قدس الأقداس

[DARWEEN]

أخيرا بعد مشقة رأى أطلاله هناك ... منذ سنين وهو يبحث عن ضالته ... وأخيرا وجده ... يظهر في الأفق هناك

أستنشق نفسا عميقا ومسح العرق عن جبينه

وهاهي أبواب المعبد تتراءى أمامه ... هاهو أمله يتحقق ... هنا حيث يستطيع أن يلتقي وروحه التائهة في دنيا لا حدود لها ولا طرق تؤدي إليها

بلهفة يجتاز الدخل إلى البهو الواسع ... حائرا يقف ... تائه زائغ النظرات ... أي الردهات سبيله !!!

يختار أول ردهة يعدو ... تتلاحق أنفاسه ... يصل إلى القاعة في نهاية الردهة ... يتوسطها وثن شاهق ... وقف مذهولا يتأمل جمال الوثن الفتان وملامحه الرائعة ...... لكن لا لا ... ليس هذا ما ينشد .... وما كان هذا مبتغاه ... فهذا إله الجمال ... لا لا ليس هذا .... وثانية عاد يسابق خطواته ويلاحق أنفاسه ... يعدو في ردهة أخرى تنتهي ليصل إلى القاعة الأخرى ويقف أما وثن أخر ... وثن ينتصب في جرأة ... يكشف عن مفاتن وخبايا ... وبعود لينظر مشدودا ... ولكنه ثانية يصرخ ... لا ماهذا أردت ... فذاك وثن الرغبة

ويعاود عدوا بين الردهات .... بين القاعات .... بين الأوثان ... حتى يكاد قلبه أن يتوقف رهقا من كثرة ما عدا .. وكادت قواه أن تخور من شدة التعب ... وكاد اليأس أن يتملكه

وكانت إلتفاتة عين لمح بها نورا يسطع من هناك ... من حيث الشرق .... من حيث تشرق الشمس

فأتبع النور كفراشة تسعى لحتفها .... دقات قلبه تتسارع ... تتسابق في سباق محموم ... حتى وصل

وفي المنتهى ... كانت هناك ... في قدس الأقداس .... بين شعاع النور ... لا بل كانت هي مصدر النور ... وكانت هي الشعاع

هنا ... حيث أراد ... منذ البدء كانت هي الهدف والنشوى ....في قدس الأقداس

حيث يكون إله الحب

وقف مشدوها يتأملها في علوها الشاهق ... يتأمل ما يخطف كل الألباب

يدنو في خطوات مرتبكة ... يتفصد عرقه من جسده المرهق ... لكنه يتقدم مرتبكا

يقف أدني الوثن ... يشبب حتى منتهاه ... يمدد يداه عاليا ...يوثب .... يقفز ..... يحاول حتى لمس قدماها ...

فلم يستطع