د. السيد عمر سليم بتاريخ: 14 أغسطس 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 أغسطس 2007 :lol: ماذا يجري في مصر؟ 3 ملايين يعرفون.. ولا أحد يتحرك؟ كتب الدكتور ضياء رشوان بالأمس 13 أغسطس فى "المصرى اليوم" مقالا محزنا بعنوان " ماذا يجري في مصر؟ الكل يعرف.. ولا أحد يعرف" تساءل فيه : ما الذي يجري بالضبط الآن في مصر؟ الكل يعرف ولا أحد يعرف في الوقت نفسه. المقال هو ما يصفه الناس بالمختصر المفيد حيث لخص الدكتور رشوان أحوال مصر المتردية فى 40 سطر لا غير أهمها أن "الكل يعرف أن فساداً هائلاً بات يجتاح وادي النيل وصحراوات مصر كلها، ويخترق كل قطاعات المجتمع والدولة رأسياً، من أدني قيعانها وصولاً إلي أقصي قممها، وأفقياً من طرفها القصي إلي طرفها القصي الآخر". بعد ذلك أعطانا الدكتور قائمة موجزة بما هو متردى فى بلدنا بداية بالفقر ومرورا بالجهل والمرض والبطالة وانتهاءا بأمراض العصر المصرى ،أو عصر الثورة المصرى ، مثل البطالة والعنوسة والتفكك الأسرى وأطفال الشوارع إلى آخره. وأكد الكاتب وجود مجتمعين مختلفين تماما فى بلدنا : أصحاب البلد الذين يعيشون فوق رقاب العباد ثم مجتمع العباد الذى يتواجد فى عزلة متناهية عن أصحاب المعالى الباشوات الجدد أصحاب البلد وهو مايعرفه معظم الناس حتى السواح الذين زاروا مصر لأسبوع فقط. لكن الخطر الذى يعرفه الكثيرون ، رغم أن الدكتور رشوان يعتقد أن "الكل يعرفه" ، هو أن مصر "ورثت (بضم الميم) بالفعل" لأبناء أصحاب البلد من ذوى الشعر الذهبى والعيون الزرقاء والخضراء. الأكثر خطورة هو أن هؤلاء الأبناء يتصرفون تجاه مصر والمصريين بعقلية أجنبية ربما أسوأ من تلك التى كان يفكر بها المعتمد البريطانى فى مصر أيام الملكية. المصيبة الكبرى هى أن أشباه الأجانب هؤلاء " هم اليوم في سباق مع الزمن لكي يكملوا سيطرتهم علي كل شيء بقي في مصر الثانية بالخصخصة أو بالفساد أو بتعديل الدستور والقوانين أو بإحكام احتكار الحكم ونظامه لهم واستبعاد كل من يمت لمصر الثانية منه". وفى النهاية إنتهى الدكتور رشوان إلى أن "الكل" يعرف كل ما سبق وأكثر منه عشرات بل مئات المرات إلا أنه في الوقت نفسه لا أحد يعرف لماذا يسكت أهل مصر الثانية عليه وهم أصحاب هذا البلد والغالبية الساحقة من أبنائه والوارثون الحقيقيون له؟. ورغم أنى أتفق مع الدكتور رشوان فى معظم ماقاله فى مقاله الرائع ، وأتساءل ومعى كثيرين نفس سؤاله : لماذا يسكت شعب مصر على كل ذلك ، إلا انه لا يسعنى إلا أن أسأله : هل هى حقيقة أن "الكل يعرف كل ما سبق"؟. هل يعتقد الدكتور رشوان أن 19 مليون ،أى ربع سكان مصر ، من الأميين يعرفون ولو "بعض" ما سبق؟ وكيف؟ وكم عدد الذين يعرفون ما سبق من بين ال 30 مليون ممن يعيشون تحت خط الفقر ؟ وكيف؟ أما ال 27 مليون المتبقيين من سكان مصر والذين يحتمل أنهم بعرفون "كثيرا" مما سبق فبينهم حوالى 3 ملايين من اصحاب البلد وذرياتهم والمنتفعين منهم شخصيا أو من الفساد والخراب الذى أوجدوه. وبينهم 11 مليون من الأطفال و 13 مليون من كبار السن الذين لا حول لهم ولا قوة. يبقى فى حسبتنا 3 ملايين ممن يمكن أن يكون لهم القدرة على "الحركة" وعمل اللازم لردع نظام الفساد من خلال القيام بعصيان مدنى رغم أنهم لا يمثلون إلا حوالى 4% من شعب مصر. لكن هناك مشكلة متأصلة فى هؤلاء تشل وتجبرهم على التزام الصمت فى معظم الأحيان وهى "الخوف من المجهول" أو من "السلطة" فى واقع الأمر. جمعتنى جلسة منذ 15 عاما مع أحد كبار ضباط الجيش المصرى وكان يتكلم بكل صراحة حيث كنا خارج مصر. سألت الضابط الكبير عن سر إنصياع المصريين لأى حكم فاسد فى البلد فقال لى أن "إحترام السلطة" هو شيئ متأصل فى العقلية المصرية. قلت له: هل تعنى "الخوف من السلطة"؟ قال لا. ولإنى أعرف صديقى الضابط الكبير معرفة جيدة فإنى "أحترمه" لكنى لا أخشاه. لكن،على العكس ،لإن شعب مصرلا يعرف حكامه جيدا فهم يخشونهم لكنهم لا يحترمونهم- إنه الخوف من المجهول. إذن سينصاع المصريين لأى حاكم طالما أن الهالة التى تحيط به تجعله كالآلهة وتعزل الشعب عنه تماما. تلك هى إجابتى على سؤال الدكتور ضياء رشوان ومقالته التى أقترح تغيير عنوانها إلى: ماذا يجري في مصر؟ 3 ملايين يعرفون.. ولا أحد يتحرك؟ تفضلوا بزيارة موقعي " العبارة " ياظالم لك يوم . . مهما طال اليوم . . ياويلك ياظالم يا ويلك للإتصال: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان