اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

النقش على جدران القلب الأخضر


فولان بن علان

Recommended Posts

كانت من المرات القليلة التي أجد فيها عدد من المرضى ينتظرني

عند دخولي من باب العيادة لمحتها في الركن البعيد لصالة الانتظار

عندما جاء دورها ودخلت غرفة الكشف أحسست بضخ كمية كبيرة من الادرينالين

معلنة حالة الطوارئ

ربما أكثر من خمس وعشرين سنة لم تقترب المسافة بيننا في نطاق الرؤية الواضحة

حاولت الخروج من حالة الطوارئ إلى الحالة العادية

لم أبالغ في الترحيب بها ..وأخذت أتعامل بمهنية ..طبيب مع مريضة

أثناء الكشف عليها لم ألحظ جدية في شكواها

سؤال مشروع ..لماذا جاءت ؟؟

طوال السنوات الست الابتدائية كان درجي دائما الأول ناحية الباب

وكان درجها الأول في الصف الأوسط

كنت أتمسك بموقعي بجوار الحائط لأحتمي فيه من خجلي

حالة من التنافس الدراسي كانت مشرعة لكن بنت الناظرة كانت دائما تكسب .

لم يمنع ذلك كونها النقش الأول في جدران قلبي الصغير الأخضر.

في مثل ذلك العمر كانت الإشارات ممتنعة

اتسعت شروخ جدران مدرستنا

اللجنة الهندسية قررت أن المدرسة آيلة للسقوط

منتصف العام الدراسي لسنة ( ستّة) قبل أن تلغى

إدارة التعليم قررت نقلنا لأقرب مدرسة

المدرسة الجديدة كانت من النظافة والجمال بما لا يمكن معه إخفاء الانبهار

مدرسة أولاد ذوات

ادارة المدرسة الجديدة تململت من مشاركتها مدرسة أخرى في المبنى

ومما زادهم ضيقا استصدار قرار من إدارة التعليم بالتناوب أسبوعيا

أسبوع صباحي والآخر مسائي

أعلنت الحرب الباردة بين المدرستين إدارة وتلاميذ

تخللتها معارك رجم بالحجارة وإصابات

إحساس الغربة في المدرسة الجديدة زادتنا إقترابا

وتعمق النقش في جدران القلب الأخضر الصغير

اقترب العام من نهايته واقتربت الامتحانات

مدرس العلوم بدأت معه بدعة الدروس الخصوصية

استجاب معظم التلاميذ لضغوطه

بنت النظرة كانت من المنضمين ..مجاملة لأمها

الدروس الخصوصية في أسرتنا غير واردة ليس لأنها مقترنة بالخيابة فقط

ولكن لأن بندها في الميزانية المرهقة خالي

أصبحت حصص مدرس العلوم مراجعة لما تم شرحه من قبل في الدرس الخصوصي

اختلت موازين التنافس

تعمد الرجل الانتقام من عدم رضوخي لضغوطه

أظهرني وكأن مستواي انحدر كثيرا

أصبح يشهر بي على ملأ من الفصل ويشيد بما وصلت إليه الألفة

تعددت أيام غيابي هروبا من مدرس العلوم

الرجل الشرير الأصلع هزمني وحطم جدران قلبي على ما فيه من نقش

احتجت فيما بعد إلى مجاهدات نفسية لأفصل الصلع عن الشر

انتهت السنة وازداد البون اتساعا

ومازالت آثار النقش باقية

بعد أن أعطيتها روشتة العلاج وشرحت لها كيفية استخدامه

طلبت من الممرضة التي تعمل معي في العيادة أن تعيد لها ثمن الكشف

لا يصح أن تأخذي ثمن الكشف من ألفة فصلنا

أعطتها أمامي ما دفعته لها وانصرفت

في نهاية اليوم أخبرتني الممرضة أنها عادت مرة أخرى وأصرت أن تدفع ثمن الكشف

قلت لها هذا نصيبك

أما أنا فقد أخذت نصيبي من بنت الناظرة ومن مدرس العلوم

لكن النقش يبدو أنه لن يمحى أبداً

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

لحظات الذكريات وتفاصيل الحنين

حنين تشكل فى لحظة لم تكن ابدا فى محيط التوقعات او ربما كانت حلما بعيدا خلت انه لن يتحقق ابدا

وكعادتك كجراح بارع تقوم بالقطع بسهولة ويسر واعادة صياغة اللحظات بحكمة وجمال لتجعلنا فى حالة توجس جميل وانتظار للنهايات لا اظن ان قصة الافا ستنتهى عند هذا الحد ورغم انك لم تكتب ان ان للحديث بقية استشعر ان شيئا ما فيك يتمنى لو كانت له بفية ولو من خيال

دمت رائعا مبدعا وخير من يجسد اوقع اللحظات

البنت المصرية :rolleyes:

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ العزيز/ فولان

حقيقة قصتك رائعة واسلوبك فى سردها رائع جعلتنا نعيش احداثها معك من اول الدراسة وانت صغير الى حجرة الكشف

وصفك للماضى يجعلنا نحس معك بالحنين اليه واستعادة الزكريات لقصة لم تكتمل وتركت لنا ان تخيل كيف تكتمل

احييك على روعة التعبير وصدق الاحساس

امانى

39078574.gif

الصداقة كنز لا يفنى لازم نحافظ عليه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...