اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

درب الأشواك.. حماس، الانتفاضة، السلطة


sad14

Recommended Posts

درب الأشواك.. حماس، الانتفاضة، السلطة عرض/ إبراهيم غرايبة

يسجل عماد الفالوجي في هذا الكتاب رؤية للتحولات التي جرت في مسار القضية الفلسطينية منذ نهاية الثمانينيات كما عايشها وتعاملت معها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي كان قائدها بين العامين 1989 و1991 وأحد قادتها حتى العام 1996 عندما ترك الحركة ليشارك في الانتخابات التشريعية الأولى ثم الحكومة الفلسطينية التي شغل فيها منصب وزير الاتصالات

وقد شهدت الساحة الفلسطينية بروز حركة حماس عام 1987 باعتبارها لاعبا رئيسيا على الساحة الفلسطينية شاركت بفاعلية في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ثم جرت حرب الخليج الثانية عام 1990 وعقد مؤتمر مدريد الدولي للسلام الذي شارك فيه وفد فلسطيني تحت مظلة أردنية، ثم عقد اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والذي أنشئت بموجبه السلطة الوطنية الفلسطينية وانتقلت القيادة السياسية الفلسطينية للمرة الأولى إلى فلسطين منذ العام 1948، وأجريت عام 1996 أول انتخابات تشريعية فلسطينية وانتخابات رئاسية وشكلت أول حكومة فلسطينية والتي لم تكن دولة مستقلة وإنما سميت السلطة الوطنية الفلسطينية.

حماس والفالوجي

ولد عماد الفالوجي عام 1963 وأتم دراسته الجامعية في الاتحاد السوفياتي عام 1987 في مجال الهندسة المدنية، وكان أحد قادة الحركة الإسلامية الشباب وقد شارك فيها منذ المرحلة المدرسية، وبعد اعتقال الشيخ أحمد ياسين عام 1989 ومجموعة كبيرة من قادة حماس أعيد تشكيل قيادة حماس مرة أخرى وبنيت من جديد أجهزتها التنظيمية وكان الفالوجي هو قائد الحركة يعاونه ثلاثة قياديين يمثلون مناطق غزة والضفة الغربية، وجرت إعادة البناء هذه بتنسيق من موسى أبو مرزوق الذي كان مقيما في الولايات المتحدة وكان أحد قادة العمل السياسي الفلسطيني في الخارح، وقد أعلن عام 1992 رئيسا للمكتب السياسي لحماس في عمان، وانتقلت مرجعية حماس إلى الخارج.

وبدأت بسبب هذا التوزيع القيادي خلافات بين القادة الميدانيين وقادة الخارج، أولها ظهرت في حرب الخليج الثانية عندما اختلفت الرؤية في التعامل مع الاحتلال العراقي للكويت وما تبع ذلك من تفاعل شعبي عربي وعالمي ثم الحرب على العراق، فقد كانت قيادة الخارج تريد موقفا يميل إلى الكويت، وكان الداخل متجها لتأييد الرأي العام والشارع الفلسطيني المؤيد للعراق.

وفي حرب الخليج شكلت الحركة الإسلامية العالمية وفدا للمصالحة بين العراق والكويت، واختير الأستاذ منير شفيق ممثلا للحركة الإسلامية في فلسطين، ولكن قيادة حماس في فلسطين رفضت هذا التمثيل، وأوفدت أحد قادتها إلى عمان لينقل رأيها هذا وطلبت أن يكون ممثلها واحدا من الإخوان المسلمين، ووقع الاختيار على إبراهيم غوشة الذي كان حاضرا اللقاء التشاوري بالمصادفة، وأطلقت هذه المصادفة إبراهيم غوشة إلى الفضاء السياسي والإعلامي الذي كان مهتما بحركة حماس ولا يعرف من قادتها أو ممثليها أحدا، واختير غوشة ناطقا رسميا لحركة حماس.

كان ثمة اهتمام إعلامي وسياسي كبير بحركة حماس وكان موقفها المتوازن من حرب الخليج موضع تقدير من دول الخليج وإيران، وكان إبراهيم غوشة موضع اهتمام خاص وحفاوة كبيرة من القادة الذين التقاهم وفد الحركة الإسلامية العالمية، الملك فهد ملك المملكة العربية السعودية والمرشد على خامنئي في إيران، والرئيس صدام حسين، والرئيس حافظ الأسد.

وشكلت لجنة سياسية في الخارج من موسى أبو مرزوق وعماد العلمي الذي كان أحد قادة الحركة في غزة وأبعد منها وإبراهيم غوشة الذي اختير ناطقا رسميا للحركة، وبعد الضربة الكبرى التي وجهت لحركة حماس عام 1991 أصبحت هذه اللجنة هي المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة أبو مرزوق وضم إليها عدد آخر، وبعد إبعاد 400 من قادة ونشطاء حماس عام 1992 صارت هي القيادة الفعلية لحركة حماس التي تهيمن على قراراتها وخططها ومواقفها كبيرها وصغيرها، ولم يعد دور قادة الداخل يتجاوز تنفيذ المهمات وتوزيع البيانات التي كانت تأتي من المكتب السياسي في عمان، وكانت كتائب القسام هي الجهاز الوحيد الذي تطور وصار فاعلا وقويا.

وبدأ الفالوجي يشعر بهوة بين الداخل والخارج وأنه ليس موضع ترحيب من بعض الخارج، وفكر بالخروج إلى الأردن لمدة سنة لقيادة الحركة من الخارج وترك الأجهزة المختلفة للحركة تعمل مستقلة دون أن يعرف هو عنها شيئا لحماية المعلومات والعلاقات من الانكشاف، ولكن قيادة الخارج رفضت خروجه إلى عمان، وطلبت منه إن أراد الخروج أن يكون إلى السودان، وعندما حاول ترتيب خروجه وإقامته من دون تنسيق مع مجموعة عمان هددوه كما يقول بأنهم سيقومون بخطوة تفاجئه ولا يتوقعها، وأفهم أنه قد يكون المقصود بذلك التنسيق مع المخابرات الأردنية لمنعه من دخول الأردن، وعرض عليه موسى أبو مرزوق الذي كان مازال مقيما في الولايات المتحدة أن يسافر إلى هناك ولكنه رفض، واعتقل بعد فترة قصيرة حوالي ثلاث سنوات، ما بين العامين 1991 و1994 كما يبدو من سياق عرض مذكراته التي يعوزها الترتيب الزمني والموضوعي أيضا.

العمل السياسي والسلطة

بدأت حماس تتجه نحو العمل السياسي بقوة وحضور إعلامي كبير، وقد طرح موسى أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مبادرة لوقف العمل العسكري لمدة قد تصل إلى عشرين سنة بشرط أن تنسحب إسرائيل من المناطق المحتلة عام 1967 وتطلق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، وتقام دولة فلسطينية وتجرى انتخابات رئاسية ونيابية. وكانت هذه المبادرة تحولا مهما في سياسات حماس ومنهج تفكيرها، وكانت قبل ذلك ترفض مجرد الحديث عن العمل السياسي.

وكانت عودة ياسر عرفات وكوادر حركة فتح تحولا مهما في مسار القضية الفلسطينية والحياة السياسية والاجتماعية فيها، وكانت أيضا حدثا كبيرا مهما لقي اهتماما شعبيبا وإعلاميا، وانتقل مركز القرار والعمل السياسي للخارج، وصارت حركة حماس تواجه مستجدات ومبادرات يومية بحاجة إلى تحرك وتفويض، ولكن قيادة حماس في الداخل كانت يغلب عليها الناشئون الجدد الذين لا يملكون قرارا ولا عمل لهم سوى تلقي التعليمات من قيادة الخارج.

وبدأت السلطة الفلسطينية تتصل بقيادة حماس تطلب رأيهم ومشاركتهم بمسائل كثيرة وأعمال مشتركة، وكانت قيادة الخارج قد حظرت على قادة حماس في الداخل الاتصال بقادة السلطة أو استقبالهم، وكان هذا الموقف كما يقول الفالوجي خارجا عن السياق الفلسطيني العام الذي كان يحتفي بهذه العودة ويترقب المستقبل ويشارك للاستعداد في صنعه، ولكن قيادة حماس كانت مرتبكة فلا هي تشارك ولا تعارض ولا تدري ماذا تفعل.

وتبلور تيار قيادي داخل حركة حماس يؤيد الحوار مع السلطة والتوجه للعمل السياسي يقابله تيار قيادي آخر يرفض الفكرة، وكانت التيار الأخير تدعمه قيادة الخارج، التيار الأول كان من قادته خالد الهندي وإسماعيل أبو هنية وسعيد النمروطي وعبد الله مهنا وأحمد الساعاتي وغازي حمد وسيد أبو مسامح، وجميعم كان يشغل مواقع قيادية في الحركة.

الاستقلالية والحركية

يقول الفالوجي إنه حافظ على موقعه القيادي في الحركة، ولكنه كان يعمل مستقلا في مجالات ومناسبات عدة بعيدا عن رأي الحركة وعلمها أحيانا، وقد شكلت لجنة مستقلة للحوار الوطني من الإسلاميين وبعضهم من قادة حماس الذين جمدوا نشاطهم فيها دون أن يتركوها. ولكنه بقي مسؤولا لحركة حماس في منطقة شمال غزة وسكرتير اللجنة السياسية ورئيس تحرير صحيفة الوطن.

والتقى الفالوجي مع الطيب عبد الرحيم عضو المكتب السياسي لحركة فتح بتنسيق من طاهر شريتح مراسل وكالة أنباء رويترز في غزة، وكان هذا اللقاء هو الأول مع قادة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، ثم التقى ياسر عرفات الذي رحب به كثيرا، وطلب منه السماح له بإصدار صحيفة فوافق على الفور وأصدر الفالوجي بالتنسيق مع حماس صحيفة الوطن التي كانت صحيفة الحركة وإن كان امتيازها باسم الفالوجي.

وكان الفالوجي يقدم خطابا سياسيا وفكريا جديدا اعتبره الإعلاميون والسياسيون موضع قبول وترحيب، وقد التقى دبلوماسيين أجانب مثل القنصل الفرنسي، وكان هذا اللقاء موضع جدل وخلاف على الساحة الفلسطينية، فقد اعتبره ياسر عرفات تدخلا فرنسيا في الشأن الفلسطيني.

وكانت لقاءاته مع قادة السلطة وخاصة ياسر عرفات محل خلاف كبير مع قادة حماس، وإن كانت برأيه تؤدي إلى حل للمشكلات التي تنشأ أو لتحقيق مكاسب جديدة في الساحة الواعدة الناشئة.

حماس.. تتفاعل

جرت انتخابات تنظيمية داخل حركة حماس وشعر الفالوجي بأن ثمة رغبة بإقصائه ديمقراطيا، ولكنه انتخب في منطقته، فاختير مجلس الشورى المركزي بالتعيين واستثني منه، ويختار مجلس الشورى المكتب الإداري، ولم يكن ثمة مناص من اختيار الفالوجي في المكتب الإداري حتى وهو خارج مجلس الشورى لأنه أكثر من حاز من أصوات الناخبين في منطقته، فاقترح عليه زملاؤه في القيادة أن يتنحى عن المكتب الإداري ويترك المجال لغيره ويتفرغ هو لأعمال أخرى، ولكنه اقترح في المقابل أن يترك أعماله الأخرى ويتفرغ للمكتب الإداري، وشعر بأنه غير مرغوب فيه في المكتب وأنها رغبة يتفق عليها المكتب السياسي في الخارح مع بعض قيادات الداخل، فانسحب هو مختارا.

وبدأت الحياة السياسية بالتشكل، صحف تصدر، وأحزاب سياسية يعلن عنها، والأجهزة الأمنية والإدارية للسلطة تبنى وتشكل، وحماس تراقب بحذر وتردد، وقف في المساحة الفاصلة بين المشاركة والمعارضة، وقد شكل إسلاميون كانوا مع حماس أو في الجهاد أحزابا سياسية، مثل حزب المسار وحزب النهضة وحزب النضال، وتقدمت أخيرا حركة حماس لترخيص حزب الخلاص الوطني الإسلامي، واستبعد الفالوجي من تشكيلته القيادية والتأسيسية بقرار من الخارج.

وعرض عرفات على قادة حماس المشاركة في بناء أجهزة السلطة الأمنية، ولكن القيادة في الخارج ردت بأن الموضوع لا يستحق النقاش ومرفوض رفضا قاطعا، وسعت قيادة حماس في حوار مع السلطة التي تمأسست وتمكنت وأصبحت سلطة حقيقية راسخة ولكن قيادة الخارج وهي صاحبة القرار عملت على إغلاق كل قنوات الحوار، ويقول الفالوجي إنه شعر بالغضب والإهانة بسبب مواقف الخارج.

وعندما عقدت الانتخابات التشريعية حدث خلاف كبير في الحركة حول المشاركة أو عدمها، وكان المؤيدون يرون أن حماس كانت تشترط دائما وتطالب بإجراء انتخابات تمثيلية لتشارك مع منظمة التحرير، وكان ثمة رأي توفيقي بين الموقفين وهو أن يخوض حزب الخلاص الانتخابات، ولكن هذا التيار التوفيقي لم يحظ بتأييد قيادة الخارج التي اعتبرته التفافا على قرار الحركة الرافض للمشاركة في الانتخابات.

الخروج من حماس

عندما عقد المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط في عمان أواخر العام 1995 عرض على الفالوجي المشاركة فيه، ويبدو أن هذه المشاركة كانت بداية لفراق رسمي مع الحركة، ويقول الفالوجي إن سعيه للمشاركة كان باعتباره صحفيا يغطي المؤتمر، ولكنه فوجئ بترتيبات جعلته في الوفد الرسمي الذي تحرك برفقة الرئيس عرفات في سيارته إلى مطار العريش ثم بالطائرة الملكية التي أرسلها الملك حسين لتنقل عرفات، واستقبل مع عرفات في عمان باعتباره عضوا في الوفد الرسمي وكان في استقبال الوفد الملك حسين والأمير الحسن ورئيس الوزراء الأردني.

وفي عمان قابل العاملين في المجال الإعلامي لحركة حماس في مكتب مجلة صحيفة فلسطين المسلمة، ورفض جميع أعضاء المكتب السياسي مقابلته، وأرسلت قيادة الخارج تعميما يصفه بأنه سيئ يعتبر مشاركته في المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط مشاركة في التطبيع مع إسرائيل الذي ترفضه حركة حماس.

وطلبت منه القيادة التنازل عن صحيفة الوطن لأحد قادة الحركة، وأن يتوقف عن المقابلات والتصريحات الصحفية والتردد على مكاتب صحيفة الوطن، وسارت العلاقة مع حماس نحو اللاعودة.

وجرى حوار للمرة الأولى بين الداخل والخارج في الخرطوم، شارك فيه من الداخل محمود الزهار وسيد أبو مسامح وإسماعيل هنية من غزة، وجميل حمامي وحسن يوسف وجمال النتشة من الضفة الغربية، وخالد مشعل وعماد العلمي وموسى أبو مرزوق وأسامة حمدان وعماد العلمي وإبراهيم غوشة من الخارج، ثم انتقل الوفد إلى القاهرة للحوار مع وفد من السلطة شارك فيه أبو الأديب والطيب عبد الرحيم، وكان رأي أبو الأديب أن يكون هو راعي الحوار باعتباره من الرعيل الأول في الإخوان المسلمين وأن يكون الطيب عبد الرحيم رئيس وفد السلطة أو وفد حركة فتح كما تحب أن تصفه حركة حماس، ولكن قيادة حماس رفضت الفكرة، وشارك الفالوجي بصفته رئيسا لمكتب الحوار وليس بصفته من حماس، وكانت السلطة تسعى لتحقيق هدفين، مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية ووقف العمل العسكري، ولكن قيادة حماس رفضت ذلك.

وفوجئ الفالوجي عندما عاد إلى غزة بأن بيانا وزع على نطاق واسع يعلن فصله من حركة حماس، ويقول إن قادة غزة برغم توزيع البيانات على الجمهور وفي المساجد قالوا له إنهم لا علاقة لهم بالبيان وإنهم غير موافقين عليه.. وتقدم للانتخابات التشريعية أربعة من قيادات حماس هم أعضاء لجنة الحوار وهم: إسماعيل هنية وخالد الهندي وسعيد النمروطي وعبد الله مهنا، ولكن الحركة أصدرت بحقهم بيانا قاسيا جعلت عنوانه: "كشف اللثام عن وجوه اللئام"، رغم أنهم من مؤسسي حماس وممن قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال، وجعلهم ذلك يتراجعون عن ترشيح أنفسهم وينسحبون من الانتخابات، وجرت في هذه الفترة الانتخابات التشريعية والرئاسية فشارك فيها الفالوجي ونجح في عضوية المجلس، ثم اختير وزيرا للمواصلات في أول حكومة شكلت بعد الانتخابات.

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2...3864FD1571.htm

هل بعد هذا الجرم جرم

http://palmoon.freeweb7.com/index4.php

وهل الحقيقة تخفى

http://palmoon.freeweb7.com

id1.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...