أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 يوليو 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2007 (معدل) >> الرسالة الأولى : إلى الإخوة الزملاء ( سابقا ) في فتح ولا تنقضي أُخُوَّتهم في الله والوطن المستشار:ناهض منير الريس عضو المجلس الثوري لحركة فتح ووزير عدل سابق بعد التحية : العشرة لا تهون إلا على ابن الحرام . ونحن وأنتم أبناء حلال والحمد لله . وقد سألني أكثر من واحد من زملاء الأمس : لماذا تشد على يد حماس بهذه القوة كلها ؟ هل هانت عليك فتح ؟ وبعضهم يقولون، حسب ما بلغني : لا .. هذا حماس مخبأ في قشوره من زمان ! ولأن بيننا عشرة وأخوة وزمالة سابقة فإنني خصصت هذا المقال لأجيب عن التساؤلات . وإذا كنا مختلفين اليوم حقا في الآراء فقد قالها شوقي قديما : اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية . أيها الزملاء السابقون والإخوة الدائمون : نعم إنني أشد على يد حماس بقوة ، وأشكر القسام شكرا جزيلا على أنه نجح في تنظيف قطاع غزة من حكم الفئة الفاسدة . وفي الوقت نفسه أفيد أنني لم ألتحق بحماس لا الآن ولا سابقا . ولا أظن أنني سأحاول الالتحاق بها في المستقبل . أقول هذا تقريرا للحقيقة وليس أنفة من هذا الانتماء المشرف . * * * وأريد قبل أن أستطرد في الكلام أن يتذكر القارئ العزيز أنني خارج فتح منذ أقال زعران فتح عن طريق قيادة فتح أولئك الذين خاضوا الانتخابات مستقلين ـ وأنا منهم ـ . فكل أولئك النفر الاستقلاليين كانوا يحملون مؤهلات ويملكون خلفيات وسجلات نضالية تثير غيرة الزعران ورغبتهم في استبعاد أولئك النفر عسى أن يكون في ذلك الاستبعاد استقراب ليوم التربع على رأس الحركة براحة تامة . أما تفسير ما يحدث اليوم من حالة في صفوف بعض الأفراد الفتحويين فهو نوع من العصبية العشائرية . وأود أن يتفق القارئ معي على شيء أساسي : وهو أن الانتماء الحركي يختلف عن الانتماء العشائري . فالانتماء العشائري قدر . أما الانتماء الحركي التنظيمي عموما فهو اختيار . فلا حيلة للفرد في العائلة التي ولد ووجد نفسه يحمل اسمها في شهادة الميلاد . ولكنه يمكن أن يختار الحركة التي ينتمي أو لا ينتمي إليها . وأرى بصراحة أن الناس كلما كانت صلتهم وثيقة وعهدهم قريبا بالعشيرة وبالتقاليد العشائرية تعاملوا مع الشأن الحركي التنظيمي كما يتعاملون مع الشأن العشائري .. فيغضبون للحركة ولو كانت على باطل ويغضبون من خصومها ولو كان الحق إلى جانبهم . أما حين ينتقل الناس اجتماعيا من مرحلة العائلات والعشائر إلى مرحلة أوسع ، أسميها من ناحيتي مرحلة المدينة الكبيرة والعمارة متعددة السكان فإنهم يبدأون في التفكير في انتمائهم الحزبي والتنظيمي بموضوعية ووفقا لبرنامج الحزب والتنظيم . إن التعامل مع الشأن الحركي بعقلية أو بنفسية عشائرية هو الذي يحمل البعض على النكد والكمد والعصبية إزاء الآخرين . وهو أمر ظاهر لدى البعض من إخوتنا في فتح وقد حاولت كثيرا ، بسبب اللياقة واعتبارات الرفقة والعشرة الطويلة أن أتحاشى ذكر فتح بشر أو بخير ، بل ربما ذكرت تاريخها الطليعي بالخير ، وسأواصل المضي على منهجي الذي تمليه عليَّ السماحة الشخصية والوحدة الوطنية . ولكن ما يجب أن يعنينا ليس الجانب الشخصي الذي يتصل بموقفي من الحركة وأعضائها وخدمتي الطويلة في صفوفها ، ولكن الجانب العام المتصل بتجربة الحركة في الحكم والسلطة وما آلت إليه تلك التجربة حتى حدث ما حدث أخيرا في قطاع غزة وأنهى عهدا غير محمود ولا مأسوف عليه من حكم أحد مراكز القوى التي حكمت باسم فتح والتي أساءت للشعب وللقضية وللوطن بقدر ما أساءت لحركة فتح . وتلك هي قيادة الأمن الوقائي وبالأخص الثنائي محمد دحلان ورشيد أبو شباك . * * * هذا الثنائي المتفاهم المتوافق المتجانس المتعاون استغل وجوده في قيادة ذلك الجهاز لإقامة دولة داخل الدولة وللتمدد في كل اتجاه ، لا يوقفه شيء ولا يردعه شيء . وقد استلم الجهاز منذ بداية تأسيس السلطة الوطنية معابر القطاع : معبر المنطار ( تدعوه مراجع الاحتلال كارني ) الواقع إلى الشرق من مدينة غزة . ومعبر سوفا إلى الشمال الشرقي من رفح . وهذان المعبران هما اللذان تمر منهما معظم الواردات إلى القطاع والصادرات منه . أي أن جميع حاجات سكان قطاع غزة الذين تجاوزوا المليون وثلاثمائة ألف نسمة تمر من تحت رقابة موظفي دحلان وأبوشباك . وقد حصلا على وكالة شركة كبرى للتأمين وساهما في شركة أخرى . وكان ثالثهما منذ وقت مبكر خالد اسلام صاحب الأفكار التجارية والسياسية المتنوعة والعلاقات المشبوهة مع رجال مخابرات إسرائيليين ( وقيل إن اسمه محمد رشيد وقيل بل برهان عبد الحق والله أعلم ! ) الذي بدأ أولى عملياته بالاجتماع إلى أصحاب واحدة حصرا من شركات تجارة الوقود في إسرائيل ، وحصر تعامل السلطة في قطاع غزة بها من خلال إدارة خاصة تشكلت لهذا الغرض ( قطاع عام ) وحدد نسبة ربح شركات التوزيع وصار الباقي كله يدخل في حسابات مخصوصة استخدم لها اسم الرئاسة وعنوانها للتغطية على حقيقة ما يجري . ويتحدث أهالي قطاع غزة حديثا مدعما بالوقائع عن احتكارات المتاجرة ببعض السلع لا سيما مواد البناء من اسمنت وحصمة وحديد وجير لصالح التاجرين الرئيسيين ويتحدثون ـ مثلا ـ كيف جرى رفع سعر طن الحصمة من أيام الاحتلال المباشر حين كان التجار يستوردونه من التاجر اليهودي مباشرة إلى بعدما دخلت الحصمة ضمن الاحتكارات الوقائية . ناهيك عن خدمات الرفع والنقل الموضعية التي يدفع المستفيدون أجورها فتعود أيضا إلى جيوبهما . وقد عرف هذان منذ وقت مبكر حاجة من يعمل في جمع المال وجمع المعلومات في وقت واحد إلى جهاز قمع . فشكلوا فرق الموت التي كانت تفخر باسمها ، والتي وضعوا في فوهتها أولاد بعض العائلات والعشائر الكبيرة من كل حي من أحياء البلد ، لكي لا يهابوا أحدا وإنما يهابهم الناس . إن هاتين الخطوتين لاكتساب قوة المال وقوة القمع : أعني خطوة الاحتكار وخطوة تشكيل الفرقة المذكورة ترتبت عليهما سلسلة آثار وتوابع . * * * فلما اقترنت التجارة بالقوة .. قوة السلطة وقوة التهديد المسلح .. فقد فهمها بعض التجار بسرعة .. فهرعوا إلى التاجرين الكبيرين ، لعرض المشاركة في صفقات أو في تجارات مستديمة . وقال لي أحد الذين قابلوا أحدهما بضع مرات : لم أقابله مرة إلا وجدت عنده بعض التجار . أما التجار الذين لم يعرفوا كيف يلعبون هذه اللعبة فانتهى أمرهم إلى الإفلاس أو إلى هجر الملعب . وكان من آثار نجاح هذه الاحتكارات أن انتقل خالد اسلام إلى العمل مع متمولين ورجال استخبارات إسرائيليين سابقين في البورصات وأسواق المال العالمية . وهو ما تحدثت عنه الصحف الإسرائيلية بعد قليل . وانتقل كل من الشريكين المحليين إلى آفاق أخرى كالعقارات ومحطات البترول وشركات الباطون والشقق السكنية والمواد التموينية ومقاولات البناء . و تراكمت ثروات الشريكين يوما بعد يوم وسنة بعد سنة حتى تعدت الملايين . واشترى كل منهما فيللا فارهة لسكناه ، ولم يتوقفا قط عن التمدد في مجالات التجارة والأعمال المالية . إن أهمية هذا المثل لم تتوقف عند أصحابه المذكورين . إذ تطلع القياديون البارزون الآخرون ( الصف الثاني ) الأقل أهمية من الثنائي الأول إلى نصيبهم من الثروات . ووجدوا الطريق أمامهم معبدا وسالكا , ولا شك أن الإسرائيليين راقبوا ذلك بسرور بالغ لأنه ليس هناك حليف للاحتلال أوفى من ضعفاء النفوس الطامحين إلى الثروة والجاه والسلطان . فاستخدم الإسرائيليون مركز جيشهم الممسك بالمداخل والمخارج والمعابر لوضع ختم مخابراتهم السري على ثروات جديدة كانت تنمو في الخفاء ، ولكن تحت رقابة مكتومة مستمرة من رجال المخابرات الإسرائيليين الكامنين في المعابر . لم يبق واحد من ذلك الصف القيادي إلا صارت له خميرته الخاصة من الثروة والأرصدة في البنوك ، حتى انتهى الأمر بكبيرهم الذي علمهم السحر لأن يقوم بتأسيس بنك جديد في مدينة غزة ! هكذا وجدنا طبقة جديدة من أصحاب الملايين تتشكل في أقل من ثماني سنوات . وبينما بدأت الأزمات تمسك بخناق الغالبية العظمى من سكان القطاع ، ظهرت إمارات الثراء المستجد على هذه الطبقة الجديدة . ونطق لسان حالها سكرانا بالشعور بالقوة والتفرد والتطلع الأول للانقلاب على الرئيس عرفات بقوله (( لن يرهبنا العجوز القابع على شاطئ بحر غزة )) !!! * * * ولم تتوقف سلسلة الآثار أو المتتالية الاجتماعية الناجمة عن فساد هذه الطبقة عن التوالد أثرا بعد أثر . وفي وقت مواز تقريبا بدأ مرافقوهم وأفراد الفرقة إياها في ( الهبش ) لكي يصبح لهم شيء مما أصبح لأسيادهم . وقد بحثوا عن مجالاتهم بأنفسهم وأقبلوا عليها غير هيابين في هذا الموسم السانح . وتألفت عصابات متداخلة بين أجهزة الأمن ، واشتغلت شغل المافيات والعصابات تجمع المال من كل سبيل : كلما رأوا صانعا ضعيفا فرضوا عليه ( الخاوة ) . وكلما شاهدوا سيارة جميلة قطعوا الطريق على صاحبها واستولوا عليها . وكلما رأوا بيتا مغلقا مهجورا فتحوا أبوابه عنوة واحتلوه ، أو قطعة أرض غاب صاحبها جاؤوا ليلا فبنوا سورا حولها ، وزوروا أوراقا صفراء ، وادعوا ملكيتها وربما قسموها قطعا وباعوها لمن يشتري . ولم تنج أملاك الحكومة من شرورهم واستغلالهم . حتى كادت الحكومة تصبح بلا أملاك . وقد استنفر هؤلاء الأتباع والمرافقون جميع لصوص البلد العاديين : لصوص الأراضي ولصوص البنوك ولصوص مكاتب العملة ولصوص المنازل .. الخ .. وصار بعض هؤلاء المرجعية التي يقصدها جميع اللصوص للحماية ولإخراجهم من الضيق كما صاروا بطبيعة الحال ( الشيخ نبك ) الذي تصب في بحيرته الحصص المقدمة للكبير عن أعمال هؤلاء الذين تحت حمايته . هكذا تشكلت حالة أوجدت في البلد مناخا تدور فيه النخب الشقية من اللصوص والزعران كالوحوش السائبة التي تنهش البعض وتعض البعض وتنطح البعض ! وفي ظل هذه الحالة وهذا المناخ انتقلت جرثومة السعار إلى جميع ضعفاء النفوس في شتى المهن وفي شتى الحارات وضمن شتى العائلات في البلد . ما يكاد صبيان في حارة يتشاجران حتى يبرز أبواهما بالسلاح الذي هو عهدة من الحكومة ، فيطلقان النار عن قرب أو عن بعد ويصيبب أحدهما الآخر أو يصيب المارة العابرين . وما يكاد صاحب بسطة يحتل رصيفا أو شارعا أو جزءا من مفرق طرق حتي يصبح مالكا يتصرف في ملكه وقد يبيعه إذا شاء لغيره , والويل لمن يقترب منه . إن المسلحين المستأجرين لحمايته يظهرون فورا ببنادق الأجهزة ورصاص الأجهزة فيشنفون الآذان بالأصوات البهيجة الصادرة عنهم وعن أسلحتهم . وما يكاد رجل يلاحقه زعران قاع المدينة ينكر أن لديه مالا حتى يصرعه الأزعر المحسوب على الجهاز الأمني وعلى العائلة الكبيرة ، فلا يتجاسر شهود العيان على الشهادة بل يطلقون سيقانهم للريح. ووصلنا ذات حين إلى ما أطلقوا عليه الانفلات الأمني ! وصدرت تصريحات عن مسؤولين عديدين ، بينهم الأخ أحمد قريع وبعده في وقت آخر الأخ تقول إن مصدر الانفلات الأمني هو الأجهزة الأمنية وإن إحصاءات الشرطة تقول إن 95 % من الجرائم ارتكبت من قبل منتسبين في الأجهزة الأمنية .