أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 يوليو 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2007 الشوف غير عن السماع على الهاتف أبلغني ابني المقيم في القاهرة للدراسة بأن ابو محمد وأبو عيد قد قدما من غزة ومعهما محمد ابن الأول البكر .. حضورهما كان مفاجئا لنا جميعا .. ماذا هناك سألت ابن شقيقة زوجي ابو عيد رد بألم: قدمنا لعلاج محمد من تلف شديد في ساقيه .. اختطفه سميح المدهون وعصابة الرئيس هو وشقيقه الأصغر حيث تعرضا لتعذيب شديد وبعد ليلة ظلماء لم يتعشم محمد لها أن تنقضي على خير ولم يأمل بأن يبصرا ضوء الصباح .. أخذهما المجرمون إلى مكان اعتادوا فيه على تصفية من يختطفوهم .. وهناك أفرغا رصاص رشاش في ساقي محمد فيما أطلق محمود ساقاه للريح ناجيا بجلده فلاحقه رشاش عن بعد اسقطه ارضا وقد اصيب بعدة رصاصات في الساقين .. محمد يقيم الآن في مستشفى معهد ناصر حيث أجريت له خمس عمليات معقدة بذل فيها عباقرة جراحة العظام كل ما لديهم من جهد وعرق .. أمامه سنة أو اكثر حتي يستطيع الوقوف على قدميه من جديد .. لم أتمكن من زيارته فور وصولي .. فقد أخذ مني التعب مأخذه .. وتحاملت على نفسي وزرته في اليوم الثاني .. كان علي أن انتظر يومين حتى أستطيع لملمة جراح روحي مما شاهدت وسمعت من هذا الشاب المؤمن الذي أحسبه صادقا .. فالصدق يبرز من الثغرة الكبيرة التي أحدثها سفاحوا عباس والمدهون في منتصف ساقه الأيمن حيث يمكن لعصفور -وبكل بساطة- أن يبني عشه فيها .. تركت الشاب يتحدث دون أن أسمح لأحد بمقاطعته .. كنت أشعر بمدى الألم الذي يعتصر فؤاده وهو يروي مأساته التي هي نسخة مكررة للعشرات بل المئات من الحالات التي سوف يسأل عنها عباس ودحلان والمدهون يوم الحساب .. اتفقت ووالدي على الذهاب لزيارة قريبنا "بيان" ابن حمدي (ابن ابنة عمي) في المستشفى بعدما نقوم أنا وشقيقي محمود بزيارة صديق لنا من القسام قصفه الطيران الصهيوني فأحدث به حروق غطت 95% من جسمه (استشهد متأثرا بحروقه فيما بعد) .. بعد مغادرتنا للمستشفى اتجهنا صوب المستشفى الذي ينزل فيه "بيان" مررنا بحاجز لحرس الرئيس المسمى بال 17 .. أشاروا لسيارتنا ان تنحرف يمينا .. ما ان توقفت حتى انقض عليها زبانية الشيطان شاهرين رشاشاتهم: انزلا أيها الحمساويان .. - من أنتما - محمد أبو كرش ومحمود أبو كرش - ما علاقتكما بأبي مصعب محمد ديب أبو كرش - ابن عمنا - حمساويان مثله إذن أخذونا وقد عصبوا أعيننا إلى الشاليهات على البحر حيث مقر التعذيب الذي يخضع لسميح المدهون شخصيا .. انهالوا علينا بالضرب بكل ما تطاله أيديهم .. كان لديهم عصي غليظة يستخدمونها في تكسير العظام وضع أحدهم فوهة الكلاشنكوف في فم شقيقي وأمره بالضغط عليها بأسنانه ثم جذب الكلاشنكوف بعنف ليسقط له أسنانه الأمامية دفعة واحدة .. - ماذا تريدون - اعترف بأنك حمساوي - حسنا أنا حمساوي .. رد محمود فهو يعلم بأنهم قد وجدوا على هاتفه النقال رسائل متبادلة بينه وبين قادة ميدانيين من حماس توقف التعذيب عن محمود بانتظار تعليمات قيادية للتصرف معه .. فيما انهالوا على محمد ضربا وتحطيما .. فهذا رفض الاعتراف بأي شئ سوى أنه مسلم .. في ذلك الوقت كان القلق قد بدأ في التسرب إلى قلب الوالد .. اتصل بهاتف محمد ليرد عليه أحدهم بأنه مصاب وفي المستشفى .. ثم تلقى اتصال من نفس الهاتف ليقول له بأنهم القسام يختطفونهما وأنهما يدعيان بأنهم من حماس بينما هما من فتح .. فهم الأب بأنها محاولة للإيقاع به حتى يعترف بأنهما من حماس !!! أنكر الأب أن يكون أولاده تابعين لأي تنظيم .. وهذا هو الأحوط .. لكنه تأكد له بأن الولدان قد وقعا بأيدي العصابات الدحلانية .. وبدأ اتصالاته بمعارفه في مختلف الاتجاهات .. تأكد له أنهما لدى سميح المدهون في الشاليهات .. فذهب لمقابلته .. لكنه رفض أن يراه وأوعز لأحد مساعديه بأن يعده بالإفراج عنهما في الغد .. محمد انهار تحت التعذيب وأغمي عليه بعدما حطمت ساقاه بالشوم (العصي الغليظة) .. لكنه لم يعترف لهم بشئ .. أخيرا جاء الفرج .. أكفر بالذات الإلهية حتى نطلق سراحك وشقيقك .. رفضت بشدة .. فانهالوا على رأسي وأنفي بالضرب .. اشتم ربك وإلا تموت .. وضعوا رأسي في المرحاض وشدوا السيفون عليه .. قلت لهم اتركوني قليلا حتى استجمع قواي ثم أجيبكم على طلبكم عادوا بعد قليل متنمرين متحفزين .. وبدأوا في الكفر من جانبهم وصرخوا بي أن أكفر "أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" أنا جاهز للموت اقتلوني وبوءوا بذنبي .. حضر سميح المدهون وألقى عليه السلام .. أي سلام هذا الذي يعقبه الأمر بالإعدام .. أسمعته يقول ذلك بنفسك .. نعم سمعت سميح المدهون يأمرهم بقتلنا وإلقاء جثتينا في الشارع .. ومن ثم غادر المكان مسرعا .. تركوني بعد ذلك بانتظار الصباح أحد الحراس تسلل إلى مكاني وناولني مصحفا صغيرا كان يحتفظ به في جيبه وأوصاني بتلاوة القرآن والصلاة والدعاء .. فالموت بات مؤكدا كما أمر سميح المدعوق هذا .. في ذلك الوقت تلقى سميح المدعوق مالا يقل عن عشرة مكالمات للإفراج عن الشابين .. وهذا ما أبقاهما أحياء .. أمضيت سواد الليل أصلي وأتلو القرآن الكريم حتى انبلج الفجر وصليت وأسلمت نفسي وفوضت أمري لله "فالله خيرٌ حافظاً" .. بعد الظهر حضر الزبانية ملثمين وقاموا بعصب أعيننا من جديد وربطوا أيدينا وألقوا بنا كلينا في الصندوق الخلفي لسيارة وانطلقت السيارة ميممة شطر مكان تنفيذ الجريمة .. سمعناهم يتصلون باللاسلكي لتأمين الطريق والتبليغ بأنهم سيطلقون عشر رصاصات في ذلك المكان .. ما أن وصلنا حتى فتحوا الصندوق وأنزلوا محمود أولا ثم انبروا تجاهي لينزلوني فهم يعلمون أنني لا أقوى على الحراك .. أما محمود فإنه لم يضيع وقتا بل أطلق ساقاه للريح على غير هدى إلا من الله.. فهومعصوب العينين مكتوف اليدين .. لم يبتعد كثيرا حتى أسقطه احدهم بدفعة طلقات من رشاشه على ساقيه فانطرح أرضا .. أما أنا فقد أنزلوني وقد أمسك بي أحدهم من كتفاي حتى يبقيني واقفا فيما أفرغ الثاني رشاشه على ساقاي والقياني ارضا وانطلقوا هاربين .. بدأت بالصراخ مناديا شقيقي محمود الذي أيقنت باستشهاده فهو لا يرد .. بالقرب من مكان الجريمة كانت عدة سيارات للمواطنين تقف على أهبة الاستعداد .. فما أن اختفى المجرمون حتى اقتربت منا سيارتين حملتانا إلى مستشفى الشفا .. محمود والحمد لله كانت إصابته غير خطيرة فابتعاده عنا جعل الرصاص يمر من عضلات الساق دون أن يمس العظم وقد حفته العناية الإلهية .. لم يمكث في المستشفى سوى أيام قلائل .. أما أنا فقد أجريت لي في غزة عمليتان ثم تطلب الأمر نقلي إلى معهد ناصر في القاهرة وكما ترى لله الحمد والمنة بعد قليل يغادر محمد المستشفى ليحضر إلى بيتي مياشرة .. لا تتخيلوا مدى فرحتي به ولو أنه سيأتي محمولا على كرسي .. لكنه الإيمان المطلق والخضوع والاستعانة بالله إنه الأمل مع تفويض الأمر لله محمد .. لقد لنتقم لك الله من ذلك القمئ المدعوق .. فكان موتته تحت وابل من البصاق وضربات النعال ومن ثم أجهز أحد المجاهدين عليه برصاصات كنت اتمنى أن يضنوا بها عليه ويكون موته تحت أرجل أهلنا في النصيرات حيث قبض عليه وأعدم .. محمد إيمانك لو وزع على أهل الأرض لكفاهم .. شتان ما بين ما ابتليت به وقد فزت في الامتحان الرباني أيما فوز وبين من هم على شاكلتنا ممن يقبع في مصلاه يسبح بحمد ربه ويكبر ويهلل دونما ابتلاء.. اللهم ارزقنا الشهادة مقبلين لا مدبرين .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان