التمسك بالرذائل

[ali]

التمسك بالرذائل

بقلـم : محمـود شنب

mahmoud.sh@islamway.net

mahmoudshanap@yahoo.com

لا مبالغة إن قلنا ان التدمير ـ المتعمد ـ الذى أحدثه فتحى سرور وحسين كامل بهاء الدين فى التعليم لا يقل بشاعة ولا خطورة عما أحدثه يوسف والى فى الزراعة و فاروق حسنى فى الثقافة و صفوت الشريف فى الإعلام و عاطف عبيد فى القطاع العام ...

هناك إصرار لدى الجميع على الإخلاص فى التدمير والتفانى فى الهدم والإبداع فى التشويه ... لديهم عشق للتخريب وبراعة فى التضليل .. والخيط الذى يربطهم جميعًا هى تلك القدرة الفائقة والتى لا مثيل لها على الكذب وتحرى الكذب والدفاع عنه .

نرى ذلك حتى فى الوقت الذى يعود فيه العالم للفضائل ويصحح مساره ويراجع حساباته !!

منذ فترة ليست ببعيدة ـ يوم 17/5/2002 ـ طالعتنا الجرائد القومية بخبر مفاده أن الرئيس الأمريكى بوش طالب بضرورة فصل البنين عن البنات فى مراحل التعليم حتى لا ينشغل الطالب عن التعليم ..... وبعد فترة ليست ببعيدة أيضًا أعلنت بريطانيا ـ وكأنها تؤكد تبعيتها الدائمة لأمريكا ـ على لسان وزير التعليم البريطانى بضرورة تدريس مادة التربية الوطنية فى المدارس إجباريًا ..... ومنذ عام أو يزيد أقر البرلمان البريطانى عودة الضرب فى المدارس البريطانية لضبط العملية التعليمية !!

وكلها أمور ـ كما نشاهد ـ متصلة إتصال وثيق بالتعليم ، والعودة إلى الحق فضيلة ـ فكيف يعود من لا يعرف الحق إلى الحق ويتمسك به ، ونتكاسل نحن عن الحق ونطمسه ونحن أولى الناس بالعودة إليه ؟!!

فى مقال سابق "من هنا تأتى الهزيمة" كتبت أن ما يشغل شيخ الأزهر الآن فى رمضان ليس الصوم أو الزكاة أو الصلاة وإنما دعوته لمجمع البحوث الإسلامية بضرورة مساندة فتواه القديمة باباحة ربا البنوك ، وقد عارضه أغلب الأعضاء فى ذلك ورفضوا إصدار مثل هذا البيان إلا انه ما زال مصرًا ووعد بأن ذلك سوف يتم قريبًا .

فى السابق أسندت دار الإفتاء لـ " طين" طاوى من أجل إقرار مثل هذه الأمور ، ثم ارتقى على فتواه العجيبة ليبلغ رئاسة مشيخة الأزهر لينحى علماء ويوقف علماء ويحاكم علماء .... وما زالت الحرب مستمرة ، وقد غره إمهال الله له ونسى وهو العالِم أن الله يمهل ولا يهمل ، ولم يحترم منصبه الذى كان يزلزل الجبابرة قبل أن يمتلكه ويزلزل فيه العقيدة .

وفى سباق الباطل نفسه ظهر وزير التعليم ليؤكد هو الآخر وفى رمضان مواصلة حربه على الحجاب .... وبطريقة تشبه إلى حد بعيد ما فعله شيخ الأزهر مع مجمع البحوث الإسلامية فى محاولة توريطهم فى فتوى جماعية تبيح ربا البنوك ـ قام السيد بهاء الدين بتوزيع منشور عن طريق قطاع الأمانة العامة بالوزارة وممهور بتوقيع السيدة وداد إبراهيم عبد العال فى 11/11/2002 بشأن توحيد الزى المدرسى فى مراحل التعليم المختلفة ، والأمر فى شكله يبدو أمرًا طبيعيًا وعاديًا وبعيد عن الشبهات ، ولكن المدقق فى الأمر والمطلع على إستمارة استطلاع الرأى المرفقة مع المنشور يجد الآتى :

الإستمارة يتوسطها عنوان يقول "إستمارة إستطلاع الرأى على الزى المطور الموحد لمراحل التعليم المختلفة على مستوى الجمهورية" وفى استمارة الاستبيان هذه يطلب رأى مدير المدرسة على ذلك ( أوافق ـ لا أوافق ) دون أن يوضح الجهة التى ستقوم بغرز تلك الآراء ومن سيشارك فيها .... وإغفال ذلك يُعد أمرًا خطيرًا جدًا لأنه يعطى للوزير الحق فى تنفيذ مخططه تحت مظلة الإدعاء بأنه أخذ آراء مديرو المدارس وموافقتهم !!

ثم يسأل فى نفس الاستمارة عن الشكل المطلوب للزى عند التطوير لبنات المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية ، ولا يغفل عن أى شئ فى هذا الخصوص ـ حتى السؤال عن الحذاء ان كان جندى أو كوتش أو فلات أو كعب 3 سم ... بينما لا يذكر شيئا مطلقـًا عن غطاء الرأس !! وهنا بيت القصيد ..

إنه مشروع توريط أراد به الوزير إقرار باطل يخالف شرع الله ولكن بطريقة جماعية لا يقف فيها وحده أمام الشعب وأولياء الأمور .

هذا من ناحية ـ أما عن الزى نفسه والخاص بالفتيات ( اعدادى وثانوى ) فقد رفض ترك الاختيار لمديرو المدارس ، لكنه إختار بنفسه "جونله وبلوزه" ولا شئ فوق الرأس ولا شئ تحت الجونله ولا طول يتم معرفته للجونله قبل الاختيار ، وترك حرية الاختيار فى ( جاكت أم بلوفر للشتاء ) .

وفى النهاية يطلب قطاع "الخيانه" الأمانة العامة سرعة إرسال المطلوب خلال 96 ساعة من تاريخه حتى يتمكنوا من العرض على الخماسية المقدسة "معالى" "السيد" "الأستاذ" "الدكتور" "الوزير" وهذا بنص النشور !!

إنهم ـ شيخ الأزهر ووزير التعليم ـ يثبتون الرذائل ويدعمون المعاصى ويحاولون بكل الطرق اجبار الشعب على الرضوخ للذنوب وقبول المعاصى وفرض الأمر الواقع دون اعتراض .

وكان الأولى بشيخ الأزهر أن يجهر بحكم الإسلام فى كل من يساعد أمريكا على البغى وضرب الأشقاء ..

كان الأولى به أن يحدد رأى الدين فى السلام مع إسرائيل فى ظل ما تفعله الآن فى اخوتنا فى فلسطين ..

كان الأولى به أن يعلن عن واجبنا كمسلمين تجاه العراق ، وألا يبتلع لسانه عند مواطن الحق ..

منذ أسابيع ـ وفى رمضان أيضًا ـ أصدر وزير التعليم عن طريق مدير مكتبه دكتور حسن الببلاوى ـ منشورًا أرسل لجميع المديريات التعليمية كتب عليه سرى وشخصى وفورى وهام للغاية وعاجل جدًا ـ كشف فيه ما آلت إليه أحوال الوزارة فى عهده من إهمال وقذارة وسوء إستخدام للمعدات والأجهزة وأوضح ـ فى منشوره ـ بعض مظاهر السلبيات التى أسفرت عنها زياراته الميدانية للمحافظات المختلفة والتى لخصها فى الحالة السيئة لدورات المياة سواء من حيث عدم الإهتمام بنظافتها أو الإهمال فى صيانتها ، وتراكم القمامة وتشوين المخلفات داخل بعض المدارس وكذلك إغلاق المعامل وأجهزة الكمبيوتر طوال الوقت فى جميع الحصص وعدم استخدامها الإستخدام الأمثل !! .... هنا يجب أن تكون لنا وقفة لمحاسبة هذا الرجل :

إذا كان واقع الحال كذلك وأنت الذى تعترف به ، فأين الشعار الذى رفعته وصدعت به رؤوسنا وجعلته فى مدخل كل مدرسة ( مدرستى جميلة ونظيفة ومتطورة ومنتجة ) ؟!!

هل كان الجمال فى تراكم القمامة وتشوين المخلفات داخل بعض المدارس كما وصف ؟!!

وهل كانت النظافة فى الحالة السيئة لدورات المياه وفى عدم الإهتمام بنظافتها والإهمال فى صيانتها ؟!!

وهل كان التطور فى إغلاق المعامل وأجهزة الكمبيوتر طوال الوقت وفى جميع الحصص ... كما ذكر بنفسه ؟!!

إن واقع الحال يؤكد أن : مدرستى جميلة بالديكور المزيف ، ونظيفة من التعليم ، ومتطورة فى وسائل الغش ، ومنتجة للبطالة .... وبذلك يمكن أن يستوى الشعار مع واقع الحال .

فى نفس المنشور ـ وهذا هو بيت القصيد ـ طالب أن يكون إجتماع جميع مسئولى المتابعة على مستوى الإدارة التعليمية وهم : مدير الإدارة التعليمية ووكيلها + مسئول المتابعة + ( مديرو التعليم الابتدائى والاعدادى والثانوى والفنى والخاص ) + مدير التوجيه المالى والإدارى + مدير شئون الطلبة والامتحانات + مسئولى الأبنية التعليمية + مسئولى التطوير التكنولوجى ، وذلك طوال نهار الجمعة القادم .

هل هذا يعنى التمهيد لعلمنة مصـر وتغيير عطلاتها الرسمية أم ماذا يقصد السيد الوزير الذى أصبح لا شغل لـه ولا شاغل غير دورات المياة والوحدة المنتجة والكمبيوتر وكل ما شابه ذلك دون التعرض للمسألة التعليمية أو التربوية .

لقد أطلق فى هذه الأيام على المدارس أسراب عديدة من لجان المتابعة وأوصى بأن يكون لكل مسئول جدول متابعة لا يقل عن 15 مدرسة أسبوعيًا مما تسبب فى إرباك العملية التعليمية حيث أصبح يزور المدرسة فى اليوم الواحد ما بين من 10 إلى 15 زائرًا وجميعهم لا يسأل إلا عن دورات المياه والوحدة المنتجة والكمبيوتر دون الوقوف على المستوى التعليمى الذى هو أساس العملية التعليمية ، وأصبح كل مدير مدرسة "ملطشة" لكل من هب ودب ، ولم يعد لديه وقت لمتابعة فصوله الدراسية ، واستهلكت أطنان من الأوراق فى كتابة تقارير لا عائد منها ولا طائل !!

ليست بالجزاءات والتشهير بالمعلمين فى الجرائد تنصلح الأحوال ويصبح الخل عسلا ..

ليست بكثرة لجان المتابعة يستقيم المائل وترتقى المسائل ..

إن كثرة الخُطىَ يجب أن تكون للمساجد وليست بالطواف حول المعلم وكأنه مشبوه ..

لن يرتفع قدر التعليم إلا بإعلاء شأن التربية التى فصلها الدكتور عن التعليم ..

عليك يا طبيب الأطفال أن تجعل كل معلم يراقب الله من قبل أن يراقب زوار الفجر ، وأن تحتمى بالمعلم من قبل أن تحتمى بسمير رجب ، وأن تكف عن محاربة الإسلام ، لأنك وأنت فى الحقل التعليمى لا تنزع غير الصالح .. إلا قليل ، ولا تبقى غير الطالح إلا يسير ..

إجعل المعلم يراقب ربه ولا يراقب رجالك ، فمهمة المعلم يرعاها الضمير ، ورجالك حالهم من حالك لا يبحثون إلا عن السلبيات والمظاهر وطرق الاضرار بالمعلم ..

إغرس الإيمان فى الصدور ، والولاء فى العقيدة ، والإخلاص فى العمل ..

أعد خريطة فلسطين التى نزعتها من كتب الدراسات فى تهيئة لوضع الغاصب مكان المغصوب ..

التعليم فى عهدك أصبح مشوه بعدما كان رائدًا ... وتابعًا بعدما كان قائدًا ... ومقيدًا بعدما كان طليقـًا غازيًا كل بلاد العرب والمسلمين ، ناشرًا الهدى والنور وليس البهتان والزور ..

أقدارك ... انك لم تجد صحافة تكشف ما آل إليه التعليم فى عهدك بعدما سُحبت أكثر الأقلام وعيًا وإدراكـًا لتقف على خطوط المواجهة الخارجية دفاعا عن قضايانا المصيرية ( فلسطين ـ السودان ـ أفغانستان ـ الشيشان ـ العراق ـ ...... ) وتركنا الجبهة الداخلية بكل ما فيها من سلبيات وانتكاسات ومؤامرات وعمالة وخيانة وتفريط وإفساد وتدمير وتزوير وتضليل إلى أن بلغت البلاد حافة الإنهيار .... نسينا حتى المعتقلين السياسيين وقد شابوا فى السجون ونسينا قانون الطوارئ وسيفه المسلط على رقاب العباد ... نسينا إنتشار التعذيب وقضايا الفساد والبطالة .... نسينا كل ما يفعله الوزراء فى وزاراتهم ، وتركنا كل مسئول يعربد كيف يشاء دون محاسبة ـ بينما مجلس "السعال" يغط فى نوم عميق ومجلس سيد قراره يبحث كل عضو فيه عن مصلحته الخاصة حتى وإن ذهبت البلاد إلى الجحيم ، وطفى على السطح المثل الشعبى الذى يقول ( إن خرب بيت أبوك ... خدلك منه قالب ) .

