اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قبل اغتيال الحلم الفلسطيني


Recommended Posts

قبل اغتيال الحلم الفلسطيني

بقلم : أسامة سرايا

في هذه اللحظة الدقيقة فلسطينيا وعربيا‏,‏ لم يعد هناك وقت للبكاء علي الحلم الفلسطيني الضائع‏,‏ أو وقت للغضب والخوف والتشاؤم‏.‏ فالواقع أن مايعيشه الفلسطينيون‏,‏ ومايجري بينهم الآن يفرض عملا جديدا‏.‏ فمن رحم المعاناة يبدأ تصحيح الأوضاع‏.‏

ولكي يكون عملنا مؤثرا وقادرا علي تصحيح أوضاع قضية كبري بحجم قضيتنا الفلسطينية فيجب أن نعرف ما حدث بالضبط‏,‏ وأن يجري تحقيق شامل لكشف مرتكبي هذه الجريمة‏,‏ وتقديمهم للمحاكمة‏,‏ حتي تبرأ الساحة الفلسطينية من التهمة التي سوف تكبر مع الأيام لأن وجع الانشقاق الداخلي أكبر وأكثر تأثيرا وعمقا في جسد الوطن وأهله من آثار النكبة وغبار النكسة‏.‏

واقعة غزة

وعندما نعود إلي تسلسل الأحداث نجد أنه كان واضحا‏,‏ في يوم الجمعة‏8‏ يونيو‏,‏ أن الفصيلين الرئيسيين المشتركين في الحكومة‏(‏ فتح وحماس‏)‏ يتجهان إلي الحسم العسكري‏,‏ فالمتحدثون باسم حماس احتشدوا خلال خطب الجمعة وخاضوا الجولة العسكرية السابعة بين الحركتين علي امتداد عام‏.‏

وفي محاولة لتدارك الموقف استدعت مصر جميع الفصائل‏,‏ لوضع حد لانهيار الاتفاقات بينهما‏,‏ بعد ان سقط‏82‏ قتيلا في شهر مايو الماضي وحده‏.‏ وكما تشير المعلومات الدقيقة فإن تيارا تكفيريا داخل حماس قرر اختطاف الحركة بالكامل قبل هذه الجولة‏,‏ وسوف تكشف التحقيقات عن أن هذا التيار لا يؤمن بالديمقراطية‏,‏ وأنه مرتبط ماليا وتسليحيا بأجندة إقليمية ومخترق فكريا بالقاعدة‏.‏ وقد بدأ ظهوره داخل حماس منذ أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين قائد هذه الحركة‏,‏ والذي كان يتميز بحسه الوطني العالي‏.‏ ففي كل المرات‏,‏ التي شهدت صداما بين الفصيلين‏,‏ كان الشيخ الشهيد يشكل صماما للأمان ومرجعية تمنع الاقتتال‏,‏ والأهم من ذلك أنه كان يشكل هو وفريقه السياسي القدرة علي الرقابة والسيطرة علي الجهاز العسكري لحماس‏,‏ ولكن بغيابه توحش هذا الجهاز‏,‏ وتراجعت القيادة السياسية إلي الخلف‏,‏ وفقدت تدريجيا قدرتها علي التأثير‏,‏ وزاد الأمر تعقيدا بعد اتفاق مكة في فبراير‏2007,‏ حيث استثمرت بعض قيادات حماس‏,‏ التي أضيرت من الاتفاق وتم عزلها‏,‏ هذه الحالة لقيادة انقلاب عسكري داخل الحركة‏.‏ ولم تدرك نظرا لضيق أفقها أنها وضعت حركتها بل والقضية الفلسطينية ك

لها في مأزق كبير‏.‏ كما أنها كشفت الغطاء عن المستور من الحركات المسماة الإسلامية والتي تعمل في المجال السياسي ضمن حركات المقاومة‏.‏ وأكدت بدون وعي كل المخاطر والمخاوف التي كانت تكتنف كل المراقبين من هذه الحركات‏.‏

ولاشك أن الصدام العسكري قد كشف هذه الحركة علي حقيقتها‏.‏ فهي تستخدم أسلوب الإرهاب في القتل والترويع‏,‏ وهو أسلوب تنظيم القاعدة‏.‏ حيث نشروا ـ علي سبيل المثال ـ أحد مشاهد التنكيل بقائد من حركة فتح‏,‏ جروه جريحا‏,‏ وأطلقوا النار عليه‏,‏ وركلوا الجثة بالأقدام‏,‏ والغريب أنهم كانوا يرقصون حول الجثث ويهتفون لحماس ـ وقد اعتمدوا علي قوة عسكرية خارجة عن نطاق السيطرة الفلسطينية الكاملة‏,‏ وهي ميليشيات مسلحة‏(‏ مثل القسام والقوة التنفيذيه لحماس‏)‏ والتي حصلت علي دعم خارجي وتسليحي‏.‏

وتشير الأرقام إلي وجود‏(5‏ ألوية كل لواء‏3‏ كتائب ووصل عددها إلي‏30‏ ألف مسلح‏),‏ وكل ذلك من الممكن قبوله وتصوره في ظل احتلال إسرائيلي‏,‏ وكان السلاح محكوما بمرجعية سياسية عاقلة‏,‏ ووطنية رشيدة‏.‏ ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه في الوقت الذي التزمت فيه حماس منذ مارس‏2005‏ بالتهدئة مع الإسرائيليين‏,‏ فإن هذه القوة المتضخمة والمتوحشة وجهت سلاحها للداخل الفلسطيني‏.‏ وبدعوي الاستعداد لمواجهة الغزو أو الاقتحام الإسرائيلي حفرت هذه القوات العديد من الأنفاق‏,‏ التي خزنت فيها المواد المتفجرة التي تبين في الأسبوع الماضي‏(10‏ إلي‏14‏ يونيو الحالي‏)‏ أنها استخدمت لتفجير مقار الأمن الوطني والسلطة الفلسطينية‏.‏

عزلوا هنية وتياره السياسي قبل الانقلاب

وكان من الواضح أن التيار الانقلابي والدموي الذي اختطف حماس قام بعزل وتهميش رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية والمجموعة المرتبطة به‏,‏ ثم استدعته هذه الجماعات علي عجل ليذيع بيانه‏.‏

ويجب أن نستفيض في شرح ما حدث في غزة خلال الأيام الماضية لأن هذه الجريمة يجب ألا تضيع معالمها بدون محاكمة مرتكبيها‏,‏ لأن الوحشية التي نفذت بها عملية الانقلاب غريبة علي الشعب الفلسطيني‏,‏ وليس من المتصور ان يصل الفلسطينيون إلي هذا المستوي الأخلاقي المتدني‏.‏

إننا نعلم أنه في الحروب والاضطرابات يفقد الناس السيطرة علي مشاعرهم وتصرفاتهم‏,‏ لكن ان يصلوا إلي هذا المستوي‏,‏ وهم شعب واحد فيقتلون الجرحي‏,‏ بينما النساء تزغرد‏,‏ فهذا أمر وحشي كله نذالة ودونية‏.‏ ولقد تمادي المنتمون إلي حماس في أساليبهم الإجرامية فأخذوا يقذفون منازل الفلسطينيين بصواريخ الـ‏(‏ ياسين‏),‏ والقذائف المضادة للدروع‏,‏ ويقتلون الأفراد أمام أسرهم‏..‏ والأبناء أمام أمهاتهم‏,‏ ويقتحمون المستشفيات‏,‏ ويقتلون الجرحي‏,‏ ويقومون بالتمثيل بالجثث في الشوارع‏,‏ بل ويلقون الجنود من سفوح الابراج المرتفعة‏,‏ وتعد واقعة الجندي البسيط محمد السواركي نموذجا صارخا لهذا الإجرام‏.‏

والأدهي والأكثر مرارة والذي يجب أن يوضع تحت رقابة لجان التحقيق هو أن الانقلابيين أوميليشيات القسام والجماعات العسكرية المرتبطة بها‏,‏ قد استخدمت أو أعادت استخدام الأساليب نفسها التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مشهد مروع سوف يظل يستصرخ كل الضمائر الحية‏,‏ ويناديها لمحاكمة القتله والمجرمين بعد ثلاثة أيام من محاصرة وقصف أحد المقار الأمنية أجبرت خلالها الميليشيات المسلحة لحماس أعضاء الجهاز الأمني الذي استسلم لها علي خلع ملابسهم كاملة‏,‏ والركوع امامهم وكأنهم جيش احتلال بغيض‏,‏ في مشهد يعيد للأذهان بربرية جنود إسرائيل في سجن أريحا‏,‏ عندما اختطفوا السجناء‏,‏ ومنهم امين الجبهة الشعبية سعدات‏.‏

إن المسجونين والصور والمشاهد والجرائم كثيرة ويجب رصدها بدقة‏,‏ ونحن هنا في مصر لا ننسي انهم دمروا تمثال الجندي المجهول رمز الشهداء المصريين‏,‏ الذين سقطوا دفاعا عن شرف العروبة وحق الفلسطينيين في الحياة والدولة‏.‏ والفلسطينيون بالقطع لن ينسوا لهم إنزال الأعلام الفلسطينية‏,‏ واقتحام بيوت رموز النضال الفلسطيني عرفات أو أبو جهاد‏,‏ والهجوم علي دير الوردية‏,‏ ومدرسة اللاتين‏,‏ وهما من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط‏.‏

وإذا كان العبء الأكبر للجريمة سيقع علي فصيل حماس الذي سمح للتكفيريين والمتطرفين بتغييب الحقيقة ووقع أسيرا للتطرف والأجندات الخارجية‏,‏ فإن هذا لا يعني إعفاء باقي الأطراف الفلسطينية من مسئوليتها عما حدث‏.‏ فالجميع مسئولون أمام محكمة التاريخ في تلك القضية الحساسة‏,‏ التي ستكون امتحانا حقيقيا للشعب الفلسطيني‏,‏ لكي يصحح مساره‏,‏ إذا أراد الحفاظ علي أعدل قضية في التاريخ والدفاع عنها‏.‏ ونحن هنا نساعده لكي يصحح نفسه بكل أمانة‏.‏ لأننا نريد له الانتصار علي عدوه وعدونا الذي احتل أرضه‏,‏ ويرفض أن يسلم له بحقوقه‏,‏ والبعض منا يساعده‏,‏ أو يهزمنا داخليا‏.‏

أخطاء الرئيس أبومازن

أما عن الأطراف التي تتحمل المسئولية عما حدث‏,‏ ففي مقدمتهم الرئيس محمود عباس أبومازن من خلال استخدام صلاحياته واتخاذ القرارات في الوقت المناسب‏..‏ فلقد كان عليه أن يستجيب لنبض الشارع الفلسطيني بإجراء انتخابات مبكرة‏,‏ وبإصلاح وضع السلطة الفلسطينية‏,‏ ومقاومة الفساد ورموزه‏,‏ وأن يرغم حركة حماس‏,‏ شريكه في السلطة‏,‏ علي لجم التيارات المتطرفة داخلها قبل أن تستفحل وتلتهم الحركة كلها‏,‏ ويحد من ظاهرة التدخل الخارجي في الشأن الفلسطيني‏,‏ وأن يأمر حماس بتفكيك التنظيمات التي جهرت علنا بانتمائها للقاعدة مثل جيش الإسلام الذي اختطف الصحفي البريطاني‏(‏ آلان جونستون‏),‏ وشارك في أسر الجندي الإسرائيلي‏(‏ جلعاد شليط‏).‏

وفي الوقت الذي كان فيه الشارع الفلسطيني يقف خلف الرئيس محمود عباس ويمنحه التفويض الذي انتخب علي أساسه‏,‏ كانت حسابات التوازن الداخلي والخارجي تشل قدراته علي الفعل حتي وقعت الكارثة الفلسطينية التي لن يسلم منها أحد‏,‏ وسيدفع الجميع ثمنها غاليا‏.‏

