك الانتهاء إعلاميا بل إعادة النظر برؤية جديدة إلى هذه القضية و في هذا السياق قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية خلف عملية احتلال مسرح موسكو والمأساة التي انتهت اليها بعدما استخدمت القوات الروسية سلاحاً كيميائياً لإنهاء احتجاز الرهائن، تجري منذ سنوات جرائم لا تقل بشاعة في الشيشان وفي ما بعد 11 أيلول الأميركية، والحرب الأمريكية على الإرهاب لم يعد أحد يعير اهتمامًا لما تفعله روسيا ضد مرهبيها.

و تنقل الصحيفة عن سيدة شيشانية التي ألقتها الصحافية البولندية كريستينا ريدليتش في مكان ما في الشيشان، أن تفجير الناس تكتيك جديد بدأت تقوم به القوات الروسية في تعاملها مع النزاع وأكثره فظاعة ما جرى في قرية مسكير يورت في الثالث من تموز عندما تم جمع 21 شخصا من الرجال والنساء والأطفال، وتفجيرهم معا، وإلقاء أشلائهم في حفرة.

ومن وجهة نظر هؤلاء الجنود، فإن هذا الإجراء عملي، فهو يحول دون إمكانية إحصاء عدد الجثث، وربما حتى إمكانية العثور عليها لكن ذلك لم ينجح تماما، فمنذ ان حل الربيع، والكلاب تنبش أشلاء بشرية في أنحاء متفرقة من الشيشان.

لكن الأساليب التقليدية مستمرة في قرية كراسنوستيبنوفسكويا، تم العثور في التاسع من أيلول على جثث عارية لستة رجال رؤوسهم ملفوفة بأكياس بلاستيكية. وفي حزيران، عثر على قبر جماعي يضم أشلاء 50 جثة قرب القاعدة العسكرية في خانكالا. الجثث كانت مشوهة. ومنذ شباط، جرى العثور على مقابر جماعية قرب غروزني، شيشان يورت، قلعة خان وارغون.

منذ بدء الحرب في كانون الاول العام 1994، والسيدة الشيشانية تراقب بكاميراتها تستعرض أمامك الصور وكأنها من ألبوم عائلي تشير الى جثث عثر عليها في مقبرة جماعية مؤخرا الجثث لم تتآكل، لكن التمزقات على الأجساد تشير إلى أن الكلاب نهشتها من الصعب معرفة الحقيقة فالناس لا تريد ان تتكلم البعض يخشى أن يكون الضحية المقبلة.

و تضيف الصحيفة فتنقل عن منظمة الجمعية من اجل العلاقات الروسية الشيشانية، بالتعاون مع منظمة هيومان رايتس ووتش الى انه في الفترة الممتدة ما بين 15 تموز و15 آب الماضيين، قتل 59 مدنيا بالرصاص، وخطف 64، وأصيب 168 بجروح خطيرة وتعرض 298 للتعذيب العديد من الرجال اختفوا بعدما احتجزهم الروس. وأطلق الرصاص على آخرين فورا.

وفي العام الحالي وحده، تعرضت منطقة شيشان أول التي تعتبر معادية لعشرين عملية تطهير وعادة، تنفذ هذه الغارات، القوات المسلحة الاتحادية خصوصا وحدات والقوات الخاصة التابعة للشرطة، ووحدات سبيتسناز التابعة للجيش. وهي قد تنفذ في أي وقت، وعادة تقوم الدبابات والعربات العسكرية المدرعة بتطويق القرية. وبينها هناك عربة تعرف بأنها سيارة التطهير المعدة لاغراض التعذيب.

والتعذيب هو الوسيلة المثلى لجمع المعلومات، من خلال اعتقال المدنيين عشوائيا وانتزاع ما يمكن انتزاعه منهم حول الثوار.

وفي أفضل الحالات، تتحول المداهمات الى عمليات سلب واسعة السيارات والثلاجات وأجهزة التلفاز والمجوهرات والاموال والملابس وهناك أيضا اسوأ الحالات، وهو الغالب تقول زهرة، من قرية اينيكالوي، ان 100 عربة عسكرية، جاءت محملة بالجنود، فهرعنا لملاقاتهم بأوراقنا الثبوتية وإذا كان الجنرال فاقد الصبر فقد يقتلك فورا او يعذبك وأحيانا يأخذونك معهم.

دخل عشرون منهم المنزل بكامل أسلحتهم وأقنعتهم. وكعادتهم، تروي الشابة الشيشانية، كانوا قذرين، وتفوح منهم رائحة الفودكا أطلقوا اللعنات، والرصاص بين أقدامنا، ومزقوا أوراق هويتي التي كلفتني ثروة لاحصل عليها.

ثم انتقلوا إلى منزل عائلة ماغوميدوفا المجاور سمعنا اطلاق نار وصرخات الفتاة امينات [15 عاما]، وصياح شقيقها اتركوها، اقتلونا بدلا منها ثم سمعنا المزيد من اطلاق النار وعبر النافذة، شاهدنا جنديا نصف عار مستلقيا فوق امينات المضرجة بدمائها وكان جندي آخر يحثه هيا عجل فيما لا تزال دافئة.

يعترف الروس بأن حوادث كهذه تحصل في الشيشان وبالفعل تصدر عن المؤسسة العسكرية بلاغات تحظرها.

احيانا، يتمنى الناجون لو انهم قتلوا، مثلما جرى في قرية زيرنوفودسكا في الصيف الماضي، حيث اجبر الرجال على التجمع في حقل لمشاهدة نساء القرية يتعرضن للاغتصاب وعندما حاول رجالهم الدفاع عنهن، قيدوا بعربة مدرعة، واغتصبوا هم ايضا.

وبعدها، التحق 45 رجلا منهم بصفوف الثوار في الجبال.

و تختم الصحيفة بنظرتها إلى الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف و تصفه بأنه يعتبر اقل تشددا اسلاميا من فصائل ثوار تمردت عليه و تقول الصحيفة أنه الآن، اعاد تجميع صفوفه واستعاد تلك الفصائل، وبات، كما تظهر شرائط فيديو يصدرها الثوار، أكثر تطرفا فالوحشية الروسية في الشيشان، عززت التشدد على حد تعبير الصحيفة في صفوف الثوار.

:mad: :mad: :mad:

[Cleo]

اللهم نشكو لك تخاذل حكوماتنا .... و قيلة حيلتنا..... و هواننا على الناس ....!!!!

حسبى الله و نعم الوكيل ...!!!!