غربال فتح الممزق لن يحجب شمس الحقيقة في فلسطين طويلا

[Khiber]

رشيد ثابت

أبو عامر الفاسق غاضب من الجزيرة مباشر

--------------------------------------------------------------------------------

أبو عامر الفاسق غاضب من الجزيرة مباشر!

أبو عامر الفاسق هو صاحب فكرة مسجد الضرار: المسجد الإفكي النفاقي الذي أحرقه محمد صلى الله عليه وسلم. من تلك الحادثة تعلمنا أن الفطنة والحكمة مكون أصيل من إيمان المؤمن؛ وأن المؤمن لا يمكن أن يخدعه المظهر الكذاب عن فساد الجوهر؛ وأنه إن فسد الجوهر فإن الشكل ساقط داحض هو وأصحابه؛ حتى لو كان شكلا يتمسح بقوالب إسلامية؛ ولو تظاهر أصحابه وتمحكوا بالصلاة والصيام والعبادات والطاعات.

وأبو عامر الفاسق هذا هو الأب الروحي لكل من تاجروا بالدين الإسلامي لحماية ظلمهم وغشمهم وحربهم على دين الله. مثلا: كل حاكم عربي يقسم على القرآن الكريم أن يخلص للوطن زيفا وكذبا – فيما هو في عبودية وانقياد اختياري لأمريكا – فيه بضعة من أبي عامر. وكل نظام عربي مستبد يأتي بعمامة دنسة مزيفة للبصم على قرارات الخيانة والتطبيع مع الصهاينة والتنازل عن فلسطين وبيع الكرامة هو امتداد لمدرسة الضرار التاريخية.

لكن فرع أبي عامر في فلسطين مصاب بقحط وجفاف في الإبداع عز نظيره. فالجماعة لا يستطيعون تمثيل دور التدين ولو لساعة مخصوصة من الأسبوع؛ فظهر مصلو الضرار بالأمس في ساحات فتح – أكثر الحضور حتى لا نقع في إشكالية التعميم – في هيئات لا تمت للتورع والتدين بصلة؛ بل إنه يمكن القول أنها لم تخل من طرافة. فأكواب العصير المثلج التي وضعت بين يدي جمهور الخطبة "الخاشع"؛ والأحاديث الجانبية واللغط المرتفع الصوت؛ واختلاط القعود بالوقوف؛ ودخان التبغ المحترق الذي كان يتخلل المكان – الذي يفترض أنه ساحة لأداء صلاة الجمعة! – مع أناس تظللوا بالمصاحف وسجاجيد الصلاة حذر الشمس كانت كلها صورا أكدت أن الجمع "المؤمن" قد انعقد لأي سبب ممكن؛ اللهم إلا أن يكون قاصدا إقامة شعائر الجمعة!

وبغض النظر عن بدعية هذه الصلاة التي تقام في العراء على الرغم من وجود مساجد وجماعات قريبة؛ إلا أن هذه الصورة الكاريكاتيورية لم تكن أسوأ ما ظهر من فتح. الصور الأكثر فضحا لتهتك مروق هؤلاء القوم بثتها بعض القنوات الفضائية؛ وكانت قناة الجزيرة مباشر هي الأصدق نقلا فيها؛ لأنها حملت بثا حيا لما جرى في ميدان غزة دون تدخل يد رقيب في غرفة التحرير أو مراسل يحسب حساب فتح ويخشاها كما هو حال المغلوبين على أمرهم من إعلاميي الضفة – مع عدم إنكار أن هناك إعلاميين في الضفة يتساوقون مع سياسة الانحياز ضد حماس ببساطة لأنها سياسة "تحك لهم على جرب"!

وقد نقلت الجزيرة مباشر صور "المصلين" الذين هتفوا بهتافات مخزية؛ ورجموا الحجارة على الأملاك الخاصة والعامة؛ ومارسوا سلوك أولاد شارع بربريِّ متفلت ومنفلت. في المقابل؛ نقلت القناة صور رجال أمن مهنيين ومحترمين وعلى خلق هم أبطال القوة التنفيذية الذين حاصروا الاشكالات ووأدوها في مهدها؛ وحرص قادتهم على تنبيه الأفراد إلى أن الإمساك بالمخلين بالأمن يجب أن يتم برفق؛ وتكررت عبارة "بدون ضرب" كوصية من هؤلاء القادة للأفراد بشكل حسم رغبة القوة التنفيذية في أن تمنع الباطل وأن تتحاشى "جلد الناطور"؛ ما تيسر ذلك لها. ثم كان اللقاء مع الناطق باسم القوة التنفيذية والمؤتمر الصحافي لوزارة الداخلية الذي أتم وضع النقاط على الحروف؛ وكشف قرمطية من أرادت فتح كذبا وزورا وبهتانا أن تلحقهم بأهل الإيمان المتقد!

هذا أشعل نيران الغضب في صدر أبي عامر الفاسق؛ فنشر الاعلام المركزي لحركة التخريب الوطني الفلسطيني فتح بيانات اتهم فيها القناة بالكذب والتزوير وحمل عليها بشدة؛ وسماها قناة الأقصى 2؛ متناسيا أن قبح صورة فتح كما جاءت في البث المباشر للجزيرة ناجم عن بشاعة الصورة وقبح الوجه المنظور فيه؛ وأن المرآة لم تصنع أكثر من أن تعكس واقع الحركة المخزي!

لكن فيم العجب؟ فأبو عامر الفاسق سبق وكال التهم والشتائم للإعلام الحر في غير موقف؛ بل تعدى ذلك لارتكاب الأفعال الجرمية معهم ومع أملاكهم الشخصية ومؤسساتهم: فمن قتل الصحافيين الملتحين في غزة؟ ومن يعتقلهم في الضفة؟ ومن أحرق بيت مراسل الجزيرة في نابلس؟ وهل ننسى تهديد جمال نزال لوسائل الإعلام؟ واحراق سيارات قناة الجزيرة في رام الله بأمر الشيطان أبو علي طحين؟ هذا بخلاف السباب القبيح من "سمير مشهراوي" بحق المذيع أحمد منصور ووصلة الردح من ياسر عبد ربه في حق مذيع البي بي سي؛ وغير ذلك من كتاب مخازي فتح مع الكلمة الحق يطول شرحه ويضيق المقام عن تفصيله كله.

يجب أن يفهم الفسقة في فتح أن ملكهم لن يتراخى على مدى الأيام؛ وأنهم إن فجروا واستطاعوا بمعية الصهاينة والأمريكان قهر وكتم الحقيقة عن بعض الناس بعض الوقت فإن العاقبة للمتقين؛ ولن يصح إلا الصحيح؛ ولن يكون بوسع غربال فتح الممزق أن يحجب شمس الحقيقة في فلسطين طويلا؛ ولن يكون حضورهم والمدى الزمني الذي ستأخذه دولتهم أطول عمرا من أي من حركات ودول الباطل التي دالت وطوتها عزائم المؤمنين.

تحية للجزيرة مباشر ولكل إعلامي حر؛

أما أنت يا أبا عامر فتبا لك وتعسا؛ وقبحا لك وترحا؛

وأدام الله درة التنفيذية "تصلي جناب" مصلي الضرار!