أسباب تخلفنا ... واسباب تقدمهم

[se_ Elsyed]

ده سؤال إجابته تحتاج مجلدات للإجابة عليه لإنه يتعلق بتاريخ أُمةٌ بأكلمها .. ويتعلق أكثر بنزول المنحنى نزول رهيب من بعد إزدهار وعلم ومعرفة وتصدير النور للعالم .. ثم تراجع بسرعة الصاروخ من إستيراد العلم والمعرفة والتكنولوجيا من العالم .. فأصبح أصبعنا تحت ضروسهم هم .. وياريت كمان بيصدروا لنا كل العلم الذي يعرفونه .. إلا إن العملية تتعرض لفلترة رهيبة حتى نظل محتاجين لهم .

- دعونا نتفق على ثوابت معينة نناقشها فيما بيننا وهي :

1- قد تكون هناك وجهة نظر معينة تميل إلى العلمانية أو الإلحاد بشكل صريح .. تقول إن سبب تخلفنا هو " الدين " .. أي أن الدين الإسلامي هو سبب تخلفنا لإن كثير من الدول الإسلامية لديها مرجعيات إسلامية وتلك المرجعيات تتدخل فيما لا يعنيها وبالتالي أصبح هناك رعب عند العلماء والمبدعين وأصبحوا يفكرون ألف مرة قبل إبداعهم .... وهذا رأي مردود عليه .

2- هناك وجهة نظر أخرى تقول إن الديكتاتورية هي السبب ... وهذا رأي مردود عليه أيضاً .

3- هناك وجهة نظر تقول .... الموارد الطبيعية والبشرية

وإلى ما ذلك من وجهات نظر مختلفة وكثيرة سيأتي الحديث عنها

• لكن دعونا نمر أولاً مروراً سريعاً على تاريخ الأمة الإسلامية ومراحلة الإنتصار والتقدم .. ثم الإنكسار والتأخر

- في بداية الدعوة على يد الرسول الكريم ثم من بعده الخلفاء الراشدين تحديداً لم يكن هناك إهتماماً بالعلوم المختلفة غير العلوم الدينية .. حتى دي كمان لم تكن ممنهجة بشكل علمي .. لا لنقص في الدين – حاشا الله – ولكن لسبب أخر أسمى من ذلك وهو إعطاء الأولوية لتأسيس الدولة التي ستتبنى هذه العلوم ... فمش معقول أفكر في كيمياء وفيزياء ورياضيات وترجمة وأنا ماعنديش دولة راسخة الأركان وقوية تستطيع أن تدافع عن هذا العلم وتوفر له مناخ صحي وحتى العلوم الدينية نفسها كعلم الحديث والفقه والعقيدة وغيره ظهرت بعد عصر الخلفاء الراشدين بعد أن أرسوا دعائم الدولة مع العلم بإنه لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي أو حتى إجتهاد لإحد العلماء يمنع تلقي أي علم ولو في الصين اللهم إلا لو كان علم مُحرم .. كتعلم السحر والشعوذة مثلاً أو تعلم طرق صناعة الخمر وزراعة المخدرات ... ... وبالتالي كانت الإنطلاقة الكبرى في العصر الاموي والعصر العباسي ... وسيأتي الحديث عن ذلك ...

- لماذا كانت الإنطلاقة الإسلامية الكبرى في عصري الأمويين والعباسيين ؟

هل بسبب المناخ الديمقراطي ومناخ الحرية اللي كان متوفر للعلماء ؟ ... أبداً فالأمويين مثلاً هم أول من وضعوا بذرة التوريث عندما زرعها معاوية لإبنه يزيد ومن ثم أصبحت قاعدة يمشي عليها بقية الحكام وأستحدثوا مصطلح غريب على الإسلام يُسمى " دولة الخلافة " وأصبح الخليفة يصور نفسه على إنه ظل الله في الأرض وهو الذي لا يُخطيء وهو القاضي والجلاد في نفس الوقت ولإن كلام الملوك لا يُرد فكان من الممكن يحكم على إنسان بالموت بدون سند شرعي او دليل من القرآن أو السُنة ...

لكن مع ذلك لم تشهد فترة من فترات الأُمة الإسلامية نشاطاً علمياً ف جميع المجالات مثلما شهدت فترتي العصر الأموي والعباسي ربما لتوفر جو الامان للعلماء .. ربما لحب هؤلاء الحُكام للعلم حتى أننا كنا نسمع إن أحد الخلفاء يُكافيء عالماً معيناً بثقل الكتب التي يؤلفها ذهباً .. وأصبح معظم العلماء هم الصفوة المقربة من الحُكام وهم مستشاريهم وندماءهم .. بل أن كثيراً من الحكام كان لديه علماً غزيراً يضاهي علم احد العلماء المتخصصين أنفسهم ، كما كان هناك سبب هام جداً في تلك النهضة العليمة وهي " عدم التخصص أو الإجبار في تعلم العلم " مثلما نراه اليوم من مكتب تنسيق ومجموع وقتل لإبداع أي مُبدع

وللحديث بقية