اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

في الأعلى في الأسفل


elbana

Recommended Posts

في الأعلى أطل صاحبنا برأسه من خلف القاعدة المعدنية لمصباح الفلورسنت ، نظر إلى الأسفل فأبصر صاحبنا ممدداً على الأريكة ممسكاً بأحد الكتب في يديه . في الأسفل تنبه صاحبنا للأمر فنحى الكتاب جانباً بهدوء شديد وثبت ناظريه على الهدف ولم يحرك ساكناً . في الأعلى ابتسم صاحبنا في نفسه ساخراً : هذا المعتوه يظن أنني لا أدرك مرماه ، حسناً فلننتظر ولنر ، عاد إلى مسكنه أسفل قاعدة مصباح الفلورسنت ، فكر قليلاً ، سمع صوت أوراق الكتاب ، أدرك أن صاحبنا بالأسفل عاد للقراءة ، وماذا بعد؟ إنه يشعر بالجوع ، ألا يجد هذا المتبطل في الأسفل شيئاً آخر يفعله طوال الليل سوى التمدد على الأريكة ومطالعة الكتب وتضييق الخناق عليه؟ ، أعاد تكرار المحاولة ، ولكنه هذه المرة اندفع عدة خطوات مفاجئة وسريعة بعيداً عن قاعدة المصباح . في الأسفل فزع صاحبنا ، وانتفض جالساً ، مد يده بحركة سريعة إلى حذاء كان ملقى بجانبه ، سدد بقوة في اتجاه الأعلى . في الأعلى كان صوت الحذاء المارق بسرعة السهم يصم الآذان ، تسارعت دقات قلب صاحبنا ، قام بحركة التفاف سريعة ومفاجئة أنقذت حياته ، بقوة شديدة ارتطم الحذاء بالحائط المطلي بالجير محدثاً دوياً هائلاً ، وتطايرت كتل الجير من حوله وهو يجري ، بينما وقفت زوجته وأبناؤه على مدخل المسكن وقد توقفت قلوبهم من شدة الفزع ، دلف إلى المسكن بسرعة السهم ، تلاحقت أنفاسه وكاد صدره ينفجر من شدة الإثارة ، ابتسم . في الأسفل تمكن الغيظ من صاحبنا ، تصنع الهدوء ، عاد إلى التمدد على الأريكة ، أمسك بالكتاب مسدداً بصره للأعلى ، آه لو يظهر ذلك اللعين مرة ثانية . في الأعلى ، لمح صاحبنا ذبابة سمينة تسير أمام مدخل مسكنه في خيلاء ، يا له من منظر رائع ، حاولت زوجته إثناءه عن عزمه ، نظر إليها مبتسماً لتطمئن ، اقترب من المنطقة المضيئة عند مخرج بيته ، أخرج رأسه أبصر صاحبنا في الأسفل ممدداً يحاول الظهور بمظهر المستغرق في القراءة ، يا لهؤلاء الآدميين الأغبياء ، كم يهينون ذكاءنا ، في ثقة شديدة تقدم نحو الذبابة ، اقتنصها . في الأسفل اعتدل صاحبنا بسرعة البرق ، مد يده ليمسك بالحذاء ، فارتطمت أصابعه بالبلاط البارد ، بحث بسرعة فلم يجده ، يا للحماقة ، لقد نسي أن فردة الحذاء وقعت خلف التلفزيون بعد نهاية المعركة الأخيرة ، بينما كانت الفردة الثانية مختفية تماماً . في الأعلى عاد صاحبنا إلى المسكن وسط الهتاف والضجيج والضحك . في الأسفل ألقى صاحبنا بالكتاب في عصبية وذهب لينام .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...