بقية حديث الفيروس اللعين.

[SADA]

"بسم الله الرحمن الرحيم"

..... عدت إلى كتاب فلسفة الثورة مرة أخرى، وأستمريت فى القرأة فى نفس الصفحة .... يقول المؤلف جمال عبد الناصر :

"عندما أردنا أن نلتمس الرأى والخبرة لم نعثر على الشئ الكثير ... كل رجل قابلناه لم يكن يهدف إلا لقتل رجل أخر ! .. كل فكرة سمعناها لم تكن تهدف إلا لهدم فكرة أخرى ! ... ولو أطعنا ما سمعناه لقتلنا جميع الرجال وهدمنا جميع الأفكار، ولما كان لنا بعدها ما نعمله إلا أن نجلس بين الأشلاء والأنقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر التعس ! ... أنهالت علينا الشكاوى والعرائض، ولو أن هذه الشكاوى كانت تروى لنا حالات من المظالم تستحق الإنصاف، لكان الأمر منطقياً ومفهوماً، ولكن معظم ما كان يرد إلينا لم يزد أو ينقص عن كونه طلبات إنتقام تحمل الكـــــــــــــــــره الشديد للأخرين، وكأن الثورة قامت لتكون سلاحاً فى يد الأحقاد والبغضاء."

ويستمر المؤلف : "ولو أن أحداً سألنى فى تلك الأيام ما هو أعز أمانيك؟ لقلت على الفور - أن أسمع مصرياً يقول كلمة إنصاف فى حق مصرى أخر. وأن أحس أن مصرياً قد فتح قلبه للصفح والغفران والحب لأخوانه المصريين. وأن أحس أن مصرياً لا يكرس وقته لتسفيه أراء مصرى أخر."

إلى هنا أقفلت كتاب فلسفة الثورة، وحاورت نفسى قائلاً أنه زمن طويل مر على هذه الحقبة، وإنشاء الله نكون أتبدلنا إلى الأحسن. ثم ضغطت على الريموت كونترول لأستمع إلى الحوار التالى بين المذيعة والضيف الرتبـــــة.

قالت المذيعة : وما رأى حضرتك يا أفندم فى مسألة زحمة المرور الجامدة قوى فى رمضان ؟!

ورد الضيف بعد أن أعتدل فى جلسته ووضع فخذاً على فخذ قائلاً : فى الواقــــــــــــع، "أنا" أول ما أستلمت مسئولية المكان ده، كانت المشكلة اللى بتقولى عليها قد تفاقمت بدرجة كبيرة، ولكن "أنا" وضعت خطة عمل ثم "أنى" عقدت عدة إجتمعات مع القيادات فى إدارتى، وكنت كما "أنا" دائماً حريص على مواجهة وحل المشكلة - وأعتقد أن الجمهور حاسس بالفرق الكبير بين إنسياب المرور السنة دى، وزحمة السنة اللى فاتت.

ردت المذيعة بإبتسامة عريضة فبرزت أسنانها المصبوغة بالأحمر وقالت : فعلاً يا فندم ده واضح جداً.

أقفلت الجهاز بأن ألقيت الريموت على الشاشة، وقلت يا عم نام أحسن، وذهبت فى نوم عميق حلمت معه حلماً أثراه موقف كنت قد حاورته مع كتاب الضاحكون لمؤلفه محمد قرة (الطبعة الثانية ص 65)، وللحديث بقية بإذن الله SADA