اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

امريكا تجهز كرازاي مصري


عبده بيه

Recommended Posts

قرأت سيناريو امريكي وليس بجديد هل تستطيع امريكا ان تنشر سياستها كما تنشر الهامبورجر

الخبر عن جريدة الاسبوع

اليكم المقال

قبل اختطاف منصب رئيس مصر

هل يحل العسكر في مواجهة النموذج الأمريكي؟

خالد محمد علي

هل يعود العسكر لحكم مصر في مرحلة ما بعد الحكم الحالي؟ وهل تسمح المعطيات الدولية القائمة علي الديمقراطية والحرية وصعود المجتمع المدني بعودة العسكر لحكم أكبر دولة عربية والأكثر تأثيرا من بين دول القارة السمراء والعالم الإسلامي؟ وهل توقفت 'إسرائيل' العدو التاريخي لمصر عن الدفع بقادتها العسكريين لحكم الدولة التي توصف بأنها واحة الديمقراطية في المنطقة؟

عندما التقي الداهية الأمريكي هنري كسينجر مع نظيره السوفيتي اندريه جروميكو عام 75 قال الوزير السوفيتي مفاخرا: لقد كسبنا منكم الأسد في سوريا فرد كسينجر: ولكننا كسبنا الملك في القاهرة.. وكان السادات قد ارتمي في أحضان واشنطن. أمريكا إذن تراهن دائما علي ملك المنطقة العربية ولا تترك مصير حكمه للظروف أو للصدف أو حتي لأصحاب البلاد. ولأن الدولة الكبري شاخت وتاهت مثلما حدث لرئيسها الذي تمرض بلادنا لمرضه وتصح لصحته تعتبر الآن فريسة سهلة للنموذج الأمريكي الذي يضع خططه للحكم في غرف قيادة أجهزة المخابرات والأمن.

b1.GIFوقد جرت العادة دائما أن تظهر مراكز قوي متعددة أثناء ضعف نظام الحكم إلا أن ما يحدث في مصر أصاب المراقبين بحيرة شديدة حيث تتساوي جميع الاحتمالات والسيناريوهات ولا تبرز قوة واحدة يمكنها حسم الأمر وإنهاء الأمر لصالحها حتي الشعب يكتفي بتدبر الأمر في المقاهي والمواصلات العامة وكل يدعي أنه الخبير العالم ببواطن الأمور.

وعلي مستوي القوي السياسية -سواء كانت حزبية أو تيارات أخري- لا يوجد علي المشهد السياسي المصري سوي تيار الإخوان المسلمون وهم فقط مجموعة منظمة تعرف فروض الطاعة لقادتها دون أن تكون لديهم مشاركات حقيقية في المعترك السياسي الداخلي بشكل عام والخارجي بشكل خاص، تقول نتائجها إنهم مؤهلون لقيادة المرحلة القادمة، وقد شكل تخبط تصريحات بعض قادة الإخوان مؤشرا لمدي غياب البعدين السياسي والفكري لدي القيادة.. وهو ما وضعهم في أفضل الظروف علي رأس جماعة رعاية اجتماعية وأخلاقية لا يمكنها بأي حال أن تقود دولة كبري بحجم مصر.

وعلي الرغم مما يقال حول حوارات أمريكية مع الجماعة إلا أنها مازالت أقوالا مرسلة لا تستند لتوثيق كما أن الواقع يكذبها لعدم وجود تأثير حقيقي للجماعة ومن ثم لا تصلح كاختيار أمريكي أو حتي اختيار شعبي.

كما أن غياب بديل حقيقي في السلطة والشارع أصاب الإدارة الأمريكية بحيرة وتخبط كانا وراء محاولات البحث بين نشطاء المجتمع المدني تارة ودعم فكرة التوريث تارة ثانية، ومحاولات لم تنجح في الحوار مع عدد من رموز الإخوان وكان سبب الفشل إصرار الجماعة علي أن يتم الحوار بمعرفة رجال الحكم في مصر وهو ما يستحيل تنفيذه لأن الحكم لا يمكن أن يرتب لرحيله.

وعلي مستوي أطراف السلطة يبقي الترقب هو سيد الموقف فهناك مجموعة الحرس القديم: صفوت الشريف وأحمد فتحي سرور ود. زكريا عزمي لا يملكون القدرة علي التفكير في بديل رئيسي موجود لأن شرعية وجودهم تظل في بقاء الرئيس وليس في رحيله، وربما يفكرون فقط في كيفية إطالة عمر الرئيس وبالتالي إطالة فترة بقائهم في السلطة، المجموعة الجديدة بزعامة جمال مبارك الابن أيضا لا يمكنها أن تناقش عمليا وبصراحة وريث الرئيس فلا يجرؤ أحد منهم علي الحديث عن 'ما بعد مبارك' وهم يتصرفون أيضا بطريقة 'المترقب' الذي ينتظر الأفعال ولا يشارك فيها.

