خسائر الحرب على الفساد

[مصرى]

مقال خطير نشرته مجلة البداية فى عددها الأخير بعنوان " خسائر الحرب على الفساد .. هل تفوق ما خسرناه بسبب الفساد ؟ " كاتب المقال هو أحمد عبدالحفيظ المحامى .. ومجلة البداية يصدرها حزب الوفد .. رئيس مجلس الادارة محمود اباظة .. ورئيس التحرير د.وحيد عبدالمجيد .. والمجلة ليس لها موقع على النت .

يرفض كاتب المقال أن تكون الحرب على الفساد مجرد هوجة تطحن ضحاياها بمحض الصدفة أو تنتقيهم من بين من رفعت عنهم الحماية أو فقدوا السند أو سقطوا عرايا فى الصراع الدامى بين الكبار ..

يقول الكاتب " ليس أقدر من محام مثلى اتصل بالعديد من أوراق بعض القضايا المطروحة على الرأى العام من خلال أجهزة القضاء هذه الأيام أن ينبه ويحذر من مخاطر الحرب على الفساد اذا مضت على هذا النحو الذى يؤذن بخسارة البقية الباقية من ثروة الوطن فى المال والرجال ..

يقول " ان المحامين هم الذين يدركون جيدا تلك المسافة الواسعة بين ما تطويه أوراق القضايا وبين ما يطرح على الرأى العام .

ويطرح سؤالا : هل يمكن أن نحاكم صاحب مهنة على ممارسته لمهنته كما ينص عليها قانونه وطبقا للأصول الفنية للمهنة ولطبيعة العلاقة التى تربطه قانونا بمن يتعامل معه؟

يقول " أن أهمية هذا السؤال تنبع من حقيقة أن الأعمال المهنية بشكل عام هى اعمال اجتهادية يختلف فيها الرأى ويزداد الخلاف ويتعمق كلما ازدادت الخبرة وتعمقت المفاهيم لدى ممارس المهنة خصوصا من وصل الى ذلك الحد الذى تكون له فيها رؤيته الخاصة التى قد لا يدركها سواه من المهنيين الأقل خبرة ودراسة أو عمقا فى الفهم أو قدرة على التحليل ، واذا لم يأمن المهنى على نفسه وهو يمارس اجتهاده هذا فان الابداع المهنى كله سوف يتوقف من جراء الخوف والخشية من المخاطر الذى تحيق بصاحبه ، وسوف يتحول المهنيون الى مجرد اداء وظيفى يحيط به الرعب والخوف ولا يطمح الى تحقيق أى اجتهاد أو الوصول لأى قيمة لأن المخاطر تنتظر هناك عند الوصول الى قمة المهنة وتحقيق درجة الاجتهاد والابداع فيها " .

ويختتم مقاله بقوله أن الحرب على الفساد لا يمكن أن تؤخذ بالصوت العالى أو المانشتات الصاخبة فى الصحف .. وانها تقتضى كشف المجرمين الحقيقيين ليقفوا وحدهم مهما علا شأنهم خلف القضبان ..

:) :idea: