اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

زارعوا الحقد وصناع الإرهاب


د. السيد عمر سليم

Recommended Posts

زارعوا الحقد وصناع الإرهاب

فى بريطانيا يقولون أن بن لادن والظواهرى يكرهون قيم الغرب ويريدون إحلالها بمبادئ الاسلامية متخلفة. وفى الدول العربية نجد أن معظم الناس على قناعة بأن بوش وبلير وميركل وأمثالهما فى الغرب الذى يسيطر عليه الصهاينة هم خلف كل مصائبهم .

فى بريطانيا يقول البعض أن الغرب يتعرض لحملة ارهابية شنتها "القاعدة" وأنه من الطبيعى صد تلك الحملة للحفاظ على أمن الغرب وأمان شعوبه، لكن معظم العرب يؤمنون بوجود مخطط صهيونى ينفذه الغرب للتحكم فى مقدراتهم وثرواتهم عن طريق مشروع "الشرق الأوسط الجديد".

أكتب مقالى هذا عقب وراثة جوردون براون رئاسة وزراء بريطانيا وبعد أن رفع الستار عن وجهه الحقيقى كتابع آخر للصهيونية العالمية -تماما كتونى بلير. وطبعا كان ذلك متوقعا من الاسكتلندى الذى شارك بلير فى كل جرائمه ، سواء فى العراق والشرق الأوسط أو فى بريطانيا نفسها ، وقبع 10 سنوات فى المركز الثانى فى انتظار نصيبه فى الكعكة الكبيرة.

ما أثارنى ودفعنى لكتابة هذا المقال ليس الخطاب المعهود الذى يلقيه كل رئيس جديد ويتنصل فيه بطريقة مخزية من مهازل حقبة سابقة كان هو أحد أعمدتها (تماما كما فعل حسنى مبارك بعد وراثته للسادات) ويعد باحداث "تغيير" فورى- لكنه السم الذى أصبح واجبا علينا نحن الأقلية المسلمة أن نتجرعه صامتين من كل من هب ودب فى الإدارة البريطانية.

وبما أن اللى اختشوا ماتوا فقد كان ضروريا أن تبدأ رئاسة براون بعمل مثير يلفت الأنظار ويرفع من أسهمه فى أعين الغالبية الإنجليزية. ولم يكن هناك أسهل من تلفيق قصة حملة ارهابية جديدة على بريطانيا لتبدأ "بمحض الصدفة" فى اليوم الثانى من رئاسة براون. وعليه فقد كان من الواجب على رئيس الوزراء البريطانى "الجديد" أن يترك كل شيئ جانبا ويتفرغ بالكامل لمجابهة تلك الحملة التى نسبت الى "القاعدة"-عادى.

ونحن اليوم فى اليوم الرابع من شهر عسل براون ومع ذلك فلا حس ولا خبر عن مشاكل الناس الحياتية مثل الجريمة والصحة والإسكان والفياضانات ( التى تهدد مساحات شاسعة من بريطانيا منذ أسبوعين ، ومازالت) - طبعا لإن براون المسكين بيكافح الإرهاب والقاعدة والسيارات المفخخة !!!!

وحتى تكتمل الصورة ، أو الفيلم ، فقد تحدث براون صباح اليوم عن بداية العمليات الإرهابية فى عهده وتوعد بالضرب بيد من حديد على رؤوس الإرهابيين الذين كانوا كالعادة "مسلمين"- ولم يشر من قريب أو بعيد للعملية الإرهابيةالتى قامت بها منظمة "إيتا"الأسبانية بالأمس. لكنه أضاف أنه اذا لم تفلح القوة فى ردع الإرهاب فسوف يدعمها بطريقة "كسب القلوب والعقول" وبعزل المتطرفين عن المعتدلين - حيث أنه ليس كل المسلمين إرهابيين بل الكثير منهم. ولم يفت على براون أن ينهى حديثه "الهام" دون أن يلفت نظر البريطانيين الى ضرورة الحذر وتوخى اليقظة بخصوص الإرهابيين الذين لا تعجبهم قيم شعب بريطانيا ويريدون فرض طقوسهم عليه.

ما علينا من براون ، فكما نقول فى مصر أنه "ليس هناك جديد فى باب الحديد" ، اسمحوا لى الآن أن أشاركم بعض خواطرى عن كلمتين "قديمتين " ذكرهما براون فى حديثه الممل. كلمتان قفزتا الى واجهة الإعلام العالمى مع أحداث سبتمبر 2001. واستمر تداولهما وترفيعهما اعلاميا بشكل فاق ما حظيت به " الشيوعية" و"الحرب الباردة" بعد الحرب العالمية الثانية.

نعم فالإرهاب الذى لا يوجد له تعريف حتى الآن والحقد الذى اقتصر استخدامه على الإجتماعيات أصبحتا من أشهر كلمات هذا العقد - وحتى أشهر من العولمة والدفء العالمى. وكما بثوا الذعر فى نفوس الناس وخاصة الغربيين من "الشيوعية فهم الآن يشيعون الرعب من الإرهاب فى كل مكان.

نعم لقد حل الإرهاب محل الشيوعية بعد فراغ دام عقدا كاملا عقب تفكك الإتحاد السوفييتى وأصبح الشماعة التى تعلق عليها الأنظمة الفاسدة كل قاذوراتها- علنا. فقد اقتنصوا شيكات على بياض من أجل مكافحة الإرهاب واصدروا تشريعات لا تقرها أبسط مبادئ حقوق الإنسان للزج بالمعارضة فى السجون وأصبح التجسس على تليقونات وخصوصيات الناس عرفا من أجل منع الإرهاب والله أعلم مايكنون لنا فى المستقبل تحت ستار الحرب على الإرهاب.

أما الصهاينة وازلامهم فى الغرب فقد كان لهم نصيب الأسد من الحرب المزعومة على "الإرهاب". فبالإضافة الى المكاسب الداخلية كما بينت أعلاه أصبح لهم وجود شبه دائم فى مناطق عديدة حول العالم وخاصة تلك الغنية بالثروات الطبيعية كالنفط والمعادن النادرة أو ذات المواقع الإستراتيجية جغرافيا مثل دول البلقان وتركيا والمغرب.أليس ذلك استعمار واحتلال؟ ألم تكفيهم العولمة والإستعمار الإقتصادى؟

لكن المخيف فى "الحرب على الإرهاب" هو قول البعض ، مثل براون ، انها ستكون حربا طويلة الأمد ، ربما 30 عاما كما لمح آخرون، مما يعضد فكرة أن تلك الحرب لم تشن من قبل القاعدة أو غيرها من الإسلاميين بل انها صناعة غربية بفكر صهيونى.

وحتى اذا فرضنا أن الصهاينة وأتباعهم أبرياء من دم يعقوب فكيف استنتجوا أن هجمات القاعدة عليهم ستستمر لسنين؟

لو كان الغرب حقا ضحية لإرهاب اسلامى على مدى سنين أو حتى عقود ألم يكن من الواجب عليهم ، وهم سادة البحث ، أن يبحثوا عن "أسباب الإرهاب" بدلا من البحث عن "سيكولوجية الإنتحاريين مفجرى القنابل".

لو كان الغرب جادا فى دعوته للسلم أما كانت الخطوة الأولى فى ذلك هو تخليهم عن مساندة الطغاة فى العالم الإسلامى لرفع الظلم عن شعوبه واعطائها الفرصة للحياة بكرامة.

ولو كان الإرهاب حقيقة من صنع الشباب المسلم المتعلم فى بريطانيا لما احتاج هؤلاء لقنابل ومساميرمحدودة الفعالية لتحقيق أكبر قدر من الخسائر البشرية والدمار بينما كان يمكن لفرد واحد منهم أن ينخرط ضمن عشرات الألوف من مشاهدى العروض الموسيقية فى الهايد بارك وغيرها ثم يصيح فجأة "قنبلة" ليندفع الحاضرين محاولين مغادرة المكان مما يؤدى الى مقتل الكثيرين - وقد كانت هناك العديد من الفرص لحدوث ذلك.

قلت مرارا ان زمن الجيوش انتهى وأن شعوب اليوم أكثر وعيا من أسلافها التى أذلها الإستعمار فى القرنين الماضيين. وقلت أن تلك الشعوب لن ترضى بأقل من الحصول على حقوقها غير منقوصة. ومالم يتفهم الغرب المفلس ذلك ويدع الخلق للخالق فسوف يجرون على أنفسهم وعلى العالم مزيدا من المصائب والويلات.

د. السيد عمر سليم أول يولية 2007

تم تعديل بواسطة د. السيد عمر سليم

تفضلوا بزيارة موقعي " العبارة "

FEAR_Break-small.jpg

ياظالم لك يوم . . مهما طال اليوم . . ياويلك ياظالم يا ويلك

للإتصال:

رابط هذا التعليق
شارك

طبعا أنتم تعلمون بما حدث منذ كتابتى هذا المقال. لقوا أطباء متورطين فى تنظيم خلايا إرهابية. ومش بس هم بل زوجاتهم ( وفاضل يقولوا أطفالهم كمان).

اللى أنا عاوز أضيفه لكلامى السابق هو أن هؤلاء الأطباء لو كانوا يريدون إحداث مجازر وقتل بالجملة لما احتاجوا لقنابل أو مفخخات ولكانوا استخدموا طريقة الطبيب اليهودى تشابمان الذى قتل 127 امرأة على مدى 25 سنة ، بحقنهم بسموم أضافها لحقنهم العلاجية ، ولم يكتشفه أحد طوال تلك المدة.

وحكاية السيارة المفخخة بتاعة جلاسجوا دى ممكن بسهولة أن تكون من تدبير المخابرات البريطانية ، بما فى ذلك تدبير المتهمين فى مقابل مكافآت سخية.

أنا مازلت عند رأيئ أن كل ذلك جزء من الحملة الصهيو صليبية على الإسلام . وطبعا جوردون براون ما كانش ممكن أن تفوته فرصة الإستفادة من تلك الحملة كما استفاد المجرم الذى سبقه.

تفضلوا بزيارة موقعي " العبارة "

FEAR_Break-small.jpg

ياظالم لك يوم . . مهما طال اليوم . . ياويلك ياظالم يا ويلك

للإتصال:

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...