دور إسرائيل في الكارثة‏!‏

وتتحمل إسرائيل مسئولية كبري في تلك الكارثة التي سوف تؤثر عليها وعلي المنطقة كلها‏..‏ كما أنها مسئولة عن وصول الأمور إلي حافة الهاوية‏,‏ وتفاقم الصراعات وذلك باستمرار احتلالها أراضي فلسطين بل أنها لعبت دورا مباشرا في الفترة الأخيرة للوصول إلي هذه النقطة الحرجة‏,‏ باستمرارها ببثها دعايات غير حقيقية عن دعمها للسلطة الفلسطينية‏,‏ بينما هي في حقيقة الأمر تعمل علي إضعافها أمام الفرقاء في الساحة الداخلية‏,‏ كما بثت أخبارا كاذبة عن دعم مصري عربي وتسليحي للسلطة الفلسطينية‏.‏ وقد استخدم التيار الانقلابي هذه الدعايات المغرضة والمسمومة كذريعة لتنفيذ انقلابه‏,‏ بدعوي القيام بحرب استباقية في مواجهة هذا المشروع المزعوم‏.‏

كيف تري مصر الأزمة؟‏..‏ وما هو دورها المستقبلي ؟

ومن المفارقات أنه في مواجهة هذه الاتهامات الباطلة‏,‏ تحملت مصر بكبرياء وشمم‏,‏ كل الدعاوي المغرضة‏,‏ التي كان منها قيام لجنة في الكونجرس الأمريكي بحملة صهيونية محمومة للمطالبة بمعاقبة مصر‏,‏ بدعوي مسئوليتها عما يسمي غض الطرف عن التسليح الواسع النطاق الذي حصلت عليه حماس بكميات هائلة من المتفجرات والذخائر‏,‏ والتي أخلت بميزان القوة الداخلي‏.‏

والمؤسف أن هذا الادعاء يأتي في الوقت الذي تحرص فيه مصر علي منع اندلاع أي محاولة للاقتتال الداخلي‏,‏ كما أنها عرضت سمعتها ومكانتها لمخاطر جمة عندما بادرت بتكليف فريق أمني لمدة أكثر من عام ونصف العام علي أعلي مستوي‏,‏ بالإقامة الكاملة في غزة‏,‏ والتفرغ التام لنزع فتيل كل أزمة يمكن أن تحدث بين الفرقاء في غزة‏.‏

وتحملت مصر بكبرياء التجاوزات التي حدثت‏,‏ ومست مكان الوفد الأمني في الوقت الذي حرض فيه هذا التيار الانقلابي في حماس بعض التنظيمات المرتبطة به من الباطن‏(‏ اللجان الشعبية وكتائب صلاح الدين وغيرها‏)‏ بافتعال مشكلات مع السفارة المصرية‏.‏

وتكررت محاولات اختراق الحدود‏,‏ ووصل الأمر لقتل جنود مصريين علي الحدود في رفح ولم تقبل القيادة المصرية القيام بأي إجراءات رادعة لإدراكها أن الفلسطينيين هم المتضررون وليس أفراد الميليشيات‏.‏

والحقيقة أن الدور المصري تجاه الأوضاع الحالية ينحصر في النقاط التالية‏:‏

{‏ العمل علي استعادة ورد الاعتبار للقضية الفلسطينية نفسها‏,‏ إذ لا يمكن السماح لأي فصيل مهما كان وزنه أن يكون أكبر من قضية شعبه‏,‏ أو أن يسيء إليها‏..‏ فالمعيار للوطن وللقضية‏,‏ وليس الفصيل وميليشياته‏.‏

{‏ من واقع التزام مصر الثابت تجاه الشعب الفلسطيني أيا كان من يحكمه‏,‏ فهي لن تتواني عن دعمه ومساعدته حتي يتخلص من الاحتلال الإسرائيلي‏,‏ مثلما سارعت بمساعدة الفلسطينيين في لبنان في مخيم نهر البارد‏.‏ وسيبقي هذا الموقف ثابتا تجاه الشعب الفلسطيني في غزة حتي يتخلص من محنة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل‏,‏ وسوف تزداد رغبته في مساعدة غزة بعد الغزوة الأخيرة ومغامرة الانقلاب العسكري‏,‏ وسوف تعمل علي استعادة شرعية السلطة‏.‏

{‏ إن مصر ما زالت تعتبر حركة حماس في مجموعها جزءا مهما يعبر عن شرائح كبيرة من المجتمع الفلسطيني‏,‏ ولكن يجب عليها ألا تسمح للتيار الدموي الانقلابي والتكفيري أن يختطف هذه الحركة الكبيرة ليقودها إلي صدام مع شعبها الفلسطيني أو محيطها العربي‏,‏ أو استغلالها للإساءة إلي الإسلام بالتمييز بين الانقلابيين والميلشيات السياسية‏.‏

{‏ إن مصر تدرك أبعاد مؤامرة فصل غزة عن الضفه‏,‏ وهو مشروع إسرائيلي نفذته أطراف فلسطينية‏,‏ وسوف تبقي مصر مدافعة عن وحدة الشعب والأرض والقضية الفلسطينية‏.‏

{‏ كما أن مصر رفضت ولن تقبل فرض التدويل الذي تحاول إسرائيل تمريره‏,‏ ولن تقبل وجود عسكري أجنبي واحد‏,‏ وهي تعارض إرسال قوات دولية إلي غزة قبل أن يكون ذلك مرتبطا بمشروع سياسي تشرف فيه القوات الدولية علي انسحاب إسرائيل من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام‏,1967‏ وينتهي بإعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف‏.‏

ماذا بعد كشف التيارات الدينية المتطرفة؟

وإذا كانت التيارات الدينية المتطرفة‏,‏ التي حاولت السطو علي قضية الشعب الفلسطيني‏..‏ قد كشفت عن وجهها القبيح‏(‏ بحادثة غزة يونيو‏2007),‏ ووضعت المستقبل والحلم الفلسطيني في مأزق‏,‏ أو كارثة مفزعة حقيقية‏,‏ فإننا نؤكد أنه من الممكن اجتيازها‏,‏ ولكن الدرس هذه المرة يجب أن يكون حاسما للجميع‏,‏ ولا يتكرر مرة أخري في المستقبل‏,‏ وأن نعمل معا حتي لا يستمر خلط الأوراق بين ما هو سياسي وديني‏..‏ وبين المقاومة الحقيقية والقوي التي تعمل للردة والعودة بنا إلي عصور قديمة كاستعادة الخلافة وغيرها‏.‏ فالمشروع الذي يقدمه الانقلابيون في غزة هو إمارة للإخوان المسلمين‏,‏ وتنظيمهم العالمي‏,‏ ولقد كشفت هذه القضية كل هذه الجماعات المأخوذة عن حركة الإخوان بكل أشكالها‏,‏ كما كشفت التيارات السياسية التي تأخذ الدين كماركة سياسية وأظهرت أنها ضد الديمقراطية‏,‏ وأنها تستخدمها للوصول إلي السلطة‏,‏ ثم الانقلاب علي الشارع‏,‏ الذي أوصلها إلي سدة الحكم‏..‏ فالديمقراطية لا يمكن اختزالها بالحصول علي أصوات الناخبين‏,‏ وإنما تتمثل في احترام الحريات السياسية والتعددية وحماية المواطنة بلا تمييز‏,‏ بل نبذ كل أشكال العنف‏,‏ خاصة إذا كان دمويا وإرهابيا كالذي شهدناه في غزة علي أيدي مسلحي حماس وميليشياتها‏.‏

وإذا لم تبرأ كل التنظيمات الإسلامية في منطقتنا من جريمة حماس في غزة ومن الدم المسفوك فإنها تعتبر شريكا بالتضامن مع هذه الجريمة البشعة‏,‏ وعلينا ان نحاكم الجميع وحتي المتواطئين معهم في كل بلادنا لأن السكوت عن هذه الجريمة بكل بشاعتها يعني تأييدا لها أو حضا علي مرتكبها في بلادنا‏.‏

ومن حق مجتمعاتنا العربية جميعا أن تلجم هذه التيارات السياسية التي تلعب بالدين وتجعله شعارا لها وهي تستعد لكي تنقض علي المجتمع المدني وتقوم بعسكرته وتدميره‏.‏

ومن حق مجتمعاتنا أن تمنع هذه التيارات من استغلال الديمقراطية لكي تتغلب عليها مستقبلا‏.‏

مستقبل قضية فلسطين

وما حدث رغم فظاعته يعد أداة يقظة‏,‏ وتصحيحا علي مستوي الشعوب العربية ودولها لمواجهة التطرف والإرهاب الديني‏,‏ والصحوة في المواجهة والفرز والمحاكمة‏,‏ ولكن يجب ألا ينسينا ذلك قضيتنا الكبري فنسارع بدعمها‏,‏ وتكريس طاقتنا لشرح خطورة استمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني‏,‏ وعدم تقرير مصيره‏,‏ وتأثير ذلك علي الاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء اتساع رقعة الإرهاب والتطرف‏.‏

وعلينا أن نحذر العالم كله من غياب الأفق السياسي أمام الفلسطينيين‏,‏ وأن نحذر الإسرائيليين‏,‏ وأي أطراف إقليمية أخري من استغلال هذا الموقف الدقيق والعصيب باستغلال الانقلاب العسكري في غزة لتمرير أي مشروعات تنتقص من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة‏,‏ أو تربطه بمشاريع إقليمية لا تستهدف علي الإطلاق مصلحته وقضيته‏.‏

ولأن كل محاولة لإعادة إحياء عملية السلام يجب أن تبدأ بالاعتراف بوحدة الولاية السياسية الجغرافية لكل الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام‏1967,‏ في قطاع غزة والضفة الغربية وصولا للقدس‏,‏ فيجب أن يكون حدث غزة برغم خطورته وتداعياته حافزا للجميع للعودة إلي هذه النقطة فورا‏,‏ وليس سبيلا للانهيار والصراعات التي يتضرر منها الجميع‏.‏

منقول من الأهرام 22 يونية 2007

المصدر : http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=mk...tm&DID=9255

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

و الله يا ابو محمد انا لما قرأت في بداية المقال اسم اسامة سرايا ,,, قلت بالاش اضيع وقتي مع واحد لامواخذة مطبلاتي او على احسن الاقوال ارجوز ( تحركة ايادي اخرى ) , و عارف هو هيقول ايه

يعني هيجيب جديد بعد الموقف المصري الرسمي المتخاذل

و الله مصر الان في حالة انحدار تاريخي لا مثيل له , مصر بساستها اصبحت شوكة في ظهر فلسطين و قبل ذلك شعب مصر

انا اسف اخي الفاضل ابو محمد عن عدم قرائتي لهذا المقال اصلا بس الاهرام باسامة سرايا , احسن حاجة تصلح هي عمل قراطيس للطعمية من الاهرام ( اللي كان تاريخي و ذو وزن ) و من اعلانات الاهرام

ده رأي شخصي بحت و قناعة شخصية و احترم كل الاراء في ذات الوقت

backqp2.jpg

الحفاظ على قفاك مسئوليتك الشخصية

رابط هذا التعليق
شارك

سرايا غزة استسلمت للأيادي المتوضئة قبل غيرها من مراكز الفساد

ألا يعتبر هذا ال سرايا

أطول تلفيق شاهدته حتى الآن لأحداث جرت في مخيلة الكاتب

هنية لم يهمش ولم يعزل

بل إن بيته قد تعرض للقصف قبل بيت الدكتور الزهار

ولهذا مغزاه

وكذلك مكتبه

مشكلة سرايا أنه يفكر بعقلية تتناسب مع من هو كاتب لديهم

ويظن أن عباس رجل قرار ولا يعرف بأنه طرطورا يتلاعب به حفنة من المنتفعين الفاشلين

يتناسى عن قصد أئمة المساجد الذين اختطفوا واغتيلوا على أيدي زبانية عباس/دحلان

يكفيه أن ينشر صورة عباس مع سميح المدهون الذي احتضنه في مقر الرئاسة ووفر له الحماية لعيث في الأرض الفساد ويقتل العلماء والأئمة ويحرق البيوت والمواقع الاقتصادية باعترافه هو شخصيا بذلك

عباس الذي أعطى تعليمات بقتل كل من يرونه يحمل صاروخا ويطلقه على المغتصبات الصهيونية

عباس الذي ضلل الشباب وجندهم للقتال في صفوف حرسه الجمهوري الذي قرر رفعه من 3-4 آلاف إلى 12 ألف بقيادة الكولونيل الأمريكي دايتون

وتدربوا وسلحوا في قواعد بمصر وبعض الدول العربية

المتورط في الجريمة لا يجوز له أن ينصب نفسه قاضيا ويداه ملوثتان بدمائنا

ماعلينا

خسارة الحبر الذي طبع به المقال

تم تعديل بواسطة أسامة الكباريتي

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...