فى بلادنا الآن ... القابض على الفضائل كالقابض على الجمر ، والمعتصم بالرذائل هو صاحب الأمر .

[Cleo]

أرى أن هذا المقال به كثير من المبالغات خاصة ما يتعلق بالحجاب فى المدارس... يعنى الكاتب يريد أن يختلق قضية من لا شىء...

المفروض حسن النية و الأخذ بالظواهر.... فإن منعت وزارة التعليم الحجاب فى المدارس أسوة بتركيا ساعتها يبقى فيه كلام... أما الآن فإن الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه...

أما عن حكاية الاحتماع المنعقد يوم الجمعة... فقد يكون الهدف من ذلك عدم تعطيل الموظفين عن أداء مهامهم التقليدية خلال الأسبوع بسبب اجتماع طارئ... و كلنا يضطر أحيانا للعمل فى الأجازات الرسمية (ومنها يوم العطلة الأسبوعية و الذى هو الجمعة)... فلماذا لا ينطبق نفس الكلام على موظفين الحكومة مادام لأمر طارئ؟؟

مش عارفة... أنا مش مرتاحة للمقال ده... حاسة كده إن الغرض منه إثارة البلبلة و قد أصبحت الهواية المفضلة لدى أغلب الصحفيين...

[زيزو]

نعم أتفق معكي في هذا الرأي.

بصراحة المقال سخيف، رغم إني لا أحب وزير التعليم، لكن النقد غير موضوعي بالمرة.

للأسف أصبح هذا هو اسلوب أغلبية من يدافعون عن الإسلام.

في الأساس الإسلام لا يحتاج الى دفاع... والأفضل للمسلمين أن تكون الدولة علمانية من أن تكون "إسلامية" بمفهوم هؤلاء.

ثم أن الرجل يستشهد بأشياء غريبة كعودة الضرب في المدارس ومطالبة جورج بوش بفصل الأولاد عن البنات حتى يهتموا بالدراسة. يعني هو ده العودة الى الفضائل؟؟؟؟

[yasser6666]

غريبة قوي انني عندي نفس شعوركما يا اخت كليوباترا ويا اخ زيزو !!! وخاصة انه ينتقد كثرة الزيارات الي المدارس من لجان المتابعة للسؤال عن دورات المياه والوحدة المنتجة والكمبيوتر ...طيب وماله؟؟ واكيد هذه الزيارات ستجني اكلها وطبعا افضل من النوم في العسل وتركها علي الغارب بعيدا عن اعين الوزارة .........................................ما علينا..

اما بالنسبة للشيخ طنطاوي فهو فعلا ( كان ) يسعي جاهدا وفعلا بذل الغالي والنفيس حتي تري فتواه القديمة باباحة ربا البنوك النور ويوافق عليها مجمع البحوث الإسلامية وترضي عنه القيادة السياسة وامريكا كمان فوق البيعة !!!! وقد نجح اخيرا في اقناع المجمع ومبروك عليه وله الحلاوة طبعا !!!!

http://www.elakhbar.org.eg/issues/15797/0100.html

{{أكد فضيلة الامام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر أن استثمار أموال المواطنين في البنوك التي تحدد الربح مقدما حلال شرعا ولا بأس به.

وقال إن فتوي مجلس مجمع البحوث الاسلامية في اجتماعه بناء علي طلب بنك الشركة المصرفية العربية الدولية وغيره من البنوك حول قيام المواطنين بتقديم اموالهم ومدخراتهم الي البنك ليكون وكيلا عنهم في استثمارها في معاملاته المشروعة مقابل ربح يصرف لهم ويحدد مقدما في مدد يتفق مع المتعاملين معه عليها.. حيث أكدت الفتوي أن هذه المعاملة بتلك الصورة حلال ولاشبهة فيها لأنه لم يرد نص في كتاب الله أو من السنة النبوية يمنع هذه المعاملة التي يتم فيها تحديد الربح أو العائد مقدما ما دام الطرفان يرتضيان هذا النوع من المعاملة.. وأضاف أن تراضي الطرفين علي تحديد الربح مقدما من الأمور المقبولة شرعا وعقلا حتي يعرف كل طرف حقه خاصة أن البنوك عندما تحدد للمتعاملين معها هذه الأرباح أو العوائد مقدما إنما تحددها بعد دراسة دقيقة لأحوال الأسواق العالمية والمحلية وللأوضاع الاقتصادية في المجتمع. }}

:D :D :D