من فشلوا فى عض العراق لن يمكنهم إلتهام مصر

[د. السيد عمر سليم]

من فشلوا فى عض العراق وأفغانستان ليس فى إمكانهم إلتهام مصر

كتب أخى العزيز سيد يوسف اليوم فى موقع "جبهة إنقاذ مصر" http://www.saveegyptfront.org مقالا شيقا تحت عنوان "هل نملك ثمن الحرب" تحدث فيه عن أجندة و خطة مستقبلية أعدتها وكالة الإستخبارات الأمريكية C.I.A لإلتهام مصر باعتبارها "الجائزة الكبرى". واستند الأستاذ سيد يوسف فى كلامه إلى مانشر للباحث الاسكتلندي توماس براون المهتم بشئون الشرق الأوسط وإلى تقارير بعض مراكز البحوث الإستراتيجية بالإضافى الى الشواهد الواقعية لمحاصرة مصر شرقا بواسطة إسرائيل وجنوبا بالتهديد بتحويل مياه النيل فى إثيوبيا – ونسى أن يقول غربا بإستحواء عقيد ليبيا.

وأحسست من مقال أخى العزيز سيد يوسف ، والذى جاء فى أعقاب زيارة الشمطاء كوندوليزا رايس والإعلان عن دعم أمريكى لجيش مصر فى مواجهة "الإرهاب" ، أنه يحذر من الغوص أكثر فى عمق علاقاتنا مع أمريكا لسببين:

أولا: أن أمريكا مثلها كمثل من اشترى خروفا صغيرا وبدأ يسمنه حتى يذبحه ويأكل لحمه فى العيد.

ثانيا: أن مصر لا تملك ثمن الحرب ماديا أو معنويا ولا يمكنها حتى أن تطعم شعبها فى حالة الحرب لأكثر من ثلاثة أشهر حسب كلام وزير الغلابة د. مصيلحى.

لكننى أختلف مع كاتبنا اللامع ولا أشاركه القلق على مصررغم صحة كل ما قاله وخاصة حكاية إن مصر لا تملك ثمن الحرب. وتحضرنى هنا نكتة مصرية قالها لى أحد ضباط مصر العائدين من اليمن أيام عبد الناصر وهى كالتالى:

" فى أواخر أيام حكم إمام اليمن أحمد بدأت الخزانة الإمامية فى النضوب كما أن السعودية لم تصبح سخية فى عطائها للإمام حتى يستمر فى الحكم وأصبح الحال صعبا فى اليمن التعيس فاستدعى الإمام أكبر مستشاريه طالبا النصيحة. قال المستشاربعد أن مضغ قطعة من القات الممتاز: مولاى الأمام أمامك فرصة كبيرة فى ظل رغبة أمريكا فى التوسع ومسح آثار هزيمتها فى كوريا . إعلن الحرب على أمريكا ، وبالطبع ستهزمنا أمريكا وتحتلنا وحينها ستتولى الصرف علينا. عظيم: قال الإمام وبعد أن صمت قليلا سأل المستشار: وماذا سيحدث إذا هزمنا أمريكا؟

ورغم أن المقال قد يثير القلق لدى معظم المصريين إلا أننى أقول: دعونا من الباحث الأسكتلندى ومراكز البحوث "الإستراتيجيية" وكل هؤلاء الذين يعيشون فى كوكب آخر غير كوكبنا.إن ما يحدث على أرض الواقع يثبت بما يدعوا لأى شك أن زمن القرصنة والجيوش والغواصات النووية قد ولى وراح بغير عودة وأننا الآن نعيش فى زمن الإنترنت والموبايل و المليشيات والمفخخات – مع الإعتذار لأخى الفاضل أسامة رشدى.

بالأمس خرجت فلول المرتزقة البريطانين من أيرلندا بعد 48 عاما من المهانة والهزائم على يد زمرة لا تزيد عن ألف مقاتل من جيش تحرير أيرلندا. واليوم تجلس أمريكا وبريطانيا مع إيران لتسهل لهم الخروج "قطعة واحدة" من العراق - فماذا يقول هؤلاء الواهمون عن إلتهام مصر؟

إن من فشلوا فى عض العراق وأفغانستان ليس فى إمكانهم إلتهام مصر- برغم انبطاح و استكانة وتخاذل وجبن الشعب المصرى تحت حكم العسكر لأكثر من نصف قرن!!!

__________________

ياظالم لك يوم . . مهما طال اليوم. . ياويلك ياظالم