وأمام هذه الحالة الفريدة في تاريخ مصر تحاول الإدارة الأمريكية 'تجهيز' رئيس ماركة كرازاي أو نوري المالكي لا يحظي بدعم الجيش أو الأجهزة الأمنية أو الشعب وهي الشروط الأمريكية في اختيار رئيس مصر القادم لأنها الطريق الوحيد لتفكيك أكبر دولة مركزية في التاريخ.

رئيس مصر كان دائما هو الفرعون الإله الذي يدين له كل من ولد علي بر المحروسة ولاء يأخذ أشكالا مختلفة تشبه عملية الولاء للوطن.

ويدرك هؤلاء أن تفكيك مصر يجيء عبر تفكيك الولاء للسلطة دون المرور بعملية مخاض ديمقراطي، ولأن النظام في أضعف حالاته فالإدارة الأمريكية تبحث القيام بعملية تسليم وتسلم للسلطة في البيت الأبيض وتسعي إلي كسب مباركة النظام الحالي يضمن أن يقوم رجال الحكم الحاليون بحراسة رجال الحكم القادمين.

إذن نحن في مرحلة استعمار حقيقية وعلانية لا تشبهها في التاريخ إلا مراحل الحكم المملوكي عندما كان المماليك يختارون حاكم مصر بعيدا عن المصريين.

أمام هذا النموذج الأمريكي وتلك الحالة من الاهتراء المصري لم يتبق للمصريين كبديل مستقبلي فيما بعد الرئيس إلا طريق انقاذ واحد يخالف كل التوقعات ويتصادم مع الأجندة الأمريكية والغربية بل في جزء منه مع اشتراطات الديمقراطية وهو الخيار العسكري المدعوم من الأجهزة الأمنية، القوي المنظمة والوحيدة المتماسكة في مصر الآن هي الجيش والأجهزة الأمنية كما أن الفكرة الوطنية والنزعة الاستقلالية مازالت تشكل روح أفرادها ووجود قائد عسكري علي رأس الحكم في إسرائيل ومحاولة اختطاف منصب رئيس مصر أمريكيا وظهور معالم الفوضي الخلاقة وغياب بديل سياسي وطني جميعها أسباب تدفع في اتجاه بديل عسكري يشكل طوق نجاة لم يكن مقبولا ابدا في الظروف العادية.

ولا يشكل البديل العسكري في مرحلة ما بعد الرئيس نظام حكم بقدر ما يمثل مرحلة انقاذ مؤقت يكون أشبه بلجنة وطنية تجهز لمرحلة جديدة وتشرف علي عملية انتقال السلطة إلي قيادة مدنية يتم اختيارها مصريا بنسبة مائة بالمائة دون تدخل أي طرف خارجي أو التأثر بحجم دعاية أمريكية مدفوعة الثمن تملك القدرة علي صناعة أباطيل تشبه الحقيقة وكأنها السحر ولا تبدو حجة الارتداد بحكم مصر قوية أمام قبول حقيقي عند الشارع لرجال الجيش الذين تحتفظ الذاكرة الجمعية لهم بذاكرة مليئة بالفخر والنزاهة، كما أن حالات الفساد المرعبة التي تم زرعها في كل بقعة من البلاد تحتاج بالفعل إلي صرامة في مواجهتها.

الاختيار أو البديل العسكري في مواجهة النموذج الأمريكي إذن هو اختيار لمواجهة استعمار الخارج والداخل وهو اختيار خلقته سيطرة وهيمنة الحزب الواحد التي أغلقت النوافذ أمام أي محاولة لظهور قائد أو زعيم سياسي أو حزب قادر علي إنتاج كوادر وطنية، كما ساعدت عليه الإدارة الأمريكية التي تتحرك دائما خلف من يدين بالولاء لها وهي تغض النظر عن فساده الأخلاقي أو كفاءته السياسية.

وكما هي الأقدار دائما ما تقف مع مصر عندما يتهددها الخطر لابد أن تعود لمركزيتها حتي لو كانت علي حساب حريتها لالتقاط أنفاسها من جديد ولكن اشتراطات المجتمع الدولي ارتفاع أصوات الإعلام بأشكاله المختلفة وخاصة الفضائيات جعلت العودة إلي نظام حكم عسكري مستبد مستحيلة فلا يملك أي نظام عسكري قادم أن يفتح المعتقلات أو يقيد الحريات لأنه سيكون مادة شديدة الثراء للفضائيات إن هو اقترب من هذه المحرمات، كما أن لعبة الإعانات والاستثمارات والحصار لن تسمح ببقاء أي عسكر في الحكم لمدة تزيد علي الفترة الانتقالية التي تفصله عن حكم مدني مستقر بانتخابات ديمقراطية.

عبده بيه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...