disappointed بتاريخ: 14 ديسمبر 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 ديسمبر 2002 للأسف فاننى أستطيع أن أقول أن أمّنا الغوله الشهيره بالعولمة قد كشفت عن توحّشها وكشّرت عن أنيابها عندما بدأت مؤخّرا فى التخلّى عن برقع الحياء وأخذت تنشر فى المرحله الراهنه وبمنتهى التبجّح مفاهيمها الجديدة عن سيادة الدولة ، والأمن ، والقيم. وللأسف...لم تعد سيادة الدوله مطلقه ومحترمه فى عصر العولمة ، وإنما أبرزت العولمه مستوى يساوى الدوله ويوازيها ان لم يكن يجبّها ويفوقها ويعلوها بل وحتى فى بعض الأحيان يمحوها ويلغيها ....ويتمثّل هذا المستوى فى الاحتكارات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات ومن ناحية أخرى برزت مستويات تصنّف على أنّها دون الدوله ولكنّها ضاغطه بعنف على الدوله, وهى تلك الممثّله فى المنظمات غير الحكومية وشبكات الارهاب والجريمة المنظمة .....الخ. واذا كان مفهوم الأمن هو بالأساس أمن الدولة فى عصر ماقبل العولمه فانه وفى ظل العولمه تعددت المرجعيات مع تعدد مستويات ونوعيات السلطه,فاذا تضادّت وتضاربت قيم الدوله وتوجّهاتها الاستراتيجيّه ومصالحها الوطنيّه مع قيم وتوجّهات ومصالح وأغراض الشركات متعددة الجنسيات فان هذا فى غير صالح الأولى نظرا لما تملكه هذه الأخيره من صلاحيات تتجاوز سلطة الدوله وبما أنه من المؤكد أن قيم الدولة تختلف عن القيم التى تحكم شبكات اللعب بالأموال ومص دماء الشعوب والمراهنه بمستقبل الأوطان والقوميّات ناهيك عن تشابك وتداخل نشاطات هذه الشركات متعدّدة الجنسيّات مع جمعيّات وتشكيلات وهياكل الجريمه المنظمه ,فان هذا يطرح بالتبعيّه مشكلة أمنية تتعلق بكيفية ضمان الأمن فى مجتمع تتعدد وربما تتناقض فيه المرجعيات والقيم. واذا كانت المجتمعات الديمقراطية تقوم على التعدديه التى تؤدى تلقائيا الى تباين الرؤى والمناظير الاّ أن هذا التباين يظل داخل إطار شرعية نظام الدوله....وهنا تبرز المأساه اذ أن العولمة تطرح معادلة جديدة للشرعية وهى تلك الشرعيّه التى ليس على الدوله بالضروره أن ترضى عنها وان كان لزاما عليها أن تتقيّد بها أعزّائى......لقد أصبحت الصلاحيات المطلقة للدولة هى تصور نظرى مجرد أكثر منه تصور واقعى وهو مايطرح بدوره مفهوماً جديداً للأمن مؤسس على الاعتماد المتبادل بحيث أصبح كل عنف يمارس فى التعاملات الدولية عنف غير شرعى. وفى هذا السياق فإن العمليات الفدائية التى يقوم بها الفلسطينيون ضد اسرائيل أصبحت تندرج فى إطار العنف غير المشروع أو ما يسمى بالارهاب خاصة عندما استغلت اسرائيل فرصة أن بعض هذه العمليات تنفذ ضد مدنيين لكى توجه ضربات مقابلة بالغة الوحشيه ومفرطة العنف للفلسطينيين وكان ضحايا هذه الضربات فى أغلب الأحيان من الأبرياء. ولاشك أن اسرائيل تستطيع قلب الحقائق رأساً على عقب أمام الرأى العام العالمى وإظهار ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين على أنها عنف مشروع باعتباره عملاً يستهدف الدفاع عن النفس. لقد شجعت العولمه التطرف على حساب الاعتدال والعنف واللجوء للقوة على حساب التسويات السياسية السلمية للخلافات ، ولهذا فشلت فى توفير عنصر الأمن ،الذى يتطلب لتحقيقه إحداث تغيير جذرى فى النظام الدولى القائم....ولكن المعضله تكمن فى أن هذا النظام الدولى القائم هو الذى أتى بالعولمه لكى يزداد القوى بطشا و يغرق الضعيف فى مستنقع الخنوع. وعلى الدنيا السلام عندما تصبح قرارات البيت الأبيض تملى عليه من قبل شركات البترول والمؤسّسات الماليّه والبنوك الخاصّه وتايكونات الحديد والصلب والصناعات الثقيله...والويل كل الويل لكوكب ترسم خريطته أسهم البورصه والسندات والمضاربات التى تلعب بها الشركات متعدّدة الجنسيّات التى تسرطنت فى دول العالم كلّه لتلعب به كيفما أرادت وفى الاتّجاه الذى يرفع مؤشّر بورصتها حتّى ولو كان يخفض من مؤشّر الانسانيّه جمعاء <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
disappointed بتاريخ: 15 ديسمبر 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 ديسمبر 2002 سؤال بريئ: هل توحّشت العولمة بعد أحداث سبتمبر؟؟؟ أم أنها كانت متوحّشة منذ البداية فازدادت توحّشا؟؟؟ اذا كان هناك من شيئ أثبتت أحداث سبتمبر أن العالم أصبح يحتاج اليه من أجل تجنّب كارثة كونيّه فهو أن هذا الكوكب أصبح يحتاج وبشدّة الى عولمة العولمة بعد أن أصبح باديا للعيان أنه لايمكن بأى حال من الأحوال فصل أحداث سبتمبر وماتلاها من "فوضى" عالميّه عن سياق تداعيات تطبيق العولمه حسب المفهوم الأمريكى (وهو ماأصطلح على تسميته بالأمركه)........ ولكن الغريب فى الأمر ان أحداث سبتمبر التى كان من المفترض أن تجعل الادارة الأمريكيّه تبدأ فى التفكير جدّيا فى اعادة صياغة مفهوم العولمه(لتعولمها حقّا) لم تزد الادارة الأمريكيّة الاّ عنادا واصرارا على السير بالعولمة أكثر وأكثر على نهج"الأمركة" الذى تبنّته كخيار استراتيجى أثبتت الأيّام مدى خطورته ليس فقط على أمريكا والعالم الغربى وانّما على كوكب الأرض برمّته (وكأنها تأبى الاّ أن تعالج الخطأ بخطأ آخر أو فلنقل بالاصرار على المضى قدما فى ارتكاب نفس الخطأ) لاجدال على أن أحداث سبتمبر أدت الى هبوط حاد فى الاقتصاد الأمريكى الذى كان يعانى أساسا من حالة تباطئ ملحوظة فى الفترة التى سبقت تلك الأحداث الداميه , ولا جدال أيضا على أن هبوط الاقتصاد الأمريكى قد ارتد الى نحر العالم كلّه (وخاصة الدول الفقيرة والنامية أو فلنقل شبه المعدمة) اذ أنه من نافلة القول أن اقتصاد أمريكا له من الروافع والآليّات مايجعله يتحكّم فى اقتصاديّات الآخرين. واذا كنت قد نوّهت أكثر من مرّه( فى حوارات سابقة حول أحداث سبتمبر والعولمة واستراتيجيّة الهيمنة العالميّة الأحادية التى تنتهجها أمريكا) أننى لاأرفض العولمة كمبدئ ولكننى أرفض تطبيقها بالأسلوب الحالى والذى يجعل منها منظومة تعمل بنظرية الأوانى المستطرقة عندما يتعلّق الأمر بالكساد والهبوط الاقتصادى ليأن العالم(وبخاصة دوله الفقيرة) تحت وطأتهما , بينما تتحوّل تلك المنظومة (بقدرة قادر) عندما يتعلّق الأمر بالانتعاش الاقتصادى وطفراته الى العمل بنظام صمامات الأوردة الدمويّة فى جسم الانسان والتى تسمح بمرور الدم فى اتّجاه واحد فقط (وهو بالطبع فى هذه الحالة اتّجاه أمريكا فى المقام الأول والدول الصناعية الكبرى الأخرى –وبخاصّة الغربيّة منها- فى المقام الثانى).....فانّنى أعود للتأكيد على وجوب اصرارنا واصرار كل دول العالم على التشبّث بالمطالبة بأن تصبح العولمة طريقا يسير فى اتّجاهين وليس فى اتّجاه واحد فقط طالما أثبتت أحداث سبتمبر أن العالم كلّه سيدفع فاتورة ماحدث لأمريكا بحكم قوانين العولمة (أو فلنقل الأمركه) , نعم.....نعم..... من حق كل دول العالم اذن أن تطالب بأن يعم نفع العولمة على الجميع وألاّ تكون كلّها لصالح القطب الأوحد فى المحل الأول والثانى والأخير كما يحدث حاليا من ذهاب مغانم العولمة الى معسكر أمريكا والدول الصناعية الكبرى بينما تتحمّل الدول النامية الفقيرة (المنهارة والمتهالكة أساسا) مغارمها...... ونعم...نعم.... من حق كل دول العالم أن تكفل العولمة الغنائم للجميع (حتّى ولو اختلفت الأنصبة فهذا هو الشيئ الطبيعى والذى لا أعترض عليه) , وأن لايكون هناك فائزون على طول الخط وآخرون خاسرون على طول الخط اذ أن هكذا علاقات بين أطراف عديدة محكوم عليها بالفشل مسبقا. ولكن......من الواضح أن غرور القوّة يعمى البصيرة ويصم الآذان ويلغى العقل, فما حدث أن أمريكا اغتنمت فرصة أحداث سبتمبر ليس لتعويض خسائرها من أحداث سبتمبر بل لتحقيق مزيد من المكاسب عن الطريق ضغط رهيب لتوظيف العولمة لصالحها بدرجة أشد كثافة من ذى قبل(وهو ما يشهد به المخطط الأمريكى فى وسط آسيا والعراق ).... وحتّى لايتّهمنى أحد بالافتراء على أمريكا فان العديد من الاقتصاديين البارزين على مستوى العالم يتوقّعون أن تتشدد أمريكا فى مطالبها واشتراطاتها السياسيّه والاقتصاديّه من شركائها التجاريين والاستراتيجيين والهيئات والمنظمات الاقتصاديه الدوليه كمنظمة التجارة العالميه ومؤسسات "بريتون وودز" التى تشمل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للتعمير والتنميه ومؤسسة التمويل الدوليه....الخ بما يتيح للصادرات الأمريكيّه من السلع والخدمات والتقنيات ورؤوس الأموال اليد العليا والنصيب الأكبر فى الربح, وما تصلّب أمريكا فى قضيّة الصلب الأوروبى الاّ أحد مظاهر هذا التشدد مع حليف وشريك من الدرجة الأولى. ياجماعه.... بح صوتى وأنا أقول أن العولمة (بأسلوب تطبيقها الحالى) ماهى الاّ الشكل الحديث للاستعمار , ولن أتخلّى عن هذا الرأى الاّ عندما أراها تتحوّل من طريق سريع لسيطرة البعض على الأسواق العالميّه الى طريق سريع لتبادل المنافع وتقاسم الثمار بين الكل. أظن أنه قد حان الوقت ليقول العالم لا وألف لا لنقل تبعات كساد وتباطؤ اقتصاديّات الأغنياء الى كاهل الفقراء , ولا لعدم كفالة حماية الدول الناميه وشعوبها المعرّضة للمعاناة , ولا لتحميل معدمى العالم متاعب أغنيائه بدلا من أن يمد هؤلاء الأغنياء يد العون لتخفيف محن أولئك الفقراء والتى ترتّبت فى الأساس على أحداث وتبعات لم تكن ليتم افرازها لولا تطبيق العولمة بالطريقة الفجّة والمفرطة فى الأنانيّه التى انتهجها أغنياء العالم عموما.... اذا كانت أحداث سبتمبر قد أثرت بالسلب على هيبة أمريكا وعلى اقتصاديّاتها فان تراجع الأداء التكنولوجى وانكسار موجة وموضة الانفاق المفرط على تكنولوجيا المعلومات وزيادة الطاقة الانتاجيّة الغير مستغلّة وتسريح العمال وانخفاض الطلب العالمى وانهيار القدرة الشرائيّة العالمية (وهى كلّها تداعيات لأحداث سبتمبر) ستؤدى تلقائيّا الى تآكل ذاتى لأدوات الهيمنة الأمريكية على الصعيدين الاقتصادى والتكنولوجى وهو ماسينعكس على هيمنتها السياسيه على المدى البعيد خاصّة بعدما أيقنت دول العالم(الفقيره والغنيّه على حد السواء) أنه اذا كانت العولمة على النهج الأمريكى قد كشّرت عن أنيابها قبل أحداث سبتمبر فان توحّشها قد وصل الى درجة الجنون بعد تلك الأحداث والتى أثبتت للقاصى والدانى التحالف الشيطانى بين العولمه بمنظور الأمركه وبين تيّار الداروينيّه الجديده الذى يجتاح أمريكا مؤخّرا والذى ينادى بتطبيق قاعدة البقاء للأقوى ليس فقط على صعيد النشوء والارتقاء الطبيعى كما تقول الداروينيّه البيولوجيّه بل على صعيد الاقتصاد العالمى والسياسه الدوليّه (وهو مايمثّل قمّة البريجماتيّه والميكيافيلّية التين تم نزع الأخلاق والأعراف والمبادئ الانسانيه منهما نزعا لاهوادة فيه ولا تراجع عنه) :shock: :shock: :shock: :oops: :cry: <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان