الشحاذة الإلكترونية والفضائية

[د. السيد عمر سليم]

شفتوا مصر اتقدمت ازاى

الشحاذة الإلكترونية و الفضائية

واحدة طفلها محتاج علاج فورا بيكلف320 جنيه اسبوعيا وكل دخلها 70 جنيه شهريا ضمان اجتماعى

واحد عنده 40 سنة ومكتئب عشان مش عارف يتجوز ومحتاج كام ألف جنيه علشان أساسيات الزواج

واحد سقف بيته وقع عليه وأصبح يعيش مع أولاده الستة بدون سقف – محتاج 4 أعمدة تشيل السقف

مجموعة ناس الحكومة استولت على جزء من أراضيهم الصغيرة جدا بدون دفع تعويضات

واحدة على وشك الموت لإن أحد كبار أطباء مصر هبر كذا ألف جنيه فى عملية كلية وفشلت العملية

واحد كان ناجح فى عمله الخاص وخانه الزمن وعليه أحكام ب 30 ألف جنيه فترك اسرته وهرب

ودى عينات بسيطة جدا مما أتحفنا به محمود بركة مقدم برنامج "البيت بيتك" على الفضائية المصرية ليلة أمس. حاجة تجيب الإكتئاب الشديد مش لأن مقدم البرنامج حشر كمية من المآسى فى 30 دقيقة وبعدها أعطى ساعة تقريبا لشوبير وكرة القدم ، ومش لأن طريقة تقديمه تخليك عايز تعيط ، ومش لأن البرنامج بيذاع قرب منتصف الليل حيث يكون معظم الناس نياما. الإكتئاب اللى بيجيلى لما بأسمع كلام بركة باشا ( كما يحب أن ينادى) هو إنه بيؤكد إن احوال غالبية الشعب فى مصر أصبحت سيئة جدا لدرجة أن المحتاجين أصبحوا يلجأون إلى الفضائيات. وطبعا هذا هو ما أيقنته منذ 2004 ، حين بدأت نشر أول موقع لى على الإنترنت ، وحيمنا بدأت تصلنى رسائل الكترونية من مصر بالعشرات يوميا تطلب المساعدة فى كل شيء من مصاريف التعليم إلى وظيفة أو علاج فى بريطانيا.

قد يقول البعض إن تلك المآسى ليست بجديدة ، وأن بلدا تعداده 79 مليون لن يخلوا من مثل تلك الحالات التى يمكن أن نجدها فى أى بلد آخر من بلدان العالم ، وأن الحكومة بتعمل على قدر إمكانياتها وأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان ، كما أن الإعلام فى أيامنا هذه يعيش على بث الأخبار السيئة أولا وبكثرة بحيث أصبح معظم ما خفى فى الماضى مكشوفا على الملأ واللى مايشترى يتفرج.

كلام جميل لكنه عام واعذار قد تبدو مقبولة فى ظاهرها لكنها تسوقنا الى طريق اللا مبالاة والإهمال. ما هو مطلوب من أى حكومة مسئولة هو أن تبحث جديا فى كل ذلك ، وتدخل فى التفاصيل لتعرف سبب وحجم المشكلة ، وبالتالى يمكن وضع خطة عملية لمجابهتها وتقديم الحلول المناسبة. واسمحوا لى أن أناقش النقاط والأعذار أعلاه لربما يراها أحد المسئولين وربما يتحرك ضميره ويبدأ فى عمل شيئ ما ، أى شيئ ، فى هذا الشأن.

• تلك المآسى ليست بجديدة على مجتمعنا؟

نعم ، ولا على أى مجتمع. الجديد هو كميتها نسبيا وأنواعها وتداعياتها. كنا نسمع عن مثل تلك الحالات بعض الوقت لكنها أصبحت الآن مثل المسلسلات التلييفزيونية. عندما كنت أعيش فى مصر كانت هناك الحالات المرضية وبعضها مآسى لكنى لم أشهد مثيلا لحالات اليوم وعددها وأنا أعيش خارج مصر ومتابعتى لما يجرى فيها محدودة. لم أرى أيامها امرأة تبيع ذهبها لتدفع ثمنها لتجار رقيق العمل حتى يقذفوا بإبنها فوق قارب صغير فى عرض البحرليلقى حتفه قبل أن يصل الشاطئ الأوروبى. ولم أرى أحدا باع عفشه ليدفع نفقات علاجه. ولم أرى أب أو أم يلقون ببناتهم فى أيدى من لا يرحم ليعملون خدما فى مقابل حفنة دولارات. ولم أرى بنات فى مقتبل العمر يباعون لشيوخ فى سن أجدادهم وأرجلهم فى القبر ليتمتعون بهم فى عطلة الصيف مقابل حفنة دولارات أخرى. ولم أرى . . ولم أرى . .

• إن بلدا تعداده 79 مليون لن يخلوا من مثل تلك الحالات.

وهنا أسأل: متى سنكف عن إستخدام شماعة "إلإنفجار السكانى" ؟ وكيف يشكون بينما هناك فى الخارج 6 مليون مصرى ينفقون على عائلاتهم فى الداخل ( وعلى نظام الفساد أيضا) مالا يقل عن 20 مليار جنيه سنويا؟ ومتى سنتعلم من التجارب الصينية والهندية واليهودية؟

نحن نعيش فوق بعضنا على 10% من أرض مصر ولا نفكر إلا قليلا فى البقية الشاسعة. وبحسبة بسيطة سنجد أنه اذا جاءت إدارة نزيهة مخلصة لتدير مصر فإنها ستفاجأ بحاجتها لعدد أكبر من السكان. ثم أن النظام القائم يعتبر أن المصريين فى الخارج ليسوا إلا إبقارا حليبها الدولار ويجب حلبها أولا بأول وان عددا كبيرا منهم يعملون ضد النظام ، أو البلد كما يدعون.

ولو حسنت نية النظام لكان قد أرسل البعثات للصين والهند لينقلوا لنا دروس الطفرة السريعة التى حققتها تلك الدول العظمى بدلا من إرسال أزلامهم إلى أوروبا وأمريكا ليتقنوا فنون الحرب والتجسس والسرقة ومكافحة "الإرهاب". ولابد هنا أن أشير إلى أن النظام استجلب الإسرائليين للإستفادة من تجاربهم فى تسخير الصحراء وتعميرها ومع ذلك فلم نرى فى مصر ولا كيبوتز واحد أو مزارع ناجحة إقتصاديا كالتى تصدر منها إسرائيل أجود أنواع الفواكه والخضروات ، لكنا أجبرنا على أكل منتجات مسرطنة واستعملت أراضينا فى التجارب التى لا يسمحون بإجرائها فى الأرض المحتلة.

• الحكومة بتعمل على قدر إمكانياتها وأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان؟

كلام فارغ لا يصدقه عقل. فخير مصر كثيروالإمكانيات موجودة ولكنها منهوبة عمال على بطال ومهربة لخارج مصر أول بأول. ولو لم يكن لدى مصر كم هائل من الثروات لما كانت تأوى عدد من المليارديرات أكثر مما هو فى بريطانيا وفرنسا مجتمعتين بدأ بحسنى وجمال وعلاء وسوزان مبارك وإنتهاء بأحمد عز وساويرس وغيرهما- ولولا وجود المال السايب فى مصر لما بقى هؤلاء بها ولا يوم واحد.

وبدون سرد تفاصيل ثروات مصر المعروفة مثل البترول والغاز الطبيعى والسياحة هناك ثروات كثيرة أخرى لا يعلم بها إلا قلة قليلة ابقوا على السر فى بير ليستنزفو تلك الثروات على راحتهم. من ضمن تلك الثروات المعادن النفيسة والنادرة والأعشاب الطبية الصحراوية التى أصبحت من أهم أنواع العلاج البديل فى العالم ناهيكم عن الثروة السمكية من البحرين الأبيض والأحمر ومن بحيرة ناصر التى لا تتمتع بها إلا قليل من دول العالم الأخرى.

إذن فانه من الممكن وبسهولة عمل الكثير أكثر مما هو حاصل الآن فى بلدنا الغنى الذى أفقره العسكر.

• الإعلام فى أيامنا هذه يعيش على بث الأخبار السيئة وينشر الكثير وعليه فالناس بتعرف كثير؟

معروف فى العالم كله أن كل ماهو مفرح ليس بخبر وكل الأحداث السيئ أخبارا ، وأن الفواجع جمهورها أكثر بكثير من المسرات- على الأقل فى رأى الإعلاميين ( أو تجار الكلام). وصحيح أنه فى عصرالإنترنت والموبايل أصبحت المعلومات أكثر من الهم على القلب وأصبحنا نعرف الكثير عن القليل – على الأقل فى نظر الأنظمة. يعنى حضرتك فاكر إن الكلام ده كله ماكانش بيحصل أيام زمان؟ . . ده كان أكثر من كده بس الناس ماكانتسش بتسمع بيه – قال لى أحدهم مؤخرا. قلت له أتعنى أنه لا داعى لمعالجة المشاكل التى لا يعرفها معظم الناس؟ وماذا عن المشاكل التى يعرفها معظم الناس الآن؟

إننى على قناعة بأن ما يبثه الإعلام فى مصر ، سواء الحكومى أو الخاص ، يخضع بالكامل للنظام. وبناء على ذلك فهو إعلام موجه يهدف دائما إلى إستقطاب وتخدير الرأى العام الضعيف التأثير بطبيعته. وأن سواء عرفت الناس أم لم تعرف فإن النظام يعيش فى واد آخر غير الذى يعيش فيه الشعب.

ورغم أن البيت بيتك قد سرق النوم من عينى ليلة أمس ورفع ضغط دمى بشكل فظيع ، ورغم هول ما شاهدت وسمعت ، ورغم أننى أعتقد أن محمود بركة كمنتج يقدم ما طلبه النظام منه بهدف خداع المشاهدين ، فإنى أقر وأعترف بأنه يقوم بدور رائع يناسب طيبة وبشاشة وجهه الذى يذكرنى بشخصية العملاق الراحل نجيب الريحانى. :rolleyes:

[شينكاوي]

السلام عليكم , يا دكتور قطعت قلبنا ونكأت علينا الجراح يا دكتور انا صاحب مبدأ قد اهاجم وتم الهجوم علي بسببه الا وهو الا ندفن رؤوسنا بالتراب كالنعام الموضوع اخطر من ذلك بكثير الموضوع هو ثقافة الشعب المصري التي ذكرها احد الاخوة وهو القارئ عنا نحن الشعب المصري وهو اننا الان نبحث بكل وسيلة ممكنة عن المال حتي وان تمت اهانتنا في سبيل ذلك المال فلا الكرامة بقيت ولا الغني تحقق .

يا عزيزي نحن بحاجة لاعادة غرس الكرامة فينا مرة اخري اعلم علم اليقين انها لا تزال موجوده عند الملايين منا ولكن البقية الذين ضحوا بالكرامة في سبيل المال الذي هم في حاجة فعلية له هم الاغلبية.

يا عزبزب لا تحاسب الشعب المصري بل يجب ان نحاسب من باع البلد للاجانب واوصل ابناء الوطن لهذا الذل والشحاذة .

يا عزيزي لنحاسب من سرطن الشعب .

لنحاسب من باع كل شئ للاجانب من اجل افقارنا وتشريدنا في بقاع الارض .

26 عاما من الهوان وكل يوم خطة خمسية لم نجني منها غير الفقر والذل في بقاع العالم ووطنا .

يا عزيزي اسمعت في وكالات الانباء عن المواطن النصراني الذي تم القاؤه من منزله امام اهله وسمعت تعليق رجل المباحث انه هو من قفز .

اسمعت عن الوزير المحافظ الذي القي مسؤولية نقص المياه علي المواطنين لانهم بينبسطوا في الليل مع حريمهم وبيستحموا كتير حتي دي حاسدهم عليها واعتقد الحل لازمة المياه في زيت الخروع علشان الراجل ما يعرفش علي راي فيلم حاحا وتفاحة.

ههههههههه ههههههههه هههههههههههه لا اضحك من الفرح بل من الغم الذي وصلنا اليه داخل مصر وخارجها .

يا عزيزي من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت من ايلام .

[Abofady]

افهم من كلام سيادتكم ، ان كل هذا الذل والهوان والفقر والفساد المستشرى فى ارجاء البلد ، حتى ان كوب المياه النظيف لا نجده فى بلد النيل ( واللى يشرب من نيلك يا مصر لازم يرجع ويشرب من تانى) هل هذه بلد ؟؟؟ هذه بلد مفيش فيها راجل ، ، خلاص لقد عدمنا الرجال ، واملنا الان فى النسوان لكى يرفعوا رؤوسنا ويقوموا بتخليصنا من الطاغية الفرعون ، الفشل الكلوى والكبد الوبائى والفقر الازلى اناخ الرجال ، يعنى الجمل برك يا رجاله ، لكن فين الرجالة .

اه يا بلد مفيش فيها راجل . اه يا بلد مفيش فيها عمدة .

تم تعديل 10 أغسطس 2007 بواسطة se_ Elsyed

[badroora]

، واملنا الان فى النسوان لكى يرفعوا رؤوسنا ويقوموا بتخليصنا من الطاغية الفرعون .

وليه لاء !!!

المادة 11 من الدستور بتنص على منح الحق للمراءة مساوتها بالرجل واللى ميقدرش يعملة الرجل ممكن تعملة السيدة

بس همتكم معانا ومتستقلوش بينا :rolleyes:

واليك المادة 11 للمراجعة

(المادة 11)

تكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو الأسرة وعملها في المجتمع، ومساواتها بالرجل في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية .

مع كامل الشكر للعزيز Modest لانها مقتبسه من موضوعه

[Abofady]

والله يا اختى نجفة عندنا سيدات بمليون راجل ، يعنى يكفينا فقط 7 سيدات فاضلات ، انتى واحدة منهن . اعملوا حاجة بقة علشان الكبد هارينى .........

[Sherief AbdelWahab]

ما هو الغريب في الشحاذة؟

ظل التليفزيون لسنوات يروج لحملة الدعاية لمستشفى سرطان الأطفال والتي صممت كحملة شحاذة مبتذلة من طراز رفيع "اتبرع ولو بجنيه ، اتبرع باللي تقدر عليه"..

ظل كتاب الصحف القومية يمنون علينا بأن صحفهم وحدها هي التي تحل مشاكل الجماهير ، كما في مقال مبتذل لمحمد علي إبراهيم (والذي سأسميه من الآن فصاعداً "بربش" نسبةً لشخصية في رواية لخيري شلبي) نشر قبل أيام ولا أستطيع الحصول على رابطه.. المتأمل لطريقة عرض المشاكل على الجريدة يرى أنها شحاذة في شحاذة..

وعندما نشر عادل بيه حمودة مانشيتاً بعنوان "شعب مصر يتسول" لم يحتج أحد بمن فيهم الصحيفة الشمطاء التي تدعي هي ومجلتها الوصاية على كرامة المصريين .. الشحاذة إذن لم تعد "حاجة غلط" ولا "عيب"!

الشحاذة سلوك .. الشحاذة ثقافة ..

خلص الكلام