أسامة الكباريتي بتاريخ: 1 يناير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يناير 2003 بسم الله الرحمن الرحيم في موقع آخر من هذا الركن تعرضت إلى ضرورة التفرقة بين يهودي صهيوني .. وآخر ليس بصهيوني .. كتاب .. كما يقولون جاء في وقته .. يضفي بعدا معلوماتيا قد يكون خافيا على البعض منا .. ولقد لا يكون .. ولكن يتجاهله بعض العارفين .. ولهم أسبابهم .. ما علينا .. لكل ما يعتقد .. وهذا لا يجب ان يؤثر بحال على أمانة الكلمة .. فنحن مسؤولون عنها .. أفاعي في حقول الزيتون.. نازية الصهيونية لها تاريخ صحيفة الاتحاد الإماراتية الأعداد (22، 25، 27 كانون الأول (ديسمبر) 2002 تأليف: أحمد الشــايب عرض: وكالة الأهرام للصحافة يبدو هذا الكتاب جاء في موعده ليذكرنا بأن الأعمال الوحشية التي تقوم بها "إسرائيل" حالياً ضد الشعب الفلسطيني لها جذور عميقة. وهناك من البراهين والدلائل ما يؤكد هذه الحقيقة، فمنذ الاعلان عن إنشاء الكيان الاسرائيلي وحتى الآن والعمليات العسكرية والقذرة تتوالى على الدول العربية من قبل قادته، بما أدى إلى وقوع الكثير من المجازر وحياكة العديد من المؤامرات. فقد أشار المؤلف إلى ما ذكره مناحم بيجين: لقد نبتت الثورة من الأرض، القصة الاغريقية القديمة التي تتحدث عن انتينوس والقوة التي استمدها من الاتصال بالأرض الأم ليست إلا اسطورة. أما القوة المتجددة التي حلت بنا -ولاسيما الشباب من أبنائنا- من الاتصال بتربة أرضنا القديمة ليست اسطورة ولكنها حقيقة، فالمسئولون بوزارة الخارجية البريطانية لم يكن لديهم أي فكرة عن هذا حينما وضعوا خططهم، فما الذي كان يمكن أن يتوقعوه عن هذه القوة الخفية التي دأب هرتزل على وصفها بأنها (غير قابلة للوزن بدقة).. ولم يكن خطؤهم حسابياً.. إذ لم يخطئوا في حساب عدد اليهود الذين يريدون التوجه إلى أرض "إسرائيل". ولكنهم افترضوا أن اليهود في أرض "إسرائيل" سيظلون أيضاً فئة جبانة تناشدهم الحماية، وبدا أن سلوك اليهود أو بالأحرى موقف زعمائهم الرسميين الذي تجلى في سياسة ضبط النفس الشهيرة -يبرر هذا الافتراض ويؤكد صحته. ولكن هذه القوة غير المرئية التي أنقذت الشعب اليهودي دائماً من المحو من الوجود، قضت على الافتراض البريطاني.. وشب جيل جديد أدار ظهره للخوف، وبدأ يقاتل بدلاً من التضرع والتوسل. وقد ظل اليهود لا يحملون سلاحاً، طيلة ألفي عام تقريباً.. وضع مضطهدوهم حساباتهم على أساس هذا التجرد الكامل من السلاح.. النفسي والمادي على حد سواء، ولم يدركوا أن الظاهرتين متداخلتان، إذ أننا تخلينا عن سلاحنا حينما نفينا من بلادنا، ولكن قواتنا عادت لنا مع عودتنا إلى أرض آبائنا. فكرة عميقة وحينما قال ديكارت أنا افكر.. إذن فأنا موجود، أعلن فكرة عميقة للغاية ولكن هناك أوقات في تاريخ الشعوب لا يبرهن الفكر بمفرده على وجودها. فقد فكر شعب ما ومع هذا قد يتحول أبناؤنا مع فكرهم وبالرغم منهم إلى قطيع من العبيد.. أو إلى غير شيء. وهناك أوقات يصرخ فيها كل ما فيها قائلاً: إن احترامك لنفسك كإنسان يكمن في مقاومتك للشر.. نحن نقاتل.. إذن نحن موجودون. وشبت نازية الصهيونية عن الطوق واتجهت ضد حكام فلسطين من البريطانيين شأنها في ذلك شأن ثورة العرب ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية قررت الزعامة الصهيونية الرسمية. وهي تكبت غضبها زيادة تطوير قدراتهم العسكرية من خلال تجنيد اليهود في القوات البريطانية وهي المكافأة التي توقعوا الحصول عليها.. بل حصلوا عليها فعلاً. رجل الدولة العجوز وحينما وضعت الحرب أوزارها بعد هزيمة الفاشية شرع الصهاينة على الفور في المطالبة بالحق في إقامة دولة يهودية وهو الحق الذي كشف الآن عن نفسه باعتباره الهدف الواضح والوفاء الحقيقي الوحيد لكل كفاحهم ونضالهم. وكان نحو 600 مندوب من فلسطين وأوروبا وأميركا قد عقدوا في مايو 1942 نوعاً من الدورات الاستثنائية للمؤتمر الصهيوني العالمي بمدينة نيويورك. وحضر وايزمان.. رجل الدولة العجوز المؤتمر ولكن ديفيد بن جوريون هو الذي نفخ في المؤتمر الروح الجديدة الميالة إلى القتال التي اكتسبها يهود فلسطين وكان الكمنولث اليهودي الذي طالب بإقامة ما يدعى ببرنامج بالتيمور، دولة يهودية في كل شيء ما خلا الاسم، إذ يجب أن تكون لجماعات المستوطنين جيشها الذي يقاتل تحت علمها وينبغي فتح أبواب فلسطين أمام هجرة غير محدودة بإشراف الوكالة اليهودية التي يجب أيضاً منحها سلطة بناء البلاد وتنمية أراضيها الشاغرة وغير المزروعة، وحقق هذا المؤتمر فوزاً معنوياً للتنقيحيين، فقد لحق بن جوريون والأغلبية المعتدلة ببيجن والأقلية المتطرفة وبعد (بالتيمور) فسر فقهاء القانون من جديد إعلان بالتيمور بأنه لا يعني منح الشعب اليهودي وطناً في فلسطين فحسب بل وطناً قومياً. ومعنى قومياً انتماء لأمة.. ومن المنطقي، أن وطناً قومياً يعد مرادفاً لدولة. ورفضت قلة ضئيلة منشقة من المؤمنين بالمثل الأخلاقية الانسياق وراء هذا التفسير، وشكا موشي سميلانسكي وهو أحد مهاجري تسعينيات القرن التاسع عشر المخضرمون، من أن.. جواً معيناً بدأ يفرض نفسه على المستوطنين. وكان التنقيحيون هم أول من أعلن في المعسكر الصهيوني أن الدولة هي عقيدة أساسية لديهم.. هؤلاء التنقيحيون الذين كانوا حتى إعلان بالتيمور كالمنبوذين في الحركة الصهيونية.. وكان الشباب من أنصار الحركة التنقيحية هم فقط الذين نشأوا قبل ذلك على روح التعصب والنزعة العسكرية والتي أطلق عليها الجهل المطبق وقصر النظر بصفة القومية. ومع هذا ينشأ السواد الأعظم من شباب الصهيونية اليوم على هذه الروح. وأوضح المؤلف أن الطريق الذي اختارته الصهيونية في الأراضي الفلسطينية هو استخدام العنف الذي اتخذه التنقيحيون أساساً ومثلما انضم المعتدلون في بالتيمور إلى المتطرفين في اقتراح هدف مشترك كذلك، تعاونت الصهيونية برمتها لتواجه معارضة بريطانية لتحقيق هذا الهدف ولم يكن استخدام العنف بطبيعة الحال الوسيلة الوحيدة، اذ كانت الدبلوماسية لا تزال لها أهميتها.. وهي مجال نبغ فيه وايزمان والزعامة الرسمية وكان ظهور القوة العظمى الأميركية إحدى الحقائق الجديدة في عالم ما بعد الحرب. ومارس الصهاينة قوة ضغطهم الرئيسية منذ ذلك الحين فصاعداً في الولايات المتحدة لا في بريطانيا، تلك القوة الاستعمارية القديمة التي أخذ نجمها يأفل سريعاً. واكتسب وايزمان مجده بعد أن برهن على أستاذيته في فن الدبلوماسي أحد جانبي المحيط الاطلنطي بنفس قدر أستاذيته قبل ذلك في الجانب الآخر وهبت الجالية اليهودية الاميركية ذات الأهمية الرئيسية في الانتخابات والكثرة عدداً من الجالية اليهودية في بريطانيا في النهاية بصورة جماعية لنصرة القضية. وقام الصهاينة بتحويل النفوذ الذي يتمتعون به إلى ضغط مارسوه على بريطانيا عن طريق الحكومة الأميركية وهو ضغط كان مكملاً، بل تجاوز وزنه، ذلك الضغط الذي كانوا يمارسونه من خلال الناخبين اليهود في الدوائر الانتخابية البريطانية ذاتها. وسعى الرئيس ترومان بلا خجل من أجل كسب أصوات اليهود، وقال لسفراء أميركا لدى دول العالم العربي: آسف يا سادة ولكن يجب عليَّ إرضاء مشاعر مئات الآلاف الحريصين على نجاح الصهيونية، وليس لدي مئات الآلاف من العرب بين الناخبين في بلادي. التسامح مع العنف أكد الكتاب أن التسامح مع العنف الذي يمارسه الصهاينة لم يقتصر على فلسطين بل امتد أيضاً إلى الولايات المتحدة، وتعرض الشعب والساسة لحملة دعائية خاطفة لم تكن أقل حدة من الأفعال التي مجدتها. وكانت رسالة الحملة بسيطة بقدر ما كانت متحيزة إذ جاء بها أن المقاتلين العبرانيين في فلسطين يثورون ضد نفس المضطهد القاسي الذي استخلص الثوار الأميركيون حريتهم من قبل ذلك بمائة وسبعين عاماً. وهي نفس الحرب الوطنية التي خاضها الايرلنديون وخاضها البوير في جنوب أفريقيا. وشعر عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك بأنهما ملزمان بتوجيه احتجاج مباشر إلى وزير الخارجية البريطانية، وطالب احدهما الولايات المتحدة بالتنصل من جرائم البريطانين: وامبرياليتهم الوحشية. وغاب عن البال في هذه الحملة المسمومة تلك الخدمات التي لا تقدر بثمن التي قدمها الامبرياليون البريطانيون أنفسهم للصهيونية وعلى حسابهم إلى حد كبير في معظم الأحيان. وغابت عن البال الثورة العربية التي استمرت ثلاثة أعوام وأخمدها البريطانيون لحسابها. وبدا الآن أن الجنود البريطانيين ليسوا أفضل من جنود العاصفة الهتلرية. وكان المناخ ملائماً لاقدام الصهاينة وأصدقائهم الأميركيين علنا على الثناء على أعمال العنف واستجداء الأموال لتشجيع المزيد منها. الموضوع طويل .. ولمتابعته وضعت لك هذه الرابط: http://palestine-info.info/arabic/terror/s...sijil/afaey.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 20 يناير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 يناير 2003 بعد أن استخدمهم العدو أكياس رمل للدفاع عن احتلاله ثمن العمالة: بقايا جيش لبنان الجنوبي تدفع فاتورة الولاء لـ"إسرائيل" محمد السماك كاتب وإعلامي لبناني صحيفة الاتحاد الإمارتية 18/1/2003 كان القادة الإسرائيليون يرددون منذ مطلع الخمسينيات شعاراً يقول: أعطني كولونيلاً لبنانياً متعاملاً مع "إسرائيل" أعطيك دولة مسيحية في لبنان. رفع هذا الشعار (دافيد بن غوريون) أول رئيس لأول حكومة إسرائيلية، ثم ردده (موشي شاريت) أول وزير خارجية إسرائيلي. وفي الوثائق الرسمية الإسرائيلية رسائل متبادلة بين بن غوريون وشاريت حول هذا الموضوع. خلال الحرب اللبنانية (1975-1989) وجدت "إسرائيل" ضالتها المنشودة في الكولونيل (سعد حداد)، فأنشأت له ومعه جيش لبنان الجنوبي. وحاولت فصل المناطق الجنوبية عن بقية لبنان لتكون نواة للدولة المنشودة. ولكن (سعد حداد) مات قبل أن تبصر هذه الدولة النور، فحمل لواء مواصلة العمل على المشروع من بعده العقيد (أنطوان لحد) بعد أن انسلخ عن الجيش اللبناني. وطوال أكثر من عقدين من الاحتلال الإسرائيلي العسكري المباشر لشريط طويل من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي تبلغ مساحته خمس مساحة لبنان تقريباً، مارس جيش لبنان الجنوبي تحت الامرة العسكرية الإسرائيلية كل إجراءات الكانتون المنفصل عن الوطن الأم. ولكن ضربات المقاومة اللبنانية لم توفر له أي فرصة للتنفس، حتى اضطرت "إسرائيل" إلى الانسحاب من جانب واحد، ودون قيد أو شرط في مايو 2000. وانسحبت معها مذعورة شراذم جيش لبنان الجنوبي. حاولت "إسرائيل" التخلّص من عناصر هذا الجيش بتسهيل تهجيرهم إلى أستراليا وكندا والأرجنتين، ولكن بقي الكثيرون منهم داخل "إسرائيل" عارضين خدماتهم القتالية. واستناداً إلى مصادر السلطة الفلسطينية فقد استخدمتهم القوات الإسرائيلية في اختراق صفوف الانتفاضة للقيام بعمليات اغتيال للناشطين في فتح وحماس والجهاد الإسلامي، مستخدمة لغتهم العربية غطاء لهم. واستناداً إلى هذه المصادر أيضاً فإن بعضهم قُتل على أيدي الفلسطينيين في نابلس. وبعد افتضاح أمرهم دفعتهم "إسرائيل" إلى الصفوف الخلفية ثم أهملتهم جملة وتفصيلاً، وبلغ الإهمال درجة حرمانهم من الرواتب التي كانوا يتقاضونها. وفي الأسبوع الماضي قاموا لأول مرة بمظاهرة احتجاج أمام مقرّ رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس، فتصدّت لهم قوات الأمن بشراسة بالغة. لم تكن "إسرائيل" وحدها التي تخلّت عنهم، لقد تخلّى عنهم أيضاً كبيرهم أنطوان لحد، الذي يقيم الآن في تل أبيب كرجل أعمال..! فيما يعاني جنوده السابقون من الحرمان والاضطهاد. لقد استخدمهم العدو أكياس رمل للدفاع عن احتلاله، ولما قرر الانسحاب تحت ضغط المقاومة اللبنانية تخلّى عنهم كما يتخلى المرء عن ليمونة معصورة. مع ذلك فقد أبدت الدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني، وحتى المقاومة، قدراً كبيراً من التسامح معهم لإعادة تأهيلهم بعد التحرير، وبالفعل وجد بعضهم في تلك المبادرة فرصة جديدة لفتح صفحة جديدة في حياتهم، فبادروا إلى استغلالها وتحمّلوا العقوبات الشكلية التي حُكم عليهم بها، ولم تكن تلك العقوبات انتقامية ولا حتى تأديبية، بقدر ما كانت رمزية اقتضتها متطلبات احترام القوانين اللبنانية التي تنصّ على معاقبة المتعاملين مع العدو الإسرائيلي. إلا أن كثيرين آخرين آثروا مع الأسف الالتحاق بالعدو المتقهقر أملاً في أن يغمرهم بمكافآته لقاء ما قدموه له من خدمات وتضحيات طوال سنوات الاحتلال. ولكن "إسرائيل" لم تكن مجرد قوة محتلة، إنها تمثل نموذجاً للعنصرية الدينية التي تحقّر كل من يختلف معها وتحاول أن تلغيه شكلاً ومضموناً، لم يدرك اللبنانيون الذين تعاملوا مع العدو الإسرائيلي طبيعة هذا العدو وأهدافه، اعتقدوا أنهم يتمتعون بقدر عال من الذكاء والشطارة يمكّنهم من استخدام قوات الاحتلال لضرب خصومهم داخل الوطن.. فإذا بالعدو يستخدمهم في أوسخ عملياته حتى في تعذيب المعتقلين من المقاومين اللبنانيين الشرفاء، ثم إذا به يتخلى عنهم يوم انسحابه. وها هو اليوم يرذلهم ويطلق العنان لجنوده لكي يسحقوا رؤوسهم في شوارع القدس المحتلة. إن "إسرائيل" لا تستطيع أن تعطي أحسن مما هو عندها، وما قدمته لهؤلاء العملاء هو أحسن ما عندها، من السهل أن نقول: إنهم يستحقون هذه المعاملة التحقيرية والإذلالية، فهم الذين اختاروا العدو والعمل في صفوفه، وهم الذين آثروه على وطنهم وأهلهم، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع إلا أن نبدي قلقنا واستياءنا من جراء هذا المصير الذي يواجهونه نتيجة التضليل الذي قادهم إلى حضن العدو وإلى معسكره. في ضوء هذه التجربة - المعاناة التي يواجهونها الآن نتساءل بحسرة وألم: أليس من الأفضل لهم أن يراجعوا ضميرهم وأن يرجعوا إلى وطنهم كما فعل الكثيرون من أمثالهم؟ صحيح أنه لابد من محاكمتهم ومعاقبتهم إذا عادوا، إلا أن ذلك أفضل لهم من الإذلال الذي يسحق كرامتهم البشرية، والذي يجعل منهم نموذجاً حياً لمصير الذين يتعاملون مع العدو. لقد أخطأوا مرّتين، مرة بالعمالة للعدو أثناء الاحتلال، ومرة ثانية باللجوء إليه بعد التحرير.. وها هم يخطئون ثالثة بإيثار جزمة الجندي الإسرائيلي على تلاوة فعل الندامة في السجون اللبنانية؟ لقد قرّر ستة منهم بعد حادث الإذلال في القدس العودة إلى لبنان وتسليم أنفسهم إلى القضاء، فعبروا الحدود في منطقة الناقورة الجنوبية يرافقهم مندوبو الصليب الأحمر الدولي ومراقبو الأمم المتحدة. من الواضح أن هذه العودة الجزئية تأتي بعد إجراءات القمع التي تعرّضوا لها على يد القوات الإسرائيلية، ولكن السؤال الذي لابد من طرحه هو : لماذا عاد ستة فقط؟.. ولماذا يستمر الباقون في "إسرائيل" وهم يعدون بالعشرات إضافة إلى عائلاتهم؟ إذا كان السلوك الإسرائيلي مع العملاء اللبنانيين الذين تخلّوا عن وطنهم وتعاونوا مع العدو ولجأوا إليه بعد انسحابه يشكل ظاهرة همجية، فإن استمرار تعامل هؤلاء اللبنانيين مع هذا العدو الإسرائيلي واستمرار ارتمائهم في حضنه والتماسهم مساعدته، يشكل ظاهرة موغلة في الهمجية، إنه لم يعد خطأ دفعتهم إلى ارتكابه ظروف صعبة، بل أصبح جريمة يرتكبونها عن سابق تصوّر وتصميم. وهنا نستعيد وقائع الاجتماع الذي عُقد في بيروت أثناء الحرب الفتنة بين الكاردينال كوك رئيس أساقفة نيويورك الكاثوليك في ذلك الوقت وعدد من أعضاء مجلس النواب اللبناني، يومها توجّه الكاردينال إلى النواب المسيحيين منتقداً بشدة اتصال بعض الشخصيات القيادية المسيحية مع "إسرائيل" وقال لهم: إن الولايات المتحدة وهي أكبر دولة في العالم، لم تتمكن من التعامل مع "إسرائيل" على قاعدة الأخذ والعطاء، فـ"إسرائيل" تأخذ ولا تعطي. وحذّرهم من أن الاتصال الذي تم مع "إسرائيل" كان خطأ، ولكن إذا تكرّر أو تواصل فإنه يصبح جريمة. لقد تعاملت الدولة اللبنانية (حكومة ومجتمعاً) مع هؤلاء العملاء بمنطق الكاردينال كوك، فاعتبرت اتصالهم بالعدو الإسرائيلي خطأ، وحاكمتهم على أساس هذا الخطأ، فجاءت الاحكام القضائية بحقّهم رمزية وشكلية، فعفا المجتمع عنهم - ولو بصعوبة أحياناً - بهدف المحافظة على الوحدة الوطنية وفتح صفحة جديدة من العيش الوطني في المناطق التي احتلّها الإسرائيليون مدة 22 عاماً. ولكن الاصرار على التعلّق بأذيال العدو والتزلف إليه لم يعد خطأ، إنه كما قال الكاردينال كوك جريمة. ويتضاعف حجم هذه الجريمة بعد أن داس الجنود الإسرائيليون بجزماتهم على رؤوس هؤلاء العملاء في شوارع القدس المحتلة وسحلوهم في شوارعها كالحيوانات المسعورة. ومع ذلك فإنهم يصرّون على المطالبة بما يعتبرونه حقوقاً - حقوق المتعامل مع عدوّ - ويتظاهرون - بلا خجل - من أجل الحصول ولو على جزء من هذه الحقوق!! كم يبدو الأمر مذلاً أن يبادر هؤلاء العملاء إلى استجداء التعويضات من سيّدهم بعد أن سخّرهم لخدمته سنوات طويلة، فعندما يرفض الإسرائيليون منحهم هذه التعويضات، وعندما يسيئون معاملتهم ويحقّرونهم إلى هذا الحد، فمعنى ذلك أن "إسرائيل" لم تعد تريدهم ولم تعد تتحمل وجودهم ولم تعد تطيق عليهم صبراً. فبدلاً من أن يديروا لها ظهورهم ويعودوا إلى وطنهم نادمين تائبين، إذا بهم يتحمّلون مع الحرمان كل أنواع الاهانة والتحقير. قديماً كان يُقال شعير بلادكم ولا قمح الغريب. فما بال هؤلاء القوم يؤثرون شعير العدو على قمح بلادهم !! عندما رفعت الانتفاضة الفلسطينية الصوت عالياً مستنكرة ومستهجنة مشاركة لبنانيين في عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، جاء الردّ اللبناني أن هؤلاء القوم مارسوا الدور نفسه ضد أهلهم في لبنان، فارتكبوا جرائم اغتيال كوادر المقاومة وزرعوا العبوات الناسفة في العديد من المدن والقرى الجنوبية والبقاعية، ثم إنهم قصفوا مراراً بمدفعية زودتهم بها "إسرائيل"، مدن صيدا وصور والنبطية وسواها، وأسقطوا العشرات من الضحايا.. وحتى "إسرائيل" نفسها في ردّ التهمة الموجهة إليها بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982، تتهم قوات جيش لبنان الجنوبي التي كانت بإمرة الكولونيل (سعد حداد) بارتكاب تلك الجريمة التاريخية البشعة• مع ذلك فقد ضربت الدولة اللبنانية صفحاً عن هذا الماضي المشحون بالقذارة، وفتحت لهم ولو بحذر أبواب العودة حتى لا يخترقوا المجتمع اللبناني كعملاء للعدو تظلّلهم توبة كاذبة، وهكذا تحولت فترات سجن العائدين منهم إلى فترات تأهيل وطني لغسل دماغهم من أي ولاء أو ارتباط بالعدو، ونجحت خطة الدولة إلى حدّ بعيد وتمّ استيعاب العملاء السابقين في المجتمع حيث يزاولون اليوم أعمالهم وكأن شيئاً لم يكن.. أما الذين استمروا في الرهان على "إسرائيل" فإنهم يحصدون اليوم ثمن هذا الرهان مزيداً من الإذلال في "إسرائيل"، ومزيداً من الشماتة في لبنان. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 31 يناير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يناير 2003 فبركة التاريخ الإسرائيلي.. المؤرخون الجدد خدمة كمبردج بوك ريفيو - اسم الكتاب: فبركة التاريخ الإسرائيلي المؤرخون الجدد - المؤلف: إفرايم كارش - عدد الصفحات: 263 - الطبعة: الثانية 2000 - الناشر: فرانك كاس - لندن يشن أستاذ الدراسات المتوسطية في كنغز كوليج بجامعة لندن إفرايم كارش في هذا الكتاب حملة شعواء على مجموعة "المؤرخين الإسرائيلين الجدد" الذين قدموا وما زالوا يقدمون طروحات تأريخية تخالف الأطروحة السائدة والرسمية في الوسط الإسرائيلي الرسمي والشعبي. وتكمن أهمية ما يطرحه هؤلاء المؤرخون الجدد -أو ما يطلق عليهم أحياناً مدرسة "التأريخ الإسرائيلي الجديد"- من أفكار في تحديها لكثير من الأساطير التي بنيت عليها المخيلة الإسرائيلية تجاه عدد من القضايا الأساسية سواء أكانت قبل تأسيس الدولة أو بعدها. ومن هذه القضايا تفكيك الصورة المثالية والرومانسية للتجمعات الاستيطانية في فلسطين في العشرينات والثلاثينات التي رسمتها الرواية الرسمية، حيث زرعت في عقول أجيال الإسرائيليين صورة بطولية لمهاجرين مثابرين لا هم لها إلا إصلاح الأرض اليباب(!), وحيث كانت علاقة هذه التجمعات فيما بينها غاية في التعاون, وعلاقتها مع جيرانها العرب غاية في التسامح, لكن العرب لم يبادلوها إلا العدوان والعداء. هذه التجمعات تظهر في كتابات المؤرخين الجدد -وتحديداً كتابات أعمال سمحا فلابن وتوم سيغف- عدائية تجاه بعضها البعض وتجاه العرب واستفزازية قائمة على الكراهية. ويعتبر التهجير الذي وقع فعلاً قبيل وخلال وبعد تلك الحرب القضية السجالية الثانية التي يثيرها المؤرخون الجدد, وينتقدهم في معالجتها كارش. فهؤلاء تنصب بحوثهم على إثبات أن المنظمات العسكرية الصهيونية التي شكلت الجيش الإسرائيلي قبيل الحرب, انخرطت في برنامج تهجير واعٍ للفلسطينيين يستهدف طردهم من فلسطين انسجاماً مع الفكرة الصهيونية الأساسية حول الترانسفير بضرورة إخلاء الأرض للمهاجرين اليهود وعدم إمكانية وجود شعبين في البقعة ذاتها. وهذا الطرح -المتفاوت من مؤرخ لآخر- يناقض الرواية الإسرائيلية الرسمية التي يدافع عنها كارش وتقول بأن الفلسطينيين هاجروا بمحض إرادتهم, ونزولاً عند طلب الحكومات العربية لهم كي يخلوا المناطق التي ستتعرض للعمليات الحربية العربية التي ستقضي على الجيش الإسرائيلي ومن ثم يعودون بعد النصر. أما آخر أطروحات المؤرخين الجدد فيقدمها آفي شلايم في كتابه الهام "الجدار الحديدي"، وتتعلق بمسؤولية إسرائيل عن إضاعة فرص السلام مع العرب على عكس الدعاية الإسرائيلية الرسمية بأن العرب هم المسؤولون عن ذلك, وهذا عملياً يسحب التأريخ الجديد ليشمل كل عقود الصراع العربي الإسرائيلي بعد أن ظل هذا التأريخ محصوراً في فترة التأسيس والسنوات القليلة التي أعقبتها. يربط كارش بين تطور أفكار المؤرخين الجدد وتيار ما يعرف "ما بعد الصهيونية"، والمراجعات النظرية والفكرية المنسوبة إليه والتي تدور في مجملها حول ضرورة انتقال إسرائيل إلى "مرحلة النضج" بعد الانتهاء من مرحلة التأسيس، ونبذ الكثير من مكونات الفكرة الصهيونية التقليدية مثل تفرد القومية اليهودية ونقاء الشعب اليهودي, وسياسات التوسع القائمة على مبدأ "الأرض" وليس "الدولة"، واعتماد "الدين" كمعيار للانتساب للدولة وليس المواطنة العلمانية. وأيا ما كان الأمر فإن الشيء الأكيد المؤطر لنقاشات ما بعد الصهيونية -وكذا التأريخ الجديد- هو بلوغ المشروع والدولة الصهيونية مرحلة من الثقة بالنفس والاطمئنان على "الوجود" تقبل "ترف" إخضاع المقولات الأساسية و"المقدسة" في بعض الأحيان للمساءلة البحثية والأكاديمية. بل والأهم منه في موضوع المؤرخين الجدد، أن الخلاصات النهائية والاكتشافات التي تنفض ما كان سائدا من معرفة، لا يترتب عليها أكلاف راهنة على الصعيد السياسي إلا إذا افترضنا أن هذه الخلاصات سوف يتم تبنيها من المؤسسة الحاكمة بحيث تصير الرواية الإسرائيلية الرسمية، وهو افتراض بعيد عن الواقعية إذا نظرنا إلى ما تتبناه المؤسسة الرسمية الحالية من استراتيجيات هجومية. ويأتي بعد مسألة بلوغ مرحلة الثقة في تأطير بروز ظاهرة التأريخ الجديد، عدد من العوامل الإجرائية أهمها نزع السرية عن العديد من الوثائق في الأرشيفات الإسرائيلية والبريطانية والأميركية ذات العلاقة بمرحلة تأسيس الدولة وما تلاها، أي عقود الأربعينات والخمسينات. هناك كتابات كثيرة تنسب الآن لمدرسة المؤرخين الإسرائيلين الجدد, مثل أعمال إيلان بابيه حول الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني, وبني موريس حول سياسة الترنسفير, وزئيف ستيرنهيل حول دعاوى إسرائيل الليبيرالية والديمقراطية, وآفي شلايم حول التواطؤ الصهيوني الأردني قبل حرب 1948 ثم حول إجهاض إسرائيل لكل محاولات السلام مع العرب, وتوم سيغيف حول عنصرية وبشاعة المهاجرين الأوائل (اليشوف) وغيرهم. لكن إفرايم كارش يختار من بين هؤلاء بني موريس مثالاً على "تدليس" المؤرخين الجدد، ويناقش طروحاته حول فكرة التهجير في المشروع الصهيوني وعند بن غوريون. والواقع أن كارش لم يغفل بقية المؤرخين في الكتابات التي نشرها بعد صدور كتابه هذا، فقد انتقد إيلان بابيه وآفي شلايم بقسوة أيضا على صفحات فصلية "ميدل إيست كوارترلي" ومؤخراً في ملحق التايمز الأدبي. بالنسبة إلى كارش لا تمثل المراجعات الجديدة سوى تشويه لتاريخ إسرائيل ولا علاقة لها بالعمل الأكاديمي. وهو يسعى في نقده لهم إلى تحطيم ما يسميه "أسطورة المؤرخين الجدد الإسرائيليين"، حيث يشن عليهم حملة شعواء ولا يترك اتهاما جارحا إلا ويلصقه بهم. وهو يطعن في أهليتهم الأكاديمية وأساليبهم البحثية وطرقهم في تفسير الروايات والوثائق التاريخية ويعتبرها انتقائية، كما يتهمهم بعدم الاطلاع على كافة المصادر. وينتهج كارش نهجا اتهاميا وغاضبا، فضلا عن أنه تعميمي لا يترك أحدا من المؤرخين الجدد المذكورين أعلاه أو العديدين الأقل شهرة إلا و"ينتقي" من أعماله ما يصلح للنقض والتفنيد, مع التركيز على بني موريس تحديداً. فهنا يتوسع كارش في نقض أطروحة موريس عن "تهجير الفلسطينيين". ورغم أن موريس نفسه لا يذهب إلى آخر الشوط في إثبات أن التهجير والطرد كانا مكونا أساسيا من مكونات المشروع الصهيوني، وينزع نحو تحميل وزر التهجير لـ "أعمال الحرب" وما يمكن أن ينشأ خلال العمليات العسكرية وأثر ذلك على السكان المدنيين، فإن ذلك لا يقيه هجومات كارش الشديدة. فكارش يقرأ في كتابات موريس "تلميحات" إلى احتمال وجود فكرة الترانسفير في قلب المشروع الصهيوني من خلال استخدام موريس لاقتباسات عن بن غوريون تؤيد "الترانسفير" باعتباره الحل العملي الوحيد للحصول على دولة يهودية غالبيتها الكاسحة من اليهود. فموريس ينقل عن بن غوريون في خطاباته أمام الوكالة اليهودية والمؤتمرات الصهيونية -خاصة عام 1937 وبعد نشر تقرير بيل لتقسيم فلسطين- قوله "بأننا لا نريد تبديل مكان سكن الفلسطينيين ولكننا نريد تهجيرهم"، مشيرا إلى أن هناك مساحات واسعة من الأرض عند العرب ويمكنهم أن يستقبلوا الفلسطينيين فيها. وفي عام 1938 يقول بن غوروين بوضوح إنه يدعم فكرة التهجير الإجباري ولا يرى أي شيء غير أخلاقي فيها. مقابل ذلك فإن كارش يدافع عن بن غوروين ويحاول أن يثبت أن ما ورد عنه من مقولات بشأن "التهجير" هي مقولات منقوصة ومجزوءة لم ينقلها موريس بأمانة، وأن حقيقة موقف بن غوريون أنه نظر إلى أن الحل الوحيد للحصول على دولة ذات أغلبية يهودية كاسحة هو هجرة مليون ونصف مليون يهودي من أوروبا، وهي الهجرة التي يجب أن تكون لها مغريات ودوافع قوية. وحديثا أعاد كارش الهجوم على موريس لجهة تحليله نصوص بن غوريون، متهما إياه بخمس تهم من العيار الثقيل في تعامله مع الوثائق هي: سوء التفسير، والاقتباس المجتزأ، وعدم الإشارة إلى البراهين، والوصول إلى تأكيدات خاطئة، وإعادة كتابة الوثائق الأصلية. ومن الملاحظ هنا أن حيزا كبيرا من سجال كارش موريس يتمركز حول دور بن غوريون وآرائه، ليس فقط إزاء فكرة الترانسفر بل وإزاء قضايا أخرى لاحقة خلال عقدي الأربعينات والخمسينات. وهذا يستوجب الإشارة إلى أن بن غوريون -رغم شخصيته القيادية وآرائه النافذة- كان جزءا من كل، وأن بقية هذا الكل كانت ذات تأثير موازٍ أيضا في صوغ السياسات والقناعات إن قبل إنشاء الدولة وإن بعدها. ويواجه موريس بالنقد جراء إعطائه بن غوريون دورا طاغيا في توجيه السياسة الإسرائيلية حتى أوائل الستينات، وتهميشه لآراء وأفكار آخرين مثل موشيه شاريت وزير خارجيته مثلا. يبقى القول بأن موريس من طرفه دافع عن نفسه ضد كارش في أكثر من مقالة وعلى صفحات أكثر من فصلية، ففي مجلة الدراسات الفلسطينية مثلاً (الطبعة الإنجليزية، واشنطن، شتاء 1998) أرجع موريس تهمة الانتقائية إلى كارش متهما إياه بأنه قد نسي وتجاهل كل الأطروحات الأكاديمية المدعمة بالوثائق في كتابه وانتقى بضعة صفحات أفرد لها فصولا في كتابه، وهو أمر يمكن ملاحظته بسهولة في كتاب كارش. وقد نعى على كارش أهليته الأكاديمية أيضا مذكرا إياه بماضيه في العمل بجهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي، وبأن "إنجازاته" الأكاديمية لا تتعدى بضعة دراسات في الاستراتيجيات العسكرية مصادرها الأساسية هي قصاصات الصحف، وذلك لا يؤهل كارش للدخول إلى ميدان التاريخ الذي هو أرقى من أن يصل إليه كارش! نقلا عن الجزيرة.نت يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 22 فبراير 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 فبراير 2003 صهيونية تابعة د. عبد الوهاب المسيري مفكر - مؤلف الموسوعة الصهيونية صحيفة الاتحاد 20/2/2003 عادةً ما يُوصف (ثيودور هرتزل) بأنه مؤسس الحركة الصهيونية أو الأب الروحي لها، وهو وصفٌ يفتقر إلى الدقة، وإن كان ينطوي على شيء من الصحة. فقد ظهرت تسمية الصهيونية، باعتبارها وسيلةً لحل ما عُرف باسم المسألة اليهودية في أوروبا، عندما استخدمها الكاتب النمساوي اليهودي (ناثان بيرنباوم) (1864-1937) في عام 1980، لوصف تيارٍ يدافع عما يُسمى العِرق اليهودي والبحث عن وطنٍ للفائض البشري اليهودي انطلاقاً من أن السمات العِرقية اليهودية قيمة مطلقة بدلاً من الدين اليهودي. ولكن الإرهاصات الأولى لهذا المفهوم ظهرت قبل ذلك بكثيرٍ، وفي أوساطٍ غير يهودية على وجه الخصوص، بل وشديدة العداء لليهود واليهودية في أغلب الأحيان. فعلى سبيل المثال، طالب (إرنست لاهاران)، المساعد الشخصي لنابليون الثالث، في كتيبٍ صدر عام 1860، بتهجير الجماعات اليهودية الأوروبية إلى فلسطين وتوطينهم فيها لاستعادتها من الدولة العثمانية. كما سرد لورد بالمرستون (1784-1865)، في رسالةٍ إلى السفير الإنجليزي لدى الدولة العثمانية عام 1840، المكاسب التي ستعود على الإمبراطورية الإنجليزية من توطين يهود أوروبا في فلسطين، ولا سيما الوقوف في وجه التطلعات القومية لمحمد علي. وعندما ظهر هرتزل على مسرح الأحداث، كانت الصيغة الأساسية للفكرة الصهيونية قد تبلورت من خلال كتابات عددٍ من الكتاب اليهود من أمثال (موسى هس) (1812-1875) (وليو بنسكر) (1821-1891)، و(بيرتس سمولنسكين) (1842-1885)، و(موشيه ليلينبلوم) (1843-1910) وغيرهم، وكانت جمعيات أحباء صهيون تسعى جاهدةً إلى تهجير أعدادٍ من يهود شرق أوروبا للاستيطان في فلسطين، من خلال عمليات تسللٍ تحظى برعاية وتمويل بعض أثرياء اليهود في أوروبا. ولكن هذه الكتابات ظلت مجرد تصوراتٍ نظريةٍ أقرب إلى الأمنيات التي لا تستند إلى أي أساسٍ واقعي، ولا تحظى بتأييد جماهيري، كما ظلت محاولات التسلل إلى فلسطين محدودة الأثر، ولم تتخذ شكل حركةٍ منظمة ومستمرة. وكان هرتزل هو الذي حوّل الأفكار والأماني إلى حركةٍ ذات إطار تنظيمي محدد هو المنظمة الصهيونية، ومن ثم وضع أولى اللبنات لتحقق المشروع الصهيوني. فلماذا نجح هرتزل فيما أخفق فيه الآخرون؟ ولماذا استمر مشروع هرتزل، ومن بعده وايزمان، وتحوَّل إلى واقعٍ ملموسٍ بينما تراجعت المشاريع الأخرى؟ لعل الإنجاز الأساسي لهرتزل يكمن في إدراكه لاستحالة وضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ دون الاستعانة بدعم ورعاية إحدى القوى الاستعمارية الكبرى، ومن ثم سعيه الدؤوب للبحث عن قوةٍ كبرى تجد مصلحةً في تبني هذا المشروع وتسخيره لخدمتها. ويصف هرتزل شكل الدولة المقترحة لتوطين اليهود فيؤكد أنها ستُبنى على غرار مشاريع الاستعمار الاستيطاني المنطلق من القارة الأوروبية، وأنها ستكون بمثابة حائطٍ منيعٍ بين أوروبا المتحضرة وآسيا البربرية، وسيكون على هذه الدولة أن تبقى على اتصالٍ بأوروبا، بينما سيكون على أوروبا واجب ضمان وجود هذه الدولة. وبالمثل، سار وايزمان على الطريق نفسه، متمسكاً بالنظر إلى المشروع الصهيوني في ضوء المصالح الإمبريالية، وعارضاً توظيفه لخدمة هذه المصالح. ولكنه أدرك أن الإمبراطورية البريطانية، باعتبارها أكبر قوةٍ استعمارية آنذاك وصاحبة المصلحة الأولى في تقليص النفوذ الفرنسي في منطقة الشام، هي الجهة التي يجب أن تلجأ إليها الحركة الصهيونية من أجل تحقيق غايتها. وقد كان صدور وعد بلفور بمثابة حجر الأساس لبناء الدولة التي سعى إليها المشروع الصهيوني، كما كان بمثابة عقدٍ بين الغرب الاستعماري، ممثلاً في بريطانيا، والمنظمة الصهيونية، تقوم الأخيرة بموجبه بحماية المصالح الغربية في المنطقة العربية مقابل ما تحصل عليه من دعمٍ في تنفيذ خططها. ولم يكن هذا التوافق بين المشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري مجرد حدثٍ عارضٍ أو إجراءٍ مؤقتٍ أملته اعتبارات مرحلية، بل ظل سمةً أساسيةً لهذا المشروع ولدولته من بعد. ولعل الدعم الأميركي المتواصل لإسرائيل، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، والدور الذي تضطلع به إسرائيل في خدمة المصالح الغربية في المنطقة هما دليل واضح على أن التبعية هي أحد العناصر المكونة لهذا الجيب الاستعماري الاستيطاني. والله أعلم. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 3 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مارس 2003 العدو الصهيوني يعيش لحظات ما قبل التسليم .. القضية الفلسطينية والمسألة العراقية أمام القمة بقلم : د. أحمد صدقي الدجاني صحيفة الأهرام 1/3/2003 أصوات طبول الحرب الصادرة عن أمريكا وبريطانيا تصم الآذان، تصريحات جورج بوش الابن وتوني بلير المتتالية مع تصريحات زملائهما في الحكومتين الأمريكية والبريطانية تشير بمجملها إلى أنهما شرعتا في العد التنازلي لبدء الهجوم على العراق، الحشد العسكري الذي قامت به الدولتان لمباشرة العدوان أوشك أن يكتمل، تحركهما السياسي والدبلوماسي في مجلس الأمن وعواصم العالم يجري على قدم وساق لإيجاد ذريعة تبرر، وللإغراء بمكاسب لمن ينضم لهما وتحذير من يعارض. غالبية شعوب العالم عبرت بالتظاهرات عن رفضها لهذه الحرب. هناك تحرك ملموس لدول كبيرة يجري في محاولة للحيلولة دون وقوع كارثة، ويحاذيه تحرك مجموعات إقليمية. هكذا توشك حرب العولمة المحتدمة في عالمنا أن تدخل مرحلة ثالثة في جبهة ثالثة، بينما لا تزال هناك أحداث جارية في الجبهة الثانية في أفغانستان مؤهلة للتزايد والتصاعد، مرهصة بقرب حدوث، تداعيات، وكانت أمريكا قد أعلنت على لسان رئيسها بوش الحرب هناك رسمياً يوم 7/10/2001 في مرحلة ثانية من حرب العولمة. الجبهة الأولى في هذه الحرب العدوانية ساخنة، شأنها من تسعة وعشرين شهراً، ولا تزال عندما قام المستعمرون المستوطنون في الكيان الإسرائيلي للقضاء على مقاومة الشعب العربي الفلسطيني المؤمن بمسيحييه ومسلميه، وذلك منذ يوم 28/9/2000 حين قام مجرم الحرب شارون في ظل حكومة باراك باقتحام المسجد الأقصى بالقدس محاطاً بألف من الشرطة الإسرائيلية، وها هي حكومة شارون تتابع منذ عامين كاملين محاولة إنهاء انتفاضة الأقصى مقترفة أبشع الجرائم، وقد ذهبت بعيداً في الأيام الماضية في جرائمها مستخدمة السلام الأمريكي، مقتحمة المدن والمجتمعات الفلسطينية. وبالرغم من ذلك كله فلا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة مصممة على المقاومة ونصب عينها تحرير فلسطين. هذا هو المشهد الذي نراه اليوم عند الشروع في كتابة هذا الحديث صباح السبت 22/2/2003 الموافق 21 من ذي الحجة 1423. وكثيرة هي الأسئلة التي تلح في هذه الأيام. وقد رأيت مثلاً عملياً أثناء ندوة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة حول قضية فلسطين والصراع العربي - الصهيوني يوم 5/2/2003 شاركت فيها مع زميلين، حيث تلقينا من الجمهور أكثر من مائة سؤال حول ما سوف يحدث في أزمة العراق، وما يجري في فلسطين، وما يشهده وطننا العربي على صعد مختلفة. نحاول الإجابة على الأسئلة. فأما بشأن أزمة العراق فأجدني مع كثيرين نتابع تطورات الأحداث من جهة، ونسعى بكل قوة لمنع العدوان الأمريكي، وبقدر ما تشير دلائل كثيرة إلى حتمية حدوث الحرب، بقدر ما نتشبث بمتابعة السعي أملاً في أن يحدث ما يمنع الحرب. وسابق لأوانه القطع بما سوف يجري إن اشتعلت هذه الجبهة، ولكن ما يمكن القطع فيه أن التداعيات ستتتالى، ويا لهول التداعيات على صعد كثيرة في عالمنا.. في ديارنا، في أوروبا، في آسيا، وفي داخل الولايات المتحدة نفسها، ولهذه التداعيات حديثها. فلنركز الحديث اليوم إذن على ما يجري في الجبهة الأولى فلسطين، ونقرر بداية أن ما يجري فيها له تأثير عظيم على أزمة العراق سلباً وإيجاباً، فأي تحسن في أوضاع العدو الإسرائيلي يعني نجاح الولايات المتحدة في توظيف القاعدة العسكرية الإسرائيلية في حربها على العراق.. وتصعيد المقاومة العظيمة لشعب فلسطين يشل "إسرائيل" ويهزها ويسعى إلى تعطيل دورها العدواني، ومن هنا ضرورة أن تستمر المقاومة في أداء هذا الدور الكبير عطاء لأهلنا في العراق ولأمتنا جمعاء. وسوف يقوم دارسو التاريخ مستقبلاً بالوقوف طويلاً أمامه ويعطونه حقه كاملاً بعد أن يسجلوا أن الإعلام المعادي نجح في صرف أنظار الكثيرين عنه في هذه الفترة. - ما هي قراءتنا لأوضاع جبهة فلسطين اليوم؟ أين وصلت مواقف الأطراف المتصارعة فيها؟ - نبدأ بالموقف الأمريكي لأننا أمام قضية استعمار استيطاني للأراضي العربية المحتلة تقوم فيه الولايات المتحدة بدور الداعم الموظف. لقد حاول أعضاء الوفد الفلسطيني لاجتماع لندن أن يسمعوا من بيرنز الأمريكي عن أي موعد محدد لبدء تنفيذ خريطة الطريق فخرجوا صفر اليدين وأوضح بيرنز أنه ليس لإدارة بوش موعد للبدء.. ونفهم هذا في ضوء ما قالته كوندوليزا رايس لفريق الأهرام الذي سألها عن سكوت واشنطن على عدم التزام "إسرائيل" بتنفيذ القرارات الأممية الآن نحن بحاجة إلى الإسرائيليين، وكذلك جواب بيرنز مساعد وزير الخارجية المختص على سؤال الفريق هل ستدفعون مبلغ 12 بليون دولار مكافأة على وفاء "إسرائيل" بالتزاماتها أم قبل ذلك وبغض النظر عن قيامها بهذه الالتزامات؟ وقد جاء الجواب مباشراً صريحاً أولاً العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية كانت وستظل دائماً قوية للغاية. وأنا لن اعتذر عن ذلك، فالعلاقات قوية في عهد هذه الإدارة كما كانت مع الإدارات السابقة وسوف نقوم بالنظر في طلبات "إسرائيل" المالية بكل عناية. وقد بدأنا المناقشات حول ذلك الأهرام 2 و3/2/2003. واضح إذن أن واشنطن -كما صرح نبيل شعث في لندن يوم 20/2/2003- لا يبدو أن لديها رغبة في إعلان خريطة الطريق قبل نهاية الأزمة العراقية، وهذا هو موقف إدارة بوش منذ أن أوجدت هذه الأزمة وباشرت تحركها للمرحة الثالثة في حرب العولمة، ويقول الصحفي الإسرائيلي ألوف بن في هاآرتس يوم 21/11/2002 أن البيت الأبيض يريد إبقاء الصراع في جبهة فلسطين محصوراً بين البحر والنهر، وإرهاق الطرفين، وذلك حتى ينتهي من حرب العراق فيتحول إلى فرض حله للصراع العربي الصهيوني في فلسطين وعلى الدول العربية جمعاء. واضح أيضاً أن إدارة الرئيس بوش أقدمت في هذه الفترة على أمرين في جهودها لحماية "إسرائيل"، الأمر الأول هو إفساح المجال لمجرم الحرب شارون ومجرم الحرب شاؤول موفاز الذي أخذ موقع مجرم الحرب بنيامين بن أليعازر، للانفراد بالشعب العربي الفلسطيني تقتيلاً وإرعاباً وتخريباً لمؤسساته وتهديماً للبنية الأساسية للسلطة فيه، فمضي المستعمرون في جرائمهم هذه إلى مداها، والأمر الآخر هو إبرام خطة تنسيق مع شارون لحماية الكيان الإسرائيلي في أثناء الحرب حين تقع، وذلك بإخطاره قبل 72 ساعة بموعد بدء العدوان، وبتزويده بصور الأقمار الصناعية عن الحشود في ساحة الحرب، وبفتح خط ساخن بين واشنطن وتل أبيب، والتعهد بأن يبدأ الهجوم الأمريكي على العراق بقذف قاذفات الصواريخ والطائرات العراقية التي يمكن أن تشكل خطراً على "إسرائيل". ثم هناك التشاور معه عند انتهاء الحرب حول دوره في المنطقة. ويبرز سؤال هنا عن مدى إمكانية الضغط على إدارة بوش لتغيير هذا الموقف مما يجري في جبهة فلسطين؟؟. والجواب أن الإمكانية كبيرة وفي هذه الفترة بالذات. وذلك بأن هناك اختلافاً واسعاً دولياً مع هذا الموقف الأمريكي. تجلى في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تبنت خطة الطريق للتحرك على طريق حل سياسي، حيث انفردت الولايات المتحدة بتعطيل تنفيذ الخطة، بينما رأي الاتحاد الأوروبي ومعه روسيا والأمم المتحدة ضرورة المباشرة، ونلاحظ أن بريطانيا المسئولة عن إيجاد هذا الكيان الإسرائيلي أوضحت رأيها بضرورة التحرك الذي هو شرط أساسي لتخفيف العداء العربي لأمريكا. ونذكر هنا تصريحات (جاك سترو) لجريدة، ستيتمان، وما قررته مجموعة بحثية مختصة في جامعة اكسفورد. يبقى أن تتحرك الأمة العربية شعبياً ورسمياً للعمل على تغيير هذا الموقف الأمريكي بتوظيف ما لديها من أوراق في هذا الاتجاه. وهي أوراق كثيرة على المستوى الشعبي العربي ولدى كل دولة عربية، ورسالتها إلى واشنطن هي أن توقف هذه الجرائم الصهيونية على الشعب العربي الفلسطيني التي تشعر كل عربي بالغضب الشديد، وأن تكف عن تبني المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين لأن الأمة العربية لا تقبل بوجود قاعدة استعمارية استيطانية في قلب وطنها وإن لنا أن نتوقع إسهام القمة العربية في هذا التحرك في هذا الاتجاه. نأتي إلى الموقف الإسرائيلي، وأنا أتابع كتابة هذا الحديث صباح الثلاثاء 25/2/2003. ما وقع من أحداث في الأسبوع الماضي على جبهة فلسطين يؤكد أن مجرم الحرب شارون مستميت في محاولته إخضاع شعب فلسطين العربي، مستفيداً إلى آخر مدى من الموقف الأمريكي المتضمن إطلاق يديه لمتابعة جرائمه، وهو يعلم أن الوقت المتاح له للاستمرار في هذا الخط محدود، وأنه لا مناص له من أن يتحرك سياسياً، وها هو قد أعلن عزمه على تشكيل حكومة بدون مشاركة حزب العمل الذي رفض رئيسه الجديد متسناع هذه المشاركة، وهذا يعني أن الأغلبية التي لديه في الكنيست ضئيلة، ويعني أيضاً أن حزب العمل يتربص به ليضطر إلى الدعوة لانتخابات مبكرة. لقد لمح شارون في حملته الانتخابية إلى أنه قد يقبل بوجود دولة فلسطينية، وصرح بأنه لن يتناقض أبداً مع واشنطن التي تحدثت عن دولة فلسطينية تقوم عام 2005 ولذا نراه باشر إجراء اتصالات سرية ببعض الفلسطينيين من قيادة السلطة المعروفين بتهاونهم بحقوق شعبهم المطبوعين إسرائيلياً وأمريكياً، ويبدو أنه طالبهم بالتصريح بإيقاف العنف الفلسطيني لكي يقول: إنه سوف يتحدث سياسياً لأن الفلسطينيين سلموا بعدم جدوى العنف. وهذا ما يفسر صدور تصريحات فلسطينية بهذا المعنى، ونراه في الوقت نفسه يجري مباحثات مع واشنطن لإدخال تعديلات على، خريطة الطريق، وقد ذكرت صحيفة هاآرتس أن هناك مئة تعديل على النسخة الأخيرة من خريطة الطريق الأهرام 21/2/2003 كما نراه يخطط لتقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام، ويتابع تهجير الفلاشا وتوسيع المستعمرات الاستيطانية، ونراه أخيراً مستنفراً ينتظر بدء العدوان الأمريكي على العراق، متحسباً من أن تطول تداعياته الكيان الإسرائيلي. لعل أقسى ما واجه شارون في موقفه هذا هو استمرار المقاومة في صورة عمليات نوعية لها دلالاته، فإن يقوم المقاومون بنسف دبابة وتحطيمها وقتل جنودها الأربعة في داخلها يتضمن رسالة لليهود الإسرائيليين المستعمرين مفادها أن دبابات الصهاينة الذين هجروكم لن توفر الأمان لكم، وأن ينجح المقاومون بتصنيع صاروخ بسيط وإطلاقه على مستعمرة استيطانية يوجه رسالة أخرى مفادها أن المقاومة ستنجح في تطوير سلاحها درجة درجة وسوف تتابع استهدافها للمستعمرات الاستيطانية مهما تحصنت.. وأن يوجه المقاومون رصاصهم لطائرة إسرائيلية من صنع أمريكي تحلق على ارتفاع منخفض، فتسقط يوجه رسالة ثالثة مفادها أن حركات التحركات تهزم في النهاية الاستعمار الاستيطاني المدجج بالأسلحة، وحتى النووية منها، بإصرارها على المتابعة حتى التحرير.. وهذه الرسائل تذكرنا بالرسالة التي وجهتها العمليات الاستشهادية للمستعمر المستوطن الصهيوني. نعم لقد جن جنون موفاز فمضي في جرائمه التي يزيد اقترافه لها المقاومة صلابة، والعمليات فاعلية، ويستطيع دارس التاريخ المختص بحركات التحرير أن يدرك العدو الصهيوني في جنونه الإجرامي هذا هو في لحظة ما قبل التسليم بضرورة إنهاء الاحتلال، وإن لنا أن نذكر حال المستعمر المستوطن الفرنسي في الجزائر عامي 1958 و1959 حين جاء القادة العسكريون بالجنرال ديجول للحكم، فأطلق أيديهم عاماً بطوله للقضاء على الثورة، حتى إذا ما فشلوا فرض عليهم الحل السياسي الذي انتهى باستقلال الجزائر وانتهاء واحد من أفظع صور الاستعمار الاستيطاني، وأن لنا أن نذكر أيضاً ما جرى في فيتنام في السبعينيات حين سلم المستعمر الأمريكي، وما حدث في جنوب إفريقيا في التسعينيات. الموقف الإسرائيلي اليوم هو موقف المستعمر المستوطن في لحظة ما قبل التسليم، ومن خصائص هذا الموقف فضلاً عن تصعيد الإجرام، فقدان البصيرة والتلجلج في الخطاب الموجه لأصحاب الحق، وتصريحات مجرم الحرب شارون شاهد على ذلك، وكذلك ذلك البيان الذي تسقطه طائرات الأباتشي على مدن الضفة والقطاع ومخيماتها. عنوان البيان بيان هام موجه للمواطن الفلسطيني.. وهو يبدأ بالقول يستمر جيش في العمل ضد المخربين وضد كل من يمد لهم العون، والذي يجلبون لكم الدمار والمعاناة. ويا له من استهلال يسمي مجرمي الحرب جيش دفاع، ويسمي المقاومين الأبطال المخربين وهو يخاطب المواطن الفلسطيني، والفقرة الثانية تعبر عن غيظ حاقد من استمرار المقاومة قائلة: إن الإرهاب الفلسطيني يعاقب أولاً وأخيراً الفلسطينيين أنفسهم، ولا يحقق لكم أي إنجاز، ويقودكم كما في الماضي إلى طريق مسدود وخيبة أمل وهو يخاطب مواطناً فلسطينياً يعرف جيداً تاريخ شعبه وأمته ويعتز بمقاومته ومقاومتها ضد الاستعمار، ويعبر بانتفاضته عن آخر حلقة في سلسلة المقاومة، واثقاً من أنها الطريق الوحيد للتحرير حاملاً أعظم الآمال بمستقبل عظيم، وتأتي الفقرة الثالثة لتقول: إن دولة "إسرائيل" لا ترغب في استمرار الوضع الراهن ولكلا الشعبين الرغبة في العيش بآمن وسلام ولصاحب العقل ولأولي الألباب أن يتصوروا أثر هذا الكلام على المواطن الفلسطيني، ثم تأتي الفقرة الرابعة تهدد وتنذر ويتلوها شعار بحرف أسود كبير من يرزع العنف والدمار لن يحصد إلا الخيبة، ومن ثم فقرة خامسة تندد بالمتطرفين الفلسطينيين وأخيراً فقرة سادسة تنادي المواطن الفلسطيني امتنع عن العمليات التخريبية التي تلحق الضرر بالمجتمع الفلسطيني الكامل وبذلك تضمن سلامتك وسلامة عائلتك وعودة الحياة إلى طبيعتها ولأولي الألباب أن يتصوروا وقع هذا النداء على الفلسطيني الذي يدرك أن عودة الحياة إلى طبيعتها تعني استمرار الاحتلال الصهيوني العنصري بكل فظائعه، ويصف لي الأهل كيف يسخر الشباب من هذا البيان ويزدادون إقبالاً على المقاومة وثقة بالنصر على المستعمر المستوطن الصهيوني. وهكذا تستمر المقاومة ضد العدو الإسرائيلي وهو في لحظة ما قبل التسليم وتتصاعد في جبهة فلسطين في حرب العولمة، وشعارها صبر ومثابرة ومرابطة وتقوى الله إلى أن يتحقق التحرير والنصر. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 5 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 مارس 2003 المسكوت عنه في فلسطين بقلم: فهمي هويدي صحيفة الأهرام 4/3/2003 لأن الفلسطيني أصبح مخلوق الله المستباح, فإن وقائع إبادته وتدمير حياته وإذلاله, التي تطالعنا بكثافة وبوتيرة يومية منذ أشهر, باتت أخباراً عادية لا تثير الانتباه فضلاً عن أنها لا تحرك الشعور. ولئن حدث ذلك في غمرة انشغال الناس بأخبار الحرب التي لم تقع, فما بالك به لو وقعت! (1) يوم الأحد الماضي (23/2/2003) نشرت الصحف خبراً من روما يقول: إن ألفي شخص نظموا مظاهرة طافت بشوارع المدينة, رفعوا خلالها لافتات طالبت بحماية كرامة القطط. وقال منظمو المظاهرة من ممثلي جماعات الدفاع عن القطط إن في المدينة150 ألف قطة شاردة, لا يعاملها سكان المدينة بطريقة لائقة, في حين أنها أحوج ما تكون إلى الرعاية خصوصاً في أجواء الصقيع التي تعيشها أوروبا الآن. في اليوم ذاته نشرت الصحف تقريراً من نابلس عن الاجتياح الإسرائيلي لأحياء المدينة القديمة, بما استصحبه من إطلاق عشوائي للنيران وتفجير البعض لستة بيوت, الأمر الذي أدي إلى تشريد 14 أسرة, وخروج الأمهات والأطفال وهم يرتجفون إلى الشوارع المغطاة بالثلوج والأوحال. الرجال اختطفوا واخذوا تحت جنح الظلام إلى مكان مجهول وهم مقيدون بالحبال. أما النساء والأطفال, فقد هاموا على وجوههم بحثاً عن مكان يؤويهم من البرد والفزع. حين طويت الصحيفة لاحقتني فكرة المقارنة بين حظوظ القطط في روما, وحظوظ الفلسطينيين في الأرض المحتلة, وبدت المفارقة كاشفة ومروعة بين قطط شاردة وجدت من يدافع عن كرامتها وحقها في الحياة هناك, وبين رجال يساقون إلى الموت تحت جنح الظلام, ونسوة وأطفال في فلسطين يواجهون مشكلة التشرد, ولا أحد في العالم يعيرهم التفاتاً أو يدرك أن لهم كرامة أو حقاً في الحياة. المذهل في الأمر أن عملية الإبادة والتدمير اليومي للبيوت والمرافق والإنسان الفلسطيني أصبحت جزءاً من نمط الحياة في الأرض المحتلة, حيث كتب على سكانها أن يعانقوا الموت والذل والخراب طوال الوقت. ولأن العملية لم تتوقف منذ بدأت الانتفاضة (في عام ألفين) فإن أحداثها ووقائعها تحولت في الخطاب الإعلامي والسياسي إلى أرقام. وصرنا ونحن في الخارج نقرأ أن كذا شهيد قتلوا وكذا جريح سقطوا, وكذا بيتاً تهدم, ومع اعتياد الناس على تلك الأرقام, فإن كثيرين أصبحوا يقرأونها كما يقرأون أخبار الصعود والهبوط في أسهم البورصة. يرفعون حواجبهم إذا ارتفعت قيمتها, ويقلبون شفاههم إذا ما انخفضت. لكن هذا وذاك لا يغير كثيراً من مزاجهم وهم يحتسون قهوة الصباح. (2) في غزة وحدها هدم الإسرائيليون منذ بدء الانتفاضة نحو800 منزل تسكنها1100 عائلة تضم ستة آلاف شخص, حسب إحصاءات وكالة غوث اللاجئين. وهذه المنازل سويت بالأرض, ولم يعد فيها حجر فوق حجر. ومذبحة المنازل هذه جديدة في تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين, والهدف منها يتراوح بين الانتقام والترويع. في السابق كانت "إسرائيل" تهدم بيتاً أو اثنين كل عدة أشهر, كما ذكرت كارين أبو زيد, إحدى موظفات وكالة الغوث. ولكن حين أصابت الانتفاضة "إسرائيل" بالوجع, خصوصاً من خلال العمليات الاستشهادية, فإن لوثة أصابت ساستها وعسكرييها الذين أطلقوا عنان الدبابات والجرافات التي أصبحت تهدم البيوت بالعشرات. ولم يكن ذلك مقصوراً على غزة وحدها بطبيعة الحال, وإنما انطبق بذات القدر على الضفة. وهدم البيت ليس مجرد تقويض لمبنى, ولكنه في حقيقة الأمر تدمير لحياة أسرة كاملة, وإعادتها إلى نقطة الصفر, بلا مأوى أو أثاث أو حتى ثياب, الأمر الذي ينسف كل ما دبرته ووفرته في حياتها, ويحول من بقي على قيد الحياة منهم إلى مشردين ومتسولين. ناهيك عن كونه جريمة غير إنسانية لا نظير لها, بمقتضاه تعاقب الأسرة بمختلف أجيالها المكدسة في البيت, من جراء فعل منسوب إلى أحد أفرادها, وهو في العادة أحد عناصر مقاومة الاحتلال. ناهض الحلو من أبناء غزة لم يكن من هؤلاء ومع ذلك نسف بيته في إحدى الحملات الإسرائيلية المجنونة على القطاع. بل وقتل ابناه علاء وسعيد مع ابن خالتهم تامر درويش, حين انهار المبنى فوق رؤوسهم, واختلطت أشلاؤهم بالركام كما اختلطت دماؤهم بالوحل الذي غمر المكان. في مخيم المغازي بالقطاع, حاصرت القوات الإسرائيلية منزل سلامة بن سعيد, والد الشهيد بهاء, الذي كان قد نجح في اقتحام إحدى المستعمرات, واعتقلت ثلاثة من أخوة الشهيد, ثم قامت بتفجير المبنى الذي انهار فوق أم الأولاد كاملة سليمان بن سعيد (65 سنة) - ووقع الحادث عقب تفجير مبنى آخر في بيت لاهيا سقط فوق مالكه الذي كان عجوزاً في السبعين من عمره. في غزة أيضاً جلست عجوز كفيفة في التسعين من عمرها فوق أنقاض منزلها الذي دمر في حياتها خمس مرات, في حين قتل الإسرائيليون أبناءها الأربعة واحداً تلو الآخر. لم يبق في عين العجوز - أم عابد الزريعي - دمع تذرفه, ولا أمل في الدنيا تتعلق به, حتى أرادت أن تدفن مع الأنقاض وحدها. الأمطار الغزيرة اضطرتها إلى مغادرة المكان والاحتماء بجدار نجا من التدمير. في قرية النبي الياس القريبة من قلقيلية, فوجئ محمد حنون, أبو شادي, بالجرافات الإسرائيلية وهي تنهش أشجار الزيتون التي تعتاش منها أسرته, أذهلته المفاجأة, ولم يصدق أن كل ما زرعته عائلته ورعته عبر مئات السنين قد اقتلع وسوي بالأرض, فلم يتمالك نفسه, وسقط على الأرض بغير حراك. وحين نقلوه إلى المستشفى قال الأطباء إن جلطة قلبية داهمته فأصابته بفقدان النطق والشلل. في مخيم بلاطة بمدينة نابلس اقتحم الإسرائيليون بيت محمد مسيمي لاعتقال ابنه الناشط في كتائب الأقصى. وحين لم يجدوا الابن, أمروا العائلة بمغادرة المبنى, فانصاعوا بطبيعة الحال, لكنهم حين عادوا إليه بعد حين صدمهم الخراب الذي حل به, فسقط الأب على الأرض من هول ما رأى, حيث أصابته نوبة قلبية أودت بحياته. هذه مجرد نماذج للأحداث اليومية التي أصبحت تقع على هامش عمليات الاجتياح وتجريف الأرض والقتل المتعمد, الذي يستهدف الناشطين أو ذلك العشوائي الذي يراد به الترويع والتركيع. (3) هدم البشر وإذلالهم لا يقل خطورة, وربما كان الأخطر, لأنه يراكم المرارة والحزن, ويحول الناس بمختلف أعمارهم إلى قنابل غضب موقوتة تمشي على الأرض. وذلك وجه للمشهد الفلسطيني لا يراه كثيرون. لأن التقارير الصحفية ووسائل الإعلام تركز على الصفحات المكتوبة بالدم في السجل الفلسطيني, ولا تتوقف كثيراً عند تلك المكتوبة بالدمع والتي ترسمها الزفرات والشهقات والمرارات. في 16/11/2002 قدم التليفزيون الإسرائيلي برنامجاً تضمن شهادات لجنود خدموا في الضفة الغربية, ذكروا أن قادتهم سمحوا لهم بالرهان فيما بينهم على إطلاق النار على الفلسطينيين لمجرد التسلية وقتل الوقت. وشهد الجنود بأن عدداً من قادتهم أمروهم بأن ينهالوا بالضرب المبرح على كل من يصادفونه من الذكور في أثناء مداهمة بيوت الفلسطينيين. أحدهم قال: إنه رأى ثلاثة من زملائه في نابلس أوسعوا ثلاثة شبان فلسطينيين ضرباً حتى نزفت الدماء منهم. ثم قاموا برسم شعار لواء المظليين الذي ينتمون إليه على الحائط بتلك الدماء النازفة. آخرون من لواء المشاة هناحل قالوا إنهم قاموا بنتف لحي ثلاثة من الشيوخ الفلسطينيين في إحدى خرائب بلدة دوروا شرق مدينة الخليل. شهد بعضهم أيضاً بأنهم رأوا زملاءهم وهم يطلقون النار عامدين على الدواب والماشية الفلسطينية. وفي إحدى المرات قتلوا 15 رأس ماشية دفعة واحدة. في البرنامج أقرت الشرطة العسكرية بأنها سجلت250 حالة قام فيها جنود الاحتلال بنهب وسرقة البيوت الفلسطينية في أثناء الاقتحام. فاطمة النجار زوجة أحد صيادي الأسماك الفلسطينيين الذين يسكنون منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس, ذهبت إلى المدينة لشراء مادة كيماوية تستخدم في صيانة السفن, وأثناء عودتها أوقفها حاجز عسكري. وحين عرف الجنود الإسرائيليون طبيعة المادة التي تحملها, أمرتها إحدى المجندات بأن تشرب المادة الكيماوية. رفضت فاطمة فانقضت عليها ثلاث مجندات وقمن بتقييدها, ثم وضعن المادة الكيماوية في فمها رغماً عنها. الأمر الذي أدى إلى انهيارها, وحين نقلت إلى المستشفى الأوروبي تبين أن المادة الكيماوية أحدثت مشاكل صحية في الحنجرة والمعدة, نتج عنها سوء هضم وصعوبة في الكلام, ولا تزال تحت العلاج حتى الآن. (4) تحولت الحواجز إلى مذبح للكرامة الفلسطينية, وساحة لتوزيع جرعات المذلة والهوان على الجميع بلا تمييز. على حاجز عين عريك المقام على طريق رام الله ـ بيرزيت اصطف أكثر من ثلاثين رجلاً فلسطينياً بينهم فتاة واحدة اسمها مريم, لم يسمح الجنود للرجال بالعودة إلى منازلهم, وأجبروهم على جلوس القرفصاء وطأطأة رؤوسهم, وكل من احتج أو رفع رأسه ضرب وانهال عليه الجنوب صفعاً وركلاً. أما مريم فقد سمعت من الكلمات الفاحشة والحركات البذيئة ما لم تسمعه في حياتها. وحين وصل إلى الحاجز سائق سيارة أجرة اسمه إبراهيم - قبل ربع ساعة من رفع حظر التجوال عن المدينة, فإنه عوقب بانتزاعه من وراء مقوده, وتناوب أربعة جنود مدججين بالسلاح على ضربه إلى أن سقط فاقدا وعيه. وحينئذ التفت الجنود إلى سيارته, وانهالوا عليها بأعقاب بنادقهم حتى هشموها. وبدل أن يوصل إبراهيم ركاب سيارته إلى المدينة, فإن الركاب هم الذين تولوا أمر نقله إلى المستشفى. قسم الإسرائيليون الضفة الغربية إلى300 منطقة احتلالية تفصل بينها الحواجز, الأمر الذي فرض على الفلسطينيين طقوساً خاصة, من قبيل التأكد من احتشام ملابسهم الداخلية, بعدما باتت تعرية الشبان فضلاً عن كبار السن, جزءاً لا يتجزأ من متطلبات اجتياز الحواجز. ولا يقف الأمر عند ذلك الحد, وإنما كثيراً ما يطلب من كبار السن - إمعاناً في إذلالهم - أن يأتوا بحركات ساخرة معينة أو أن يرقصوا أمام الجنود, قبل أن يسمح لهم بالمرور! ذات يوم خرج الفتى وسام عشراوي لشراء بعض حاجياته في الخليل, فـأوقفته دورية تابعة لحرس الحدود, وصرخ في وجهه أحدهم قائلاً: إنه خالف نظام حظر التجوال, ولابد من عقابه. وكانت عقوبة اليانصيب تنتظره, حيث أمر بالاختيار بين أوراق أربع مطويات كتبت في كل واحدة منها إحدى عقوبات اليوم, وحين مد يده وهي ترتعش ليأخذ واحدة منها, قام الجندي الإسرائيلي بعد قراءتها بانتزاع يد وسام, ثم كسر إصبعه ومضى! تكرر المشهد مع فلسطيني آخر اسمه حجازي أبو ستيتة, الذي ما أن التقط واحدة من الأوراق التي عرضت عليه, حتى انهال الجنود عليه بالضرب على الساقين واليدين والظهر, ثم ألقوا به في حوض للمياه, تنفيذا للعقوبة التي اختارها. عقوبة اليانصيب لم تختلف عن فكرة التعذيب بالقرعة, التي كان من ضحاياها علي الطرايرة, عامل الدباغة في الخليل, الذي خرج ليتسلم عمله ذات صباح, فاعترضته سيارة لحرس الحدود الإسرائيلي, وأمرته بعدم التحرك من مكانه. وحين امتثل احضروا دلوا بلاستيكياً وفيه مجموعة من الأوراق, وقال أحدهم: في كل واحدة من هذه الأوراق هناك أسلوب تعذيب مختلف, وعليك أن تختار ما يروق لك. فهناك تكسير أصابع القدم, أو إطلاق الرصاص على القدم, أو الضرب أثناء الرقص, غير مفاجآت أخرى. طبقا لما نشر في الشرق الأوسط ( عدد10/1 الماضي) فإن الطرايرة لم يجد مفراً من الاستجابة, وحين التقط إحدى الأوراق, تناولها أحد الجنود, وعرضها على رفاقه, فإذا بهم يتصايحون بشكل هستيري, وقام أحدهم بعرضها عليه, وفوجئ بأن كتب عليها: تكسير اليدين والرجلين. ولم يضيع الجنود دقيقة من الوقت, حيث انهالوا عليه بالضرب المبرح وبأعقاب البنادق حتى سقط أرضاً - وصف الطرايرة ما جرى قائلاً: بعد وجبة الضرب المتواصل والمبرح أمسك اثنان من الجنود بإحدى ذراعي وقام ثالث بالضرب عليها بقضيب حديدي كبير, عندها فقط شعرت أنهم جادون في تحطيم عظامي. وانتقلوا بعد تكسير الذراع الأولى إلى الذراع الأخرى. وبعد الانتهاء من هذه المهمة راحوا يوجهون الضرب وبشكل جنوني إلى كل أنحاء الجسم. غاب الشاب عن الوعي ولم يعد يدري بعدها ما حدث له, ولم يستيقظ إلا وهو في المستشفى, بعد أن نقلته عائلة فلسطينية مرت في المكان الذي غادره الجنود وتركوه فيه ليلاقي حتفه. للتنكيل درجات أخرى أشد وأفظع, تتحدث عنها روايات سكان المناطق النائية في الجنوب الشرقي للضفة, حيث ذكر أحد القرويين أن الجنود عرضوا عليه أن يختار إحدى الأوراق, فإذا قرعته تقضي بقطع العضو الذكري, وبالفعل كما يقول أجبره الجنود على التعري, لكن مرور مجموعة من الصحفيين الأجانب في المكان حال دون قيام الجنود بما كانوا ينوون القيام به, وأطلقوا سراحه. في منطقة رام الله ووسط الضفة الغربية هناك أساليب تنكيل وإهانة أخرى. فمثلاً يقول زهير حداد من بلدة دير دبوان, إنه كان عائداً من مدرسته في سيارة أجرة, عندما استوقفها حاجز طيار للاحتلال على مشارف القرية, فطلب أحد أفراد الدورية الإسرائيلية من حداد أن يترجل من السيارة, وطلبوا منه أن يرقص, فرفض فانهالوا عليه بالضرب المبرح, لكنه بعد أن أخذ منه الألم مأخذه وجه نفسه يرقص, بينما كان الجنود يصورونه بكاميرا فيديو! (5) احتفظ بملف حافل بوقائع الاعتداءات الوحشية على زوجات المعتقلين, ومحاولة النيل من شرفهن, لإذلال الأزواج وإجبارهم على الاعتراف. وهذه الاعتداءات طالت الأطفال الذين أودعوا السجون وخضعوا لعمليات تعذيب وتشويه بشعة. ومن أسف أن الحيز المتاح لا يسمح بعرض تلك الوقائع. لكن ما يهمني في هذا السياق أن نتأمل ذلك الوجه المسكوت عليه, ونتدبر شهادة لأحد المعلقين الإسرائيليين, (حيمي شليف), الذي كتب في صحيفة معاريف مقالاً تحت عنوان سحر القاتل, قال فيه: إن الجمهور الإسرائيلي وإن مال إلى تسوية مع الفلسطينيين, إلا أنه يريد زعيماً لا يطيقهم, ويملك قدرة ممكنة ومحتملة لضرب العرب حتى نحورهم - إلى أن قال: إن الاندفاع والهرولة خلف القاتل منقوشة في طباعنا. وهذا الأمر لم يبدأ مع الانتفاضة, ولا مع اندفاع الموجات الإرهابية! ترى متى يمكن أن يتساوى الفلسطينيون مع القطط في روما ؟! يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 11 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 مارس 2003 الإعلام في الاستراتيجية الصهيونية حسين قبلاوي صحيفة البعث السورية 8/3/2003 تحشيد الرأي العام في الغرب، وزرع القناعة في الوعي الغربي بأهمية وجود "إسرائيل" للدفاع عن الحضارة والمصالح الغربية، وتشويه صورة العرب وقلب الحقائق وتزييفها... عناوين رئيسة للفعل الإعلامي الخاضع للسيطرة الصهيونية، والذي يلقى الدعم من جهات الغرب الرسمية، ولاسيما في الولايات المتحدة، حيث يتحول قاتل مجرم مثل شارون إلى رجل سلام!! شهدت مدينة بال في سويسرا عام 1897 انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول الذي ترأسه مؤسس الصهيونية السياسية (ثيودور هرتزل)، وجاء في البند الثالث من مقررات ذلك المؤتمر «ضرورة العمل على نشر الروح والوعي بين يهود العالم وتعزيزهما لديهم من أجل دفعهم للهجرة إلى فلسطين»، وكانت المسؤولية الأولى لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي تقع على عاتق الإعلام الذي قدم خدمات كبيرة للغاية للمشروع الصهيوني وهدفه في إقامة "إسرائيل"، ومنذ ذلك الوقت والإعلام يشكل حجر الزاوية في الاستراتيجية الصهيونية التي أخذت بعداً آخر بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948، حينما اندمج الإعلام بشكل كامل ومطلق بالسياسة الخارجية الإسرائيلية التي كان هدفها الرئيسي توسيع الكيان الصهيوني على حساب العرب، وتكريسه حقيقة واقعة في ظل الإمكانات الضخمة لرعايتها من قبل الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية. ويدرك الكيان الصهيوني أن مصيره يتوقف بدرجة كبيرة على دعم العالم الغربي له، ولما كان الاعتراف الدولي وحده لا يضمن وجوده في الخارج، فقد أخذ يبحث عن ضمان آخر، وانتهى به البحث إلى ضرورة خلق إحساس لدى الرأي العام الغربي بأن مصالحه آمنة وتقدمه يرتبط بحد كبير ببقاء الكيان الصهيوني والمحافظة عليه، وقد نجح الكيان الصهيوني في مسعاه هذا كثيراً عندما تمكن من خلق هذا الانطباع لدى الغرب مستغلاً الإمكانيات الهائلة التي بين يديه، متمكناً خلالها من تحقيق أهداف السيطرة والهيمنة وفرضها على العقل الأوروبي، وتأتي في مقدمة تلك الإمكانيات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الممتلكة من قبل إمبراطوريات إعلامية مترامية الأطراف ذات انتشار واسع، وله نفوذ كبير عليها عمل على استغلاله خير استغلال لكي تقوم بتقديم الصورة المطلوبة عنه وتقلب الحقائق بما يتساوق مع توجهاته وأهدافه، حيث يتم تصوير ممارسات القوات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من إرادة المقاومة على أنها تندرج تحت إطار الدفاع عن النفس لا تحت إطار العدوان. لقد تمكن الإعلام الصهيوني ولفترة طويلة من الزمن من لعب دور أساسي في عملية تحشيد الرأي العام، وخصوصاً في الغرب، خلف المخططات الصهيونية، عن طريق تزييف الحقائق بالادعاء أن "إسرائيل" تشكل واحة للديمقراطية في المنطقة، ولذلك فإن ضمان تفوقها مسؤولية غربية لأنها هي القادرة على الدفاع عن المصالح الغربية، وهذا ما كان هرتزل قد أكده عندما قال: «إن الدولة اليهودية ستكون حائطاً يحمي أوروبا في آسيا وسوف يكون حصناً منيعاً للحضارة في وجه الهمجية»، ويقول (حاييم وايزمان) أول رئيس للكيان الصهيوني: «إن القضية الصهيونية هي قتال الحضارة ضد الصحراء وكفاح التقدم والفاعلية والصحة والتعليم ضد الجمود الفكري». لقد عمل الإعلام الصهيوني على ترسيخ مقولة رئيسية إنه ليس للغرب في هذه المنطقة أفضل من الغرب نفسه، كما يتمثل ذلك في "إسرائيل" التي اعتمدت منذ البداية على الدول الغربية والدفاع عن مصالحها، وهذا ما يؤكده الأكاديمي (جورج رودر) حين قال: «إن بقاء "إسرائيل" كقوة غربية رادعة يعتبر مسألة بالغة الأهمية للدفاع عن أوروبا وعلى المدى الطويل عن أمن الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أن "إسرائيل" مستعدة وراغبة في مشاركتنا أهدافنا الدفاعية، والغرب مطالب بالدفاع عنها في وجه التهديدات التي تأتيها من الدول العربية التي تستهدفها وتحاول القضاء عليها إذا ما سنحت لها الفرصة للقيام بذلك». وعملية تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب وتشويه صورتهم وتزييف حقيقة عدالة قضيتهم هي سياسة تتم صياغتها بعناية فائقة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، ساسة وأكاديميين، فالبروفيسور (بنيامين عزار) يقول: «إن الإيحاء للعالم باستمرار العداء من قبل العرب لإسرائيل يخدم جملة من التصورات والمفاهيم التي تقوم على أن الدول العربية تريد إبادة "إسرائيل" وإزالتها من الوجود، وهو شيء علينا أن نعمل على إقناع شعبنا والرأي العام به بكل الوسائل التي بين أيدينا، لأن ذلك يعد من مصالحنا العليا». إن القول السابق يهدف إلى إضفاء الشرعية على الممارسات الصهيونية، ودعم "إسرائيل" ومدها بكل أسباب القوة بذريعة الدفاع عن النفس ضد الأخطار التي تتهددها، كما تدعي، حتى وصل بها الأمر إلى عسكرة وتجييش الداخل الصهيوني بالكامل، ونجد أن الإعلام الصهيوني كان ولا يزال يتخذ من تلقين الذهن اليهودي بعقدتي الخوف من العرب وادعاء التفوق التكنولوجي والقيمي عليهم وسيلة لتحقيق أهدافه، ويعمد إلى تحويل عقدة الخوف من العرب إلى أسطورة عملت وسائط الإعلام على غرسها في ذهن كل يهودي أينما كان من أجل تنمية الشعور بالحقد والكراهية ضد كل ما هو عربي، حيث يتم الترويج لمقولة التفوق القيمي والتكنولوجي على العرب من خلال التركيز على تشويه صورة العرب وضرورة التعامل معهم بلغة القوة التي كرست مقولة الجيش الذي لا يقهر، إلا أن حرب تشرين التحريرية وانتصار المقاومة الوطنية اللبنانية وتمكنها من دحر جيش الاحتلال من فوق تراب الجنوب اللبناني، وصور التضحية والفداء التي يسطرها أبطال انتفاضة الأقصى في مواجهاتهم اليومية ضد ذلك الجيش المدجج بالسلاح حتى الأسنان، أسقطت تلك المقولة وأثبتت عدم صحتها. والمتابع للإعلام الإسرائيلي لابد أن يلاحظ المساحة الواسعة المتاحة أمام الكتاب والصحفيين والعاملين في المحطات الإذاعية والتلفزيونية وتنوع آرائهم وتحليلاتهم، إلا أنها جميعها تجري تحت إطار عام محدد يصب في خدمة الهدف الصهيوني وتسويغ كل الممارسات الصهيونية. إن الإعلام الصهيوني المدعم بالآلة الإعلامية الغربية الموجه للعرب يحاول أن يصل بهم إلى الاقتناع بعدم جدوى خيار المقاومة لتحقيق هدف نهائي يتمثل بالمضي بهم إلى قمة اليأس من إمكانية التخلص من الأوضاع التي يفرضها عليهم التفوق الإسرائيلي التقني والعسكري، ومن ثم تحطيم أي أمل في نفوسهم بإمكانية تغيير الواقع أو حتى التفكير في تحسين الظروف الذاتية والموضوعية التي من الممكن أن تحقق لهم استعادة حقوقهم كاملة. وكان إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يرى أن السياسة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية يجب أن تنطلق من أن "إسرائيل" قد أصبحت حقيقة ثابتة في المنطقة العربية، وأن مهمتها تتجسد في مواجهة العرب بتلك الحقيقة على الصعيد العالمي، وتوضيح مقدار عجز العرب في تغيير هذه الحقيقة المؤكدة التي يجب أن يقروا بها ويتصرفوا على ضوئها. وفي ظل الأوضاع السائدة اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومع استمرار انتفاضة الأقصى، ونتيجة لاهتزاز صورة الكيان الصهيوني في أكثر من مكان في العالم الذي يشاهد المجازر الوحشية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، رأت الحكومة الإسرائيلية ضرورة إعادة ترميم تلك الصورة بمساعدة وسائل الإعلام الغربية بتقديم المسوغات اللازمة لتبرير ما تقوم به من ممارسات لمواجهة العنف الفلسطيني كما تسميه، وقامت الحكومة الإسرائيلية بتوجيه دعوات لكبار الصحفيين الذين لهم حضور قوي في بلدانهم على نفقتها ضمن برنامج تم إعداده مسبقاً، وتعمل على إعادة صياغة نظرتهم للأمور وفقاً لمنظارها وترتب لهم لقاءات مع عائلات القتلى الصهاينة الذين سقطوا في العمليات الاستشهادية لممارسة نوع من الضغط والتأثير المعنوي عليهم ومن ثم عكسه من خلالهم على الجمهور في بلدانهم. إنه هدف آلة إعلامية هائلة تريد قلب الحقائق وصياغتها من جديد لتقديم القاتل بصورة الضحية، وتحويل الفعل الوحشي إلى فعل مبرر لدى الرأي العام الذي يراد إعادة تشكيله من جديد بهدف إحداث التأثير المقصود، مستخدمة تقنيات دعائية متطورة تلقى الدعم والتأييد من الغرب الرسمي، ولاسيما الولايات المتحدة، ألم يقل جورج بوش الابن إن شارون رجل سلام!!. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 مارس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 مارس 2003 الخط التفاوضي أثبت فشلاً ولا بديل عن المقاومة بهجت أبو غربية شيخ المناضلين الفلسطينيين: صحيفة البيان الإماراتية 12/3/2003 أكد بهجت أبو غربية شيخ المناضلين الفلسطينيين رفضه لوقف الأعمال المسلحة للانتفاضة قائلاً: إن الخط التفاوضي فاشل وأن العدو راكم مكاسبه من خلاله. وأوضح أبو غربية أن وقف العمليات الاستشهادية والمسلحة ضد الإسرائيليين لن يؤدي إلى رضا العالم الغربي عنا، فالإعلام الغربي والإسرائيلي سيظل يضعنا في زاوية حرجة حتى نستسلم بشكل كامل. وأضاف أن الرهان على القطار الأميركي كان أكبر خطأ ارتكبته القضية الفلسطينية، فواشنطن لا تتدخل إلا حينما يعاني العدو الصهيوني من مشكلة وذلك لإنقاذه منها. وهذا نص الحوار: http://palestine-info.info/arabic/palestod...ecent/heoar.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان