أسامة الكباريتي بتاريخ: 1 يوليو 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يوليو 2007 المستشار ناهض الريس يتحدث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" الشعب أراد أن يُسقِط المشروع الأمريكي الصهيوني في القطاع [ 30/06/2007 - 06:21 م ] غزة- المركز الفلسطيني للإعلام المستشار ناهض الريس وزير العدل الفلسطيني السابق وعضو المجلس الثوري لحركة فتح سابقاً توقع المستشار ناهض الريس وزير العدل الفلسطيني السابق وعضو المجلس الثوري لحركة فتح سابقاً, أن يكون للحملات "القاسية التي يتعرض لها شباب حماس في الضفة الغربية مفعول عكسي, وستكون لها جاذبية كبرى بحيث أنّ حركة حماس ستشهد في الضفة نمواً لما تكن تحلم به". على حد تقديره. وأضاف الريس في مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" قوله إنّ ما حدث في قطاع غزة يومي الثالث عشر والرابع عشر من حزيران كان باختصار "أنّ حماس استبقت الخطوة التي كانت ستحدث حتما على يد محمد دحلان وتجهيزاته"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "المسألة مسألة سبق فقط لا أكثر, لأنّ مقر الرئاسة (المنتدى) هنا (في غزة) بواسطة مستشار الأمن القومي المعيّن (محمد دحلان) أصبحت عبارة عن غرفة عمليات للتحضير لمعركة قادمة كنّا نشعر أنها قادمة لا محالة". وتابع الريس قوله "كانت هناك معركة يُحضّر لها، والذين راقبوا ولاحظوا كيف أنّ الرئاسة دعت إلى عدة دورات (عسكرية) بعضها وراء بعض، وأرسلت عدة وفود من المجنّدين الذين كانوا يجهِّزون للهجوم المنتظر على حركة حماس, ورافقتها أيضاً تعبئة ملحوظة ومحمومة ضد حركة حماس"، معرباً عن اعتقاده بناء على ملاحظاته "أنّ حماس لم تكن راغبة في هذه المعركة، وأنها حاولت أكثر من مرة أن تتلافى ذلك". وعلّق وزير العدل الفلسطيني السابق على الخطوات غير الدستورية التي قام بها رئيس السلطة محمود عباس، بالقول "أنا آسف وحزين، بل أكثر من ذلك أنني غاضب، لأنّ رئيساً فلسطينياً سمح لنفسه أن يأتي إلى مواد موجودة في القانون ويقول إنّ هذه المواد غير واردة أو أنها معلقة, هذا شيء لا يجوز, وهي سابقة تنهي الديمقراطية الفلسطينية بأكملها". وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، مع المستشار ناهض الريس وزير العدل الفلسطيني السابق وعضو المجلس الثوري لحركة فتح سابقاً. ما حدث في القطاع أجهض مشروعاً صهيونياً مزمناً - كيف تنظر إلى الأوضاع التي تعيشها القضية الفلسطينية في هذا الوقت؟ ناهض الريس: أعتقد أننا في وقت حرج وملغز إلى حد ما. والوقت حرج لأننا بينما يبلغ عدونا أو التكتل المعادي لنا أقصى درجات الجاهزية والاستعداد, بل والمضي قدماً في مخططات ناضجة على أيديهم, إذا بنا نجد أنفسنا على هذا الانقسام الواضح إسلامياً وعربياً وفلسطينياً، ثم نجد أننا نعمل بموجب ردود الأفعال وليس بمخططات وليس بقرارات ناتجة عن تفكير مرتب. هذه رؤية وهي مباشرة وأكاد أقول إنها سطحية، لأنني أشاهد في العمق أموراً إيجابية كبرى، أولاً بالنسبة لقطاع غزة ويهمني أن أتكلم عن هذا القطاع تحديداً لأنه مسقط رأسي أولاً ولأنه ومن ناحية أخرى هو رقم هام في المعادلة الحرجة. ما حدث فيه (القطاع) أوقف وأجهض مشروعاً عمره 47 عاماً, منذ اللحظة التي احتل الإسرائيليون قطاع غزة تعرض هذا القطاع كما تعرضت الضفة، ولكن قطاع غزة بشكل فيه تركيز كبير, تعرض القطاع لمشروع كان غرضه غسل الدماغ الوطني والديني والقومي غسلاً كاملاً, بواسطة عمل دؤوب ومبرمج قام به إسرائيليون في إيقاع على يد ضباط المخابرات الإسرائيليين في الزنازين والسجون، وقام به الإعلام والاقتصاد الإسرائيليين في تغيير شكل الحياة ووجهها في قطاع غزة. وأقول إنّ الأمر نفسه حدث في الضفة الغربية، ولكن الضفة الغربية هي أوسع مدى وأقدر على احتمال ما يكدِّر وما يغيِّر اللون, إنّ اتساعها قد أبقى على شيء ربما كان شيء أفضل مما هو حاصل في قطاع غزة, ولكن في المقابل إنّ الأمة قد استنفرت نفسها والتاريخ الفلسطيني استنفر نفسه في قطاع غزة، ولذلك نتيجة لهذا الذي واجهه الناس من تحديات؛ وجدت لديهم استجابات لهذه التحديات قادرة وقوية، وعلى قدر ذلك التحدي الذي واجهه الناس. من هنا فإنني أنظر إلى الوضع الراهن على أساس أنه نتيجة الصراع بين التحدي والاستجابة، وعلى رأي الفيلسوف البريطاني أرنولد توينبي (في نظرية التحدي والاستجابة)، حيث كانت استجابة العربي الفلسطيني قوية وممتازة ووضعت أقدامه على طريق الحياة من جديد. المشروع الإسرائيلي كان يهدف إلى تدمير المجتمع تدميراً كاملاً عن طريق اللعب على جينات الوراثة التاريخية، ولا أعني الجينات العادية التي يعمل عليها العلماء، ولكن جينات التاريخ الفلسطيني بشكل يسحق خصائص الشعب العربي الفلسطيني، ويكنس وإلى الأبد الأهداف، ويغير العقلية والنفسية، ويحل الدعوة الإسرائيلية محل الدعوة الفلسطينية، يعني دعوى الغاصب أن تصبح في عرف الناس ويتقبلوها وينسوا ما هو حق ودعواهم الأصلية أنه شعب اغتُصبت أرضه وانتُهكت حقوقه، وأنه سائر على طريق العودة وطريق قرارات الأمم المتحدة التي تحدثت عن حقوق اللاجئين. - ماذا عن حالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية, بالنظر إلى الظروف التي أدت إلى ذلك, وكيف يمكن علاجها؟ الريس: أعتقد أنه انقسام مؤقت على الرغم من تباعد الرؤية السياسية الآن ما بين قيادة الحكومة حكومة الوحدة الوطنية التي نتمسك بها ونتمسك بشرعيتها دون أن نفتري ودون أن نفجر أمام ما حدث في الضفة الغربية، لأننا في كل صراعاتنا يجب أن نلتزم بحد يبقي على الصلات والأواصر, وأقول رغم هذا التباعد في الرؤيا؛ أنا أرى أنّ ذلك مؤقت وأنه لابد من عودة الالتئام بين شقي أو مزقتي الوطن، فمن السهل أن تأخذ أصبعاً مقطوعاً وتعيد وصله إذا أنت وضعته ضمن درجة حرارة معينة ثم أعدت وصله، كذلك فأنّ الجسم الواحد من السهل وبأبسط إجراء أن تتمكن من وصله، ولكن يجب ألا يطول أوان ذلك. وعليه؛ فإنّ كل من يقف ضد إعادة وصل هاتين المزقتين (الضفة والقطاع) بعضهما إلى بعض؛ يكون قد أجرم في حق القضية وحق الوطن، لأن طول المدى يجعل المؤقت دائماً ويخرب عملية الوصل. وأضيف أننا يجب أن يكون لدينا رد على علمنا, وأن نرد نحن أنفسنا على العلم الموجود لدينا من أنّ فصل الضفة القطاع, وهي مفصولة من قبل ولكن بموجب الاتفاقية الانتقالية لسنة 1995، فأصبح هناك نص في صلب مقدمة الاتفاقية يقول إنّ الإبقاء على الوحدة الإقليمية للضفة والقطاع هو أول مبدأ معترف به في هذه الاتفاقية. هذا وضع في اللحظة التي وُضعت فيها الاتفاقية, الإسرائيليون الذين هم أكثر تطرفاً, وأكثر كرهاً للعرب وللمسلمين والفلسطينيين تخلصوا من الرجل الذي وقّع الاتفاقية وهو إسحاق رابين، وهم لم ينفِّذوها, يعني في الانتخابات التي سبقت والتي جاء فيها نتنياهو رئيساًَ للوزراء؛ حاولوا ألاّ يطبقوا هذه الاتفاقية، وبالذات بالنسبة لموضوع الوحدة الإقليمية ما بين الضفة والقطاع راوغوا كثيراً فيها، حتى لم يعد أحد يذكرها، مثل مسألة الطريق الآمن الذي كان يجب أن يوصل الضفة والقطاع بحيث يكون فيه مناخ معقول للضفة والقطاع، إذ يجمع كل منهما من الآخر ما ينقصه. فهنا نحن هنا لدينا اقتصاد السهول وهم لديهم اقتصاد الجبال, والطبيعة المختلفة لكل من المكانين كان يمكن أن تمنح كلاً منهما ما ينقصه وأن يكون هناك قدر من التكامل والتناغم بين الناس، وهذا شيء مهم جداً أن يلتقي أهل الضفة والقطاع وأن تصبح هناك بينهما ومعاملات وأواصر جديدة، بما يعني تجديد دم علاقات الوحدة الوطنية الحقيقية بمعانيها اليومية والإنسانية، التي هي أعمق أهمية. قرارات عباس الأخيرة - كونك مستشاراً قانونياً ووزير عدل سابق, كيف تنظر إلى قرارات عباس الأخيرة؟ الريس: ربما كنت من الأوائل الذين تكلّموا سلبياً عن هذه الخطوة، وأَعُدّها استمراراً لما كان يلوِّح به السيد عباس من أنه سيقوم بإجراء انتخابات مبكرة ويحل بالتالي المجلس التشريعي. وفي السابق تكلّمت حينها أنّ ذلك ليس من الصلاحيات المسموحة له في القانون الأساسي, والقانون الأساسي هو قانون أياَ كان رأي الآخرين فيه، فهو المرجعية التي توافقنا أن نجعلها هي مرجعيتنا في الحكم بين السلطات الثلاث المختلفة, وليس في هذا القانون على الإطلاق ما يسمح للرئيس أن يحل المجلس التشريعي ويقوم بانتخابات مبكرة، وليس فيه أيضاً ما يسمح للرئيس تجاهل المجلس التشريعي عن تكوين أي وزارة. طبعاً من حق الرئيس وبموجب القانون أن يقيل الحكومة وأن يعيِّن رئيس وزراء مكلّفاً بتشكيل حكومة جديدة، ولكنّ ذلك إن كان له أن يكون شرعياً؛ فلابد أن يمرّ بالخطوات التي نصّ عليها القانون؛ وأولها إعطاء الفرصة للمشاورات عبر الثلاث أسابيع ثم الأسبوعين الآخرين، وإمكان تكليف رئيس وزراء آخر إن لم يفلح الأول في هذه المشاورات. المادة الأخرى هي المادة القائلة بعرض الحكومة على المجلس التشريعي لنيل الثقة. والمادة الثالثة هي أن يُقسِموا اليمين أمام الرئيس. يعني السيد عباس جمّد بقرار منه هذه المواد الثلاث, وهذا شيء غريب جداً، ومن أغرب ما يمكن أن يأتي به رئيس, وأن يقول إنني أعلق المواد كذا وكذا دون أن يستند إلى أي نص ولا أي عرف أو فتوى، إلا أن يكون الذين أفتوا بذلك ومن لديهم هذه الجرأة الكبيرة على القانون وعلى الحق, وهذا شيء لا يمكن قبوله. وأنا آسف وحزين بل أكثر من ذلك أنني غاضب، لأنّ رئيساً فلسطينياً سمح لنفسه أن يأتي إلى مواد موجودة في القانون ويقول إنّ هذه المواد غير واردة أو أنها معلقة, هذا شيء لا يجوز, وهي سابقة تنهي الديمقراطية الفلسطينية بأكملها. الشق الفلسطيني من الخطة الأمريكية - بمجرد تكليف عباس لسلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ أعلنت الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني رفع الحصار فوراً عن هذه الحكومة. كيف تفسر ذلك؟ الريس: ما يجرى هو الجزء الإقليمي الخاص بقطاع غزة أو عموماً في الأراضي الفلسطينية من الخطة الشاملة لما دعاه الرئيس الأمريكي بوش من أنه حرب على الإرهاب، وهو في الحقيقة حرب على الطرف الذي استعدَته الصهيونية والإستراتيجية الصهيونية الأمريكية ضد هذه المنطقة من العالم، بادعاء أنّ ما وقع من جماعة ابن لادن (القاعدة) في الولايات المتحدة الأمريكية يبرِّر لهم أن يحاربوا البلاد العربية والإسلامية كاملة، ويضعوها في موضع الاتحاد السوفياتي السابق, يعني بدل العالم الشيوعي أصبح العدو هو العالم الإسلامي. ولكنّ هذا العداء هو في حقيقته وفي عمقه ليس أكثر من حماية لـ"إسرائيل"، من ناحية بضرب أي قوة يمكن أن تقوم أو تنشأ في المنطقة، وهو في الوقت ذاته عملية قطع طريق بمزيد من اللصوصية على موارد الشعب العربي الفلسطيني، وبالدرجة الأولى النفط وربما اليورانيوم في بعض المناطق وأيضاً الذهب في مناطق أخرى. هذا الكلام الذي أقول ليس بحاجة إلى براهين وإثباتات وليس رؤية عامة للوضع, وإنما هو تمسك بمجموعة نصوص وردت تباعاً من الولايات المتحدة الأمريكية, منها قولة كولن بول وذلك في الأيام الأولى لاجتياح العراق "إنّ غرض أمريكا من اجتياح العراق, هو إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الأمريكية", يعني هذا شيء غريب بأن يقول إنّ وجه المنطقة لا يعجبه وأن يقوم بواسطة القوات المسلحة بتغيير هذا الوجه وإجراء هذه العملية الجراحية. وفسر بوش ذلك أنّ هذه المعركة ضد ما سماه بالإرهاب هو عبارة عن حرب ضد الإرهاب كما حدّدها ستستمر عشر سنوات، وأنه سيستخدم فيها ثلاث وسائل, وهي السياسية, العسكرية, والمخابرات, هكذا قال رئيس الدولة التي قال إنها تمثل الديمقراطية وتنادي بها, وتعتبر أنّ لها ديانة جديدة تنشرها في العالم اسمها الديمقراطية. نحن لدينا الجزء الذي يجري الآن بأن يُتجاهَل القانون وأن توضع الرهانات على بعض الأجهزة الأمنية في قطاع غزة, والآن على الضفة الغربية, أن يحدث ذلك فهذه حصتنا من تخريب المنطقة العربية وتهيئتها بأن تكون تلبي الاشتراطات الصهيونية والأمريكية. - إذا كان عباس جزء من هذه الخطة التي تتحدث عنها؟ لماذا يستمر سكوت الفلسطينيين على ذلك؟ الريس: أنا أودّ كثيراً أن أرى السيد عباس مؤدياً لدوره بأنه بموجب القانون الأساسي هو مازال رئيساً, وشأنه شأن الثلاث سلطات الأخرى: التنفيذية والتشريعية والقضائية, وهو ركن أساسي وفي اللعبة السياسية بالذات له دوره الأساسي. إنّ عودته إلى الحق وإلى التمسك بالأصول في خطواته القادمة، وخاصة أن يعيد التواصل ما بين الضفة والقطاع عن طريق الحوار وعن طريق العودة إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية, والتي تشكل حماس جزءاً هاماً وأساسياً منها؛ فلا يصح في السياسة على الإطلاق بغض النظر عن حبنا وكرهنا ومصلحتنا وعدم توافقنا وبغض النظر عن ذلك كله، فليس من الممكن لسياسي معقول أن يتجاهل وجود قوة سياسية على الأرض حصلت في الانتخابات السابقة على النسبة التي حصلت عليها حركة حماس، والتي تمثل وتشكل قطاعاً عريضاً من الشارع الفلسطيني, سواء في الضفة أو قطاع غزة. وأود هنا أن أؤكد أنّ ما يحدث في الضفة الغربية لن يسحق حركة حماس هناك, بل أتوقع وأتنبأ بأنّ الحملات القاسية التي يتعرض لها شباب حماس في الضفة الغربية سيكون لها مفعول عكسي, وستكون لها جاذبية كبرى، بحيث أنّ حركة حماس ستشهد في الضفة نمواً لما تكن تحلم به. التحوّل في قطاع غزة - برأيك هل حماس ارتكبت خطأً لما قامت به في قطاع غزة, وهل ذلك يعتبر انقلاباً على السلطة؟ الريس: أنا أحد المتابعين والواقفين على كثير من الحقائق, وأقول، ووالله إنّ حركة فتح عزيزة على نفسي, لأني قضيت فيها على الأقل ثلاثين عاماً من زهرة عمري, ولي فيها أحبّاء وأصدقاء وزملاء, ولكن حركة فتح في الآخِر (المراحل الأخيرة) لم تعد حركة فتح اللي نعرفها، وأصبحت قياداتها هي ذاتها قيادة الأمن الوقائي في غزة. ما حدث في قطاع غزة يومي الثالث عشر والرابع عشر من حزيران (يونيو)، كان باختصار سبق لكتائب القسام في شيء كان محتوماً، وكانت المسألة مسألة سبق فقط لا أكثر, لأنّ مقر الرئاسة (المنتدى) هنا (في غزة) بواسطة مستشار الأمن القومي المعيّن (محمد دحلان) أصبحت عبارة عن غرفة عمليات للتحضير لمعركة قادمة كنّا نشعر أنها قادمة لا محالة. كانت هناك معركة يُحضّر لها، والذين راقبوا ولاحظوا كيف أنّ الرئاسة دعت إلى عدة دورات (عسكرية) بعضها وراء بعض، وأرسلت عدة وفود من المجنّدين الذين كانوا يجهِّزون للهجوم المنتظر على حركة حماس, ورافقتها أيضاً تعبئة ملحوظة ومحمومة ضد حركة حماس. وأعتقد ومن ملاحظاتي؛ أنّ حماس لم تكن راغبة في هذه المعركة، وأنها حاولت أكثر من مرة أن تتلافى ذلك، ولكنها في الوقت نفسه كانت مدركة لحجم قوتها وواثقة من نفسها لدرجة أنها ما كان يمكن أن تبيِّن موقف الضعف وخاصة أن ذلك كان سيغري بها هؤلاء, وما حدث في تقديري أنّ حماس استبقت الخطوة التي كانت ستحدث حتما على يد محمد دحلان وتجهيزاته. الأمر الثاني أنّ ما حدث كان دليلاً واضحاً على أنّ ما حشده هذا الجهد في الرئاسة وغرفة العمليات فيها كان من قلة القيمة والكفاءة والإيمان، بحيث أنه انهار كما قال أحد المعلقين الإسرائيليين كـ"برج من ورق". وأنا في أول تعليق لي كتبته في جريدة "فلسطين" اليومية، قلت إنّ على الذين أحرزوا الانتصار ألاّ يظنوا أنّ إخوانهم الذين سلّموا لهم أو تخلوا عن مواقعهم أن هؤلاء كانوا جبناء أو تغلبوا عليهم بالسلاح، وإنما هؤلاء شركاؤهم في الانتصار، لأنهم كانوا كأنّ يداً تسلِّم أختها، وهكذا كان موقف هؤلاء المقاتلين. ولولا أنهم غير مؤمنين بالمبدأ الذين وجدوا بواسطة الرئاسة وشُبِِّعوا به وأُسِّسوا عليه وعُبِّئوا به, ولولا أنهم فاقدو الثقة والإيمان بقيادتهم التي يعلمون أنها حفنة من التجار أساساً, لولا ذلك لما كان ممكناً أن تستمر هذه المعركة لساعات قليلة أو أقلّ من ذلك. لذلك أقول إنّ ما جرى خير، على أن نفهم أنّ حماس لم تنتصر وحدها، ولكنها انتصرت بقواها وبقوى الشعب الذي أراد أن يُسقِط المشروع الأمريكي الصهيوني في قطاع غزة. الوثائق الخطيرة والتلويح بها - حماس كشفت قبل أيام عن وثائق وصفتها بالخطيرة جداً, وقالت إنّ هذه الوثائق تُثبت تورّط قادة أجهزة أمنية بالفساد والعمالة. هل هذه الوثائق يمكن أن تشكِّل ورقة ضغط في يد حماس، حسب تقديرك؟ الريس: هذا لا يدهشني، لأنّ الأجهزة الأمنية أُنشئت أصلاً لضمان أمن "إسرائيل", ومنذ اللحظة الأولى الأمريكان (رعوا هذه الأجهزة) بواسطة "سي آي إيه"، والموساد جزء من جهاز المخابرات الأمريكي. أهم شيء في هذه الوثائق أن يعرفها الناس، لكي يدرك المخدوعون الذين مازالوا مخدوعين حتى اللحظة ما الذي كنّا عليه, ولو أنّ الثقافة السادة والتي أُريد منها أن تصبح دعوة العدو عندنا تغلب دعوانا لصالح أنفسنا, فبعض الناس يقول ما المانع من أن نتفاهم مع الإسرائيليين أو نخدمهم ما دام طعامنا وشرابنا من عندهم, بل إنّ البعض أراد نشر الدعاوى الصهيونية المتطرِّفة. - كيف تنظر إلى إغلاق عباس باب الحوار مع حماس، في حين أنّ الأخيرة تدعو وبشكل واضح للعودة إلى الحوار والتفاهم؟ الريس: أولاً لا أريد أن نوسع في تحليلات وبكلام يقطع تماماً الصلة, وأن نوسع هذا الشق الموجود, ولكن نريد أن نحاول رأب الصدع بقدر الإمكان، وأن نعيد اللحمة، لكي نتجنب المؤامرة الكبيرة التي تريد أن تجعل من الضفة ركناً ومن القطاع ركناً آخر. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 1 يوليو 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يوليو 2007 موقف رجل في عهد ندر فيه الرجال السلاح.. والخطر عن بعد، إنني كفلسطيني مغترب أتألم كلما أطلق سائق بوق سيارته تحت نافذة شخص مريض في إحدي القري أو المدن الفلسطينية، وأتألم كذلك إذا قطع أحد المشاة شارعا من المكان الخطأ وعرض نفسه لأخطار حوادث المرور، وذلك لكي لا يؤذي الأهل أنفسهم أو بعضهم بعضا أولا، وثانيا حتي لا يرمينا الناس في الخارج بالتخلف، وهذه قد تكون حساسية شديدة لدي المغتربين المنهمكين في تفنيد الدعاية الإسرائيلية وأكاذيب نيتانياهو وشارون وشالوم. ومن هذا المنظور، لنا أن نتصور فداحة ما حصل من تلطيخ لصورة الشعب الفلسطيني جراء الاعتداء الذي تعرض له زهير الصوراني ـ رئيس مجلس القضاء الفلسطيني الأعلي ـ والذي استهدف حياته وترويع أسرته. وحمل الصوراني السلطة الفلسطينية المسئولية الكاملة عما يتعرض له سلك القضاءوالمجتمع الفلسطيني بشكل عام، وقدم استقالته إثر الاعتداء الذي تعرض له. وفي حكومة أحمد قريع السابقة قدم ناهض الريس وزير العدل في تلك الحكومة استقالته بسبب التعديات علي جهاز القضاء، ولمحض الصدفة فإن زهير الصوراني كان شريكي علي مقعد الدراسة في الصف الثالث الثانوي في مدرسة الإمام الشافعي في غزة، كما جمعتنا صداقة أسرية خلال الفترة القصيرة التي أقامها في الكويت. أما ناهض الريس وأنا، فصداقتنا عتيقة ومتجددة، والذي قصدته من هذه الإشارة التي جاءت علي غير العادة، هو أن تقبل شهادتي في هذين الرجلين الطيبين، اللذين طالهما ما يسمي بـ الفلتان الأمني وهما علي قمة هرم الجهاز القضائي الفلسطيني. فقد نشأ الاثنان في بيتين وطنيين كريمين مما جعلهما في غني عن بهرجة المناصب وتلويث الأيدي بالمال الحرام، ولهما من دماثة الخلق وحسن المعشر مالا يطيقه الأشرار. إنه لمن المآسي المحزنة أن يتحول السلاح الفلسطيني في أيدي أهله إلي نقمة عليهم. والسلاح كان دوما عزيزا علي الفلسطينيين، أي صعب المنال عند الحاجة إليه. وأعود أحيانا بالذاكرة مع ذلك الصبي الذي هو أنا لنقل صورة عن أحوال الفلسطينيين. وفي هذه المرة سوف أتحدث عن السلاح الفلسطيني بداية ونهاية دون متابعة مسيرته. ففي البداية عرفت السلاح في سوق صغيرة في العراء في الناحية الغربية من بلدتنارة المجدل بعسقلان التي تقع علي ساحل الجنوب الفلسطيني وكان ذلك بين نهاية عام1947وبداية عام1948وكانت البضاعة عبارة عن بنادق صدئة من أصناف قديمة ومتنوعة، وبعضها يندر وجود ذخيرة له، وببضع عشرات من هذه البنادق غير الصالحة للاستعمال كان علي حامليها مواجهة القوات اليهودية العالية التجهيز والتدريب، أما النهاية فهي البنادق التي يوجهها الفلسطينيون إلي صدور بعضهم البعض، أما المجدل ـ عسقلان فإنها قد سقطت في أيدي القوات اليهودية في 4 نوفمبر 1948 والأراضي المحتلة لم تتحرر بعد. أخبار متتابعة تثير الحزن وتبعث علي الخجل تأتينا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، من مثل: أربعة قتلي في أحدث مشاهد الفلتان الأمني، ومسلحون يخطفون ضابطا فلسطينيا، والاعتداء علي منزل النائب العام في السلطة الوطنية الفلسطينية، وتبادل إطلاق النار بين مجموعات مسلحة من حركة فتح، وهذه عينة وليست كل ما في الأمر، وإن ما يطلق عليه فلتان أمني هو في حقيقة أمره كارثة وطنية عامة وليس مجموعة حوادث فردية، كما أن اللجوء إلي وضع التفسيرات له من منطلق الأهواء السياسية بين السلطة والمعارضة، يفاقم المشكلة ولا يحلها، وليس الخارجون علي القانون وحدهم، كالقتلة واللصوص هم من يلقي عليهم باللوم، فهناك أعضاء تنظيمات سياسية لها عناوين معروفة، وكذلك مجموعات متعارضة من تنظيم واحد متورطون في الفلتان الأمني. وهذا الفلتان الأمني يجب تناوله علي أنه كارثة وطنية، إنه وباء لا يستثني أحدا، فأذاه ينال الأفراد ويمتد إلي المجتمع ويشوه صورته الوطنية في أنظار العالم، ومن هنا تجب المبادرة إلي إعلان حالة طواريء من قبل كل المواطنين في جميع مواقعهم لمواجهة هذه الكارثة، وإن إلقاء اللوم علي الآخر يفاقمها، كما أن تبادل العنف بين القمع والعصيان يؤديان بالجميع. إننا لا نلقي باللوم علي رجال السياسة وقادة الأمن وحدهم فيما يحدث، ولا نطالبهم وحدهم بالحل، وإن كانوا يشكلون جزءا من هذا وجزءا من ذاك، وانطلاقا من هذا الموقف نقترح تشكيل لجنة علمية من علماء النفس وعلماء الاجتماع لتشخيص الداء ووصف الدواء بطريقة علمية لا يشوبها الخجل من الحقائق ولا تلجأ إلي سترها بنطاق الاجتماعات، وعلي قادة الرأي أن يتسلحوا بقواهم المعنوية ويواجهوا هذه الكارثة بكل بسالة، لتخليص المتجبر من حماقته، ومساعدة الضعيف علي الاحتفاظ بحقه. وإذا أردنا القول، فإن ظاهرة الفلتان الزمني تعود في الأساس إلي عاملين متداخلين، هما ضعف مفهوم الولاء علي المستوي الوطني، وضعف الحس الديمقراطي علي مستوي العلاقة بين المواطنين. فإن ضعف الولاء الوطني أدي إلي الشرذمة العنقودية لفئات المجتمع الفلسطيني، وأصبح الولاء فئويا، وولد معه التمييز بين مواطن من داخل الفئة ومواطن من خارجها. أما الديمقراطية فهي حديثة الولادة في مجتمع عايش الاستبداد عقودا طويلة، ولم تنضج فيه الديمقراطية إلي أن يكافح المواطن للمحافظة علي حقوقه، وأن يجاهد نفسه لعدم التعدي علي حقوق الآخر.. وستظل ديمقراطيتنا شكلية إلي أن يقبل أحدنا بالآخر عن طواعية. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان