تيتو بتاريخ: 9 أغسطس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 أغسطس 2007 البنت السوبر!! بقلم : د. مصطفي محمود اللغه العربيه تتراجع ومعها اسماء الدكاكين واسماء الماكولات لتزحف علينا غزوات اعجميه تقتحم علينا حياتنا وتصبغها بالصبغه الامريكيه.. فالقري السياحيه الجديده تملا الصحف باسماء.. الدريم لاند والكورال بيتش وبيفرلي هيلز وجولان بيتش. وتدخل هذه الرطانه قاموسنا اللغوي وتحتله.. ونجد انفسنا نقول.. دادي.. واونكل.. وتانت.. وبودي جارد.. وكتالوج.. وباسبور.. وستريو.. وسوبر ماركت.. وبون جور.. وباي باي.. وبارتي.. وهاي.. واوكيه.. وهالو.. وبرافو.. وسوفاج.. وام بوسيبل. ويجري التشويه والعبث في الالفاظ العربيه فنسمع كلمات مثل كماننا يغنيها الجيل الجديد الضائع.. وننسي اننا نفقد بهذا ارضنا التي نقف عليها ونفقد عروبتنا ونفقد قوميتنا ونفقد قيمنا ونفقد خصائصنا.. فلا عجب ان تختفي الشهامه العربيه بعد ذلك من الشارع.. وان يختفي الشرف بمفهومه العربي من البيت وان تكون العروسه السوبر في نظر العريس هي مسخ فرانكو اراب.. فهذا هو القالب الجديد الذي يبحث عنه والذي انطبع في ذهنه من رويه المسلسلات الامريكيه والسينما الفرنسيه.. وهذا هو معني التقدم كما اخذه من التليفزيون ومن افلام السينما ومن كبار المخرجين من حمله الاوسكار ونجوم الاغراء من صناع الموضات والاهواء. ونظره سريعه الي اسماء المحلات في ميدان شعبي مثل ميدان السيده زينب لا تجد فيه اسما عربيا واحدا وربما عثرت علي اسم يتيم كل عشره محلات.. وهذا هو الوصف الدقيق لحالنا.. اننا نتحول بالتدريج الي ايتام بلا اب وبلا ام.. ونصبح غرباء علي ارضنا وفي بلدنا ونفقد حسبنا ونسبنا واصلنا. والمسئوليه تقع علي كل واحد فينا ابتداء من وزير التربيه والتعليم ونزولا الي حلاق القريه.. والاستعمار الفرنسي ومن بعده الانجليزي ومن بعده الامريكي يحمل معظم الوزر.. ولكن هذا المسلسل الغاشم من الغزو الاجنبي لايكفي لابرائ ذمتنا.. فمصر بموقعها الفاتن والعبقري كانت ضحيه لموجات من الغزو بلا عدد ولكن كان الملاحظ دائما انها تطبع الغزاه بطابعها اكثر مما تنطبع هي بهم.. واكثر من دخلوا مصر تمصروا باكثر مما تفرنجنا نحن وهرولنا ورائهم. والتخلف سبب اخر فنحن لم نعد ننتج المعرفه ولم نعد نبدع في العلوم والمخترعات وانما اصبحنا مستهلكين لما ينتج ولما يبدع غيرنا وناقلين لما يخترع الغرب.. فدخلت علينا المخترعات الجديده باسمائها.. الراديو والتليفزيون والتليفون والميكروفون والموتور والفريجيدير والانسر ماشين والفيديو والكاميرا والكومبيوتر والانتركوم والانترنيت. نحن صناع الاهرامات لم نعد نصنع ساندوتش هامبورجر ولم نعد نخترع كنتاكي. ولولا القران ولولا الاسلام لانتهينا.. فالمسجد كان حصنا حصينا لم تستطع هذه الغزوه المفترسه ان تقتحمه.. ولم يظهر مسجد اسمه مسجد الدريم لاند ولا مسجد الكورال بيتش ولا مسجد الباليه رويال.. ولا مسجد التانجو.. وانما هناك مسجد الرحمه ومسجد المغفره ومسجد قباء ومسجد النور. ولم يدخل علينا الاسلام غازيا.. لم يدخل علينا ليسلبنا كما يظن البعض.. بل دخل ليعيد الينا ما فقد منا.. توحيد نبينا المصري ادريس.. الذي كان يشع علي العالم من جامعه اون( عين شمس حاليا). وكانت جامعه اون بمثابه امريكا في اشعاعها الثقافي والديني والعلمي في ذلك الزمن القديم.. ونقرا ان افلاطون جاء من اليونان الي مصر ليتلقي العلم في جامعه اون.. وليقرا ماكتب في مخطوطاتها وبقي في مصر سنوات يدرس ويتعلم. وما فعله افلاطون فعله كل علمائ وفلاسفه هذا العصر.. كلهم جائوا الي مصر ليتعلموا.. وهذا الكلام تاريخ وحقائق.. وكانت صحف ادريس ضمن ما تحتويه مخطوطات هذه الجامعه المصريه القديمه.. وقد قراها موسي ودرس ما فيها حينما تبناه الفرعون. وما تبقي من صحف ادريس هو مايعرف اليوم بكتاب الموتي الذي عثر علي بعض بردياته في الاهرامات.. وهو من اجمل ما قيل في التوحيد من تسابيح,. نحن اذن بلاد علم وفلسفه وتاريخ.. وحاله الهيافه الشائعه حاليا في ثقافتنا وفي تعليمنا وهذا الانحدار في لغتنا والسوقيه في اخلاقنا والسطحيه في تفكيرنا هي ظواهر غازيه وليست اصيله.. وهي بقع وقذارات من العالم الغربي اصابتنا اثنائ تسكعنا في ازقه نيويورك. والقران العظيم في عطائه الالهي واياته التي تمكنت من شغاف قلوبنا هي التي ستحفظ لغتنا العربيه الجميله وهي التي ستحفظ قلوبنا من التردي وهي التي ستروي بقيه الاصاله فينا.. انها الحبل الممدود من رحمه الله لانقاذنا. ولهذا تحاول الصهيونيه من خلال امريكا ومعوناتها وتوصياتها وضغوطها وعملائها تدمير النظام التعليمي في الازهر وذلك بتخويفنا من الدين وبتشويه الاسلام ودمغه بالارهاب. والتخطيط الان علي اتساع العالم هو صناعه وتمويل ارهاب اسلامي ماجور واستخدامه للتنفير والتحذير من الاسلام تمهيدا لشطب فقه الجهاد من العقل المسلم واعتباره اجراما وارهابا( وفقه الجهاد هو بعض ماقام المشرفون في الازهر بشطبه واختصاره من المقررات الجديده علي الطلبه للاسف الشديد). انها معركه حقيقيه ومستمره علي جميع الاصعده.. علي المستوي الديني واللغوي والاجتماعي والعروبي والسياسي والعسكري والوطني. ولكنها لن تنجح.. لان القران الشامخ في لغته, الرفيع في معانيه, التقدمي في تعاليمه السمح في شرائعه, الجميل في اياته, الموسيقي في ايقاعاته. سوف يقف سدا مانعا يتحطم عليه مكرهم. فعندهم المباني.. وعندنا المعاني. وعندهم علوم الدمار..( وكان قوم عاد ينحتون الجبال.. وكان عندهم ما هو ابهي من نيويورك.. ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد.. هكذا يقول عنها رب العالمين.. انها لم يخلق مثلها في البلاد) فذهبوا وذهبت عمارتهم ولم يبق لها اثر.. وبقيت اهراماتنا تدل علينا. تلك عاد التياسماها القران عادا الاولي.. لماذا وصفها بانها الاولي؟؟!! لابد اننا الان في زمان عاد الثانيه( امريكا) وانه سيجري علي الثانيه ما جري علي الاولي. ويقول الساخرون منهم انتم تنتظرون ربكم ان يفعل لكم كل شيئ.. فهو يلهمكم ويعلمكم وينصركم ويداويكم ويشفيكم ويغنيكم.. وقد جعلتم من انفسكم عاله.. بل انتم قوم مهزومون. ونقول لهم.. كل الخلق عاله علي الله من حيث يعلمون ومن حيث لايعلمون ولا نري غرابه في هذا فنحن نشعر يقينا باننا نحيا بالله واننا نري به ونسمع به ونتنفس به.. وكان نبينا يقول لربه.. بك احيا وبك اصول وبك اجول ولا فخر لي.. انها حقيقه نومن بها. فلا علم لنا الا من مدده. وهو الذي علمكم فاطغاكم علمكم وانساكم ذكره. وما النصر والهزيمه الا تداول النهار والليل.. والايام دول.. وما من جبار لم تنتكس رايته. وكم من منتصر في الظاهر وهو مهزوم القلب امام شهواته وغرائزه.. واقراوا حكايات مونيكا وكلينتون.. ولماذا استنكرتم افعال الرجل وهو يطبق افكاركم ويمشي علي ناموسكم. ام انها صحوه الفطره اصابتكم فلم تملكوا الا ان تقبحوا القبيح. ام انها لبسه المكر واساليب التامر ومكياج الاخلاق تضعونه علي وجوهكم في الليل وتغسلونه بالنهار. احترنا فيكم. ويقولون.. نحن لم نقبح فيه الفعل.. بل قبحنا فيه الكذب. ـ ولما تاب واناب واستغفر ماذا فعلتم ـ انه لم يتب ولا استغفر بل استرسل في الكذب.. انه ممثل عظيم. ـ وهل مدنيتكم باسرها الا ازيائ ومسوح وماكياج واكاذيب واكبرها كذبا تمثال الحريه الواقف علي مدخل امريكا.. حريه من وانتم تستعبدون احرار العالم وتاكلون اموالهم وتنهبون ديارهم وتحتلون ارضهم.. وهل قامت امريكا الا علي انقاض الهنود الحمر الذين ابيدوا عن اخرهم.. وقنابلكم علي مصنع الشفائ.. التي حرمت الشعب السوداني من الدوائ.. اي حريه صنعت. ويستمر الكلام الي الابد.. ويستمر الجدل في كل بيت.. وتستمر مكابره المكابرين. وانما اراد الله ان يمتحن الكل وان يختبر القلوب والنفوس حتي نخاع العظام وهو هو وحده الذي يعطي الحريه للجميع ليفعل كل امريئ ما يحلو له حتي لايعود لاحد منهم عذر وحتي لاتبقي له ذريعه ولا تعود له حجه.. ثم يهدم ربنا الدنيا وياتي بعاليها سافلها.. ثم ياتي بالكل امامه فردا فردا.. ثم يبدا الكلام المفيد.. وساعتها.. حينما تتعري النفوس عن احقادها.. لايعود هناك مخرج فريق في الجنه وفريق في السعير ولقد كانوا جحيم هذه الدنيا وسعيرها بالفعل حتي وهم فيها.. وكانت النار تنقدح في نظراتهم واللهيب يشتعل في احقادهم.. ولقد صدق الشيخ الاكبر ابن عربي حينما تصور ذلك الحوار الخيالي في قاع الجحيم بين هولاء الشياطين وبين ربهم.. وهم في ثورتهم يجارون.. كيف تحكم علينا بهذا يارب؟ فيقول لهم ربهم.. ما حكمنا عليكم ولكن هكذا كنتم.. فهل اهل الجحيم منذ البدايه وهم اهل النار الذين هم اهلها منذ ان وجدوا,.. ولكن الهيكل الترابي والبدن الطيني كان يخفي حقائقهم.. وقد تنكروا في هذه الازياء واستتروا في هذه المناصب وتخفوا في هذه الشخوص.. حتي داهمهم الموت فخلع عنهم هذا البهرج واسقط عنهم هذا الثوب الكاذب الزائف. فمتي نسقط عن انفسنا هذا الزيف بايدينا قبل ان يفاجئنا الموت فيعرينا هذه التعريه المخجله. متي نعود الي مصريتنا والي عروبتنا والي اسلامنا والي لغتنا والي اصلنا. متي نلتقط قارب العبور في محيط العولمه الخادع ونكتشف طريقنا الي نفوسنا والي حقائقنا والي تميزنا وانفرادنا وخصوصيتنا. ان العوده الي النفس هي بدايه النجاه. ومعرفه النفس هي ام المعارف وبدايه الطريق لمعرفه الله. والبنت السوبر لن تصلح لتعمر بيتك. انها قد تصلح كقطعه ديكور.. او كورق ملون للحائط.. او كدميه من السوليفان.. او فيلم لفرجه ليله.. ولكنها لن تصلح لرحله عمر.. لانها فقدت نفسها.. فقدت خصوصيتها. وكل نسخه من نفوسنا خلقها الله كبصمه الاصبع خاصه جدا وشديده الخصوصيه وغير قابله للتكرار وغير قابله للعولمه.. فهي ذات ليس لها مثيل في سرها وخصوصيتها.. وهي تلمع وتتالق كالجوهره كلما حافظت علي هذه الخصوصيه ولم تذب ولم تتعولم ولم تصبح مشاعا.. والنفوس العظيمه هي التي استعصت علي الذوبان وحافظت علي البصمه الالهيه الخاصه فيها. وما اكثر ما تروج صحافتنا من ضلالات.. واولي تلك الضلالات هي العولمه وهي كلمه مهذبه جدا للتبعيه والامركه وفقدان الهويه والخصوصيه والذوبان في الهلاميه العالميه. وليس اجمل في الدنيا من قول لا اله الا الله.. فان الله يقول لك لحظتها.. ولا احد مثلك.. فانت ايضا نسيج وحدك.. وهكذا خلقتك. نعم.. فلا احد مثل احد.. وكل واحد منا فيه احديه تميزه تشريفا وتكريما من الاحد الذي خلقه.. ولاتحدث المثليه الا لمن فقدوا نفوسهم وفقدوا وجوههم وضلوا عن خصوصيتهم. فلنعد الي اول صفحه من كتاب الموتي ونتلو اول عباره من صحف النبي ادريس.. انه الله الواحد الاحد جل جلاله لا اله الا هو تعالي علي الشبيه والمثيل.. ليس كمثله شيئ.. هذه الترنيمه السماويه.. التي تتردد منذ الاف السنين.. هي مصر.. وما دخل الاسلام مصر الا ليذكرنا بها.. ولغتنا العربيه هي حصننا ومحفظه تاريخنا وحروف قراننا.. وهي وجهنا وملامحنا والتفريط فيها تفريط في ملامحنا وسحنتنا ونسبنا وهويتنا.. والقرارات التي نزلت بدرجات اللغه العربيه في المجموع الي مستوي درجات الانجليزيه.. كانت جريمه بكل المقاييس.. ان ننزل بلغتنا الي مستوي اللغه الثانيه بارادتنا!!! .. واصلاح هذا الامر.. والنهوض بتعليم اللغه العربيه واجب في رقبه الجالس علي كرسي وزاره التربيه والتعليم.. فما يصلنا من خطابات بلهاء مليئه بالاخطائ يدل علي تدهور مستوي هذه اللغه الي درجه تنذر بالخطر.. ومذيعو النشرات في التليفزيون يتهجي بعضهم الكلمات. واللغه التي نتبادلها في غفله وخفه هي صنعه الهيه.. والله هو الذي علمها بذاته لادم.. فهو الذي علم ادم الاسماء كلها.. ومعلم العربيه هو خليفه الله في هذا الشرف الرفيع.. ومن يحلم بمثل هذا الشرف؟؟!! وندق جرس الانذار... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
FOX OF ARAB بتاريخ: 9 أغسطس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 أغسطس 2007 تيتو باشا، مقال جميل ، لكن للأسف اللغة دى هى اللى ماشية مع لغة الجيل الجديد و لغة الحياة الجديدة، هنعمل إيه ، و هنشوف آراء الاعضاء الكرام. There can be hope only for a society which acts as one big family ,not as many separate ones رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان