العدو الصهيوني قتل 22 طفلاً فلسطينياً خلال 45 يوماً

[أسامة الكباريتي]

نصفهم من منطقة رفح

قدس برس

في الوقت الذي يلهو فيه أطفال العالم ويتمتعون بطفولتهم، ينشغل أطفال مدينة رفح جنوب قطاع غزة بوداع زميلهم الطفل حامد المصري الذي لا يتجاوز من العمر ثلاثة أعوام، والذي قتله جنود آرائيل شارون الليلة الماضية برصاصة من العيار الثقيل أطلقت عليه وهو في منزل أسرته، بينما أصيبت والدته بجراح خطيرة بشظايا قذيفة أخرى سقطت على المنزل.

وتناوب أطفال رفح، الذين استهدفتهم قوات الاحتلال مؤخرا بشكل متعمد وواسع، وكانوا يصطفون طابورا من أجل طبع قبلة الوداع على جبين الطفل المصري قبيل تشيعه في موكب جنائزي وسط أكاليل من الورود والأعلام الفلسطينية.

وقد اعتاد هؤلاء الأطفال مؤخرا على هذا التقليد غير المألوف لدى أقرانهم من أطفال العالم لا سيما أنه سقط منهم خلال الخمسة والأربعين يوما الماضية 22 شهيدا.

ونظرا لأن أي واحد من هؤلاء الأطفال لا يعرف متى سيأتي دوره، ويسجى في المكان الذي سجي به المصري بعد أن تساوت عندهم رؤية الموت والحياة، بدأ هؤلاء الأطفال استباق رصاص الاحتلال وتوديع بعضهم البعض قبل أن يرتقوا إلى العلا في طير خضر أبابيل.

والغائب الحاضر في هذا الوداع، كانت والدة الشهيد، التي أصيبت بجراح خطيرة ولا تمكنها إصابتها من وداع ابنها خشية مضاعفة جراحها، ولكن النساء الفلسطينيات وفي جو حزين خيم على بيت والد الشهيد بكين الطفل المصري بحرقة، وكل واحدة منهن تتصور أنه قد يكون طفلها يوما ما مسجى مكان المصري، أو أن تكون هي جريحة مكان والدته في ظل العدوان الصهيوني المستمر على الأراضي الفلسطينية.

ورغم محاولة أهالي الشهيد تهدئة روع والدته في المشفى، والإيحاء لها بأن ابنها بخير، إلا أنها وبحاسة الأمومة كانت مدركة بل متيقنة أن قرة عينها قد اختطفته المنون، وهي ليس على لسانها غير كلمة واحدة "ابني ضاع"، حيث كانت قد شاهدته وهي جريحة في المشفى أثناء إحضاره بعد إصابته.

ولم يُحمل الشهيد الطفل على نعش وذلك ليس لأنه لا يوجد نعوش في رفح فالنعوش كثيرة وجاهزة في أي لحظة، ولكن لأن والد الشهيد وعمّه فضلا أن يتناوبا على حمله بين أيدهما لتكون جرائم الاحتلال ظاهرة للعيان لعل هذا الطفل هو آخر الضحايا الذين يسقطون بدم بارد وتختتم به قائمة هؤلاء الأطفال الذين يسقطون تباعا، ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون.

وكشفت إحصائية حديثة أعدتها وكالة "قدس برس" أن قوات الاحتلال قتلت منذ بدء العام الثالث لانتفاضة الأقصى قبل شهر نصف الشهر حتى يوم أمس الأربعاء 22 طفلا فلسطينيا هم ما دون الثامنة عشرة من العمر، أكثر من نصفهم سقطوا في رفح جنوب قطاع غزة.

وأوضحت الإحصائية أن 12 طفلا سقطوا بنيران قوات الاحتلال في رفح المتاخمة للحدود المصرية الفلسطينية، تلتها مدينة خان يونس التي سقط فيها خمسة أطفال، كما سقط في كل من مدينة نابلس والمخيمين القريبين منها "بلاطة" و"عين بيت الماء"، ونزلة الشيخ زيد في جنين، طفل واحد.

ويعتبر شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي أكثر الأشهر التي سقط فيها أطفال حيث قتل جنود الاحتلال خلالها 16 طفلا، كما سقط أربعة أطفال في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري حتى يوم أمس الذي سقط فيه الشهيد المصري، فيما سقط طفلان في الثلاثين من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.

وطالب جبر وشاح نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني أمام ما يتعرض له هذا الشعب من عدوان وأمام هذه الأرقام التي وصفها بالخطيرة حول استهداف الأطفال بشكل خاص والتي كان آخرها مجازر الأطفال والرضع في رفح.

وقال وشاح إنه ولحين ما يتم توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني يجب اتخاذ إجراءات عقابية بحق الدولة العبرية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والدولية والقانونية وتقديم قادتها لمحاكم جرائم الحرب لإجبارها على وقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.

وكشف وشاح أن قتل الأطفال لا يتم فقط من خلال القتل المتعمد بالرصاص أو القذائف إنما هناك القتل الخفي أو ما اسماه "الموت البطيء" لأطفال فلسطين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وسوء التغذية التي يعانون منها بسبب الحصار والإغلاق المضروب على الأراضي الفلسطينية حيث وصل سوء التغذية إلى أعلى المعدلات في العالم والى نسبة كبيرة جراء الممارسات العدوانية على الشعب الفلسطيني لا سيما في منطقة المواصي التي تقع جنوب غرب قطاع غزة والتي تخضع للحصار والإغلاق المحكم منذ بداية الانتفاضة وتمنع قوات الاحتلال إدخال المواد الأساسية والأطفال وحتى العلاج لها.

وأكد الحقوقي الفلسطيني أن الدولة العبرية لم تلتزم بطلب لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حينما طلبت منها إعداد تقرير عن أوضاع الأطفال في الأراضي الفلسطينية وتجاهلت هذا الموضوع مما اثر سخط واستياء أعضاء هذه اللجنة لدولية، منوها إلى أن مركزه سيكون له مداخلة بهذا الخصوص خلال مناقشة هذا التجاهل الصهيوني في شهر آذار (مارس) المقبل في جنيف.

وكشف وشاح عن خطة صهيونية تعد لها الدولة العبرية تستهدف مخيمات رفح جنوب قطاع غزة تحيدا المناطق المتاخمة للشريط الحدودي مع مصر، مشيرا إلى أن هذه الخطة معد لها أن تتم في عام 2020.

وقال إن هذه الخطة يطلق عليها اسم "طريق فليدلفي" وهو مخطط سابق أعدته الدولة العبرية قبل الانتفاضة لشق طريق دولي يربط بين رأس النقب والبحر الأبيض المتوسط يمر عبر "قطاع أوه" و"قطاع جي" وحي البرازيل في رفح وهي المناطق التي دائما ما تتعرض للعدوان والتدمير.

وأضاف أنه على هذا الأساس ستتواصل عمليات القصف والتدمير لكل شيء يعترض تنفيذ هذه الخطة سواء كانوا أطفالا أو شيوخا أو نساء أو منازل.

ومن جهته اتهم الدكتور علي موسى مدير مشفى أبو يوسف النجار في رفح، والتي استقبلت كافة أطفال رفح الذين استشهدوا الدولة العبرية بتعمدها قتل الأطفال والرضع، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال قتلوا إما وهم في منازلهم أو برفقة والديهم على أبواب منازلهم وبعيدا عن مرمى إطلاق النار، مما يشير إلى تعمد قوات الاحتلال بالقتل.

وأضاف أن معظم الأطفال الذين وصولوا إلى المشفى قتلوا إما بعيارات نارية من النوع الثقيل أو بشظايا قذائف المدفعية، مشيرا إلى أن من نجا من هؤلاء الأطفال الذين أصيبوا بنيران قوات الاحتلال سيعيشون بإعاقات دائمة.

ودعا المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا على ما يحدث لأطفال فلسطين عامة ورفح خاصة أن يتدخل بأسرع وقت من اجل إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال وحياة الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان الصهيوني باستمرار.

وفيا يلي القائمة التي أعدتها "قدس برس" بأسماء الأطفال الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال منذ بداية العام الثالث للانتفاضة حتى يوم أمس الأربعاء وهي:

التاريخ

الموقع

الحادث

السكن

العمر

الشهيد/ة

التدرج

30/9

مخيم بلاطة نابلس

عيار ناري

مخيم بلاطة نابلس

11

رامي خليل بربري

1

30/9

مدينة نابلس

عيار ناري

مدينة نابلس

10

محمد حمزة الزغلول

2

4/10

نزلة الشيخ زيد-جنين

عيار ناري

نزلة الشيخ زيد-جنين

16

محمد علي نجيب زيد

3

5/10

مخيم عين بيت الماء-نابلس

عيار ناري

مخيم عيبن بيت الماء-نابلس

14

عمار جمال رجب

4

7/10

خان يونس

شظايا قذيفة

خان يونس

16

عبد الله وليد صباح

5

7/10

خان يونس

شظايا قذيفة

خان يونس

17

فارس عبد الناصر الزقزوق

6

7/10

خان يونس

شظايا قذيفة

خان يونس

16

أحمد عبد الرؤوف الأسطل

7

7/10

خان يونس

شظايا قذيفة

خان يونس

15

محمد حسن الرؤوف الأسطل

8

8/10

خان يونس

شظايا قذيفة

خان يونس

16

محمود جاد الله الأسطل

9

8/10

رفح

عيار ناري

رفح

9

ميساء عماد زنون

10

9/10

رفح

عيار ناري

رفح

16

محمد موسى عاشور

11

9/10

رفح

عيار ناري

رفح

15

أحمد رضوان

12

10/10

رفح

عيار ناري

رفح

12

ثائر صلاح الحوت

13

13/10

رفح

انهيار أنقاض عليه

رفح

4

توفيق حسام بريكة

14

17/10

رفح

شظايا قذيفة

رفح

10

شيماء أبو شمالة

15

17/10

رفح

شظايا قذيفة

رفح

15

محمد سامي أبو هلال

16

25/10

رفح

عيار ناري

رفح

15

محمود سالم أبو مر

17

26/10

رفح

عيار ناري

رفح

13

سالم عبد القادر الشاعر

18

5/11

رفح

عيار ناري

رفح

17

اياد نافذ أبو طه

19

11/11

رفح

عيار ناري

رفح

2

نافذ خالد مشعل

20

11/11

متأثرا بجراحه التي أصيب بها في 17/10

شظايا قذائف

رفح

8

محمد رفعت أبو النجا

21

13/11

رفح

عيار ناري

رفح

3

حامد اسعد المصري

22