أسامة الكباريتي بتاريخ: 25 ديسمبر 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 ديسمبر 2002 رام الله- ليس بعيداً عن فلسطين، كثيرون هم من غادروا مباني الجامعات وهم يحملون بين أيديهم شهادات تحمل في نهايتها مسمى( صحفي) لتفتح أمامه الدنيا ولكي يصبح من مشاهير العالم أما في الأراضي الفلسطينية وخلال عامين من الانتفاضة عندما يحمل الصحافيون شهادة قد يحملون إلى جانبها شهادة أخرى تسمى شهادة (الوفاة). العمل الصحفي في الأراضي المشتعلة يختلف تماما عن غيره في بلاد السمن والعسل بالذات أن هذا الصحفي يقع تحت ضغوط عده أهمها أنه مثله مثل أبناء شعبه يعاني ويقاسى ويقتل ويجرح. بين الحين والأخر يدخل صحفيو الأراضي الفلسطينية عالم الشهرة هكذا دون مقدمات، أما خلف الكواليس فهناك المصاعب التي لا يدركها من يجلس في بيته على أريكة ليشاهد العالم بضغطه على رقم. جفارا البديري الصحفية التي شاهدها العالم وهي تعاني من قلة النوم وحول عينيها هالة سوداء تروي المأساة في حياة الصحفي الفلسطيني. تقول جفارا "أنا كصحفية أحاول دائماً أن أكون متجردة فأنا أغطي المجازر وحجمها ولذلك هناك صور تتحدث أكثر مني، إضافة إلى أن الاحتلال هو الذي يمنعنا من التمرد فهم يرفضون أن يعطونا المعلومة بينما تمنح لغيرنا ولأنه ليس فلسطينيا بسهولة" وتضيف البديري "لكن في النهاية عندما أترك الميكرفون والقلم فأنا فلسطينية أمر عن الحواجز وأقاسي ما يقاسيه كل فلسطيني في هذه البلاد". ولكن هل استطاع الصحفي الفلسطيني أن ينقل للعالم الحدث بحقيقة حول هذا الموضوع يقول الصحفي خالد الفقيه مراسل قناة المنار والصحفي في صحيفة القدس المقدسية "اعترض العمل الصحفي الفلسطيني العديد من الإشكاليات وأهمها اندماجه بالسياسة الوطنية ومدى قرب الصحفي من فصائل العمل الوطني الأمر الذي انعكس على التغطية عدا عن العوامل التي تواجه الوصول إلى المعلومة سواء أكانت رقابة ذاتية متعلقة بالسلطة الفلسطينية وغاليا بالاحتلال". الجنود المجهولون..خلف الكواليس. أما أولئك الذين لا يظهرون أمام العدسة بل من يحركها فهم واجهة الحدث وهم من تسلط إلى صدورهم أفواه البنادق نائل محمود مصور صحفي يعمل ضمن شركة رامتان والتي تقدم خدماتها لمجموعة من الفضائيات يروي قصة الإصابة التي تعرض إليها يقول محمود "و كنت أقف في إحدى المواجهات أغطي الاشتباكات وبعد أن انتهيت من عملي بدأت بتجهيز نفسي لأقوم باختتام تقرير لإحدى المراسلات فما كان من أحد الجنود إلا أن وجه سلاحه إلى صدري وأطلق النار فأصابني بشكل مباشر في صدري على الرغم من أنه رآني ورأى الكاميرا بين يدي" ويضيف محمود "للأسف هناك التقصير في نقل الحدث حيث أن الصحفي يعطي مجالاً كثيراً للحدث أما الإعلام الصهيوني فقد تفوق علينا وعلى الرغم من بعض الأسباب التي هي لمصلحة الصحفي الصهيوني مثل قدرته على التنقل وإمكانية التقاط الصور بشكل سهل إلا أن هذا لا يعني أن لا نعمل بشكل أكبر لنقل المعاناة إلى الخارج. شربلو... أبو زهرة... اختلاف في المكان... التقاء في النهاية رفائيل شربلو صحفي إيطالي وصل إلى الأراضي الفلسطينية مع الاجتياح الأول لمدينة رام الله في نيسان الماضي ليقوم بالتقاط صور فوتوغرافية لما يحدث في الأراضي الفلسطينية لأن شربلو كان يقوم بتغطية الأحداث من الجهة المقابلة للصهاينة أصابته في صدره رصاصة من العيار الثقيل أطلقها جندي في دبابة مصفحة اخترقت جسده وحولته إلى قطع متناثرة هنا وهناك، اليوم وسط مدينة رام الله نصب تذكاري باسم هذا الصحفي الذي لقي حتفه على الأرض الفلسطينية، وعلى الرغم من اختلاف المكان الذي جاء منه شربلو وبين مدينة جنين شمال الضفة الغربية إلا أن مصير الصحفي عماد أبو زهرة كان مشابهاً تماماً لمصير الأول أما العالم الحر والذي ينتمي إليه شربلو لم يغير كثيراً في مواقفه بل وفي إعلامه من أجل تحويل الحقائق إلى مصلحة من قتل شربلو. وسائل الإعلام الفلسطينية...في الميزان قد يكثر الحديث عن الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون ضمن مؤسسات صحفيه في خارج الوطن إلا أن مؤسسات الداخل الإعلامية هي الأخرى كانت عرضة خلال الانتفاضة الحالية عرضة للتدمير فالتلفزيون الفلسطيني في مدينة رام الله بين ليلة وضحاها تحول إلى مكان مهجور أو بالأحرى إلى أطلال، مما تميز به الإعلام الداخلي الفلسطيني قدرته على الصمود في ظل الأزمات المتلاحقة مجموعة كبيرة من التلفزيونات المحلية كانت عرضة أيضا إما للتدمير أو الإغلاق ومن بين هذه التلفزيونات تلفزيون وطن في مدينة رام الله الذي حوله الاحتلال في إحدى المرات إلى بناية لتدمير الفلسطينيين فخلال اجتياح مدينة رام الله في نيسان الماضي استولى مجموعة من الجنود على مبنى التلفاز وبدءوا يبثون للسكان أفلاما خلاعية كنوع من هدم النفسية الفلسطينية التي كانت تقوم بلا أي إمكانيات. الأستاذ رضوان أبو عياش رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني ونقيب الصحفيين الفلسطينيين السابق جلس على أطلال بناية تلفزيون فلسطين بعد أن نسف، ليدلي بتصريحات للصحفيين الذين تجمهروا حول المبنى ليشاهدوا الدمار، تحدث إلى مراسل المركز الفلسطيني بعد أن وجهنا إليه مجموعة من الانتقادات حول التصور في تغطية الحدث من قبل التلفاز الرسمي للسلطة الفلسطينية فأجاب قائلا"لم يكن للشعب الفلسطيني مثل هذه الوسائل قبل 2/7/1994 أو بالتحديد قبل اتفاقية أوسلو بسبب القمع العسكري "الإسرائيلي" الاحتلالي المتمثل بقوانين الانتداب البريطاني البائدة وقوانين الطوارئ لعام 1945 والقوانين العسكرية وخصوصا الرقابة وعمليات التنكيل بالإعلاميين الفلسطينيين وكانت "إسرائيل" هي الصوت المسموح به فقط رغم وجود الصحف والإعلام الفلسطيني المراقب والمحاصر لكن مع وجود الإعلام المرئي وانفلات عقاله من قبضة الاحتلال تكشف الصورة وسمع الصوت ولعب الإعلام الفلسطيني المسموع والمرئي دوراً هاماً في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصل ليس بالحجة والكلمة حتى لا يشك فيها بل بالصورة الدموية وبالصوت الهادر بالقنابل والرصاص مما أضفى مصداقية وشرعية وشفافية على الخبر لذا فإنني اعتقد أن سبب هدم الإذاعة والتلفزيون والإرسال الإذاعي أكثر من مرة عام 2000 وعام 2001 حيث تم تدمير جميع مرافق الإذاعة والتلفزيون ومكاتبها في 19/1/2002 كان بسبب دورها في كشف زيف الرواية "الإسرائيلية" وحول معاناة الصحفيين يقول أبو عياش"بدأت معاناة الصحفيين الفلسطينيين منذ الاحتلال "الإسرائيلي" عندما فشلت وسائل إعلامه في الدخول إلى البيت والشارع والعقل الفلسطيني أو العربي وقد طالت إجراءات الاحتلال قبل ما يسمى بالسلام أو بعد ما يسمى بالسلام ثلاثة مستويات هي: المؤسسة، المضمون، والصحفي."و يضيف"فكم من مؤسسة أغلقت أو هدمت وكم من مادة شطبت أو دمرت وكم من صحفي سجن أو اعتقل أو جرح أو قتل أو طورد أو منع من الحركة أو وضع رهن الملاحقة المستمرة، ولعل ما ورد في كتاب السجل القاتم لهيئة الاستعلامات الفلسطينية أو منشورات الهيئات الصحفية إضافة إلى بيانات الاتحادات الدولية الأخرى يمكن أن تغطي مؤشراً الحجم المعاناة التي مر بها الصحفيون ومؤسساتهم بالأمس فقط تم قتل صحفي ثان من هيئة الإذاعة والتلفزيون من صوت فلسطين الشهيد عصام تلاوي بعد المهندس جميل نواورة إضافة إلى عزيز التنح من غزة ومحمد البيشاوي وعثمان قطناني من نابلس وعشرات من الصحفيين الجرحى... ولا يتسع المقام هنا لنورد إحصائية تضم مئات الصحفيين الذين تعرضوا لعمليات السجن أو الإبعاد أو القمع أو المنع إلى آخر مسلسل الإرهاب الصهيوني المنظم والرسمي." وعلى الرغم من السلبيات التي قد تفرض على الإعلام الفلسطيني والعاملين فيه إلا أن الواقع أثبت قدرة الصحفي الفلسطيني على مواجهة أسوأ الظروف وقدرته أن يثبت فلسطينيته وأمام كافة الشاشات . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان