مسرحية ثلاثية - الجزء الأول (الحوار)

[SADA]

يحكى أنه فى زمن ما فى مكان كانت هناك مدينة أساء حكامها إدارتها فتفشى فيها نوع من الرمد يؤدى إلى العمى. وبمرور السنين وجهل الحكام أنعدم الأمل فى الشفاء وتحول شعب هذه المدينة كله إلى عميان. باتت الأمهات تلد أطفال بغير عيون، جفون مقفولة تغطى على ما كان فى السابق عيون. الشعب الأعمى لم يعد يفهم معنى الليل أو النهار، ينام عندما يحل الدفء ويصحو ليسعى عندما البرد !!. بإختفاء حاسة الإبصار أختفت كلمات كثيرة لم يعد لها مدلول فى حياة شعب هذه المدينة، بل إن الشعب نسى هذه الحاسة فلم يعد لها معنى فى حياته أو كلماته.

عندما عاد من الغربة إلى مدينته ووجدها على هذه الحالة، شعر بالنشوة فهو المبصر الوحيد فى مدينته ولذلك فلابد أنه سيكون الحاكم. أخذ يحدث أهل المدينة عن الألوان، واسماء، والنجوم ، والقمر، والشمس، والعالم والحضارة، وعن أشياء أخرى كثيرة فلم يفهموا كلمة واحدة مما يقول. حاورهم كثيراً ليقنعهم، فكان أكثرهم يهزء من كلماته.

ورغم ذلك فإن أكثر ما أحزنه أن أهل هذه المدينة أكثر منه قدرة على العمل عندما يحل الظلام فلقد نمت لديهم حواس الشم والتصنت والتحسيس واللحس بشكل لم يسبقهم فيه شعب أخر.

ووصل أمر كلماته وحواراته إلى الحكام بالمدينة ..... وللحديث بقية بإذن الله SADA

[Mohammad Abouzied]

....... عندما علم الحكام فى المدينة بكلمات وحوارات هذا الرجل أجتمعوا فوراً بحكمائهم ومستشاريهم فى قلق بالغ على ما سببته كلمات هذا الغريب وحواراته من بلبلة لدى قلة من الشعب، وأفتى مسئول الأمن فى الإجتماع بأن هذا الشخص غير طبيعى وعليه يجب أن يحرم من حق الكلام، فإذا خالف يحرم من حق العيش ويلقى من فوق القلعة. أما مسئول الدعاية، وكان أقدمهم عمى، فلقد حذر من أن مثل هذا الإجراء قد يسئ إلى سمعة المدينة، وإنه من الأفضل تلويث سمعة الرجل أمام الشعب فلا يستمع إليه أحد. أنتفض رئيسهم وقال هذا مكر عظيم ولكن يجب أن يتم بطريقة فهلوية، ثم قرر أن يعرض الموضوع على مندوبى الشعب بعد تفطينهم وكبيرهم لما يجب عمله. 

وفى اليوم المحدد لجلسة مناقشة الموضوع وقف الغريب فى وطنه أمام مندوبى الشعب، وحضر فى نفس الوقت رهط من العلماء (عميان برضه)، وطلب منهم كبير المندوبين أن يكتشفوا علة هذا الرجل التى هى السبب فى هذيانه بكلمات غريبة على أذان الشعب. قام العلماء وأخذوا يتحسسون جسم الرجل المبصر محاولين إكتشاف بيت الداء ، وظلوا على هذا الحال ساعة أو تزيد فى عملية التحسيس والفحص، والمبصر صامد صامت مقتنعاً فى نفسه بأنه الأقوى لأنه الوحيد الذى يرى. وفجـــاءة صاح أحد العلماء .... وجدتهــــــــــــــــــا .... 

وإلى اللقاء بإذن الله فى الجزء الثالث والأخير 

SADA

مش كده مكانه يكون مظبوط

[Mohammad Abouzied]

..... صاح العالم مبتهجاً، وجدتها، ثم أفتى قائلاً أن هناك بروزين تحت جفون هذا الشخص، إذا ما حركهما فى أى إتجاه حصلت له لوثة عقلية نتيجة لضغطهما على المخ بشكل مزعج، ثم أردف يقول، وأرى أن أفضل حل لذلك هو نزع هذين البروزين من تحت جفون هذا الرجل حتى يعود عاقلاً صالحاً كباقى أفراد الشعب. 

قال كبير المندوبين، موافقون، فقام المندوبين مهللين مصفقين ... موافـــــــقون. ثم سمع المبصر صوت الشعب من خارج القاعة وهو ينشد، والنساء تزغرط، والشباب يطبل ... 

هنا أدرك المبصر أنه سوف يفقد بصره بعد قليل نتيجة لحواراته مع الشعب، فندم على ما كان منه ندماً شديدأً، ونظر حوله للمرة الأخيرة فلم يجد سوى الشعب الأعمى وعلمائه ومندوبيه وحكامه وهم يتحسسون بعضهم البعض مهنئين فى سرور بالغ.صاح فى هذا الحشد بأسى ... هل إلى هذا الحد أنتم سعداء لأنكم لن تسمعوا الحقيقة مرة أخرى ..؟؟؟؟ ردوا عليه ... بلا حقيقة بلا نيلة ... ياعم ده فريقنا القومى جاب جون فى فريق زنزبار. 

أستمع الرجل المبصر إلى السبب فصاح ...هيا أزيلوا البروزين حتى لا أرى وجوهكم مرة أخرى..... 

تمت المسرحية 

ولكن يبقى السؤال الذى يحيرنى .... ما هو الفيروس الذى يحمل هذا الرمد اللعين. 

هذا ما سأحاول أن أرد عليه فى مشاركتى القادمة بإذن الله

كده كملت في توبيك واحد

[Taher Deyaa]

مسرحيه جميله يا استاز(ه)SADA

لكن فى البلد اللى بالى بالك اتمنى يكون فيه نسبه معقوله

بتشوف علشان يكون فيه امل

تحياتى