في تلك المرحلة اتسعت دائرة ( الحالة ) الفالتة اتساعا رهيبا شمل الهبوط بمسلكية بعض العشائر ومخاتير العشائر وتشجيع ( الانحساب ) على الجهاز الأمني وتعزيز روح العدوان والعصبية العشائرية المستندة إلى مسلحي العشيرة والمساندة لزعيم الجهاز . حتى تجرأت هذه العشائر في مشكلات ومعارك بعضها مع بعض على تصرفات هجومية لا تعبأ بدم المارة في الشوارع ولا تستجيب لجهود الصلح ولا تقتصد في استخدام كل الأسلحة والذخائر المتوفرة لدى أفرادها والتي هي في الحقيقة والواقع أسلحة الأجهزة نفسها . هل هناك مجال للتساؤل : كيف لم تتحرك قيادات الأجهزة لضبط أسلحتها على الأقل ، إن لم تتحرك لإصلاح ذات البين بين المتقاتلين ـ وهذا هو واجبها الطبيعي إزاء مسؤوليتها عن الأمن العام والسكينة العامة ـ ؟ إن تلك القيادات اللعينة التي سميت قيادات في غفلة من التاريخ وما هي إلا مجموعة من التجار المتاجرين بكل شيء لم تتحرك قصدا لأنها كانت تريد المجتمع كله أن ينخرط في اشتباكات لا تنتهي ، لأنها أرادته أن ينشغل بذلك عن مراقبتها ومتابعة ما تفعله من اتجار في كل شيء . وكان من مقاصد كبيرها أيضا أن تنفلت الأمور مزيدا من الانفلات لكي يأتي يوم يبايعه فيه ممثلو الشعب على الرئاسة والزعامة مقابل سيطرته على غول العائلات وزعرانها وشكمه للحالة المتدهورة لكي يقال إن الأمور لم تنصلح إلا حين توج ملكا . أهي العائلات وحدها التي بلغت مرحلة العصابات العدوانية غير المبالية بشيء غير الجهالة التي استحوذت على الرؤوس ؟ * * * كلا .. لقد صار تشكيل العصابات ( ظاهرة عامة ) تستند إلى ( ثقافة المافيا ) وتلد مافيات أخرى دون توقف . صار كل من يريد أن يقصد دائرة حكومية أو بلدية بغرض إجراء معاملة من المعاملات يستحضر معه مجموعة ( شباب ) مسلحين فتكون مجرد رؤيتهم معه كفيلة بتذليل كل عقبة وإقناع أي مسؤول أو مدير بالتوقيع على المعاملة وإنجاز الطلب فورا . لقد ماتت الحكومة . مات الضمير . مات الحق بجميع مظاهره وازدهر الباطل بجميع مظاهره . وصارت المافيات هي حقيقة المجتمع وهي الوحيدة الرافعة رأسها والمطلقة لسانها في وجه كل حق وكل صواب . لم يكن ذلك طبيعة الفلسطينيين يوما . ولم تكن تلك أخلاقهم . وحقيقة الأمر أن انتشار الظاهرة الوسخة لم يكن دليلا محتوما على أن جميع من شكلوا مافياتهم الصغيرة كانوا أشرارا بالضرورة . كلا ! لقد كان الكثير منهم يشكل مافيا ظرفية أي مرتبطة بالظرف الذي يتطلبها ويحتاجها لأن ( الموضة ) صارت هكذا وعلى سبيل المثال لأن المسؤول أو المدير إذا لم يكن معك الثلاثة أو الأربعة المسلحون فإنه لا ينظر في طلبك بل يأخذ في تطبيق القانون عليك ! بل من الطريف أن بعض هذه المافيات الظرفية ربما قامت أولا من باب الشهامة والنجدة لكي تعين صديقا مزنوقا في حاجة . ولكن علينا أن لا ننسى أنها ربما استمرت واشتغلت بمقابل ، وربما استمرأت ذلك واتخذته تجارة دون رأسمال ، على أن المافيا الكبيرة التابعة للزعيم الكبير كانت إذا علمت بأمرها تقتضيها حصة ( الشيخ نبك ) . * * * ولم يقنع كبير المافيات كلها بكونه رجل الأمن الأول ورجل المال والأعمال الأول في القطاع حتى ساوره الوهم بأنه يجب أن يرث الرئيس الذي صنعه ونصبه .. وانطلاق هذا الرئيس الذي اكتشف أن الأمريكيين هم الذين يدفعون صبي الأمس ، فقال قولة مشهورة : ده طلع له اسنان بتعض ! وكان قد بلغه أن صبيه شن عليه وعلى قرينته هجوما مقذعا في أحد فنادق إحدى العواصم العربية بعدما هاجمه ذات مرة سابقة وتبنى فكرة ( إصلاح السلطة الوطنية ) . وعقد اجتماعا في قاعة كبرى بغزة تحدث خلاله عن الإصلاح بينما كان يقف خلفه حرسا رموز فرقة الموت ، ما دعا أحد المستمعين إليه حين نطق بكلمة الإصلاح لأن ينطق قائلا : مين يصلح مين ؟! وكان الهجوم على شخص الرئيس والتكلم عن الإصلاح بمثابة تمهيد للانقلاب على الرئيس حالما تتم الترتيبات . كانت الفكرة المهووسة ـ فكرة الانتقال من دور المليونير وتاجر المعلومات إلى دور الرئيس ـ نكتة في نظر البعض الذين تداولوها مستذكرين أنه ليس في سجل الرجل ما يبرر له الامتلاء بهذا الوهم إلا أن الأمريكيين قد ألقوا الوهم في روعه من خلال وحيهم غير الطاهر وغير المقدس . ومرت الفكرة في دور الوزارة والوزير فصارت لها أسنان هي الأخرى . وأطلق عليها صاحبها تعبيرا سمجا هو ( الطموح ) . وكان ذلك أكبر مما تحتمله معدة اللغة . فتقيأت اللغة نفسها احتجاجا . ومنذ استدل الأمريكيون على الرجل منذ وقت غير معلوم ، وأخذوا يكررون زياراتهم له في بيته بالرمال الجنوبي ، أجروا معه نقاشات طويلة ، ويقول مساعد وزيرة الخارجية رايس إن الرجل نبههم دائما إلى خطورة حماس وضرورة مواجهتها بالقوة . وليس من الصعب أن نتخيل ما تلا ذلك التنبيه الشديد من ازدياد الثقة فيه والتنسيق معه . وكان نجاح حماس في انتخابات كانون الثاني يناير 2006 في الانتخابات قد جاء بمثابة جردل ماء بارد على أحلام الرئاسة وأوهامها ، فإذا بالحالم الواهم يفيق على صدمة واهتزاز ، ولم يضبط نفسه لحظة واحدة ، فخرج في اللحظة التالية يسعى إلى متظاهرين يحتجون على ذلك وينكرونه ويؤيدون الانقلاب على نتيجة الانتخابات . * * * هذه نقطة في بحر الفساد الذي غرقنا فيه . حكم الفرد . حكم القلة البوليسية المرتبطة بالأجانب .... هذه القلة من شباب فلسطينيين ، سبق لهم أن كانوا موقوفين في سجون الاحتلال أو مناضلين مطاردين ، أصبح لهم بعد اتصالهم بالأمريكيين من الذكاء المسخر في خدمة الشر ما جعلهم يبنون الجهاز الإداري للسلطة الوطنية الفلسطينية تحت تأثير فكرة ( دولة داخل الدولة ) . فقد نصبوا أناسا من طرفهم أو من معارفهم ، ناهيك عن أقربائهم وأنسبائهم ، في جميع مراكز ( مفاصل ) الوزارات والإدارات والأجهزة . وكانوا باسم الأمن والولاء يحملون كشوفا كاملة من الأسماء للتعيين والتوظيف ، حتى في الأجهزة التي أنشأها الرئيس لتكون عينه على الفساد الإداري والمالي . وكانت كلمتهم في ديوان الموظفين بمثابة أوامر . وكانوا حريصين على جمع ( كونترولات ) عن الوزراء كبار الموظفين ومفاتيح الوزارات . وفي السنة الأخيرة قبل الانتخابات كانوا قد دفعوا أعدادا من كوادرهم للتغلغل في الإدارات والأجهزة التي لم يكونوا قد سيطروا عليها بعد . حتى جهاز المخابرات الذي أراده الرئيس الراحل بعيدا عنهم نجحوا في اختراقه والتأثير عليه . أما المافيات الفرعية التي نشأت في البدء ظواهر منفصلة في أماكن غير غزة المدينة ، فقد جيء بها وجرى شراؤها وإعادة إطلاقها لتكون ذراعا آخر من أذرع الشر والانقلاب . ومن نافلة القول أن نقول إنهم اجتهدوا لأبعد مدى كي لا ينجح أي فرد من حماس خاصة ومن الحركات الدينية عامة في الحصول على الوظائف . وكان التوظيف في السلطة خاضعا لتقارير الأمن من قبل الأمن الوقائي والمخابرات ، زيادة في التثبت والتحوط . ولما كانت الأحوال في أراضي السلطة الوطنية قد ضاقت شيئا فشيئا ، وأبواب الرزق قد أغلقت شيئا فشيئا فإن التوظيف في السلطة بالواسطة أصبح الباب الأوسع للرزق . واستأثرت وساطة الأمن الوقائي بأكثر التعيينات وأحسن الوظائف . وكان الحرمان نصيب الشريحة الإسلامية وحدها ، وهي التي تبلغ وأنصارها النصف الآخر من الفعاليات السياسية على الأقل . وباسم من هذا كله ؟ باسم فتح !! باسم فتح هذه الأخطاء والأوزار والمظالم . حتى توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع بنية مبيتة اشترك فيها حتى أفراد من فتح نفسها لإسقاط فتح . أليس كذلك ؟ أكان معقولا في السنوات الأخيرة أن تكون قيادة حركة فتح في قطاع غزة هي بعينها قيادة جهاز الأمن الوقائي ؟! في أي مكان في العالم ، بل في أي بلد من بلدان العالم الثالث تكون قيادة تنظيم الحزب الحاكم هي قيادة الجهاز الأمني ؟ ولمصلحة من ( مثلا ) تسلب صلاحيات رجل متوازن مثل أحمد حلس شيئا فشيئا وتشن عليه حرب تنتهي في عهد السيد عباس باستبعاده من قيادة الساحة ؟ ولماذا يستبعد ؟ علينا أن لا ندع عصبية العشيرة تحول بيننا وبين الرؤية , وإذا شئتم الحقيقة والنصيحة ، فلا أمل لفتح في مستقبل أفضل إلا إذا انتقدت نفسها ذاتيا بطهارة وجدية وعزم على فتح صفحة جديدة . * * * إن ما عجزنا عشر سنوات في مجلسنا التشريعي الذي كانت غالبيته الساحقة من فتح عن وقفه واستئصاله أو على الأقل منع التدهور . قد جاءت حماس وقضت عليه في يومين أو ثلاثة أيام لا أكثر .. ! وذلك بالحزم والجد وبالهيبة التي هي أساس القانون . وما بدا لنا وللأمريكيين، الذين دفعوا في السنة الأخيرة وحدها مائة مليون دولار، برجا عاليا وقلعة حصينة تبين أنه كما قال أحد المعلقين برج من ورق وبيت عنكبوت شأنه شأن مشاريع السياسة الأمريكية وتنصيب الكرازايات في الشرق الأوسط . والجميع يرون أن الحالة راقت وأن الفوضى انحسرت وأن المافيات الظرفية والمتأصلة المتجذرة ذوات الملايين ، وعصابات اللصوص الفائعة ، وتطاول السفلة على النظام والمرور والشوارع والأرصفة وما إليها قد انحسر بانقلاع القلة التي استنبتت وتعهدت وحمت ورعت ذلك النبات السام في مجتمعنا الفلسطيني المستهدف أصلا من الاحتلال وأجهزته . وأنا أرى أن واجبنا رقم ( 1 ) ، واجب كل فلسطيني حر ومخلص وموضوعي أن يطلب من حكومة الوحدة الوطنية ـ بقيادة حماس ـ أن تكمل العمل الذي تعهدت به وبدأت في تنفيذه . فالمافيات لم تمت . ولا يمكن أبدا أن تتوب . وهي كامنة وتنتظر عودة الروح ورسائل المؤسسين الواصلين لكوندوليزا المتضمنة مددا من المال والسلاح والتشجيع على أمل أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه . هل عرفتم يا زملائي السابقين وإخوتي الدائمين، أمس واليوم وغدا، لماذا أشد على يد حماس بهذه القوة ؟! أقول هذا الكلام وأنا لا أجهل أنني قد أتعرض بسببه لأي شيء . إلا أنني لم أكن شيطانا أخرس في الماضي ولن أكون يوما ، حتى يسترد الوديعة صاحبها ! >> نقلا عن "النديم" تم تعديل 23 يوليو 2007 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 يوليو 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2007 >> الرسالة الثانية : إلى الإخوة والرفاق في الفصائل الفلسطينية المستشار :ناهض منير الريس وزير عدل سابق في السلطة الفلسطينية عضو المجلس الثوري لفتح شاعر وأديب فلسطيني إخوتنا الكرام : بعد التحية أدرك صعوبة التحدث وإقناع إخوة ذوي أيدولوجيات وأحزاب وتعميمات تنظيمية ومبادرات تحليلية واستنتاجية خاصة لا أشاركهم إياها، ولكنني مع ذلك كنت وما زلت على اتصال بالكثيرين منذ أيام الأردن وأيام لبنان وسوريا إلى اليوم . لأن بيننا نحن الفلسطينيين رابطة عميقة تقربنا مهما باعدتنا الأفكار والآراء. سأقول مباشرة إنني مندهش من مواقفكم حيال ما جرى في قطاع غزة في الشهر الماضي ! وإن تقديري لسجلاتكم النضالية وتاريخكم في الثورة الفلسطينية يدفعني إلى محاورتكم حول هذا الشأن . أنتم جميعا شاهدتم ولمستم وسمعتم وعاينتم ما حدث في قطاع غزة في السنوات الخمس الأخيرة بشكل خاص . أعني حلول الأجهزة الأمنية ومؤسسة رئاسة الأمن الوقائي بخاصة ( وليس حركة فتح ولا حتى الشباب المناضلين في الأمن الوقائي ) في قمة مركز القرار السياسي في البلد ، ونخرها في البنيان الوطني السياسي والبنيان المعنوي الأخلاقي واستباحتها لنفسها المال العام والخاص وحمايتها القتلة والمنفلتين من عناصرها . إن أولئك العناصر كانوا مسؤولين عن 95 % من الجرائم وأعمال الإخلال بالأمن والتفلت من النظام والقانون ( التي أطلق البعض عليها تسمية الفلتان الأمني مبهمة دون إشارة إلى فاعل ) . ولا بد أنكم تفهمون وتقدرون أن الحالة التي سادت قطاع غزة فترة لا تقل عن خمس سنوات ماضية متتالية ، ودخل خلالها المال الأمريكي إلى القطاع بملايين الدولارات ، كانت من أشد الفترات سوادا في حياة قطاع غزة . لقد ابتلينا بالحصار والتضييق والتطويق والتجبر والترويع من قبل العدو ، وابتلينا بالظلم والفوضى الضاربة أطنابها على كل ناحية وفي كل شبر من هذا البلد . وقد مرت على الشاشات صور الشهداء المحترقين في سياراتهم ، وعرف الجميع بالعقل أن هناك خللا واختراقا أمنيا غير محدود يجعل في وسع غرفة عمليات جيش العدو أن تتلقى إخبارية من عندنا ، فترسل طائرة أو صاروخا على الفور وتقتل القائد أو الكادر المتحرك في الشارع أو الموجود في بيته خلال دقائق معدودات . ولم تقل الفصائل شيئا في صدد هذا الموضوع الخطير الذي يمكن أن يضعف المقاومة . ولم تتساءل عما تقوم به الأجهزة الأمنية العديدة إن لم توقف الجواسيس عند حد . لا بل إن الجميع كانوا يعرفون أن هؤلاء الذين يستولون على ثلثي الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية يعملون في كل شيء عدا الأمن , فهم تجار ومقاولون ونجوم مجتمع وزعماء سياسيون تظهر تصريحاتهم على الصفحات الأولى للصحف . نعم .. هم يشتغلون في كل شيء إلا الأمن . بينما السرطان الذي طلع في رأس السلطة وانتقل إلى مجمع أعصابها ينتشر إلى الأحياء والمخيمات والجمعيات والعائلات ..الكل يقاتل الكل .. والبغض والشكوك والأحقاد تستوطن جميع الشرائح .. والإحساس بالظلم والقهر يسمم الحياة . لقد أفسدوا علينا بلدنا وأفسدوا مجتمعنا وعمت الفوضى والاضطراب كل شيء . فلم يعد هناك نظام في الشارع ولا في السوق ولا في دوائر الحكومة . وسجلت ملفات الشرطة العديد من وقائع القتل التي تضاعفت أضعافا . وكانت تحدث لسبب واه أو دون سبب على الإطلاق بطرا وفجورا واستهتارا لا غير . وانتشرت أعمال الاعتداء على الأفراد و( تقشيطهم ) في الشارع أو في السيارة . وجرى اختطاف الأشخاص وطالب الخاطفون بالفدية . واختطفت السيارات على قارعة الطريق . ومات بعض الناس جراء الإصابة بالرصاص الطائش وهم في بيوتهم .. ولم يستطع أحد قط أن يضع حدا لإطلاق آلاف الطلقات في الأفراح ومئات آلاف الطلقات في الجنائز لا فرحا في الأولى ولا حزنا في الثانية ولكن بطرا وإسرافا وسماجة على حساب المال العام .. الخ .. الخ .. وطاف بلطجية العائلات المدعومون ببلطجية الأجهزة ( يتسلبطون ) على المشاغل والمخازن والدكاكين والبنوك ويتقاضون ( الخاوة ) دون أن يحسبوا حسابا لشيء، ولم تعد البلد بلدا ولكن غابة . ولم تعد هناك شرطة على الإطلاق، ثم تطورت الأمور منذ حوالي سنتين وامتنعت مراكز الشرطة الموجودة شكليا عن تلقي البلاغات والشكاوى، وصارت الشرطة تنصح المتقدمين إليها أن يذهبوا إلى المختار كبير عائلة البلطجي المتهم، وحل قضاء العرف والعادة محل النيابة والمحاكم ومارسه أحيانا من لا يفهمون فيه ولا يعرفون العدالة، وجرت اعتداءات مشهورة على رجال النيابة والقضاء وأبدى هؤلاء خوفهم وحذرهم من ممارسة أعمالهم كما ينبغي، وواصلت الأجهزة الأمنية تدخلها في أعمال القضاء والنيابة دون تهيب . إن كل مواطن في قطاع غزة دون استثناء قد ضاق ذرعا بالحياة كلها ذات حين، وساورته الرغبة في الرحيل عن البلد . ووصلنا إلى وقت أصبحت الناس فيه تمتنع عن الخروج من بيوتها إلا لضرورة ملموسة. إخوتنا ورفاقنا : إنني أحمل احتراما حقيقيا لكل فصيل من فصائلنا وكل قائد له تاريخه في الخدمة العامة والفصائل الوطنية والإسلامية . وبودي أن أصوغ ما أريد أن أقوله بألطف طريقة ممكنة ولا تفهموني خطأً. ولكنني لا أملك إلا أن أسألكم : أين كنتم ؟ وأين كانت أصواتكم ؟ وكيف لم تشعروا بضرورة عمل شيء إزاء هذه المظالم والسفالات وإفساد مجتمع المقاومة ؟ لقد كنتم تعلمون بأن الأجهزة ـ وقيادة الوقائي بالذات ـ وراء كل هذه البلايا والرزايا، وكنتم تتكلمون بفصاحة في المسائل الخاصة بالثقافة السياسية والحزبية والمسائل الكبرى دائما .. و .. و .. دون أن تنتبهوا إلى المسائل الصغرى .. التي تهم الجمهور وتكدر الحياة اليومية للناس . ولم تقولوا للمخطئ أنت مخطئ ناهيك عن أن تقولوا للمجرم أنت مجرم . ولم تغضبوا ولم تعربوا عن موقف غاضب . ولم تسجلوا وثيقة جريئة ضد هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فسادا . وكان بعضكم يمازح نجوم الأجهزة وأكابرمجرميها بطريقة عرضية ، مزاحا يعني به المازح :نحن نعرفكم ونعرف ممارساتكم . ومع ذلك يتبادل ( القفشات ) وإياهم ، ولا يكشرعن أنيابه دفاعا عن الشعب الذي تتنطح الفصائل ويتنطح الزعماء لقيادته . ولعلهم فسروا تصرفات المجرمين على أنها ( اجتهاد ) من جانب فصيل وطني. إن الفصائل اليوم ليست مجرد تنظيمات فدائية كما كانت بالأمس، عندما كنا في الأردن أوفي لبنان . ففي ذلك الزمن لم يكن للفصائل الفلسطينية أن تنوب عن الحركة الوطنية في أي من البلدين بمقاربة الشأن الداخلي، أما وقد دخلت الفصائل إلى الوطن وصار لها أناس في الحكم بالإضافة إلى أناسها في المنظمة وفي المجلس المركزي ، فقد أصبحت العناية بالشأن الداخلي ومقاربة الشأن الداخلي واجبا من جملة واجبات الفصائل الأساسية . وبالفعل تبنت الفصائل في الانتخابات الأخيرة برامج انتخابية تتحدث وتستفيض في الحديث عن نظرتها إلى الشؤون الداخلية . ولكن لنفرض أن بعض الثوار قال : ما لنا وللأوضاع الداخلية ، فنحن لا نريد ما يشغلنا عن المقاومة ويجب أن يكون تركيزنا على المقاومة وليس على شيء آخر . إذن لقلنا له : بل لا بد لك أن تعني على الأقل بأن لا تأتيك طعنة من الخلف وأنت تتطلع للأمام . إن ما قامت به الطغمة المستترة خلف الاختصاص الأمني من مظالم كان معلوما للناس . وما أحدثته من إفساد في المجتمع كان ملموسا ومفضوحا ولا يجوز السكوت عليه . وقد بلغ حدا مس صحة المجتمع وقيمه الوطنية التي لا وجود للمقاومة إلا بها . لا بل إن ممارسات تلك الطغمة أفسدت العلاقات الاجتماعية ووحدة الشعب وسلمه الداخلي ، وجعلت بعضه فرائس لبعض . بتنا في قطاع غزة عنوانا للفوضى، وانطلق عنف غير محدود وغير مسيطر عليه، وفي الوقت الذي كانت أجهزة الأمن في بلدنا تأكل الأخضر واليابس وتجلس على المعابر بديلة عن الجمارك والضرائب وكل شيء يخص المال العام ، وفي الوقت الذي كانت لدينا أعداد هائلة من الشرطة ومن مختلف أنواع وتسميات الأجهزة، كان الخروج على القانون يبدو على شكل عاصفة هوجاء ثم انفلاتا أو فلتانا كما أسموه . ( وفي الحقيقة تفلتا شاملا من أحكام القانون ) وإمعانا في الإجرام من قبل فرقة الموت وأتباعها وحلفائها من لصوص المدن وقطاع الطريق الذين نادى نفيرهم : أن تعالوا إلى العمل فإن الغنيمة باردة وإنكم أنتم أهل المرحلة وإن حاميكم موجود على رأس الأمور كلها . لقد كان مما يروع ويخجل الإنسان من نفسه أن يأتي رجل مكلوم قتل ولده في الشارع أمام الناس ، ولم يرض شاهد واحد أن يشهد ، لأن القاتل كان ينتمي في وقت واحد إلى جهاز أمني وإلى عائلة كبيرة . كان أمرا محزنا ومتناقضا أن الشعب الذي يقدم أبناءه الشجعان للدفاع عن البلد يقع فريسة الذئاب المحليين، وأحسست بالخطورة الشديدة، لأن ذلك كان يشير إلى تغير أصاب منظومة القيم بحيث بات للخوف سلطان يفوق سلطان الضمير والدين وتقاليد الشجاعة الفلسطينية التي هي العدة الأولى في وجه مشاريع الاحتلال . وقد أخجلني وآلمني للغاية بوصفي نائبا في المجلس التشريعي ووزيرا للعدل ذات مرة أن تدخل مجموعة أرسلتها الطغمة الفاسدة إلى قيادة الشرطة وإلى المدير العام للشرطة في مكتبه بغزة فتعتدي عليه وتحقره ثم تقتل أثناء مغادرتها المكان شرطيا يدعى محمد شحتو دون جريرة، ولمجرد إرهاب، أي تعيس يفكر في اللحاق بهم . وأخجلني وأنا وزير للعدل أن لا تتجاسر النيابة العامة ربما حتى اليوم على مجرد فتح تحقيق في الحادث . وعندما رفعتُ الأمر إلى اجتماع مجلس الوزراء وشكل المجلس وفدا لرفع الأمر إلى الرئيس لم يكن لذلك نتيجة في نهاية المطاف، وقبل ذلك قتلت المجموعة ذاتها الشاب محمود فاروق البورنو في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة ولم تقم النيابة أيضا بمجرد فتح تحقيق في الموضوع لأن الخوف كان أقوى من الضمائر المهزوزة لدى أصحاب الأمانات الذين فرطوا في أماناتهم وخالفوا القسم الذي أقسموه على الولاء للقانون والعدالة . لم يكن شيء من ذلك كله سرا على أحد . ولم يكن فرد بعينه ـ حتى الرئيس نفسه ـ قادرا على التصدي ووقف هذا ( المد ) الإجرامي الذي اتخذ شكل العادة المستحكمة . ولكنني أقول إنكم من جهتكم أيها الإخوة كنتم مقصرين ، لأن لديكم قوى مسلحة ، ولكم مصلحة في تأمين ظهر المقاومة وصيانة صحة المجتمع وحماية القيم، وأنتم لستم شركاء في أرباح المافيات .. ومع ذلك بقيتم صامتين ، وإذا تكلمتم تكلمتم في القضايا السياسية الكبرى كأنكم لم تشاهدوا ما يجري ولم تسمعوا به . من ذلك كله توقعتُ أن تنظروا إلى ما قامت به حماس بوضعها حدا للمافيات وحكم المافيات ومراكز قواها وثقافتها في المجتمع نظرتكم إلى عمل إنقاذي عظيم استطاع أن يستقرئ روح البلد وما يدور في الخواطر والأذهان والتمنيات . وقد كان الواجب المسارعة إلى تأييده والإعراب عن الشعور بأن الجميع مشاركون ولو بقلوبهم ، وذلك أضعف الإيمان . أما موقف التوسط والوسطية هنا فلا مجال ولا مبرر أخلاقيا له . فالشعب عانى الأمرين من النظام الذي كان قائما ومعتمدا على ركنين : الأول فرقة الموت، والثاني دولارات أمريكا بيد دحلان . والبلد كانت ذاهبة ومنحدرة بسرعة إلى هاوية السقوط في مستنقع تغدو فيه الغالبية العظمى مؤمنة بخمسة أمور هي غاية في الانحطاط : ـ الأول أن أولئك الذين تؤكد الظواهر أنهم أدوات في يد عدونا ويد الحلف المعادي لقضيتنا والذين يتلقون الدعم بالملايين يجوز لهم أن يكونوا مقبولين سياسيا واجتماعيا ، بل ونجوما في المجتمع ، متطلعين إلى الصعود على ظهره . ـ الثاني أنه يمكن السكوت حين نتحول إلى نظام بوليسي في خدمة أعوان الأجنبي حليف العدو . ـ الثالث أن لا يغضب أحد للمظالم التي تحدث وتمس الناس بالنظر إلى هيمنة الخوف على الرقاب . ـ الرابع أن يحسب كل واحد أن ما يحدث للآخرين غير مهم ما دام رأسه بخير . ـ الخامس رؤية الانقسام الاجتماعي يتفاقم والبلد تنقسم إلى حارات والحارات إلى عائلات والعائلات إلى أفخاذ . والكل عدو الكل . إن صحة المجتمع وسلامة منظومته النفسية والوجدانية ليست شيئا ثانويا بالنسبة لمن يعنيه الشأن العام . ولا جدوى من الكلام عن الكلمات الكبيرة والشعارات الكبيرة إذا كان النسيج الاجتماعي قد تعرض للفتوق والتهتك ، وصارت أمام الشبان الصغار نماذج ( يحسبونها رموزا للنجاح وقد يفكرون في تقليدها ما دامت تتصرف خارج الإطار الوطني ولا تلقى الردع أو على الأقل الزجر من قبل محترمين مثلكم ) . قد يقول البعض : إنما التزمنا الحياد من أجل خاطر فتح وجماهيرها، وهذا خطأ، فلم تكن فتح هي التي فعلت ما فعله جماعة الدولارات وفرقة الموت، وأعتقد أن ما قاله الأخ هاني الحسن عضو اللجنة المركزية ومن قبله الأخ اللواء عثمان أبوغربية نائب القائد العام للتوجية الوطني والسياسي ، ثم ما قاله مؤخرا الأخ فاروق القدومي أمين فتح، كان انعكاسا لرأي قواعد فتح التي لم يصبها خبال الدعايات التي تستنفر في الناس حس ( العشيرة ) التنظيمية وليس الحس ( الوطني ) التنظيمي . وكان أجدر بالحريصين على خاطر فتح وعلى مستقبلها أن يكون لهم رأي يضغط باتجاه تصحيح المسار ومراجعة النفس وإعمال مبدأ النقد الذاتي . وسبق أن تحدثت مجموعة الكوادر القياديين الذين فصلهم السيد عباس وأتباع الرئاسة وامتيازات الرئاسة وأموال الرئاسة ولكن أبو اللطف رد اعتبارهم . وقد تحدثوا بما فيه الكفاية عن مشكلات الحركة ودعوها إلى نقد ذاتها ولكن وجود السيد عباس في سدة الحكم منع الصحافة عموما كما منع صحافتكم حتى من الإشارة إلى مذكرة أولئك الشباب . نحن ما زلنا نود أن نذكر السيد عباس بالاحترام الواجب لمركزه كرئيس للفلسطينيين وذلك احتراما للمنصب نفسه . ولكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن تنطبق علينا وعليكم الآية الكريمة (( فاستخف قومه فأطاعوه )) . فليس منكم من لا يعرف معرفة تامة أن ما فعله ويفعله بالقانون الأساسي الفلسطيني يعني الجميع . وإن العبث بالقانون بحيث يستبيح أحد لنفسه أن يتذرع بمواده للتغطية على رغبة عصبية في الانتقام من الخصوم إنما يدمر أساس القانون كما قال القاضي يوجين قطران وأستاذ القانون أنيس القاسم في وصف تصرف الرئيس، وكما هو واضح على نحو فاقع وصارخ وجارح لكل ذي إلمام بسيط بالقانون . فالحقيقة القانونية لها علاقة بالمنطق ولا يمكن تمرير الديكتاتورية الواضحة أبدا بوصفها اجتهادا . أنتم شركاء في العملية السياسية أولا وقادة للفلسطينيين في زمانكم ثانيا. ولكم قسطكم من المسؤولية عما يحدث في جميع الأحوال ثالثا، ومن البديهي أن كل شريك في الوحدة الوطنية وفي العملية السياسية حارس مفترض على القانون الأساسي . قد يكون من الصعب على الشرفاء في فتح أن يتكلموا الكلام اللازم، وقد رأيتم على كل حال أن شخصية قوية مثل اللواء جبريل الرجوب لم يصمت بينما حساسيات الانتماء العشائري تعمي بصائر الكثيرين . وإن اصطناع لهجة وسطية بين الحق والباطل وبين النظام والفوضى وبين الديمقراطية والديكتاتورية ليس تصرفا جديرا بالقادة. وأنتم يا إخوتنا في الفصائل في الوقت الحاضر بيضة القبان . فلا تخذلوا شعبكم ولا تسمحوا بالتصرفات العصبية الانتقامية أو بتجنيد محافل منظمة التحرير لحساب الرئيس ضد حكومة الوحدة الوطنية بغزة . فالأمور لن تستقيم إلا بجمع الفريقين وأنتم معهم على طاولة الحوار الحتمية >> أيضا عن النديم يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 يوليو 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2007 >> الصوملة والصواميل وقصص أخرى المستشار :ناهض منير الريس عضو المجلس الثوري في حركة فتح وزير العدل السابق شاعر وأديب فلسطيني لدينا في الساحة الفلسطينية اختصاصيون في الاشتقاقات اللغوية ونحت المصطلحات التي تؤدي وظيفة سياسية . ولا شك أن اشتقاق مصطلح جديد يحتاج إلى قدرات خاصة يملكها الرفيق أبو النوف بجدارة ، ومن شأن المصطلح الجديد أن يحيط كلام المتكلم ببهرج معين ، وقد يكسبه في نظر البسطاء أو بالأحرى الذين يملكون عقل بغبغاء قيمة وحجية ليست له في الحقيقة . من ذلك مثلا اصطلاح ( الصوملة ) الذي قرأناه مؤخرا لأول مرة في بيان الرفاق في الديمقراطية بعد اجتماع السبعة فصائل وتلاوة بيانها . ( الديمقراطية ، والشيوعي ، والنضال الشعبي ، وفدا ، والتحرير الفلسطينية ، والتحرير العربية ، والعربية الفلسطينية ) وهو بيان صادر في رام الله أمس الأول عشية عقد المجلس المركزي . و( الصوملة ) مشتقة من الصومال . ومقصود بها الوقوع في حرب أهلية وحالة غير مستقرة في البلد . وقد أطلقوا هذا المصطلح على حالة قطاع غزة اليوم . إننا أيها الإخوة والرفاق نعيش في قطاع غزة ولا نشعر بصوملة ولا بهرجلة ولا بغيرها . فالأمن والهدوء الذي تحقق شيء لا يمكن إنكاره . وقد تكلم كثير من الشخصيات عن الفرق الكبير بين الوضع الإجرامي الذي لم يكن لكم دور في تخليص حبيبكم وحبيبنا الشعب منه . وسمعت رئيس بلدية خانيونس ـ مثلا ـ يقول إنه لم يستطع أن يمارس عمله رئيسا للبلدية إلا بعد أن حل العهد الجديد محل القديم . وضرب أمثلة على محاولات سابقة له في ظل الانفلات الأمني ومافيات الانفلات الأمني ومليونيرات الانفلات الأمني إذ كانت أجهزة البلدية ودوائرها ما تكاد تحاول أن تزيل مخالفة أو تصحح وضعا إلا ويواجهها المسلحون المستفيدون من المخالفة أو الوضع الشاذ . وربما كان ينبغي أن يستلفت نظركم ما قاله كولن باول العسكري ـ السياسي ـ الاستراتيجي الكبير حين نصح المجتمع الدولي أن يجري حوارا مع حماس لأنها كما قال : تسيطر على قطاع غزة ولا توجد إشارات على قرب تلاشيها بالإضافة إلى الدعم الملحوظ الذي تحظى به في أوساط الشعب الفلسطيني . وأعتقد أيها الإخوة والرفاق أيضا أن وفي مدينة غزة ـ ولأول مرة منذ ست أو سبع سنوات ـ انتهت العربدة وانكسر عنق الزجاجة على مفرقي سوقي افراس والشجاعية وفي ساحة فلسطين ، فانتظمت الأمور ، ورفعت ( البسطات ) من أرصفة المشاة ومن اسفلت السيارات . واصطفت سيارات الأجرة في صفوف وأدوار ، وبدأت عملية تنظيم شاملة من قبل بلدية غزة للأسواق . وفتحت شوارع كانت قد أغلقت بواسطة العربدة والمعربدين . هذه ليست صوملة يا رفاق . هذا هو النموذج الذي أعاد البلد بلدا لا غابة . وهل تعرفون من الذي نهض بأعباء ذلك ؟ إنه القوة التنفيذية مدعومة من القسام . نعم إنه القوة التنفيذية التي جاءت لتبطل مفعول فرقة الموت ولذلك شن تجار فرقة الموت عليها حربا إعلامية ضارية . إن التجربة في غزة أثبتت ما يلي : أولا ـ إن الفوضى والتفلت الأمني كانت موجودة في المجتمع وآخذة في توسيع دائرتها لأن أجهزة الأمن حصرا وتحديدا هي المتفلتة وصانعة الفوضى والضاربة بالقانون عرض الحائط وحامية اللصوص والجواسيس . ثانيا ـ إن الفصائل والأحزاب التي عقدت عشرات ـ إن لم يكن مئات ـ الاجتماعات التي تداولت في أمر البلد من أكثر من زاوية .. ومنها الانفلات الأمني .. قد فشلت فشلا طويلا في وقف ذلك الانهيار وفي مصارحة الناس بسبل الخلاص منه . حتى لم يعد الناس يأخذون تلك الاجتماعات ولا ما يصدر عنها على محمل الجد ! ثالثا ـ بمجرد أن وجهت ضربة إلى رأس الفساد وهرب رموزه خلال ثمانية وأربعين ساعة لا أكثر حدث ما يلي وهو ما يجب أن يستلفت انتباهكم وتلاحظوه وتقدروه جيدا : فورا عاد الناس إلى النظام . وبعد فرار الذين كانوا يديرون الفلتان الأمني سقطت معهم فروخ الحية الصغيرة والكبيرة . وعرف كل طرف حدوده لوحده دون أن يبين له أحد تلك الحدود . إن الحرام بَيِّن والحلال بَيِّن . وكان أستاذنا حسن النخال رحمه الله يضرب لنا في الصف الرابع الابتدائي مثلا طريفا : كان يقول لنا ـ انظروا إلى القطة . إنك حين تعطيها لقمة فإنها تجلس بجوارك وتأكلها وهي مطمئنة ، ولكنها إذا خطفت اللقمة خطفا جرت وابتعدت لأن لديها حسا بالحلال والحرام . وفي قطاع غزة اليوم بل منذ اليوم التالي لفرار أصحاب مشروع الحرام ( انضب ) الزعران والشمحطية وعرفوا يا رفاق أن زمان الصوملة انتهى فشدوا صواميلهم المرخية وقالوا : التوبة !! وهم بالطبع كذابون . ويحتاج الأمر إلى بقاء حماس في الحكم حتى نهاية ولايتها وفق قانون الانتخابات ، ونحثها في هذه الأثناء على جعل توبتهم حقيقية !! << عن النديم انتهى يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 يوليو 2007 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2007 عرفت أبو منير في أحلك الظروف ببيروت هادئا متزنا يعمل بتؤدة وعينه دوما على الهدف .. أبو منير للذي لا يعرفه ابن عائلة عريقة ونجل واحد من أقطاب قطاع غزة المرموقين .. لا ينقصه جاه ولا مال .. مغرق في البساطة غاية في التواضع حتى يحسبه من لا يعرفه لا حول له ولا قوة .. عرفته وهو القادر على أن يكون له مكتب غاية في الفخامة مفعم بالسكرتيرات والسكرتيرين .. يزامل رفيق دربه وشقيق روحه أبو المنذر (صبحي أبو كرش) في شقة متواضعة بالفاكهاني يتخذان منها مقرا للعمل وسكنا .. وهي في حقيقة الأمر واحدة من أخطر مراكز العمل السري وأشدها خطورة .. فقد كانا مسؤولين عن قيادة العمل في الداخل الفلسطيني وبالتخصيص : قطاع غزة علاقتهما بحكم المسؤولية كانت مباشرة مع الشهيد كمال عدوان .. وبعد استشهاده على يد "باراك" في شارع "فردان" مع أبي يوسف النجار وكمال ناصر .. انتقلت قيادتهما إلى الشهيد أبو جهاد .. ذات يوم كانا مدعوان على وجبة غذاء لا تعوض وكان الحفل على شرفي .. بمناسبة قدومي إلى بيروت .. حضر الأخ أبو المنذر في الموعد .. وتأخر أخي أبو منير .. لعله خير .. برد الأكل .. سخنوه من جديد .. لم يترك ابو المنذر هاتفا إلا وبحث عنه فيه .. لا جدوى .. لنأكل .. فالرجل مدهول على روحه وزمانه نسي انه معزوم مع إني اكدت عليه صباح اليوم .. قال أبو المنذر رحمه الله .. في السادسة مساءا اتصل ابو المنذر بمكتبه ليجد أبو منير هناك .. كالعادة ادعى النسيان .. طيب وين كنت؟ .. كنت في صيدا في زيارة لصديق !!!!!!!! غمزني أبو المنذر أي تقبل عذره بلا جدال .. كان علي أن أنتظر طويلا حتى أعرف بأنه كان في موعد عمل غاية في السرية لم يخبر به أحدا حتى أنه لم يحدث به أبو المنذر شريكه في العمل .. وهذا امر طبيعي في حياتهما .. أبو منير .. ذلك الرجل الصارم في هدوئه .. الحليم في غضبه .. الذي لم أره يوما يفقد رباطة جأشه .. أخرجه دحلان وعباس وزبانيتهما عن هدوئه المعهود.. فما شهده منهما لم يحتمله ضميره الوثاب في يقظته .. آثر الاستقالة من منصبه كوزير للعدل في وزارة أحمد قريع بعدما بلغ منه اليأس في الإصلاح مبلغه .. طلب منه قريع الاستمرار في الوزارة لبضعة أسابيع حتى يتسنى له تمرير بعض القوانين في المجلس التشريعي مستفيدا من عباءة ابو منير الطاهرة .. رد عليه بهدوء .. استقالتي نافذة منذ تقديمها ولن أمارس أي عمل بعد الآن .. أثلج صدري أن أراه وقناة الأقصى تستضيفه فيقدم التهنئة للشعب الفلسطيني في القطاع بخلاصه من أوكار الرذيلة والعمالة التي طالما أرهقت كاهله وأقضت مضاجعه .. لهذا الرجل أنحني .. وأطبع على يديه الطاهرتين قبلات العرفان .. أنت فتح التي طالما صدحت باسمها يا أبا منير .. بقية من زمن الرجال .. اللهم إني أسألك له التثبيت .. اللهم احفظه من كل سوء .. أسامة يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان